ادب الطف - الجزء التاسع 170
الحاج مهدي الفلّوجي
المتوفى 1357
إلـى م وقـلبي مـن جـفوني iiيسكب ونـار الأسـى مـا بـين جنبيّ iiتلهبُ
أبـيتُ ولـيلي شـطّ عـنه iiصـباحه كـأن لـم يـكن لـليل صـبح iiفيرقب
أُحـارب فـيه الـنجم والـنجم iiثـائرٌ مـتى غـاب مـنه كوكب بان iiكوكب
وعـلمت بـالنوح الـحمام iiفـأصبحت عـلى تـرح فـي الدوح تشدو iiوتندب
فـمـا هــي إلا زفـرة لـو iiبـثثتها عـلى الـبحر من وجد يجف وينضب
تـجهّم هـذا الـدهر واغـبرّ iiوجـهه بـدهماء لا يـجلى لـها قـط غـيهب
لـقتلى الألـى بـالطف لـما iiدعـاهم إلـى الـحرب سبط المصطفى فتأبهوا
ومـذ سمعوا الداعي أتوا حومة iiالوغى تـعلم أيـديها الـضبا كـيف iiتضرب
فـإن وعظت عن ألسن البيض iiوعظها وإن خـطبت عن ألسن السمر iiتخطب
كـرام تـميت الـمحل غـمرة iiوفرهم فـتحيا بـها الأرض الـموات iiوتعشب
عـلى كـثرة الأعـداء قـلّ iiعـديدهم وكــم فـئة قـلّت وفـي الله iiتـغلب
مـواكـب أعـداهـم تـعـدّ iiبـواحد وواحـدهـم يـوم الـكريهة iiمـوكب
مـضـوا يـسـتلذون الـردى فـكأنه رحـيـق مـدام بـالقوارير iiيـسكب
كـأن الـمنايا الـخرّد الـعين iiبـينهم فـجدّوا مـزاحاً دونـها وهـي iiتلعب
ومـن بـعدهم قـام ابن حيدر iiوالعدى جـموع بـها غصّ الفضا وهو iiأرحب
ادب الطف - الجزء التاسع 171
فـألبس هـذا الأفـق ثـوب iiعـجاجة بـه عـاد وجـه الـشمس وهو iiمنقب
وكـيف يـحلّ الـذل جـانب iiعـزه وفـي كـفه سـيف الـمنية iiيـصحب
وكـيف حـسين يـلبس الـضيم iiنفسه ونـفس عـلي بـين جـنبيه iiتـلهب
إلـــى أن أراد الله بـابـن iiنـبـيّه يـبيت بـفيض الـنحر وهو iiمخضب
فـأصبح طـعماً لـلضبا وهو iiساغبٌ وأصـبح ريّـاً لـلقنا وهـو iiمـعطب
بـنفسي امـاماً غـسله فـيض iiنحره وفـي أرجـل الـخيل الـعتاق iiيقلب
بـنفسي رأسـاً فـوق شـاهقة iiالـقنا تـمرّ بـه الأريـاح نـشراً iiفـتعذب
كـأن الـقنا الـخطار أعـواد iiمـنبر ورأس حـسين فـوقها قـام iiيـخطب
فـوا أسـفي تـلك الـكماة على iiالثرى ونـسوة آل الـوحي تـسبى iiوتـسلب
وراحـت بـعين الله أسـرى وحواسراً تـسـاق وأسـتـار الـنـبوة iiتـنهب
دعــت قـومها لـكنها لـم تـجدهم عـلى عـهدها فاسترجعت وهي iiتندب
أيـا مـنعة الـلاجين والـخطب iiواقع ويـا أنـجم الـسارين والـليل iiغيهب
ألـيست حـروف الـعز فـي iiجبهاتكم تـحـررها أيـدي الـجلال iiفـتكتب
فـأين حـماة الـجار هـاشم كي iiترى نـساها عـلى عـجف الأضالع iiتجلب
وفـي الأسـر تـرنو حـجة الله iiبينها عـليلاً إلـى الشامات في الغل يسحب
سـرت حـسراً لـكن تـحجب iiوجهها عـن الـعين أنـوار الإلـه iiفـتحجب
