ادب الطف - الجزء التاسع 115
يـقتادهم لـلحرب أروع iiمـاجد صـعب الـقياد على العدى iiأبّاء
صـحبته مـن عـزماته iiهـندية بـيـضاء أو يـزتـيّة iiسـمراء
تـجري المنايا السود طوع iiيمينه وتـصرّف الاقـدار حـيث iiيشاء
ذلـت لـعزمته الـقروم iiبموقف عـقّـت بــه آبـاءها الأبـناء
كـره الـكماة لـقاءه فـي iiمعرك حـسدت بـه أمـواتها iiالأحـياء
بـأبي أبـي الـضيم سيم iiهوانه فـلواه عـن ورد الـهوان iiابـاء
يـا واحـدا لـلشهب من iiعزماته تـسـري لـديه كـتيبة iiشـهباء
تشع السيوف رقابهم ضرباً iiوبالأ جـسام مـنهم ضـاقت الـبيداء
مـا زال يـفتيهم الى أن كاد iiأن يـأتي عـلى الايـجاد مـنه فناء
لـكـنما طـلـب الإلـه iiلـقاءه وجـرى بـما قد شاء فيه iiقضاء
فـهوى على غبرائها iiفتضعضعت لـهـوّيه الـغبراء iiوالـخضراء
وعـلا الـسنان بـرأسه فالصعدة الـسمراء فـيها الـطلعة iiالغراء
ومـكـفن وثـيابه قـصد iiالـقنا ومـغـسل ولـه الـمياه iiدمـاء
ان تـمس مـغبرّ الـجبين iiمعفراً فـعليك مـن نـور الـنبي بهاء
يـا لـيت لا عذب الفرات iiلواردٍ وقـلـوب أبـناء الـنبي ظـماء
لـلـه يـوم فـيه قـد iiأمـسيتم اسـراء قـوم هـم لـكم طـلقاء
حـملوا لكم في السبي كل مصونة وسـروا بها في الأسر أنى iiشاؤا
آل الـنبي لـئن تـعاظم iiرزؤكم وتـصاغرت فـي وقعه iiالارزاء
فـلأنتم يـا أيـها الـشفعاء iiفي يـوم الـجزا لجناته الخصماء(1)
ومـقـيد قــام الـحديد iiبـمتنه غـلاً وأقـعد جـسمه iiالأعـياء
وهـن الـضنى قعدت به اسقامه وسـرت بـه الـمهزولة iiالعجفاء
وغـدت تـرق على بليته iiالعدى مـا حـال مـن رقت له iiالأعداء
لـلـه سـرّ الله وهـو iiمـحجب وضـمير غـيب الله وهـو خفاء
أنـى اغـتدى لـلكافرين iiغنيمة فـي حـكمها يـنقاد حيث iiتشاء
(1) الروض الخميل مخطوط السيد جودت القزويني ، أقول ورأيت في (الطليعة)
تتمة غراء لهذه القصيدة مع نقل كرامة تدل على قبولها عند أهل البيت
صلوات الله عليهم .
ادب الطف - الجزء التاسع 116
وله في الإمام الحسين (ع) :
يـا دار أيـن ترحل iiالركب ولأي أرض يـمم iiالـصحب
أبـحاجر فـمحاجري iiلـهم مـن فيضهن سحائب iiسكب
أم بـالغضا فبمهجتي iiاتقدت نـيرانه شـعلا فـلم iiتـخب
وإلـى العقيق تيامنوا iiفهمت عـيني به وجرى لها iiغرب
وبـأيمن الـعلمين قد iiنزلوا مـنه بحيث المربع iiالخصب
وعـلت بـداجي الليل نارهم فـذكا الـكبا والمندل الرطب
لا يـبـعدن الـنازلون iiبـه ان ضاق منه المنزل الرحب
فـمن الأضـالع مـنزل iiلهم ومـن الـمدامع مورد عذب
سـاروا وحفت في هوادجهم مـنهم أسـود مـلاحم iiغلب
حـملتهم الـنجب العتاق iiويا لـله مـن حـملتهم الـنجب
مـن كـل وضاح الجبين iiبه يسقى الثرى ان عمه iiالجدب
عـقاد ألـوية الـحروب iiإذا عـضت على أنيابها iiالحرب
ان قـال فـالخطي iiمـقوله أو صال فهو الصارم العضب
وسـروا لنيل المجد iiتحملهم نـجب عـليها مـنهم iiنجب
وبـكربلا ضـربوا خـيامهم حـيث البلايا السود iiوالكرب
ودعـاهم لـلموت iiسـيدهم والـموت جـدٌ مـا به iiلعب
فـتـسابقوا كـل iiلـدعوته فـرحاً يـسابق جسمه iiالقلب
حـشدوا عـليه وهـو iiبينهم كـالبدر قـد حفت به الشهب
تـنبوا الـجماجم مـن iiمهنده وحـسـامه بـيديه لا iiيـنبو
وتـطايرت مـن سيفه iiفِرقا فَرقا يضيق بها الفضا الرحب
وغـدا أبـو الـسجاد iiمنفردا مـذبان عنه الأهل iiوالصحب
وعـليه قـد حشدت iiخيولهم وبـه أحاط الطعن iiوالضرب
فثوى على وجه الصعيد iiلقى عـار تـكفن جـسمه الترب
ومـصونة في خدرها iiرفعت عن صونها الأستار iiوالحجب
فـهبّ الرجال بما جنوا iiقتلوا هـل للرضيع بما جنى iiذنب
ادب الطف - الجزء التاسع 117
السيد علي ابن السيد ياسين ابن السيد مطر الحسني العلاق النجفي . ولد
سنة 1297 هـ . وتوفي في ذي الحجة سنة 1344 هـ . ودفن بالنجف الأشرف .
شاعر أديب تقرأ في محياه آثار السيادة والنجابة ، تأدب وتفقه في النجف
وحاز على شهرة علمية إلى تُقى وورع ، حسني النسب له شعر يروى ومطارحات
يتناقلها الادباء ، ورأيت في مصدر آخر أن ولادته سنة 1293 هـ . ووفاته
بالنجف الأشرف غرة رمضان ذكره صاحب الحصون فقال : السيد علي العلاقي
الأصل ، النجفي المولد والمسكن . فاضل ملأ ظرافة ولطفاً وشريف يفوق على
الشرف ، مشتغل في النجف بتحصيل العلوم وحضر على علمائها ، ذو قريحة
وقادة وفكرة نقادة سخياً كريماً مع حسن أخلاق وطيب أعراق وصفاء سريرة
وحسن سيرة . ذكر البحاثة المعاصر علي الخاقاني في شعراء الغري لوائح من
أشعاره ورسالة له أجاب بها جملة من أقرانه واخدانه وهم : الشيخ عباس
ابن الشيخ علي كاشف الغطاء ، والسيد محمد القزويني ، والسيد حسين
القزويني ، وقد صدرها بمقطوعة شعرية منها :
وافـتك من أقصى iiمغانيها مـذ بـلغت فـيك iiأمانيها
فـهنّها بـالبشر وأهـنأ iiبه وقـرّط الـسمع بـما فيها
عـذراء زارتك على iiغفلة محجوبة من خوف iiواشيها
تـطوي اليك البيد منشورة غــرّ الـلآلي بـمطاويها
يـأرج بـالمسك شذا iiلفظها وتـنـثر الـدر iiمـعانيها
سرح بها اللحظ تجد روضة غـناء قـد رقت iiحواشيها
لـقد تـمنت عاطلات المها أن تـتـحلى بـدراريـها
نـرجـسها زاه iiبـنوارها والـنـور زاه iiبـأقـاحيها
ودّت نـجوم الأفق لو iiأنها تـقـلدت غــرّ iiلآلـيها
يعيد ميت الشوق من iiرمسه مـنـتشراً نـظم iiقـوافيها
مـا روضة باكرها iiعارض أو ديـمه تـهمي عـزاليها
ورنـحتها نـسمات iiالصبا فـمـاس دانـيها iiبـعاليها
ادب الطف - الجزء التاسع 118
وصـفقت بالبشر iiأزهارها لـما غـدا الـرعد iiيغنيها
والـغيث إن مرّ بها iiراقصاً يـضحكها من حيث يبكيها
ومـذ همى دراً على iiتبرها سـال لـجيناً في iiسواقيها
ولـلندامى حـولها iiاكؤس لـذّ لـهم فـيها iiتـعاطيها
تـسعى بـها نحوهم iiغادة يـقـيمها الـدل iiويـثنيها
إذا تـهاوت بـكؤس iiالطلا ضـلوا حيارى من iiتهاديها
تـديرها مـمزوجة قد iiغدا مـزاجها الـقرقف من iiفيها
يـوماً بأبهى نفحة من iiشذا مـألكة أصـبحت مـنشيها
رسـالة كم معجز قد iiحوت مـذ رتّـل الآيـات iiتاليها
أحـيت بـقايا كـبد iiفـيكم يـميتها الـشوق iiويـحييها
أهـديتماها والـهدايا iiكـما قـالوا عـلى مقدار iiمهديها
وترجم له الشيخ السماوي في (الطليعة) فقال : فاضل ملأ من الفضل إهابه
ومن الأدب وطابه ، وشريف يبدو على سمته أثر النجابة ، مشارك في الفنون
محاظر بالمحاسن والعيون ، حاضرته فرايت منه فضلاً وعلماً وكرماً جمّاً
وتقى إلى ظرف وديانة إلى لطف وصفاء قلب ونزاهة برد وغضّ طرف عن أدنى
وصف وله شعر حسن ومطارحات جيدة وقريض تغلب عليه الجزالة فمنه قوله .
