ادب الطف ـ الجزء السابع 194
حـق أن لا تـكفنوا هـاشميا بـعدما كـفن الحسين iiالذاري
لا تـشقوا لآل فـهر iiقـبورا فـابن طـه مـلقى بلا اقبار
هـتكوا عن نسائكم كل iiخدر هـذه زيـنب عـلى iiالاكوار
هل خبا بعد محصنات iiحسين سـاتر دون مـحصنات iiنزار
بـاكيات لـولا لهيب iiجواها كدن يغرقن بالدموع الجواري
شـأنها الـنوح ليس تهدأ iiآنا عـن بـكا بـالعشي والابكار
نـادبات فـلو وعـتها iiلوي قـصمت مـن لوي كل iiفقار
أيـن من أهلها بنو شيبة iiالحم د لـيوث الوغى حماة iiالذمار
أيـن هم عن عقائل ما iiعرفن السير كلا ولا الهزال العواري
أيـن هـم عن حرائر iiبأنين يـتشاكين عـن قلوب iiحرار
فليسدوا رحب الفضا iiبالعوادي ولـيهبوا طـرا لاخـذ iiالثار
ولـيقلوا الاعلام تخفق iiسودا بأيادي في الطعن غير iiقصار
ولـيؤموا الـى زعـيم iiلوي أســد الله حـيدر iiالـكرار
ولـيضجوا بـعولة وانتحاب ولـيـنادوا بـذلة iiوانـكسار
عـظم الله في بنيك لك iiالاجر فهم في الطفوف نهب iiالغرار
قـم أثـر نـقعها فان iiحسينا قـد غدا مرتعا لبيض iiالشفار
حـاش لـله أن تغض جفونا وبـأحشاك أي جـذوة iiنـار
لا ولـكـنما رزايـا iiحـسين حـدبت من قراك أي فقار(1)
(1) القرى بالفتح: الظهر ، والفقار : جمع فقارة ما انتضد من عظام
الصلب.
ادب الطف ـ الجزء السابع 195
السيد راضي القزويني
المتوفى 1285
قال في أبي الفضل العباس عليه السلام:
أبـا الفضل يا من أسس الفضل iiوالابا أبـى الـفضل الا أن تـكون لـه أبـا
تـطـلبت أسـبـاب الـعلى iiفـبلغتها ومــا كـل سـاع بـالغ مـا iiتـطلبا
ودون احـتمال الـضيم عـز iiومـنعة تـخـيرت أطـراف الأسـنة iiمـركبا
وفـيت بـعهد الـمشرفية فـي iiالوغى ضـرابا ومـا أبـقيت للسيف iiمضربا
لـقد خـضت تـيار الـمنايا iiبـموقف تـخـال بــه بـرق الأسـنة iiخـلبا
اذا لـفـظت حـرفا سـيوفك مـهملا تـتـرجمه سـمـر الـعوامل iiمـعربا
ولـما أبـت أن يـشرب الـماء iiطيبا أمـيـة لا ذاقـت مـن الـماء iiطـيبا
جـلا ابـن جـلا لـيل الـقتام iiكـأنه صـباح هـدى جلى من الشرك iiغيهبا
ولـيث وغـي يـأبى سوى شجر iiالقنا لـدى الـروع غـابا والـمهند iiمـخلبا
يـذكـرهم بــأس الـوصي iiفـكلما رمـى مـوكبا بـالعزم صـادم iiموكبا
وتـحسب فـي أفـق الـقتام iiحـسامه لـرجـم شـياطين الـفوارس iiكـوكبا
وقـفت بـمستن الـنزال ولـم iiتـجد سوى الموت في الهيجا من الضيم مهربا
الـى أن وردت الـموت والموت عادة لـكم عـرفت تـحت الأسـنة iiوالضبا
ولا عـيب فـي الحر الكريم اذا قضى بـحـر الـضبا حـرا كـريما مـهذبا
ادب الطف ـ الجزء السابع 196
رعـى الله جـسما بـالسيوف iiموزعا وقـلـبا عـلى حـر الـظما iiمـتقلبا
ورأس فـخار سـيم خفضا فما iiارتضى سـوى الـرفع فـوق السمهرية iiمنصبا
بـنفسي الـذي واسـى أخـاه iiبـنفسه وقــام بـما سـن الأخـاء iiوأوجـبا
رنــا ظـاميا والـماء يـلمع iiطـاميا وصـعد أنـفاسا بـها الـدمع iiصـوبا
ومــا هـمـه الا تـعـطش iiصـبية الــى الـمـاء أوراهـا الاوام تـلهبا
عـلى قـربه مـنه تـنائى iiوصـوله وأبـعد مـا تـرجو الـذي كـان أقربا
ولــم أنـسه والـماء مـلء مـزاده وأعـداه مـلء الارض شـرقا iiومغربا
ومـا ذاق طـعم الـماء وهـو بـقربه ولـكـن رأى طـعـم الـمنية iiأعـذبا
تـصافحه الـبيض الـصفاح iiدوامـيا وتـعدو عـلى جـثمانه الـخيل iiشزبا
مـضت بـالهدى في يوم عاشور iiنكبة لـديها الـعقول الـعشر تقضي iiتعجبا
فـليت عـلي الـمرتضى يـوم iiكربلا يـرى زيـنبا والـقوم تـسلب iiزيـنبا
ولـلـخفرات الـفـاطميات iiعـولـة وقـد شـرق الـحادي بـهن وغـربا
حـواسر بـعد الـسلب تسبى iiوحسبها مـصابا بـأن تـسبي عـيانا iiوتـسلبا
لـهـا الله اذ تـدعوا أبـاها iiوجـدها فـلـم تــر لا جـدا لـديها ولا iiأبـا
السيد راضي بن السيد صالح بن السيد مهدي الحسيني القزويني النجفي
البغدادي شاعر موهوب . ولد في النجف الاشرف عام 1235 ونشأ بها ودرس على
والده مبادىء العلوم والاصول والادب واستمد من مجالس النجف ومن أعلام
الادب روحا أدبية عالية ، ساجل فحول الشعراء وباراهم ، ولما انتقل أبوه
الى بغداد انتقل معه عام 1259 وسافر الى ايران أكثر من مرة واتصل
بالشاه ناصر الدين القاجاري وكانت له منزلة في
ادب الطف ـ الجزء السابع 197
نفس الشاه ومكانة سامية ، كما كانت له صلات مع أمراء العراق في عهد
الدولة العثمانية وتجد في ديوانه كثيرا من التقاريظ والموشحات لشعر عبد
الباقي العمري والسيد حيدر الحلي وغيرهما توفي بتبريز في شهر المحرم
عام 1285 هـ والمصادف 1868 م ونقل جثمانه الى النجف فدفن تحت الميزاب
الذهبي في الصحن الحيدري وخلف ولدين هما: الشاعر السيد احمد والسيد
محمود ، ورثاه فريق من الشعراء منهم أبوه السيد صالح الشاعر الشهير
والآتية ترجمته.
جمع ديوانه أخوه السيد حسون بن السيد صالح وفرغ من جمعه له في 15 شعبان
1341 هـ ، وقد ترجم له البحاثة علي الخاقاني في شعراء الغري وقال: ذكره
صاحب الحصون المنيعة في ج9 ص206 وقال عنه: كان أديبا وشاعرا بارعا
مفلقا، جيد النظم رقيق الغزل حسن الانسجام ماهرا في التشطير والتخميس
لا يكاد يعثر على مقطوعة أو (دو بيت) وقد استحسنهما الا خمسهما.
وتوفي بعده والده المعمر عالم بغداد الجليل في وقته والمعاصر للعلامة
الشيخ محمد حسن آل ياسين في سنة 1305 هـ .
فمن قوله في تخميس أبيات أبي نؤاس:
ليت شعري كم خضت للشعر بحرا مـنه تـوجت مـفرق الدهر iiدرا
وبـشعري لما اكتسى الكون فخرا قـيل لـي أنت أشعر الناس iiطرا
في المعاني وفي الكلام البديه
مـثل مـا رق فـي الزجاج مدام رق مـعـنى لـه وراق انـتظام
وكـما ضـاحك الـرياض iiغمام لـك مـن جـيد الـقريض iiنظام
يثمر الدر في يدي مجتنيه
كـم مـعان أبـرزتهن iiشـموسا بـمبان زيـنت فـيها iiالـطروسا
كـنـت حـقـا لـدرها iiقـاموسا فـلماذا تـركت مـدح ابن iiموسى
والخصال التي تجمعن فيه
ادب الطف ـ الجزء السابع 198
خـل مـا قـلت مـن بديع نظام ودواعــي تـشـوق iiوغــرام
واصـنع الـمدح فـي امام iiهمام قـلـت لا أسـتطيع مـدح امـام
كان جبريل خادما لأبيه
ومن شعره قوله في الغزل:
خل عنك الهوى ودعوى التصابي بعد عصر الصبا وشرخ iiالشباب
ان تـوديـعك الـشـباب iiوداع لـوصال الـكواعب iiالاتـراب
طـالما أجـج الـهوى لـك نارا فـي الحشى من صبابة iiوتصابي
ذهـبت بـالمنى الـشبيبة iiعني مـثل أمـس فـما لها من iiاياب
يـا خـليلي هـل تـعود iiلـيال سـلفت فـي سـوالف iiالاحقاب
حيث شرخ الشباب غض iiقشيب يـا رعى الله عهد شرخ iiالشباب
يـا حمام الاراك دعني iiوشجوي ما باحشاك من جوى مثل ما iiبي
هـل لاحـبابنا غـداة iiاسـتقلوا مـن دنـو بـعد النوى iiواقتراب
كـدرى مـا صفا بهم فعسى iiأن تـصفوه لـهم فـيصفوا شرابي
وبـروحي من الظبا شمس iiخدر قـد توارت من النوى في iiحجاب
حـي بـدرا حـيا بشمس iiالمحيا وحـباها بـالمزج شهب iiالحباب
لـك أشـكو من سقم عينيك سقما وعـذابا مـن الـثنايا iiالـعذاب
فـتكت بـالحشى لـواحظ ريـم تـتـقي فـتكها أسـود iiالـغاب
بـت أجـني من وجنتيه iiورودي وورودي مـن سلسبيل iiالرضاب
وخـلعت الـعذار فـي iiخلوات بـين شكوى الهوى ونشر iiعتاب
ورثـى رحـمة لـقلب iiمـذاب وبـكى رقـة لـصب iiمـصاب
واعـتنقنا حـتى الـصباح iiبليل فـيه زرت عـلى العفاف iiثيابي
مـن معيد ما مر من عهد iiوصل فـيه عـيشي حلا وساغ iiشرابي
فـي رياض مثل النضار iiصفاء وحـياض مـثل اللجين iiالمذاب
ادب الطف ـ الجزء السابع 199
محمد عبد الصمد الاصفهاني
المتوفى 1287
ذكره صاحب روضات الجنات من جملة أساتيذه الذين تلقى عنهم العلم فقال:
ومنهم السيد السند ، النبيل المعتمد والفقيه الاوحد الامير سيد محمد بن
السيد عبد الصمد وهو السيد النسيب الحسيني الاصبهاني المنتهى اليه
رياسة التدريس والفتوى في هذا الزمان بأصبهان ، لم نر أحدا يدانيه في
وصف الاشتغال بأمر العلم والتعليم ، كان معظم تلمذه وقرائته على
المرحوم الحاج محمد ابراهيم ، وعلى الفاضل العلاني الكربلائي سيد محمد
بن الامير سيد علي الطباطبائي.
وكتب سلمه الله في الفقه والاصول كثيرا منها شرحه الشريف الموسوم بـ
(أنوار الرياض) على الشرح الكبير المسمى بـ (رياض المسائل) ومنها كتاب
سماه (العروة الوثقى) في الفقه وآخر سماه (الغاية القصوى) في الاصول .
ومنها منظومته الفقهية التي لم يكتب مثلها في الاستدلال المنظوم .
ونظمه رائق فائق جدا لفظا ومعنى ، وأنشد كثيرا بالعربية في مراثي أبي
عبدالله الحسين عليه السلام . وهو الان متجاوز ببناء عمره السعيد حدود
السبعين. انتهى (1) توفي بأصفهان سنة 1287.
(1) روضات الجنان الطبعة الثانية ج 2 ص 106.
ادب الطف ـ الجزء السابع 200
علي آل عبد الجبار
المتوفى 1287
ذكره في أنوار البدرين في شعراء القطيف فقال: العالم العامل الشيخ علي
بن الشيخ احمد بن الشيخ حسين آل عبد الجبار، كان حكيما فيلسوفا أديبا
محققا له ديوان شعر كبير في مراثي الحسين عليه السلام ومدائح آل محمد
عليه السلام من الشعر الجيد وله منظومة في اصول الدين وأخرى في التوحيد
ورسالة في التجويد ورسائل آخر بخطه وحواشي كثيرة على الكتب الفقهية. بل
قل ما رأيت كتابا من كتبه أو رسالة من الرسائل مما دخل في ملكه الا وله
عليه حواشي وتحقيقات. فمن شعره في القناعة قوله:
لـقد طالبتني النفس من سوء حرصها
برزق غد والموت منها بمرصد
فـقلـت لـها هـاتي كـفيلا بـأنني
اذا ما ملكت الرزق أبقى الى غد
توفي رحمه الله وقد نيف على الثمانين سنة 1287، ورثاه شيخنا الصالح
العلامة الامجد الشيخ صالح بمرثية وأرخ وفاته بقوله في آخر المرثية:
(غاب بدر المجد) ذا تاريخه
يا ليوم فيه بدء المجد غاب
ادب الطف ـ الجزء السابع 201
السيد مهدي داود الحلي
المتوفى 1289
قال في الحسين عليه السلام:
بـين الـبين لـوعتي iiوسهادي وجـرت مقلتي كصوب iiالعهاد
أيـها الـمدلجون بـاله iiريضوا عـن سـراكم سـويعة iiلفؤادي
أنـقضتم عـهود ودي كـما iiقد نـقضوا لـلحسين حـق iiالوداد
مـفردا لـم يجد له من iiنصير غـير صـحب بسيرة iiالاعداد
هم أسود العرين في الحرب لكن نـابهم في الهياج سمر iiالصعاد
قـد ثـنوا خيلهم شوازب تعدو تسبق الريح في مجاري iiالطراد
وعـلا فـي هـياجهم ليل نقع لا يـرى فيه غير ومض iiالحداد
فـدنا مـنهم الـقضا iiفـتهاووا جـثما عـن مـتون تلك iiالجياد
وبـقى ثـابت الـجلاد iiوحيدا بـين أهـل الـضلال iiوالالحاد
مـستغيثا ولـم يجد من iiمغيث غـير رمـح وصـارم iiوجواد
جـزر الـكفر حطم السمر iiفل الـبيض لـف الاجناد iiبالاجناد
يـا لـقومي لفادح ألبس iiالدين ثـياب الاسـى لـيوم الـمعاد
كـم نـفوس أبية رأت iiالموت لـديـها كـمـوسم iiالاعـيـاد
هـي عزت عن أن تسام iiبضيم فـأسيلت عـلى الظبا iiوالصعاد
وصدور حوت علوم رسول الله أضـحـت مـغـادرة iiلـلجياد
ادب الطف ـ الجزء السابع 202
أبو داود العالم الاديب السيد مهدي بن داود بن سليمان الكبير ، ميلاده
في الحلة سنة 1222 ونشأ بها نشأة صالحة على أخيه السيد سليمان الصغير
وجد واجتهد ودرس اللغة وآدابها واستقصى دواوين العرب وتواريخهم وأيامهم
حتى أصبح مرجعا ومنهلا يستقي منه رواد الادب ، ونهض بأعباء الزعامة
الدينية والادبية التي كان يقوم بها أعلام أسرته مـن قبلـه ، ودرس
الفقـه علـى العلامـة صـاحب (أنوار الفقاهة) ابن الشيخ جعفر كاشف
الغطاء ـ يوم كان مقيما بالحلة ـ ثم هاجر الى النجف فحضر في الدروس
الفقهية على الشيخ صاحب (الجواهر) وقد رثى أستاذيه المذكورين بقصيدتين
كلتاهما في ديوانه المخطوط.
جاء في (البابليات) عند ترجمته ما يلي:
كان من النسك والورع والتقى على جانب عظيم بحيث يأتم بصلاته كثير من
الصلحاء في مسجد خاص ملاصق لداره في الحلة يعرف بمسجد«أبو حواض»لوجود
حوض ماء كبير فيه وكان هذا المسجد كمدرسة أدبية لتلاميذه الذين
يستفيدون منه وهم جماعة من مشاهير أدباء الفيحاء وهم بين من عاصرناهم
أو قاربنا عصرهم الشيخ حسن مصبح والشيخ حمادي الكواز والشيخ حسون بن
عبدالله والشيخ علي عوض والشيخ محمد الملا والشيخ علي بن قاسم والشيخ
حمادي نوح الذي طالما عبر عنه في ديوانه المخطوط بقوله : ـ سيدنا
الاستاذ الاعظم ـ وقد وجه المترجم أكبر عنايته في التهذيب دون هؤلاء
لابن أخيه وربيب حجره الشاعر المفلق السيد حيدر فانه مات أبوه وهو طفل
صغير فكفله هذا العم العطوف فكان له أبا ومهذبا كما صرح بذلك في قصيدته
التي رثاه فيها وقلما يوجد مثلها في مراثيه ومطلعها:
|