إلى أن أتت في مجلس الرجس أبصرت ثـنايا حـسين وهـي بـالعود تضرب
الحاج مهدي الفلوجي ابن الحاج عمران ابن الحاج سعيّد من الطبقة العالية
في الشعر وممن تفتخر به الفيحاء وتعتز بأدبه ، حسن الأخلاق طاهر الضمير
عف اللسان تخرّج في الأدب على الشيخ حمادى نوح المتقدمة ترجمته . حفظ
الكثير من شعر العرب القدامى ، ترجم له اليعقوبي في (البابليات) وقال :
ادب الطف - الجزء التاسع 172
مولده في الحلة سنة 1282 هـ . وكان يتعاطى التجارة ويحترف بيع البز
ويرتدي برأسه العمة السورية ويعدّ من ذوي الثروة والمكانة المرموقة في
البلد . يحتوي ديوانه المخطوط على ضروب الشعر من الاجتماع والسياسة
والوصف والغزل والنسيب ولا عجب فعصره يموج بالادباء والشعراء وتلك
النوادي العلمية الأدبية تصقل المواهب ، قال يرثي استاذه الشيخ حمادى
نوح بقصيدة ـ مطلعها :
حـق يا قبر أن تباهي iiالنجوما فـيك قد ضمنوا البليغ iiالحكيما
دفنوا المرتضى الرضي لعمري هـو فـي جـنبك اتخذه iiنديما
فيك قد غيضوا البحار iiفأمست فـي قـوانينها تـريك iiالعلوما
ذاك غـواصها الـذي كان iiفينا يـجتني درّها النضيد iiالنظيما
ترجم له الشيخ النقدي في (الروض النضير) كما ترجم له الخاقاني في
(شعراء الحلة) وروى له نماذج من الشعر والتواريخ ، ولتعلقه بآل البيت
(ع) كان اكثر ما نظم فيهم فمنها قصيدته التي يعدد فيها فجائع يوم
كربلاء ويخص أبا الفضل العباس عليه السلام بقسم وافر منها وأولها :
هي دنياً وللفنا منتهاها
لعب جدّها وواهٍ قواها
وهي تناهز الستين بيتاً وقال عندما لاح هلال محرم الحرام قصيدة مطلعها
:
كم فيك من حرم أُبيح ومن دم
من آل أحمد يا هلال محرم
وقال وقد زار الإمام الحسين عليه السلام ليلة النصف من شعبان :
لقـد أيقـنت أن الله لطفـا
محا عني الصغائر والكبائر
لأني جئت في شعبان أسعى
لمـرقد سيد الشهـداء زائر
وقال في جواب مَن سأل عن مدفن رأس الحسين عليه السلام :
لا تطلبوا رأس الحسين فإنه لا
في حمى ثاوٍ ولا في واد
لكنما صفـو الـولاء يدلّكم
في أنه المقبور وسط فؤادي
ادب الطف - الجزء التاسع 173
وقد تقدم في الجزء السابق تحقيق عن موضع رأس الإمام الحسين (ع) .
كانت وفاته بمدينة الكاظمية يوم الثلاثاء خامس جمادى الثانية سنة 1357
هـ . المصادف 3 آب سنة 1938 م . ونقل جثمانه إلى الحلة بموكب حافل ثم
شيّع لمرقده الأخير في النجف الأشرف ودفن في الايوان الذهبي أمام الحرم
الحيدري وتهافتت الوفود لتعزّي الأسرة وتعاقب الشعراء على منصة المحفل
لتأبينه أمثال الشيخ قاسم الملا والشيخ عبد الرزاق السعيد والشيخ باقر
سماكه ومحمد علي الفلوجي وغيرهم رحمه الله عدد حسناته .
* * *
ادب الطف - الجزء التاسع 174
الشاعر اقبال
المتوفى 1357
في الكعبة العليا وقصتها نبأ يفيض دماً على الحجر
بدأت باسماعيل عبرتها ودم الحسين نهايـة العبـر
وللدكتور محمد اقبال :
ارفعوا الورد والشقائق إكليل ثناءً على ضـريح الـشهيد
ذاك لـون الـدم الذي أنبت المجد وروّى به حياة الخلود
«محمد اقبال فيلسوف باكستاني ، ولد في مدينة سيالكوت سنة 1873 م .
وتوفي سنة 1938 م . سافر إلى عدة بلدان طلباً للعلم ثم عاد إلى وطنه
سنة 1908 م . حيث عمل بالمحاماة وقرض الشعر . وقد ذاع صيته في الهند
وكثر عشاق أدبه ومريدو فلسفته . وقد دعا في شعره إلى نبذ التصوف العجمي
الذي يؤدي إلى إماتة الأمة وبشّر بالتصوف العملي الذي يدعو إلى العمل
والجهاد . وتدل أشعاره وقصائده على تمجيد الشخصيات الإسلامية كلها .
وتقوم فلسفة إقبال على (الذات) التي هي عنده حق لا باطل وهدف الانسان
الديني والاخلاقي اثبات ذاته لا نفيها ، وعلى قدر تحقيق ذاته أو
ادب الطف - الجزء التاسع 175
واحديته يقرب من هذا الهدف ، وتنقص فردية الانسان على قدر بعده عن
الخالق ، والانسان الكامل هو الأقرب إلى الله وليس معنى ذلك أن يفنى
وجوده في الله كما ذهبت إليه فلسفة الاشراق ووحدة الوجود عند ابن
العربي واسبينوزا ، بل هو عكس هذا يمثل الخالق في نفسه والحياة عنده
رقي مستمر وهي تسخر كل الصعاب التي تعترض طريقها وقد خلقت من أجل
اتساعها وترقيها آلات كالحواس الخمس والقوة والمدركة لتقهر بها العقبات
. وإذا قهرت الذات كل الصعاب التي في طريقها بلغت منزلة الاختيار
فالذات في نفسها فيها اختيار وجبر .
وحسبنا أن نقول أن اقبال يدعو إلى ادراك الذات وتقويتها وإلى العمل
الدائب والجهاد الذي لا يفتر ، ويرى أن الحياة في العمل والجهاد والموت
في الاستكانة والسكون»(1) .
ومما جاء من شعر اقبال في السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام كما رواه
الكاتب المصري توفيق أبو علم في كتابه (أهل البيت) قول :
نـسب الـمسيح بـنى لـمريم iiسـيرة بـقيت عـلى طـول الـمدى ذكـراها
والـمجد يـشرق مـن ثـلاث iiمـطالع فــي مـهـد فـاطـمة فـما iiأعـلاها
هي بنتُ مَن ، هي زوج مَن ، هي أمّ مَن مَــن ذا يـداني فـي الـفخار iiأبـاها
هـي ومـضة من نور عين iiالمصطفى هــادي الـشعوب إذا تـروم iiهـداها
هـو رحـمة لـلعالمين وكـعبة iiالآمال فـــي الـدنـيا وفــي iiأخـراهـا
مَــن أيـقظ الـفطر الـنيام iiبـروحه وكــأنـه بـعـد الـبـلى أحـيـاها
وأعــاد تـاريـخ الـحـياة iiجـديـدة مـثل الـعرائسى فـي جـديد iiحـلاها
ولـزوج فـاطمة بـسورة هـل iiأتـى تـاج يـفوق الـشمس عند iiضحاها(2)
(1) مجلة العربي الكويتية عدد 115 / 142 .
(2) كتاب اهل البيت لتوفيق ابو علم .
ادب الطف - الجزء التاسع 176
وحدثني الشاب المهذب الشيخ شريف نجل العلامة المصلح المغفور له الشيخ
محمد الحسين كاشف الغطاء أنه عندما دعي أبوه لحضور المؤتمر الاسلامي في
الباكستان ، ذهب إلى هناك وزار قبر الشاعر الفيلسوف اقبال وذلك في 26
جمادى الاولى عام 1371 هـ . وارتجل أبيات منها :
يـا عـارفاً جـلّ قدراً في iiمعارفه حـيـاك مـنـي إكـبار iiوإجـلال
إن كان جسمك في هذا الضريح ثوى فـالروح مـنك لـها في الخلد إقبال
تـحية لـك مـن خِـلٍّ أتاك iiعلى بـعد الـمزار بـقول مثل ما iiقالوا
لا خـيل عـند تـهديها ولا iiمـال فـليسعد الـنطق إن لم يسعد iiالحال
ولد محمد اقبال في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة 1289 هـ . أدخله
أبوه إلى مكتب ليتعلم القرآن ففاق أترابه لذكائه ونال جوائز كثيرة ثم
انتقل إلى مدارس عالية وكليات شهيرة فانتدب لتدريس التاريخ والفلسفة في
الكلية الشرقية في لاهور ثم اختير لتدريس الفلسفة واللغة الانكليزية
بكلية الحكومة التي تخرّج فيها . ونال اعجاب تلاميذه وزملائه بسعة علمه
وحسن خلقه وسداد رأيه ، واتجهت الأبصار اليه وذاع ذكره حتى صار من
أساتذة لاهور النابهين . ولبث فيها عشر سنوات ثم سافر إلى أوربا بعد ما
دوّى صوت إقبال في محافل الأدب ينشد قصائده وقد حرصت الصحف على نشر
شعره ، وايقن الشعراء والعلماء أن لهذا الشاب شأنا ، وأول قصائده
الرنانة التي أُلقيت في جمع حاشد قصيدت هالتي أنشدها في الحفل السنوي
لجماعة حماية الإسلام في لاهور (أنجمن حماية إسلام) سنة 1899 م .
وعنوانها أنين يتيم .
سافر إلى انكلترا والتحق بجامعة كمبردج لدرس الفلسفة ونال من هذه
الجامعة درجة في فلسفة الأخلاق ثم سافر إلى ألمانيا فتعلم الألمانية في
زمن قليل والتحق بجامعة مونخ وكتب رسالته (تطور ما وراء الطبيعة في
فارس) ثم عاد اقبال إلى لندن فدرس القانون وحاز امتحان المحاماة والتحق
كذلك
ادب الطف - الجزء التاسع 177
بمدرسة العلوم السياسية زمناً ورجع إلى بلاده ومكث ولبث سنين عميداً
لكلية الدراسات الشرقية ورئيساً لقسم الدراسات الفلسفية ، وفي سنة 1933
دعي هو والشيخ سليمان الندوي والسير راس مسعود إلى كابل للنظر في
التعليم عامة ، وفي نظام جامعة كابل خاصة . وعملت حكومة الأفغان بأكثر
ما أوصى به ، وكان دائم الاتصال بمعاهد العلم في لاهور وغيرها ، وكانت
الجامعات تدعوه إلى زيارتها والمحاضرة فيها . دعي إلى مدارس سنة 1928 م
. فألقى محاضرات هناك فجمعت وسميت (اصلاح الأفكار الدينية في الإسلام)
وهي أعظم ما كتب اقبال في الفلسفة .
كانت حياة اقبال حافلة بالصالحات وودّع الحياة بقوله :
آية المؤمن أن يلقى الردى
باسم الثغر سروراً ورضا
وكان عمره سبعاً وستين سنة وشهراً وستة وعشرين يوماً وستبقى الأجيال
تقرأه من وراء فلسفته وآرائه ونبوغه . كتب الدكتور عبد الوهاب عزام
سفير مصر في باكستان (محمد اقبال ، سيرته وفلسفته وشعره) وألمّ بحياته
إلمامة وافية كافية وعرض نماذج من حياته وسيرته وفلسفته وألوان من شعره
، كما ترجم الدكتور عبد الوهاب عزام إلى العربية رسالة المشرق من شعر
محمد اقبال وهي جواب لديوان (كوته) الشاعر الالماني .
محمد اقبال شاعر نابغة وفيلسوف مبدع وتحتفي الباكستان بذكراه كل عام
لأنه فيلسوف وشاعر ومؤمن ، قال الدكتور عبد الوهاب عزام : في اليوم
الحادي والعشرين من شهر نيسان سنة 1938 م . والساعة خمس من الصباح ، في
مدينة لاهور ، مات رجل كان على هذه الأرض عالماً وروحياً يحاول أن ينشئ
الناس نشأة اخرى ، ويسنّ لهم في الحياة سنّة جديدة . مات محمد اقبال
الفيلسوف الشاعر الذي وهب عقله وقلبه للمسلمين وللبشر أجمعين ..
ادب الطف - الجزء التاسع 178
وقد نشرت جريدة الجمهورية البغدادية بعددها 3067 الصادر بتاريخ 20
ايلول سنة 1977 م . والمصادف 7 شوال سنة 1397 هـ . تحت عنوان : ذكرى
الشاعر اقبال ، ما نصه : تحتفل الباكستان خلال شهر كانون الأول المقبل
بالذكرى المئوية لميلاد شاعرها القومي محمد اقبال ، وقد وجهت الدعوة
إلى أكثر من 200 عالم وشاعر من جيمع أنحاء العالم للمشاركة في مؤتمر
دولي يستمر أسبوعاً لاحياء ذكرى الشاعر الذي ألّف حول حياته أكثر من
ثلاثين كتاباً . ومن جميل الوقائع أن تكون كتابة هذه الترجمة في 9
نوفمبر (كانون الأول) عام 1978 م . حيث تصادف الذكرى المئوية لميلاد
هذا الفيلسوف العظيم ، فقد احتفلت الباكستان وأكثر الدول بذكرى مولد
الدكتور محمد اقبال .
إذ هو شاعر وفيلسوف وممّن شغفوا بحبّ الإسلام فهو خالد بعقيدته وأعماله
الجبّارة وخدماته لشعبه خاصة ، وللمسلمين عامة . رحمه الله وأثابه على
ذلك .
* * *
ادب الطف - الجزء التاسع 179
السيد خضر القزويني
المتوفى 1357
مـا بـال هـاشم لا تـثير iiعرابها نـسيت رزيـة كـربلا ومـصابها
أو لـم تـسق أبـناء حـرب زينباً حـسرى وقـدهتكت بذاك iiحجابها
حـسرى بـلا حـام لـنغل iiسمية والـوجد أنـحل جـسمها iiوأذابـها
أيـن الـحمية مـن نزار iiوبيضها كـانت ولـم تـزل الرقاب iiقرابها
أفـهل بـها قـعدت حـميتها iiوكم هــذا الـقعود وقـد أذلّ iiرقـابها
وإلـى مَ تـغضي والـعدو iiبجنبها يـمسي قـريراً وهـي تقرع نابها
وهـل الـحفاظ بـها يثور وعزمها يـحيي فـتدرك بـالطفوف iiطلابها
الله أكـبـر كـيف تـقعد iiهـاشم والـقوم بـالطف اسـتباحت iiغابها
نـسيت وهـل تنسى غداة iiتجمعت وعـلى ابـن طاها حزبت iiأحزابها
حـتى أحـاطت بالحسين ولم iiتكن حـفـظت بـذاك نـبيها iiوكـتابها
وعــدت عـليه فـغادرته iiوآلـه وذويـه صـرعى كـهلها iiوشبابها
فـتخالها الأقـمار وهي على الثرى صرعى وقد أضحى النجيع خضابها
والـطهر زيـنب مذ رأتهم صُرّعاً حـنّت وقـارضت الحسين iiعتابها
أأخـي تـرضى أن تـجاذب iiزينباً أيـدي بـني حـرب الطغاة iiنقابها
السيد خضرالقزويني هو ابن السيد علي بن محمدبن جواد بن رضا أبو الأسرة
القزوينية الحسينية النجفية . ولد المترجم له 1323 هـ . في النجف .
خطيب أديب ولوذعيّ لبيب وغرّيد فريد نظم فأجاد ، له ديوان اسمه
(الثمار) يشتمل على أبواب : ألحماسيات ، الاجتماعيات ، الرثاء ، الغزل
، النسيب . مجموع
ادب الطف - الجزء التاسع 180
صفحاته 124 صفحة ، نبغ كثير من هذه الأسرة في العلم والأدب منهم الشاعر
الشهير السيد صالح القزويني الشهير بالبغدادي وولده السيد راضي وهم غير
الاسرة القزوينية في الحلة الفيحاء والنجف والهندية ، والخطيب أبا
الياس كان غريد المحافل سيما في الأعراس وفي عصره يعدّ من المجددين ولا
زلت أتذكره وأحادثه فكان أدبه أكثر من خطابته إذ كان في مواسم الخطابة
يكتفي بالرساتيق والقرى ومثل هذه الزوايا لا تشحذ الذهن ولا تربي
الملكة الخطابية بل تجعله راض بما عنده إذا كان مجتمعه راض عنه . إن
الخطيب الجوّال في الأقطار والأمصار يضطر لتقديم النافع من الكلام إذ
يحسّ بما يحتاجه المجتمع من معالجة أمراضه والخطيب كالطبيب فالسيد خضر
تعلّق بالمشخاب وهو قطر منزوي لا ثقافة عنده ولا تحسس سوى الزرع والسقي
وما دام هذا الخطيب تطربهم نغماته وتؤثر في أحاسيسهم نبراته فهو
المرغوب فيه وهو المطلوب عندهم . وكانت أريحيته تسحرهم وهو ممن تسحرهم
مناظر الفرات والريف الضاحك ، قال في شاب اسمه حسن ويتصف بالوطنية .
كيف لا يصبح قلبي وطناً
لك والقلب لمن يهوى وطن
فجدير بك لو تدعـى بنا
وطنياً مثلما تدعى (حسن)
ومن روائعه قصيدته في رثاء صديقه الشاعر الشيخ جواد السوداني وأولها :
كيف يقوى على رثاك لسانـي
والأسى كفّ منطقي وبياني
ليت شعري وكيف يسلوك خلّ
ولقد كنت سلـوة الخـلان
ومن غزله قصيدته التي عنوانها بنت كسرى :
من عذيري من غادة كسرويه فـتنت بـالجمال كل iiالبريه
يـا بـنفسي فديتها من iiفتاة لـم تـرَ العين مثلها iiأريحيه
فـجدير بـالعاشقين إذا iiمـا سـجدت بـكرة لها iiوعشيه
توفي السيد خضر القزويني سنة 1357 هـ . ودفن في ايوان الذهب من الصحن
الحيدري الشريف .
ادب الطف - الجزء التاسع 181
السيد جواد القزويني
المتوفى 1358
هـلا تـعودي بـوادي لـعل وقبا مـرابع ذكـرها في القلب قد iiوقبا
أيـام لـهو مضت فيمن أحب iiوقد أبـقت معنى إلى تلك العهود iiصبا
تـعذبت مـهجتي يوم الرحيل iiبهم كـأن طـعم عـذابي عندهم عذبا
لا تـحسبوا أعيني تجري iiمدامعها عـليك بـل لآل المصطفى iiالنجبا
أبـكيهم يوم حلّوا بالطفوف iiضحى وشـيدوا فـي محافي كربلا iiالطنبا
وأقـبلت آل حـرب فـي iiكتائبها تـجرّ حرباً لرحب السبط iiواخربا
سـاموه إما كؤوس الحتف iiيجرعها أو أن يـذل ولـكن الابـاء iiأبـى
نـفسي الفداء لظامي القلب منفرداً وغير صارمة في الحرب ما صحبا
لـهفي لـه مذ أحاطت فيه iiمحدقة أهـل الـضلال وفيه نالت iiالإربا
رمـوه فـي سهم حقد من iiعداوتهم مـثلثاً فـي شـظايا قـلبه iiنـشبا
من بعده هجمت خيل الضلال iiعلى خــدر الـنـبوة بالله فـانـتهبا
أبـدوا عـقائل آل الوحي iiحاسرة لـم يـتركوا فوقها ستراً ولا iiحجبا
الله كـم قـطعت لابن النبي iiحشى فـي كـربلاء وكم رحل بها iiنهبا
وكـم دم قـد أراقـوا فوق iiتربتها وكـم يـتيم بكعب الرمح قد ضربا
سـروا بـهن على الأقتاب iiحاسرة إلى ابن هند تقاسي الوخد iiوالنصبا
ادب الطف - الجزء التاسع 182
الجواد بن الهادي ابن السيد ميرزا صالح ابن الحجة الكبير السيد مهدي
القزويني :
هداة اباة في سما المجد أشرقت
وحسبك من هادٍ بشير إلى هادي
ولد سنة 1297 هـ . في قضاء الهندية قبل وفاة جده الكبير بثلاث سنوات
نشأ على حب العلم والكمال ودرس مبادئ العلوم على عمه السيد أحمد ثم
أرسله أبوه إلى النجف وألحقه بأخويه : السيد محيي والسيد باقر وهما
أصغر منه سناً فنالوا قسطاً كبيراً من الفقه على جملة من اعلام النجف
كالحاج ميرزا حسين الحاج خليل والشيخ مهدي المازندراني وآية الله
الخراساني والملا كاظم إلى أن حدثت الحرب العالمية الاولى سنة 1332 هـ
. عاد ا لمترجم له إلى الهندية مزوّداً بجملة من شهادات مشايخه الاعلام
التي تخوله نشر الأحكام . وكانت أيام العطل الصيفية هي مواسم المطارحات
الأدبية والمبارات الشعرية مضافاً إلى ولعه الشديد بمطالعة كتب الأدب
والشعر والأخبار وسيرة أهل البيت حتى ألّف من ذلك مجاميع تضم النوادر
والفوائد والشواهد . رأيت بخط الخطيب الشهير الشيخ محمد علي قسام جملة
من الرسائل الأدبية والمقاطيع الشعرية والذوق الأدبي ، أبرق للسيد محمد
علي القزويني بمناسبة تعيينه عضواً في مجلس الأعيان :
تفرست الملوك بك المعالـي
وقد أ حرزتها بعلوّ شان
فلا عجب إذا أصبحت (عينا) لأنك
عين انسان الزمان
وله مفردات ومقاطيع قالها في مناسبات شتى وقصائد رثى بها سيد الشهداء
أبا عبد الله الحسين عليه السلام منها قصيدة التي مطلعها :
هلا دروا بمحبٍّ عندما ذهبوا
تجري مدامعه دمعاً وتنسكب
ادب الطف - الجزء التاسع 183
واخرى أولها :
أحباي لا أصغي للومة لائم ولا
انثني عن ودكم باللوائم
وقوله :
ما للأحبة لا يأوون خلانا هلا
دروا أننا حانت منايانا
وديوانه المخطوط معظمه في الإمام الشهيد كما كتبَ وخلّف من الآثار كتاب
(لواعج الزفرة لمصائب العترة) يقع في ثلثمائة صفحة استعاره بعض
المتأدبين ولم يُرجعه ، وكتاب «الفوادح الملمة في مصائب الأئمة» حققه
حفيده السيد جودت القزويني ، توفي السيد جواد أوائل شعبان سنة 1358 هـ
. في الهندية وحمل نعشه على الأعناق مسافة أميال ثم حمل إلى النجف حيث
دفن في مقبرة آبائه الخاصة بالاسرة ورثاه فريق من الشعراء كالشيخ قاسم
الملا والسيد محمد رضا الخطيب والشيخ عبد الحسين الحويزي وغيرهم .
|