أورى الهوى بحشاي جمرا وجرت دموع العين iiحمرا
لـيل الـهموم دجى iiفمن لـي أن أُطـالع منك iiبدرا
لـك مـغرم هتك iiاشتياق ك سـتره فـأذاع iiسـرّا
يـا من لصب سوف iiيقتله نـوى الأحـباب iiصـبرا
لـله وصـلك مـا iiاحيلاه وهـجـرك مــا iiأمـرّا
يقول الشيخ السماوي في (الطليعة من شعراء الشيعة) : أخبرني عبد الحسين
ابن القاسم الحلي ـ تقدمت ترجمته ـ قال رأيت ليلة في منامي كأني في
مجلس يناح فيه على الحسين ، فقرأ محمد بن شريف النائح النجفي قصيدة
همزية مضمومة حتى إذا وصل منها إلى قوله :
ادب الطف - الجزء التاسع 119
والهف قلبي يا بن بنت محمد لك والعدا بك أدركوا ما شاؤا
كثر البكاء واصطفقت الأيدي وتكررت الاستعادات استحساناً لهذا البيت
فانتبهت وأنا أبكي وأُردد البيت ، فما مرّ عليّ شهر إلا وسمعت النائح
المذكور يقرأ هذه القصيدة في بيت المترجم له فسالته عنها فقال هي له
سلمه الله تعالى ـ ومنها :
فـلـخيلها أجـسـامكم ولـنبلها أكـبـادكم ولـقضبها iiالأعـضاء
وعـلى رؤس السمر منكم iiأرؤس شـمس الضحى لوجوهها iiحرباء
يـا بـن الـنبي أقول فيك iiمعزياً نـفسي وعـزّ على الثكول iiعزاء
ما غضّ من علياك سوء iiصنيعهم شـرفاً وإن عـظم الذي قد iiجاؤا
إن تـمس مـغبرّ الـجبين iiمعفراً فـعليك مـن نـور الـنبي بهاء
أوَ تـبق فوق الأرض غير iiمغسّل فـلك الـبسيطان الـثرى والماء
أو تـغتدي عـارٍ فقد صنعت iiلكم بـرد الـعلاء الـخط لا iiصنعاء
أو تـقض ظـمآن الفؤاد فمن iiدما أعـداك سـيفك والـرماح رواء
فـلو أن أحمد قد رآك على iiالثرى لـفرشن مـنه لـجسمك iiالأحشاء
أو بالطفوف رأت ظماك سقتك من مـاء الـمدامع أمـك iiالـزهراء
يـا لـيت لا عذب الفرات iiلواردٍ وقـلـوب أبـناء الـنبي ظـماء
كـم حـرة نـهب الـعدى أبياتها وتـقـاسمت أحـشاءها iiالارزاء
تـعدو وتـدعو بـالحماة ولم يكن بـسوى الـسياط لها يجاب iiدعاء
هـتفت تـثير كـفيلها iiوكـفيلها قـد أرمضته في الثرى iiالرمضاء
يـا كعبة البيت الحرام ومن سمت بـهم عـلى هـام السما iiالبطحاء
لـلـه يـوم فـيه قـد iiأمـسيتم أسـراء قـوم هـم لـكم طـلقاء
حـملوا لكم في السبي كل مصونة وسـروا بـها في الأسر ان iiشاؤا
تـنعى لـيوث البأس من iiفتيانها وغـيـوثها إن عـمّت iiالـبأساء
تـبكيهم بـدم مَقل بالمهجة iiالحرّا تـسـيل الـعـبرة iiالـحـمراء
حـنّت ولـكن الـحنين بكاً iiوقد نـاحـت ولـكن نـوحها إيـماء
ادب الطف - الجزء التاسع 120
الشيخ عبد الحسين الحيّاوي
المتوفى 1345
يـا كـالئي الدين iiالحنيف والامن من خطر الظروف
ومـجلياً داجـي iiالضلال بـنور رشـد منه iiموفي
شرف الابا ورثته iiأُسرت كـم ، شريفاً عن iiشريف
أتـرى تـقرّ على iiالهوان وأنـت مـن شمّ iiالأنوف
وتـرى حـقوقك في iiيدي قـوم عـلى وثن عكوف
والـدين كـوكب iiرشـده الـدريّ آذن iiبـالخسوف
فـأنر بـطلعتك iiالـمنيرة لـلورى ظـلم iiالـسدوف
وامـلأ بـصاعقة iiالضبا وجـه البسيطة iiبالرجيف
واتـرك خـيول الله iiتعط ف بالذميل على iiالوجيف
عـربية تـستن فـي iiالع دوات كـالريح العصوف
بـجحاجح تـزن iiالجبال الـشمّ في اليوم iiالمخوف
وألـحِظ بـنيك iiبـعطفة أو لست خير أبٍ iiعطوف
وارأف بـهم عـجلاً iiفقد وصـفوك بالبرّ iiالرؤوف
فــإلامَ أكـباد iiالـورى لـنواك دامـية iiالـقروف
حـنّت الـيك حـنين ذي إلـف عـلى فقد iiالأليف
أوَ مـا علمت وأنت أعلم مـا جـرى يوم iiالطفوف
حـيث الـحسين iiدريـة لـلـسمهرية والـسيوف
ادب الطف - الجزء التاسع 121
حـشـدت عـليه iiجـحافل عـضت بـهن لُهى iiالشنوف
فـسـطا عـلـيهم iiزاحـفاً فـي كـل مـقدام زحـوف
ومـدربـين لـدى iiالـكفاح عـلـى مـصادمة iiالألـوف
يـمـشي بـمعترك iiالـنزال إلـى الـردى مشي iiالنزيف
ويـخـال مـهـزوز iiالـقنا يـوم الـوغى أعطاف iiهيف
وقـفـوا بـهـا iiفـاستوقفوا الأفـلاك فـي ذاك iiالوقوف
خـفوا وهـم هضب iiالجبال لـنـيل دانـيـة iiالـقطوف
فـتـلـفـعوا iiبـنـجـيعهم مـثل الـبدور لدى iiالكسوف
وانـصاع فـرداً لـم iiيـجد عضداً سوى العضب الرهيف
فـهناك صـال عـلى iiالكت ائـب صولة الليث iiالمخيف
فـثـنى مـكردسها iiوثـنّى فـعـله يــوم iiالـخـسيف
حـتى جـرى الـقدر المحتم فـاغتدى غـرض iiالحتوف
لـهـفي عـلـيه iiوطـفـله بـيديه مـا بـين iiالصفوف
قــد أرشـفـته iiدمــاؤه بـسـهامها بـدل iiالـرشيف
لـهـفي عـلـيه iiمـجـدلا لـو كـان يـجديني iiلـهيفي
مـــن بـعـد iiخـفـرانه أسـرى على عجف الحروف
وإذا اشـتكت عـنف iiالمسير تـجاب بـالضرب iiالـعنيف
ربـات خـدر مـا iiعـرفن سـوى الـمقاصر iiوالسجوف
تـدعـو وتـهتف iiبـالحماة الـصيد كـالورق الـهتوف
وتـكـاد مـنـهن iiالـقلوب تـطير مـن فـرط iiالرفيف
الشيخ عبد الحسين بن قاعد الواسطي الحياوي ، نسبة إلى حي واسط ، ولد في
قضاء الحي سنة 1295 هـ . وتوفي فيها في 24 رجب سنة 1345 هـ . ونقل إلى
النجف ودفن في جوار المشهد الشريف .
|