ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الثامن 296

إلا لأجـل من هم تحت iiالكسا      مـن  لـم يكن أمرهم iiملتبسا
قـال الأمين قلت يا رب ومن      تـحت  الـكسا بحقهم لنا أبن
فـقال لـي هم معدن iiالرساله      ومـهبط الـتنزيل iiوالـجلاله
وقـال هـم فـاطمة وبـعلها      والـمصطفى والحسنان iiنسلها
فـقلت يـا رباه هل تأذن iiلي      أن أهبط الأرض لذاك iiالمنزل
فـأغتدي تحت الكساء iiسادسا      كـما  جُـعلت خادماً وحارسا
قـال نـعم فـجاءهم مـسلّماً      مـسلّماً  يتلو عليهم ii(إنّما)
(1)
يـقول  إ ن الله خـصكم iiبها      مـعجزة  لـمن غـدا iiمنتبها
أقـرأكم رب الـعلا iiسـلامه      وخـصـكم بـغاية الـكرامه
وهـو يـقول مـعلناً iiومفهما      أمـلاكه  الـغر بـما iiتـقدما
قـال عـليٌ قـلت يا iiحبيبي      مـا لـجلوسنا مـن iiالنصيب
قـال  النبي والذي iiاصطفاني      وخـصني  بالوحي iiواجتباني
مـا إن جرى ذكر لهذا iiالخبر      في محفل الإشياع خير iiمعشر
إلا  وأنـزل الالـه iiالـرحمه      وفـيهم  حـفت جـنود iiجمه
مـن  الـملائك الذين iiصدقوا      تحرسهم  في الدهر ما iiتفرقوا
كـلا ولـيس فـيهم iiمـهموم      إلا وعـنـه كـشفت iiهـمومُ
كـلا ولا طـالب جاجة iiيرى      قـضاءها عـليه قـد iiتعسرا
إلـى قضى الله الكريم iiحاجته      وأنزل الرضوان فضلاً ساحته
قـال  عـليٌ نحن iiوالأحباب      أشـياعنا  الـذين قدماً iiطابوا
فـزنا  بـما نلنا ورب iiالكعبه      فـليشكرنّ كـل فـرد iiربـه

يـا  عجباً يستأذن iiالأمين      عـليهم ويـهجم الـخؤن
قـال سليم قلت يا iiسلمان      هل دخلوا ولم يك استأذانُ
فـقال إي وعـزّة iiالجبار      .     .     .     .     ii.

(1) « آية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 297

الشيخ عبد الحسين الجواهر

المتوفى 1335

حـقّ  أن تـسكبي الـدموع iiدماء      يـا جـفوني وأن تـسيلي iiبـكاء
زاد كــرب الـبلا بـهم iiفـكأن      الـقلب  فـيهم مـشاهد iiكـربلاء
شـدّ مـا قـد لـقي بـها آل iiطه      مــن  رزايــا تـهوّن الأرزاء
مـزقتهم  بـها الـحوادث iiحـتى      عــاد أبـنـاء أحـمـد iiأنـباء
جمعت  شملهم ضحى فعدا iiالخطب      عـلـيـهم  فـفـرقتهم iiمـسـاء
وأبــوا  لــذّة الـحـياة iiبـذلٍّ      ورأوا  عــزة الـفـناء iiبـقـاء
يـتهادون تـحت ظـل iiالـعوالي      كـالنشاوى  قـد عاقروا iiالصهباء
أوجـب  الـمصطفى عليهم حقوقاً      أحـسـنوها دون الـحـسين iiأداء
وقضوا تشرب القنا السمر والبيض      دمـاهم  حـول الـفرات iiظِـماء
يـا بـنفسي لـهم وجـوها iiيـودّ      الـبدر مـنها لـو اسـتمد iiالسناء

الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عبد علي ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ولد في النجف سنة 1282 وتوفي فيها سنة 1335 ودفن بمقبرة آبائه . وكان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً مشاركاً في الفنون له شهرته العلمية والأدبية متبحراً في الفقه والاصول قوي الذهن حادّ الفكر حلو اللفظ ، حضر على الحاج ميرزا حسين الخليلي وعلى الملا كاظم صاحب الكفاية وكان أخص أصحابه به . أعقب أربعة أولاد أشهرهم الشاعر الكبير ـ اليوم ـ محمد مهدي الجواهري أما الثلاثة فهم : عبد العزيز ، هادي ، جعفر .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 298

وهذه قطعة من شعره هنأ بها الشيخ عباس بن الشيخ حسن بزفاف ولده الشيخ مرتضى :

غناً عن الراح لي في ريقك الخصر      وفـي  محياك عن شمس وعن قمر
وفـي خـدودك ما ماج الجمال iiبها      لـلطرف أبـهج روض يانع iiنضر
يـانبعة الـبان لا تـجنى نضارتها      لـلعاشقين  سوى الأشجان من iiثمر
لـي  منك لفتة ريم عن هلال iiدجى      بـغيهب  مـن فروع الجعد iiمستتر
يـهتزّ غـصن نقاً يعطو بجيد iiرشاً      يـرنو بـذي حَـوَر يفترّ عن درر
تـوقّدت كـفؤاد الـصب iiوجـنته      فـماج  مـاء الـصبا منها بمستعر
وأطـلع الـسعد بـدراً من محاسنه      بـجنح لـيل جـعود مـنه iiمعتكر
مـا أسـفر الصبح من لألاء iiغرته      إلا  وهـمّ هـزيع الـليل بـالسفر
أو سـلّ صـارم غنج من iiلواحظه      إلا  احـتقرت مضاء الصارم الذكر

والقصيدة مطولة ، وقال في المناسبات كثيرة من الشعر والنثر ما تحتفظ به مجاميع الادباء وخمس قصيدة السيد حسين القزويني في مدح الامامين الكاظمين عليهما السلام . وآل الجواهري من مشاهير الاسر العلمية في النجف واشتهرت بهذا اللقب بموسوعة ضخمة من أضخم الموسوعات الفقهية سميت بـ (جواهر الكلام) الفقيه الكبير الشيخ محمد حسن ، اجتمعت فيه زعامة روحية وزمنية(1) ونبغ علماء وشعراء فطاحل بهذه الاسرة وما زالت تحتفظ بمجدها وتراثها العلمي وشخصياتٍ هي قدوة في الورع والتقوى والسلوك الطيب .

(1) هو ابن الشيخ باقر ابن الشيخ عبد الرحيم ابن العالم العامل الاغا محمد الصغير ابن الاغا عبد الرحيم المعروف بالشريف الكبير ، ولما شرع بتأليف (جواهر الكلام) كان عمره 25 سنة . طبعت هذه الموسوعة عدة طبعات ، كان مولد المؤلف سنة 1202 تقريباً ووفاته غرة شعبان 1266 هـ ورثاه كثير من الشعراء منهم السيد حيدر الحلي وعمه السيد مهدي والشيخ صالح الكواز والشيخ ابراهيم صادق اوالشيخ عباس الملا علي والسيد حسين الطباطبائي وغيرهم من شعراء العراق ودفن بمقبرته الخاصة المجاورة لمسجده المعروف وذكر تفصيل ترجمته الشيخ اغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 299

قال السيد الأمين في الأعيان وكتب المترجم له إلى صاحب سمير الحاظر وأنيس المسافر(1) :

أوضـحت لي بهواك iiعذرا      لـو اسـتطيع عليه iiصبرا
وشـرعت لي نهجاً iiسلكت      مـن  الـصبابة فيه iiوعرا
وأذاقـنـي طـعم iiالـهيام      هـواك فـاستحليت iiمـرا
وجـلوت لـي كأس الغرام      فـلن أفـيق الـدهر iiسُكرا
كـم  عـبرة أطلقتها فغدت      بـأسـر الـشوق iiأسـرى
مـيل الـنزيف أمـيل iiمن      شـغفي  وما عاقرت iiخمرا
تذكي لواعج صبوتي ذكرى      الـحمى  والـشوق iiذكـرا
وزمـان أنس مرّ ما iiأمرى      زمــان  فـيـه iiمــرّا
ولـياليا  شقّ السرور iiعلى      الـنـدامى  مـنك iiفـجرا
مـع كل منكسر الجفن iiاليه      أهــدى  الـغنج iiكـسرا
قـد  أطـلعت شمس الطلا      مـنه  بـليل الـجعد iiبدرا

(1) هو العلامة البحاثة الشيخ علي الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء وكتابه (سمير الحاظر وأنيس المسافر) ست مجلدات ضخمة بالقطع الكبير مخطوط بخطه ، فيه من كل ما لذّ وطاب ، طالعته ورويت عنه ، فيه من التفسير والحديث والمسائل الفقهية والمنطقية والكلامية والنوادر الأدبية والقصائد الشعرية وقد ملأ بالعلم والأدب .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 300

الشيخ محمد حسن الجواهر

المتوفى 1335

وأكـبداً كـظها حرّ ا لظما iiفغدت      تـغلي  بقفر بحرّ الشمس iiمستعر
مـا  مـسّها بارد ساغت iiموارده      للجن  والانس بين الورد والصدر
كم حرة لك يابن المصطفى هتكت      بين المضلين من بدو ومن iiحضر
مذهولة  من عظيم الخطب iiحائرة      لم  تبق كفّ الجوى منها ولم iiتذر
وكم  رؤوس لكم فوق القنا iiرفعت      مـثل  الأهـلة تتلو محكم iiالسور
وكـم رضـيع لكم يا ليت iiتنظره      يُغني  محياه عن شمس وعن iiقمر
بـالسهم  مـنفطم بالخيل iiمنحطم      بـالسمر  مـنتظم بالبيض iiمنتثر

الشيخ محمد حسن ابن الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الحسين بن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، ولد في حدود 1293 وتوفي سنة 1335 في النجف الأشرف ودفن إلى جنب جده الشيخ محمد حسن في مقبرتهم . كان عالماً فاضلاً تقياً ورعاً شديد الذكاء سريع الفطنة بهي الصورة رائق الحديث له خط رائق وشعر رصين في شتى المناسبات خصوصاً في مراثي الأئمة الأطهار وله ارجوزتان الاولى في الكلام سماها (جواهر الكلام) والثانية في اصول الفقه . تتلمذ على الشيخ اغا رضا الهمداني والملا كاظم الخراساني قدس الله روحيهما ومنح اجارات عديدة تنص باجتهاده وأهليته لمجلس الفتوى من أساذتذه وغيرهم بالرغم من عمره القصير فقد ودع الحياة في العقد الرابع من عمره ، نظم فأبدع في النظم . قال في مطلع إحدى قصائده :

ادب الطف ـ الجزء الثامن 301

لي بين تلك الضعون أغيـد     مهفهف القدّ ناعم الخد

غصن نقاً فوق دعص رمل     على رهيـف يكاد ينقد

وله في اهل البيت عليهم السلام وما نالهم من حيف :

أبـا  صـالح كـلّت iiالألسنُ      وقـد شخصت نحوك iiالأعين
نـعجّ الـيك وأنـت iiالـعليم      فـيـما  نُـسرّ ومـا iiنُـعلن
أتغضي وقد عزّ أنف iiالضلال      وأنـف  الـرشاد لـه iiمذعن
ويـملك  أمـر الـهدى iiكافر      فـيغدو  وفـي حكمه iiالمؤمن
وأهـل  الـتقى لم تجد iiمأمناً      وأهـل الـشقا ضمها iiالمأمن
فـهذي  الـبقية مـن iiمعشر      قـديماً لـكم بـغيهم أكـمنوا
هـم الـقوم قد غصبوا iiفيئكم      وغـيركم  مـنه قـد iiأمكنوا
أزاحـوكم  عـن مـقام iiبـه      بـرغم  الهدى شرهم iiاسكنوا
أفـي الله يظعن عنه iiالوصي      وشــرّ دعـيٍّ بـه يـقطن
تـداعوا لـنقض عهود iiالألى      أسـروا  الـنفاق ولم iiيؤمنوا
فـأين إلـى أين نصّ iiالغدير      ألـم يـغنهم ذلـك الـموطن
فـيا بـئسما خـلفوا iiأحـمداً      بـعـترته  وهـو iiالـمحسن
لـقد كـتموه شـقاق iiالنفوس      فـلما  قـضى نـحبه iiأعلنوا
كـأن  لم يكونوا أجابوا iiدعاه      ولـم  يرعوا الحق إذ iiيذعنوا
وأعظم  خطب يطيش iiالحلوم      وكـل شـجى دونـه iiهـين
وقـوف ابنة المصطفى iiبينهم      وفـي القلب نار الأسى iiتكمن
وقد أنكروا ما ادعت غاصبين      وكـل  بـما تـدعي مـوقن
وتـقضي فداها نفوس iiالورى      وتـدفن في الليل إذ iiتدفن
(1)

(1) سوانح الأفكار في منتخب الأشعار ج 3 / 173 .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 302

الشيخ علي شرارة

المتوفى 1335

قال يرثي علي الاكبر ابن الحسين وقد استشهد مع أبيه بكربلاء

إذا مـا صـفاك الـدهر عيشاً مروّ iiقا      أصـابك  سـهم الـدهر سـهماً مفوّقا
فـلا  تـأمن الـدهر الخؤون iiصروفه      حـذاراً  وان يـصفو لك الدهر iiرونقا
وجـار  عـلى سـبط الـنبي بـنكبة      فــأردى لـه ذاك الـشباب الـمؤنقا
عـلى  الـدين والـدنيا العفا بعد iiسيدٍ      شـبـيه رسـول الله خَـلقا iiومـنطقا
وخُـلـقاً  كــأن الله أودع حـسـنه      الـيه انـتهى وصـلا وفـيه iiتـعرّقا
حـوى نـعته والـمكرمات iiبـأسرها      فـحـاز  فـخاراً والـمكارم والـتقى
تخطى ذرى العلياء مذ طال في الخطى      فـحاز سـما الـعلياء سـمتاً iiومرتقى
ومـن  دوحـة مـنها الـنبوة iiأورقت      فـطاها لـها أصـل وذامـنه iiأورقـا
فـمن  ذا يـدانيه إذا انـتسب iiالورى      لـه  الـمجد ذلاً لاوي الـجيد iiمطرقا
ولـم أنـس شـبل السبط حين iiأجالها      فـقـرّب  آجــالاً وفــرّق iiفـيلقا
يـصول عـليهم مـثلما صـال حيدر      فـكم لـهم بـالسيف قـد شـجّ iiمفرقا
كــأن قـضـاء الله يـجري iiبـكفه      ومـن  سـيفه يـجري الـنجيع iiتدفقا
ولـمـا دعــاه الله لـبـاه مـسرعاً      فـسـارع  فـيما قـد دعـاه iiتـشوقا
فـخرّ  عـلى وجـه الـصعيد iiكـأنه      هـلال  أضـاء الافـق غرباً iiومشرقا
فـنادى  أبـاه رافـع الـصوت iiمعلناً      أرى جـدّي الـطهرَ الرسولَ iiالمصدّقا

ادب الطف ـ الجزء الثامن 303

سـقاني بـكأس لـست أظمأ iiبعدها      سـقـاني  زلالاً كـوثـرياً iiمـعبّقا
فـجاء الـيه الـسبط وهـو iiبرجوة      يـرى  إبـنه ذاك الـشباب iiالمؤنقا
رآه  ضـريـباً لـلسيوف iiورأسـه      كـرأس  عـليٍّ شـقه السيف مفرقا
فـخرّ عـليه مـثلما انـقضّ iiأجدلٌ      وأجـرى  عـليه دمـعه iiمـترقرقا
فـقال  عـلى الـدنيا الـعفا iiبتلهف      لمن  بعدك اخترتُ الرحيلَ على البقا
أرى الدهر أضحى بعدك اليوم مظلما      وقـد كـان دهري فيك أزهر مشرقا
فـأبعدت عن عيني الكرى iiوتركتني      فـريداً  وجـفن الـعين مني iiمؤرقا
وأودعـتني  نـاراً تؤجج في iiالحشا      لـها شـعلٌ بـين الـشغاف iiتـعلّقا
مـضيت إلى الفردوس حُزتَ نعيمها      ومـلكاً  رقـيت اليوم أعظمُ iiمرتقى

الشيخ علي شرارة ابن الشيخ حسن كان عالماً فاضلاً ملمّاً بكثير من العلوم ، ومن اسرة علمية دينية أصلها من جنوب لبنان ـ بنت جبيل ـ ولهم هناك أثر كبير على توجيه الناس نحو الخير ، والمترجم له أحد أعلام هذه الاسرة وصفة أحد المعاصرين فقال : أدركت أواخر أيامه وهو شيخ كبير معتدل القامة ، يقيم في إحدى حجرات الصحن العلوي الشريف وفي الزاوية الشرقية من جهة باب القبلة ويجتمع عنده العلماء والادباء كالسيد الحبوبي والشيخ محمد جواد الشبيبي وأمثالهما وكانت حجرته ندوة العلم والأدب وهو من الشعراء المكثرين طرق أبواب الشعر ونظم في الأئمة عليهم السلام ورثى أعلام عصره . قال الشيخ الطهراني في نقباء البشر : رأيت بخطه شرحاَ على اللمعة . وترجم له صاحب (ماضي النجف وحاضرها) وذكر جملة من شعره وقال : توفي حدود سنة 1330 في النجف وترجم له المعاصر علي الخاقاني في (شعراء الغري) وذكر مرثيته المرحوم المجدد الميرزا حسن الشيرازي واخرى في مراسلاته مع السيد المجدد وجملة من رثائه لأهل البيت عليهم السلام .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 304

الحاج محمد حسن كبّة

المتوفى 1336

عـجباً  وتـلك من iiالعجائب      والـدهر  شـيمته الـغرائب
ويــل الـزمـان iiوقـلّـما      يـصفو  الزمان من iiالشوائب
مـــا أنــت إلا iiآبــقٌ      يـا  ذا الـزمان فمن iiأُعاتب
فـلـكم  وكـم مـن iiغـدرة      أولـيـتها  الـشمّ الأطـائب
أفـهـل تـراتك عـند iiحـا      مـية الـذمار بـها iiتـطالب
إن الـشـهيد غــداة iiيـوم      الـطف  أنـسانا iiالـمصائب
لـم  أنـس سـاعة أفـردوه      يـصول  كـالليث iiالمحارب
قــرم  رأى مـرّ iiالـمنون      لـدى الـوغى حلو المشارب
فـبـرى الـرؤوس iiبـسيفه      بـريَ الـيراع لـخطّ iiكاتب
فــالأرض مــن iiوثـباته      مـادت  بـهم من كل iiجانب
حـيـث الـتـلاع iiالـبيض      من فيض الدما حمرٌ خواضب
فـردٌ يـروع الجمع ليس iiله      سـوى  الـصمصام iiصاحب

منها :

مَن للرعيل إذا iiتزاحمت      الـكـتائب  iiبـالكتائب
مَـن ذا يردّ إلى iiالحمى      تلك المصونات الغرائب
من يطلق العاني iiالأسير      مـكبلاً فـوق iiالنجائب
أين  الغطارفة iiالجحاجح      والخضارمة  iiالهواضب

ادب الطف ـ الجزء الثامن 305

أيـن الالى بوجوههـا     وسيوفها انجلت الغياهب

أم أيـن لا أيـن السراة     المنتمـون عـلاً لغالب

منها :

سـرت  الركائب حيث iiلا      تدري  بمن سرت iiالركائب
تـسري بـهنّ iiالـيعملات      حـواسراً والصون iiحاجب
وغـرائب  بـين iiالـعدى      بـشجونهن بـدت iiغرائب
هـتـفت بـخـير قـبيلة      من تحت أخمصها الكواكب
قـوموا  عـجالا iiفالحسين      ورهطه  صرعى iiضرائب
قـطعوا  لـه كـفاً iiعـلى      الـعافين  تمطر iiبالرغائب
مـنعوه  مـن ماء iiالفرات      وقـد أُبـيح لـكل iiشارب
لا أضـحـك الله iiالـزمان      ووجـه ديـن الله iiقـاطب

الحاج محمد الحسن بن الحاج محمد صالح كبة البغدادي . ولد في شهر رمضان سنة 1269 في الكاظمية هو ابن القصر والثروة والنعمة فأصبح ابن العلم والشعر والأدب والثقافة . كان مثالاً للبر والاحسان والعطف والحنان وهو تلميذ الميرزا حسن الشيرازي(1) ثم الميرزا محمد تقي الشيرازي ، له أكثر من عشرة آلاف بيت شعر وقد نشر أكثره في (العقد المفصل) تأليف السيد حيدر الحلي وفي ديوان السيد محمد سعيد الحبوبي وفي ديوان السيد حيدر الحي .

(1) السيد ميرزا حسن الشيرازي مرجع الطائفة الامامية في عصره ، أذعنت له الملوك هيبة وإجلالا ، مولده 1230 هـ بشيراز وهاجر إلى النجف عام 1259 هـ ودرس على الشيخ مرتضى الأنصاري فكان اللامع من تلامذته على كثرتهم وعند وفاة الشيخ رشح للرياسة . وانتقل إلى سامراء حيث اتخذها مقراً فازدهت به ازدهاء لم يسبق لها أن شاهدت مثله . وانتقل إلى جوار ربه سنة 1312 وكان يومه يوماً مشهوداً ارتجت له أرجاء العالم الاسلامي وحمل نعثه على الأكتاف من سامراء إلى النجف يتسلّمه فريق بعد آخر من عشائر العراق وبلدانه ودفن بجوار مشهد الامام أمير المؤمنين في مدرسته الواقعة ي الجهة الشمالية وقبره لا يزال يزار .
 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث