[240]

ـ تاريخ الأفغان.

ـ انتقاد الفلاسفة الطبيعيّين.

ـ الردّ على الدهريّين.

ـ مجموعة من جريدة العروة الوثقى بمشاركة الشيخ محمّد عبده.

ـ الحقائق الجمالية (حقائق الجمال )((1)).

توفّي السيّد عام 1897((2)) في تركيا ونقل رفاته إلى كابل في افغانستان عام 1944م((3)).

حافظ إبراهيم

وُلد الشاعر حافظ إبراهيم سنة 1872م من أبٍّ مصري واُمّ تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل.

يتّصف حافظ إبراهيم بثلاث صفات يرويها كلّ من عاشره، وهي حلاوة الحديث، وكرم النفس، وحبّ النكتة والتنكيت ((4)).

يعتبر شعره سجل الأحداث، إنّما يسجلّها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدباً قيّماً يحثّ النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وامّلَ أم يئسَ((5))، فقد كان يتربّص كلّ حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعاً لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)أعيان الشيعة: ج4، ص34.

(2)ذكرى الأفغاني / عبدالمحسن القصّاب: ص16. تراجم مشاهير الشرق: ج2، ص81.

(3)ذكرى الأفغاني: ص16.

(4)حافظ / عبداللطيف شرارة: ص22.

(5)ديوان حافظ / أحمد أمين وجماعته: ص31.

[241]

آثاره الأدبية:

ـ الديوان.

ـ البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو.

ـ ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.

ـ في التربية الأوّلية.

ـ الموجز في علم الاقتصاد((1)).

سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين:

شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ بدَمْعِي ***** ودَمْعُ العَيْنِ مِقْياسُ الشُّعُورِ

لاَِوَّلِ مَرّة قد ذاقَ جَفْنِي ***** ـ على ما ذاقَه ـ دَمْعَ السُّرورِ ((2))

لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرّفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان «الامتيازات الأجنبية»، وممّا جاء فيها:

سَكَتُّ فأصْغَرُوا أَدَبِي ***** وقُلْتُ فأَكْبَرُوا أَرَبِي ((3))

يُقَتِّلُنا بلا قَوَد((4)) ***** ولا دِيَة ولا رَهَبِ((5))

ويَمْشِي نَحْوَ راَيتِه ***** فَنحْمِيه مِن العَطَبِ((6))

فقُلْ للفاخِرِينَ: أَما ***** لهذا الفَخْرِ مِنْ سَبَبِ؟

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)حافظ: ص46.

(2)ديوان حافظ: ص191.

(3)الأرب: العقل.

(4)القود: القصاص.

(5)الرهب: الخوف.

(6)العطب: الهلاك.

[242]

أَرُونِي بَيْنَكُمْ رَجُلاً ***** رَكِينا ((1)) واضِحَ الحَسَبِ

أَرُونِي نِصْفَ مُخْتَرع ***** أَرُونِي رُبْعَ مُحْتَسِبِ؟((2))

أَرُونِي نادِياً حَفْلاً ***** بِأَهْلِ الفَضْلِ والأدَبِ؟

وماذا في مَدَارِسكُمْ ***** مِن التَّعْليمِ والكُتُبِ؟

* * *

وماذا في مَساجِدِكُمْ ***** مِنَ التَّبْيانِ والخُطَبِ؟

وماذا في صَحائِفِكُمْ ***** سِوَى التَّمْوِيهِ والكَذِبِ؟

حَصائِدُ أَلْسُن جَرَّتْ ***** إلى الوَيْلاتِ والحَرَبِ

فهُبُّوا مِنْ مَرَاقِدِكُمْ ***** فإنّ الوَقْتَ مِنْ ذَهَبِ((3))

وله قصيدة عن لسانه صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته:

وَلَدِي، قد طالَ سُهْدِي ونَحِيبي ***** جِئْتُ أَدْعُوكَ فهَلْ أَنْتَ مُجِيبي؟

جِئْتُ أَرْوِي بدُمُوعِي مَضْجَعاً ***** فيه أَوْدَعْتُ مِنَ الدُّنيا نَصِيبِي((4))

ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استُخدمَ العلم للشرّ، وهنا يصوّر موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول:

ولقد حسبت العلم فينا نعمة ***** تأسو الضعيف ورحمة تتدفّقُ

فإذا بنعمته بلاءٌ مرهق ***** وإذا برحمته قضاء مطبق ((5))

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الركين: الرزين.

(2)المحتسب: القائم الذي يقوم بتدبير الأموال وتوزيعها على أحسن وجه.

(3)ديوان حافظ: ص110.

(4)ديوان حافظ: ص201.

(5)المصدر المتقدّم: ص36.

[243]

كم مَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَذْكُرُه ***** ومَرَّ بِي فيكِ عَيْشٌ لَسْتُ أَنْساهُ

وَدَّعْتُ فيكِ بَقايا ما عَلِقْتُ به ***** مِنَ الشّبابِ وما وَدَّعْتُ ذِكْراهُ

أَهْفُو ((1)) إليه على ما أَقْرَحَتْ كَبِدِي ***** مِنَ التّبارِيج ((2)) أولاَهُ واُخْراهُ

لَبِسْتُه ودُمُوعُ العَيْنِ طَيَّعَةٌ ***** والنفسُ جَيَّاشَةٌ ((3)) والقَلْبُ أَوّاهُ ((4))

فكان عَوْنِي على وَجْد اُكابِدُه ***** ومُرِّ عَيْش على العِلاَتِ أَلْقاهُ

إِنْ خانَ وُدِّي صَدِيقٌ كنتُ أَصْحَبُه ***** أو خانَ عَهْدِي حَبِيبٌ كنتُ أَهْواهُ

* * *

قد أَرْخَصَ ((5)) الدَّمْعَ يَنْبُوعُ الغَناءِ به ***** وا لَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ

كم رَوَّحَ الدَّمعُ ((6)) عَنْ قَلْبي وكم غَسَلَتْ ***** منه السَّوابِقُ ((7)) حُزْناً في حَنَاياهُ

قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعشْ ***** حُرّاً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌّ كُنتَ تَأْباهُ

فقُلْتُ يا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه ***** ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْناهُ

بُدِّلْتُ منه بقَيْد لَسْتُ أَفْلَتُه ***** وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ

أَسْرَى الصَّبَابَةِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا ***** أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ ((8))

* * *

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)أهفو: أميل.

(2)التباريج: ما يعانيه المحبّ من شدّة الشوق.

(3)جيّاشة: مضطربة بمختلف العواطف.

(4)أوّاه: حزين.

(5)أرخص: جعله رخيص.

(6)روح الدمع: أي خفّف من حزنه ونفّس من اللوعة.

(7)السوابق: أسرع.

(8)ديوان حافظ إبراهيم / أحمد أمين وجماعته: ص120.

[244]

والمالُ إِنْ لَمْ تَدَّخِرْهُ مُحَصَّناً ***** بالعِلْمِ كانَ نِهايَةَ الإمْلاقِ ((1))

والعِلْمُ إِنْ لَمْ تَكْتَنِفْه((2)) شَمائِلٌ((3)) ***** تُعْلِيه كانَ مَطِيَّةَ الإخْفاقِ((4))

لا تَحْسَبَنَّ العِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ ***** ما لَمْ يُتَوَّجْ رَبُّه بخَلاقِ((5))

مَنْ لي بتَرْبِيَةِ النِّساءِ فإنّها ***** في الشَّرقِ عِلّةُ ذلِكَ الإخْفاقِ

الاُمُّ مَدْرَسَةٌ إذا أَعْدَدْتَها ***** أَعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّبَ الأَعْراقِ

الاُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَعَهَّدَه الحَيَا ***** بالسِّريِّ أَوْرَقَ أَيَّما إيراقِ

* * *

الاُمُّ اُسْتاذُ الأَسَاتِذَةِ الاُلَى ***** شَغَلَتْ مَآثِرُهُمْ مَدَى الآفاقِ

أنا لا أَقُولُ دَعُوا النِّسَاءَ سَوافِراً ***** بين الرِّجالِ يَجُلْنَ في الأَسْواقِ

يَدْرُجْنَ حيثُ أَرَدْنَ لا مِنْ وازِع ***** يَحْذَرْنَ رِقْبَتَه ولا مِنْ وَاقِي

يَفْعَلْنَ أَفْعالَ الرِّجالِ لواهِيا ***** عَنْ واجِباتِ نَواعِسِ الأَحْداقِ

في دُورِهنّ شُؤُونُهُنَّ كَثيرةٌ ***** كشُؤُون رَبِّ السَّيْفِ والمِزْراقِ

* * *

تَتَشَكّلُ الأَزْمانُ في أَدْوارِها ***** دُوَلا وهُنَّ على الجَمودِ بَواقِي

فَتَوسّطُوا في الحالَتَيسنِ وأَنْصِفُوا ***** فالشَّرُّ في التقيّدِ والإطْلاقِ

رَبُّوا البَناتِ على الفَضِيلةِ إنّها ***** في المَوْقِفَيْن لَهُنَّ خيرُ وَثاقِ

وعليكم أَنْ تَسْتَبِينَ بَناتُكُمْ ***** نُورَ الهُدَى وعَلَى الحَياءِ الباقي((6))

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الإملاق: الفقر.

(2)تكتنفه: تحوطه وتحفظه.

(3)شمائل: الأخلاق.

(4)الاخفاق: خيبة المسعى.

(5)خلاق: نصيب أو حظّ.

(6)ديوان حافظ: ص280. جواهر الأدب: ج2، ص431. لطائف الرِّجال: ص146.

[245]

توفّي حافظ إبراهيم سنة 1932م، ودفن في مقابر السيّدة نفيسة((1))(رضي الله عنها).

السيّد رضا الهندي

شاعرنا العلاّمة السيّد رضا الهندي وُلد في مدينة النجف الأشرف في عام 1290هـ، وهو ابن العالم الجليل السيّد محمّد بن هاشم الموسوي الهندي، ويرجع نسبه إلى الإمام علي الهادي(عليه السلام). حاز السيّد رضا الهندي على درجة الاجتهاد وأصبح وكيلاً في منطقة الفيصلية من قرى محافظة الديوانية عن السيّد أبو الحسن الاصفهاني مرجع الحوزة العلميّة آنذاك.

آثاره:

ـ دور البحور في العَروض.

ـ الميزان العادل بين الحقّ والباطل، وهو ردّ على النصارى.

ـ سبيكة العسجد في تأريخ أبجد (فلسفيّ تأريخيّ).

ـ شرح كتاب الظِهار.

ـ شرح رسالة غاية الإيجاز لوالده.

ـ بلغة الراحل في اُصول الدين، إضافة إلى الكتب الاُخرى التي لم تطبع.

أساتذته:

درس (رحمه الله) على يد والده علوم الجفر والأوراد والرمل والآفاق. ودرس أيضاً على يد السيّد محمّد الطباطبائي والشيخ محمّد طه نجف والشيخ كاظم الخراساني صاحب «كفاية الاُصول» والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر وغيرهم من الفطاحل العلماء.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)تطرّقنا في الفصل الحادي عشر ضمن بحث الشافعي (ص175) عن شخصيّة السيّدة الجليلة نفيسة(رضي الله عنها).

[246]

شاعريّته:

لقد كان (رحمه الله) يشبع الموضوع ويلمّ به إلماماً واسعاً يجعل السامع كلّه سمع وحديثه مليء بالعظات والعِبر ومحفوف بالنكات والنوادر ((1)). ولم يكن همّه الوحيد هو نظم الشعر حيث اتّصف شعره بالرقّة والحلاوة والسهولة والتي ضمّنه معاني كبيرة لخبرته الأدبية والتأريخيّة، وقد كتب في «جميع فنون الأدب وأبواب الشعر»((2))، كما طرق باب «الغزل الرقيق ما تطرب له القلوب وتهفو له الأسماع وتسيل له القرائح» ((3)).

كان رضوان الله عليه إضافةً إلى منزلته العلميّة قد حمل بأدبه البراق بيرقاً، حيث كتب الشعر في سنّ مبكّرة، وامتاز شعره بالرقّة والسهولة والأصالة، فما أجمل أن يكون الشاعر عالماً ذا بيان، فقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) «إنّ من الشعر لحكمة، وإنّ من البيان لسحراً».

ففي ديوانه نجد الأبيات الاجتماعية والفكرية والغزلية السليمة والعقائدية والمواقف والأغراض الأدبية الاُخرى، ففي قصيدته العصماء (الكوثرية) والتي حفظها أكثر عشّاق العقيدة والأدب بالإضافة إلى فِرَق الإنشاد التي أنشدتها نجد كلماتها الرقيقة وعذوبة وطراوة المعنى حيث تبلغ أبياتها 55 بيتاً، وقد طبعت عشرات المرّات، فمن أبيات تلك القصيدة الغرّاء إذ يقول:

أَمُفَّلجٌ ((4)) ثغرُك ((5)) أم جوهر ***** ورحيقُ رِضابِك ((6)) أَمْ سُكَّرْ

قد قال لثغرِك صانِعُه ***** (إنّا أعطيناكَ الكوثرْ)

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) و (2) شعراء الغري: ج4، ص83.

(3)أدب الطفّ: ج9، ص243.

(4)المفلّج من الأسنان: المنفرجة.

(5)الثغر: الفم.

(6)الرضاب: اللعاب.

[247]

والخالُ ((1)) بخدِّكَ أَمْ مِسْكٌ ***** نقَّطْتَ به الوردَ الأَحْمرْ

إرحمْ أَرِقاً ((2)) لو لم يَمرَضْ ***** بِنُعاسِ جُفونِكَ لم يَسْهرْ

سَوَّدتُ صحيفة أعمالي ***** ووكلتُ الأمر إلى حَيْدَرْ

هو كهفي من نُوَب ((3)) الدُّنيا ***** وشفيعي في يوم المحشرْ

هل يمنَعُني وهو السّاقي ***** أن أشرب من حوض الكوثرْ ((4))

وهكذا يستمر السيّد رضا الهندي بتنظيم قصائده الساحرة والتي ضمّنها معان كبيرة لخبرته الأدبية والتأريخية، بالإضافة إلى ذلك نجد قصائده يطغى عليها جانب الغزل وهي عادة العرب القدماء; إذ يقول:

أقبلَ مَنْ أهواه بالكأس ***** فتهتُ بين البدر والشمس ((5))

لقد طرق شاعرنا جميع فنون الأدب وأبواب الشعر، وأخيراً نقرأ له قصيدة (أرى عمري) الممزوجة بالآلام واللوعة، تلك اللوعة الواقعيّة في الموعظة بتذكير الموت والعبرة منه، فيقول:

أرى عمري موذناً بالذهاب ***** تمرّ لياليه مرّ السحاب

وتفاجأني بيض أيامه ***** فتسلخ منّي سواد الشباب

فمن لي إذا حان منّي الحِمام ***** ولم أستطع منه دفعاً لما بي

ومن لي إذا قلبتني الأكفّ ***** وجرّدني غاسلي من ثيابي

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الخال: الشامة.

(2)الأرق: من لم يجد النوم.

(3)النُوَب: جميع نائبة، وهي المصيبة.

(4)ديوان السيّد رضا الهندي: ص20.

(5)رسالة الحسين / مركز دراسات نهضة الحسين(عليه السلام): العدد 2، ص147.

[248]

ومن لي إذا سرت فوق السرير ***** وشيل سريري فوق الرقاب

ومن لي إذا ما هجرت الديار ***** وعوضت عنها بدار الخراب

* * *

ومن لي إذا آب أهل الودا ***** د عنّي وقد يئسوا من إيابي

ومن لي إذا منكر جدّ في ***** سؤالي فأذهلني عن جوابي

ومن لي إذا درست رمتي ***** وأبلى عظامي عفر التراب

ومن لي إذا قام يوم النشور ***** وقمت بلا حجّة للحساب

ومن لي إذا ناولني الكتاب ***** ولم أدر ماذا أرى في كتابي

ومن لى إذا امتازت الفرقتان ***** أهل النعيم وأهل العذاب

* * *

وكيف يعاملني ذو الجلال ***** فأعرف كيف يكون انقلابي

أباللطف وهو الغفور الرحيم ***** أم العدل وهو شديد العقاب

وياليت شعري إذا سامني ***** بذنبي وواخذني باكتسابي

فهل تحرق النار عيناً بكت ***** لرزء القتيل بسيف الضبابي

وهل تحرق النار رجلاً مشت ***** إلى حرم منه سامي القباب

وهل تحرق النار قلباً اُذيب ***** بلوعة نيران ذلك المصاب((1))

* * *

توفّي السيّد رضا الهندي رحمة الله عليه سنة 1362هـ، ودفن في مدينة النجف الأشرف حيث مثواه الأخير((2)).

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)ديوان السيّد رضا الهندي: ص62.

(2)شعراء الغري / علي الخاقاني: ج4، ص88. أدب الطفّ: ج9، ص243.

[249]

عبد الحسين الاُزري

وُلد شاعرنا عبد الحسين ابن الحاج يوسف الاُزري في بغداد سنة 1880م، قال النظم وهو في سنّ البدر عند كماله، أصدر جريدة «المصباح»، شعره يمتاز بالرقّة والسلاسة والبراعة في النسج والتصوير، فهو إقليمي في فنّه، إنساني في نزعته، قوميّ في أهدافه، بالإضافة إلى صدق ما يقول.

إنّ المتفحّص لشعره وشعر من جاء بعده يرى أنّ الاُزري صاحب مدرسة انتفع بمنهجها واُسلوبها جماعة من الشعراء خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين((1)).

للاُزري ديوان باسمه حيث ترجم له عدّة محقّقين، وطبع عدّة طبعات، ويحتوي ديوانه على 216 قطعة وقصيدة. لقد نظم قصائد وطنيّة في وقت كانت بلاده ترزح تحت الحكم العثماني واضطهاده، ممّا أدّى إلى نفيه إلى بلاد الأناضول حيث اُتيح له أن يدرس الفرنسية إلى جانب معرفته باللغة التركية.

وانتهى حكم العثمانيّين لبلاده. وفي أوائل الحكم الوطني اُقيمت في بغداد سوق للشعر على غرار سوق عكاظ توافد إليها الاُدباء والشعراء من أنحاء العراق، وضربت خيمة للمحكّمين، وتبارى يوم ذاك الاُزري والرصافي والزهاوي، ففاز الحاج عبد الحسين، وحكم له بالتفوّق على صاحبيه((2)).

ثمّ نلاحظ بعد قيام الثورة الكبرى وتخوّف الاستعمار من الثوّار كلّ هذه العوامل أدّت إلى قيام حكومة البطش والتنكيل وبمساعدة الانكليز حيث خيّبت آمال شاعرنا، قال(رحمه الله):

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1)ديوان الاُزري الكبير / تحقيق: شاكر هادي شكر: ص30.

(2)ديوان عبد الحسين الاُزري / تحقيق: مكّي السيّد جاسم: ص7.