ادب الطف ـ الجزء الثامن 324
5 ـ ألا دع عيوني لهتانها وخلّ حشاي لنيرانها
50 بيتاً
وله من قصيدة في الإمام الحسين (ع) :
خـلت أربـع اللذات واللهو iiوالانس ولـم يـبق منها غير أطلالها iiالدرسِ
وقـفت بـها والـوجد ثقّف iiأضلعي ومـن حرقي كادت تفيض بها iiنفسي
اسـائـلها ايــن الـذين iiعـهدتهم تـضيئين فـيهم كنت يا دار iiبالأمس
فـلم تـطق الـتعبير عـمّا iiسـألتها لـتخبرني آثـار أطـلالها iiالـخرس
فـأجريتُ دمـعي فـي ثراها iiتذكراً لأربـع طـه سـيد الـجنّ iiوالانس
لـقد أقـفرت مذ غاب عنها ابن فاطم وأضـحت مزار الوحش خاوية iiالاسّ
سـرى نـحو أرجاء العراق iiتحوطه أسـودٌ لورد الموت أظما من الخمس
أفـاعي قـناهم تنفث الموت في العدا إذا اعـتقلوها وهـي لـيّنة iiالـلمس
وبيض ضباهم يدهش الحتف iiومضها ويـترك أسـد الـغاب خافتة iiالحسّ
تـهادى كـأمثال النشاوى إلى iiالردى إذا غـنّت البيض الرقاق على الترس
أبـاحوا جـسوم القوم بيض iiسيوفهم فلم تر غير الكف في الأرض والرأس
ولـمـا دعـاهـم ربـهـم iiلـلقائه هـلموا أحـبائي إلى حضرة iiالقدس
هـووا للثرى نهب الصفاح iiجسومهم عـراة على البوغاء تصهر iiبالشمس
تـجول عـليها الـعاديات iiنـهارها وتـأتي عليها الوحش تنحب إذ تمسي
كـرام تـفانوا دون نـصر ابن iiأحمد وأقصى سخاء المرء أن يسخ iiبالنفس
وله في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومصرعه قصيدة مطلعها :
عج
بسفح اللوى وحيّ الربوعا وأذل قلبك المعنّى دموعا
واخرى في الصديقة فاطمة الزهراء (ع) أولها :
لا رعى الله قيلة وعـراها
سخط موسى وحلّ منها عراها
ادب الطف ـ الجزء الثامن 325
وله من قصيدة في مدح السيد محمد القزويني وهذا غزلها :
أتـى زائـراً والـليل شابت ذوائبه يـرنحه غـصن الـصبا iiويلاعبه
تـزرّ عـلى الـبدر المنير iiجيوبه وتضفو على الغصن النضير iiجلاببه
يـقابل لـيلاً صـدره افـق iiالسما فـتـرسم فـيه كـالعقود iiكـواكبه
عـلى وجنتيه أنبت الحسن iiروضة حـمتها أفـاعي فـرعه iiوعـقاربه
وفـي فـمه مـاء الـحياة الذي iiبه يعيش إلى أن ينقضي الدهر iiشاربه
(ولـعت بـه غضّ الشبيبة iiناشئاً) جرى الماء في خديه واخضرّ شاربه
فـغـادرني (قـوساً) مـثقّف iiقـدّه وصـيّرني رهـن الكآبة ii(حاجبه)
وقـلت له زر . قال يفضحني iiالسنا فـقلت لـه ذا لـيل شعرك iiحاجبه
فـقال ظـلام الليل لم يخف iiطلعتي فـقلت لـه أردى الكرى مَن iiتراقبه
فـجاء وقـد مـدّ الـظلام iiرواقـه تـمـانـعه أردافــه iiوتـجـاذبه
فـبـتنا وأثـواب الـعفاف iiتـلفّنا وسـادته زنـدي وطـوقي iiذوائبه
ونـروي أحـاديث الـصبابة بيننا فـيعذلني طـوراً وطـوراً iiاعاتبه
إلى أن أغار الصبح في نوره iiعلى دجى الليل وانجابت برغمي iiغياهبه
فـودعني والـدمع يـغلب iiنـطقه وقـد غمر الأرض البسيطة iiساربه
وفـارقته لـكن قـلي مـن iiجوى جـرى أدمعاً من غرب عيني iiذائبه
بـديع جـمال عـن معانيه iiقاصر بـياني وقـد ضـاقت عليّ iiمذاهبه
غـدائـره سـودٌ وحـمر iiخـدوده وصـفر تـراقيه وبـيض iiتـرائبه
وخـطّ يـراع الـحسن لامـاً بخده فـسبحان بـاريه ويـا عـزّ iiكاتبه
رقـيق أديـم الـوجه يـجرح iiخده إذا مـا الـنسيم الغضّ هبت iiجنائبه
إذا مـرّ في وادي الأراك تغارُ iiمن مـحـاسنه أغـصـانه وربـاربه
ادب الطف ـ الجزء الثامن 326
الحاج مصطفى ميرزا
المتوفى 1338
يـا راكب القود تجوب iiالفلا وتـقطع الأغـوار iiوالأنجدا
عرّج على الطف وعرّس iiبها عني وقف في أرضها iiمكمدا
وانشد بها من كل ترب iiالعلا من هاشم مَن شئت أن iiتنشدا
فـكم ثوت فيها بدور iiالدجى وكـم هوت فيهانجوم iiالهدى
وكـم بـها للمجد من iiصارم عضبٍ على رغم العلى أغمدا
كـل فتى يعطي الردى iiنفسه ولـم يـكن يعطي لضيم iiيدا
يخوض ليل النقع يوم iiالوغى تـحسبه فـي جـنحه iiفرقدا
يـصدع قلب الجيش إما سطا ويـصدع الـظلماء إمـا iiبدا
تـلقاء مثل الليث يوم iiالوغى بـأساً ومثل الغيث يوم iiالندى
إن ركـع الـصارم في iiكفه خـرّت لـه هام العدى iiسجّدا
لم يعترض يوم الوغى iiجحفلاً إلا وثـنّـى جـمعه iiمـفردا
سـامهم الـذل بـها iiمـعشر والـموت أحـلى لهم iiموردا
ومــذ رأوا عـيشهم iiذلـة والـموت بـالعز غدا أرغدا
خاضوا لظى الهيجاء iiمشبوبة واقـتحموا بحر الردى iiمزبدا
وقـبّلوا خـدّ الـظبا iiأحمراً وعـانقوا قـدّ الـقنا iiأغـيدا
وجـرّدوا من عزمهم iiمرهفاً أمـضى من السيف إذا iiجرّدا
يفدون سبط المصطفى iiأنفساً قـلّ بأهل الأرض أن iiتفتدى
ادب الطف ـ الجزء الثامن 327
عجبت من قوم دعوه iiإلى جـند عـليه بـذله iiجندا
وواعـدوه النصر حتى إذا وافى اليهم أخلفوا iiالموعدا
وأوقـدوا النار على iiخيمة وتّـدها بالشهب مَن iiوتّدا
يـا بـأبي ظمآن iiمستسقياً وما سقوه غير كأس الردى
ويا بروحي جسمه ما iiالذي جرى عليه من خيول iiالعدا
وذات خـدر برزت iiبعده في زفرات تصدع iiالأكبدا
وقـومها مـنها بمرأىً فما أقـربهم مـنها وما iiأبعدا
فلتبك عين الدين من iiوقعة أبكت دماً في وقعها الجلمدا
وقال من قصيدة في الامام الحسين (ع) :
وقـائـلة لـي عـزّقلبك iiبـعدهم فقلت أصبت القول لو كان لي iiقلبُ
فقد أرخصت مني الدموع ولم iiأزل اغـالي بدمعي كلما استامه iiخطب
رزيـة قـوم يـمموا أرض كربلا فـعاد عـبيراً مـنهم ذلك iiالترب
أكـارم يروي الغيث والليث iiعنهم إذا وهـبوا مـلأ الحقائب iiأوهبوا
إذا نـازلوا الأعـداء أقـفر iiربعها وإن نـزلوا في بلدة عمّها الخصب
تـخفّ بـهم يـوم اللقاء iiخيولهم فتحسبها ريحاً على متنها iiالهضب
إذا انـتدبوا يـوم الـكريهة iiأقبلوا يـسابق نـدباً مـنهم ما جد iiندب
يـكـلفهم أبـنـاء هـنـد مـذلة وتـوصيهم بـالعزّ هـندية iiقضب
فـيا لـهفة الاسـلام من آل iiهاشم ووا حـرباً للدين مما جنت iiحرب
فـأضحى إمـام المسلمين iiمجرداً وحـيداً فـلا آل لديه ولا iiصحب
وظـلّ ولـيل الـنقع داجٍ iiتـحفه نصول القنا كالبدر حفّت به الشهب
وقـد ولـي الهنديّ تفريق جمعهم فصحّ (لتقسيم) الجسوم به iiالضرب
إلـى أن قضى ظمآن والماء دونه (مـباح على الرواد منهله العذب)
بـنفسي يـا مـولاي خدك iiعافر وجـسمك مطروح أضرّ به iiالسلب
ادب الطف ـ الجزء الثامن 328
الشيخ اغا مصطفى ابن الاغا حسن ابن الميرزا جواد ابن الميرزا أحمد
التبريزي من اسرة مجتهد الشهيرة بتبريز ، ولد سنة 1295 وتوفي فيها في
أواسط شهر رمضان 1337 وجاءت جنازته إلى النجف الاشرف سنة 1338 درس
بالنجف مدة حتى نال حظاً وافراً من العلم ورجع لمسقط رأسه .
كان كما يقول الشيخ الأميني في (شهداء الفضيلة) أحد أفذاذ الامة
وعباقرة العصر الحاظر . ولد بتبريز سنة 1297 وتخرّج على الخراساني وشيخ
الشريعة الأصبهاني وآية الله الطباطبائي اليزدي . له حاشية على الكفاية
في الاصول لم تتم . رسالة في اللباس المشكوك ، أرجوزة في علمي العروض
والقافية ، رسائل مختلفة في الفلكيات والرياضيات ، اما في الأدب فكان
فارس ميدانه ، ولقد قال فيه الحجة المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء
:
تركت سيوف الهند دونك في iiالفتك على العرب العربا وأنت من الترك
تـبرّزت مـن تبريز رب iiفصاحة بـها مـدنياً قـد حسبناك أو iiمكي
فـكم لـك مـن نثر ونظم iiتزيّنت بـنفسهما الـمسكيّ كافورة iiالمسك
سبكتَ مياه الحسن في حسن iiسبكها فـيها لأبيك الخير من حسن السبك
لـو الـملك الـضليل يهدى iiلمثلها لـظلّ يـفاديها وإن عـزّ iiبالمسك
وتسليه عن (ذكرى حبيب iiومنزل) ويضحك إعجاباً بها من (قفا iiنبك)
إذا رحـت تـتلوها غداً وهو iiقائل فـديتك واللسن الأعاريب يا iiتركي
لـباب مـعان يـسحر اللب iiلفظها فـيحسبه نـظم الـلئالي بلا سلك
ولـكن آي الـمصطفى آية iiالعلى أثـارت فآثرت اليقين على iiالشك
فـتى زاد أيـام الصبا سمك iiرفعة تقاصر شأو الشيب عن ذلك iiالسمك
وتـلـقاه قـبل الاخـتبار iiمـهذباً مـخائله تـغني اللبيب عن iiالمسك
وللعلامة الشيخ محمد رضا الاصبهاني هذه الابيات كتبها اليه :
علوت في الفضل السهى والسماك فـأنت بـدر والـمعالي iiسـماك
لاغـرو إن فـقت الـثريا عـلاً فـأنت فـي ذلـك تـقفو iiأبـاك
ومـذ حـللت الـقلب iiأكـرمته وكـيف لا يـكرم مـثلي iiحماك
ادب الطف ـ الجزء الثامن 329
وله من الشعر معارضاً قصيدة الشيخ محمد السماوي التي أولها :
وجهك في
حسنه تفنن أنبت حول الشقق سوسن
قال في أولها :
سبحان من صاغه iiوكوّن في غصنٍ وردةً iiوسوسن
أحـنّ مـن ثغره ومَن iiذا رأيـته لـليتيم مـا iiحن
شـطّر بالوجد بيت iiقلبي وفـيه كـل الغرام iiضمن
الله كـم مـن دقيق iiمعنى لـلحسن ذاك الوشاح iiبيّن
ضمّن قلبي الأسى وعهدي بـمتلف الحب لا iiيضمّن
لـولا ثـناياه مـا iiحسبنا أن صـغار الجمان iiأثمن
وكانت بينه وبين الشيخ اغا رضا الاصبهاني والشيخ جواد الشبيبي مراسلات
ومما أرسل اليهما قصيدة أولها :
شهدت ليس الشهد غير ريقها مـا ذاقـها سواك يا iiسواكها
وغير أخلاق الرضا فهي iiالتي ما أدركت أو لو النهى إدراكها
الـمرتدي بـبردة العلم iiالتي سـدى الـتقى لحمتها iiوحاكها
تـعوّدت أنـمله الـبسط iiفلو هـمّ بـبخل لم يطق iiإمساكها
يابن الاولى قد وطأت iiأقدامهم هـام الـسما فشرّفوا أملاكها
وترجم له في (الحصون المنيعة) فقال : كان شاباً ظريفاً حسن الأخلاق طيب
الاعراق ، جميل المعاشرة ، عالماً فاضلاً مهذباً كاملاً ، أديباً
لبيباً ، شاعراً ماهراً ، وله شعر جيد السبك رائق اللفظ وله مطارحات
ومراجعات مع شعراء عصره من شعراء النجف وغيرهم ، وكان من أصدقاء الشيخ
اغا رضا الأصفهاني فكم دارت بينهما من مطارحات ومراسلات شعرية وأدبية .
انتهى
ادب الطف ـ الجزء الثامن 330
السيد عبد المطلب الحي
المتوفى 1339
قم بنا ننشد العيس الطلاحا
عن بلاد الذلّ نأياً وانتزاحا
الى ان يتخلص لموقف الحسين وبطولته فيقول :
بـأبي الـثابت في الحرب على قـدم مـا هـزّها الخوف iiبراحا
كـلما خـفت بـأطواد iiالـحجا زاد حـلماً خفّ بالطود iiارتجاحا
مـسعر إن تـخبو نيران iiالوغى جـرّد الـعزم وأوراهـا iiاقتداحا
لـم يـزل يرسي به الحلم iiعلى جـمرها صبراً وقد شبّت رماحا
كـلما جـدّت بـه الحرب iiرأى جـدّها فـي ملتقى الموت iiمزاحا
إن يـخنه الـسيف والدرع iiلدى مـلتقى الـخيل إتـقاءً iiوكـفاحا
لـم يـخنه الـصبر والعزم iiإذا صـرّت الحرب إدّراعاً iiواتشاحا
رب شـهـبـاء رداح فـلّـهـا حـين لاقـت منه شهباء iiرداحا
كـلما ضـاق بـه صدر iiالفضا صـدره زاد اتـساعاً iiوانشراحا
فـمشى قـدماً لـها فـي iiفـتية كـأسود الـغاب يغشون iiالكفاحا
يـسيقون الـجرد في الهيجا iiإذا صائح الحي بهم في الروع صاحا
ويــمـدّون ولـكـن iiأيـديـاً لـلعدى تـسبق بالطعن iiالرماحا
أيـدياً فـي حـالة تنشي الردى وبـأخرى تـمطر الجود iiسماحا
فـهي طوراً بالندى تحيي iiالورى وهـي طـوراً أجـلٌ كان iiمتاحا
بـأبـي أفـدي وجـوهاً iiمـنهم صافحوا في كربلا فيها iiالصفاحا
ادب الطف ـ الجزء الثامن 331
أوجـهـاً يـشرقن بـشراً iiكـلما كـلح الـعام ويـقطرن سـماحا
تـتجلى تـحت ظـلماء الـوغى كـالمصابيح الـتماعاً iiوالـتماحا
أرخصوا دون ابن بنت iiالمصطفى أنـفساً تـاقت إلـى الله iiرواحـا
فـقضوا صـبراً ومـن iiأعطافهم أرج الـعز بـثوب الـدهر فاحا
لـم تـذق مـاءً سـوى iiمنبعثٍ مـن دم القلب به غصت iiجراحا
أنـهـلت مـن دمـها لـو iiأنـه كان من ظامي الحشا يطفي التياحا
أعـريت فـهي عـلى أن ترتدي بـنسيج الـترب تـمتاح iiالرياحا
وتـبـقّوا أجــدلاً مـن iiعـزّه لـسوى الرحمن لم يخفض iiجناحا
يـتـلقى مـرسل الـنبل iiبـصد رٍ وسـع الخطب وقد سدّ iiالبطاحا
فـقضى لـكن عـزيزاً iiبـعدما حـطم الـسمر كـما فلّ الصفاحا
ثـاوياً مـا نـقمت مـنه iiالعدى صـرعة قد أفنت الشعر iiامتداحا
ونـواعيها مـدى الـدهر iiشجى يـتـجاوبن مـسـاءً وصـباحا
وآ صـريعاً نـهبت مـنه iiالضبا مـهجة ذابـت من الوجد iiالتياحا
يـتلظى عـطشاً فـوق الـثرى والـروى مـن حوله ساغ قراحا
هـدموا فـي قـتله ركن iiالهدى واسـتطاحوا عـمد الدين iiفطاحا
بـكت الـبيض عـليه iiشـجوها والـمـذاكي يـتصاهلن iiنـياحا
أيّ يــوم مـلأ الـدنيا iiأسـىً طـبق الـكون عـجيجاً iiوصياحا
يــوم أضـحى حـرم الله iiبـه لـلمغاوير عـلى الـطف iiمباحا
أبـرزت مـنه بـنات iiالمصطفى حـائـرات يـتقارضن iiالـمناحا
أيـهـا الـمـدلج فـي iiزيـافة تـنشر الأكـم كما تطوي iiالبطاحا
فــإذا جـئـت الـغريين iiأرح فـلقد نـلتَ بـمسراك iiالـنجاحا
صل ضريح المرتضى عني iiوخذ غـرب عـتب يملأ القلب جراحا
قـل لـه يـا أسـد الله iiاسـتمع نـفثةً ضـاق بـها الصدر iiفباحا |