ادب الطف

 
 

ادب الطف - الجزء التاسع 129

الشيخ جعفر الهر

المتوفى 1347

قال يرثي علي بن الحسين الأكبر شهيد الطف :

بـقلبي  أوقدت ذات iiالوقود      رزايا  الطف لا ذات iiالنهود
شبابٌ بالطفوف قضى شهيداً      يـشيب  لرزئه رأس iiالوليد
شـبيه مـحمد خَـلقاً iiوخُلقاً      وفـي نطق وفي لفتات iiجيد
وفي  وجه يفوق البدر iiنوراً      وفـي سـيمائه أثر iiالسجود

ومنها :

شـباب ما رأى عرساً iiولكن      تـخضب كـفه بـدم iiالوريد
ولـم أنسَ النساء غداة iiفرّت      إلى  نعش الشهيد ابن iiالشهيد
فـقل  ببنات نعش قد iiأقامت      مناح  جوى على بدر iiالسعود
تـقبّل هـذه وتـشم iiهـذي      خضيب الكف أو ورد الخدود
وزيـنب  قابلت ليلى iiوقالت      أعـيدي  يـا لـيلى iiأعيدي
فـهنّ  على البكا iiمتساعدات      ألا  فـاعجب لذي ثكل iiسعيد

الشيخ جعفر ابن الشيخ صادق بن أحمد الحائري الشهير بالهر ، أحد أعلام كربلاء وأفاضلها . ولد سنة 1267 وتوفي سنة 1347 بكربلاء ودفن بها

ادب الطف - الجزء التاسع 130

في الرواق الشريف الحسيني قريباً من قبر صاحب الرياض وعمره ثمانون سنة ، درس على الشيخ زين العابدين المازندراني ولما نال الحظوة الكافية من العلم انفرد بالتدريس وتخرج على يده جماعة . قال صاحب (الطليعة) كان فاضلاً مشاركاً في العلوم أديباً شاعراً هو اليوم مدرس بكربلاء وإمام جماعة تقام به الصلاة في حرم العباس عليه السلام ومن شعره :

زارني والليل قد أرخى الستارا      بـدر  تـمٍّ غـادر الليل نهارا
فـارسي  لـيس يـدري iiذمماً      لا  ولا يـرعى عهوداً iiوذمارا
فــإذا حـاولت مـنه iiقـبلة      هـزّ  لـي الجيد دلالاً iiونفارا
وإذا مـا قـلت صلني قال iiلي      قد  عددنا صلة الاعراب iiعارا
يـوسفيُّ الـحسن لـما أن iiبدا      قـطع الأيـدي يـميناً ويسارا

وقوله مشطراً البيتين المنسوبين إلى قيس العامري :

أمرّ  على الديار ديار iiليلى      ونار الشوق تستعر استعارا
أشـمّ ترابها طوراً iiوطوراً      اقبّل  ذا الجدار وذا الجدارا
وما حبّ الديار شغفن iiقلبي      ولا أضرمن في جنبيّ iiنارا
ولا  ربـع الغوير وساكنيه      ولكن حب من سكن iiالديارا

وجاء في (مجالي اللطف بأرض الطف) للشيخ السماوي عندما ذكر الشيخ كاظم الهر ثم عطف على أخيه الشيخ جعفر قائلاً :

وكـأخيه جـعفر بدر iiالتقى      وهضبة العلم التي لا iiترتقى
عـاش حميداً ومضى iiسعيدا      وازداد فضلاً إذ رثى الشهيدا
فـاخر  في رثا الشهيد فخرا      فـأرخوا  جعفر أعلى iiفخرا

وديوانه المخطوط طافح بألوان من الشعر .

