ادب الطف ـ الجزء الثامن 281
كـيف تغضي وعداك iiانتهرت مـحكم الـدين وساموه iiزوالا
أخــرّت أكـرم مـقدامٍ iiبـه يـوم (خـم) بلغ الدين iiالكمالا
أمـنت سـطوة مرهوب iiاللقا فـاستقادته عـلى الأمن iiاتكالا
ولـتـيمٍ وعــدّيٍ iiأمــره آل يـوم اغـتصبوا لـله آلا
وبـه مـن عـبد شمس iiلعبت فـتية منها شكا الداء iiالعضالا
أتـرى حـقك مـا بين iiالعدا تـتـهاداه يـمـيناً iiوشـمالا
وشـبا عـضبك مـغمود ولا ينتضي عن غضب الله انسلالا
يـا لـموتورٍ عـلى أوتـاره يـتردى بـردة الصبر اشتمالا
غـرّ إمـهالك جـبار iiالورى وبه الغيّ على الرشد iiاستطالا
نـاكلاً عـن مدرج الحق iiولم يـر مـن بطشك بأساً iiونكالا
أعـلى ثارك في طيب الكرى تـمنح الجفن وحاشاك iiاكتحالا
والـظبا مـا ألـفت iiأجـفانها طـمعاً في طلب الثار iiنصالا
والـمذاكي يـتصاهلن iiوكـم لك من طول الثوا تشكو iiملالا
زعجت في صوتها بيض الظبا وعـليه هزّت السمر iiالطوالا
فـأثـرها لـلـوغ ضـابحة فـي ذراهـا هبة الاسد صيالا
بـالمواضي والقنا السمر iiالتي نـفثة الـموت يعلّمن iiالصلالا
يـنثني الـقرم عن الطعن iiبها خوف لقياه من الروح iiانفصالا
والـمنايا تـسبق الـطعن iiإلى نـفسه من قبل أن يلقى iiالقتالا
والـملأ الـبيداء عـدلاً iiبعدما مـلئت ظـلماً وجوراً وضلالا
واحـتكمك بالسيف فيمن بشبا جورها جرح الهدى عزّ إندمالا
وانـتـقم مـن فـتية iiأفـناكم ظلمها جرح الهدى عزّ iiإندمالا
وانـتـقم مـن فـتية iiأفـناكم ظـلمها فـي الحكم سماً iiوقتالا
كم لكم في الأرض مطلول iiدم طـبق الآفـاق نوحاً يوم iiسالا
والـذي قـد طـلّ بالطف له مادت الخضرا وركن العز iiمالا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 282
أو مـا وافـاك مـا فـي iiكربلا مـن حـديث ينسف الشمّ iiالثقالا
نـزل الـكرب بـها إذ iiدعيت آلـك الأطـهار لـلحرب نزالا
يـوم حرب ملأت صدر iiالفضا عـصباً يـقتادها الغيّ iiعجشالا
سـادها نشوان في أندى iiالورى رأسـه لو قيس ما ساوى iiالنعالا
فـرأى من بأس خواض الوغى شـدة قـد فـنيت فيها iiانذهشالا
لـم يـكن إلا عـلى شوك القنا مـاشياً في منشهشج العز iiاختيالا
حـامـلاً ألـويـة الـعزّ iiإلـى مـوقف فـيه يـراهنّ iiظِـلالا
لــذرى الـعـزّ بـه iiهـمّته قوضت عن مهبط الضيم ارتحالا
بـقروم شـحذت فـي iiعـزمها قـضب الهنشد وسنّوها iiصقشالا
أنـهـلوها يـوم سـلوها iiدمـاً فيه قد درّت طلى الشوس iiسجالا
فـهم الآسـاد فـي الحرب وقد كـان يـوم السلم يدعوها iiرجالا
وهــم غـاية طـلاب الـندى ولـهم راجـية قـد شدّ الرحالا
مـا دعـاها لـنزال أو iiنـدى هـاتـفٌ إلا أجـابشته iiعـجالا
فـهي لـلداعي ولـلراجي iiلـها تـمنح الـقصد نـزالاً iiونـوالا
أرضـعت طفلهم الحرب iiسوى أنـه يـأبى عـن الـدرّ iiفصالا
عـوذت بـالبيض من شبّ iiلها أمّـه الهيجاء أن يلقى اكش تهالا
يـعـقد الـعز لـناشيها iiعـلى رايـة قـد زانـها الفخر جمالا
مـا تـثنت فـي اللقشا إلا iiرأى غـادة قـد هزّت العطف iiدلالا
زفّـها الـمجد لـكفؤ إن iiسرى يـقدم الـجمع بـها جـلّ iiفعالا
وجـلاهـا لـكـريم iiنـفـسه كرمت في ملتقى الموت iiخصالا
خـضبت مـن بعد ما زفّت iiله بـدم الأبـطال طـعناً iiونصالا
ولـها طـاب اعـتناقاً في iiدجا مـعرك فـيه مـنى حوباه iiنالا
وجـثت فـي مـوقف دقّت iiبه أنـف مَن بالسوء يبغيها iiاغتيالا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 283
مـوقـف قـد حـلقت iiرهـبته بـحشا الأسـد وأنستها iiالمصالا
لـيس تـشكو سأم الحرب iiوإن شكت البيض من الضرب الكلالا
لـم تـزد إلا نـشاطاً في iiوغى جـدها ألـفى ضواريها iiكسالى
عـزةً حـنت إلـى ورد iiالردى دون أن تسقى على الهون الزلالا
فـأشادوها مـعالٍ لـم iiيـصب طـائر الـوهم لأدنـاها iiمـنالا
وبـها قـد هـتف الـلطف iiالى حـضرة الـقدس فـلبته iiامتثالا
فـتداعوا وهـم هـضب iiحجىً وتـهاووا قـمراً يـتلو iiهـلالا
لـم تـجد حرّى على لفح iiالظما وهـجير الـشمس ريّـاً وظلالا
كـم صـريع عثرت فيه iiالظبا عـثرةً عـزّ عـليها أن تـقالا
والـعـوالي وسـدتـه iiبـعدما قـطرته عن ذرى الخيل iiالرمالا
ومـعرّى لـم يـجد برداً سوى صـنعة الـريح جـنوباً iiوشمالا
يـا قـتيلاً ثـكلت مـنه iiوقـد عـقمت عـن مثله الحرب ثمالا
وجـديلاً شـرقت بـيض iiالظبا بـدماه والـقنا الـسمر iiانـتهالا
وقـفت بـعد أفـلاك iiالـوغى فـي مـلمٍ قـطبُها الثابت iiغالا
فـهوى والـكون قـد كـاد iiله جـزعاً يـفنى بمن فيه iiاختلالا
ثـاوياً نـحت القنا في iiصرعة قصرت عن شكرها الحرب مقالا
يـتـشكى صـدره مـن iiغـلّةٍ لـو تـلاقي زاخراً جفّ iiوزالا
جـرت الـخيل عـليه iiبـعدما قُـظُباً لاقـى وسـمراً iiونـبالا
فـهو طـوراً لـلعوالي iiمـركز وهـو طوراً صار للخيل iiمجالا
بـأبي مـن بـكت الخضرا iiله بـدم عـن لـونه الافق استحالا
وعـلـيه الـملأ الأعـلى iiبـها حـرقاً لازمـه الحزن iiانفصالا
فـغدى الـنوح لـه شـأناً iiوقد كـان تـقديساً وحـمداً وابتهالا
وعـلـيـه قـمـراها iiلـبـسا ثـوب خسف أفزع الكون iiوهالا
وبـكته الأرض بـالمحل iiومـا كـاد يجري فوقها الغيث iiانهلالا
يـا مـريد الـرفد لا تعقل iiفمن تـبرك الـنجب بـمغناه iiعقالا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 284
قـد مضى من لم يزل iiيوقرها يـوم تـأتي تحمل الآمال مالا
إن تــرد تـثـقلها iiآمـالـها فـبوفر الـجود يصدرن iiثقالا
فـلتقطّع فـيه أحشاهتا iiجتوىً مَـن عـلى نـائله كانت عيالا
وذوى روض الأمـاني iiبـعدما كـان يخضلّ بجدواه iiاخضلالا
وجـهه يـنهلّ بـالبشر كـما يـده بـالجود تـنهلّ iiانـهلالا
يـلـثم الـوافـد مـنه iiأيـدياً سـحباً تـسبق بالوكف iiالسؤالا
يـا لـخطب نسف البيداء iiمذ زلـزل الأجـبال منها iiوالتلالا
كـم قـتيل من بني الهادي iiبه عـند حـرب دمُـه طلّ حلالا
واسـير عـضّه قـيد iiالـعدى ويـتيم في السبى يشكو iiالحبالا
ونـسـاء سـجـفَ الله iiلـها حـرم الـمنعة عـزاً iiوجلالا
قـد أحـاطت هـيبة الله بـه فـهو بـالطرف منيع أن ينالا
بـل لـو ان الوهم في iiإدراكه جـدّ لـم يـدرك لمعناه iiمثالا
حـجبت فـيه الـتي ما iiشامها أبـداً إلاه شـخصاً أو iiخـيالا
طـاشت الأوهـام فـيه iiفرأت كـونها فـي عالم الدنيا iiمحالا
أصـبحت بـارزة مـنه iiعلى رغم عليا مضر حسرى iiوِجالا
ذعـرتها هـجمة الـخيل على خـدرها أمّـته امـاً iiورعـالا
فـانجلت عـنه وقد سُد الفضا دونـها تـطلب كـهفاً iiومـآلا
وبـعين الله أضحت في iiالسبى تمتطي قسراً عن الخدر iiالجمالا
نصلت وخداً ومن طول iiالسرى عـنقاً كـادت بـأن تفن هزالا
كـلما قـد هـتفت فـي iiقومها إذ حدا الحادي بها والركب شالا
زجـرت بـالشتم مـن iiآسرها وعليها السوط بالضرب iiتوالى
غـادرتـهن الـرزايـا iiوُلّـها إذ تـرادفـن عـليهن iiانـثيالا
يـا لـها نـادبة تـدعو iiولـم تـلف لـلمنعة من فهر iiرجالا
قد مضى عنها المحامون الأولى دونـها يـوم الوغى ماتوا قتالا
كـلما حـنت لـقتلاها شـجى أنست النيب من الثكل iiالفصالا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 285
الشيخ حسن البدر
المتوفى 1334
ومـن يـنظر الـدنيا بعين بصيرة يـجدها أغـاليطا وأضـغاث iiحالم
ويـوقظه نـسيان مـا قـبل iiيومه عـلى أنـها مهما تكن طيتف iiنائم
ولا فـرق في التحقيق بين iiمريرها ومـا يُدّعى حلواً سوى وهم واهتم
فـكيف بـنعماها يُغشرّ أخو iiحجى فـيقرع إذ عـنه انزوت سنّ iiنادم
وهـل يـنبغي لـلعارفين iiنـدامة عـلى فـائتٍ غير اكتساب المكارم
ومـا هـذه الـدنيا بدار iiاستراحة ولا دار لــذّاتٍ لـغـير iiالـبهائم
ألـم تـر آل الله كـيف تـراكمت عـليهم صـروف الدهر أيّ iiتراكم
أمـا شـرقت بـنت النبي iiبريقها وجـرعها الأعـداء طـعم iiالعلاقم
أمـا قـتل الكرار بغياً بسيف iiمَن بـغى وطـغى فـيما أتى من iiمآثم
عـدوّ إلـه الـعالمين ابـن iiملجم واشـقى جميع الناس من دور iiآدم
وإن أنس لا أنس الحسين وقد iiغدا على رغم أنف الدين نهب الصوارم
قضى بعدما ضاقت به سعة iiالفضا فـضاق لـه شـجواً فضاء iiالعوالم
فـمـا لـنزار لا تـقوم iiبـثأرها فـترضع حرباً من ضروع iiاللهاذم
فـهل رضـيت عن سفك آل أمية دمـاها بـإجراء الـدموع iiالسواجم
هـبوا الـقتل فـيكم سيرة iiمستمرة فهل عرفتت كيف السبى ابنة iiفاطم
أهـان عليكم هجمة الخيل iiجدرها كـأن لم يكن ذاك الخبا خدر iiهاشم
ادب الطف ـ الجزء الثامن 286
لها الله من مذعورة حين iiاضرموا خـباها فـفرت كالحمام iiالحوائم
فما بال قومي لا عدمت iiانعطافهم وكـانوا أباة الضيم شحذ iiالعزائم
أعاروني الصما فلم يسمعوا iiالندا ألـم يـعلموا أني بقيت iiبلاحمي
أعـيذكم أن تـستباح iiحـريمكم وتسبى نساكم فوق عجف الرواسم
أيـرضى إباكم أن تساق iiحواسراً كـما شاءت الأعدا إلى شرّ iiغاشم
جاء في شعراء القطيف : هو العلامة الحجة الشيخ عبد الله بن محمد بن علي
ابن عيسى بن بدر القطيفي كان مولده سنة 1278 في النجف الأشرف ونشأ بها
وترعرع وتفيأ ظل والده المغفور له فقد كان من مشاهير عصره علماً وفقهاً
وتحقيقاً ومن هذا النمير الصافي نهل مترجمنا ثم فوجئ بفقده في أيام
صباه وسافر إلى وطنه القطيف وتلمذ على يد أعلامها كالشيخ علي القديحي
وأمثاله ولم يزل حتى بلغ الغاية القصوى وإذا هو ذلك المجتهد الكبير
والمصلح العام ثك كرّ راجعاً إلى النجف الأشرف وبقي مدة مواصلاً للطلب
بين درس وتدريس وتأليف حتى طلبه عمّه إلى القطيف وبعد أن تزوج بأحد
أكفائه توجه إلى مكة لاداء فريضة الحج وبعده أبحر من مكة المكرمة إلى
النجف الأشرف من طريق جدّه ولا زال موئلاً لرواد العلم والحقائق
مستقلاً بحوزة علمية لما عليه من النضوج العلمي والورع والتقى والصلاح
وقد ارتوى من نمير علمه الصافي كثيرون من رواد العلم والحقائق كوالدنا
المرحوم والشيخ حسين القديحي وأمثالهما .
توفي رحمه الله بالكاظمية سنة 1334 ودفن في جوار الكاظميين عليهما
السلام وكان رحمه الله يقول الشعر بالمناسبات وأكثره في أهل البيت ومنه
هذه المرثية :
متى فقدت أبنا لوي بن غالب
إباها فلم ينهض بها عتب عاتب
ادب الطف ـ الجزء الثامن 287
أمـا قـرعت أسـماعها حـنة iiالـنسا الـيـها بـما يـرمى الـغيور iiبـثاقب
فـكم نـظمت جـمر الـعتاب iiقـلائداً عـلى الـسمع من قلب من الوجد iiذائب
وكـم نـثرت كالجمر في صحن iiخدها مـذاب حـشا مـن زفرة الغيظ iiلاهب
وضـجـت الـيها بـالشكاية iiضـجة تـمـيل بـأرجاء الـجبال الأهـاضب
أيـا إخـوتي هـل يـرتضي لكم iiالإبا بـأن تـعرضوا عـتى بأيدي الأجانب
أيـا إخـوتي لانـت قناتي على iiالعدى فـلم يـخش بـطش الانـتقام iiمحاربي
أيـا إخـوتي هـل هـنت قدراً iiعليكم فـهانت عـليكم لا حـييت iiمـصائبي
أيـا إخـوتي تـدرون قـد هجم iiالعدى عـلي خـبائي واسـتباحوا iiمـضاربي
أيــا إخـوتي تـدرون أنـي غـنيمة غـدوت ورحـلي راح نـهبة iiنـاهب
أهــان عـلى أبـناء فـهر iiمـسيرنا إلى الشام حسرى فوق خوص iiالركائب
أهــان عـليكم أن نـكون iiحـواسراً كـما شـاءت الأعـدا بأيدي ا لأجانب
أهــان عـلى أبـناء فـهر iiدخـولنا عـلى مـجلس الـطاغي بغير iiجلابب
أتغضي على هضمي ، ألست الذي حمى بـسمر الـقنا خدري وبيض iiالقواضب
اتـغضي عـلى سـبي وسلبي iiوهتكهم حـماي كـأني لـيس حامي الحمى أبي
أأسـبى ولا سـمر الـرماح iiشـوارع أمـامي ولا الـبيض الـرقاق بـجانبي
أأسـبـى ولا فـتيان قـومي عـوابس يـرف لـواها فـي مـتون iiالسلاهب
بـها مـن بـني عـدنان كل ابن iiغابة يـرى الـصارم الهندي أصدق iiصاحب
كـميٌ يـردّ الـموت مـن شزر iiلحظه مـروع حـشى مـن شدة الخوف ذائب
هـمام إذا مـا هـمّ بـالكر في iiالوغى تـدكدكت الأبـطال تـحت iiالـشوازب
فـتأتي بـها شـعث النواصي iiضوابحاً تـقلّ بـها مـثل الـجبال iiالأهـاضب
يـجيؤون كـي يـستنقذوني iiوصبيتي مــن الأسـر أو واذل أبـناء iiغـالب |