ادب الطف ـ الجزء السابع 173
الشيخ ابراهيم صادق العاملي
المتوفى 1284
قال في رثاء الحسين عليه السلام:
هـل فـي الوقوف على ربى يبرين بــرء لـداء فـي الـفؤاد iiدفـين
وهـل الـوقوف على الاماكن iiمنقع غـللا وقـد بـقيت بـغير iiمـكين
حـتام تـتبع لحظ طرفك مجري iiال عـبـرات اثـر ركـائب iiوظـعون
والام تـنفث مـؤصدا الزفرات iiعن جـمـر بـأخبية الـحشى iiمـكمون
تخفي الأسى وغريب شأنك في الأسى بــاد يـفـسره غـروب iiشـئون
ولـقد بـلوت الـحادثات وكـان iiلي فـي الـخطب صبر لا يزال iiقريني
وتـجلدي مـا فـي كـعوب iiقـناته لـردي يـريد الـغمز مـلمس iiلين
ورزيـن حـلمي لا يـطيش iiلمحنة جـلت وان قـطع الـزمان iiوتـيني
وغـزير دمـعي لا يـزال iiمصونه الا لــذل شـامـل فــي iiالـدين
وخـطوب آل مـحمد ضـعن iiمـن أركــان ديـن الله كـل iiحـصين
هـم خـيرة الـباري ومـهبط iiوحبه حـقـا، وعـيبة عـلمه iiالـمخزون
هـم نـور حـكمته وبـاب iiنـجاته أبــدا ومـوضع سـره iiالـمكنون
أمـنـاؤه فــي أرضــه خـلفاؤه فــي خـلقه أبـناء خـير iiأمـين
وهـم الألـى عـين الـيقين ولا iiهم مـن كـل هـول فـي المعاد iiيقيني
مـا لـي مـن الاعـمال الا iiحـبهم فــي الـنشأتين وحـبهم iiيـكفيني
ادب الطف ـ الجزء السابع 174
مـهما أسـأت وقـد نـسأت iiرثاءهم بــدر الــولا لـرثائهم iiيـدعوني
واذا تـقاعد مـنطقي عـن iiمـدحهم نـهضت جـميع جوارحي iiتهجوني
أو مـا درت تـلك الـجوارح iiشفها رزء الاطـائب مـن بـني iiيـاسين
وحـديث فـاجعة الـطفوف iiأذالـها دمـعا بـه انـبجست عيون iiعيوني
انـي مـتى مـثلتها سـعر الـجوى مـني بـأذكى مـن لـظى iiسـجين
ومـتى أطف بالطف من ذاك iiالعرى جـعلت أراجـيف الاسـى iiتعروني
وذكـرت مـا لـم أنـسه من iiحادث مـا زال يـغري بـالشمال iiيـميني
حـيث ابـن فـاطمة هناك iiتحوطه زمـر الـضلالة وهـو iiكـالمسجون
وهـم الألـى قـد عـاهدوه iiوأوثقوا عـقـدا لـبـيعته بـكـل iiيـمـين
حـتى أنـاخ بـهم بـما يحويه iiمن آل وأمـــوال وخـيـر iiبـنـين
غـدروا بـه والـغدر ديدن كل iiذي احــن بـكـل دنـيـة iiمـفـتون
ورمـوه لا عـرفوا الـسداد iiبـأسهم مـن كـف كـفر عن قسي iiضغون
ولـديه مـن آسـاد غـالب أشـبل يـخشى سـطاها لـيث كـل iiعرين
وأمـاثـل شـربوا بـأقداح iiالـولا صـافي الـمودة مـن عـيون يقين
سـبـقوا بـجـدهم الـوجـود وآدم مـا بـين مـاء فـي الوجود iiوطين
وهـم الألـى ذخـر الالـه iiلنصره فـي كـربلا مـن مـبدأ iiالـتكوين
لا عـيب فـيهم غـيأنهم لـدى iiال هـيجاء لا يـخشون ريـب iiمـنون
وعـديدهم نـزر القليل وفي iiالوغى كــل يـعـد اذا عــدا iiبـمـئين
والـكل ان حـمي الوطيس يرى iiبه قـبض الـلوا فـرضا على iiالتعيين
مــا رنـة الاوتـار فـي نـغماتها أشـهى لـديهم مـن صـليل iiظبين
كــلا ولا ألـحان مـعبد iiعـندهم في الروع أطرب من صهيل iiصفون
ثـاروا كـما شـاء الـهدى iiوتسنموا صـهـوات قـب أيـاطل iiوبـطون
وعـدوا لـقصدلو جرت ريح الصبا مـعهم بـه وقـفت وقـوف iiحرون
واذا الـهجان جـرت لقصد iiأدركت قـصبا يـقصر عـنه جري iiهجين
ادب الطف ـ الجزء السابع 175
حـتى اذا مـا غـادروا مهج iiالعدى نـهـبا لـكـل مـهـند iiمـسـنون
وفـد الـردى يـبغي قـراه iiوكـلهم حـب الـقرى بـالنفس غير ضنين
فـلذاك قـد سقطوا على وجه الثرى مـا بـين مـذبوح وبـين iiطـعين
وشـروا مـفاخرهم بـأنفس iiأنـفس يـنـحط عـنها قـدر كـل ثـمين
طـوبى لـهم ربحوا وقد خسر iiالألى رجـعوا هـناك بـصفقة iiالـمغبون
وغـدا عـميد الـمكرمات iiعـميدهم مـن بـعدهم كـالوا لـه iiالمحزون
ظـامي الـفؤاد ولا مـعين له iiعلى قــوم حـموا عـنه ورود iiمـعين
يـرنو ثـغور الـبيد وهـي فسيحة شـحـنت مـراصدها بـكل كـمين
ويـرى كـراديس الضلال iiتراكمت وكـأنـها قـطـع الـجبال الـجون
ويـكر فـي تـلك الصفوف مجاهدا كـر الـوصي أبـيه فـي iiصـفين
ويـعود نـحو سرادق ضربت iiعلى أزكــى بـنـات لـلهدى iiوبـنين
وكـرائـم عـبث الأسـى iiبـقلوبها فـغـدت فـواقـد هـدأة وسـكون
يـسدي لـها الوعظ الجميل وذاك iiلا يـجـدي ذوات لـواعج iiوشـجون
ونـوائب عـن حـمل أيـسر iiنكبة مـنـها تـسيخ مـناكب iiالـراهون
ثـم انـثنى يـلقى الـصوارم iiوالقنا بـأغـر وجــه مـشرق iiوجـبين
قـسـما بـثـابت عـزمه iiوالـيتي بـثـبات عـزمـته أبــر iiيـمين
لـو شـاء اقـراء الردى مهج iiالعدى طـرأ لأضـحت ثـم طـعم مـنون
أو شــاء افـنـاء الـعوالم iiكـلها قـسـرا لأومـيء لـلمنايا iiكـوني
أنــى ومـحـتوم الـمنايا iiكـامن مـا بـين كـاف خـطابه والـنون
لـكن لـسر فـي الـغيوب iiوحكمة سـبقت بـغامض عـلمه iiالمخزون
وخـبا ضـياء الـمسلمين ومحم iiالذ كــر الـمبين غـدا بـغير iiمـبين
وبـنات خـير الـمرسلين برزن من دهـش الـمصاب بـعولة iiورنـين
مـن كـل زاكـية حصان الذيل iiما ألـف سـوى الـتخدير iiوالتحصين
ولـصـونها أيـدي الـنبوة شـيدت مـن هـيبة الـباري مـنيع حصون
وأجــل يـوم راح مـفخر iiهـاشم فـيـه أجــب الـظهر iiوالـعرنين
ادب الطف ـ الجزء السابع 176
يـوم بـه تـلك الـفواطم iiسـيرت أســرى تـلف أبـاطحا بـحزون
مـن فـوق غارب كل أعجف iiعاثر فـي الـسير صعب القود غير iiأمون
وتـقول لـلحامي الـحمى ومـقالها كـدمـوعها مــن لـؤلؤ مـكنون
عـطا عـلي ولا أخـالك ان iiأقـل عـطفا عـلي تـغض طرفك iiدوني
أو لـست تـنظرني وقد هتك العدى خـدري وهـدمت الـطغاء حصوني
مـن بعد أن تركوا بنيك على iiالثرى مـا بـين مـذبوح وبـين iiطـعين
عـارين مـنبوذين فـي كنف iiالعرا مــن غـير تـغسيل ولا iiتـكفين
تـلك الـرزايا قـد أشـبن iiمدامعي بـدم الـفؤاد كـما أشـبن قـروني
أيـمس عـيني الكرى وعلى iiالثرى جـسم الـحسين أراه نصب iiعيوني
مـن غـير دفـن وهو أفضل iiميت فــي قـلب كـل مـوحد iiمـدفون
الشيخ ابراهيم بن صادق بن ابراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان بن نجم
المخزومي العاملي الطيبي . ولد في قرية الطيبة من قرى جبل عامل سنة
1221 وتوفي بها سنة 1284.
كان من العلماء الافاضل ، خفيف الروح درس في النجف الاشرف وكان سفره
اليها سنة 1252 ـ أقام بالنجف سبعا وعشرين سنة وبضعة أشهر قرأ على
الشيخ حسن بن الشيخ جعفر صاحب كاشف الغطاء وأخيه الشيخ مهدي وعلي الشيخ
مرتضى الانصاري ويروي عنهم بالاجازة ـ له منظومة في الفقه تزيد على الف
وخمسمائة بيت وله قصائد عامرة في مدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وقد
كتب بعضها في الحرم العلوي المطهر وكان شاعرا وناثرا . ومما روى عنه
قوله:
وقلت أمدح سيدي ومولاي أمير المؤمنين صلوات الله عليه
ادب الطف ـ الجزء السابع 177
وعلى أبنائه الائمة الميامين ، وقد كتب جملة من هذه القصيدة على دور
ضريحه المقدس من الجوانب الاربع في 20 رجب سنة 1271، ذكره سيدنا الحسن
الصدر في (التكملة) فوصفه بالعالم الفاضل المحقق والاديب الشاعر
المفلق.
وكتب الاديب المعاصر السيد حسن الامين عن شاعرية الشيخ ابراهيم صادق
تحت عنوان (علائق شعرية عراقية عاملية) في مجلة البلاغ الكاظمية العدد
السادس السنة الثانية وترجم له شيخنا الطهراني في (الكرام البررة في
القرن الثالث بعد العشرة) قال: وآل صادق من أشرف بيوت العلم في جبل
عامل وأعرقها في الفضل والادب نبغ فيهم أعلام في الفقه والشعر لم تزل
آثارهم غرة ناصعة في جبين الدهر ولا سيما شعراؤهم الافذاذ الذين طار
صيتهم في الآفاق ، وكانوا يعرفون قبل الشيخ صادق بآل يحيى نسبة الى
جدهم الذي كان من صدور علماء عصره وأدبائه . أقول وسبق أن ترجمنا في
هذه الموسوعة لجده الكبير الشيخ ابراهيم بن يحيى.
قال مستجيرا بالامام الحسين عليه السلام:
يـا سـيد الـشهداء يا من iiحبه فـرض وطـاعته اطـاعة iiجده
وابن الامام المرتضى علم iiالهدى سـر الالـه مـبين منهج iiحمده
وابن المطهرة البتول ومن iiعنت غـر الـوجوه لنور باذخ iiمجده
واخا الزكي المجتبى الحسن الذي نـور الهدى من نور غرة iiسعده
وأبـا عـلي خير أرباب iiالعلى وامـام كـل مـوحد مـن بعده
وافـاك عـبدك راجـيا iiومؤملا مـنك الحبا ورضاك غاية iiقصده
فـاعطف عليه بنظرة توري iiبها يـا خـير مقصود شرارة iiزنده
ادب الطف ـ الجزء السابع 178
وأنـله مـنك شفاعة يمسي iiبها مـن لـطف بـاريه بجنة خلده
وأقـله سطوة حادث الزمن iiالذي أخـنى عـليه بـجده وبـجهده
فـلأنت أكـرم من همت iiأنواؤه يـوم الـعطاء لـوفده من iiرفده
وله يمدح الامام أمير المؤمنين عليه السلام وهي تزيد على 150 بيتا:
هـذا ثـرى حـط الاثـير iiلقدره ولـعـزه هـام الـثريا iiيـخضع
وضـريح قـدس دون غاية iiمجده وجـلاله خـفض الضراح iiالارفع
أنـى يقاس به الضراح علا iiوفي مـكنونه سـر الـمهيمن iiمـودع
جـدث عـليه مـن الاله سرادق ومـن الرضا واللطف نور iiيسطع
ودت دراري الـكـواكب iiأنـهـا بـالدر مـن حـصبانه iiتـترصع
والـسـبعة الافـلاك ود iiعـليها لـو أنـه لـثرى عـلي iiمضجع
عـجبا تـمنى كـل ربـع iiأنـه لـلمرتضى مـولى الـبرية مربع
ووجـوده وسع الوجود وهل iiخلا فـي عـالم الامـكان منه iiموضع
كـشاف جادية القضاء عن iiالورى بـعـزائم مـنها الـقضا iiيـروع
هـزام أحـزاب الضلال iiبصارم مـن عـزمه صـبح المنايا iiيطلع
سـباق غـايات الـفخار iiبـحلبة فـيها السواري وهي شهب iiتطلع
عـم الـوجود بسابغ الجود iiالذي ضـاقت بـأيده الـجهات الاربع
أنـى تـساجله الغيوث ندى ومن جـدوى نـداه كـل غـيث iiيهمع
أم هـل تـقاس بـه البحار iiوانما هـي مـن نـدى أمـداده iiتتدفع
فـافزع اليه من الخطوب فان iiمن ألـقى الـعصا بـفنائه لا iiيـفزع
واذا حـللت بـطور سـينا iiمجده وشـهدت أنـوار الـتجلي تـلمع
فـأخلع اذا نـعليك انك في iiطوى لـجلال هـيبته فـؤادك iiيـخلع
وقـل الـسلام عليك يا من iiفضله عـمن تـمسك بـالولا لا iiيـمنع
مـولاي جد بجميلك الاوفى iiعلى عـبد لـه بـجميل عفوك iiمطمع
يـرجوك احـسانا ويأملك الرضا فـضلا فـأنت لـكل فضل منبع
|