![]() |
![]() |
![]() |
السادس جعفر بن محمّد الصادق((1))(عليه السلام) الذي تبوّأ منصب الإمامة في أواخر أيام الدولة الاُمويّة التي دبّ في جسمها الضعف نتيجة الفتن التي عصفت بها في صراعها مع العبّاسيّين، فاستطاع الإمام(عليه السلام) أن يملأ الدنيا بآثاره وأن يبرز معالم المذهب ويرسي اُسسه، لذلك نسب له((2)).
لقد اختلف المؤرّخون والكتّاب في تحديد نشأة التشيّع، فمنهم من يرى أنّ الشيعة تكوّنت في حياة النبيّ بمرأى منه ومسمع((3))، بينما البعض الآخر منهم ابن خلدونوأحمد أمين والمستشرق برنارد لويس يعتبر البذرة الاُولى للشيعة قد غرست في السقيفة وبالتحديد من قِبل الجماعة التي كانت ترى بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله)أنّ أهل بيته(عليهم السلام) أوْلى الناس بخلافته((4))، كما ونلاحظ فريقاً ثالثاً يرى تبلور التشيّع بعد حرب الجمل((5))، ويدعم هذا الرأي المستشرق فلهاوزن((6)).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)موسوعة المورد / منير البعلبكي: ج5، ص220. معجم الفِرق الإسلامية: ص83. الشيعة الإماميّة: ص83. الشيعة هم أهل السنّة / الدكتور محمّد التيجاني: ص19. الاُصول الفكرية / الدكتور محمود الخالدي: ص229. اُصول التشيّع / هاشم معروف الحسني: ص207.
(2)في مذاهب الإسلاميّين / الدكتور عامر النجّار: ص152. أصل الشيعة واُصولها / محمّد حسين آل كاشف الغطاء: ص43. عقائد الإمامية الاثنى عشرية / السيّد إبراهيم الزنجاني: ص109. التشيّع نشأته.. معالمه / هاشم الموسوي: ص26. هوية التشيّع / الدكتور أحمد الوائلي: ص26. هذه هي الشيعة / باقر شريف القرشي: ص19. عليّ والشيعة / نجم الدين العسكري: ص143.
(3)دراسات في الفِرق والعقائد الإسلاميّة / الدكتور عرفان عبدالحميد: ص15.
(4)تاريخ الإسلام / الدكتور حسن إبراهيم: ج1، ص394. تاريخ الفِرق الإسلامية: ص110. العقيدة والشريعة في الإسلام: ص169.
(5)الفهرست / محمّد بن إسحاق النديم: ص223. فِرق الشيعة / النوبختي: ص16.
(6)الخوارج والشيعة: ص146. فجر الإسلام / أحمد أمين: ص166.
هناك رأي رابع أشار إليه الدكتور عبد الله فيّاض وهو أنّ ظهور الشيعة كان بعد رجوع الإمام عليّ(عليه السلام) من صفّين((1))، أي أنّ الشيعة إنّما ظهروا لأوّل مرّة بعد انشقاق الخوارج، وأنّهم إنّما سمّوا بذلك لبقائهم إلى جانب الإمام عليّ(عليه السلام)((2)).
وثمّة رأي آخر أرجع نشأة التشيّع إلى زمن متأخّر نسبياً وادّعى أنّ التشيّع ظاهرة تمخّضت عن الظروف والملابسات التي أعقبت واقعة كربلاء((3)).
لقد تعدّدت الآراء والأقوال حول تاريخ ظهور الشيعة وأيّاً يكن من أمر فإنّ المتحقّق عندنا أنّ الأدلّة والنصوص التاريخية تؤيّد أنّ نشأة الشيعة قد ابتدأت في عهد رسول الله((4))(صلى الله عليه وآله)، وهو الذي غرس هذه البذرة ورعاها. ويدعم رأينا هذا أحاديثه الشريفة، وسنتعرض للنظريات والروايات المختلفة عندما نوفّق لمناقشتها في كتابنا القادم.
إذن فالشيعة الاثنا عشرية هم الذين يشايعون الأئمّة الاثني عشر((5))(عليهم السلام)ويأخذون بالاُصول والفروع عن طريقهم تمسّكاً بحديث الثقلين الوارد بطريق متواتر((6))، والذي يدعو الناس إلى التمسّك بالكتاب والعترة الطاهرة.
إضافة إلى ظهور المذاهب الأربعة، فقد دُوِّنت الأحاديث فكان من مشاهير
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)تاريخ الإمامية: ص70.
(2)الشيعة الإمامية: ص70.
(3)التشيّع: ص20. الصلة بين التصوّف والتشيّع: ص23.
(4)الشيعة الإماميّة: ص71. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد / نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي: ج9، ص131.
(5)موسوعة الأديان السماوية والوضعيّة / صادق مكّي: ج7، ص342.
(6)عقائد الشيعة وأهل السنّة / الدكتور علاء الدين القزويني: ص8.
أ ـ الصحاح الستّة عند السنُّة:
1 ـ صحيح البخاري: وُلد محمّد بن إسماعيل البخاري الجعفي سنة (194هـ)، وتوفّي سنة (256هـ).
2 ـ صحيح مسلم: وُلد مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري سنة (206هـ)، توفّي سنة (261هـ).
3 ـ سُنن أبي داود: وُلد سليمان بن الأشعث السجستاني الأزديّ سنة (202هـ)، وتوفّي سنة (275هـ).
4 ـ سنن ابن ماجة: وُلد محمّد بن يزيد القزويني سنة (207هـ)، وتوفّي سنة (275هـ).
5 ـ سنن النسائي: وُلد أحمد بن شُعيب الخراساني سنة (215هـ)، وتوفّي سنة (303هـ).
6 ـ سنن الترمذي: وُلد محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي سنة (209هـ)، وتوفّي سنة (297هـ).
1 ـ اُصول الكافي: وُلد محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (ثقة الإسلام) حدود سنة (255هـ)، وتوفّي سنة (328هـ).
2 ـ من لا يحضرُهُ الفقيه: وُلد محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القُمّي (الشيخ الصدوق) حدود سنة (305هـ)، وتوفّي سنة (381هـ).
3 ـ تهذيب الأحكام: وُلد محمّد بن الحسن الطوسي (شيخ الطائفة) سنة (385هـ)، وتوفّي سنة (460هـ).
4 ـ الاستبصار: (لشيخ الطائفة الطوسي الآنف الذِّكر).
حالة الأدب في هذا العهد
أهمّ الشعراء والاُدباء
ـ البوصيري
ـ صفيّ الدين الحلّي
ـ بهاء الدين العاملي
في عهد المغول
656 / 1213 هـ / 1258 ـ 1798م
إنّ كثيراً من الكتّاب والباحثين ومؤرّخي الأدب أطلقوا تسميات مختلفة لهذا العصر، فمنهم من أطلق عليه «عصر الانحطاط»((1))، ومنهم من سمّاه بــ «عصر العثمانيّين»((2))، وآخر ادّعى بأنّه «العصر التركي»، بينما البعض الآخر وصفه بــ«عصر المماليك»، وهناك من يطلق عليه عصر التتر((3)) إلى غيرها من التسميات والادّعاءات،مع العلم أنّ الكثير من المؤرّخين قسّموا عصور الانحطاط إلى دورين: الدور المملوكي الذي يبدأ بسقوط بغداد سنة 656هـ، والدور العثماني حين استولى العثمانيّون على القاهرة سنة 923هـ»((4)).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الأدب العربي من الانحدار إلى الازدهار / الدكتور جودت الركابي: ص120.
(2)الدولة العثمانية / الدكتور عبدالعزيز محمّد الشنّاوي: ص9. اُصول التاريخ العثماني / أحمد عبدالرحيم مصطفى: ص32. البلاد العربية والدولة العثمانية / ساطع الحصري: ص37.
(3)نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار / محمود مقديش: ج2، ص5.
(4)الأدب العربي من الانحدار إلى الازدهار: ص120.
ونحن لا يهمّنا هذه المسمّيات وإنّما الذي يهمّنا هو أنّ الدول المعنيّة تعرّضت للعدوان المغولي الزاحف من وسط آسيا بعد أن دمّروا بغداد عاصمة الخلافة العبّاسية عام 656هـ / 1258هـ((1))، وبعد أن استولى هولاكو((2)) عليها، اضافة إلى اجتياز تيمورلنك بلاد الشام نلاحظ أنّ بغداد قد استبيحت وقُتل الخليفة العبّاسي((3))، ثمّ جمعت الكتب واُلقيت في نهر دجلة.
أمّا الحالة الاجتماعية فقد لوحظ ظهور نزعات عديدة في هذه الفترة وأبرزها نزعتان النزعة الاباحية والنزعة الزهدية; إذ مال قسم من الناس إلى شرب الخمر ولذائذ الدنيا، والقسم الآخر مال إلى الزهد.
نستنتج من هذا أنّ غزوات المغول كانت وبالاً سيِّئاً على شعوب المنطقة، كما واعتبر هذا العهد عهد انحطاط وتدهور في الناحيتين السياسيّة والاجتماعيّة.
على رغم هذه الظروف فقد نجت مصر من شرّهم حيث نشطت الحركة الأدبية وازدهرت الحياة، كما وظهرت في دول المنطقة شخصيّات كثيرة من خطباء الجُمع والأعياد والكُتّاب والمؤلّفين الذين ألّفوا الكتب والموسوعات في أكثر المجالات خاصّة في حفل الفلك والجغرافيا، ومن أشهر هؤلاء:
القرطبي : محمّد بن أحمد الأنصاري ت سنة 671هـ وله كتاب في التفسير أسماه جامع أحكام القرآن.
الطوسي : أبو جعفر محمّد بن محمّد ت سنة 672هـ فيلسوف ورياضي فلكي وله جواهر الفرائض وكتاب قواعد العقائد.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)التاريخ المعاصر / الدكتور رأفت غنيمي الشيخ: ص27. التاريخ العبّاسي والأندلس / الدكتور أحمد مختار العبادي: ص123. الغزو والمغول / حسن الأمين: ص73.
(2)هولاكو: حفيد جنكيزخان.
(3)المستعصم بالله، وذلك سنة 656 هـ.
ابن مالك : محمّد بن عبد الله ت سنة 672هـ وله الألفيّة في النحو.
ابن طاووس : أحمد بن موسى ت سنة 673هـ وله بشرى المحقّقين وكتاب الملاذ، وشواهد القرآن والروح.
التلعفري : محمّد بن يوسف ت سنة 675هـ وله ديوان باسمه.
المحقّق الحلّي : جعفر بن الحسن الهذلي ت سنة 676هـ وله المختصر النافع وشرائع الإسلام، والمعتبر.
ابن خلّكان : شمس الدين أحمد بن محمّد ت سنة 681هـ وله وفيات الأعيان.
القزويني : زكريا بن محمّد بن محمود ت سنة 682هـ وله عجائب المخلوقات.
الشاب الظريف : محمّد بن سليمان ت سنة 688هـ له ديوان واشتهر بمقاماته.
عفيف الدين : سليمان بن علي التلمساني ت سنة 690هـ وله ديوان مرتّب على الأبجدية.
سراج الدين الورّاق : عمر بن محمّد ت سنة 695هـ وله ديوان باسمه.
البوصيري :محمّد بن سعيد ت سنة 695هـ اشتهر بقصيدته البردة في مدح النبيّ(صلى الله عليه وآله).
ابن منظور : محمّد بن مكرم ت سنة 711هـ وله لسان العرب ومختصر تاريخ دمشق.
العلاّمة الحلّي : الحسن بن يوسف المطهّر ت سنة 726هـ وله كتاب إرشاد الأذهان وتذكرة الفقهاء وقواعد الأحكام.
ابن تيميّة : تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ت سنة 728هـ وله كتاب المهذّب لأبي تيميّة.
أبو الفداء : إسماعيل بن علي بن محمود ت سنة 732هـ وله كتاب المختصر في تاريخ البشر وكتاب تقويم البلدان.
النويري : شهاب الدين ت سنة 732هـ وله كتاب نهاية الأدب في فنون العرب.
شمس الدين الذهبي : محمّد بن أحمد ت سنة 748هـ وله تاريخ الإسلام ودول الإسلام.
ابن الوردي : زين الدين عمر ت سنة 749هـ وله أحوال القيامة تتمّة المختصر في أخبار البشر.
صفيّ الدين الحلّي : عبدالعزيز بن سرايا ت سنة 750هـ وله ديوان شعر وكتاب درر النحو.
ابن قيم الجوزي : محمّد بن أبي بكر ت سنة 751هـ وله زاد المعاد.
ابن هشام : جمال الدين عبدالله بن يوسف ت سنة761هـ وله قطرالندى ومُغنياللبيب والاعراب.
الصفدي : صلاح الدين خليل الصفدي ت سنة 764هـ وله الوافي بالوفيّات.
ابن نباتة : محمّد بن محمّد ت سنة 768هـ وله ديوان مرتّب على حروف الهجاء.
ابن كثير : إسماعيل بن عمر ت سنة 774هـ وله البداية والنهاية وتفسير القرآن والسيرة النبوية.
لسان الدين بن الخطيب : محمّد بن عبد الله ت سنة 776هـ وله الاحاطة في تاريخ غرناطة وديوان شعر.
ابن بطوطة : محمّد بن محمّد الطبخي ت سنة 779هـ أشهر رحّالة وقد دوّن أسفاره في تحفة النظّار في غرائب الأمصار.
الشهيد الأوّل : محمّد بن جمال الدين ت سنة 786هـ وله اللمعة الدمشقيّة وكتاب الدروس مكّي العاملي وكتاب البيان.
الزركشي : محمّد بن عبد الله ت سنة 794هـ وله البرهان في علوم القرآن.
ابن خلدون : عبدالرحمن بن محمّد ت سنة 808هـ وله مقدّمة ابن خلدون وكتاب الصبر.
الفيروزآبادي : مجدالدين محمّد بن يعقوب ت سنة 817هـ وله القاموس المحيط.
القلقشندي : أحمد بن علي بن أحمد ت سنة 821هـ وله صبحي الأعشى في صناعة الانشاء.
ابن عتبة : أحمد بن عليّ بن الحسين ت سنة 828هـ وله عمدة الطالب في مناقب آل أبيطالب.
الحموي : ابن حجّة ت سنة 837هـ وله خزانة الأدب وغاية الارب.
ابن فهد : أحمد بن محمّد الحلّي ت سنة 841هـ وله كتاب عدّة الداعي وكتاب المهذّب البارع.
المقريزي : تقي الدين بن علاء ت سنة 845هـ وله المواعظ والاعتبار.
ابن حجر العسقلاني : أحمد بن علي ت سنة 852هـ وله الاصابة في معرفة الصحابة وفتح الباري.
شهاب الدين الحجازي : أحمد بن محمّد ت سنة 874هـ وله روض الآداب واللمع الشهابية.
جلال الدين السيوطي : عبد الرحمن بن الكمال ت سنة 911هـ وله تفسير الجلالين والأشباه والنظائر وإعجاز القرآن.
![]() |
![]() |
![]() |