ادب الطف ـ الجزء السابع 163
ولآل حـرب ثـار iiبـعدهم مـن آل طـه الفارس iiالبطل
جـاءت وقائدها العمى iiوالى قـتل الحسين يسوقها iiالجهل
بـجـحافل بـالطف iiأولـها وأخـيرها بـالشام iiمـتصل
مـلؤ الـقفار على ابن iiفاطمة جـند ومـلؤ صدورهم iiذحل
طـم الـفلا فـالخيل iiتحتهم أرض وفـوقهم الـسما ذبـل
وأتـت تـحاوله الهوان iiوهل لـلشهم عـن حـالاته iiحول
فـسطا وكاد الكون حين iiسطا يـقضي عـليه ذهابه iiالزجل
والارض لـما هـز iiأسـمره بـين الـكتائب هـزها iiوهل
فاعجب لتأخير العذاب iiوامها ل الالـه لـهم بـما iiعـملوا
مالوا الى الشرك القديم iiوعن ديـن الـنبي لـغيهم عـدلوا
نـصروا يزيد وأحمدا iiخذلوا الله مـن نصروا ومن iiخذلوا
حـتى اغـتدى بالترب iiبينهم نـهب الصوارم وهو iiمنجدل
تـروي الأسـنة من دماه iiوما لأوام غـلـة صـدره iiبـلل
عـجبا لهم أمنوا العذاب iiوقد عـلموا هناك عظيم ما iiعملوا
أيـموت سـر الـكون iiبينهم والـكون لـيس يحله iiالاجل
وشـوامخ الـعلياء من iiمضر أودى بـهن الـفادح iiالـجلل
فهوت لهن على الثرى هضب وسـمت لـهن على القنا iiقلل
والارض راكـدة الجوانب iiلا يـندك مـنها السهل iiوالجبل
ورؤوس أوتـاد البلاد iiضحى نـاءت بـها الـعسالة iiالذبل
لا كـالأهلة بـل شموس iiعلا بـسماء مـجد افـقها iiالاسل
والـى ابن آكلة الكبود iiسرت بـبنات فـاطم أنـيق iiبـزل
أسـرى على تلك الجمال iiوقد عـز الـحما ودمـوعها بلل
وعـلى يزيد ضحى iiبمجلسه قـد أوقـفتها الـمعشر السفل
لا مـن بـني عدنان iiيلحظها نـدب ولا مـن هـاشم iiبطل
الا فـتى نـهبت iiحـشاشته كـف المصاب وجسمه iiالعلل
ادب الطف ـ الجزء السابع 164
وشـفاه رأس الـمجد iiينكتها بـالـخيزرانة أكــوع iiرذل
فـاعجب لآخـر أمة iiركبت فـي الغي ما لم تركب iiالاول
هـذي فـعالهم ومـا iiفـعلت أرجـاس عاد بعض ما فعلوا
أبـني الـنبي ومـن iiبحبهم يـعطي الـمراد ويبلغ iiالامل
يـا مـن اذا لم يسألوا iiوهبوا أضـعاف ما وهبوا اذا iiسئلوا
والـعاملون بـكل مـا iiعلموا والـعالمون بـكل مـا iiعملوا
جاء في البابليات: اذا قرأت ترجمة الشاعر الغامر «الخبز أرزي» وقرأت
خبر «الخباز البلدي» فانك واجد فيها الموهبة الشعرية بارزة متجلية:
والعبقرية لامعة واضحة تعرف كل ذلك اذا علمت انهما كانا (أميين) لم
يعرفا من التهجي حرفا ولا من الكتابة شكلا ومع ذلك فقد كانا ينظمان من
الشعر ما رق وراق وملأ الصحف والاوراق سيما وان الاول منهما كان يبيع
خبز الارز في دكان له في البصرة ينتابه أهل الادب لاستماع شعره وطرائف
نوادره. كما يروي لنا ابن خلكان وغيره، واذا نظرنا بعين الحقيقة فلا
نرى محلا للتعجب ولا مجالا للاستغـراب فان هذا وأشباهه انما نشـأوا
وعاشوا في عصـر هـو أزه العـصور وأقـربها عهدا للعربية «القرن الثالث
للهجرة» عصر العلم والآداب والعروض والاعراب ، عصر الشعر والخطابة
والانشاء والكتابة ، عصر الاندية والمجالس والمعاهد والمدارس ، عصر
الاحتفاء بالعلماء والاحتفال بالشعراء نعم العجب كل العجب ممن نبغ بعد
أولئك بألف عام في عصر اندمجت فيه لغة القرآن باللغات الاجنبية التي
تسيطر أهلها لا بالعراق وحده بل على جميع
ادب الطف ـ الجزء السابع 165
الشعوب العربية الاسلامية فطورا تحت سلطة التاتار والمغول وتارة تحت
رحمة الاتراك والاعاجم فهل تأمل بعد هذا كله أن تسمع للعربية حسا أو
لآدابها صوتا أو ترى في أحلامك لخيالها شبحا ماثلا: كلا: ثم كلا ، أليس
من الغريب المدهش أن ينجم في أمثال هذه العصور القاتمة شعراء فحول
يضاهون من تقدمهم من شعراء تلك العصور الزاهية ان لم نقل يزيدون عليهم
وفي طليعة هؤلاء الذين نشير اليهم هو المرحوم الشيخ حمادي الكواز فاني
لا أحسبك تصدقني من الدهشة والحيرة اذا قلت لك ان شاعرنا هذا الذي نريد
أن نسرد عليك وجيزا من حياته ونثبت لك بعضا من مقاطيعه وأبياته كان
أميا لم يقرأ ولم يكتب كما تسالم أهل بلاده على نقله وكان لا يعرف نحوا
ولا صرفا ولا لغة ولا عروضا بل ينظم نحتا من قلبه جريا على الذوق
والسليقة واستنادا على ما توحيه اليه القريحة من دون تغاير في الاساليب
أو اختلاف في التراكيب فاذا اعترض عليه أحد بزلة لحن في العربية يقول
«راجعوا قواعدكم فالقول قولي» فيجدون الامر كما قال «بعد المراجعة»
أليس هذا من الغرابة بمكان فاذا ضممت الى ذلك انه رحمه الله نشأ وعاش
في الحلة كوازا حتى لقب هو وأخوه بذلك وانه لم يمتهن سوى بيع الكيزان
والاواني الخزفية في حانوت له ينتابه الادباء والاشراف لاستماع شعره
وهو مع ذلك يتضجر من الحياة وآلامها ويضج من نكد الدنيا وجور ايامها
وقد أعرب عن نفسه بقوله:
أمـسي وأصـبح والايـام iiجالبة الـي أحـداثها بـلشر iiوالـشرر
تـأتي فتمضي الى غيري منافعها ولست اعرف غير الضر والضرر
وفـي الـشبيبة قد قاسيت كل iiعنا اذا فـماذا أرى فـي أرذل iiالعمر
ان كـان آخـر أيـامي iiكـأولها أعـوذ بالله مـن أيـامي iiالأخـر
ادب الطف ـ الجزء السابع 166
فهل يسعك بعد وقوفك على هذه الغرائب الا أن تؤمن به وتعتقد انه معجزة
الدهر لا نابغة العصر الذي هو فيه فقد كان رحمه الله سريع البديهة حسن
الروية كثير الارتجال فقد قرأت في احدى مجاميع البحاثة الاديب علي بن
الحسين العوضي الحلي وهو من معاصري الكواز ما هذا نصه وقد نقلت ذلك من
خطه قال: تذاكرت يوما أنا والكواز المذكور فيما كان يرتجله الشعراء
الاقدمون من الاراجيز والقصائد فقال لي لا تعجب واكتب ما أملي عليك اذا
شئت ثم ارتجل مقطوعة رقيقة لم يحضرني منها سوى قوله:
أخـوي هذي أكؤس ا لشوق المبرح iiفأشربا
واذا انـتحبت iiصبابة مـما دهـاني iiفانحبا
لا تعجبا من iiصبوتي ومـن الـملام تعجبا
ما كنت بدعا في الغرا م ولست أول من صبا
وقال العوضي أيضا: كان هو وأخوه الشيخ صالح يمشيان معي فتذاكرنا من
أنواع البديع تشبيه الشيء بشيئين فقلت في ذلك:
عاطيته صرفا كأن شعاعها
شفق المغيب ووجنة المحبوب
فأجاز أخوه مرتجلا:
فغدت وقد مزجت بعذب رضابه شهدا يضوع عليه نشر الطيب
ادب الطف ـ الجزء السابع 167
وأجاز هو رحمه الله فقال:
وشربت صاف من لماه كأنه ماء الحيا أو دمعي المسكوب
وكان يوما في احدى أندية بغداد فسأله الحاضرون وفيهم العلامة السيد
ميرزا جعفر القزويني والشاعر الشهير عبدالباقي الفاروقي العمري وأمين
أفندي آل الواعظ وطلبوا منه تخميس البيتين المنسوبين لابن الفارض فقال
على البديهة:
زعـم اللائم المطيل iiبعذلي مـثله يـستزل باللوم مثلي
يا نديمي على الغرام iiوخلي غن لي باسم من أحب وخلي
كل من في الوجود يرمي بسهمه
أين حبي اذا أطعت iiالاعادي بحبيب هواه اقصى iiمرادي
فـوحق الوداد يا بن ودادي لا أبـالي ولو أصاب iiفؤادي
انه لا يضر شيء مع اسمه
ومات له ولد صغير ودفن في المقبرة المشهورة حول «مشهد الشمس» في الحلة
فقال وأبدع في رثائه:
ليهن مـحاني مشهـد الشمس انه
ثوى بدر انسي عندها بثرى القبر
وكان قديما مشهد الشمس وحـدها
فعاد حديثا مشهد الشمس والبدر
أقول وقد نسب الدكتور مهدي البصير هذين البيتين للشيخ صالح الكواز وهو
الاخ الاكبر للشاعر المترجم له.
مولده: اختلف في سنة وفاته وعمره والاصح ما أخبرني به المرحوم الشيخ
علي بن قاسم الحلي أحد شيوخ الادب المعمرين في الحلة والمعاصرين لصاحب
الترجمة انه توفي في مرض السل سنة 1283 هـ أو قبلها بسنة وعمره فيما
يعتقد لم يتجاوز 38 سنة
ادب الطف ـ الجزء السابع 168
فيكون مولده والحالة هذه سنة 1245 ونقل نعشه الى النجف ودفن في وادي
السلام واتفقت بعد وفاته بقليل وفاة خاله الشيخ علي العذاري فقال أخوه
الشيخ صالح يرثي أخاه المذكور وخاله معا من قصيدة مطلعها:
وقع السيف فوق جرح السنان خبر اني لاي جرح أعاني
ولقد تخرج المترجم له على أخيه الشيخ صالح واستفاد من ملازمته ومن
الشاعر الكبير السيد مهدي بن السيد داود وجمع أخوه في حياته ديوان أخيه
الى ديوانه وسماهما «الفرقدان» وقد بذلت قصارى الجهد في الحصول على
نسخة ذلك المجموع من مظانه في الحلة أيام اقامتي فيها فلم أتوفق وحالت
دون ذلك عوائق لم أجد لبيانها سبيلا ، واليك بعض ما وقفت عليه من رقيق
شعره وكله يكاد يقطر رقة وسلاسة:
يا مالكي لي في الحشى من نور وجهك نار مالك
عطفا على دنـف أضر بحاله تصـحيـف حالك
وله:
شاب رأسي والهم فيكم وليد
وبلى الجسم والـغرام جديد
قتل الصبر كالحسين شهيدا
لا لذنب والهجر منكم يزيد
وله:
ادب الطف ـ الجزء السابع 169
وله:
يـا صـاحب العين الكحيلة iiتحتها الـخد الاسـيل وقاتلي في ذا iiوذي
ومـعذبي بـجحيم نـيران iiالهوى لـم لـم تـكن من نار حبك منقذي
وتقول لي أهلكت نفسك في iiالهوى شـغفا ولو أنصفتني «انت iiالذي»
كـلفت بـمياس الـقوام iiمـهفهف ترى منه لين الغصن والغصن مائل
فـما الـصبح الا خـده وهو iiنير ومـا الـليل الا فرعه وهو iiحائل
فـيا مـعرضا عـني وحبك مقبل ويـا هاجري والهجر للصب iiقاتل
سـأجعل مـن حـبي اليك iiوسيلة اذا هـي اعـيتني الـيك iiالوسائل
وأرسـل أشـواقي اليك مع الصبا اذا انـقطعت مـني اليك iiالرسائل
وله يهجو بخيلا:
ومتيم بالبخل مثل هوى الالـيف بـحب iiالـفه
وتـراه يـحمل عـيبه بـين البرية فوق كتفه
لـو قيل كفك iiبالعطاء هـمت لـهم بقطع كفه
وله من قصيدة:
أمـعودي حال الضنى حتى iiلقد أخفى الضنى جسدي على عواده
عطفا فقد ذهبت بمهجتي iiالنوى وشـكا اليك الجفن طول iiسهاده
خذ جسمي البالي اليك ترحه iiمن بـلواه أو فـاسمح بـرد iiفؤاده
وربما يشتبه غالبا في كثير من مجاميع المراثي الحسينية فينسب بعض قصائد
المترجم لسميه ومعاصره الشيخ حمادي نوح أو لأخيه الشيخ صالح الكواز ـ
وبالعكس ـ وها نحن نثبت مطالع قصائده في أهل البيت خاصة تمييزا لها عن
سواها من مراثي غيره فمنها النونية التي مطلعها:
حتى م تألف بيضكم أجفانها
والى م تنتظر الرماح طعانها
والحائية التي يستهلها بقوله:
حسبتك من بعد الجماح أمسيت طوع يد اللواحي
ادب الطف ـ الجزء السابع 170
والعينية التي أولها:
أما الأحبة ما لهم رجع ألفوا النوى وتأبد الربع
ومن نفائسها قوله:
أوصـى النبي بوصل iiعترته فـكأن مـا أوصى به iiالقطع
هــذي رجـالـهم يـغسلها فـيض الـدما ويـلفها النقع
والـماء يـشربه الورى iiدفعا ولآلــه عــن ورده iiدفـع
وأبت هناك (الخفض) أرؤسها فـغدا لـهن على iiالقنا(رفع)
واللامية في رثاء أبي الفضل العباس بن علي عليه السلام:
أرأيت يوم دعوا رحيلا من حملوا العبء الثقيلا
أقول ورأيت ديوان الشاعر عند السادة آل القزويني في قضاء الهندية وقد
كتب بخط جيد وفيه كل شعره ونقلت منه بعض القصائد ومنها هذه الرائعة
الرقيقة في الامام الحسين عليه السلام:
ألا مــا لـقـلبي مـما iiبـه يـكـلف جـفـني iiبـتسكابه
أهـل راعه فقد عصر iiالشباب أم هـاجـه ذكــر iiأحـبابه
نـعم كـان يصبو زمان iiالصبا لـعـهد الـعـذيب iiوأتـرابه
يـعـير مـسـامعه iiلـلـغنا ويـشنى الـغداف iiلتنعابه(1)
فـأصبح لا الـشوق من iiشأنه ولا حــب مـية مـن iiدابـه
ولـكن شجاه بأرض iiالطفوف مـصاب الـحسين iiوأصحابه
عـشية بـالطف حـزب iiالاله رمـاهـا الـضلال iiبـأحزابه
أراد ابـن هند رؤوس iiالفخار تـنـقاد طـوعـا لأذنـابـه
(1) الغداف : رغاب القيظ .
ادب الطف ـ الجزء السابع 171
ورام مـن الـعز دفـع iiالأبي ومـن يـدفع الليث عن iiغابه
فـنبه لـلحرب مـن لا iiيـنام الا عـلـى نـيـل iiأرابــه
أخـا الشرف الباذخ iiالمستطيل عـلى الـكون طـرأ iiباحسابه
ومـلتجأ الـخائف iiالـمستجير اذا عـضه الـدهر فـي iiنابه
رأى الصعب في طلب العز في الـمـنية سـهـلا iiلـطـلابه
فـقارع أخـبث كـل iiالانـام بـأزكـى الانــام iiوأطـيابه
ومـذ فـقدوا استقبل القوم iiفر دا فــرد الـخميس iiلاعـقابه
ولو شاء يذهب من في الوجود لـكـان الـقـدير iiبـأذهـابه
ولـكن دعـته لـورد الـردى سـجية ذي الـشرف iiالـنابه
فـجـانب لـلعز ورد iiالـحياة وجـرعه الـحتف مـن صابه
فـلو كـان حـيا نـبي iiالهدى (مـحمد) كـان الـمعزى iiبـه
ولـو كـنت فـاطمة تنظرين سـلـب الـعـدو iiلاثـوابـه
خـلـعت فـؤادك لـلحزن iiأو كـسـاك الـمصاب iiبـجلبابه
فـما خـلت من قد براه iiالاله فـي الـدهر غـوثا iiلـمنتابه
بـه الـخطب يـنشب iiأظفاره ويـمـضي بـه حـد iiأنـيابه
وبـيت سـما رفـعة iiفاغتدى وشـهب الـسما دون iiأطـنابه
تـخـر الـملوك لـه iiسـجدا وتـهوي الـملائك فـي بـابه
تـطـيل الـوقـوف بـأبوابه وتـسـتاف تـربـة iiأعـتابه
تـضيع فـيه حـقوق iiالالـه ولـم تـرع حـرمة iiأربـابه
وتــدرك ثــارات iiأوثـانها أمـيـة فــي قـتل أو iiابـه
وتـهتك مـنه الـحجاب iiالذي مـلائـكه بـعـض iiحـجابه
وتـسـبى كـرائـمه iiجـهرة الــى أشـر الـغي iiكـذابه
فـليت الـوصي يـراهن iiفي يـد الـشرك أسـرى لمرتابه
تـجوب بها البر عجف النياق فـيـقـذفـهن iiلأسـهـابـه
وكـافـلها نـاحـل iiيـشتكي مـع الاسر من ضر أو iiصابه
ادب الطف ـ الجزء السابع 172
يـصابرها مـحنا لـم iiتـدع مـن الـحلم شـيئا iiلأربـابه
يـشاهد أرؤس سـمر iiالـعدا تـمـيس بــأرؤس iiأحـبابه
وفـي الترب أجسامهم iiصرعا بـقضب الـضلال iiوأحـزابه
ويـرعـى نـساه iiويـرعينه بـمـنسجم الـدمـع iiمـنسابه
يـراهـن أسـرى iiويـنظرنه بـأسـر الـضلال iiونـصابه
فـينحب شـجوا عـلى ما iiبها وتـنحب شـجوا عـلى ما iiبه
الـى أن تـحل بأرض iiالشئام عـداهـا الـغـمام iiبـتسكابه
|