ادب الطف ـ الجزء السابع 247
وقال:
أهاجتك من ذي النخيل iiالديار فـهمت وشـبت باحشاك iiنار
أم الـبرق أومـض من iiبارق فـبادرن مـنك الدموع iiالغزار
أراك وقـد غـالبتك iiالـدموع لـها مـن مذاب حشك iiانهمار
لـعلك مـمن شـجته iiالـديار عـداك الحجا ان شجتك الديار
فـدعـها ولا تـك ذا iiمـهجة أهـاجت جواها الرسوم iiالدثار
وقـم بـاكيا من بكته iiالسماء وأظـلم حـزنا عـليه iiالنهار
غـداة غـدى ثـاويا iiبالعرى يـكـفنه الـعثير iiالـمستثار
أيـا ثـاويا وزعـت iiشـلوه عـوادي المهار عقرن iiالمهار
لها الويل هل علمت في المغار عـلى صـدره أي صدر يغار
فـوا لهفة الدين حتى iiالخيول لـها يـا بـن طه عليك iiمغار
حـقيق على العين أن iiتستهل دمـا مـثلما يـستهل iiالقطار
أترضى وجسمك فوق الصعيد ورأسـك فـوق الصعاد iiيدار
وتـبقى على الترب لا iiحفرة تـشق ولا نـعش فـيه iiيسار
وأعـظم مـفجعة في iiالطفوف لـها فـي حنايا ضلوعي أوار
ركـوب بناتك فوق iiالصعاب أسـرى تـقاذف فـيها iiالقفار
حـواسر ليس عن iiالناضرين لـهن بـغير الاكـف iiاستتار
وله أيضا:
خطب أماد من المعالي جانبا ودهى فجب من الهداية غاربا
(1) عن مخطوط الشيخ عبد المولى الطريحي.
ادب الطف ـ الجزء السابع 248
خـطب أمـاد من المعالي iiجانبا ودهـى فـجب من الهداية iiغاربا
خـطب أطـل على الانام iiبفادح أشـجى الانـام مشارقا iiومغاربا
وأصـاب مـن عليا نزار أسدها بـأسا فـصب على نزار iiمصائبا
يـوم بـه جائت يغص بها الفضا عـصب تـؤلب لـلكفاح iiكتائبا
يـقتادها عـمر بـن سعد iiمجلبا لـلحرب فـيها شـزبا iiوسلاهبا
حـسب الابي يروح منها iiضارعا فـأبى الابـي فـأب منها iiخائبا
وغـدا أبـي الضيم يبعث iiللوغى أسدا تصول على العداء iiغواضبا
حـسب حمام الموت سجع iiحمائم فـيها ومـطرد الـكعوب iiكواعبا
وغدت تحطم في الصدور عواسلا مـنها وتـثلم في النحور iiقواضبا
حـيت بـها بـيض الظبا iiفكأنما حـيت من البيض الظباء iiترائبا
حتى هوت صرعى فتحسب iiأنها أقـمار تـم في الطفوف iiغواربا
وبقي ابن أم الموت لم ير صاحبا بـين الـعدى الا الـمهند iiصاحبا
فـغدا يـمزق سـحبها عدوا iiكما مـزقن أنـفاس الـشمال iiسحائبا
مـا زال يخطف بالحسام iiنفوسها حـتى أراهـا في النزال عجائبا
فـهناك حـم بـه القضاء iiمفوقا سـهما بـأوتار الـمنية iiصـائبا
فـهوى فدكدكت الجبال iiوكورت شمس الضحى وغدا النهارغياهبا
مـن مـبلغن بـني نزار iiوغالبا وتـرت بـنو حرب نزار iiوغالبا
مـن مـبلغن نـزار أن iiزعيمها نـسجت عـليه الذاريات iiجلاببا
مـن مـبلغن نـزار أن iiنساءها ركـبن أسـرى هزلا iiومصاعبا
ادب الطف ـ الجزء السابع 249
السيد أحمد الرشتي
المتوفى 1295
رزء لـه الاسـلام iiضـجا والـدين والايـمان iiرجـا
رزء لـه الامـلاك iiتـنزل لـلـعزا فـوجـا iiفـفوجا
رزء لـه البيت الحرام بكا ومــن لـبـا iiوحـجـا
رزء لــه رأس iiالـفخار بـسيف أهـل البغي iiشجا
يـا يـوم عـاشوراء iiيوم فـيـه عـرش الله عـجا
يــوم بـه سـبط الـنبي عـلى الـثرى مـلقا مسجا
لـهفي لـزينب اذ دعـت يـا كـافلي أنـت iiالمرجا
أدعـوك مـا لك لا iiتجيب ولـيـس لـي الاك مـلجا
طـيـب الـرقاد iiهـجرته اذ عـذب عيشي صار iiمجا
أبـكـت رزيـتك iiالـكرام وأضـحكت كـلبا iiوعـلجا
قـد كـنت شـمس iiهداية فـأخترت فوق الرمح iiبرجا
سـفن اصطباري قد iiغرقن ومـاج بـحر الـهم موجا
ضـاقـت عـلـي iiفـدافد الـدنيا فـلم أر قـط نهجا
يـا راكـبا كـور iiالـنياق يـسج فـي الادلاج iiسـجا
عـرج الـى أرض iiالغري وعـرضـن فـجا iiفـفجا
والـثم ثـرى أعتاب iiحيدر مـن بـه لـلناس iiمـنحا
قل يا علي حسين في أرض الـطـفوف بـقى iiمـسجا
طـافت بـه فـي iiكربلاء عـصائب فـوجا iiفـفوجا
يـدعـو الاهــل iiراحـم يـرجو بـيوم الحشر iiمنجا
ادب الطف ـ الجزء السابع 250
السيد أحمد الحسيني الرشتى المقتول سنة 1295، نشأ في بيئة أدبية علمية
وتلقى الشعر والادب على أبيه السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتى
، وكانت الزعامة الدينية بهذا البيت وورثها السيد احمد عن أبيه وأصبح
ديوانه حافلا بالادباء والشعراء . جاء في (الكرام البررة) ما نصه:
السيد احمد بن السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي الحائري عالم
أديب ، كان والده أرشد تلامذة الشيخ احمد الاحسائي قام بعده برئاسة
الفرقة الشيخية الى أن توفي بكربلاء عام 1259 فقام مقامه ولده المترجم
له تلميذ أبيه وانتهت اليه مرجعية قومه الى أن قتل غيلة ليلة الاثنين
17 جمادى الاولى 1295 وقام مقامه ولده قاسم سمي جده.
للشاعر قصائد متفرقة قالها في أغراض شتى وقد تناول في شعره مدح ورثاء
أهل البيت صلوات الله عليهم كما رثى الامراء والعلماء، ولشعره أثر كبير
في الغزو الوهابي فقد عبر عن هذا الحادث المروع بحسرة ولوعة اذ أهينت
حرمة كربلاء وانتهكت قدسيتها سنة 1216 وقتل عشرات الالوف من الابرياء.
لذا اندفع السيد احمد يهنىء مدحت باشا قائد الجيش العثماني والذي فتح
نجد فقال:
ادب الطف ـ الجزء السابع 251
بـدا نـور ظل الله يشرق iiكالصبح فطبق وجه الارض بالعدل iiوالنجح
مـليك عـلى العرش استوى iiولعزه جـميع ملوك الارض تعلن iiبالمدح
ارادتــه الـعظمى بـنافذ أمـره لقد صدرت كي يبدل الغي iiبالصلح
الى مدحة المولى الوزير الذي iiغدا لـسيده ما اختار شيئا سوى iiالنصح
من افتض بكر الفكر في طلب العلى فـجاءته سـعيا غير طاوية الكشح
وزيـر عـلى متن الوزارة قد iiرقى أحـاط بها خيرا فما احتاج iiللشرح
قـد اقـتطفت أهل القطيف iiثمارها تـأمله فـي دوحـة العدل iiوالصفح
ومـذ فتحت نجد دعا السعد iiارخوا لـقد جـاء نصر الله يزهر iiبالفتح
ومن شعره قوله أثناء رحيله الى الحج:
اسـائل أهـل الحي والدمع iiسائل أهـل فـي حماكم للوصول iiوسائل
مـنازل كـانت بـالطفوف عهدتها تـقاصر عـنها في السماك منازل
أصـعـد أنـفاسا لـذكر أحـبتي وأنـى ودونـي أبـحر iiوجـنادل
فـقلبي كـالرابور والـطرف iiماؤه فـواعـجبا لـلماء فـيه iiمـشاعل
فـكم بـابلي الـلحظ تـاه iiبحسنه وهاروت نادى سحري اليوم iiباطل
أنا البحر فوق البحر والغيث iiفوقنا ثـلاث بـحور مـا لـهن iiسواحل
جـليسأي كـتاب والاكـارم iiحولنا أجـالسهم طـورا وطـورا iiأساجل
ومن روض أزهار الاحاديث أجتني ورودا بـأكـمام يـحـييه iiوابـل
وفـخر بـني فـهر بـنا وبـجدنا فـان كـنت في شك تجبك القبائل
فـما وصـف الطائي بعد ظهورنا ولا ذكـرت بـكر ولا قـيل iiوائل
فـقل لـلذي رام الـنجوم بـشأونا تـعـب فـان الـبدر لا iiيـتنازل
فـان عـيرتنا فـي علانا iiعصابة فـعـير قـسـا بـالفهاهة بـاقل
(وقـال الـدجى للشمس أنت iiخفية وقـال السهى للصبح لونك iiحائل)
ادب الطف ـ الجزء السابع 252
وكـم بـللت من فيض بحر iiأكفنا تـفيض عـليها أبـحر iiوجـداول
يـراعي أراع الـناس طرا وانني أراعـي حـقوقا لـلعلى وأواصل
(وانـي وان كـنت الاخير iiزمانه لآت بـما لـم تـستطعه iiالاوائل)
فـكم قـد أقيمت في ثبوت iiمأثري شـواهـد فـيما أدعـي iiودلائـل
شموس سعودي أشرقت من بروجها وكـوكب أعـدائي بـنوري iiآفـل
ادب الطف ـ الجزء السابع 253
الشيخ حمزة البصير
المتوفى 1297
الشيخ حمزة بن ناصر الحلي الشهير بالبصير ، شاعر مقبول وأديب نابه،
ذكره الشيخ النقدي في الروض النضير فقال: كان شاعرا أديبا أخذ عنه
العلم جماعة من شعراء الحلة وتأدب عليه قسم كبير منهم ، وقد ذهب بصره
على الكبر ، يقضي أكثر أوقاته في قرى العذار ، وله شعر في مدح أهل
البيت عليهم السلام ورثائهم جاء في مجموعة صديقه الشيخ محمد الملا
الحلي بعض أشعاره ، منه في رثاء الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام
وله بمدح أهل البيت من قصيدة قالها عام 1279:
هـم حـجج الـرحمن آل iiمحمد مـناقبهم لـن يـحصهن مـعدد
صـنايع باريهم وكل الورى iiلهم صـنايع والرحمن للكل موجد(1)
بهم نزلت والمرسلات وهل iiأتى وطـه وذوالـقربى وايـاك iiنعبد
ولـو يـهتدي كل الورى iiبهداهم ورشدهم لم يلف في الارض ملحد
سـيسأل مـن عـاداهم iiوأحبهم بـيوم بـه تـشقى الانام iiوتسعد
وله مراث لاهل البيت بأوزان مختلفة يلحنها النواحون . أما قصيدته في
الزهراء فاطمة فقد ذكر الشيخ اليعقوبي قسما منها كما ذكر الخاقاني في
كتابه (شعراء الحلة) هذا القسم.
(1) يشير الى قول الامام عليه السلام : نحن صنايع ربنا والناس بعد
صنائع لنا . أي نحن الذين أدبنا الله تعالى وأفاض علينا من كمالاته ،
ونحن تولينا تهذيب الناس وتعليمهم وتأديبهم وفي الحديث الشريف: أدبني
ربي
ادب الطف ـ الجزء السابع 254
الشيخ مهدي حجي
المتوفى 1298
لا تـلمني عـلى الـبكا iiوالـعويل لـمصاب بـكته عـين الـرسول
لـسـت أنـسى ركـائبا iiلـنزار صـاح فيها حادي القضا iiبالرحيل
فـامتطت لـلوغى مـتون iiعراب أرسـلتها ضـوابحا فـي iiالخيول
وانـتضت لـلكفاح بـيض iiصفاح صـاقـلات تـفل حـد iiالـصقيل
وغـدت تـحصد الـرؤس iiلـوي مـن بني حرب في القراع المهول
ودعـاها الـقضا فـلبت iiوخـرت سـجدا كـالنجوم فـوق iiالـرمول
لهف نفسي لهم على الترب صرعى مــن شـيوخ لـهاشم iiوكـهول
وقـتـيل لآل فـهـر iiخـضـيب بـدمـاه نـفـسي الـفدا iiلـلقتيل
الشيخ مهدي بن الشيخ صالح بن الشيخ قاسم بن الحاج محمد ابن أحمد الشهير
بحجي الطائي الحويزي الزابي النجفي. شاعر فاضل وأديب كامل . وآل حجي
أسرة علمية أدبية ، وقد سبقت ترجمة والده الشيخ صالح الكبير ، كتب عنه
البحاثة علي الخاقاني في (شعراء الغري) ونقل عن الشيخ محمد رضا الغراوي
انه كتب ديوانه الذي جمعه ولده الشيخ صالح وهو يقرب من خمسة آلاف بيتا.
ولكنه فقد ولم يبق له أثر، وروى له كثيرا من أدبه الفصيح ولونا من أدبه
الشعبي من (الموال) و (القصيد) و (البوذية).
ادب الطف ـ الجزء السابع 255
السيد موسى الطالقاني
المتوفى 1298
مهج بنيران الفراق تذاب فيجود فيها للجفون سحاب
ومنها:
أنـخ الـركاب فـانما هـي بـقعة فـيـها لأحـمد قـد أنـبخ iiركـاب
واعـقل قـلوصك انـما هـو مربع ضـربـت لآل الله فـيـه iiقـباب
يـا نـازلين بـكربلا كـم iiمـهجة فـيكم بـفادحة الـكروب iiتـصاب
مــا فـيـكم الا عـمـيد iiسـرية فـي الـروع لا نـكل ولا iiهـياب
ومـعـانق سـمر الـرماح iiكـأنها تـحت الـعجاج كـواعب أتـراب
بـطـل يـنـكره الـغبار iiوعـابد مـا أنـكرته الـحرب iiوالـمحراب
شهب بضيء بها المحارب في الدجى وهـموا لابـطال الـحروب شهاب
كـم مـوقف لـهم به خرس iiالردى رعـبا وضـاقت بـالكماة رحـاب
وجـثوا لـشارعة الـرماح iiبمعرك كـادت تـزول بـه ربى iiوهضاب
عـثـرت بـأشراك الـمنية iiمـنهم شـيـب يـزينها الـنهى وشـباب
وثـووا ثـلاثا لا ضـريح iiمـوسد لـهـم يـشـق ولا يـهال iiتـراب
وسـطا الـهزبر فـفر جند iiضلالها مــن بـأسه وتـفرق iiالاحـزاب
أسـد يـفر الـموت خـيفة بـطشه ولـه الأسـنة فـي الـكريهة غاب
ريـان أفـئدة الـصوارم قـد iiقضى ظـمآن يـرنو الـماء وهـو iiعباب
شــاء الآلـه بـآن يـراه iiمـجدلا وعـليه مـن فـيض الـدما iiجلباب
ادب الطف ـ الجزء السابع 256
ثـاو عـلى الـرمضاء غير iiموسد تـحنو عـليه قـواضب iiوحـراب
وبـنات وحـي الله مـا بين iiالعدى تـطـوى بـهـن فـدافد iiوشـعاب
أسـرى تـساق على النياق iiحواسرا ولـهن مـن حـلل الـعفاف iiحجاب
نـهب قـفار الـبيد نـاحل iiجسمها بـالسير واسـتلب الـقلوب iiمصاب
ومـروعة تـدعو الـكفيل ومـا iiلها الا بـقـارعة الـسياط iiجـواب(1)
هو السيد موسى بن السيد جعفر بن السيد علي بن السيد حسين الطالقاني
النجفي. ولد في النجف سنة 1250 هـ وكانت وفاته سنة 1298 ودفن بالنجف.
معروف بالفضل والادب وله ديوان يحتوي على شعره بمختلف المناسبات. ومن
شعره قصيدة رائية يمدح بها الميرزا باقر بن الميرزا خليل الرازي النجفي
ويهنئه بزفاف ولديه الشيخ صادق والميرزا كاظم ومن شعره أيضا قوله:
أحـباي قد ضاق رحب iiالفضا عـلي وأظـلم غرب و iiشرق
ومـذ راعني هول ليل iiالنوى تـيـقنت أن الـقـيامة iiحـق
فـكـم لـيلة بـتها iiسـاهرا ولـلريح حـولي رفيف iiوخفق
وقد جال في الجو جيش الغمام وطـبل الـرعيد بـعنف iiيدق
فـيخفق قـلبي لـخفق iiالرياح ويـسكب جـفني اذا لاح iiبرق
سـهرت وقـد نام جفن الخليل ونحت وغنت على الدوح ورق
وحـق لـها دون قـلبي iiالعنا وانـي بـالنوح مـنها iiأحـق
فـما غـاب عـن عينها iiالفها ولا هـاجهن الى الكوخ iiشأوق
وطبع أخيرا ديوانه بمطابع النجف، وأعقب الشاعر الاديب السيد محمد تقي
المتوفى سنة 1354 وتأتي بعون الله في الجزء الآتي تراجم لأسرة آل
الطالقاني.
(1) عن الديوان.
|