ادب الطف ـ الجزء السابع 186
فـامـطت لـلغى الـتاق iiرجـل كـنجوم الـسما زهـير iiهـلال
افـغوا الـسابات وهـي iiدلاص شـخذوا الـمرهفات وهي iiصقال
بـأكف مـا استنجدت غير iiنصل ولأيـديـهم خـلـقن الـنـصال
طـعنوا بـالقنا الـخفاف iiفعادت وهـي مـن حـملها القلوب iiثقال
صافحتهم أيدي الصفاح iiالمواضي ودعـاهم داعـي الـقضا iiفانثالوا
فـانثنى لـيث أجـمة المجد iiفردا نـاصـراه الـهـندي iiوالـعسال
فـسـصا مـن الـباس iiعـضبا كـتـبت فـي فـرنده iiالآجـال
فـرأت مـنه آل سـفيان iiيـوما فـيه لـلحشر تـضرب iiالامثال
وأبـيـه لـولا الـقضا iiوالـمقاد يـرمحتهم دون الـيمين iiالـشمال
لـكـن الله شــاء أن iiيـتناهبن حـشـاه سـمر الـقنا iiوالـنبال
حـين شـام الـحسام وامتثل iiالا مـر امـام ن شـأنه iiالامتثال(1)
وهـوى سـاجدا على الترب iiذاك الـطود لـله كـيف تهوي الجبال
كـادت الارض والسما أن iiتزولا وعـلـى مـثله يـحق iiالـزوال
يـالـقومي لـمعشر بـينهم لـم تــرع يـومـا لاحـمد iiأثـقال
لــم تـوقر شـيوخه iiلـمشيب ولـيـتم لــم تـرحم iiالاطـفال
ورضـيع يـال الـبرية لم iiيبلغ فـصـالا لـه الـسهام iiفـصال
ونـسـاء عـن سـلبها وسـباها لـم تـصنها خـدورها والحجال
ابـرزوها حـسرى ولـكن iiعليها اسـدل الـنور حـجبه iiوالجلال
فـتـعادين والـقـلوب iiحـرار وتـداعـين والـدمـوع iiتـذال
أيـهـا الـراكب الـمجد اذا iiمـا نـفحت فـيك لـلسرى iiمـرقال
عـج عـلى طـيبة فـفيها iiقبور مـن شـذاها طابت صبا iiوشمال
ان فــي طـيها اسـودا الـيها تـنتمي الـبيض والـقنا iiوالنزال
فــاذا اسـتقبلتك تـسأل iiعـنا مـن لـوي نـساؤها iiوالـرجال
(1) شام السيف بمعنى غمده وشامه سله من غمده وهو من الاضداد.
ادب الطف ـ الجزء السابع 187
فـاشرح الـحال بـالمقال iiومـا ظـني تـخفى عـلى نزار iiالحال
نـاد مـا بينها: بني الموت iiهبوا قــد تـناهبنكم حـداد iiصـقال
تلك أشياخك على الارض صرعى لـم يـبل الـشفاه مـنها iiالزلال
غـسـلتها دمـاؤهـا iiقـلـبتها ارجـل الـخيل كـفنتها الـرمال
ونـساء عـودتموها iiالـمقاصير ركـبـن الـنياق وهـي iiهـزال
هـذه زيـنب ومـن قـبل iiكانت بـفـنا دارهـا تـحط iiالـرحال
والـتي لـم تزل على بابها iiالشا هـق تـلقي عـصيها iiالـسؤال
أمـست الـيوم والـيتامى iiعليها يـال قـومي تـصدق iiالانـذال
مـا بـقي مـن رجالها الغلب iiالا مـن عـلى جـوده الوجود iiعيال
وهـو يـا لـلرجال قد شفه السقم وسـيـر الـهـزال iiوالاغـلال
آل سـفيان لا سـقى لـك ربـعا مـغدق الـودق والـحيا iiالهطال
أي جـرم لاحـمد كـان iiحـتى قـطعت مـن أبـنائه iiالاوصـال
فـالحذار الـحذار مـن وثبة iiالا سـد فـلليث فـي الشرى iiاشبال
انـما يـعجل الـذي يختشى iiالفو ت ومـن لـم يـكن الـيه المئال
الشيخ عبد الحسين بن الشيخ احمد بن شكر النجفي بن الشيخ أحمد بن الحسن
بن محمد بن شكر الجباوي النجفي. توفي بطهران سنة 1285 وكان والده الشيخ
احمد من العلماء المصنفين.
رثى أهل البيت عليهم السلام بقصائد كثيرة تزيد على الخمسين منها روضة
مرتبة على الحروف، وشعره يرويه رجال المنبرالحسيني في المحافل الحسينية
، وقد تصدى الخطيب الشهير الشيخ محمد علي اليعقوبي لجمع ما نظمه الشاعر
في أهل البيت
ادب الطف ـ الجزء السابع 188
عليهم السلام من القصائد والمقاطيع من مديح ورثاء فنشره في كراسة تناهز
المائة صفحة طبعت على نفقة الوجيه الحاج عبدالله شكر الصراف بالمطبعة
العلمية بالنجف الاشرف عام 1374 هـ ولأجله. وممن ترجم للشاعر المذكور
شيخنا البحاثة الشيخ السماوي في (الطليعة) والعلامة الجليل الشيخ علي
آل كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة).
وآل شكر أسرة قديمة من الاسر العربية الشهيرة بالنجف عرفت باسم (شكر)
أحد أجدادها الاقدمين وأصلهم من عرب الحجاز.
واليكم بعض قصائده الحسينية:
هـبوا بـني مضر الحمرا على iiالنجب قـد جـذ عـرنينكم فـي صارم iiالغلب
سـلـت أمـي حـدادا مـن iiمـغامدها قـادت بـها الصعب منكم بل وكل أبي
ومـعرك غـادر ابن المصطفى غرضا لأسـهم غـير قـلب الـدين لم iiيصب
لـلـه أعـبـاء صـبـر قـد تـحملها لـم يـحتملها نـبي أو وصـي iiنـبي
فـان تـكن آل اسـرائيل قـد iiحـملت كـريم يـحيى عـلى طشت من iiالذهب
فـآل سـفيان يـوم الـطف قد iiحملت رأس ابـن فـاطمة فـوق القنا iiالسلب
وهـل حـملن لـيحيى فـي السبا iiحرم كـزيـنب ويـتـاماها عـلى iiالـقتب
هل سيروا الرأس فوق الرمح هل شربوا عـليه هـل قـرعوه الـثغر iiبالقضب
هـل قـنعت آلـه الاسـواط هل سلبوا مـنها الـمقانع بـعد الـخدر iiوالحجب
كـل تـنادي ولا غـوث يـجيب iiنـدا أيـن الـسرايا سـرايا اخـوتي وأبـي
وان يـكن يـونس آسـاه مـذ نـبذت جـثمانه الـحوت في قفر الفضا الرحب
ادب الطف ـ الجزء السابع 189
فـابـن الـنبي عـن الـيقطين iiظـلله نـبت الأسـنة فـي جـثمانه iiالـترب
وان يـكن يـفد بـالكبش الـذبيح فـقد أبـى ابـن أحـمد الا أشـرف iiالرتب
حـتى فـدى الـخلق حرصا في iiنجاتهم بـالنفس والاهـل والابـناء iiوالصحب
ونــار نـمرود ان كـانت iiحـرارتها عـلى الـخليل سـلاما من أذى iiاللهب
فـفي الطفوف رأى ابن المرتشى iiحرقا ان تـلق كـل الـرواسي بعضها iiتذب
حـر الـحديد هـجير الشمس حر ظمأ أودى بـأحشاه حـر الـسمر iiوالقضب
وأعـظم الـكل وقـدا حـال iiصـبيته مـا بـين ظـام ومـطوي الحشا iiسغب
ونـصب عـينيه مـن أبـنائه جـثث كـأنها هـضب سـألت عـلى iiالهضب
يـا نـفس ذوبي أسى يا قلب مت iiكمدا يـا عـين سـحي دما يا أدمع iiانسكبي
هـذي الـمصائب لا مـا كـان في iiقدم لآل يـعقوب مـن حـزن ومـن iiكرب
أنـى يـضاهي ابـن طـه أو iiيـماثله فـي الـحزن يعقوب في بدء وفي iiعقب
ان حـدبت ظـهره الاحـزان أو iiذهبت عـيناه فـي مـدمع والـرأس ان iiيشب
فـان يـوسف فـي الاحياء كان iiسوى أن الـفـراق دهـى أحـشاه iiبـالعطب
هــذا ويـحـضره مـن ولـده iiفـئة وانــه لـنـبي كــان وابـن iiنـبي
فـكيف حال ابن بنت الوحي حين iiرأى شـبيه أحـمد فـي خـلق وفي iiخطب
مـقـطعا جـسـمه بـالبيض iiمـنفلقا بـضربة رأسـه مـلقى عـلى iiالكثب
هـناك نـادى عـلى الـدنيا العفا iiوغدا يـكـفكف الـدمع اذ يـنهل iiكـالسحب
ادب الطف ـ الجزء السابع 190
وله أيضا:
لـم لا تـثير نـزار الـحرب iiوالرهجا وعـضب حرب فرى اكبادها iiووجا(1)
هـلا امـتطت مـن بنات البرق iiشزبها وأفـرغـت مـالـها داود قـد iiنـسجا
واعـتمت الـبيض سـودا من iiعمائمها واسـتلت الـبيض كيما تدرك iiالفلجا(2)
هـل بـعدما نـهبت بـالطف iiمهجتها تـرجو حـياة وتـستبقي لـها iiمـهجا
عـهدي بها وهي دون الظيم ما iiبرحت خـواضة مـن دمـا أعـدائها iiلـججا
فـما لـها الـيوم فـي الغابات رابضة ومـن حـسين فـرت أعـداؤها iiودجا
تـستمرىء الـماء من بعد الحسين iiومن حـر الـظما قـلبه فـي كربلا iiنضجا
وتـسـتظل وحـاشـا فـهـر iiأخـبية والـشمس قد ضوعت من جسمه iiالأرجا
فـلـتنض اكـفـانها ان ابـن iiفـاطمة مـر الـشمال لـه الاكـفان قـد iiنسجا
ولـتـبد فـي بـرد الـهيجا iiكـواكبها فـشمسها اتـخذت وجـه الـثرى برجا
ورأســه فــوق مـياد أقـيم iiومـن ثـقل الامـامة أبـصرنا بـه iiعـوجا
بـدر ولـكن بـبرج الـذابح iiانخسفت انـواره فـكست حـمر iiالـدماسبجا(3)
تـرى الـنصارى المسيح اليوم iiمرتفعا والـمسلمون تـخال الـمصطفى iiعرجا
وانـمـا هـم لـسان الله قـد iiرفـعوا فـلم يـزل نـاطقا فـي وحـيه لـهجا
لـلـه مـن قـمر حـفت بـه iiشـهب والـكل مـنها لـعمر الله بـدر iiدجـى
(1) الرهج الغبار ووجا بمعنى انتزع.
(2) الظفر والفوز.
(3) السواد.
ادب الطف ـ الجزء السابع 191
مــا لـلـنهار تـجلى بـعد iiأوجـهها والـليل مـن بـعد هاتيك الجعود iiسجا
لـكن أشـجى مـصاب شج من iiمضر هـاماتها ومـلا صـدر الـفضاء شجى
ولا أرى بـعـده لا والأبــاء iiعـلى الاجـداث ان لـفظت أجـسادها iiحرجا
سـبـي الـفـواطم يـال الله iiحـاسرة مـذاب أكـبادها فـي دمـعها iiامـتزجا
أتـلـك زيـنب لـم تـهطل iiمـدامعها الافـرى رمـح زجـر قـلبها iiووجـا
بـحران فـي مـقلتيها غـير ان iiلظى احـشائها بـين بـحري دمـعها iiمزجا
أولـئـك الـخزر أم آل الـنبي iiعـلى هـزل عوار سرى الحادي بها iiدلجا(1)
ضـاقت بـها الارض أنى وجهت نظرا رأت بـها الـرحب أمسى ضيقا iiحرجا
لـم يـنجح أشـياخها سـن ولا iiحجب نـساءها لا ولا الـطفل الـرضيع iiنجا
أمـسى بـها قـلب طـه لاعـجا وغدا قـلب ابـن هـند بـما قـد نالها iiثلجا
وله أيضا:
دهـى الكون خطب فسد iiالفسيحا وغـادر جـفن الـمعالي iiقريحا
ورزء عـرا الـمجد iiوالمكرمات فـأزهق مـنهن روحـا iiفـروحا
أطـلت عـلى الـرسل أشـجانه فـأشجى الـكليم وأبكى iiالمسيحا
وأوقـد بـالحزن نـار iiالـخليل وجـلبب بـالثكل والـنوح iiنوحا
وغـيـر عـجيب اذا iiزلـزلت فـوادحـه عـرشها iiوالـصفيحا
حـقـيق قـوائـمه أن iiتـمـيد ففي الطف أضحى حسين iiطريحا
وان لا نرى الشمس بعد iiالطفوف وقـد غـيرت منه وجها iiصبيحا
أتـصهره الـشمس وهو ابن iiمن بمرأى من الناس كم رد iiيوحا(2)
(1) الدلج والادلاج السير أول الليل. (2) يوح ويوحى بضمها. من أسماء
الشمس.
ادب الطف ـ الجزء السابع 192
ذبـيـح فـيـاليتما iiالـكـائنات فـدته اذ الـكبش يـفدي الذبيحا
عـقرن جـياد بـها قـد iiغـدا مـن الـعدو جسم ابن طه جريحا
فـقد سـودت أوجـه iiالـعاديات وكـسرن لـلدين جسما iiصحيحا
بـرغـم بـني هـاشم iiهـشمت جـوارحه فـاستحالت iiجـروحا
تـهـشم أنـوار قـدس iiهـوت وفي غرة العرش كانت شبوحا(1)
تــروح وتـغدو عـلى iiمـاجد لأحـمد قـد كـان روحا وروحا
يـرغـم نــزار غـدا iiرقـهم لـسـبي حـرائـرهم iiمـستبيحا
فـواقـد ثـكلى تـروم iiالـمناح فـتمنع بـالضرب من أن iiتنوحا
وزيـنـب تـدعو وفـي iiقـلبها أسـى تـرك الـجفن منها iiقريحا
أغـثني أبـي يا غياث iiالصريخ ومـن فـي الحروب أبان الفتوحا
وقـم يـا هـزبر الـوغى iiمنقذا حـرائر طـه وشـق iiالضريحا
تـكـتم مــن خـيفة iiشـجوها فـتستمطر الـعين دمـعا iiسفوحا
صـبرت وكـيف عـلى iiفـادح بـرى الاصـطبار وسد iiالفسيحا
ألـم تـدر حـاشا وأنـت العليم الـى قلبك الوحي لا زال iiيوحى
بــأن سـنانا بـراس iiالـسنان مـن الـسبط عـلا محيا iiصبيحا
عـلى مـنبر السمر يتلو iiالكتاب فـيخرس فـيه الخطيب iiالفصيحا
وان ابـن سـعد عـليه iiاجـال مـن الـسابحات سـبوحا iiسبوحا
فـيـا لـرزايـا لـقـد طـبقت غـيـاهبها أرضـها iiوالـصفيحا
أبـت تـنجلي بـسوى iiصـارم بـنصر مـن الله يـبدي iiالفتوحا
بـكـف امــام اذا مــا iiبـدا تـرى الـخضر حاجبه iiوالمسيحا
يـثـير لـتـدمير آل iiالـضلال كـصرصر عاد من الحتف iiريحا
ادب الطف ـ الجزء السابع 193
وله في رثاء الحسين عليه السلام وهي من أشهر قصائده:
الــبـدار الـبـدار آل iiنــزار قـد فـنيتم ما بين بيض iiالشفار(1)
قـوموا الـسمر كـسروا كـل غمد نـقـبوا بـالـقتام وجـه iiالـنهار
سـوموا الـخيل أطـلقوها iiعـرابا واتـركـوها تـشق بـيد iiالـقفار
طـرزوا الـبيض من دماء الاعادي فـلـقوا الـهـام بـالضبا الـبتار
افـرغوا الـسابغات وهـي iiدلاص ذاهــب بـرقـهن بـالابصار(2)
واسطحوا من دم على الارض أرضا وارفـعـوا لـلسما سـماء iiغـبار
خـالفوا السمر بين بيض المواضي وامـتـطوا لـلنزال قـب iiالـمهار
وابـعـثوها ضـوابـحا iiفـأمـي وسـمت أنـف مـجدكم iiبـالصغار
سـلـبتكم بـالـرغم أي iiنـفـوس ألـبـستكم ذلا مــدى الاعـمـار
يـوم جـذت بـالطف كـل يـمين مـن بـني غـالب وكـل iiيـسار
لا تــلـد هـاشـمـية iiعـلـويا ان تـركـتـم أمــيـة iiبـقـرار
مـا لأسـد الـشرى وغمض iiجفون تـركتها الـعدى بـلا iiأشـفار(4)
طـاطؤ الـروس ان رأس iiحـسين رفـعـوه فــوق الـقنا iiالـخطار
لا تـذوقوا الـمعين واقضوا iiظمايا بـعد ظـام قـضى بـحد iiالـغرار
لا تـمدوا لـكم عـن الشمس iiظلا ان فـي الـشمس مـهجة iiالمختار
أنــزار نـضوا بـرود الـتهاني فـحسين عـلى الـبسيطة عار(5)
(1) جمع شفرة حد السيف والسكين وما عرض من الحديد. (2) جمع سابغة وهي
الدرع الطويلة والدلاص الملساء اللينة . (3) الصغار الذل . (4) جمع شفر
بالفتح والضم أصل منبت الشعر في الجفن . (5) نض بالضاد المعجة أي خلع
ومنه قول امرىء القيس (فجئت وقد نضت لنوم ثيابها).
|