[21]

1 ـ فترة العهد الجاهلي والمخضرمين.

2 ـ فترة صدر الإسلام.

3 ـ فترة العهد الاُموي.

4 ـ فترة العهد العباسي.

5 ـ فترة العهد التركي.

6 ـ فترة العهد الحديث.

[22]

[23]

الفصـل الثاني الشعر الجاهلي

قيمة الشعر الجاهلي

الوزن والقافية

أنواع الشعر

طبقات الشعراء

خصائص الشعر الجاهلي

شكل القصيدة الجاهليّة

أغراض الشعر الجاهلي

ظهور الشعر الجاهلي

1 ـ أشهر شعراء الفرسان

2 ـ أشهر شعراء الصعاليك

3 ـ شعراء آخرون

[24]

[25]

الشعر الجاهلي

قيمة الشعر الجاهلي:

1 ـ القيمة الفنّية: وتشمل المعاني والأخيلة والعاطفة والموسيقى الشعرية، حيث نظم الشاعر الجاهلي أكثر شعره على أوزان طويلة التفاعيل.

2 ـ القيمة التاريخية: كان الشعر وسيلة نقل معاناة الناس وشكواها إلى السلطة، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخصّ أحوال الجزيرة وأحوال العرب الاجتماعية.

الوزن والقافية:

الوزن: هو التفعيلات الشعرية الموسيقيّة الرتيبة التي تتكوّن منها الأبيات، وتسمّى البحور الشعرية.

القافية: وهي ما يأتي به الشاعر في نهاية كلّ بيت من أبيات القصيدة، وأبرزها الحرف الأخير الذي يختم به البيت وضبطه النطقي.

أنواع الشعر:

1 ـ الشعر العمودي والشعر التقليدي: لقد احتفظ بخاصيّته التقليدية بالالتزام بنظام الأوزان والقافية.

[26]

2 ـ الشعر المرسل: احتفظ بنظام الأوزان في الشعر وتحرّر من نظام القافية الموحّدة.

3 ـ الشعر الحرّ : وهو الشعر الذي تحرّر من نظام الأوزان والقوافي معاً.

طبقات الشعراء:

1 ـ الشعراء الجاهليّون: وهم الذين لم يدركوا الإسلام كإمرئ القيس.

2 ـ الشعراء المخضرمون: وهم أدركوا الجاهلية والإسلام كلبيد وحسّان.

3 ـ الشعراء الإسلاميّون : وهم الذين عاشوا في صدر الإسلام وعهد بني اُميّة.

4 ـ الشعراء المولدون أو المحدثون: وهم من جاءوا بعد ذاك كبشّار بن بردوأبي نؤاس((1)).

خصائص الشعر الجاهلي:

1 ـ الصدق: كان الشاعر يعبّر عمّا يشعر به حقيقة ممّا يختلج في نفسه بالرغم من أنّه كان فيه المبالغة، مثل قول عمرو بن كلثوم.

2 ـ البساطة: انّ الحياة الفطرية والبدوية تجعل الشخصيّة الإنسانية بسيطة، كذلك كان أثر ذلك على الشعر الجاهلي.

3 ـ القول الجامع: كان البيت الواحد من الشعر يجمع معاني تامّة، فمثلاً قالوا في امرئ القيس بقصيدته «قفا نبكِ» انّه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد.

4 ـ الإطالة: كان يُحمد الشاعر الجاهلي أن يكون طويل النفس، أي يطيل القصائد وأحياناً كان يخرج عن الموضوع الأساسي، وهذا يسمّى الاستطراد.

ــــــــــــــــــــ

(1)إتحاف الأمجاد / محمود شكري الآلوسي: ص66.

[27]

5 ـ الخيال: هو أنّ اتّساع اُفق الصحراء قد يؤدّي إلى اتّساع خيال الشاعر الجاهلي.

شكل القصيدة الجاهلية:

تبدأ القصيدة الجاهليّة بذكر الأطلال ثمّ وصف الخمر وبعدها ذكر الحبيبة، ثمّ ينتقل الشاعر إلى الحماسة والفخر ...

أغراض الشعر الجاهلي:

1 ـ الوصف: وصف الشاعر كلّ ما حواليه، وقد شمل الحيوان والنبات والجماد.

2 ـ المدح: لقد كان المديح للشكر والاعجاب والتكسّب.

3 ـ الرثاء: مدح الميّت، كان يعرف بالرثاء، فقد كثر رثاء أبطال القبيلة المقتولين.

4 ـ الهجاء: كثر هذا النوع بسبب كثرة الغارات وانتشار الغزو فذكروا عيوب الخصم.

5 ـ الفخر: وهو المباهاة حيث كان الشاعر يفتخر بقومه وبنفسه وشرف النسب وكذا بالشجاعة والكرم.

6 ـ الغزل: امتلأت حياة الشاعر بذكر المرأة، وهو نوعان: الغزل العفيف والماجن.

7 ـ الخمر: لقد شربها بعض الشعراء المترفين ووصفوها مفتخرين.

8 ـ الزهد والحكمة: ذكر الشاعر الزهد والحكمة في قصائده الشعرية.

9 ـ الوقوف والتباكي على الأطلال: لقد أطال بعض الشعراء الوقوف والبكاء في شعرهم.

10 ـ شعراء الأساطير والخرافات: الأساطير المختلفة والروايات المتناقضة

[28]

كانت تأتي من شرق وغرب العالم العربي.

ظهور الشعر الجاهلي:

ويشمل:1 ـ شعراء الفرسان.

2 ـ شعراء الصعاليك.

3 ـ شعراء آخرون.

1 ـ شعراء الفرسان:

نحن نعلم بأنّ شاعر القبيلة هو لسانها الناطق وعقلها المفكّر والمشير بالحقّ والناهي إلى المنكر، فكيف إذا جمع له الشعر والفروسية فهو صورة صادقة لتلك الحياة البدوية، حيث كان يتدرّب على ركوب الخيل، ويشهر سيفه، ويلوح برمحه، فمن هؤلاء الشعراء:

ـ الـمُهَلهَل.

ـ عبد يغوث.

ـ حاتم الطائي.

ـ الفند الزماني (فارس ربيعة).

المُهلهل:

هو عدي بن ربيعة التغلبي، خال امرؤ القيس، وجدّ عمرو بن كلثوم. قيل إنّه من أقدم الشعراء الذين وصلت إلينا أخبارهم وأشعارهم، وإنّه أوّل من هلهل الشعر ولذلك قيل له المهلهل.

كان له أخ اسمه كُليب رئيس جيش بكر وتغلب. كُليب قتل ناقة البسوس ثمّ قُتل كليب، ونشبت حرب البسوس بين بكر وتغلُب، دامت أربعين سنة.

المختار من شعره:

وأكثر شعر المهلهل هو في رثاء أخيه كُليب، حيث يقول:

[29]

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها ***** إن أنت خلّيتها في من يُخلّيها

نعى النعاةُ كليباً لي فقلت لهم ***** سالت بنا الأرضُ أو زالت رواسيها

ليت السماء على من تحتها وقعت ***** وحالت الأرض فانجابت بمن فيها((1))

ومن مراثيه المشهورة في أخيه:

أهاج قذاء عيني الإدِّكارُ ***** هدوءاً فالدموع لها انحدارُ

وصار الليلُ مشتمِلاً علينا ***** كأنّ الليلَ ليس له نهارُ

دعوتُكَ يا كليب فلم تُجِبْني ***** وكيف يجيبني البلد القِفَارُ

وإنّك كنتَ تحلم عن رجال ***** وتعفو عنهم ولك اقتِدارُ((2))

توفّي المهلهل عام 92 ق. هـ / 530م.

الفنْدُ الزّماني :

اسمه شهل بن شيبان، أحد فرسان ربيعة المشهورين، شعره قليل، سهل، عذب، وأكثره في الحماسة التي يتخلّلها شيء من الحكمة، وحينما اضطرّ إلى الخوض في حرب البسوس، قال:

صفحنا عن بني ذهل *****وقلنا القوم إخوانُ

عسى الأيّام أن يرجعن ***** أقواماً كما كانُوا

فلمّا صرح الشرّ ***** وأمسى وهو عريانُ

ولمْ يَبْقَ سوى العدوان ***** دِنّا لهم كما دانُوا

ــــــــــــــــــــ

(1)ديوان المهلهل / شرح انطوان القوّال: ص91. شعراء النصرانية قبل الإسلام / الأب ليوس شيخو: ص166.

(2)تاريخ الأدب العربي / الدكتور عمر فرّوخ: ج1، ص111.

[30]

وفي الشرّ نجاةٌ حين ***** لا يُنجيك إحسان((1))

توفّي الفندالزماني سنة 92ق. هـ.

2 ـ شعراء الصعاليك:

جمع صعلوك، وهو ـلغةًـ الفقير الذي لا مال له. أمّا الصعاليك في عرف التاريخ الأدبي فهم جماعة من شواذّ العرب وذؤبانها، كانوا يغيرون على البدو والحضر، فيسرعون في النهب; لذلك يتردّد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة، ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدْو، وحين نرجع إلى أخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر، فكلّ الصعاليك فقراء لانستثني منهم أحداً حتّى عروة بن الورد سيّد الصعاليك الذين كانوا يلجئون إليه كلّما قست عليهم الحياة ليجدوا مأوى حتّى يستغنوا، فالرواة يذكرون انّه كان صعلوكاً فقيراً مثلهم((2))، ومن هؤلاء:

ـ الشنفري الأزدي.

ـ تأبّط شرّاً.

ـ عروة بن الورد.

تأبّط شرّاً :

اسمه ثابت بن جابر. وسبب لقبه أنّه أخذ ذات يوم سيفاً تحت إبطه وخرج، وكان تأبّط شرّاً من الصعاليك حادّ البصر والسمع يلحق بالخيل، ويغزو على رجليه، وأنّه مات قتيلاً.

ــــــــــــــــــــ

(1)ديوان الحماسة / شرح يحيى التبريزي الخطيب: ج1، ص14. تاريخ الأدب العربي: ج1، ص101. شرح ديوان حماسة ابي تمام / تحقيق: الدكتور حسين محمّد نقشه: ج1، ص28. الذخائر والعبقريات / عبدالرحمن البرقوتي: ج2، ص232.

(2)شعراء الصعاليك في العصر الجاهلي / الدكتور يوسف خليف: ص26.

[31]

وأكثر شعره في الحماسة والفخر، ومن شعره في الفخر:

يا عبدُ ما لَكَ من شوق وايراقِ((1)) *****وَمَرِّ طيف على الأهوالِ طَرَّاقِ((2))

لا شيء أسرع منّي ليس ذا عُذرَ((3)) ***** وذا جَناح((4)) بجنبالرَيْد((5)) خَفّاقِ((6))

توفّي الشاعر تأبّط شرّاً عام 530 للميلاد.

عروة بن الورد :

عروة بن الورد من بني عبس، وكان من فرسان العرب، كان كريم الأخلاق عفيفاً صادقاً وفيّاً بالعهود، وقد فضّله بعضهم على حاتم في الكرم.

وأكثر شعره في الفخر والحماسة والنسيب. قال في الحثّ على الاغتراب في طلب الغنى:

ذريني للغنى أسعى فإنّي *****رأيتُ الناس شرُّهم الفقير

وأبعدهم وأهونهم عليهم ***** وإن أمسى له حسب وخِير((7))

توفّي ابن الورد سنة 596 للميلاد.

3 ـ شعراء آخرون:

وهناك أفراد من الشعراء في يثرب وغيرها من مدن الحجاز

ــــــــــــــــــــ

(1)الايراق: من الأرق.

(2)طرّاق: أي يطرقنا ليلاً.

(3)العذر: اللجام.

(4)ذا جناح خفاق: طائر سريع الطيران.

(5)الريد: الجبل.

(6)ديوان تأبط شرّاً / إعداد: طلال حرب: ص49. تاريخ الأدب العربي: ج1، ص109.

(7)ديوان عروة بن الورد / جمع وشرح: كرم البستاني: ص45. الذخائر والعبقريات: ج1، ص232.

[32]

والجزيرة العربية اعتنقوا اليهودية كالسموأل بن عاديا، أو النصرانية كقسّ بن ساعدة.

السَّموأَل :

هو السموأل بن عاديا صاحب الحصن المعروف، والعرب كانوا ينزلون عند السموأل ضيوفاً لأنّ السموأل عالي اللهجة وسريع النجدة. وسبب ضرب المثل عند العرب في قولهم «أوفى من السموأل» يعود إلى امرئ القيس التجأ إلى السموأل فأودعه درعه وأسلحته وابنته وذهب إلى القسطنطينيّة ليستنجد بقيصر الرومويسأله النصر على قَتَلة أبيه، وفي هذه الأثناء اُسر ابن السموأل الذي كان في الصيد من قِبل المنذر، فطلب المنذر من السموأل أن يسلّم الدرع والسلاح وابنة امرؤ القيس وإلاّ يضرب عنق ابن السموأل، فأبى السموأل ذلك فنفّذ المنذر وعيده((1)). ومن يطّلع على سيرة السموأل يحسّ شرفاً وإباءً بالاضافة إلى اندفاعه إلى المجد والفخر، وله قصيدة لاميّة مشهورة، يدعو إلى الأخذ بالمتعة والحياة دون التفكير فيها ولا في آلامها، وممّا جاء فيها قوله:

إذا المرءُ لم يَدْنَس مِنَ اللؤم عِرضَهُ ***** فكلُّ رِداء يَرتديه جميلُ

تُعيِّرُنا أنّا قليلٌ عديدنا ***** فقلتُ لها إنّ الكرامَ قليلُ

وما ضرّنا أنّا قليلٌ وجارُنا ***** عزيزٌ وجارُ الأكثرين ذلِيلُ

ونُنكِرُ إنْ شِئْنا على الناسِ قولَهمُ ***** ولا يُنكِرونَ القول حين نقُولُ

إذا سَيِّدٌ مِنّا خلا قامَ سَيِّدٌ ***** قؤُولٌ لِما قال الكِرامُ فعُولُ

وما اُخمدَتْ نارٌ لنا دُونَ طارق ***** ولا ذمَّنا في النازلينَ نَزِيلُ

ــــــــــــــــــــ

(1)ديوان السموأل / تحقيق: الدكتور واضح الصمد: ص34.

[33]

سلِي إِنْ جَهِلْتِ الناسَ عَنّا وَعنْهُمُ ***** وليسَ سواءً عالمٌ وَجَهُولُ((1))

توفّي ابن عاديا سنة 560هـ. ق.

قِسّ بن ساعدة الأيادي:

هو اُسقف نجران، وكان خطيبها البارع وحكيمها، ويتّصف بالزهد في الدنيا، وكان يحضر سوق عكاظ ويلقي الشعر.

يروى أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) رأى قسّ في سوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول((2)):

«أيّها الناس، اسمعوا وعوا إنّه من عاش مات، ومن مات فات، وكلّ ما هو آت آت... آيات محكمات: مطر ونبات وآباء واُمّهات، وذاهب وآت، ضوء وظلام، وبِر وآثام، لباسٌ ومركب، ومطعمٌ ومشرب، ونجومٌ تمور((3))، وبحورٌ لا تغور((4))، وسقف مرفوع، وليل داج((5))، وسماء ذاتأبراج((6))، ما لي أرى الناس يموتون ولا يرجعون... يا معشر إياد أين ثمود وعاد؟ وأين الآباء والأجداد؟

ومن نوادر شعره:

ــــــــــــــــــــ

(1)الجامع في تاريخ الأدب العربي / حنّا الفاخوري: ص283. ديوان السموأل: ص66. ديوان المروءة / شرح: الدكتور يوسف شكري فرحات: ص33. دراسات في الشعر العربي المعاصر / الدكتور شوقي ضيف: ص184. ثمرات الأوراق / علي بن محمّد بن حجّة الحموي: ص242. ديوان عروة والسموأل / جمع وشرح: كرم البستاني: ص90.

(2)البيان والتبيين / عمرو بن بحر الجاحظ: ص254.

(3)تمور: تتحرّك.

(4)تغور: تذهب.

(5)داج: مظلم.

(6)أبراج: منازل الكواكب في السماء.

[34]

وفي الذاهبين الأوّلينمن القرن لنا بصائر

لمّا رأيت موارداً ***** للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها ***** يمضي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي ولا ***** يبقى من الباقين غابر((1))

أيقنت أنّي لا محالة ***** حيث صار القوم صائر((2))

توفّي ابن ساعدة سنة 600 للميلاد.

ــــــــــــــــــــ

(1)غابر: باق.

(2)البيان والتبيين / الجاحظ: ج1، ص207.

[35]

الفصـل الثالث

أهمّ شعراء المعلّقات

ـ امرؤ القيس

ـ عمرو بن كلثوم

ـ زهير بن أبي سُلمى

ـ طرفة بن العبد ونموذج من شعره

ـ عنترة بن شدّاد

[36]

[37]

المعلّقات

تحتلّ المعلّقات المقام الأوّل بين قصائد الجاهلية.

هي قصائد طوال من أجود ما وصل إلينا من الشعر الجاهلي. وقد زعم ابن عبد ربّه وابن رشيق وابن خلدون أنّها سبع قصائد، فكتبت بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة، وسمّيت بـ: المعلّقات تارةً والمذهّبات تارةً اُخرى، وسمّيت بالسبع الطوال ثالثة وأيضاً بالسموط.

وقد ذهب الرواة إلى أنّ أوّل قصيدة نالت إعجاب المحكمين في سوق عكاظ هي معلّقة امرئ القيس.

أهمّ شعراء المعلّقات:

ونتحدّث عن:

1 ـ امرؤ القيس الكندي: لُقِّب بالملك الضليل، لقبٌ ذكر في نهج البلاغة، توفّي سنة 540م.

2 ـ طرفة بن العبد البكري: كان أقصرهم عمراً، اشتهر بالغزل والهجاء، توفّي سنة 569م.

3 ـ الحارث بن حلزة اليشكري: اشتهر بالفخر، وأطول الشعراء عمراً، توفّي سنة 580م.

[38]

4 ـ عمرو بن كلثوم: كان مشهوراً بالفخر، اُمّه ليلى بنت المهلهل، توفّي سنة 600م.

5 ـ علقمة الفحل: كان شاعراً بدوياً، توفّي سنة 603م.

6 ـ النابغة الذبياني: زعيم الشعراء في سوق عكاظ، توفّي سنة 604م.

7 ـ عنترة بن شدّاد العبسي: اشتهر بأنّه أحد فرسان العرب، وأكثر شعره بالغزل والحماسة، توفّي سنة 615م.

8 ـ زهير بن أبي سُلمى: كان أعفّهم قولاً، وأكثرهم حكمةً، ابنه كعب بن زهيرمن شعراء صدر الإسلام، توفّي زهير سنة 627م.

9 ـ الأعشى الأكبر (أعشى القيس)، أراد أن يلتحق بالإسلام فخدعه قومه حيث قالوا له: نعطيك مائة ناقة لكي تؤجّل إسلامك إلى السنة القادمة، فوافق، وبعد ستّة أشهر توفّي أي مات كافراً وذلك سنة 629م.

10 ـ لبيد بن ربيعة العامري: الوحيد الذي أسلم، وقال الشعر في العهد الجاهلي والإسلامي حيث قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد:

ألا كلّ شيء ما خلا ال*****له باطل وكلّ نعيم لا محالة زائل»((1))

فاستدرك رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال: إلاّ نعيم الآخرة.

يتبيّن لنا أنّ لبيداً كان من شعراء الجاهلية الأشراف، حيث أجمعت المصادر على أنّ لبيداً قال في الإسلام:

ــــــــــــــــــــ

(1)دول الإسلام / أبو عبدالله الذهبي: ص30. لبيد بن ربيعة العامري / الدكتور يحيى الجبوري: ص180.

[39]

الحمد للهِ إذْ لم يأتِني أجَلي *****حيث اكتسيتُ من الإسلام سربالاً((1))

وعندما تقدّم به السنّ كان رجل حكمة وموعظة ورزانة، لذا نلاحظ نماذج من غرر ما يتمثّل من الأبيات الشعرية المستحسنة للشاعر لبيد حين يقول:

وإذا رُمتَ رحيلاً فارْتحل ***** ْواعْصَ ما يأمرُ توصيمَ الكسلْ

واكْذبِ النَّفسَ إذا حدّثْتها ***** إن صدقَ النفس يُزري بالأملْ

وما المالُ والأهلونَ إلاّ وديعة ***** ولا بدَّ يوماً أن تُرَدَّ الودائع

وما المرؤ إلاّ كالشِّهابِ وضوئهِ ***** يحورُ رماداً بعد إذْ هو ساطعُ

كانت قناتي لا تلينُ لغامز ***** فألانها الإصْباح والإمْساءُ

ودعوتُ ربِّي بالسلامةِ جاهداً ***** ليُصحني فإذا السَّلامةُ داءُ

ذهبَ الذين يُعاشَ في أكنافِهم ***** وبقيتُ في خلَف كجلْدِ الأجْربِ((2))

وقد توفّي سنة 661م، وله من العمر أكثر من مائة سنة.

وفيما يلي نتحدّث عن خمسة من هؤلاء، مع ذِكر نماذج من شعرهم.

امرؤ القيس:

هو أبو الحارث جندج بن حجر الكندي، اُمّه اُخت المُهَلهَل وكليب. ولد في نجدسنة 500 ميلادي، وعاش في اللهو ونظم الشعر، فطرده أبوه; فسمّي بالأمير

ــــــــــــــــــــ

(1)المصدر المتقدّم: ص379. شرح نهج البلاغة / ميثم البحراني: ج1، ص45. الاشعاع القرآني في الشعر العربي / محمّد عبّاس الدرّاجي: ص12. من وحي الأدب العربي / ههفال محمّد أمين: ص109. الأمالي في الأدب الإسلامي / الدكتورة ابتسام مرهون الصفّار: ص33. منتخب من كتاب الشعراء / أحمد عبدالله: ص24. تاريخ الأدب العربي / أحمد حسن الزيّات: ص69.

(2)التمثيل والمحاضرة / عبدالملك الثعالبي: ص61.

[40]

الطريد، فراح يتنقّل بين الأحياء فلقّب بالملك الضّليل.

أجمع النقّاد بأنّه شاعر وجداني وله المنزلة الاُولى بين الشعراء الجاهليّين، حيث قالوا في معلّقته (قِفا نبكِ) التي تتكوّن من ثمانين بيتاً: إنّه وقف واستوقف، وبكى واستبكى، وذكر الحبيب والمنزل في بيت واحد، فهو أوّل شاعر أطال الوقوف على الأطلال وبكى، وإن كان قد سبقه الشاعر ابن جذام; لذلك فإنّه أمير لهو وصيد ومغامرات وبطل متشرّد.

عندما سمع بمقتل أبيه قال: «ضيّعني أبي صغيراً، وحمّلني دمه كبيراً»، فودّع اللهو والترف، فأخذ يستعدّ للمطالبة بالثأر.

لقد تفشّى في جسده داء الجدري وأودى بحياته سنة 540م.

ترجم ديوانه إلى اللاّتينيّة والألمانية.

المختار من شعره:

كان امرؤ القيس ذا نفس عاطفيّة شديدة الانفعال، فشعره يمتاز ببديع المعنى ودقّة النسيب ومقاربة الوصف، فمعلّقته تحتوي على الهمّ والغمّ والبكاء على الحبيب ومنزل الحبيب، وفيه الغزل العفيف والماجن، وفيه وصف الليل، خاصّة ونحن نعلم أنّ ابن البادية يزداد همّه في الليل، فتلاحظ في شعره اللهو والذي يحزّ في قلب الشاعر صفة التشرّد بعد حياة الترف التي أدّت إلى أن يسكب الشاعر عبرات تسيل على أقواله الغزليّة لتطغى حرارة حسراته فيقول:

قِفا نبكِ مِنْ ذكرى حبيب ومنزل *****ِبِسِقْطِ اللوى ((1))بين الدخول فحومل ِ((2))

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها ***** وقِيْعَانِهَا كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ

كأَنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا ***** لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ

ــــــــــــــــــــ

(1)اللوى: ما التوى من الرمل.

(2)حومل: اسم مكان.