![]() |
![]() |
![]() |
عصر صدر الإسلام والخلفاء الراشدين
نبذة من حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله)
يثرب بعد وفاة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)
تاريخ الأدب في هذا العصر
1 ـ الكتاب (القرآن الكريم)
2 ـ السنّة الشريفة، وتشمل:
أ ـ حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله)
ب ـ أقوال أمير المؤمنين(عليه السلام)
ـ مواضيع نهج البلاغة
ـ شروحات نهج البلاغة
نموذج من خطبة الإمام عليّ(عليه السلام) الخالية من الألف
نموذج من خطبة الإمام عليّ(عليه السلام) الخالية من النقط
نموذج من خطبة الزهراء(عليها السلام) في مسجد المدينة
والخلفاء الراشدين
وُلد نبيّنا محمّد بن عبدالله بن عبدالمطّلب(صلى الله عليه وآله) في الثاني عشر من ربيع الأوّل عام الفيل، أي في سنة 570((1)) ميلادي، ونشأ فيها يتيماً. وفي السنة السادسة من عمره توفّيت اُمّه آمنة. ولمّا بلغ الخامسة والعشرين من عمره، تزوّج من خديجة بنت خويلد. وفي الأربعين من عمره الشريف اختاره الله سبحانه وتعالى لأداء رسالته وبعثه رسولاً إلى الناس أجمعين. وبعد ضيق واضطهاد أمره الله سبحانه وتعالى أن يهاجر إلى يثرب.
في المدينة (يثرب) أصبح الإسلام دولة والمسلمين اُمّة. بعدها توفّي الرسول(صلى الله عليه وآله) وعقدت السقيفة، فبايعوا أبا بكر عبدالله بن أبي قحافة والرسول لم يُدفن. قضى أبوبكر سنتين في الخلافة، وخلّف أبو بكر بالخلافة عمر بن الخطّاب الذي دامت خلافته عشرسنوات، بعده عثمان بن عفّان الذي مكث في الخلافة اثنتي عشرة سنة.
(1)وهو العام الذي جاء فيه ابرهة ملك الحبشة لهدم الكعبة، وكان يوم الاثنين 17 ربيع الأوّل.
وعندما قُتل تولّى الخلافة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فاستمرّ الاضطراب ونشب الخلاف حتّى استشهد في محرابه سنة 40هـ، أي في سنة 661 ميلادي.
لقد جاء الإسلام ليضع حدّاً للعصر الجاهلي بتفكيره الوثني وبأعرافه وتقاليده التي لا تنسجم مع مبادئ الدين الجديد إلاّ أنّ بعض مؤرّخي الأدب يغمضون أعينهم عن هذا الجانب لذلك كانت نتائج انبثاق الإسلام هو القضاء على العصبية القبلية وجعل المسلمين إخوة، لا فضل لأحدهم على الآخر إلاّ بالتقوى.
كما حاول القضاء على الفروق الاجتماعية بالزكاة. كما اتّجه المسلمون اتّجاهاً عقليّاً جديداً، ابتعدوا عن الخرافات، ثمّ أخذوا بالتفكير في معالجة اُمورهم.
وقد تميّز شعر هذه الفترة بالقوّة والحرارة في مشاعرهم الدينية والصدق والصراحة في التعبير والوضوح والسهولة، وتأثّرت معانيه وصياغته بالقرآن الكريم وفي السنّة الشريفة.
ويتضمّن تأريخ الأدب بالنسبة لهذا العصر:
1 ـ الكتاب (القرآن الكريم).
2 ـ السُّنّة الشريفة، وتشمل حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأحاديث أهل البيت(عليهم السلام).
1 ـ القرآن الكريم: هو كلام الله العزيز، نزل على رسوله الكريم(صلى الله عليه وآله) منجّماً. وقد شمل ذكر قصص الاُمم السابقة والمواعظ، إضافةً إلى الاحتجاج والحِكَم والأحكام والوعد والوعيد. إذن فهو يشمل اُصول الدين (من إيمان بلله وبالرسول وبالمعاد) واُصول الأحكام (من عبادات ومعاملات).
فالقرآن كان من أهمّ عوامل توحيد اللغة والتي أدّت إلى حفظ اللغة العربية حيّةً وعمّرت طويلاً. وهذا الفضل يعود للقرآن الكريم.
فقد اُحكمت آياته، فهو آية الله الدائمة، ومعجزته الخالدة، لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكتاب الوحيد المصون والمحفوظ من التحريف، والخالد لجميع العصور البشرية، عكس الإنجيل الذي حُرِّف.
(( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الاِْنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيراً ((1)).
كما أحدث القرآن الكريم علوماً وفنوناً شتّى، منها اللغة والنحو والصرف والقصّة والعَروض... وإلى غير ذلك.
2 ـ السُّنّة الشريفة: وتشمل حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأقوال الأئمّة(عليهم السلام).
أ ـ حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله):
هو المصدر الثاني من مصادر معرفة الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم، وقد أمر الله سبحانه وتعالى باتّباع الرسول قال عزّ من قائل: (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ((2))، كما قال سبحانه: (( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ ((3)). لقد امتازت سيرة الرسول(صلى الله عليه وآله)بأخلاق فاضلة من صدق الحديث والأمانة حتّى سمّوه بالصادق الأمين، وكانت تتجلّى بالحلم والصبر والعدل والتواضع والجود والشجاعة، فالحديث ما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) من قول قاله وكلّ ما وضّحه وفصّله لما جاء موجزاً أو مجملاً في النصوص القرآنية، والحديث ذو بلاغة رفيعة وروعة بيان، كما كان أثره في اللغة والأدب إذ وسّع المادة اللغوية بإدخال ألفاظ فقهيّة ودينيّة وتعبيرات جديدة. وكان(صلى الله عليه وآله) أفصح قومه لساناً، وأرجحهم عقلاً، وأصحّهم فهماً، وأعظمهم أمانةً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم اتّصافاً بمكارم الأخلاق. ومن أحاديثه(صلى الله عليه وآله):
(1)الإسراء: 88.
(2)الحشر: 7.
(3)النساء: 59.
1 ـ «أدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي»((1)).
2 ـ «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النّاسُ مِنْ يَدِهِ وَلِسانِهِ»((2)).
3 ـ «إنّما بُعثت لاُِتمّم مكارمَ الأخلاق»((3)).
4 ـ «اتّقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً»((4)).
5 ـ «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ مَنْ خانك»((5)).
ب ـ أقوال أمير المؤمنين علي(عليه السلام):
هو عليّ بن أبي طالب(عليه السلام); ابن عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته الزهراء(عليها السلام)، وُلدَ في الكعبة، وهو أوّل مَن آمنَ برسالة النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وكان أفصح الناس في البيان
وآية البراعة، فهو إمامُ الفصاحة وسيِّد البلغاء بعد سيّد الأنبياء(عليه السلام)، وفي حقّه
قال الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله): «عليٌّ بابُ علمي»((6))، كما قال: «أكثر الصحابة
(1)كنز العمّال / المتّقي الهندي: ج11، ص406. بحار الأنوار: ج16، ص210. مكاتيب الرسول / علي بن حسين الأحمدي: ص12.
(2)سنن النسائي: ج8، ص105. مسند أحمد: ج2، ص163. سنن الدارمي: ج2، ص300. صحيحالبخاري: ج1، ص8. صحيح مسلم: ج1، ص48. سنن ابن داود: ج1، ص556. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ج1، ص149. معاني الأخبار / الصدوق: ص239. مشكاة الأنوار / الطبرسي: ص46. بحار الأنوار: ج67، ص60. المجموع الرائق من أزهار الحدائق / هبة الدين الموسوي: ج2، ص412.
(3)السنن الكبرى / البيهقي: ج10، ص192. كنز العمّال: ج11، ص420. بحار الأنوار: ج16، ص210. مستدرك الوسائل / الحرّ العاملي: ج11، ص187.
(4)مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: ج10، ص152. كنز العمّال: ج3، ص500. بحار الأنوار: ج12، ص71.
(5)سنن الدارمي: ج2، ص264. سنن ابن داود: ج2، ص150. سنن الحاكم / النيسابوري: ج2، ص46. السنن الكبرى: ج10، ص270. عوالي اللئالي / ابن جمهور الاحسائي: ج2، ص344. التهذيب: ج6، ص148. دعائم الإسلام: ج2، ص488.
(6)الصواعق المحرقة / ابن حجر العسقلاني: ص73.
علماً»((1)) وزهداً وشِدّةً في الحقّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والذي يطّلع على نهج البلاغة يلاحظ عوالم عديدة، عالم الزهد والتقوى والعرفان والعبادة والحكمة والفلسفة والنصح والموعظة والملاحِم والمغيّبات والسياسة والمسؤوليات وعالم الشجاعة وخاصّةً في الكنز الثمين في عهده(عليه السلام) لمالك الأشتر النخعي، حيث كان اسم عليّيتردّد على لسان كلّ مظلوم وحصناً يفزع إليه كلّ ضعيف، ومن أقواله(عليه السلام):
1 ـ «إِلـهي مَا عَبَدتُكَ خَوْفاً مِنْ نارِكَ، وَلاَ طَمَعاً فِي جَنَّتِكَ، لكن وَجَدتُكَ أَهْلاً
لِلْعِبَادَةِ فَعَبَدتُكَ»((2)).
2 ـ «هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال وَمُبْغِضٌ قَال»((3)).
3 ـ «أَفْضَلُ الْجِهادِ مُجاهَدَةُ الرَّجُلِ نَفْسَه»((4)).
4 ـ «قِيمَةُ كُلِّ امْرِىء مَا يُحْسِنُهُ»((5)).
5 ـ «إعمل لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبداً، واعمل لاِخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدَاً»((6)).
استعمل أمير المؤمنين(عليه السلام)السجع أكثر من الرسول(صلى الله عليه وآله)، والسبب في ذلك هو أنّ الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) أراد أن يُبعد تهمة الشعر عنه، وأنّ القرآن الكريم يقول:
[وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ ] ((7))، مع العلم أنّ العرب في عصر الجاهلية وصدر الإسلام
(1)حياة الصحابة / الشيخ محمّد يوسف الكاندهلوي: ج3، ص256. البيان الجليّ / عيدروس بن أحمد الاندونيسي: ص108.
(2)بحار الأنوار: ج41، ص14.
(3)المصدر السابق: ج39، ص295.
(4)المصدر السابق: ج70، ص65.
(5)التهذيب: ج6، ص124.
(6)مستدرك الوسائل / نوري الطبرسي: ج1، ص146. وسائل الشيعة: ج17، ص76.
(7)يس: 69.
بلغوا ما بلغوا من الفصاحة والبلاغة ولا ينقصهم شيئاً، فوصفوه بالشاعر، والقرآن يذكر: [أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ] ((1))، وقد ردّ سبحانه وتعالى هذه التهمة بقوله: [أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُم بِهذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَللاَّ يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيث مِثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ] ((2)).
يحتوي نهج البلاغة على الخطب في جميع المجالات التي تخصّ الدنيا والآخرة، وكذلك يبحث في عالم التقوى والعرفان والعبادة والفلسفة والموعظة والمغيّبات والحكمة والملاحم وغيرها من المواضيع الاُخرى ـكما مرّ ذلك قبل قليلـ.
كما يشتمل الوصايا والعهود لنظام الحكم والإدارة لعمّاله وعسكره بالإضافة إلى ذكر صفات المخلوقات والتحذير من الفتن والدعاء والانتقاد والشكوى والترغيب والإحسان والشفقة والعلاقة بين الراعي والرعيّة.
وقد ترجمت وصيّته لمالك الأشتر إلى عدّة لغات، والتي تخصّ اُمور الحياة السياسية والدينية والأخلاقية من حيث الحاكم والمحكوم والراعي والرعيّة.
إذن كلماته(عليه السلام) كانت مرآه الروح الإنسانية، لا ترى في كلامه ركاكة ولا تعسّفاً ولا قلقاً ولا تكلّفاً، وقد أجاد صفيّ الدين الحلّيّ قائلاً:
جُمعت في صفاتك الأضدادُ ***** ولهذا عزّت لك الأنداد ((3))
(1)الطور: 30.
(2)الطور: الآيات 32 ـ 34.
(3)أعيان الشيعة / السيّد محسن الأمين: ج8، ص22. صفي الدين الحلّي / إعداد: ضحى عبدالعزيز: ص24.
1 ـ من الشيعة:
أ ـ شرح الشيخ العلاّمة ميثم البحراني، المتوفّى سنة 679هـ، وهو من قدماء الشيعة والمعاصر للمحقّق الحلّي، والشيخ الكفعمي.
ب ـ العلاّمة الشيخ ميرزا حبيب الله الخوئي، المتوفّى سنة 1324هـ.
2 ـ من السنّة:
أ ـ شرح ابن أبي الحديد المعتزلي المتوفّى سنة 655هـ والذي عشق أمير المؤمنين(عليه السلام)، وله قول مأثور كُتب على ضريح أمير المؤمنين(عليه السلام) بماء الذهب:
والله لولا حيدرٌ ما كانت الدنيا ***** ولا جمع البريّة مجمع ب ـ شرح الشيخ محمّد عبده، المتوفّى سنة 1323هـ، شيخ الجامع الأزهر، وتلميذ السيّد جمال الدين الأسدآبادي، المتوفّى سنة 1897م.
إذن، نحن ندرس تأريخ أدب الخلفاء الراشدين من سنة 11هـ، من توطئة
السقيفة وانتهاءً باستشهاد أمير المؤمنين(عليه السلام) في محرابه بالكوفة في 21 رمضان،
سنة 40 هجرية. وبدون تعصّب حتّى المخالف يقول: عليّ بن أبي طالب هو الأدب وهو أبو اللغة.
نحن لا نتعصّب لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) لغرض أن نظلم الآخرين، فهو(عليه السلام)في بُعدِ نظره موضع استشارة الخلفاء، وهو في عمله باب مدينة علم النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وقد روت العامّة والخاصّة قول النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله): «أفضلكم عليّ»((1)) فمثلاً سُئل أبو بكر عن قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً )((2)) فلم يعرف معنى الأَبّ فبلغ أمير المؤمنين(عليه السلام)ذلك
(1)الجامع الصغير / السيوطي: ج1، ص58. حجج النهج / الدكتور سعيد السامرائي: ص34.
(2)عبس: 31.
ــــــــــــــــــــ
[66]
ــــــــــــــــــــ
[67]
الفرق بين اُسلوب الرسول(صلى الله عليه وآله) واُسلوب الأمير(عليه السلام):
ــــــــــــــــــــ
[68]
مواضيع نهج البلاغة:
ــــــــــــــــــــ
[69]
شروحات نهج البلاغة:
ــــــــــــــــــــ
![]() |
![]() |
![]() |