ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء السابع 110

ثـم ثـنى بـرأس عمرو iiفأثنى      جـبـرئيل مـهـللا iiاجــلالا
فـانثنى بالفخار من نصرة iiالدي      ن عـلى الـشرك باسمه iiمختالا
وبـأحد  اذ أسـلم المسلمون iiال      مـصطفى فـيه غدرة iiوانخزالا
فـأحاطت بـه أعـاديه iiوانـثا      لـت  عـليه من الجهات iiأنثيالا
عـجب  مـن عـصابة iiأخرته      بـسـواه  لـغـيها اسـتـبدالا
أخـرته عـن منصب أكمل iiالل      ه بــه الـدين يـومه iiاكـمالا
ضـرب  الله فـوق قـبر iiعلي      عـن جـميل الرواق منه iiجمالا
قـبة  صـاغها الـقدير iiلافـلا      ك  الـسموات شـاهدا iiومـثالا
أرخـت الشمس فوقها حلية iiالنو      ر  بـهـاء وهـيـبة iiوجـلالا
شـعب من شعاعها ارتسمت iiفي      فـلك الـنيرات نـورا iiتـلالى
وضـريح بـه تـنال iiالامـاني      وبــه تـدرك الـعفاة الـنوالا
يـا أخا المصطفى الذي قال iiفيه      يـوم  خـم بـمشهد مـا iiقـالا
لو  بعينيك تنظر السبط يوم iiالط      ف  فـردا والجيش يدعو النزالا
حـاربـوه  بـعـدة iiوعـديـد      ضـاق فيه رحب الفضاء iiمجالا
حـلـوه  عـن الـمباح iiورودا      وســقـوه أسـنـة iiونـبـالا
فـتـحامت  لـه حـمية iiديـن      فـتية سـامروا الـقنا iiالـعسالا
ثـبـتوا  لـلوغى فـلله iiأقـوا      م  تـراهم عـند الـكفاح iiجبالا
وأضـافوا  عـلى الدروع iiقلوبا      مـن حـديد كـانت لهم iiسربالا
لـيـس فـيهم الا أبـي iiكـمي      يرهب الجيش سطوة حيث صالا
عانقوا الحور في القصور iiجزاء      لـنحور عـانقن بـيضا iiصقالا
وغـدا واحـد الـزمان وحـيدا      فـي  عدى كالكثيب حيث iiانهالا
مـفردا يـلحظ الاعـادي iiبعين      وبـعين  يـرنو الـخبا iiوالعيالا

ادب الطف ـ الجزء السابع 111

شـد فـيهم وهـم ثـلاثون iiألفا      فـي صـفوف كالسيل لما iiسالا
نـاصـراه  مـثـقف iiوحـسام      مـلك  الـموت حـده iiالآجـالا
ضـاربا  مـهره أرائـك iiنـقع      فـوقه  مـثل ما ضربن iiوصالا
وهـوى  الأخـشب الاشم iiفمال      العرش  والارض زلزلت زلزالا
ورأت  زيـنب الـجواد iiخـليا      ذا  عـنان مـرخى وسرج iiمالا
مـعلنا  بـالصهيل ينعى ويشكو      أمـة  بـالطفوف سـاءت فعالا
فأماطت خمارها من جوى iiالثكل      ونــادت  وآسـيـدا وآثـمالا
يـا  جـواد الحسين أين iiحسين      أيـن مـن كان لي عمادا iiظلالا
أيـن حـامي حماي عقد iiجماني      مـن تـسنمت فـي ذراه الدلالا
أيـن لـلدين مـن يـقيم iiقـناه      حـيث  مـالت ويـنجح iiالآمالا
واسـتغاثت  بـربها ثـم iiجرت      نـحـو أشـلاء نـدبها iiأذيـالا
ثـم أومـت لـجدها iiوالـرزايا      أسـدلت  دون نـطقها iiاسـدالا
جـد  يـا جـد لو رأيت iiحسينا      أي هـيجاء مـن أمـية iiصالى
مـستغيثا  هـل راحم أو iiمجير      يـستقي  لابـنه الرضيع iiزلالا
فـسقاه ابن كاهل وهو في حض      ن  أبـيه عـن الـزلال iiنصالا
لو ترى السبط في البسيطة دامي      الـنحر  شـلوا مـبددا iiأوصالا
عـاريا  بالعرى ثلاثا وتأبى iiال      وحـش مـن هـيبة له أن تنالا
حـنـطته  وكـفنته iiالـسوافي      غـسـلته دمــاؤه iiاغـسـالا
ورؤوسـا  عـلى الرماح أمالت      هـا  ريـاح السما جنوبا iiشمالا
أضـرموا الـنار في خبانا فتهنا      مـعولات بـين الـعدى iiأعوالا
مـا لـهذا الحادي المعنف iiبالاد      لاج  لا ضـجـرة ولا iiامـهالا
فـتـشاكين  حـسرة iiوالـتياعا      وتـبـاكين بـالـزفير iiوجـالا

ادب الطف ـ الجزء السابع 112

ومن قصائده في الامام الحسين عليه السلام قصيدته التي مطلعها:

يا كربلاء فهل دريت بمن على     أكناف أرض الغاضرية خيما

من كل أروع تنتمـي أحسـابه     لوسيم مجد في مراتـبه سما

وله يذكر أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام:

هـيهات أن تجفو السهاد iiجفوني      أو  أن داعـية الاسـى iiتجفوني
وأرى الخوامس في الهواجر كلما      حـنت  لـورد فهو دون iiحنيني
كـلا  ولا الـورقاء ريع فراخها      عـن  وكـرهن أنـينها iiكأنيني
أنى ويوم الطف أضرم في الحشا      جـذوات وجـد من لظى iiسجين
يـوم أبـوالفضل استفزت iiبأسه      فـتيات فـاطم مـن بني iiياسين
فـي  خـير انصار براهم iiربهم      لـلـدين  أول عـالم iiالـتكوين
فـرقى  على نهد الجزارة iiهيكل      أنـجبن فـيه نـتائج iiالـميمون
مـتقلدا  عـضبا كـأن iiفـرنده      نـقش الاراقم في خطوط iiبطون
وأغـاث  صـبيته الظما iiبمزادة      مـن  ماء مرصود الوشيج معين
مـا ذاقـه وأخـوه صـاد iiباذلا      نـفسا بـها لاخـيه غير iiضنين
حـتى  اذا قـطعوا عليه iiطريقه      بـسداد جـيش بـارز iiوكـمين
وكـتائب  مـشحونة iiمـشحوذة      مـن يـوم بدر أشحنت iiبضغون
فـثنى مكردسها نواكص iiوانثنى      بـنفوسها سـلبا قـرير عـيون
أقـرى  السباع لحومها وعظامها      فـي  مـقفر بـنجيعها iiمشحون
ودعـته  أسـرار القضا iiلشهادة      رسـمت لـه في لوحها iiالمكنون
حـسموا يديه وهامه ضربوه iiفي      عـمد  الـحديد فخر خير iiطعين

ادب الطف ـ الجزء السابع 113

ومـشى  اليه السبط ينعاه iiكسرت      الان ظـهري يـا أخـي ومعيني
عـباس كـبش كـتيبتي وكنانتي      وسـري  قومي بل أعز حصوني
يـا  سـاعدى في كل معترك iiبه      أسـطو  وسـيف حمايتي iiبيميني
لمن  اللوى اعطى ومن هو iiجامع      شـملي  وفي ضنك الزحام iiيقيني
أمـنازل الاقـران حـامل رايتي      ورواق أخـبيتي وبـاب iiشؤوني
لـك  مـوقف بالطف أنسى iiأهله      حـرب الـعراق بـملتقى iiصفين
فـرس كـشفت بها الشريعة iiانها      عـادت  الـي بـصفقة iiالمغبون
فـمضيت  مـحمود النقيبة iiفائزا      بـحرير  سـندسها وحـور عين
وتـركتني بـين العدى لا iiناصر      يـحمي حـماي ولا يحامي iiدوني
رهـن  الـمنية بـين آل iiأمـية      مـا حـال مـفقود العزيز iiرهين
عـباس تـسمع زينبا تدعوك iiمن      لـي  يا حماي اذا العدى iiسلبوني
أولـست  تـسمع ما تقول iiسكينة      عـماه يـوم الاسـر من iiيحميني
كـان الـرجا بك أن تحل iiوثاقهم      لـي بـالحبال الـمؤلمات iiمتوني
وتجيرني في اليتم من ضيم العدى      الـيوم خـابت في رجاك iiظنوني
عـماه ان أدنـو لـجسمك iiابتغي      تـقـبيله  بـسياطهم iiضـربوني
عـماه  مـا صبري وأنت iiمجدل      عـار  بـلا غـسل ولا iiتـكفين
مـن  مـبلغ أم الـبنين iiرسـالة      عـن  والـه بـشجائه iiمـرهون
لا تـسأل الـركبان عـن iiأبنائها      فـي كـربلاء وهـم أعـز iiبنين
تـأتي لارض الطف تنظر iiولدها      كـابين بـين مـبضع iiوطـعين

ادب الطف ـ الجزء السابع 114

الشيخ الفتوني

وفاته 1278

قال في منظومته عن الحسين عليه السلام:

وقـام  بـالأمر أخوه iiالاصغر      وهـو الـحسين السيد iiالمطهر
وهـو يـكنى بـأبي iiعـبدالله      لـقب  بـالشهيد فـي علم الله
مـيلاده الـخميس في الازمان      لـخمسة خـلون مـن iiشعبان
قـد حـملته بـضعة iiالرسول      سـتة  أشـهر عـلى iiالمنقول
فـي طيبة ولادة الزاكي النفس      تاريخه  المولود من غير iiدنس
وولــده  عـلـي الـشـهيد      بـالطف  وهـو الاكبر iiالعميد
ثـم  عـلي الامـام iiالـمعتمد      وشـهر  بـانويه أم ذا iiالـولد
ثـم  عـلي الاصغر ابن iiليلى      وهـو  الـشهيد مع أبيه iiطفلا
وجـعـفر  وأمـه iiقـضاعيه      كـذاك  عـبدالله نجل iiالناعيه
سـكينة  بـنت الرباب iiزينب      فـاطمة مـن الـبنات iiتحسب
أزواجـه خمس عدا iiالسراري      وبـابه  الـرشيد ذو iiالـمقدار
وفـاته مـن طـف iiكـربلاء      بـسيف شمر المظهر iiالبغضاء
وذاك فـي الـسبت أو iiالاثنين      وجمعة ، خذ وسط القولين 
(1)

(1) أقول مما توصلنا اليه في بحثنا ودراستنا ان اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام هو يوم الجمعة عاشر محرم الحرام ولنا على ذلك أكثر من دليل:

ادب الطف ـ الجزء السابع 115

1 ـ ان الحسين عليه السلام نزل كربلاء يوم الثاني من المحرم ـ وكان يوم الخميس ـ كما نص عليه جل المؤرخين بل كلهم ، وقتل يوم العاشر فيكون يوم الجمعةهو يوم مقتله.

2 ـ صرح المؤرخون ان الحسين قد خرج من مكة يوم الثلاثاء يوم الثامن من ذي الحجة ، فيكون يوم الثلاثين هو يوم الاربعاء وهو اول يوم من المحرم لان شهر ذي الحجة كان ناقصا.

3 ـ روى المفيد في الارشاد وسائر ارباب المقاتل ان عمر بن سعد نهض لحرب الحسين عشية يوم الخميس لتسع مضين من المحرم ونادى يا خيل الله اركبي وبالجنة ابشري ، والحسين جالس أمام بيته محتبيا بسيفه اذ خفق برأسه على ركبتيه ، فسمعت اخته الضجة فدنت من أخيها فقالت: يا أخي أما تسمع الاصوات قد اقتربت الى ان طلب الحسين منهم تأجيله ليلة واحدة وهي ليلة الجمعة فيكون صباح الجمعة هو يوم الواقعة.

4 ـ ذكر أرباب المقاتل ان ابن سعد كتب الى ابن زياد يوم الثامن من المحرم وهو يوم الاربعاء ، فعلى هذا يكون مقتله يوم الجمعة.

5 ـ جاء في كثير من أخبار أهل البيت في ظهور مهدي آل محمد (انه يظهر يوم الجمعة يوم مقتل الحسين).

6 ـ ذكر الخوارزمي في (مقتل الحسين) ج 2 ص 47 قال: وذكر السيد الامام أبو طالب ان الصحيح في يوم عاشوراء الذي قتل فيه الحسين وأصحابه رضي الله عنهم انه كان يوم الجمعة سنة احدى وستين ، وقال السيد الامين في (لواعج الاشجان): وأصبح ابن سعد في ذلك اليوم وهو يوم الجمعة أو يوم السبت فعبأ اصحابه. وقال الشيخ عباس القمي في (نفس المهموم): قتل الحسين يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة احدى وستين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه ، وسنه يومئذ ثمان وخمسون سنة ، وقيل ان مقتله كان يوم السبت وقيل يوم الاثنين والاول أصح ، قال أبو الفرج: وأما ما تقوله العامة انه قتل يوم الاثنين فباطل ، هو شيء قالوه بلا رواية ، وكان اول المحرم الذي قتل فيه هو يوم الاربعاء ، أخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر المزيجات واذا كان كذلك فليس يجوز ان يكون اليوم العاشر من المحرم يوم الاثنين وهذا دليل صحيح واضح تنضاف اليه الرواية ـ الى اخر ما قال.

ادب الطف ـ الجزء السابع 116

فـي يـوم عاشورا مضى محزونا      وعـمـره الـثـمان والـخمسونا
قـتل الـشهيد السبط جسمي iiأنهكا      قـد  جـاء فـي تاريخه حد iiالبكا
مـرقده  الـطف مـع iiالانـصار      والراس عند المرتضى الكرار 
(1)

أقول الظاهر من قوله: والرأس عند المرتضى الكرار. انه يختار رواية دفن الراس الشريف عند أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام مع ان الروايات في الرأس مختلفة وأكثرها معتبرة ، فقال جماعة انه في النجف عند أبيه أميرالمؤمنين ، ذهب اليه بعض علماء الشيعة استنادا الى أخبار وردت بذلك في الكافي والتهذيب وغيرهما من طرق الشيعة عن الائمة عليهم السلام وفي بعضها ان الامام الصادق عليه السلام قال لولده اسماعيل: انه لما حمل الى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أميرالمؤمنين ، وهذا القول مختص بالشيعة ، وعقد له في«الوسائل» بابا مستقلا عنوانه: باب استحباب زيارة رأس الحسين عند قبر أمير المؤمنين واستحباب صلاة ركعتين لزيارة كل منهما. وفي الكافي عن ابان بن تغلب قالت كنت مع أبي عبدالله عليه السلام فمر بظهر الكوفة فنزل فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ، ثم سار قليلا فنزل فصلى ركعتين ، ثم قال هذا موضع قبر أميرالمؤمنين ، قلت جعلت فداك والموضعين الذين صليت فيهما ، فقال موضع رأس الحسين وموضع

(1) أخذنا هذه القطعة من كتاب (سمير الحاضر وأنيس المسافر). مخطوط العلامة الجليل الشيخ علي كاشف الغطاء ، الجزء الرابع منه. والمنظومة تستوعب أحوال المعصومين بأجمعهم صلوات الله عليهم.

ادب الطف ـ الجزء السابع 117

منزل القائم المائل. قال: ولعل موضع القائم المائل مسجد الحنانة قرب النجف.

وعن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله(ع) في حديث انه ركب وركبت معه حتى نزل الذكوات الحمر وتوضأ ثم دنى الى أكمة فصلى عندها وبكى ثم مال الى أكمة دونها ففعل مثل ذلك ثم قال: الموضع الذي صليت عنده أولا موضع أميرالمؤمنين والاخر موضع رأس الحسين عليه السلام.

القول الثاني ان الرأس الشريف دفن بالمدينة المنورة عند قبر أمه فاطمة عليها السلام وأن يزيد أرسله الى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فدفن عند أمه الزهراء ، حكاه سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن طبقات ابن سعد.

القول الثالث ان الرأس الشريف بالشام حكاه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن سعد في الطبقات انه بدمشق ، حكى ابن أبي الدنيا قال وجد رأس الحسين عليه السلام في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس 1 عند البرج الثالث مما يلي المشرق ، وكأنه هو المعروف الان بمشهد رأس الحسين عليه السلام بجانب المسجد الاموي وهو مشهد مشيد معظم.

القول الرابع ان الرأس الشريف بمصر نقله الخلفاء

(1) الفراديس بلغة الروم البساتين.

ادب الطف ـ الجزء السابع 118

الفاطميون من باب الفراديس الى عقلان (1) ثم نقلوه الى القاهرة وله فيها مشهد معظم يزار والى جانبه مسجد عظيم والمصريون يتوافدون الى زيارته أفواجا رجالا ونساء ويدعون ويتضرعون عنده.

القول الخامس انه أعيد الى الجسد الشريف بكربلاء ، قال السيد ابن طاوس في الملهوف على قتلى الطفوف: وكان عمل الطائفة على هذا المعنى ، قال الشيخ المجلسي: المشهور بين علمائنا الامامية انه أعيد الى الجسد وعن المرتضى في بعض مسائله انه رد الى بدنه بكربلاء من الشام . وقال الطوسي: ومنه زيارة الاربعين . وهذا القول ذكره العامة والخاصة.

أقول وقد كتب في هذا الموضوع سيدنا البحاثة المعاصر السيد محمد علي القاضي سلمه الله وأشبع البحث دراسة وتحقيقا بكتاب ضخم طبع مستقلا .

وجاء في كتاب (الحسين) لمؤلفه على جلال الحسيني ما نصه: وفي الجملة ففي أي مكان كان رأسه فهو ساكن في القلوب والضمائر قاطن في الاسرار والخواطر ، أنشدنا بعض أشياخنا:

لا تطلبوا المولى الحسين بشرق أرض أو بغرب

ودعوا الجميع وعرجـوا نحوي فمشهده بقلبـي

(1) عقلان : مدينة كانت بين مصر والشام ، والان هي خراب.

ادب الطف ـ الجزء السابع 119

قال السيد المقرم من معاصرينا في كتابه (مقتل الحسين): البيتان لابي بكر الالوسي وقد سئل عن موضع رأس الحسين فأجاب بهما.

أقول وللحاج مهدي الفلوجي بهذا المعنى.

لا تطلبوا رأس الحسين فانه     لا في حمى ثاو ولا في واد

لكنما صفوا الولاء يـدلكـم     في أنه المقبور وسط فؤادي

ويطيب لي أن أذكر بيتين قيلتا في رأس نصب على رأس رمح وهما:

هامة في الحياة طاولـت الشهـب      وما نالها هبوب الرياح

أنفت بعد موتها الترب ، فاختارت      لها مسكنا رؤوس الرماح

ادب الطف ـ الجزء السابع 120

الشيخ حسين الفتوني هو العالم الاديب الشاعر حسين بن علي بن محمد بن علي بن محمد التقي بن بهاء الدين العاملي الحائري.

كان أحد الاعلام المبرزين بمعرفة الادب والنحو وكان شاعرا مجيدا جليل القدر كثير الاطلاع ، ذكره أصحاب السير والتراجم منهم شيخنا العلامة صاحب الذريعة أعلى الله مقامه بقوله: ولد في كربلاء ونشأ بها وله آثار منها (الدوحة المهدية) في تواريخ الأئمة المعصومين عليهم السلام وهي ارجوزة عدتها تاريخ نظمها وهي (1287) بيتا نظمها بنفس السنة رأيتها في مكتبة الشيخ محمد السماوي في النجف كما ذكرناه في الذريعة ج 8 ص 274 ـ 275 والمظنون ان جده التقي بن بهاء الدين شقيق الشيخ مهدي بن بهاء الدين الفتوني شيخ السيد مهدي بحر العلوم وظاهر أن وفاة المترجم بعد هذا التاريخ.

وذكره صاحب كتاب (ماضي النجف وحاضرها) قال:

كان حائري الولادة والمسكن وهو من الادباء الفضلاء ومن أشهر رجال هذه الاسرة وهو صاحب المنظومة المشهورة في تواريخ الأئمة وولاداتهم ووفياتهم وتعداد أزواجهم وأولادهم رتبها على مقدمة وأربعة عشر بابا وخاتمة تشتمل على ألف ومائتين وثمانية وسبعين بيتا قال في أولها:

الحمـد لله العليـم الاحد     القادر الحـي القـديم الابـدي

العلم والقـدرة عين ذاته     والصدق والادراك من صفاته

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث