ادب الطف - الجزء التاسع 122
نشأ في النجف وطلب العلم بها ونظم الشعر فأجاد وله مؤلفات في العلم
والتاريخ وديوان شعر ، فاضل أديب شاعر حسن الحديث مشهور بالتقوى
والايمان . ترجم له الشيخ محمد حرز الدين في معارفه فقال : حضر الفقه
والاصول على مدرسي النجف حتى نال رتبة عالية من العلم ولا زالت النوادي
العلمية تجمعنا واياه في النجف وكان شاعراً بليغاً جيد النظم وقد رثا
الحسين عليه السلام بقصائد عديدة وحضر عليه في الفقه والاصول والأدب
جماعة منهم الشيخ حمزة ابن الشيخ مهدي ابن الشيخ أحمد قفطان النجفي
المتوفى سنة 1342 ، وترجم له صاحب الحصون فقال : عالم فاضل سمت همته
إلى كسب الفضائل فهاجر إلى النجف وعكف على الاشتغال بتحصيل الفقه
والاصول وله إلمام بباقي العلوم ، وأديب أريب وشاعر بارع حسن المحاضرة
حلو المذاكرة حسن السيرة صافي السريرة وله فينا بعض المدائح ، وترجم له
الشيخ النقدي في الروض النضير .
ومن شعره الذي يرويه خطباء المنبر الحسيني قصيدته في الإمام موسى
الكاظم عليه السلام .
جـانب الـكرخ شأن أرضك iiشيّد قـبر مـوسى بن جعفر بن iiمحمد
بـثـرى طـاول الـثريا iiمـقاماً دون أعـتـابه الـملائك iiسـجد
ضـمّ منه الضريح لاهوت iiقدس لـيـديه تـلقى الـمقادير iiمـقود
مـن عليه تاج الزعامة في iiالدين امـتـناناً بــه مـن الله iiيـعقد
قـد تـجلّى للخلق في هيكل iiالنا سِ لـكـنه بـقـدس iiمـجـرد
هـو مـعنى وراء كـل iiالمعاني صـوّب الـفكر في علاه iiوصعّد
سـابع الـصفوة الـتي iiاختارها الله عـلى الـخلق أوصياء iiلأحمد
هو غيث إن أقلعت سحب iiالغيث ، وغـوث إن عزّ كهف iiومقصد
كـان لـلمؤمنين حـصناً iiمـنيعاً وعـلى الـكافرين سـيفاً مـجرّد
أخـرجوه مـن الـمدينة iiقـسراً كـاظماً مـطلق الـدموع iiمـقيد
ادب الطف - الجزء التاسع 123
حـر قـلبي عـليه يقضي iiسنينا وهـو في السجن لا يزار iiويقصد
مثل موسى يُرمى على الجسر ميتاً لــم يـشـيعه لـلقبور iiمـوحّد
حـمـلوه ولـلـحديد iiبـرجـليه دويٌ لــه الاهـاضـب iiتـنهد
وقال في رثاء الحسين عليه السلام :
خـليلي هل بعد الحمى مربع iiنظر يـذاع بـناديه لأهـل الـهوى iiسر
وهـل بـعد مـعناه تروق iiلناظري خـمائل يـذكوا مـن لطائمها عطر
قـد ابـتزه صرف الردى أي iiبهجة فـأمسى ونـاديه لـطير البلى iiوكر
رعـى الله عـهداً نـوره iiمـتبسم وحـجب الحيا تبكي وأدمعها القطر
وقـفنا بـه مـثل الـقنى أسى iiوقد تـساهمن زاهي ربعه الحجج الغبر
حـلبنا بـه ضرع المدامع لو iiصفا لأخـصب مـن أكنافه الماحل iiالقفر
ونـنـدب أكـبـاداً لـنا بـربوعه أطـيحت غداة البين واغتالها iiالدهر
تـشاطرها ربع المحصب iiوالحمى ففي ربع ذا شطر وفي سفح ذا شطر
فـيا سـعد دع ذكـر الديار iiوانني لعهد الرسوم الدثر لم يشجني iiالذكر
ولا هاج وجدي ذكر حزوى iiوبارق ولا أنـهل مـني باللوى مدمع iiغمر
ولـكن شجاني ذكر رزؤ ابن iiفاطم غـداة شـفى فـيه ضـغائنه iiالكفر
بـأحقاد بـدر قد عدا من بني iiالشقا إلى حربه في الطف ذو لجب iiمحر
ضـغائن أخـفتها بـطي iiبـنودها فـأظهر مـا يخفيه في طيها iiالنشر
أتـتـه عـهـود مـنهم iiومـواثق وقـد غـدرت فـيه وشيمتها iiالغدر
أرادت بــه ضـرّاً وتـعلم iiأنـه بـطلعته الـغراء يـستدفع iiالـضر
وسـامته ذلاً وهـو نـسل iiضراغم لـها الصدر في نادي الفخار iiوالقبر
فـقال لها يا نفس قري على iiالردى فـما عـز إلا مـعشر للردى قروا
لـنصر الهدى كأس الحمام له iiحلى عـلى أن كـأس الموت مطعمه iiمر
فـقـام بـفـتيان كـأن iiوجـوههم بـدور دجـى لـكن هالاتها iiالفخر
مـساعير حـرب تمطر الهام iiصيباً إذا بـرقت مـنها الـمهندة iiالـبتر
عـلى سـابحات فـي بحار مهالك لها البيض أمواج وفيض الطلا iiغمر
ادب الطف - الجزء التاسع 124
مـحـجلة غــر عـلى جـبهاتها بـأقلام خـرصان القنا كتب النصر
تـجول بـحلي الـلجم تـيهاً iiكأنها ذئاب غضى يمرحن أو ربرب iiعفر
غـرابـيـة مـبـيضة iiجـبـهاتها سـوى أنـها يـوم الـكريهة iiتحمر
وهـم فـوقها مـثل الجبال iiرواسخ بـيوم بـه الأبـطال هـمتها iiالـفر
إذا مـا بكت بيض الضبا بدم iiالطلا تـرى الـكل مـنهم باسم الثغر يفتر
تـهـادى بـمستن الـنزال iiكـأنها نـشاوى طلا أضحى يرنحها iiالسكر
تـفر كـأسراب الـقطا منهم iiالعدى كـأن الفتى منهم بيوما الوغى iiصقر
لـنيل الـمعالي في الجنان iiتؤازروا فـراحوا ولـم يـعلق بأبرادهم iiوزر
فـماتوا كـراماً بعد ما أحيوا iiالهدى ولـم يـدم في يوم الجلاد لهم iiظهر
فـجرد فـرد الـدهر أبيض iiصارماً بـه أوجـه الأقران بالرعب iiتصفر
فـيـا لـيمين قـد أقـلت iiيـمانيا إذا قـد وتـراً عـاد شفعاً به iiالوتر
وظـمآن لـم يـمنح مـن الماء غلة وقـد نـهلت في كفه البيض iiوالسمر
جـرى عـضبه حـتفاً كـأن iiيمينه بـها الـموت بحر والحسام له iiنهر
تـروح ثـبات فـي الـقفار إذا iiدنا لـه نـحو أجـياد العدى نظر iiشزر
يـكر عـليهم كـرة الـليث iiطاوياً عـلى سـغب والـليث شيمته iiالكر
لأكـبـادها نـظـم بـسلك iiقـناته ولـلهام فـي بـتار صـارمه iiنـثر
إذا مـا دجـا لـيل الـعجاج iiبـنير تـبلج مـن لـئلاء طـلعته iiفـجر
عـجبت لـه تـظمى حشاشته iiومن نـجيع الطلا في صدر صعدته iiبحر
ولـو لـم يـكن حكم المقادير iiنافذاً لـعفت ديـار الـشرك قـتلته iiالبكر
إلـى أن هوى ملقى على حر iiوجهه بـمقفرة فـي حرها ينضج iiالصخر
هـوى عـلة الايجاد من فوق iiمهره فـأدبـر يـنـعاه بـعولته iiالـمهر
هـوى وهـو غيث المعتفين iiفعاذر إذا عـرضت يأساً عن السفر iiالسفر
فـلا الـصبر محمود بقتل ابن iiفاطم ولـيس لـمن لـم يجر مدمعه iiعذر
بـنفسي سـخياً خـادعته يد iiالقضا فـجاد بـنفس عن علاها كبا iiالفكر
يـعز عـلى الطهر البتول بأن iiترى عـزيزاً لـها مـلقى واكـفانه العفر
ادب الطف - الجزء التاسع 125
يـعـز عـليها أن تـراه iiمـحرماً عـليه فـرات الـماء وهو لها مهر
يـعـز عـلى الـمختار أن iiسـليله يـرض بـعدو الـعاديات له iiصدر
فـيا نـاصر الدين الحنيف علمت iiإذ لجدك جد الخطب واعصوصب الأمر
لـقد كـسرت بـالطف حرب iiقناتكم فـهلا نـرى مـنها القنا وبها iiكسر
فـمالي أراك اليوم عن طلب iiالعدى صـبرت وللموتور لا يحمد iiالصبر
أتـقعد يـا عـين الـوجود iiتـوانياً وقـد نـشبت للبغي في مجدكم iiظفر
أتـنسى يـتامى بـالهجير تراكضت وصـالية الـرمضاء يـغلى لها iiقدر
وربـات خـدر بعد ما انتهبوا iiالخبا بـرزن ولا خـدر يوارى ولا iiستر
وعـيـبة عـلـم قـيـدوه iiبـحلمه بـأمر طـليق دأبـه اللهو iiوالـخمر
ســرت تـتهاداها الـطغام iiأذلـة فـيجذبها مـصر ويـقذفها iiمـصر
تـجوب الـموامي فوق عجف iiأيانق ويـزجرها بـالسوط إما ونت زجر
تـحن فتشجى الصخر رجع iiحنينها ومـلأ حـشاها مـن لواعجها iiجمر
يـعز عـلى الـشهم الـغيور iiبأنها تـغير مـنها فـي اسـبا أوجه غر
يـعز عـلى الـهادي الرسول iiبأنها قـد اسـتلبت مـنها المقانع والأزر
ومـستصرخات بـالحماة فـلم iiتجد لـها مـصرخاً إلا فـتى شفه iiالأسر
نـحيفاً يـقاسي ضـر قـيد iiوغـلة يـنادي بـني فـهر وأيـن له iiفهر
فـيا غـيرة الإسـلام هبي iiلمعضل بـه الـملة الـبيضاء أدمـعها iiحمر
أتـغدوا مـقاصير الـنبي حـواسراً وآكـلـة الأكـباد يـحجبها iiقـصر
وله في رثاء مسلم بن عقيل عليه السلام :
لـو لـم يكن لك من ضباك iiقوادم مـا حـلقت لـلعز فـيك iiعزائم
الـعـز عــذب مـطعماً لـكنه حـفت جـناه لـها ذم وصـوارم
يـبني الـفتى بـالذل دار iiمعيشة والـذل لـلمجد الـمؤثل iiهـادم
مـن لـم يـعود بالحفاظ iiوبالأبا لـسعت حـجاه من الصغار iiأراقم
ان شـئت عـزاً خذ بمنهج مسلم مـن قـد نـمته لـلمكارم iiهاشم
شـهم ابـى إلا الـحفائظ iiشـيمة فـنحى الـعلا والمكرمات iiسلالم
ادب الطف - الجزء التاسع 126
أو هل يطيق الذل من وشجت علا مـنه بـأعياص الـفخار iiجرائم
فـمضى بـماضي عزمه iiمستقبلاً أمـراً بـه يـنبو الحسام iiالصارم
بـطل تورث من بني عمرو iiالعلا حـزماً يـذل لـه الكمى iiالحازم
لـلدين أرخـص أي نـفس iiمالها فـي سـوق سامية المفاخر iiسائم
لـقد اصـطفاه الـسبط عنه iiنائباً وحـسام حـق لـلشقا هو iiحاسم
مـذ قـال لـما أرسلت جند iiالشقا كـتباً لـها قـلم الـضلالة iiراقم
أرسـلت أكـبر أهـل بيتي iiفيكم حكماً وفي فصل القضا وهو iiحاكم
فـاتى لـيثبت سـنة الهادي iiعلى عـلن وتـمحي فـي هداه مظالم
أبـدت لـه عصب الضلالة iiحبها والـكـل لـلشحنا عـليه iiكـاتم
قـد بـايعته ومـذ أتـى شيطانها خـفت الـيه وجـمعها iiمـتزاحم
فـانصاع مـسلم في الأزقة iiمفرداً مـتـلدداً لــم يـتبعه iiمـسالم
قـد بـات لـيلته باشراك الردى وعـليه حـام مـن الـمنية iiحائم
وتـنظمت بـنظام حـقد iiكـامن لـلقاه يـنظمها الـشقا iiالـمتقادم
فـأطل مـعتصماً بأبيض iiصارم مـن فـتكه لـعداه عـز iiالعاصم
قد خاض بحر الموت في iiحملاته وعـبـابه بـصفاحهم iiمـتلاطم
فـتـخال مـرهفة شـهاباً iiثـاقبا لـلماردين أنـقض مـنه iiراجـم
وركـام يـمناه يـصبب iiحاصباً ان كـر مـنها جـيشها iiالمتراكم
ان أوسـع الأعـداء ضرباً iiحزمه ضـاقت بـخيل الدارعين حيازم
وتـراه أطـلاع الثنايا في iiالوغى تـبكي الـعدى والـثغر منه iiباسم
غـيران لـلدين الحنيف iiمجاهدا زمـراً بـها أفـق الـهداية iiقائم
مـن عـصبة لهم الحتوف iiمغانم بـالعز والـعيش الـذميم iiمغارم
قـد آمـنته ولا أمـان iiلـغدرها فـبدت لـه مـما تـجن iiعـلائم
سـلبته لامـة حـربه ثم iiاغتدى مـتـأمراً فـيـه ظـلوم iiغـاشم
أسـرته مـلتهب الفؤاد من iiالظما ولـه عـلى الوجنات دمع iiساجم
لـم يـبك من خوف على نفس له لـكـنه أبـكـاه ركــب iiقـادم
ادب الطف - الجزء التاسع 127
يـبكي حـسيناً ان يلاقى ما iiلقى مـن غـدرهم فتباح منه iiمحارم
فبعين باري الخلق يوقف iiضارعاً ولـه ابـن مـبتدع الـمآثم شاتم
ويـنال مـن عـليا قريش سادة الـبطحاء وهـو لها طليق iiخادم
ويـدير عـينيه فـلم ير iiمسعفاً يـلـقي الـيه بـسره iiويـكاتم
فـرمته مـكتوفاً من القصر الذي قـامت عـلى الطغيان منه iiقوائم
والـهفتاه لـمسلم يـرمى iiمـن القصر المشوم وليس يحنو iiراحم
ويجر في الأسواق جهراً جسم من تـنميه للشرف الصراح iiضراغم
قـد مـثلت فـيه وتـعلم iiأنـه بـعـلي أبـيه لـلمماثل iiقـائم
أوهـى قوى سبط النبي iiمصابه وبـه تـقوت لـلضلال iiدعـائم
شـمخت انوف بني الطغام بقتله كـبراً وأنـف بني الهداية راغم
ظـفر الردى نشبت بليث ملاحم لـله مـا أسـدى القضاء الحاتم
فـلتبكين عـليه ظـامية iiالضبا إذ كـان يـنهلها غـداة iiيـقاوم
يـا نـفس ذوبي من أسى iiلملمة غـالت بـها لـيث العرين iiبهائم
قـد هـدّ مـقتله الحسين iiفأسبل الـعبرات وهو لدى الملمة iiكاظم
* * *
ادب الطف - الجزء التاسع 128
السيد علي آل سُليمان
المتوفى 1345
أبـكيت جـبريل عـشياً فناح بـالملأ الأعـلى فعجّوا صياح
يـا واحـداً لـيس لـه iiناصر غـير نـساء مـا عليها جناح
يـنشد فـي الـقوم ألا مـسلم فـلم يـجبه غير طعن iiالرماح
فـيا لـها مـن نـكبة iiأعقبت فـي كـبد المختار منها جراح
ووقـعة دهـياء قـد iiطـوحت عـماد عـلياء قـريش iiفطاح
واسـتأصلت أبناء عمرو iiالعلا شـيباً وشـباناً بـحد iiالصفاح
الله كــم لـلـه مـن حـرمة بـالطف قسراً أصبحت iiتستباح
وكــم حـريم لـنبي iiالـهدى أصـبح في أمر ابن سعد مباح
وكـم لـه مـن نسوة قد iiغدت لـلشام تسبى فوق عجف iiرزاح
لـها على السبط علت iiصرخة أضحت بها شجواً تغصّ البطاح
قـد خـلفته فـي الثرى iiعارياً يستره في الترب سافي iiالرياح
يـشرق فـي فـيص دماه iiوما بـلّت حـشاه بـالزلال iiالقراح
وحـولـه مــن آلـه فـتية قـد عانقوا البيض بليل iiالكفاح
كـلٌ شـبيه الـبدر في iiوجهه يـجلى سنا البدر إذا البدر لاح
السيد علي آل السيد سليمان هو ابن السيد داود ابن السيد مهدي ابن السيد
داود ابن السيد سليمان الكبير . وهو أصغر من اخيه السيد عبد المطلب
المترجم له في الجزء السابق من هذه الموسوعة .
كانت وفاته بعد أخيه عبد المطلب حوالي سنة 1345 هـ . ولم يكن مكثراً من
النظم بل كان الشعر يجري عفواً على لسانه كذا قال الشيخ اليعقوبي في
(البابليات) .
|