ادب الطف ـ الجزء السابع 268
الشيخ صادق أطيمش
المتوفى 1298
قال يرثي الحسين عليه السلام:
أرق بالطف وكف الدمع iiسكبا فـقد أمـسى بـه الاسلام نهبا
غـداة أقـامت الهيجاء حرب وآل أمـيـة بـالطف iiحـربا
رمـت حزب الاله به iiوقادت عـليهم من بني الطلقاء iiحزبا
سطت فسطا أبو الاشبال iiفردا وأوسـعهم بـها طعنا iiوضربا
الـى أن خر في البيدا iiصريعا وأظـلم يـومه شـرقا iiوغربا
ألا أبـلغ سـراة الـمجد iiكعبا وعـدنان الاولـى ولوي iiعتبا
أتـعلم بـابن فـاطمة iiذبـيحا سـقته مـن نجيع النحر iiشربا
وهـل تـدري كرائمه iiأسارى تجوب بهن صعب العيس سهبا
وأن سـتورها عـنها أميطت وقـد هـتك العداة لهن iiحجبا
الشيخ صادق بن الشيخ احمد أحد أعلام الفضل ورجال الادب ، وهو أشهر رجال
هذه الاسرة وأول من اشتهر منها بالعلم هاجر الى النجف على عهد والده
فاشتغل بطلب العلم ودرس على علماء عصره فأصبح أحد أعلام النجف علما
وفضلا وأدبا ثم كر راجعا الى بلاده بعد أن حاز رتبة الاجتهاد ونزل في
الارض العائدة الى جده فأخذ بمجامع القلوب وأقبلت عليه الوجوه
ادب الطف ـ الجزء السابع 269
والاعيان من تلك الانحاء فصار من المراجع في القضاء والفتيا وكان شهما
هماما سخيا كريما مرجعا لامراء المنتفك يرجعون اليه ويأخذون برأيه ،
جلب قلوب الناس بتقواه وسماحته وكرم أخلاقه ولما امتاز به من أمهات
الغرائز علا شأنه وارتفع ذكره فقصده أهل الفضل من ذوي الحاجات
والمعوزين قال معالي الشبيبي عنه: كان فقيها كبيرا وأديبا ضليعا وصارت
اليه الرئاسة والامامة في تلك الديار(ديار المنتفك) وله بها ضياع
ومزارع معروفة الى اليوم وهو جد الشبيبي الكبير لأمه وهو الذي قام
بتربيته وكان كثير الرعاية له والعناية به حريصا على تربيته وتهذيبه.
وكان شاعرا مجيدا شعره سلس اللفظ فخم المعنى خفيف على السمع.
توفي سنة 1299 في الغراف ونقل الى النجف ودفن فيها وخلف عدة أولاد
أكبرهم وأشهرهم الشيخ باقر وهو ممن هاجر الى النجف واشتغل بتحصيل العلم
حتى صار من أهل الفضل وكان والد المترجم له الشيخ احمد هو أول من هاجر
الى النجف وغرس بذرة العلم في هذه الاسرة على عهد الشيخ الكبير صاحب
كشف الغطاء وكان من أهل العلم.
أقول ومقبرته المدفون بها تقع في محلة البراق احدى محال النجف ، ورأيت
في كتب النسب سلسلة نسبه فهو صادق بن محمد ابن احمد بن اطيمش الربعي
نسبة الى ربيعة القبيلة العربية الشهيرة في التاريخ ورأيت في بعض
المخطوطات مراسلات ومكاتبات كثيرة وله مراث في الائمة الطاهرين عليهم
السلام كما روى السماوي في (الطليعة) ذلك.
الأطفال ومشاعر الخوف والقلق 270
ناصر بن نصر الله
المتوفى 1299
أرقـنى رزء لآل iiالـمصطفى حـتى لذيذ الغمض مقلتى iiجفا
رزء الحسين السبط سبط iiاحمد خـير بـني حـوا علا وشرفا
لـه أنـسه يـجوب كل iiفدفد يـشق مـنه صفصفا فصفصفا
وأبـأبي مـعفرا عـلى iiالثرى ورأسه في الرمح يتلو المصحفا
أفـلاكـها تـعـطلت iiلـفقده أمـلاكها تـبكي عـليه iiأسـفا
أنـديـة الـعلم ألا iiفـاندرسي عـميدها مـربعة لـقد iiعـفا
العالم الشيخ ناصر بن احمد بن نصر الله أبو السعود القطيفي ، له شعر
كثير في مراثي الامام الحسين عليه السلام وله منظومة في الاصول الخمسة.
وآل نصر الله وآل أبي السعود قبيلتان عريقتان في النسب لهم الزعامة
ولمع منهم أدباء وشعراء وصلحاء ومنهم المترجم له ، قال في (أنوار
البدرين) : هو من المعاصرين وقد قرأ علي كثيرا من شعره توفي سنة 1299
وتاريخ وفاته (تبكي المدارس فقد ناصرها).
وللمترجم له ولد اسمه الشيخ عبدالله بن الشيخ ناصر، ذكره صاحب انوار
البدرين بعد ترجمة أبيه فقال: وله ولد صالح فاضل عالم اسمه الشيخ عبد
الله سلمه الله له شعر كثير في الرثاء على سيد الشهداء وله منظومة في
صاحب العصر والزمان وله قصيدتان في رثاء شيخنا العلامة الصالح الرباني
وكان ممن قرأ عليه وحضر لديه. انتهى.
ادب الطف ـ الجزء السابع 271
السيد مهدي القزويني
المتوفى 1300
حـرام لـعيني أن يجف لها iiقطر وان طـالت الايـام واتصل iiالعمر
ومـا لـعيون لا تـجود iiدمـوعها هـمولا وقلب لا يذوب جوى iiعذر
عـلى أن طول الوجد لم يبق iiعبرة وان مـدها مـن كل جارحة iiبحر
كـذا فليجل الخطب وليفدح الاسى ويـصبح كالخنساء من قلبه iiصخر
لـفقد امـام طـبق الـكون رزؤه وناحت عليه الشمس والانجم الزهر
ومـاجت له السبع الطباق iiودكدكت لـه الشامخات الشم وانخسف iiالبدر
ورجت له الارضون حزنا iiوزلزلت وضجت على الافلاك املاكها iiالغر
وقـد لـبست أكـناف مكة iiوالصفا عـليه ثياب الحزن وانهتك iiالستر
يـصول عـليهم صـولة iiحيدرية مـتى كـر في أوساط دارتهم iiفروا
بـغلب رقـاب مـن لـوي تدفعوا الى الموت لا يلوي لديهم اذا iiكروا
أطـل عـليهم والـمنايا iiشواخص وعـين الردى فيها نواظرها iiشزر
ومـا الـموت الا طوع كف يمينه لـه وعـليه ان سطا النهي iiوالامر
الـى أن ثـوى تحت العجاج iiتلفه برود تقي من تحتها الحمد iiوالشكر
فـتى كـان لـلاجي مغيثا iiومنعة وغـيثا لـراجيه اذا مـسه iiالضر
فتى رضت الجرد المضامير iiصدره فأكرم به صدرا له في العلى الصدر
ادب الطف ـ الجزء السابع 272
أبو جعفر معز الدين محمد بن الحسن المدعو بالسيد مهدي الحسيني الشهر
بالقزويني من أشهر مراجع الامامية وزعمائها العظام الذين نهضوا بزعامة
التقليد والمرجعية العامة في أواخر القرن الثالث عشر بعد وفاة شيخ
الطائفة الشيخ مرتضى الانصاري ـ ره ـ . وانما قدمنا ذكر ولده السيد
ميرزا جعفر على ذكره لانه سبق أباه في الوفاة بعامين.
جاء في (البابليات): ولد المترجم ـ ره ـ سنة 1222 هـ في النجف الاشرف
وبها حصل ما حصل من العلوم العقلية والنقلية وقد أخذ عن فطاحل أساتذة
عصره فمنهم العلامة الفقيه الشيخ موسى وأخوه الشيخ علي والشيخ حسن
أنجال الاستاذ الاكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، وعمه السيد باقر والسيد
علي والسيد تقي آل القزويني ، ونال مرتبة الاجتهاد بشهادات واجازات ممن
ذكرناهم وهو ابن 18 سنة.
وقال سيدنا الحجة المؤتمن أبو محمد الحسن بن الهادي آل صدر الدين
الكاظمي في تكملة أمل الامل ـ فلما بلغ المترجم تسع عشرة سنة أجازه
العلامة السيد محمد تقي القزويني تلميذ السيد محمد المجاهد الطباطبائي
وكتب له اجازة مبسوطة رأيتها مجلدة تاريخها 18 محرم سنة 1241 وقد أثنى
عليه ثناء حسنا. 1 هـ.
وابتدأ من ذلك العهد بالتصنيف ولم يزل حتى بعد كبر سنه وشيخوخته مكبا
على البحث والتدريس والمذاكرة والتأليف وهو مع ذلك في جميع حالاته
محافظ على أولاده وعباداته في لياليه وخلواته مدئبا نفسه في مرضاة ربه
وما يقر به الى الفوز بجواره
ادب الطف ـ الجزء السابع 273
وقربه لا يفتر عن اجابة المؤمنين في دعواتهم وقضاء حقوقهم وحاجاتهم
وفصل خصوماتهم في منازعاتهم حتى انه في حال اشتغاله في التأليف ليوفي
الجليس حقه والسائل مسألته والطالب دعوته ويسمع من المتخاصمين ويقضي
بينهم بعد الوقوف على كلام الطرفين فما أولاه بما قال فيه الكواز
الكبير من قصيدة:
يحدث أصحابا ويقضي خصومة ويرسم منثور العلوم الغرائب
(1)
وهاجر الى الحلة حوالي سنة 1253 وقد تجاوز عمره الثلاثين وبقي الى
أواخر العقد التاسع من القرن المذكور فأخذت قوافل الزائرين من مقلديه
من ايران وغيرها تتردد الى الحلة لزيارته ـ بعد اداء مراسيم زيارة
العتبات المقدسة ـ حتى تغص فيهم الدور والمساكن ، الامر الذي اضطره الى
القفول الى النجف والاقامة فيها وأولاده في خدمته عدا السيد ميرزا جعفر
فانه بقي في الحلة ليقوم مقام ابيه في المهمات والمراجعات حتى توفي بها
في حياة والده.
وقد تعرض لذكر سيدنا المترجم العلامة الجليل الشيخ ميرزا حسين النوري
في (دار السلام) و (جنة المأوى) و (النجم الثاقب) و (الكلمة الطيبة) و
(المستدرك). ونقل نص ما قاله عنه صاحب كتاب (المآثر والآثار) ـ
بالفارسية ـ بعنوان (الحاج سيد محمد مهدي القزويني الاصل الحلي
المسكن). نقل المحدث القمي الشيخ عباس في (الكنى والالقاب) عن شيخه
النوري ما نصه:
(1) عن رسالة السيد حسين القزويني في أحوال السيد المترجم له.
ادب الطف ـ الجزء السابع 274
السيد الاجل السيد مهدي القزويني الحلي ذكره شيخنا صاحب المستدرك في
مشايخ اجازته بالتعظيم والتجليل بعبارات رائقة ثم قال: وهو من العصابة
الذين فازوا بلقاء من الى لقائه تمد االعناق صلوات الله عليه، ثلاث
مرات وشاهد الآيات البينات والمعجزات الباهرات ثم ذكر انه ورث العلم
والعمل عن عمه الاجل الاكمل السيد باقر صاحب سر خاله بحر العلوم وكان
عمه أدبه ورباه وأطلعه على أسراره وذكر انه لما هاجر الى الحلة صار
ببركة دعوته من داخل الحلة وأطرافها من طوائف الاعراب قريبا من مائة
الف نفس اماميا مواليا لاوليا الله ثم ذكر كمالاته النفسية ومجاهداته
وتصانيفه في الدين وغير ذلك قال: وكنت معه في طريق الحج ذهابا وايابا
وصلينا معه في مسجد (الغدير) و (الجحفة) وتوفي ـ ره ـ في 12 ع 1 سنة
1300 قبل الوصول الى السماوة بخمسة فراسخ تقريبا وظهر منه حينئذ كرامة
باهرة بمحضر جماعة من الموافق والمخالف. انتهى ملخصا. وقال المؤرخ
السيد حسون البراقي في آخر كتاب (الدرة الغروية) عند ذكر وفيات جماعة
من علماء عصره: ومنهم السيد الهمام والحبر القمقام صاحب العلوم العجيبة
والتصانيف الغريبة السيد مهدي القزويني فانه توفي عند رجوعه من بيت
الله الحرام على بعد فرسخين من السماوة في طريق (السلمان) وجاءوا به
عصر يوم الاحد الـ 25 من ربيع الاول وكانت وفاته عصر الثلاثاء الـ 13
من الشهر المذكور من سنة 1300 ودفن قرب عمه السيد باقر القزويني.
رثاه السيد حيدر الحلي بقصيدته الرنانة التي استهلها بقوله:
أرى الارض قد مارت لامر يهولها
فهل طرق الدنيا فناء يزيلها
ادب الطف ـ الجزء السابع 275
ومنهم العلامة السيد محمد سعيد الحبوبي بقصيدته العصماء التي مطلعها:
سرى وحداء الركب حمد أياديه
وآب ولا حاد لهم غير ناعيه
آثاره ومؤلفاته:
المترجم له تصانيف جمة في الفقه وأصوله والرياضيات والطبيعات والتفسير
وغير ذلك ما بين كتب ورسائل ، فمنها في الفقه ، بصائر المجتهدين في شرح
تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي وهو كتاب شافي وافي مبسوط في الاستدلال
كثير الفروع غزير الاحاطة لا سيما في المعاملات استوفى فيه تمام الفقه
في ضمن خمسة عشر مجلدا من أول الطهارة الى آخر الديات عدا الحج. ومختصر
هذا الكتاب: وقد اختصره في ضمن ثلاث مجلدات وهو على اختصاره كثير النفع
لا يكاد يشذ عنه فرع مع الاشارة الى الدليل ، مواهب الافهام في شرح
شرايع الاسلام: في سبع مجلدات وهو كتاب في الاستدلال مبسوط لا يكاد يشذ
عنه فرع مع الاشارة الى الدليل ، مواهب الافهام في شرح شرايع الاسلام:
في سبع مجلدات وهو كتاب في الاستدلال مبسوط لا يكاد يوجد في كتب
المتأخرين أبسط منه جمع فيه بين طريقة الاستدلال والتفريع وما يقتضي له
التعرض من أحوال رجال الحديث. نفائس الاحكام برز منه أكثر العبادات
والمعاملات وهو حسن التأليف واسع الدائرة لا ينفك عن الاشارة الى أدلة
الاحكام مع ما اشتملت عليه مقدمته من المسائل الاصولية ، واليه يشير
السيد حيدر الحلي في احدى قصائده:
لـه (نفائـس) علـم كلـها درر
والبحـر يبرز عنه أنفس الدرر
لو أصبحت علماء الارض واردة
منه لما رغبت عنه الى الصدر
القواعد الكلية الفقهية: حسن الترتيب جاعلا للقواعد كلا
ادب الطف ـ الجزء السابع 276
في بابه للسهولة على طلابه ، فلك النجاة في أحكام الهداة: وافية بتمام
العبادات ، وسيلة المقلدين الى احكام الدين برز منها كتاب الطهارة
والصلاة والصوم والاعتكاف حسنة الاختصار ، رسالة في المواريث بتمام
أحكامه جيدة التفريع ، رسالة في الرضاع وتسمى اللمعات البغدادية في
الاحكام الرضاعية ، رسالة تشتمل على بيان أحوال الانسان في عوالمه وما
يكون فيه سببا في تكليف غيره من الاحكام الشرعية الفقهية وهي آخر
تأليفاته وتصنيفاته وعليها جف قلمه الشريف كتبها في مكة المشرفة ، منسك
في أحكام الحج كبير ، منظومة في الفقه برز منها تمام العبادات ، شرح
اللمعة الدمشقية برز منه أكثر العبادات على اختصار ولم يتمه.
وأما كتبه الاصولية فمنها: الفرائد: برز منه من أول الاصول الى آخر
النواهي خمس مجلدات ضخام مبسوطة جدا على طريقة المتأخرين ، الودائع:
واف بتمام المسائل الاصولية سلك فيها مسلك القدماء في التأليف، المهذب:
جمع في كلمات التوحيد الآغا البهبهاني مرتبا لها من أول علم الاصول الى
آخر التعادل والتراجيح مع تهذيب منه وتنقيح واختيارات وزيادات ،
الموارد: هو متن حسن الاختصار تام ، شرح قوانين الميرزا القمي برز منه
جملة من الادلة العقلية وبعض التعريف واشتمل على فوائد جليلة ، رسالة
في حجية خبر الواحد ، منظومة وافية بتمام علم الاصول حسنة السبك جيدة
النظم سماها السبائك المذهبة ، رسالة في آيات الاصول مبتكرة في بابها
فيها كل آيه يمكن ان يستدل بها على مطلب أصولي من أول المبادىء اللغوية
الى آخر التعادل والتراجيح والكثير منها لم يذكره الاصوليون بكتبهم ،
رسالة في شرح الحديث المشهور بحديث ابن طاب المروي
ادب الطف ـ الجزء السابع 277
عن الامام الصادق عليه السلام وقد أشار الى هذا الحديث السيد بحر
العلوم في منظومته حيث يقول:
ومشي خير الخلق بابن طاب يفتح منه أكثر الابواب
وحيث أن الكثرة في لسان الشرع تحمل على الثمانين استنبط منه ـ ره ـ
ثمانين بابا أربعين في الاصول وأربعين في الفقه.
وله كتب ورسائل في علوم متفرقة منها: مضامير الامتحان في علم الكلام
والميزان برز منه علم الميزان وتمام الامور العامة وأكثر الجواهر
والاعراض، آيات المتوسمين في أصول الدين في ضمن مجلدين ، قلائد الخرائد
في أصول العقائد (1) ، القلائد الحلية في العقائد الدينية ، رسالة في
أبطال الكلام النفسي.
وله في التفسير : رسالة في تفسير الفاتحة ، تفسير سورة القدر ، تفسير
سورة الاخلاص ، رسالة في شرح الحديث المشهور: حب علي حسنة لا تضر معها
سيئة ، رسالة في شرح كلمات أمير المؤمنين عليه السلام من خطبة من نهج
البلاغة وهو قوله عليه السلام: لم تحط بها الاوهام بل تجلى لها بها
وبها امتنع عنها واليها حاكمها (2) ، مشارق الانوار في حل مشكلات
الاخبار ، شرح جملة من الاحاديث المشكلة كحديث: من عرف نفسه فقد عرف
ربه ، وغيره وليته أتمه، الصوارم الماضية في تحقيق الفرقة الناجية
واليه يشير السيد حيدر الحلي في قصيدة يمدحه فيها:
فاستلها صوارما فواعلا فعل السيوف ثكلت أغمادها
رسالة في أجوبة المسائل البحرانية ، رسالة في أسماء قبائل
(1) أقول طبع أخيرا في مطابع بغداد بتحقيق السيد جودت القزويني.
(2) طبعت بعنوان (النور المتجلي في شرح كلام أميرالمؤمنين علي) بتحقيق
السيد جودت القزويني.
ادب الطف ـ الجزء السابع 278
العرب مرتبة على الحروف الهجائية ، كتاب الاقفال وهو متن في علم النحو
في غاية الاختصار. قال ولده العلامة السيد حسين فيما كتبه عنه من ترجمة
حياته وبيان مؤلفاته: ـ هذا ما وقفنا عليه من تصانيفه الموجودة
المحفوظة واما ما لم نقف عليه مما عرض له التلف لكونه تداولته أيدي
المشتغلين للمطالعة والمراجعة فمن ذلك الفوائد الغروية في المسائل
الاصولية. وكتاب معارج النفس الى محل القدس في الاخلاق والطريقة.
ومنظومة تسمى مسارب الارواح في علم الحكمة ، وكتاب معارج الصعود في علم
الطريقة والسلوك ، وكتاب مختصر للامور العامة والجواهر والاعراض في علم
الكلام. وشرح منظومة تجريد العقائد. وكتاب قوانين الحساب ، في علم
الحساب . ومنها شرح ألفية ابن مالك في النحو. ومنها كتاب المفاتيح في
شرح الاقفال في النحو ايضا وحاشية على المطول للتفتازاني.وحاشية على
شرح التفتازاني في الصرف وجميعها لم تقف منها على رسم ولا سمعنا منها
سوى الاسم تلف جلها بسبب تفرق أوراقها عند المشتغلين واضمحلالهم في
الطاعون. 1 هـ.
وقد كتب العلامة الحجة السيد حسين القزويني المتوفى 1325 ترجمة لوالده
سيدنا المترجم له في رسالة خاصة تتضمن مراحل حياته أطلعني عليها الشاب
البحاثة السيد جودت السيد كاظم القزويني . وقد رأيت له جملة قصائد في
رثاء الامام الحسين عليه السلام منها قصيدة مطلعها:
أهاشم لا للبيض أنت ولا السمر
ولا أنت للقود الهجان ولا المهر
وأخرى أولها:
مصاب يعيد الحزن غضا كما بدا
قضى أن يكون النوح للناس سرمدا
وما أنتـجت أم الـرزايا بـفادح
بمثل الـذي فـي كـربلا قد تولدا
ادب الطف ـ الجزء السابع 279
الشيخ لطف الله الحكيم
المتوفى 1300
لطف الله بن يحيى بن عبدالله بن راشد بن علي بن عبد علي ابن محمد
الحكيم الخطي . كان فاضلا تقيا ورعا له أياد بيضاء أوجبت محبته في
القلوب ، له مراث كثيرة في أهل البيت ، فمن شعره هذه المرثية:
ألـغـير كـاظمة يـروق iiتـغزلي حـيا الـحيا سـاحاته مـن iiمنزل
واذا كـلفت بـه وغـصن iiشبيبتي غـض وصـبغة صبوتي لم iiتنصل
وظـباه كـن أوانـسا لـي iiتبتغي وصـلا فـتعمل حـيلة iiالـمتوصل
حـتى انجلى ليل الشباب وبان ص بـح الـشيب فوق مفارقي iiكالمشعل
فـنسيت بـعدهم الـعقيق iiولـعلعا والـمـنحنى وربـيع دارة iiجـلجل
وجـذبت من يد صاحبي كفي iiعلى (سـقط اللوى بين الذحول iiفحومل)
وطـلبت مـن كـرم الكريم وسيلة لـرضاه فـتي حالي وفي iiمستقبلي
حـتى اهـتديت لـخير كل iiوسيلة بـاب الـنجاة ونـجحة iiالـمتوسل
الـمصطفى والـمرتضى وبـنوهما الابــرار خـير مـكبر iiومـهلل
أهـل الـنبوة والامـامة iiوالكرامة والـشـهادة والـمـقام iiالاكـمـل
وسـمعت واعية الطفوف iiوماجرى فـيها مـن الـرزء العظيم iiالمهول
أبـكي الـحسين وآلـه فـي iiكربلا قـتلوا عـلى ظـمأ دويـن iiالمنهل
مـاتو ومـا بـلوا حرارات iiالحشا الا بـطـعنة ذابــل أو iiمـنصل
يـا كـربلا مـا أنـت الا iiكـربة ذكـراك أحـزنني وساق الكرب iiلي
ادب الطف ـ الجزء السابع 280
مــذ أقـبل الـجيش اللهام iiكـأنه قـطع الـغمام وجـنح لـيل ألـيل
بـأبي وبـي أنـصاره مـن حوله كـالشهب تـزهو في ظلام iiالقسطل
أفـصديه وهـو مـخاطب iiأنصاره يـدعـوهم بـلطيف ذاك iiالـمقول
يـا قـوم مـن يـرد السلامة فليجد الـسير قـبل الـصبح iiولـيترحل
فـالكل قـال لـه عـلى الدنيا iiالعفا والـعيش بـعدك يـا ربيع iiالممحل
أنـفر عـنك مـخافة الموت iiالذي لا بــد مـنه لـمسرع أو iiمـمهل
والله طـعم الـموت دونـك iiعندنا حـلو كـطعم الـسلسبيل iiالـسلسل
فـجزاهم خـيرا وقـال ألا انهضوا هـيـا سـراعـا لـلرحيل iiالاول
فـتوطئوا الـجرد الـعتاق iiوجردوا الـبيض الـرقاق بـسمر خط iiذبل
مـن كـل صـوام الـنهار iiوقـائم جـنح الـظلام يزينه النسب iiالعلى
مـن فوق كل أمون عثرات iiالخطى صـافي الـطلاء مـطهم ومـحجل
مـا زال صـدر الدست صدر iiالر تبة العليا صدر الجيش صدر المحفل
يـتـطاولون كـأنهم أسـد iiعـلى حـمـر فـتـنفر كـالنعام iiالـجفل
ومـضوا عـلى اسم الله بين iiمكبر ومـسـبـح ومـقـدس iiومـهـلل
يـتسابقون الـى المنون تسابق iiاله يـم الـعطاش الـى ورود iiالمنهل
حتى قضوا فرض الجهاد iiوصرعوا فـوق الـوهاد كـشهب أفـق iiأفل
صـلـى الالـه عـليهم iiوسـلامه وسـقى ثـراهم صوب كل iiمجلجل
ايضاح
سبق وان ترجمنا في الجزء الخامس للشيخ لطف الله بن محمد بن عبد المهدي
بن لطف الله بن علي البحراني الجد حفصي ونسبنا القصيدة المذكورة له ،
ثم ترجمنا في الجزء الخامس ايضا لحفيده: الشيخ لطف الله بن علي بن لطف
الله ، والان يأتي دور سميهما والمتأخر عنهما في الزمن.
|