ادب الطف - الجزء التاسع 131

الشيخ محمد النمر العوامي

المتوفى 1348

لهاشم يوم الطف ثارٌ مضيّع     وفي أرضه للمجد جسم موزع

هجعتِ فلا ثار طلبتيه هاشم     ونمتِ فلا مجد لكِ اليوم يرفع

حتى يقول في وصف سبايا الحسين عليه السلام :

وعـاطـشة ودّت بـأن iiدمـوعها      تـبلّ بـها حـرّ الـغليل iiوتـنقع
ومـدهشة  بالخطب حتى عن iiالبكا      أذيـب بـه مـنها فـؤاد iiمـوزع
ومـزعجة من هجمة الخيل iiخدرها      تـضمّ الـحشا بـالراحتين iiوتجمع
وبـاكية  تـخفي الـمخافة iiصوتها      ويـظهره  مـنه الـشجاء فـتفزع
ومـوحشة بـاتت عـلى فقد قومها      تـنوح  كـما نـاح الحمام وتسجع
وعـاتبة لم تستجب بسوى iiالصدى      يـعيد  لـها مـنه الجواب iiويرجع
تصبّ الحشا في العتب ناراً تحوّلت      من  الغيض لفظاً في المسامع iiيقرع
أيـرضيكم أنّـا نُـساق iiحـواسراً      ولا  عـلم مـنكم يـرفّ iiويـرفع

الشيخ محمد بن ناصر بن علي ، علامة في علمي الفقه والاصول مضافاً إلى تبحّره في الطب والحكمة الالهية ، ولد سنة 1277 هـ . وتوفي في 9 شوال سنة 1348 هـ . تلقى دروسه النحوية والصرفية والمنطقية والبيانية على الحجة الشيخ

ادب الطف - الجزء التاسع 132

ابن الشيخ صالح آل طعان القطيفي البحراني ، وعلى العلامة الشيخ علي مؤلف (أنوار البدرين) ثم هاجر إلى النجف فحضر دروس العلماء الاعلام أمثال الشيخ محمود ذهب والملا هادي الطهراني فأكمل دراسة الاصول والكلام والعلوم الرياضية كما درس علم الطب عند الميرزا باقر ابن الميرزا خليل وقرأ الهندسة على الشيخ اغا رضا الأصفهاني وعند عودته لوطنه فتح مدرسة دينية تخرّج منها العشرات من أرباب الفضل ونظم الكثير من أبواب الفقه والعقائد بأراجيز لم تزل تحفظ كمنظومته في علم التصريف وفي الرضاع والدر النظيم في معرفة الحادث والقديم وله تعليقة على الاشارات لابن سينا والتعليقات الكافية على القوانين والكفاية لذلك كان صدى نعيه له رنة أسى وأسف وأبّنه الكثير بالمنثور والمنظوم ولم يزل قبره مزاراً في مقبرة العوامية . كتب له ترجمة مفصلة صديقنا الشيخ سعيد آل أبي المكارم في (اعلام العوامية في القطيف) وذكر عدة قصائد من مراثيه للامام الحسين عليه السلام ومنها قصيدته الشهيرة وأولها :

قوّموا السمر هاشم والكعابا     وامتطوا للنزال جرداً صعابا

* * *

ادب الطف - الجزء التاسع 133

الشيخ حسن آل عيثان

المتوفى 1348

تـذكرت  الـمعاهد iiوالربوعا      فـفارقت  الـمسرة iiوالهجوعا
مـنازل أقـفرت مـن iiسانيها      فـما  تـرجو لساكنها iiرجوعا
وقـفتُ  بها فما وقفت iiدموعي      أُسـائلها  كـأن بـها iiسـميعا
ومـاذا تـنكر العرصات iiمني      وقـد أرويـتُ ساحتها iiدموعا
سـقى  الله الـديار مُلثّ iiوبلٍ      سـحابا مـغدقاً خضلا iiهموعا
وما برحت بروق المزن iiتهدي      إلـى  الأطـلال بارقة iiلموعا
وركـب  من سرات بني iiعلي      عن  الأوطان قد رحلوا iiجميعاً
يـؤمهم  فـتى الـعليا iiحسينٌ      قـد  اتـخذ الحسامَ له ضجيعا
وأسـمر  ناصر مهج iiالأعادي      بـعين تـنفث الـسمّ iiالـنقيعا
بـدورٌ أشـرقت والـنقع iiليل      وقـد جعلوا القلوب لهم دروعا
تـخالهم عـلى الجرد العوادي      كـواكب حـلّت الفلك iiالرفيعا
مـتى انقضّت لرجم بني iiزياد      تـكاد تـطيرُ أنـفسهم iiنزوعا
ومـما أثـكل الـدنيا iiوأجرى      مـدامعها  دمـاً قـانٍ نـجيعا
تـساهمهم سجال الحرب iiحتى      تهاووا في ثرى الرمضا وقوعا
هـوى بـهويّه عـمدُ iiالمعالي      وحـبلُ  الدين قد أمسى iiقطيعا
دعـاهُ  مـليكه الـجوار قدس      وجـنـات  فـلـبّاه iiمـطيعا
ولـما أنـشبت فـيه iiالـمنايا      مـخالبها  وقـد ساءت صنيعا
أراشَ لـه القضا سهاماً iiفأدمى      فـؤاد الدين بل حطم iiالضلوعا

ادب الطف - الجزء التاسع 134

وربّ  مـروعة بـرزت iiولما      تـجد  غـير السياط لها iiمنيعا
وتـهتف بـالسرات بني iiنزار      فـما  وجـدت لدعوتها iiسميعا
عـناها  مـا تُعاين من iiأيامى      وأيـتام  كـسرب قـطاً أريعا

الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي بن أحمد آل عيثان الاحسائي القاري ، هو شقيق آية الله المقدس الشيخ محمد آل عيثان . ترجم له الشاب المعاصر السيد هاشم الشخص في مخطوطه (نفائس الأثر في تراجم علماء وأدباء هجر) قال : أديب بارع وخطيب من خطباء المنبر الحسيني ، ولد في قرية (القارة) من الإحساء عام 1276 هـ . ونشأ بها وزاول طلب العلم الديني ودرس على ابن عمه الحجة الكبير الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي آل عيثان المتوفى حدود 1340 هـ . فقد كانت أكثر دراسته عليه حتى اشتهر بالفضل كما اشتهر بالخطابة الحسينية وتشهد له منابر الاحساء والبحرين وغيرها . توفي قدس سره في الاحساء عام 1348 هـ . وقد بلغ من العمر 72 عاماً ، هكذا ذكر ولده الخطيب الحاج ملا عبد الحسين آل عيثان ويقال له شعر كثير وتخميس ومن شعره القصيدة الحسينية المذكورة في صدر الترجمة ..

* * *

ادب الطف - الجزء التاسع 135

الشيخ مرتضى كاشف الغطاء

المتوفى 1349

قال من قصيدة حسينية :

سل  الدار عن سكانها أين iiحلت      وأيـن بها أيدي المطايا iiاستقلت
نزحت ركي العين في عرصاتها      فـعزّ اصطباري والمدامع iiذلّت
وقـفت بها أستنقذ الركب iiمهجة      تـولّت  مع الاضعان يوم تولّت

ومنها :

بيوم به البيض البوارق والقنا    تثلّم في الهامات حتى اضمحلت

تجاول فيه الخيل حتى لو أنها    مفاصلها كـانت حـديـداً لكلّت

اسرة آل كاشف الغطاء تفيض علماً وأدباً وتزخر فضلاً وكمالاً والعالم الكبير الشيخ مرتضى ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء هو أحد أعلامها المبرزين . ولد عام 1281 هـ . في النجف الأشرف ونشأ بها ومنذ نعومة أظفاره تعشق العلم والكمال ودرس على أساتذة عصره وأخذ الحكمة والفلسفة عن الشيخ أحمد الشيرازي المدرّس في مدرسة (القوام) وحضر في الفقه والاصول على الشيخ اغا رضا الهمداني والملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي ثم استقل بالتدريس وصلاة الجماعة . ومن

ادب الطف - الجزء التاسع 136

مؤلفاته (فوز العباد في المبدأ والمعاد) طالعته واستفدت منه ، وله منظومة في أحكام الزكاة نشرت في آخر العروة الوثقى طبع بغداد ، ورسالة في ردّ الوهبانية وغيرها من الكتب النافعة . ترجم له الشيخ الطهراني في (نقباء البشر) وأطراه بما هو أهله وعدد مؤلفاته وأذكر أني طالعت في فترات رسالته المطبوعة التي يرجع اليها بعض مقلديه ولكنه كان في عصر اشتهر الكثير من اسرته بالمرجعية للأمة أمثال الشيخ أحمد والشيخ محمد حسين والشيخ هادي والشيخ عباس وهم من الأساطين . أما شعره فهو من النمط العالي ولكنه كان يكتمه لأن الشعر بالعلماء يزري ، قال في قصيدة أرسلها إلى ابن عمه الشيخ هادي آل كاشف الغطاء من قضاء الهندية سنة 1310 هـ . يوم 28 ربيع الثاني :

سفرت فقلت الشمس في وجناتها      ورنت  فقلت السهم في iiلحظاتها
هـيفاء ان خطرت بلدن iiقوامها      واخـجلة  الأغصان من iiقاماتها
عـطفت  وما علم العذول iiبأنها      غصن  وان العطف من iiعاداتها
قـد قـلت للورق على بان النقا      إذ رددت بـغـنائها iiنـغـماتها
غني بمن طرق الهداية إن iiعفت      أضحى  لها الهادي إلى iiطرقاتها
عـالم  لـه شـهد الـعدو iiبأنه      لـو يـملك الدنيا استغلّ iiهباتها
الـطارد الليث الصؤول iiبطرفه      والـناهب الأشـبال من iiلبواتها

وله منظومة جارى بها ملحمة الشيخ كاظم الأزري وكلها في مدح أهل البيت عليهم السلام وله في الإمام الحسين رائعة مطلعها :

خلّ ناراً نشب بين ضلوعي    تطفها مقلتي بفيض دموعي

ادب الطف - الجزء التاسع 137

الشيخ ناجي خميِّس

المتوفى 1349

أبى العزم أن يلوى على اللوم iiحازم      فـحسبك وهـناً أن يـصدك iiلائـم
إذا  الـنفس لم تأخذ من العقل iiزينة      حـكتها بـشوهاء الـخصال البهائم
ومـن لـم يحارب نفسه طال حربه      ولـيس  لـه بـين الأنـام مـسالم
وان  هو لم يكظم علىالنفس iiغيظها      شفت غيضها منه العدوى وهو كاظم
ومـن  لـم يـدار الناس كبراً iiفإنه      يـداريهم مـن خـيفة وهـو iiراغم
أبـى  الله أن تـرسو قـواعد iiدينه      إذا لــم يـقم مـن آل iiأحـمدقائم
فـيا  بـن الألى لولا بروق سيوفهم      لـما  ضـاء من ليل الضلالة iiفاحم
ولـو  لـم تـقوّم لـلنزال صعادها      لـما قـام لـلدين الـحنيف قـوائم
أصـبراً  وقد مدت على الدين iiضلة      فـلا أفـق إلا وهـو في الظلم iiقاتم
أصـبراً وديـن الله ثـلت iiعروشه      وهـدّت عـلى الأرزاء منه iiالدعائم
لـقد  جـنّ هذا الدهر ليلاً فحقّ iiأن      تـشق عـمود الصبح منه الصوارم
يـباح  مـن الإسـلام كـل iiمحرم      وتـهتك  قـسراً مـن بنيه iiالمحارم
مـتى  تـطلع الأيام منك ابن iiنجدةٍ      تـعاف  لـه أغـيالهن iiالـضراغم
وتـبرز مـن أقـمار هـاشم iiطلعة      تـطير شـعاعاً فـي سناها iiالغمائم
حـنانيك  يا بن المصطفى أي iiبقعة      تـبيتُ بـها خـلواً وعـيشك iiناعم

ادب الطف - الجزء التاسع 138

وهـل  بـقعة مـا أسـهرتكم iiطـغاتها      فـأنـت  بـهـا يـا غـيرة الله iiنـائم
فـيوم  حـسين لـيس يـحصيه iiنـاثر      ولــم  يـستطع تـعداد بـلواء نـاظم
يـلاقي  الـعدا ثـلج الـفؤاد iiولـلوغى      عـلى  الـشوس نـار أوقدتها iiالصوارم
يــذب بـسيف الله عـن ديـن iiجـده      وعـن عـزّ خـدر فـيه تحيي iiالفواطم
تـجـاذبك الأسـيـاف نـفساً iiكـريمة      وتـسـمعك الـشـكوى نـساء iiكـرائم
فـلـلّه  يــوم قـمت فـيه iiمـصابراً      لـما  جـزعت فـي الله مـنه iiالـعوالم
بـحيث  الـقنا بـاتت عـليك iiحـوانيا      وتـبكيك لـكن مـن دمـاك iiالـصوارم
إلى أن قضيت النحب صبراً وما انقضت      مــن الـملأ الأعـلى عـليك iiالـمآتم
تـوزع  مـنك الـبيض جـسم iiمـحمد      وتـجـري  دم الـكـرار مـنك iiاللهاذم
وتـمسى لـدى الـهيجا تـوسدك الثرى      رغـامـاً  بـه أنـف الـحمية iiراغـم
وتـرفع  مـنك الـسمر رأسـك iiوللظبا      عـلـيك كـمـا شـاء الابـاء iiعـلائم
وأعـظم  شـيء مـضّ في الدين iiوقعه      ومـا دهـيت فـي مـثله قـط iiهـاشم
صـفـايا رســول الله بـيـن iiامـية      بـرغم الـهدى اصـبحن وهـي iiغنائم
سـوافر بـعد الـخدر اضـحت iiثواكلا      لـهـا  فــوق اكـوار الـنياق iiمـآتم
فـواقـد عــزٍّ بـالـمعاصم iiتـتـقي      عـن الضرب إذ لم يبق في القوم iiعاصم
هـواتف مـن شـمّ الانـوف iiبـعصبة      ثـوت حـيث أولـتها الـهتاف iiالملاحم
إذا  نـظرت مـنهم عـلى الرغم أرؤساً      تـمـيـس بـهـن الـذابـلات iiاللهاذم
تـطـير قـلـوباً نـحـوهن iiكـأنـها      حـمام  عـلى مـيد الـغصون iiحـوائم
فـتـوسعهم  عـتـباً وتـندبهم iiشـجى      تـضـيق بــه أضـلاعهم والـحيازم
أيـرضى لـكم عـز الـكرام بأن iiيرى      عـلـى ذلـل الأجـمال مـنكم iiكـرائم
يـعزّ  عـلى الـزهراء فـاطم أن ترى      تـهـان  بـمرأى الـناظرين iiالـفواطم

ادب الطف - الجزء التاسع 139

الشيخ ناجي بن حمادي بن خميّس (بالتصغير والتشديد) الحلي من ابداء عصره . ولد في الحلة عم 1311 هـ . ونشأ بها منفرداً عن اسرته التي تمتهن المهن الحرة ، ففي أول شبابه لازم الخطيب الشيخ محمد شهيب الحلي في التدرج على منابر الخطابة وحصل له من يعتني بتربيته فدرس النحو والصرف وعلمي المنطق والبلاغة ، وعندما تجاوز العشرين هاجر إلى النجف للتحصيل فدرس الفقه والاصول والكلام على المرحوم الشيخ كاظم الشيرازي واختلف على حلقتي الميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني زمناً طويلاً أنتج خلاله تقريراتهما وتدوين آرائهما في الفقه والاصول باسلوب محكم رصين فكان مرموقاً بين أقرانه . يقول الباحث المعاصر علي الخاقاني في شعراء الغري : حضرت عنده كتاب (معالم الاصول) مع جماعة من المتعلمين فكان مثال المعلم اليقظ وكان رقيق الروح مرح النفس حلو الحديث دمث الأخلاق وديع الشخصية ولكنه خشن تجاه كرامته وعقيدته لا تأخذه في الله لومة لائم كانت وفاته بالحلة 15 ذي القعدة عام 1349 هـ . وحمل جثمانه إلى النجف فدفن في الصحن الحيدري غلى جنب مرقد السيد عدنان الغريفي في الحجرة التي تلاصق باب الفرج من أبواب الصحن الشريف ولا يفوتنا ان شطراً من توجيه هذا الأديب كان بسبب أخيه العلامة الشيخ عبد المجيد الحلي ، ترجم له الشيخ اليعقوبي في البابليات والخاقاني في شعراء الحلة وذكرا نماذج من نظمه وادبه .

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث