ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء السابع 132

الا ليشهد عشر كل محرم     بالطف مأتم آل بيت محمد

وقال أيضا في شهر المحرم مخمسا لهذه الابيات:

قد سل نصل محرم من غمده     يفري قلوب الطاهرات بحده

كيف التجلـد والعزا من بعده     ان الاثير على تقـادم عهده

بغدوه ورواحه المتعدد

 لما رأى بالعين من حدثانه     رأس الحسين بدا برأس سنانه

والشلو منه مقطعا بطعانه     ما كرر الاعوام فـي دورانه

وبدوره الايام لم تتجدد

 ودموعه من عينه لم تسجم     وبكاؤه من رعده لم يصرم

ولهيبه من برقه لم يضرم     الا ليشهد عشر كل محرم

بالطف مأتم آل بيت محمد

وقال عبدالباقي العمري ـ رواها الالوسي في شرح القصيدة العينية:

يـا عاذل الصب في iiبكاه      بالله  سـاعفه فـي iiبكائك
فـانه مـا بـكى وحـيدا      على بني المصطفى أولئك
بـل انـما قد بكت iiعليهم      الـجن  والانس iiوالملائك

وقال:

لا تلمنـي ان قلـت للعيـن سحى     بدموع على الحسين وجودي

كل من في الوجود يبكي على من      جـده كـان علـة للـوجود

 

ادب الطف ـ الجزء السابع 133

وقال:

لي كل يوم عويل     على الحسين ومأتم

عليه حزني طويل     أتـم عمري وما تم

وقال:

نحن أناس اذا ما     قد حل شهر المحرم

فكل شيء علينا      سـوى البكاء محرم

وقال في هلال المحرم متذكرا ما حل فيه من قتل أهل بيت النبي عليهم السلام:

هل المحـر فاستهـل بعبرة     طرفى على فقدان أشرف عترة

فتيقظت مني لواعـج حسرة     وتنبهت ذات الجـنـاح بسحرة

في الواديين فنبهت أشواقي

 أخذت تردد بالغـنـاء عـلى فنـن     وأخذت أنشدها رثاء ذوي المحـن

فبكت معي فقد الحسين أخي الحسن       ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن

يعقوب والالحان عن اسحاق

 هي لم تكن ببني النبي مصابة     مثلي لتندب بالطفوف عصابة

اني اتخذت رثا الحسين مثابة       أنى تباريني جـوى وصبابة

وكأبة وأسى وفيض مآق

 وعلى شهيد الطف حشو ضمائري     كمد أحاط بباطنـي وبظـاهـري

أو تدرك الورقاء كنـه سـرائري      وانا الذي أملي الهوى من خاطري

وهي التي تملي من الاوراق

ادب الطف ـ الجزء السابع 134

وقال وقد وقف على شاطئ الفرات متذكرا ما جرى على أبناء الرسول:

بعدا لشطك يا فـرات فـمـر لا     تحلو فانك لا هنـي ولا مـري

أيسوغ لي منك الورود وعنك قد      صدر الامام سليل ساقي الكوثر

وقال عند أول وقفة وقفها على أعتاب باب حضرة أبي تراب:

يـا  أبـا الاوصياء أنت iiلطاها      صـهره وابـن عـمه iiوأخـوه
ان لـلـه فـي مـعانيك سـرا      أكـثر  الـعالمين مـا iiعـلموه
أنت ثاني الآباء في منتهى الدور      وآبـــاؤه  تــعـد iiبـنـوه
خـلق  الله آدمـا مـن iiتـراب      فـهو ابـن لـه وأنـت iiأبـوه

وقال في مدح الامام النازلة في رفعة قدره آية ويطعمون الطعام:

وسـائل  هـل أتى نص بحق iiعلي      أجـبته هـل أتـى نص بحق iiعلي
فـظنني  اذ غـدا مـني الجواب له      عين السؤال صدى من صفحة الجبل
ومـا درى لادرى جـدا ولا iiهـزلا      انـي بـذاك أردت الـجد iiبـالهزل

وقال عندما جرت به السفينة في الفرات بقصد زيارة قبر أمير المؤمنين ويعسوب الدين في النجف الاشرف:

بـنا  مـن بنات الماء للكوفة iiالغرا      سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى
تـمد جـناحا مـن قـوادمه iiالصبا      تـروم  بـأكناف الـغري لها وكرا
جـرت  فجرى كل الى خير iiموقف      يـقول لـعينيه قـفا نبك من ذكرى

ادب الطف ـ الجزء السابع 135

وكــم  غـمرة خـضنا الـيه iiوانـما      يـخوض  عباب البحر من يطلب iiالدرا
تـؤم ضـريحا مـالضراح وان iiعـلا      بـأرفـع مـنـه لا وسـاكـنه iiقـدرا
حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى      عـلي الـذرا بـل زوج فاطمة iiالزهرا
مـقـام عـلـي كــرم الله iiوجـهـه      مـقام عـلي رد عـين الـعلا iiحـسرا

وقال وهو سائر ليلا من كربلاء المقدسة للنجف الاشرف:

ولـيـلة حـاولـنا زيـارة iiحـيدر      وبـدر  دجـاها مختف تحت iiأستار
بـأدلاجنا  ضـل الـطريق iiدلـيلنا      ومـن  ضـل يستهدي بشعلة iiأنوار
فـلما تـجلت قـبة الـمرتضى iiلنا      وجدنا الهدى منها على النور لا النار

وقال يصف الصندوق العلوي والقفص الذي يمثل ضريح الامام عليه السلام:

الا ان صندوقا أحاط بحيـدر     وذي العرش قد أربى الى حضرة القدس

فان لم يكن لله كرسي عرشه       فان الذي فـي ضمـنـه آيـة الكرسي

ومن قوله في أهل البيت عليهم السلام:

أهـل  الـعبا كـم لهم iiأياد      فاضت على الكون من يديهم
فـما احـتوينا ومـا iiاقتنينا      ومـا  لـدينا فـمن iiلـديهم
وحـق  من قال (ربنا iiابعث      فـيهم رسـولا يتلو iiعليهم)
انـي الـيهم أحـن iiشـوقا      أحـن شـوقا انـي iiالـيهم

ادب الطف ـ الجزء السابع 136

وقال:

يا آل من ملأ الجهات مفاخرا     وأتى بكم للكائنات مظـاهرا

وهم الذي لكم يعد نظـائـرا     ان الوجود وان تعدد ظاهرا

وحياتكم ما فيه الا انتموا

 أو ما درى اذ راح يعلن بالندا     ان الذي هو غيركم رجع الصدا

فوجدكم سر الخليقـة أحمـدا      أنتم حقيقة كـل مـوجـود بدا

وجميع ما في الكائنات توهم

وقال متضمنا آية «قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم»

على جميع البرايا     أهل العبـا قـل تعالوا

وخصصوا بمزايا     من بعضها (قل تعالوا)

وقال:

وجـدكـم يـا آل احمـد اننـي     أعد لكم حمدي ومدحي من الجد

ومثلي يراعي منه اذ شاب مفرق     بحمـدكـم سميتـه شيبة الحمد

وقال:

لا تعجبوا ان نثرت من كلمي      فـي  نعت أبناء حيدر iiدررا
لأنـني يـوم زرت iiحضرته      ومـنه قـبلت بـالشفاه ثرى
حـشا  فمي جوهرا ففهت به      مـنـتظما  تـارة iiومـنتثرا

وقال:

أنا في نعت سيد الرسل طاها     وعلي القدر الرفيع العماد

ادب الطف ـ الجزء السابع 137

والـحسين  الـشهيد بـعد iiأخيه      الـحسن الـسبط والفتى iiالسجاد
وابـنه  باقر العلوم مع iiالصادق      والـكـاظم الـعـميم iiالايـادي
وعلي الرضا وقدوة أهل الارض      بـحر  الـعطا الامـام الـجواد
وعلي  النقي والعسكري iiالمنتقى      والـمـهدي  غــوث iiالـعباد
يسكت الدهر ان نطقت iiويصغي      مـلقيا  مـسعه الـى iiانـشادي

وقال ـ وقد وقف بحضرة الامام موسى الكاظم عليه السلام:

أيا بن النبي المصطفى وابن صنوه     علي ويابن الطهر سيدة النسا

لئن كان موسى قد تقدس في طوى     فأنت الذي واديه فيـه تقدسا

وقال مرتجلا وقد وقف تجاه المرقد عائذا بأبي الرضا لائذا بجد الجواد:

نحن اذا ما عم خطب أو دجا      كـرب وخفنا نكبة من حاسد
لذنا بموسى الكاظم بن iiجعفر      الصادق بن الباقر بن iiالساجد
ابن الحسين بن علي بن iiأبي      طـالب  بـن شيبة iiالمحامد

ادب الطف ـ الجزء السابع 138

الشيخ حسين قفطان

المتوفى بعد سنة 1280

الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن نجم الملقب بـ قفطان السعدي القفطاني توفي بعد سنة 1280 بالنجف ودفن في الصحن الشريف في جهة باب الطوسي وقد تجاوز التسعين. كان شاعرا وله قصائد في رثاء الحسين عليه السلام . انتهى عن الاعيان للسيد الامين.

