ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الثامن 306

توفي سنة 1336 ، كان مجلس آل كبة ندوة العلم والأدب وملتقى الأشراف وأرباب الفكر مضافاً إلى أنه مجتمع التجار فكان الحاج مصطفى ممن تدور عليه رحى التجارة في بغداد ورئاسة الجاه والمال وهو أخو المترجم له .

كتب رسالة للسيد ميرزا جعفر القزويني جمع فيها بين المنظوم والمنثور ، يتشوق بها اليه ويتقاضاه وعداً سبق منه في زيارته لبغداد ، واليك قسم المنظوم منها :

لـوعة الـوجد أحرقت أحشائي      وفـؤادي  فـي الـحلة iiالفيحاء
خامرتني الأشواق في مجلس الذ      كـر  فـكان السهاد من iiندمائي
أنـا لـم يصفُ لي الهنا iiبهواء      مـذ  تـناءيتم ولا عـذب iiماء
ومـحال صـفاء دجـلة iiمـالم      يـجرِ  ماء الفرات في iiالزوراء
فـعليك  السلام ما سجع iiالورق      سـحيراً  فـي بـانة iiالجرعاء
مـن مـشوق إلـى علا iiعلوىٍّ      جـاز  هـام السماك iiوالجوزاء

وفي نفس تلك الرسالة قوله :

فسل دراري الافق عن محاجري      هـل  غـير بُـعد نورها أرقها
وسل  مغاني الكرخ عن iiمدامعي      هـل غـير قاني مزنها iiأغرقها
تـلك مـغاني لـم تزل iiمزهرة      لـو  لم يكن حرّ الجوى iiأحرقها
وسـل حـمامات تـئن iiلـوعةً      فـي الـدوح بالهديل من أنطقها
ومـن غـداة راعني يوم iiالنوى      بـذائب  مـن الـحشا iiطـوّقها

فأجابه السيد علي روي مقطوعيته وقافيتيهما ضمن رسالة تركنا نشر المنثور منها ، جاء في الاولى قوله :

 أرجٌ مـن مـعاهــد الـزوراء     نشـره فاح في حمى الفيحاء

أم عروس زفّت من الكرخ تمشي     لي على الدل لا على استحياء

ادب الطف ـ الجزء الثامن 307

ونـجوم مـن الـرصافة أُلبسن      حـمى  بـابل بـرود iiضـياء
أم  سـطور بـها حباني iiحبيب      هـو  مـن مهجتي قريب iiنًائي
أسـكـرتني ألـفـاظها iiومـعا      نيها فقل في ا لكؤوس والصهباء
وسـبـتني  صـدورها iiوقـوا      فـيها فقل في المشوق والحسناء
هـيجت  لي شوقاً بها كان iiقدماً      كـامناً  فـي ضـمائر الأحشاء
لـفتىً يـنتمي إذا انـتسب iiالنا      س فـخـاراً لأكــرم iiالآبـاء

وفي الثانية :

فكم أهاجت في الأسى لي iiمهجة      إلـى  حمى الزوراء ما iiأشوقها
وكـم أذالت في الهوى لي iiمقلة      إلـى مـغاني الكرخ ما iiأرمقها
وكم  روت لي عنك في iiأسنادها      مـودّةً فـي الـدهر ما iiاصدقها
وكم دعت بالفضل من ذي لهجة      عـليك  بـالثناء مـا iiأنـطقها

استوطنت هذه الاسرة مدينة بغداد منذ العهد العباسي ، وتنسب اسرتهم إلى قبيلة (ربيعة) قال الشيخ حمادي نوح فيهم :

 مسحت ربيعة في خصال زعيمها     في الافق ناصية السماك الأعزل

ويقول الشيخ يعقوب من قصيدة فيهم :

 من القوم قد نالت ربيعة فيهم     علا نحوها طرف الكواكب يطمح

ولهم يد بيضاء في تشجيع الحركة العلمية والأدبية ، وكانت مواسم أفراحها وأتراحهم مضامير تتبارى بها شعراء العراق ، ومن مشاهيرهم في القرن الثالث عشر الحاج مصطفى الكبير المتوفى سنة 1232 هـ واشتهر بعده ولده الحاج محمد صالح المولود سنة 1201 هـ وكان على جانب عظيم من الورع والنسك ، له حظ وافر من العلوم العربية وقسط من علوم الدين غير أن مزاولته للتجارة صرفه عن مواصلة الدراسة ، وكان محباً للعلم والأدب والعلماء والشعراء لهم

ادب الطف ـ الجزء الثامن 308

عليه عِدات يتقاضونها شهرياً وسنوياً ، ومن أعماله الخالدة الحصون والمعاقل والملاجئ التي بناها للزائرين وقوافل المسافرين بين بغداد وكربلاء ، وبين كربلاء والنجف ، وبين بغداد والحلة ، وبين بغداد وسامراء ، وكانت وفاته سنة 1287 هـ وحمل باحتفال عظيم إلى النجف ودفن مع ابيه المصطفى في مقبرة لهم قرب باب الطوسي ، وهذه دواوين معاصري آل كبة تطفح بمديحهم والثناء عليهم ، كديوان السيد حيدر والشيخ صالح الكواز والشيخ حمادي نوح والسيد مهدي السيد داود والملا محمد القيم والشيخ عباس الملا علي النجفي وأمثالهم ، فهذا الشيخ صالح الكواز يهنئ الحاج محمد صالح كبة بقدوم ولديه : الحاج محمد رضا والحاج مصطفى من الحج سنة 1286 بقوله من قصيدة :

طـربت  فعمّ الكرام iiالطرب      وضـوء  ذكـاء يمدّ الشهب
كـأن  سرورك في iiالعالمين      يـجاري  نـوالك أنى iiذهب
إلـى  قـول قـائلهم iiصادقاً      كـأنا  رياض ومنك iiالسحب
فمن  كان ذا شأنه في iiالزمان      كـان حـقيقاً على أن iiيحب
ومَـن شـاطر الناس iiأمواله      فقد شاطرته الرضا والغضب
ليهنِ  ابا المصطفى iiوالرضا      رضا الله والمصطفين النجب
وقـد  شـكر الله iiسـعييهما      وأعـطاهما  منه نيل iiالارب

وقد ألّف السيد حيدر الحلي كتاباً جمع فيه ما قيل في هذه الاسرة لحدّ سنة 1275 هـ وسماه (دمية القصر) وهذا الشيخ حمادي نوح يقول من قصيدة وهي في ختان العلامة الحاج محمد حسن كبة :

فتورة اللحظ تتلو آية iiالوسن      إن الظبا أنحلتها سورة iiالفتن
وقرطك  انتثرت دلاً سلاسله      أم  اتخذت الثريا حلية iiالاذن
يبين  فيه صفاء الخد منطبعاً      ومن سنا الخد إن عاينته ببن

ادب الطف ـ الجزء الثامن 309

بالصالح العمل ابيضّ الدجى ورعاً      وفـيه  أشـرقت الأيـام iiبـالمنن
وفـيه أشـرقت الدار التي iiلبست      صـنيع  أخـلاقه لا صنعة iiاليمن
أبـا الـرضا ونفيس الذكر iiينحته      مـن الـحشا لـك حباً جهد مفتتن
واحـرّ  قـلباه كم أحني على iiكمدٍ      هذي الضلوع وأطويها على iiشجن
يـدي من المال صفر لم تنل iiإرباً      وهـذه  فـضلاء العصر iiتحسدني

ومن شعر السيد حيدر يخاطب المترجم له الحاج محمد حسن كبة :

ودار  عـلاً لم يكن iiغيرها      لـدائرة  الـفخر من iiمركز
بـها قد تضمّن صدر النديّ      فـتى لـيديه الندى iiيعتزي
صليب الصفاة صليب iiالقناة      عـود مـعاليه لـم iiيُـغمز
أرى المدح يقصر عن شأوه      فـاطنب إذا شئت أو iiأوجز
فلست  تحيط بوصف iiامرء      نـشا هـو والمجد في حيّز
ربيب المكارم ترب iiالسماح      قرى  المعتفي ثروة iiالمعوز
تـراه خـبيراً بلحن iiالمقال      بـصيراً بـتعمية iiالـمُلغز
نـسجن  الـمكارم أبـراده      وقلنا  لأيدي الثنا : iiطرزي

وقال يخاطبه في اخرى ، مطلعها :

 قل لأم العلى ولدت كريما     رقّ خُلقا وراقَ خلقـا وسيمـا

بـدر مجـد مدحته فكأني     من مساعيه قد نظمت النجوما

وقال فيه :

 كـم مقامات نُهى حـررها     ليس فيهـا للحريريّ مقامـه

وأنيقـات بهى لـو شاهها     جوهريّ الشعر ما سام نظامه

ادب الطف ـ الجزء الثامن 310

وقال في مدحه :

بـاتـت تـعاطيني iiحُـمياها      بـيـضاء  كـالبدر iiمـحياها
جاءت  من الفردوس تهدي iiلنا      نـفـحة كـافـور بـمسراها
لو  لم تكن من حورها لم iiيكن      رحـيـقها بـيـن ثـنـاياها
بـتّ  كـما شـئت بها iiناعما      مـعـانقاً مـرتـشفاَ iiفـاهـا
في روضة تَروي صباها الشذا      عـن (حسن) لا عن iiخزاماها
مـن لـم يدع الفخر من iiغاية      إلا  وقــد أحـرز iiأقـصاها
تـنميه  مـن حيّ العلا iiاسرة      أحـلى مـن الـشهد iiسجاياها
هـم أنـجم الأرض iiبأنوارهم      أضــاء  أقـصاها وأدنـاها

وخمس قصيدة الحاج محمد حسن التي اولها :

 ناديتُ مَن سلب الكرى عن ناظري      وتجلـدي بقطيعـة وفراق

مـن أخلـج الغزلان في لفتاتـه       والشمس من خدّيه بالاشراق

وللسيد حيدر في المترجم له مدائح على عدد حروف الهجاء 28 قصيدة عدا ما قاله في أفراد آل كبة من القصائد المطولة فانه لصلته الوثيقة بهم وبالحاج محمد حسن خاصة فقدم قدّم له من شعره بكل مناسبة تكون .

والحاج محمد حسن ابن الحاج محمد صالح عالم كبير ومجتهد يؤخذ عنه الرأي الفقهي هذا بالاضافة إلى النماذج الأدبية التي قدمناها ، نشأ ببغداد ورباه والده تربية عالية ولما هاجر إلى النجف انكبّ على التحصيل واتصل بالشيخ اغا رضا الهمداني والشيخ عباس الجصاني وأخذ عنهما ثم هاجر إلى سامراء يحضر حوزة السيد المجدد الشيرازي وبعد وفاة السيد لازم أبحاث الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي وهو مثال عالٍ في التقى والورع والتضلع في الفقه والاصول وعلى جانب كبير من رياضة النفس حتى قال معاصروه ومعاشروه أنه لم يكلّف

ادب الطف ـ الجزء الثامن 311

كل أحد بأي أمر حتى ا لزوجة والخادم وكان يتولى اموره بنفسه ، ففي كل ليلة يستمر في مراجعة دروسه إلى منتصف الليل فكانت عجوز إيرانية تقصد وجه الله في خدمته فاذا رأته قام ليحضر طعام العشاء قالت : اجلس فأنا آتيك بطعامك ، فيجلس . وبعد فهو صاحب الثورة العراقية التي أكسبت العراق إستقلاله ، وبفتواه المباركة نهض العراق واستبسلت العشائر حتى أرغموا الانكليز على إعطاء العراق استقلاله ، لقد كان تلميذه ومرافقه الحاج محمد حسن كبة يتلقى منه دروساً عملية تزيد وتنمو معه كلما ازداد تعلقاً باستاذه هذا وأخذ منه سيرة صالحة وسريرة طيبة وقد أجاز بالفتوى ورواية الحديث . له مؤلفات تبلغ الستين .

فقد كتب رسالة في الطهارة وفي الصلاة والصوم وشرح كتاب الحج من دروسه التي تلقاها وله حاشية على المكاسب وحاشية على المعالم والفوائد الرجالية والرحلة المكية أُرجوزة نظمها لما سافر للحج سنة 1292 .

وفاته بالنجف الأشرف في أواخر شعبان ومدفنه بمقبرتهم الشهيرة بباب الطوسي . خلف أولاداً ثلاثة : محمد صالح ، رشيد ، معالي محمد مهدي كبة ، وأربعة عشر بنتاً .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 312

الحاج حَبيب شعبان

المتوفى 1336

أتـقـعد  مـوتوراً بـرأيك iiحـازم      وفـي يـدك الـعليا من السيف iiقائم
مـتى  تـملأ الـدنيا بـهاءً iiوبهجة      وعـدلاً ولا يبقى على الأرض iiظالم
فـلله  يـوم الـطف لا غـرو بعده      مـدى الـدهر حـزناً أن تقام iiالمآتم
غـداة أبـيّ الـضيم جـهّز iiللوغى      كـراماً الـيها الـدهر تنمى iiالمكارم
بـدور  هـدى قد لاح في iiصفحاتها      مـن الـنور وسـم لـلهدى iiوعلائم
وخرّوا على وجه الثرى سغب iiالحشا      وأجـسـادهم  لـلمرهفات مـطاعم
عـطاشا يـبلّ الأرض فيض دمائهم      وقـد يـبست أكـبادها iiوالـغلاصم
وأضـحى فريداً في الجموع iiشمردل      بـصارمه الـوهاج تـطفى iiالملاحم
وروى الضبا من جسمه وهو عاطش      وأطـعمها  مـن لـحمه وهو iiصائم
شـديد القوى ما روعت عزمه iiالعدا      وقـد وهـنت مـنه القوى iiوالعزائم

آل شعبان من البيوت القديمة في النجف ، ومن الاسر التي كانت لها نيابة سدانة الروضة الحيدرية في عهد (آل الملا) أما اليوم فلهم الحق في خدمة الحرم الحيدري فقط وفي أيديهم صكوك ووثائق رسمية (فرامين عثمانية) هي التي تخولهم الحق في تلك الخدمة .

أما المترجم له فقد كان أبوه بزازاً فمالت نفسه هو إلى طلب العلم فاشتغل

ادب الطف ـ الجزء الثامن 313

به ودرس وتأدب في النجف وكان فاضلاً كاملاً شاعراً أديباً وانتقل إلى كربلاء فقرأ على السيد محمد باقر الطباطبائي في الفقه مدة ، وكان من أخص ملازميه ثم سافر إلى الهند وذلك حوالي سنة 1325 وانقطعت أخباره إلى سنة 1336 فوردت كتب من رامبور تنبئ بوفاته هناك وكانت له هناك منزلة سامية عند أهلها .

أما ولادته كانت في حدود 1290 بالنجف . ترجم له صاحب الحصون فقال : فاضل ذكي وشاعر معاصر ، وأديب حسن المعاشرة ظريف المحاورة ، وترجم له السيد الأمين في الأعيان والشيخ السماوي في (الطليعة) وبعد الثناء عليه قال : وهو اليوم في الهند وقد انقطع عني خبره وكان أليفاً لي في النجف وشريكاً في بعض الدروس وله شعر في الطبقة الوسطى ولا يمدح غير أهل البيت عليهم السلام .

فمن شعره قوله يعدد فضائل الصديقة فاطمة الزهراء :

هي  الغيد تسقي من لواحظها iiخمرا      لـذلك  لا تـنفك عـشاقها iiسكرى
ضعايف لا تقوى قلوب ذوي الهوى      على  هجرها حتى تموت به iiصبرا
ومـا أنـا مـمن يـستلين iiفـؤاده      ويـنفثن بـالألحاظ في عقله سحرا
ولا  بـالذي يـشجيه دارس iiمربع      فـيسقيه مـن أجـفانه أدمعا iiحمرا
أأبـكي لـرسم دارس حـكم iiالبلى      عـليه  ودار بـعد سـكانها قـفرا
وأصـفي  ودادي لـلديار iiوأهـلها      فـيسلو  فـؤادي ودّ فاطمة iiالزهرا
وقد  فرض الرحمن في الذكر iiودّها      ولـلمصطفى  كـانت مودتها iiأجرا
وزوّجـها فـوق الـسما من iiأمينه      عـلي فـزادت فوق مفخرها iiفخرا
وكـان  شـهود العقد سكان iiعرشه      وكـانت  جنان الخلد منه لها iiمهرا
فـلم تـرضَ إلا أن يـشفعها iiبمن      تحبّ فاعطاها الشفاعة في iiالاخرى

ادب الطف ـ الجزء الثامن 314

حـبيبة  خـير الـرسل ما بين iiأهله      يـقـبّلها شـوقها ويـوسعها iiبـشرا
ومـهما  لـريح الـجنة اشتاق iiشمّها      فـينشق مـنها ذلـك العطر iiوالنشرا
إذا  هـي في المحراب قامت iiفنورها      بـزهرته يـحكي لأهل السما iiالزهرا
وإنـسـية حـوراء فـالحور iiكـلّها      وصـائفها  يـعددن خـدمتها iiفـخرا
وإن نـسـاء الـعـالمين iiإمـاؤهـا      بـها  شـرّفت منهن مَن شرفت iiقدرا
فـلم يـك لـولاها نصيب من iiالعلى      لأنـثى ولا كـانت خـديجة iiالكبرى
لـقد خـصّها الـباري بـغرّ iiمناقب      تـجلّت وجـلّت أن نطيق لها حصرا
وكـيف  تحيط اللسن وصفاً بكنه iiمَن      أحاطت  بما يأتي وما قد مضى iiخبرا
ومـا خـفيت فـضلاً على كل iiمسلم      فـيا ليت شعري كيف قد خفيت iiقبرا
ومـا  شـيّع الأصحاب سامي iiنعشها      وما ضرّهم أن يغنموا الفضل والأجرا
بـلى جـحد الـقوم النبي iiوأضمروا      لـه  حـين يـقضي في بقيته المكرا
لـقد  دحـرجوا مـذ كان حياً iiدبابهم      وقـد  نـسبوا عـند الوفاة له الهجرا
فلما  قضى ارتدوا وصدّوا عن iiالهدى      وهـدّوا عـلى عـلم شـريعة iiالغرا
وحـادوا عـن الـنهج القويم iiضلالة      وقـادوا عـليا فـي حـمايله iiقـهرا
وطـأطأ  لا جـبناً ولو شاء iiلانتضى      الـحسام الذي من قبل فيه محا iiالكفرا
ولـكـنّ حـكـم الله جــارٍ وإنـه      لأصـبر مَن في الله يستعذب iiالصبرا

ومن قوله :

يـا أمـة نـبذت وراء iiظـهورها      بـعـد  الـنبي إمـامها iiوكـتابها
مـاذا  نـقمتِ من الوصي ألم يكن      لـمدينة  الـعلم الـحصينة iiبـابها
أم هـل سـواه أخ لأحمد iiمرتضى      من دونه قاسى الكروب صعابها
(1)

(1) عن أعيان الشيعة ج 20 صفحة 83 .

ادب الطف ـ الجزء الثامن 315

ومن روائعه قصيدته الشهيرة التي لا زالت تتلى في المحافل الفاطمية والمقطع الأول منها :

سـقاك الـحيا الهطال يا معهد iiالإلف      ويـا  جـنة الـفردوس دانية iiالقطف
فـكم  مـرّ لي عيش حلا فيك iiطعمه      لـيالي أصـفى الردّ فيها لمن iiيصفى
بـسطنا أحـاديث الهوى وانطوت لنا      قـلوب عـلى صافي المودة iiوالعطف
فـشـتتنا  صـرف الـزمان iiوإنـه      لـمنتقد  شـمل الأحـبة iiبـالصرف
كـأن لـم تدر ما بيننا أكؤوس الهوى      ونـحن  نـشاوى لا نملّ من iiالرشف
ولـم نـقض أيـام الصبا وبها الصبا      تـمرّ  عـلينا وهـي طـيبة iiالعرف
أيـا  مـنزل الأحـباب مالك iiموحشاً      بـزهرتك  الأريـاح أودت بما تسفي
تـعفيت يـا ربـع الأحـبة iiبـعدهم      فـذكـرتني قـبر الـبتولة إذ عُـفيّ
رمـتها  سـهام الدهر وهي iiصوائب      بشجو إلى أن جُرّعت غصص الحتف

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث