عـزيز إذا مـا جاء للناس iiمحفلا ذلـيل إذا مـا جـاء لـلّه iiمسجدا
فـكم شـمل خطب لا نطيق iiدفاعه فـزعـنا الــى عـليائه iiفـتبددا
هـو الـملتجى دنياً وديناً فمن iiيمل الـى غيره ضل السبيل وما iiاهتدى
أبـو الـغر كـل صالح بعد iiجعفر يـكون حسيناً في العلاء iiمحمدا(61)
وأجـلّ الورى قدراً وأعذب iiمنطقاً وأوفـرهم عـلماً وأسـمحهم iiيـدا
وأزكـاهم نـفساً وأكـثرهم iiتـقىً وأصـوبهم رأيـاً وأفـصح iiمذودا
_______________________________________
60 هو شيخ أدباء الفيحاء في عصره وسيدهم المقدم تخرج عليه عشرات من أدباء الفيحاء
منهم ابن اخيه السيد حيدر والشيخ حمادي نوح والشيخ محمد الملا وصاحب الديوان واخوه
الشيخ حمادي الكواز ان كانت ولادته في الحلة عام 1222 ه ومن آثاره (مصباح الادب
الزاهر) ومختارات من شعر شعراء العرب في جزئين ضخمين سلك فيهما طريقة ابي تمام في
ديوان الحماسة، وكتاب في انواع البديع، وديوانه يقع في جزئين وهما من مخطوطات
مكتبتنا وتوفي 4 محرم سنة 1289 ه ، وقد ذكرنا تفصيل ترجمته في ج 2 من كتابنا
البابليات.
61 جمع في هذا البيت أنجال السيد مهدي القزويني الاربعة وهم السيد ميرزا جعفر
والميرزا صالح والسيد محمد والسيد حسين وقد ذكرنا تفاصيل تراجمهم جميعاً في كتابنا
البابليات.
وقال يرثي السيد ميرزا علي نقي الطباطبائي الحائري حفيد صاحب الرياض ويشير لوفاة
السيد محمد تقي بن السيد رضا بن المهدي بحر العلوم وكان قد توفي قبله بايام وذلك
سنة 1289 ه( (62.
مـا فـارق الاسماع صوت iiالناعي حـتـى دعـا بـنعاء آخـر iiداع
هـتـفا بـنـا مـتتابعين iiفـاججا نـاراً عـلى نـار لـدى iiالاضلاع
فـتزاحمت بهما اللواعج في iiالحشى كـتزاحم الاصـوات فـي iiالاسماع
لـلّه مـن نـصل تـعذر iiسـبره إلا بـضـرب الـصارم iiالـقطاع
رزء تـسـرّع اثــر رزء iiبـغتة فـتـواصل الـتـفجاع iiبـالتفجاع
ورمـى الـعيون الساهرات iiبمسهر مـن قـبل أن يهممن iiبالتهجاع(63)
واسـال ثـمة كـل دمـع سـائل واراع ثـمـة كـل قـلب iiمـراع
ذهـب الـنقي فـيا وفـود تشتتى فـي كـل ذات مـهالك iiمضياع(64)
واسـتـشعري إلا الـحياة iiفـإنما هـلك الـرعية فـي هلاك iiالراعي
ذهـب الـذي قـد كنت من iiنعمائه فـي ريـف ذي كـرم طويل iiالباع
فـجعت بـه عـليا قـريش iiوإنما فـجـعت بـبدر فـخارها الـلماع
أودى بـه الـقدر الـمتاح iiوطالما قـد كـان لـلاقدار جـدّ iiمـطاع
تـبـكيك لابـسةَ الـسوادِ iiبـادمعٍ حـمـر لـبيض مـناقب ومـساع
تـبكي وكـل مـوحد مـن iiحولها يـبكي بـصوت الـعارض iiالهماع
أبـكيك مـرفوع الـسرير iiمـشيعاً بـعـصائب الامـلاك iiوالاشـياع
حـتى اتـوا بـك بـقعة قد زدتها شـرفاً وكـانت قـبل خـير iiبقاع
لو لم تكن في العرش روحك لانثنت شـهب الـسماء نـود فضل iiالقاع
أأبـا الـحسين ومن به اَمِنَ iiالهدى مـن كـل قـاصد ركـنه بـتداع
ومـؤيـداً ديــن الالـه iiكـتابه فـيـما يــرد كـتائب iiالـدراع
الـبـسته حـفظا عـليه iiورأفـةً زغـف الـسوابغ مـن نسيج يراع
حـتى غـدا فـيها بـأعظم مـنعة لـيـست تـرى بـسوابغ iiالادراع
لا زال فـيك وفـي بـنيك iiمـمنعاً مـن كـيد كـل مـصانع iiسـمّاع
الـقوم مـا خـلقوا لـغير iiهـداية وحـمـاية لـلـخائف iiالـمـرتاع
أبـنـاء مـنجبة تـكاد iiطـباعهم تـوفي عـلى شـهب السما iiبشعاع
إنـا صـنائعهم وقـد بـلغت iiبهم حــدّ الـنـهاية قـدرة iiالـصنّاع
لــم أدر والـلّه الـمهيمن iiقـادر أيـجـيء مـثـلهم كـرام طـباع
هـضب لـدى الاهوال جدّ iiثوابت واذا دعـا الـمظلوم جـدّ سـراع
يـؤون لـو ان ابـن نوح iiجاءهم آوى الـى عـالي الـذري iiمـناع
مـا ذاك مـن حلف الفضول وإنما كـان اقـتضاء طـبايع iiومـساع
أأبــى مــن الاسـاد إلا إنـهم فـي الـجود طـوع أرادة iiالخدّاع
تـسع الـفضاء صدورهم حتى اذا بـليت بـحقد فـهي غـير iiوساع
يـسعون في طلب العلاء فان iiسعى واش لـهم الـغوا حـديث iiالساعي
لا يـبرحن الـدهر طـوع iiأكـفهم شـروى الـذلول الـتابع iiالمطواع
يـغري مـحبكم وان نـقم iiالـعدا وافــى بـراغـم أنـفها جـدّاع
______________________________________
62 السيد علي نقي بن الحسين حسن بن محمد بن علي الطباطبائي الحائري صاحب (الرياض)
انتهت اليه الزعامة الدينية والدنيوية في الحائر ومن كتبه (الدرة الحائرية) في شرح
الشرائع (ط) والدرة في الخاص والعام (ط). واما السيد محمد تقي فهو ابن السيد رضا بن
السيد المهدي بحر العلوم من فقهاء عصره له كتاب (القواعد) في اصول الفقه (خ) ورثاه
السيد حيدر الحلي وغيره وقد رثاهما صاحب الديوان معاً.
63 تهجاع: النومة الخفيفة قال ابو قيس:
قد حصت البيضة رأسي فما أطعم نوماً غير تهجاع
64 المهالك: المفاوز المجدبة.
وقال يرثي العلامة الكبير الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ الاكبر الشيخ جعفر كاشف
الغطاء(65).
الله مـا بـعد هـذا اليوم مصطبر لـلمسلمين ولـو راموا اذن iiعذروا
وأصـدق الـناس إيـماناً iiأشـدهم حـزناً ومـمن قد تسلّى كاذب iiأشر
أيـملك الـصبر من للدين iiمنتحل والـدين أصبح بطن الارض iiيقتبر
رزء أقـلُّ الـذي قـد جاء ان iiبه تـفنى النفوس وتمحى بعده iiالصور
نـاع اصـات فقال الدهر iiمندهشاً الله اكـبـر مــاذا أبـدع الـقدر
فـقال لا قـال بـل جذت iiسواعده وطـار فـي مفرقيه الصارم iiالذكر
ان الـذي كـان للعافي سحاب ندى ولـيس فـي نـيله رنق ولا iiكدر
أضـحت تـقلب أيـديها iiقواصده مـغبرة الـجو لا مـوج ولا iiمطر
ابـو الامـين ولـي الله قد iiنصبت لـه الارائك حول العرش iiوالسرر
ونـائحات دعـت فـيه فحق iiبان تـجيبها غـرر الامـلاك لا iiالبشر
ان تـبكه مـقل الافـلاك تبك iiفتى بـمـثـله أنـبـياء الله تـفـتخر
أبـا الامـين لو ان الموت انصفنا أبـقاك مـا بـقيت آلاؤك iiالـغرر
كـي لا يـضل طريق الحق iiطالبه ولـم يـخب من الى جدواك يفتقر
فـهـن آلاء مـفقود إذا iiطـويت طيّ السجل غدت في الكتب iiتنتشر
نـفسي الـفداء لاجـفان مـغمضة كـانت تـؤرقها الـعلياء لا iiالسمر
جـفت وما ان جفت عن قسوة iiأبداً أغضت ولم تغضها من حادت iiفكر
أفـدي مـحيا اغـرّاً مـا تـقابله إلا وأشـرق مـن بـشر به iiالقمر
أمـسى تـعفر تـرب القبر iiغرته وفـوقها مـن ثـرى محرابه iiعفر
مـن بعده فيه يستسقى السحاب iiوقد كـانت تـصوب به الهطالة الهمر
أبـا مـحمد ان الـدين فـي دهشٍ قـد لاذ فـيك مـروع وهو iiمنذعر
نـشدتك الله فـي الـبقيا عليه iiفقد أودى لـوجدك في أحشائه iiالضرر
وحـائز قـصب العلياء أسبق iiمن جـرى الـى غـاية العلياء iiيبتدر
مـغبّر فـي وجوه القوم ما iiرجحت مـنه الـمناكب إلا ولـده iiالـغرر
الـتابعين لـه فـي كـل iiمـنقبة بيضاء عنها جميع الخلق قد قصروا
فـلا يـخط لـه فـي غـاية iiأثرٌ إلا وكـان لـهم مـن حـوله iiأثر
جـحاجح هـم شـبول حول غابته وحـول هـالته هـم أنـجم iiزهر
الاخـذين بـاطراف الـفخار iiعلا ان عـاق غـيرهم الاعياء iiوالخور
____________________________________
65 الشيخ مهدي كان من المراجع العظام في عصره ولد سنة 1226 ه وتوفى سنة 1289 ه
وله آثار ومدارس دينية في النجف وكربلاء تعرف باسمه اليوم وقد رثاه السيد حيدر
الحلي والشيخ محسن الخضري وصاحب الديوان وغيرهم من شعراء النجف.
وقال يرثي العالم الجليل الشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء(66)
ويعزي العلامة السيد مهدي القزويني.
نـعى فشجى قلب الشريعة إذ iiنعى وعـاد لـديه أصـبر الناس أجزعا
وضـيّع أهـل الـحزم قوة iiحزمهم كـما أن حسن الحلم أضحى iiمضيعا
ولـم تـرْ هـذ الـكون إلا iiبدهشة كـأن الـفنا في الناس نادى iiفاسمعا
لـفـقد سـليلِ الاكـرمينَ iiمـحمد لـقد كـاد قـلبُ الدينِ ان iiيتصدعا
فـتى كـان فـي ألـفاظه iiولحاظه حـسامان كانا من شبا الموت iiأقطعا
أبـا حـسن قـد كنت للدهر iiبهجةً فـأوحش مـنها البين للدهر iiأربعا
وقـد كنت عرنين الزمان الذي iiغدا يـزان بـه وجـهاً فأصبح iiأجدعا
وكـنت بـعينيه الـضياء فما iiالذي أزال الـضيا عـنها وأبـدل iiأدمعا
فـما أظـلم الـمحراب بعدك iiوحده نـعم مـشرق الـدنيا ومغربها معا
كـأن ضـياء الصبح قد حال iiلونه أو الليل قد أرخى على الصبح برقعا
ومـا أنت من خص الاقارب iiرزؤه ولـكـنه عــمّ الـبريّة iiأجـمعا
ألـم تـر هذا الكون كالفلك إذ iiغدا يـعـوم بـموج كـالجبال iiتـدفعا
بـنفسي طوداً ضعضع الكون iiركنه وما خلت ذاك الطود ان iiيتضعضعا
أبـا جـعفر أنـت المرجى iiلمحنة اذا أشكلت أضحى الى الحق iiمشرعا
وأعـلم خـلق الـلّه في كل iiموطن وأرسـاهم في الخطب ركناً iiوأمنعا
كـأنك أعـطيت الـجبال iiثـباتها وأوصـيتها في الخطب إلاّ iiتزعزعا
ومــا أنــت إلا عـيبة iiلـمحمد بـها كـل آيـات الـنبوة أودعـا
__________________________________
66 كان الشيخ محمد المرجع الوحيد بعد وفاة عمه الشيخ حسن وفي أيامه خرجت سدانة
الروضة الحيدرية عن (آل الملا) وأخذ هو مفاتيحها بيده ثم سلمها للسيد رضا الرفيعي
فتولاها نيابة عن الشيخ المذكور ثم ألقي الامر كله اليه الى أن قتل عام 1285 ه
وكانت وفاة الشيخ المذكور سنة 1268 ه ورثاه السيد حيدر الحلي وعبد الباقى العمري
وغيرهما من شعراء النجف والحلة.
وقال يرثي مرجع الطائفة في عصره الشيخ محمد حسن المعروف بصاحب الجواهر(67) ويعزي
العلامة السيد مهدي القزويني.
قـضى ماجد كان في iiعصره بـمنزلة الـنور مـن iiبدره
ومـنزلة الـروح من iiجنبها ومـنزلة الـقلب من iiصدره
واضحى الحمام لدى العتب ذا لـسان تـلجلج فـي iiعـذره
لـتبك الـشجاعة iiمـقدادها ويـبكي الـتقى لابـي iiذرّه
ويـبـكي الـزمان iiبـشجو مـحمدا حـسناً منتهى iiأمره
فـكان الـعماد وفـيه تـشاد خـيام الهدى في حمى iiفخره
لـيبك الـموحد حـزناً iiلـه فـقد بـسم الشرك عن iiثغره
فـكسر قنا الشرك في iiجبره وجـبر قنا الشرك في iiكسره
واضحى الزمان لما قد iiعراه دجـى لـيس يدنو الى iiفجره
فـلم يـعرف الظهر من iiليله ولـم يعرف الليل من iiظهره
لـقد حـملوا نـعشه iiوالهدى يـقوم ويـكبو عـلى iiاثـره
أرى العلم والحلم والمكرمات جـميعا حـواها ثـرى iiقبره
ومــا دفـنوه بـه iiوحـده أجـل دفنوا الكون في iiأسره
مـحمد لـما قضيت iiالزمان تـسافل مـنه عـلا iiقـدره
فـشهرك عـار عـلى iiعامه ويـومك عـار عـلى iiشهره
هـجاني لـساني اذا هـو لم يـكن راثـياً لـك في iiشعره
ومـادح مـهدي فـقد iiالانام مـن اخـتصه اللّه في iiذكره
ومـن هلك البخل في iiجوده ومـن فـني العسر في iiيسره
فـكم مـنكر ردّ فـي iiنـهيه وكـم فـعل العرف في iiأمره
أخـو مـنن طـالما iiأشرقت شـموس الثنا في سما iiشكره
وأحـيا نـداه ريـاض iiالعلا فـهاهن يـنفحن عـن iiنشره
نـرى فيه آثار خير iiالورى مـحمد والـمرتضى iiصهره
أبـا جـعفر لـم أفهْ iiبالعزا لانـك أذكـى ذوي iiدهـره
وأنـت وعـاء عـلوم الاله ومـؤتمن الـلّه فـي iiسـره
فمن ذا يجئ الى الشمس iiفي سـراج ولـلطود فـي iiذرّه
ومـا جاء فيه المعزى بشعر الـيك ومـا جـاء في iiنثره
فـذاك لـعمري مـنك iiاليك ومـا فـاق غيرك في iiفخره
________________________________________
67 ابن الشيخ باقر بن الشيخ عبد الرحيم بن العالم العامل الاغا محمد الصغير بن
الاغا عبد الرحيم المعروف بالشريف الكبير وجده محمد المذكور هو الذي رثاه السيد
صادق الفحام بقصيدة مثبتة بديوانه المخطوط الموجود بمكتبتنا وارخ فيها وفاته عام
1149 ه ، والمترجم من أكابر فقهاء الامامية وأعاظم علماء القرن الثالث عشر وشهرته
تغني عن الاسهاب بذكره فقد انتهت اليه زعامة الشيعة ورئاسة المذهب الامامي وثنيت له
الوسادة في سائر الاقطار زمناً طويلاً وكتابه (جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام)
من آيات الفقه الجعفري وهو الاثر الذي احيا ذكره وخلد فخره وأصبح وسام مجد له
ولاسرته على كثرة من نبغ منهم في العلم والادب وقد شرع بتأليفه وهو ابن (25 سنة)
وقد طبع مراراً على ضخامته وله غيره من الاثار. ومن مساعيه الحميدة النهر الذي حفره
من وسط نهر آصف الدولة (الهندية) حتى أوصله قرب النجف وغيره من المآثر والاثار.
كان مولده سنة 1202 ه تقريباً ووفاته غرة شعبان 1266 ه ورثاه كثير من الشعراء
منهم السيد حيدر الحلي وعمه السيد مهدي وصاحب الديوان والشيخ ابراهيم صادق والشيخ
عباس الملا علي والسيد حسين الطباطبائي وغيرهم من شعراء العراق ودفن بمقبرته الخاصة
المجاورة لمسجده المعروف وذكر تفصيل ترجمته شيخنا الجليل آغا بزرك الطهراني في
طبقات أعلام الشيعة وترجم له أيضا ولاولاده واحفاده صاحب ماضي النجف وحاضرها الشيخ
جعفر محبوبة.
وقال من قصيدة عزى بها أحد أصدقائه.
أأبـا مـحمد والمصيبة iiسهمها لجميع من في الكائنات مصيب
انـي وان عظمت عليَّ رزية فـبمهجتي مـما شجاك لهيب
فـكأنما الارزاء فـي iiأحشائنا كـانت نـدوباً فـوقهن iiندوب
وقال هذين البيتين في رثاء ولد له صغير دفن في المقبرة المشهورة حول (مشهد الشمس)
في الحلة وقد ذكرناهما سهواً في ترجمة اخيه الشيخ حمادي في البابليات ج 2.
ليهن محاني مشهد الشمس انه ثوى بدر أنسي عندها بثري القبر
وكان قديماً مشهد الشمس وحدها فعاد حديثاً مشهد الشمس
والبدر
|