أقول والاسرة مشهورة بالعلم والادب والشعر وجودة الخط يتوارثونه خلفا عن سلف ولا عجب اذا برع في الشعر فالبيئة تحتم عليه ذلك أما شيخنا الشيخ آغا بزرك الطهراني فقد ذكر في (الكرام البررة) ان الشيخ حسين توفي في حياة والده الشيخ علي وذلك في حدود 1255 هـ .

وقال: توجد بعض أشعاره في مجموعة السيد يوسف بن محمد العلوي الحسيني المكتوبة 1302 رايتها في مكتبة الملك بطهران.

مرت بهذا الجزء ترجمة أخيه الشيخ حسن وابن أخيه الشيخ ابراهيم وطائفة من أشعارهم.

ادب الطف ـ الجزء السابع 139

الشيخ موسى محي الدين

المتوفى 1281

وقف على قبر الحسين عليه السلام وقال:

أسبط المصطفى المختار يا من      بـه فـي كل ما أرجو نجاحي
وحـقك لـم يكن بحماك iiمثلي      فـتى والاك مقصوص iiالجناح
أرشـني  يـا بن فاطمة iiفاني      هـزارك  في النواحي بالنواح

الشيخ موسى ابن الشيخ شريف يوسف بن محمد بن يوسف آل محي الدين الحارثي الهمداني العاملي ، وتعرف أسرتهم قديما بآل أبي جامع ، وهو جدهم . لقب بذلك لانه بنى جامعا في (جبع) من لبنان في القرن العاشر واستوطنوا النجف منذ ثلاثة قرون أو أكثر ، ونبغ منهم عشرات الرجال من العلماء والادباء ومن مشاهيرهم في القرن الماضي الشيخ موسى المذكور وكان يختص بالشاعر عبدالباقي العمري وقد تكرر ذكره في ديوانه المطبوع كما كان يختص بالشاعر الشيخ عباس الملا علي وكانت وفاة الشيخ موسى سنة 1281 هـ وله ديوان شعر جمعه البحاثة الشيخ محمد السماوي بخطه وأضاف اليه ديوان ابن عمه الشيخ عبد الحسين محي الدين وجعلهما في مجلد واحد وشاعرنا المترجم له

ادب الطف ـ الجزء السابع 140

من شيوخ الادب في عصره وفرسان حلبات الادب . وساق السيد الامين في الاعيان نسبه الى أبي جامع الحارثي الهمداني فقال: الشيخ موسى ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن حسن بن محي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد ابن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي. من أهل القرن الثالث عشر الهجري ذكره الشيخ جواد آل محي الدين العاملي النجفي في ملحق أمل الامل فقال: كان فاضلا كاملا أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر وقد خمس القصيدة المشهورة المقصورة لابن دريد وحولها الى مدح الحسنين وأبيهما أميرالمؤمنين عليهم السلام . ذكرها السيد الامين وذكر جملة من شعره في مدح الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر.

وجاء في (الحصون المنيعة) ج2 ص 565: كان فاضلا كاملا ، أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر . وقد خمس القصيدة الدريدية ، ومدحه الشيخ عباس الملا علي البغدادي بقصيدة عند قدومه من سفر ، مطلعها:

تجلى فصير ليلي نهارا     هلال على غصن بان أنارا

كما راسله عبد الباقي العمري بقوله:

قف بالمطـي اذا جئت العشي الى     أرض الغري على باب الوصي علي

وزر وصل وسلم وابك وادع وسل     به لك الخير يا مـوسـى الكليم ولي

وذكره السماوي في (الطليعة) بما يقارب هذا ، كما ذكره

ادب الطف ـ الجزء السابع 141

الشيخ الطهراني في (الكرام البررة) . وله قصيدة تعرف بـ (الخالية) تتكون من 32 بيتا آخر كل بيت منها كلمة (خال) وتعطي معنى غير الاخر ، وقد عارض بها قصيدة بطرس كرامة وقد تخلص في القصيدة لمدح العلامة الشيخ حسن آل كاشف الغطاء وأولها:

سقى الخال من نجد وسكانه الخال     وأزهر في أكنافه الرند والخال

كما خمس القصيدة الخالية وبعث التخميس الى الآستانة الى ناظمها ، فلما وقف عليه قرضه فقال:

يا بن الشريف الذي أضحت فضائله      كالشمس  تشرق بين البدو iiوالحضر
خـمست  بالنظم ذات الخال iiمكرمة      مـطوقا  جـيدها عـقدا من iiالدرر
مـن  الـبديع ومن سحر البيان iiلقد      أوتـيت  سؤلك يا موسى على iiقدر

وللحاج جواد بدكت الحائري ـ تخميس الشيخ للقصيدة الدريدية:

ان آيا أبديتهـا فـي القوافي     قد هوت سجـدا لهـا الشعراء

ان هوت سجدا فغير عجيب     أنت موسى وهـي اليد البيضاء

وللشيخ جابر الكاظمي:

ألقت لموسى الشعراء العصا     كما لموسى ألقت الساحرون

في شعره للشعـرا معجـز      مثل العصا تلقف ما يأفكون

ادب الطف ـ الجزء السابع 142

ذكر الدكتور عبدالرزاق محي الدين في مؤلفه (الحالي والعاطل) المترجم له في معارضة قصيدة بطرس كرامة (الخالية) أما تخميسه للقصيدة الدريدية المذكورة في (الحالي والعاطل) والتي نظمها ابن دريد في مدح ابني مكيال ـ كما هو معروف فقد حولها شاعرنا المترجم له الى مدح الامامين الحسن والحسين عليهما السلام بتخميسه للقصيدة وها نحن نروي جملة من هذا التخميس:

هما سليلا احمد خير الملا     الحسنين الاحسنين عملا

هما اللذان انقعـالي غللا     هما اللذان أثبتا لـي أملا

قد وقف اليأس به على شفا

 هما اللذان أورداني موردا     عاد به روض المنى موردا

وأنشئاني بعد ما كنت سدى      وأجريا ماء الحيا لي رغدا

فاهتز غصني بعد ما كان ذوى

 كم ردني بعد الرجاء خائبا     من خلته ألا يـرد طـالبا

وحين أصبحت له مجـانبا     هما اللذان عمرا لي جانبا

من الرجاء كان قدما قد عفا

 وأولياني ما به النفس اقتنت     عزأ به عن درن الدنيا اعتنت

وعوداني عادة ما امتهنـت     وقلداني منـة لـو قـرنـت

بشكر أهل الارض طرأ ما وفى

 أحمد ربي الله ما أعاشني     اذ في ولاء المرتضى قد راشني

فلم أقل وهو بخير ناشني     ان ابن مكيال الامير انتـاشنـي

من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى (1)

(1) اللقى: الشيء المطروح.

ادب الطف ـ الجزء السابع 143  

ومذ وفى لي بالذي له ضمن     وخصني بما به قلبي أمن

قلت أبو السبطين بالوفا قمن     ومد ضبعي أبوالعباس من

بعد انقباض الذرع والباع الوزي (1)

 ذاك علي المرتضى عقد الولا     وصنو طه المرتضى خير الملا

ذاك الذي رام المعالي فعـلا      ذاك الذي لا زال يسمو للعـلا

بفعله حتى علا فوق العلا

 ومذ علا بالرغم من حسوده     لو كان يرقى أحد بجـوده

قلت وحق القول من ودوده      بجوده الموفى على وفوده

ومجده الى السماء لارتقى

 فعد الى مدح الحسين والحسن     تأمن في مدحهما من الزمن

وقل اذا ما فزت منهمـا بمن      نفسي الفداء لأميري ومـن

تحت السماء لأميري الفدا

وقال يمدح الامام عليه السلام:

أقـول  لـمقتعد iiالـيعملات      يلف  الوعوث على iiالسجسج
أنـخها  على ذكوات iiالغري      وفـي بـاب حـيدرة iiعرج
على أسد الغاب بحر الرغاب      مغيث السغاب سرور iiالشجى
وصي الرسول وزوج iiالبتول      ومعطي السؤل الى iiالمرتجي
أبـي الحسنين وطلق iiاليدين      اذا الـعام ضـاق ولم iiيفرج
وقـل  يا يد الله في iiالكائنات      ويا  وجهه في الظلال iiالدجي
سـلام  عليك بصوت iiرقيق      من الخطب والكرب لم iiيفرج
أتـيـتك  مـلـتجأ iiمـنهما      لأنـك  أنـت حمى iiالملتجي
وجـئت  وايقنت أن iiيصدرا      طـريدين  عـني مهما iiأجي
فـمثلك من كف عني iiالهموم      وألحب في أعيني منهجي
(2)

(1) الوزى بالفتح : القصير.
(2) عن الحالي والعاطل.
 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث