ادب الطف ـ الجزء السابع 179
هـيهات ان يخشى وليك من iiلظى ويـهـوله يـوم الـقيامة iiمـطلع
ويـهوله ذنـب وأنـت لـه غدا مـن كـل ذنـب لا محالة iiتشفع
ويخاف من ظمأ وحوضك في iiغد لـذوي الـولا من سلسبيل iiمترع
يـا مـن اليه الامر يرجع في iiغد ولـديه اعـمال الـخلايق تـرفع
ولــه مـآل ثـوابها iiوعـقابها يـعطي الـعطاء لمن يشاء iiويمنع
أعـيت فضائلك العقول فما iiعسى يـثني بـمدحتك الـبليغ iiالمصقع
وأرى الألـى لصفات ذاتك iiحدودا قـد أخطأوا معنى علاك وضيعوا
ولأي مـجدك يـا عظيم المجد iiلم يـتدبروا وحـديث قدسك لم iiيعوا
عـجبي ولا عجب يلين لك iiالصفا والـماء مـن صم الصفا لك iiينبع
ولـك الـفلا يطوى ويعفور iiالفلا لدعاك من أقصى السباسب iiيسرع
ولـك الـرمام تـهب من iiأجداثها والـشمس بـعد مغيبها لك ترجع
والـشمس بـعد مـغيبها ان ردها بـالسر منك وصي موسى iiيوشع
فـهي الـتي بك كل يوم لم iiتزل مـن بـدء فطرتها تغيب iiوتطلع
ولـك الـمناقب كالكواكب لم iiتكن تحصى وهل تحصى النجوم الطلع
فـالدهر عـبد طـايع لك لم iiيزل وكـذا القضا لك من يمينك أطوع
ولـئن أطاع البحر موسى iiبالعصا ضـربا فموسى والعصا لك iiأطوع
ولـئن أطاع البحر موسى iiبالعصا فـلقد نـجت بك رسل ربك iiأجمع
وصفاتك الحسنى يقصر عن iiمدى أدنـى عـلاها كـل مدح iiيصنع
وله ايضا في مدحه عليه السلام:
أشـاقك من ربي نجد iiهواها ومـن نـسمات كاظمة iiشذاها
ونـبه وجـدك المكنون برق تـلق فـي العشية من iiرباها
نـعم وألـم بـي سحرا iiنسيم يـحدث عن شذا وادي قراها
فـألـمني وذكـرني iiعـهودا بـعامل لا عـدا السقيا iiثراها
بـلاد لـي بـساحتها iiأنـاس ولـي صحب كرام في iiحماها
ادب الطف ـ الجزء السابع 180
أحـن لـجانب الشرقي iiمنها حـنين مـروعة ثكلت iiفتاها
وتـلعب بـي لذكراها iiشجون كـما لـعبت براياها iiصباها
واشـتاق (الخيام) وثم iiصحبا عـليه راح مـزرورا iiخباها
نـعمت بـقربها زمنا iiونفسي بـرغم الحلم تمرح في iiغواها
فـكم مـن كاعب ألفت فبانت تـمج الـكاس عذبا من iiلماها
وكـم هرعت لتلك وكم أقامت بـسوق اللهو طارحة iiعصاها
وكـم قطعت هنالك من iiثمار لـعمر الـعز عذب iiمجتناها
بـحيث العيش صفو iiوالليالي غـوافل راح مـأمونا قضايا
ولـما أن رأيت الجهل iiعارا وان الـعمر أجـمله iiتـناهى
وان الـنفس لا تـنفك iiتسعى الـى الـشهوات فاغرة iiلهاها
رددت جـماحها فـارتد iiقسرا وألـوت عن كثير من iiشقاها
وحـركني الى الترحال iiعنها عـزائم قـد أبـت الا iiقلاها
فـهبت بي لما أبغي iiعصوب تـلف الارض لفا في iiسراها
مـعودة عـلى أن لا iiتـبالي بـفري مـفاوز نـاء iiمـداها
كـستها عزمة الرائي iiشحوبا وتـدآب الـسرى عنقا iiبراها
اذا ما هجهج الحادي iiوأضحت تـثير الـنقع من طرب يداها
وأمـست بـعد ارقال iiوخب تـغافل وهـي نـافحة iiبراها
يـخيل لـي بـأن البر iiبحر يسارع في المسيل الى iiوراها
الـى أن مست الاعتاب iiأبدت رغـاها تشتكي نصبا iiعراها
وقـد لاحـت لـعينيها قباب يـرد الطرف عن بادي سناها
هـنالك قـرت الوجناء iiعينا ونـالت بالسرى أقصى iiمناها
وأنـحت جانب الغروي iiشوقا يـجاذبها لـما تـبغي هواها
فـوافت بـعد جد خير iiأرض يضاهي النيرين سنا iiحصاها
فـألقت في مفاوزها iiعصاها وأرست في ذرى حامي حماها
أبي الحسنين خير الخلق iiطرا وأكـرم من وطاها بعد iiطاها
ادب الطف ـ الجزء السابع 181
وأعـظم من نحته النيب iiقدرا وأشرف من به الرحمن باهى
وأطـيب من بني الدنيا iiنجارا وأقـدم مـفخرا وأتـم iiجاها
وأصبرها على مضض الليالي وأبـصرها اذا عميت iiهداها
وأحـلمها اذا دهمت iiخطوب تـطيش لها حلوم ذوي iiنهاها
وأنـهضها بـأعباء iiالـمعالي اذا عـن نيلها قصرت iiخطاها
وأشـجعها اذا مـا نـاب أمر يـرد الـدارعين الى iiوراها
وان هـم أوقدوا للحرب iiنارا أحـال الـى لظاها من وراها
وان طـرقت حماها iiمشكلات وارزم فـي مـرابعها iiرجاها
جـلاها من لعمري كل iiفضل الـى قـدسي حضرته iiتناهى
أمـام هـدى حـباه الله iiمجدا وأولاه عـلاء لـن iiيأضاهى
وبـحر ندى سما الافلاك iiقدرا فـدون مـقامه دارت iiرحاها
وبـدر عـلا لابـناء iiالليالي سـناه كـل داجـية iiمـحاها
مـتى ودقـت مرابعها غيوث فـمن تـيار راحـته iiسخاها
أو اجـتازت مـسامعها iiعلوم فـزاخر فـيض لجته iiغثاها
وان نهجت سبيل الرشد iiيوما فـمن أنـوار غـرته اهتداها
وثـم مـناقب لـعلاه iiأمست يد الاحصاء تقصر عن مداها
وانى لي بحصر صفات iiمولى لـه الاشـياء خـالقها iiبراها
ومـا مـدحي وآيات iiالمثاني عـلى عـلياه مقصور iiثناها
أخـا الـمختار خذ بيدي فاني غـريق جـرائم داج قـذاها
وعـدل فـي غد أودي iiلأني وقفت من الجحيم على iiشفاها
وكـف بفضلك الاسواء iiعني فـقد أخـنى على جلدي أذاها
وبـاعد بـين ما أبغي iiودهر أبــت أحـداثه الا iiسـفاها
فـأنت أجل من يدعى اذا iiما تـفاقمت الـحوادث iiلانجلاها
فزعت الى حماك ونار iiشوقي لـلثم ثـراك مـسعور iiلظاها
وبـت لـديك والآمال iiتجري عـلى خـلدي وظلك iiمنتهاها
ادب الطف ـ الجزء السابع 182
السيد عبد الرحمن الالوسي
1284
في مخطوطة بمكتبة الاوقاف العامة ببغداد، عدد 25327 مايلي: هذه الابيات
قالها الفقير الى الله السيد عبد الرحمن الالوسي رثاء في حق جده
سيدالشداء وذلك في عاشر محرم 1280 هـ :
هو الطف فاجعل فضة الدمع iiعسجدا وضـع لـك فـولاذ الـغرام iiمهندا
ورد مـنهل الاحزان صرفا iiوكررن حـديثا لـجيران الـطفوف iiمـجددا
ومـا الـقلب الا مضغة جد iiبقطعها ودعـها فداء السبط، روحي له iiالفدا
أتـرضى حـياة بـعد ما مات iiسيد غـدا جـده الـمختار لـلناس سيدا
أتـرضى اكتحال الجفن بعد iiمصابه وجـفن الـتقى والدين قد بات iiأرمدا
خـذ النوح في ذاك المصاب عزيمة الى الفوز واجعل صهوة الحزن مقعدا
بـكت رزءه الامـلاك والافق iiشاهد ألـم تـره مـن دمـعه قـد iiتوردا
ادب الطف ـ الجزء السابع 183
فـيا فـرقدا ضـاء الـوجوه بنوره فـما بـعده نـلقى ضـياءا iiوفرقدا
وريـحانة طـاب الـوجود iiبنشرها بـها عـبثت أيـدي الـطغاء iiتعمدا
ودرة عـلم قـد أضـاءت iiفأصبحت تـمـانعها الاوغـاد مـنعا iiمـجردا
بـروحي منها منظرا بات في iiالثرى ويـا طال ما قد بات في حجر iiأحمدا
وثـغرا فـم الـمختار مص iiرضابه وهـذا يـزيد بـالقضيب لـه غـدا
ورأسـا يـد الـزهراء كانت iiوسادة لـه فـغدا فـي الترب ظلما iiموسدا
لـئن أفـسدوا دنـياك يـا بن iiمحمد سـيعلم أهـل الـظلم مـنزلهم غدا
لـئام أتـوا بـالظلم طـبعا iiوانـما لـكل امـرء مـن نـفسه ما iiتعودا
وحـقك مـا هـذا المصاب iiبضائر لأن الـورى والخلق لم يخلقوا سدى
فـألـبسك الـرحمن ثـوب شـهادة وألـبسهم خـزيا يـدوم مـدى iiالمدا
لـبستم كـساء الـمجد وهـو iiاشارة بـأن لـكم مـجدا طـويلا iiمـخلدا
وطـهركم رب الـعلى فـي iiكـتابه وقــرر كـل الـمسلمين iiوأشـهدا
أتـنكر هـذا يـا يـزيد ولـيس iiذا بـأول قـبح مـنك يـا غـادر iiبدا
بـني الـمصطفى عبد لكم وده iiصفا فـأضحى غـذاء لـلقلوب iiوموردا
غـريب عـن الاوطـان ناء iiفؤاده تـضرم مـن نـار الاسـى وتوقدا
ألـم بـه خـطب مـن الدهر iiمظلم تـحـمل مــن أكــداره iiوتـقلدا
نـضى سـيفه فـي وجـهه iiمتعمدا وجــرده عــن حـقه iiفـتجردا
بـبـاكم ألـقى الـعصا iiوحـريمكم أمــان اذا دهـر طـغى iiوتـمردا
أتـاكم صـريخا من ذنوب iiتواترت عـلى ظهره في اليوم مثنى iiومفردا
أتـاكـم لـيستجدي الـنوال iiلأنـكم كـرام نـداكم يـسبق الغيث iiوالندا
أتـاكم لـيحمي من أذى الدهر iiنفسه وأنـتم حـماة الـجار ان طارق iiبدا
أتـاكـم أتـاكم يـا سـلالة iiحـيدر كـسيرا يـناديكم وقـد أعـلن iiالندا
حـسين أقـلني مـن زمـان iiشرابه حـميم وغـسلين اذا مـا صفا iiصدا
عـلى جـدك الـمختار صلى iiالهنا وسـلم مـا حـاد الـى أرضه iiحدا
ادب الطف ـ الجزء السابع 184
السيد عبد الرحمن الالوسي مفخرة من مفاخر العلم والادب وواعظ شهير قضى
أكثر عمره في التدريس ، والارشاد وكان درسه ووعظه في جامع الشيخ صندل
بالكرخ ببغداد ، ملم بالتفسير والفقه والحديث . أخذ العلم عن شقيقه
الاكبر العلامة النحرير أبي الثناء السيد محمود شهاب الدين الالوسي
ويتحلى بأخلاق فاضلة ونفس طاهرة ، محترما لدى الوزراء موقرا عند
الامراء ولا سيما عند صاحب الدولة نامق باشا حين كان واليا ومشيرا على
العراق حيث كان المترجم له حلو المفاكهة لطيف المسامرة ، ترجم له السيد
محمود شكري الالوسي في الجزء الاول من (المسك الاذفر) المطبوع بمطبعة
الآداب ببغداد سنة 1348.
توفي يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر ربيع الثاني من شهور السنة الرابعة
والثمان بعد المائتين والالف من الهجرة ودفن قرب مرقد أخيه العلامة
الشهير وعمره يقارب الستين عاما ورثاه جملة من الادباء منهم محمد سعيد
النجفي فقد أنشد قصيدة غراء في مجلس العزاء وأولها: من لوى من بني لويً
ـ لواها وطـوى طود عزها وعلاها
الى أن يقول:
ان أم الـعلوم تـنعى iiولكن بـاسم عبدالرحمن كان iiنعاها
عـلم مـن بـني لوي iiلوته حـادثات الردى فشلت iiيداها
كـان لـلناس مقتدى iiواماما مـن تـرى بعد فقده iiمقتداها
نـدبته مـدارس العلم iiشجوا حيث مات الندب الذي أحياها
ادب الطف ـ الجزء السابع 185
الشيخ عبد الحسين شكر
المتوفى 1285
يرثي الحسين عليه السلام:
تـربة الـطف لاعـدتك iiالسجال بـل سـقاك الـرذاذ iiوالهطال(1)
وتـمشى الـنسيم فـي iiروضتيك الـصبح والـعصر جائلا iiيختال
طـاولي الـسبعة الـشداد iiببوغا ء عـلـى سـبط أحـمد iiتـنهال
انـمـا أنــت مـطلع iiلـهلال مـن سـنا ضـوئه استمد iiالهلال
مـهبط الـوحي عـنده في iiهبوط وعــروج جـبـريلها iiمـيكال
انـما أنـت مـجمع الرسل iiلكن لـهـم عـنك بـالأسى iiاشـغال
فـيك قـد حـل سيد الرسل iiطه وعــلــي وفــاطـم iiوالآل
وسـرايـا بـني نـزار iiولـكن فـيك جـذت يـمينها والـشمال
يـوم فـي عـثير الـضلال أمي عـثـرت أي عـثـرة iiلاتـقال
واسـتـفزت لـحرب آل iiعـلي عـصبا قـادها الـعمى والضلال
وعـليهم قـد حـرمت iiيـالقومي ورد مـاء الـفرات وهو iiالحلال
فـاستثارت لـنصرة الـدين iiأسد تـرجف الارض مـنهم iiوالجبال
وأقـامـوا مـربا مـست الـنجم عـلـوا لـكـنها iiقـسـطال(2)
حـيث سـمر الرماح عمتها iiالها م ولـلـشزب الـجـسوم iiنـعال
(1) الرذاذ المطر الصغار القطر. (2) القسطال والقسطل بالفتح الغبار.
|