ادب الطف - الجزء التاسع 109
ومـا اجـتمعت إلا لتطفيء iiعنوة مـصابيح نـور الله تلك iiالطوائف
ومـا كـان كـتب القوم إلا كتائبا تـمج دمـاً فـيها القنيّ الرواعف
وقـد أخـذ الميثاق منهم فما iiوفى اخـو مـوثق مـنهم ولا برّ حالف
أبـى الله والـنفس الأبـية iiضيمه فـمات كـريماً وهو للضيم iiعائف
ونـفس عـلي بـين جنبي iiسليله فـللّه هـاتيك الـنفوس iiالشرائف
ورامـوا عـلى حكم الدّعي iiنزوله فـقال عـلى حكم النزال التناصف
نـفوس أبـت إلا نـفائس مـفخر الـيها انـتهى مـجد تليد iiوطارف
بـنفسي مـن أحـيى شريعة iiجده على حين قد كادت تموت العواطف
أبـوه الـذي قـد شيّد الدين iiسيفه وهـذا ابـنه والشبل لليث iiواصف
أمـير الـمنايا ذو الـفقار iiبـكفه إذا مـا قضى أمراً فليست iiتخالف
ويجري به بحر وفي الكف iiجدول تـمر على من ذاق منه iiالمراشف
طـوى بصفيح الهند نشر iiجموعهم كـما طويت بالراحتين iiالصحائف
وفــلّ الـبغاة الـماردين iiكـأنه سـلـيمان لـكن الـمهند iiآصـف
يـكر على جمع العدى وهو iiبينهم فـريد فـترفضّ الجموع الزواحف
جـناحهم مـن خيفة الصقر iiخافق وقـلبهم مـن سطوة الليث راجف
يـفلّ قـراع الـدارعين iiحـسامه فـيحمل فـيهم وهو بالعزم iiسائف
وقـائمه ما بارح الكف في iiالوغى إلى أن خبا برق من السيف iiخاطف
صـريعاً يـفدى بـالنفوس iiوسيفه كـسير تـفدّيه الـسيوف الرهائف
قضى عطشاً دون الفرات فلا iiجرى بـورد ولا بلّ الجوى منه iiراشف
وظـمأن لـكل مـن نـجيع iiفؤاده تروى المواضي والرماح iiالدوالف
ومـرتضع بـالسهم أضحى iiفطامه فـذاق حمام الموت والقلب iiلاهف
اتـى ابـن رسول الله مستسقياً له فـما عـطفت يوماً عليه iiالعواطف
فـأهوت على الجيد المخضب امه تـقبّله والـطرف بـالدمع iiواكف
ادب الطف - الجزء التاسع 110
جـعلتك لـي يـا منية النفس iiزهرة ولـم أدر أنّ الـسهم لـلزهر iiقاطف
فـللّه مـقدام عـلى الـهول مـا iiله سوى المرهف الماضي عضيد iiمحالف
إذا اشـتد ركـب زاد بـشراً iiوبهجة كــأن الـمنايا بـالأماني iiتـساعف
وفي الأرض صرعى من بنيه ورهطه وفـي الخدر منه المحصنات iiالعفائف
فـلا هـو مـن خـطب يلاقيه iiناكِل ولا هـو فـيما قـد مضى منه iiآسف
واعـظم مـا قـاسى خـدور iiعقائل بـها لـم يـطف غير الملائك iiطائف
وعـز عـليه ان تـهاجمها iiالـعدى وهــن بـحامي خـدرهنّ هـواتف
يـنـوء لـيحمي الـفاطميات جـهده فـيكبو بـه ضعف القوى iiالمتضاعف
لأن عـاد مـسلوب الـثياب مـجرداً فـلـلحمد ابــراد لـه iiومـطارف
فـلم يـرَ أحلى من سليب قد iiاكتسى من الطعن ما تكسو الجروح النواطف
وفـي الـسبي مـن آل النبي iiكرائم نـمتها إلـى الـمجد الأيل iiالخلائف
يـسار بـها مـن مـنهل بـعد منهل وتـطوي عـلى الأكوار فيها iiالتنائف
ولـيس لـها مـن رهـطها iiوحماتها لـدى الـسير ألا ناحل الجسم iiناحف
تـمـثلها الـعـين الـمنيرة iiلـلعدى ويـسترها جـفن مـن الليل iiواطف
وهــن بـشـجو لـلدموع iiنـواثر وهــنّ بـندب لـلفريد iiرواصـف
هـواتف يـبكين الـحسين إذا iiبكت هـديلا حـمامات الـغصون هواتف
وفـوق الـقنا تـزهو الرؤوس كأنها أزاهـير لـكن الـرماح iiالـقواطف
ومـا حـملت فـوق الرماح iiرؤوسهم ولـكنما فـوق الـرماح iiالـمصاحف
وله :
أدار الـحي بـاكرك iiالغمام وان أقـوى مـحلك iiوالمقام
ولو لم تنزف الأشجان iiدمعي لـقلت سقتك أدمعي iiالسجام
مـررت بدارهم iiفاستوقفتني عـلى الدار الصبابة iiوالغرام
ادب الطف - الجزء التاسع 111
فـيا عهد الأنيس عليك مني وان حـلت الـتحية iiوالسلام
أُسـائلها ولـي قـلب كـليم وهل تدري المنازل ما iiالكلام
أعـائدة لـنا أيـام وصـل فـينعم بـالوصال iiالمستهام
بزهر كواكب وشموس iiحسن وأقـمار مـطالعها iiالـخيام
مـتى يـسلو صبابته iiكئيب بـلـيّته الـلواحظ iiوالـقوام
إذا مـلك الهوى قلب iiالمعنى فـأيسر مـا يـعانيه iiالملام
يـهيج لي الغرام شذى نسيم يـشم وومـض بارقة iiتشام
ويـشجين الـحمام إذا iiتغنى وكـل شـجٍّ يـهيجه iiالحمام
ويقدح لي الأسى يوم اصيبت بـه أبـناء فـاطمة الـكرام
وخـطب قادح في كل iiقلب بـقادحة الـجوى فيه iiضرام
فـيابن الضاربين رواق فخر سمت فوق الضراح له iiدعام
أيخضب بالسهام iiوبالمواضي مـحياً دونـه الـبدر iiالتمام
فـليت البيض قد فلت iiشباها وطاشت عن مراميها iiالسهام
كـأنك منهل والبيض iiظمأى لـها في ورد مهجتك iiازدحام
وقال أبو المحاسن أيضا :
نـعلل الـنفس بالوعد الذي iiوعدوا أنـى وقـد طـال في انجازه الأمد
ان كـان غـيّر بـعد العهد iiودهم فـودّنا لـهم بـاق كـما iiعـهدوا
وان يـكن لـهم فـي هجرنا iiجلد فـأن أبـعد شـيء فـاتنا iiالـجلد
أمـا وطـيب لـيالينا التي iiسلفت والعيش غض كما شاء الهوى iiرغد
ان الـعيون الـتي كـانت iiبقربهم قـريرة جـار فـيها الدمع iiوالسهد
مـا انـصفونا سـهرنا لـيلنا لهم صـبابة وهـم عـن لـيلنا iiرقدوا
تـبكيهم مقلتي العبرى ولو iiسعدت بكت مصاب الاولى في كربلا فقدوا
مـصالت كـسيوف الـهند iiمرهفة فـرندها كـرم الاحـساب iiوالصيد
الـمرتقين مـن الـعلياء iiمـنزلة شـماء لا يـرتقيها بـالمنى iiأحـد
الـطاعنين إذا أبـطالها iiانـكشفت والـمطعمين إذا مـا اجـدب iiالبلد
ادب الطف - الجزء التاسع 112
من معشر ضربت فوق السماء iiلهم أبـيات فـخر لها من مجدهم iiعمد
سـادوا قريشاً ولولاهم iiلماافترعت طـود الفخار ولولا الروح iiماالجسد
تـخال تحت عجاج الخيل أوجههم كـواكباً فـي دجـى الظلماء iiتتقد
يـمشون خـطراً ولا يثنيهم iiخطر عـن قـصدهم وأنابيب القنا قصد
وافـى بـها الأسد الغضبان iiيقدمها اسـداً فـرائسها يـوم الوغى اسد
كـأن مـرهفه والـضرب iiيـوقده شـمس الهجير وأرواح العدى iiبرد
كـأنما رقـمت آي الـسجود iiبـه فـكلما اسـتله مـن غمده iiسجدوا
فـحاولت عـبد شمس أن يدين iiلها قـوم لـها ابـن رسول الله iiمنتقد
حـتى إذا جالت الخيلان صاح iiبهم ضـرب يـطيش به المقدامة iiالنجد
فـأحجموا حيث لا ورد ولا iiصدر والـسمهرية فـي أحـشائهم iiتـرد
يـا عـين لا تـعطشي خدي iiفأنهم قـضوا عـطاشا وماء النهر iiمطرد
وقال أيضاً :
أقّـلا عـليّ الـلوم فـيما جنى iiالحبّ فـان عـذاب الـمستهام بـه عـذب
وصـلت غـرامي بـالدموع iiوعاقدت جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب
تـقاسمن مـني نـاظراً ضـمنت iiله دواعى الهوى ان لا يجفّ له iiغرب(1)
فـليت هـواهم حـمّل الـقلب وسعه فـيقوى لـه أو لـيت ما كان لي iiقلب
فـابعد بـطيب العيش عني فليس iiلي بـه طـائل ان لـم يـكن بيننا iiقرب
الا فــي ذمـام الله عـيس iiتـحملت بـسرب مـهاً لـلدمع في أثرها سرب
وكـنا وردنـا الـعيش صفوا iiفأقبلت حـوادث أيـام بـها كـدر iiالـشرب
عـدمناك مـن دهـر خـؤون iiلأهله إذا مـا انقضى خطب له راعناً iiخطب
عـلى أن رزء الـناس يـخلق iiحقبة ورزء بـنـي طـه تـجدده الـحقب
حــدا لـهم ركـب الـفناء iiآبـائهم وسـار بـمغبوط الـثناء لـهم iiركب
لـحى الله يـا أهـل العراق iiصنيعكم فـقد طـأطأت هـاماتها بـكم iiالعرب
(1) الغرب : مسيل الدمع والغروب الدموع .
ادب الطف - الجزء التاسع 113
دعـوتم حـسيناً لـلعراق ولم iiتزل تـسير الـيه مـنكم الرسل iiوالكتب
ان اقـدم الـينا يـا بن بنت iiمحمد فـانك ان وافـيت يـلتئم الـشعب
فـلـما أتـاكـم واثـقاً iiبـعهودكم الـيه إذا مـرعى وفـائكم iiجـدب
فـلم يـحظَ إلا بـالقنا مـن iiقراكم وضـاق عـليه فيكم المنزل iiالرحب
فـلم أر أشـقى مـنكم إذ iiغـدرتم بـآل عـلي كـي تسود بكم iiحرب
فـللّه أجـسام مـن الـنور iiكونت تحكم في أعضائها الطعن iiوالضرب
فـيا يوم عاشوراء أوقدت في iiالحشا من الحزن نيراناً مدى الدهر لا تخبو
وقـد كنت عيداً قبل يجنى بك iiالهنا فعدت قذى الأجفان يجنى بك iiالكرب
قضى ابن رسول الله فيك على iiالظما وقـد نـهلت مـنه المهندة iiالقضب
وحـفت بـه سـمر الـقنا iiفـكأنه لدى الحرب عين والرماح لها iiهدب
فـكم قـد أُريقت فيك من آل iiأحمد دمـاء سـادات وكـم هتكت iiحجب
وعـبرى أذاب الـشجو جامد iiدمعها تـنوح ولـلأشجان فـي قلبها iiندب
إذا عـطلت أجـيادها مـن iiحـلّيها تـحلت بـدمع سقطه اللؤلؤ iiالرطب
تـعاتب صرعى لو يساعدها iiالقضا إذاً وثبوا غضبى وعنها العدى iiذبوا
وله :
أرى امـية بعد المصطفى iiطلبت أخـاه بـالثار مـذ هبّت iiبصفين
ثـم انثنت للزكي المجتبى حسن فـجرعته ذعـاف الذل iiوالهون
أوتـار بدر بيوم الطف قد iiأخذت وبـاء فـي آل حرب آل iiياسين
مـن النبي قضوا ديناً كما زعموا ولا ديـون لـهم إلا على iiالدين
راس ابن فاطمة خير الورى نسباً يـا للعجائب يهدى لابن iiميسون
ادب الطف - الجزء التاسع 114
السيد علي العلاق
المتوفى 1344 أقـوت فـهنّ مـن الأنيس iiخلاء دمـن مـحت آثـارها iiالأثـواء
درسـت فـغيّرها الـبلا iiفـكأنما طـارت بـشمل أنـيسها iiعنقاء
يـا دار مـقرية الضيوف iiبشاشة وقـراي مـنك الـوجد iiوالبرحاء
عـبقت بـتربك نـفحة iiمـسكية وسـقت ثـراك الـديمة iiالوطفاء
عـهدي بـربعك آنـسا بك iiآهلا يـعلوه مـنك الـبشر iiوالـسراء
وثـرى ربـوعك لـلنواظر اثمداً وكـعقد حـلي ظـبائك iiالحصباء
أخـنى عـليه دهـره والدهر iiلا يـرجى لـه بـذوي الوفاء iiوفاء
أيـن الـذين بـبشرهم iiوبنشرهم يـحيا الـرجاء وتـأرج iiالارجاء
ضـربوا بعرصة كربلاء iiخيامهم فـأطـلّ كـرب فـوقها iiوبـلاء
لـلـه أيّ رزيــةٍ فـي كـربلا عـظمت فـهانت دونها iiالارزاء
يـوم بـه سـل ابن أحمد iiمرهفاً لـفـرنده بـدجى الـوغى iiلألاء
وفـدى شـريعة جـده iiبـعصابة تـفدى وقـلّ مـن الـوجوه فداء
صـيدٌ إذا ارتـعد الـكميّ iiمهابة ومـشت إلـى أكـفائها iiالاكـفاء
وعـلا الـغبار فأظلمت لو لا سنا جـبـهاتها وسـيوفها iiالـهيجاء
عشت العيون فليس إلا الطعنة الن جــلا وإلا الـحقلة iiالـخوصاء
عـبست وجـوه عداهم iiفتبسموا فـرحاً وأظـلمت الوغى فأضاؤا
ولـها قـراع الـسمهريّ iiتسامر وصـليل وقـع الـمرهفات غناء
|