[261]

وللجواهري مواقف سياسية ووطنيّة، حيث ألقى قصيدته «أخي جعفر» عند إعدام أخيه من قِبل النظام الملكي، جاء فيها:

أتعلَمُ أمْ أنتَ لا تعلمُ ***** بأنّ جِراحَ الضَّحايا فمُ

فمٌ ليس كالمُدعي قولَةً ***** وليس كآخَرَ يسترحمُ

أتعلمُ أنّ رِقابَ الطُّغاةِ ***** أثْقَلَهَا الغُنْمُ والمأتَمُ

وأنّ بطونَ العُتاةِ التي ***** مِنَ السُّحتِ((1)) تَهضِمُ ما تهضمُ

* * *

سَتَنْهَدّ((2)) إنْ فارَ هذا الدمُ ***** وصوَّتَ هذا الفمُ الأعجمُ

ويا لك مِنْ بلسم يُشتَفى ***** بهِ حينَ لا يُرتجى بَلسمُ

أتعلمُ أنّ جراحَ الشهيدِ ***** تَظَلُّ عَنِ الثّأْرِ تَسْتَفْهِمُ

أتعلمُ أنّ جراحَ الشهيدِ ***** من الجوع تهضِمُ ما تَلهم

* * *

تَمُصُّ دماً ثُمَّ تَبْغي دماً ***** وتَبْقى تُلِحُّ وتستطعِمُ

يقولونَ مَنْ هُمْ اُولاءِ الرَّعاع ***** فأفهِمهُمْ بدم مَنْ هُمُ

وافهمهُمُ بدم أنّهُم ***** عبيدَك إنْ تدعْهُم يَخْدِمُوا

وأنّك أشرفُ مِنْ خيرهِم ***** وكعبُك مِنْ خَدِّهِ أكْرَمُ

* * *

لِيَشْمَخْ بفقِدِكَ أنفُ البلاد ***** وأنفي وأنفُهم مُرغَمُ

اسألتْ ثراك دموعُ الشباب ***** ونوَّر مِنْكَ الضريحَ الدَّمُ ((3))

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1)السّحت: المال الحرام.

(2)ستنهد: ستنهض للمحاربة.

(3)ديوان الجواهري: ج1، ص178. الجواهري في العيون: ص261.

[262]

توفّي الجواهري سنة 1998م.

الشيخ أحمد الوائلي :

نشأته:

وُلد الدكتور الشيخ أحمد ابن الشيخ حسون في مدينة النجف الأشرف سنة 1342هـ وهو شاعر مجدّد، وأديب عبقري، وخطيب رائد، حصل على درجة الدكتوراه باُطروحته المعنونة (استغلال الأجير وموقف الإسلام منه).

منزلته:

يعتبر الوائلي واجهة من واجهات جامعة النجف، والعميد للسلك الخطابي بالاضافة إلى أنّه شخصيّة اجتماعية بارزة.

شعره:

يتميّز شعره بفخامة الألفاظ، فهو شاعر محترف مجرِّب، ومن الرعيل الأوّل أمثال شاعر العرب الجواهري والشبيبي والشرقي وجمال الدين والفرطوسي،

فهو يمتاز بالحافظة القويّة، وسرد الأدلّة والحجج لما يطرح وبدون تلكّؤ أو تباطؤ، ويغلب على شعره الحماس وبثّ الشكوى والجرأة والصرخة في مواجهة الباطل والدعوة إلى يقظة المسلمين.

لذلك نجد شاعرنا واحداً من الشعراء الذين وضعوا شعرهم لخدمة وطنهم واُمّتهم.

مؤلّفاته :

ـ هوية التشيّع.

ـ من فقه الجنس.

ـ ديوان شعر.

[263]

ـ أحكام السجون.

ـ استغلال الأجير وموقف الإسلام منه.

ـ تجاربي مع المنبر.

نماذج من شعره:

للوائلي قصائد كثيرة قيلت في مناسبات مختلفة، فهناك قصائد سياسية وهناك قصائد اخوانيّة ووجدانيّة، كما وتوجد قصائد دينية نظمها شاعرنا في مناسبات مختلفة بالاضافة إلى شعره الاجتماعي; لذا نجد في قصيدته التي نظمها في ليلة من الليالي الحالكة بعنوان «عاشق الظلام» جاء فيها:

عشقتُ الدجى لا كافراً بضيائي ***** ولا لاعدَّ النجم من ندمائي

ولا اُنشدُ الإلهام فيه فلم تعد ***** مجال الخيال الخِصب ذات عطاء

ولكن عشقت الليل يُؤنس وحشتي ***** ويستر أحزاني عن الرقباء

وأرسل أحزاناً وِضاءاً طليقةً ***** تحررن من قيد وضغط وعاءِ

تعودن يشربن الاباء بشاهق ***** وما اعتدن غير النجم من قرناءِ

* * *

أقافلتي قد أوحشَ الدرب والتوى ***** ولم يبقَ عندي فيهِ من رفقاءِ

وعهدي به درب الكرام ***** إذا به ويا لشجوني مسلكُ السفهاءِ

من الحاسبين المجد أن يأكلوا على ***** موائد سحت في حمى الاُمراءِ

وأن يتقنوا رقص القرود ويُحسنوا ***** نشيد الثنا في جوقة الأجواء

إذا عادَ فنّ الزيف فنّاً وحنكةً ***** فماذا يكون الصدق غير هراء

* * *

أعاذلتي هل في الحياة بقيةٌ ***** تُمدُّ إليها العين دونَ قذاء

وهل من طموح الكبرياء بأنّها ***** تزاحم تجار الخنوع بماء

[264]

حلالٌ له كلّ الحرام لغيره ***** ومن لم يُطعه فهو من عملاءِ

يرى أنّه الفذّ العظيم وأنّه ***** لرعي نعاج لا يليق وشاءِ

وكيف يسوس الناس أرعنُ تافهٌ ***** وكيف يُداوى الجهل بالجهلاء ((1))

* * *

من بين قصائده الحزينة المعبّرة عن الظروف المؤلمة التي كانت تمرّ به من خلال صور الكآبة التي فرضتها الحرب وذلك بقصيدته «سماسرة الحرب» والتي جاء فيها:

ملأتم رباع الأرض بالنوح والندب ***** كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب

فأين عصور هذبت من غرائز ***** وسارت مع الإنسان من أوّل الدرب

كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب ***** دعوها لردّ الحقّ والوطن المسبي

وليست دمانا سلعة تشترونها ***** وما للدما أثمان عند ذوي اللب

* * *

لقد بعتم قدس الدماء وطهرها ***** ببخس من الأثمان يا أخوة الذئب

وألقيتم من أجل دنياً خسيسة ***** وحفنة نقط الفَ يوسف في الجب

كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب ***** أفيكم قلوب أم خلقتم بلا قلب

ومن أجل ماذا؟ هل هناك (قضيّة) ***** تراد ويضرى دونها المرء للذب

* * *

ويختتم قصيدته بما آلت إليه الحرب من المصائب والرزايا مؤكّداً على ضرورة الوئام، مستوحياً من صور الطفولة البريئة التي ذاقت ويلات الحرب المرعبة فيقول:

كفاكم دماءً يا سماسرة الحرب ***** ففي السِّلم ما يغني عن المركب الصعب

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الموسم: العدد 2، السنة 1989، ص488

[265]

وفي السلم كسب من حلال فجرّبوا ***** بأن تتركوا من لعبةِ الدَّم والغصب

إذا كان عمر المرء رحلة عابر ***** ويحوي جناه غيره، فلمن يجبي

ملأتم رباع الأرض من علق الدِّما ***** وأوْلى بكم أن تغمروها من الخصب

* * *

زرعتم بأشلاء الشباب حقولنا ***** وكان المنى أن تزرعوهنّ بالحَبّ

سلبتم من الأطفال ضحك ثغورهم ***** فأحزنتم من كان طهراً بلا ذهب

أفيضوا على الأطفال دفئاً وهدهدوا ***** نفوسهم بالحلو والسائغ العذب

فياربِّ ألهمنا السلام وأمنه ***** ويا ربّ ذد عنّا دهاقنة الرعب((1))

* * *

وفي مكان آخر نلاحظ الوائلي يرفض شتم الخطب والتباكي أمامه ويدعو للتصدّي من أجل الحياة والمجد والعزّة والكرامة فيقول:

لا تشتمنّ الخطب أو تبكي له ***** فالخطب ليس بمثل ذلك يدفع

فلقد شتمنا الرّزءَ حتّى اتخمت ***** آذانه والرزءُ باق مزمع

لكن تصدّ له فإن أخضعته ***** تحيا وإن خفت الممات ستخضع

فالمجدُ يحتقر الجبان لأنّه ***** شرب الصدى وعلى يديه المنبع

وبهذا ترى كيف أنّ الوائلي سجّل مأساة بلاده في أبيات حزينة يلفّها الضباب الكئيب; لذلك نلاحظه يقول:

قالوا بأنّ الشعر لهو مرفَّه ***** وسبيل مرتزق به يتذرّع

وإذا تسامينا به فهو الصدى ***** للنفس يلبس ما تريد ويخلع

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الموسم: العدد 2 / السنة 1989، ص474. ديوان الوائلي: ص75.

[266]

أن تطرب الأرواح فهو غناؤها ***** وإذا شجاها الحزن فهو الأدمع

فذروه حيث يعيش غريداً على ***** فَنَن وملتاعاً يئنّ فيوجع

* * *

لا تطلبوا منه فما هو بالذي ***** يبني ويهدم أو يضرُّ وينفع

أكبرت دور الشعر عمّا صوّروا ***** وعرفت رزء الفكر في من لم يعوا

فالشعر أجّج الف نار وانبرى ***** يلوي اُنوف الظالمين ويجدع

لو شاء صاغ النجم عقداً ناصعاً ***** يزهو به عنق أرقّ وأنصع

* * *

أو شاءَ ردَّ الرَّمل من نفحاته ***** خضلاً بأنفاس الشذى يتضوّع

أو شاء ردَّ الليل في أسماره ***** واحات نور تستشفّ وتلمع

أو شاء قاد من الشعوب كتائباً ***** يعنو لها من كلّ اُفق مطلع

أنا لا اُريد الشعر إنجدَّت بنا ***** نوبٌ يخلّى ما عناه ويقبع

* * *

أو أن يوش الكأس في سمر الهوى ***** ليضاء ليل المترفين فيسطع

بغداد يا زهو الرّبيع على الرُّبى ***** بالعطر تعبق والسَّنا تتلفَّع

يا ألف ليلة ما تزال طيوفها ***** سَمَراً على شطآن دجلة يمتع

يا لحن (معبد) والقيان عيونها ***** وصلٌ كما شاء الهوء وتمنُّع

* * *

بغداد يومك لا يزال كأمسه ***** صوَرٌ على طرفَي نقيض تُجمع

يطغى النَّعيم بجانب وبجانب ***** يطغَى الشِّقا فمرفَّهٌ ومضيّع

في القصر اُغنية على شفةِ الهوى ***** والكوخ دمعٌ في المحاجر يلذع

ومن الطّوى جنب البيادر صرَّع ***** وبجنب زق أبي نؤاس صرَّع

* * *

[267]

ويد تُكبَّل وهي ممّا يُفتدى ***** ويد تُقبَّل وهي ممّا يُقطع

وبراءة بيد الطّغاة مهانة ***** ودناءَة بيد المبرِّر تصنع

ويصان ذاك لأنّه من معشر ***** ويضام ذاك لأنّه لا يركع

كبرت مفارقة يمثّل دورُها ***** باسم العروبةِ والعروبةُ أرفع((1))

* * *

ولم ينفكّ الوائلي يلاحق مواطن اللوعة والحسرة والذبول والفناء التي يتعرّض له الشعب الفلسطيني، نافضاً تراب التغاضي والتعامي عن عمق جراحاته. ففي قصيدته «من وحي النكسة» وضع لمساته على صور متعدّدة: للشهداء وتوديعهم للحياة، وللأطفال وما يلاقون والجرحى وما يفرزون والاُمّهات وما يكابدْنَ قائلاً:

فهنا يبعث الأنين جريحوهنا يلفظ الحياة شهيد

وهنا طفلة وطفل يتيم ***** والأسى والحرمان والتشريد

وبقايا اُمّ برتها الرزايا ***** ببقايا حطام روح تجود((2))

ثمّ يستعرض الشاعر جمال فلسطين الطبيعي، وخيراتها، وتلاعها، وهضابها، ورفيف سنابلها، وجريان مائها، وأنّها أصبحت جميعها لليهود المجرمين، ومن حولها أهلها ترمقها مشردّة، جوعاً وذبولاً وذلاًّ وأسى، ويستدرج بذلك حالة اللاجئين والبائسين المشرّدين من أبناء فلسطين، ومعاتبة الأب لابنه، وصراخ الابن خلف أبيه، وما إلى ذلك من مشاهد حزينة باكية وذلك في قصيدته «حديث فلسطين» حيث يقول :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1)ديوان الوائلي: ص52. الموسم: العدد 2 / السنة 1989، ص533.

(2)الموسم: ص336. ديوان الوائلي: ص60.

[268]

فلسطينُ لا ذكرتنا الحياةُ ***** إذا ما نسينا رؤىً تألقُ

رؤىً هي إن خطرت بالخيالِ ***** أضاءَ الخيال بها رونقُ

تفجّر خيراتها لليهود ***** ومِنْ حولها أهلها ترمقُ

مشرّدةً للطى والذبولِ ***** وللنائباتِ وما تطرقُ

ونطقُ الأسى في عيونِ الصغارِ ***** وإن لم يقولوا، ولم ينطقوا

وأسئلةٌ في شفاه الصبي ***** لامٍّ بعبرتها تخنقُ

تلهّب أضلاعها إذ يقول ***** اُمّاه، أينَ أبي المشفقُ؟

* * *

وأين أخي؟ ولداتي؟ وأينَ ***** ملاعبُ داري؟ التي أعشقُ

لماذا أنامُ بهذي الخيام ***** وخدّي على الترب لا يرفقُ

واُمّي بجَنْبي تنثّ الدماءُ ***** من صدرها، وأخي يشهقُ

وأأكل من كسر المحسنينَ ***** وأرضِيَ خيراتُها تغدقُ

لماذا يسموننا اللاجئين ***** أليسَ لنا وطَنٌ مسبقُ

أبي كم نشدت الكرى أن أراك ***** ولكن عَيني أبي تأرقُ

تعال أبي، ويذوب الصبيّ ***** وعيناهُ بالدمعِ تغرورقُ

ثمّ يتخلص الشاعر عن لسان اللاجئ، مخاطباً ابنه بصنع فجر المستقبل بالدم والعلم والفداء وخوض الحرب، مستنكراً ما حلّ به من الذلّ عند اليهود، والاستهانة بقدره، بالوقت الذي ضاق فيه الفضاء بسورة العزائم، التي استاقت الكتائب، بسيف الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، فيما للمصير المرير، وذلك قوله:

بُنَيّ رويداً فلا بُدّ أن ***** تردّ السهام لمن فوقوا

[269]

ونصنعُ فجراً سخيَ العطاءِ ***** ومجداً على دمنا يبسقُ

فعدنا، ويا للمصير المريرِ ***** سبايا، نناشد مَنْ يعتقُ

إلى آخر هذه القصيدة التي ينهيها بقضايا سياسية هادفة اُخرى((1)).

أمّا قصيدة الوائلي «اُمّتي» والتي يخاطب بها الاُمّة، ويعدّد أمجادها ومفاخرها، وكان قد أعدّها لتلقى في مؤتمر الاُدباء العرب المنعقد في القاهرة يقول فيها:

اُمّتي أرستِ الخطوبُ السودُ ***** فأقرعيها ، ولا يلنْ لكِ عودُ

وانتشي باللظى، فما برحَ الكأس ***** خلياً من اللظى يستزيدُ

وانْشِقي من دخانِهِ، فدخانُ ***** النار في رحمةِ المعامعِ عودُ

* * *

إنّه الأثمدُ المحبّبُ، لم تكحل ***** من مثله العيونُ السودُ

إنّه والحرابُ محمومة الطعن ***** خضوبٌ من الدما تغريدُ

والجباهُ السمراءُ تستشرف الطعن ***** كما استشرف الهوى معمودُ

أنت بين اثنتين، إمّا وجودٌ ***** يتحدّى الفنا، وإمّا لحودُ((2))

* * *

بعد أن انتهينا من استعراض أدوار الشعر العربي من خلال هذه الإلمامة السريعة وعلى مدى أربعة عشر فصلاً، ولمّا كان العنوان الذي اخترناه لهذه الدراسة هو مراحل الأدب العربي، فلا بُدّ مِنْ تناول الوجه الآخر للأدب الذي يمثّل (النثر). فالشعر وحده لا يعني الأدب كلّه كما لا يُعطي صورة تامّة المعالم عنه، وهما (الشعر والنثر) معاً يشكّلان الاطار المتكامل لصفحة الأدب في أيّ عصر من العصور.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1)ديوان الوائلي / الدكتور أحمد الوائلي: ص63. الموسم: العدد 2 / السنة 1989، ص525.

(2)الموسم: ص526. ديوان الوائلي: ص56.

[270]

قلنا في الفصل الأوّل: الأدب هو مجموع الكلام الجيّد المروي نثراً وشعراً، وقد تحدّثنا في الفصول السابقة عن الشعر حسب عصوره التي مرّ بها.

وهنا سنتحدّث عن النثر بصورة مقتضبة حيث نجد أنّ مؤرّخي الأدب انقسموا إلى قسمين، فمنهم من قال: إنّ النثر ظهر قبل ظهور الإسلام بقليل، ثمّ نما وازدهر بعد اتّساع الدين الجديد، ومنهم من قال عكس ذلك. وممّا يدلّل على وجود النثر قبل الإسلام هو شيوع الأمثال الجاهلية((1)) والحكمة((2)) والخطبة((3)) والوصية((4)) وسجع الكهّان((5))، إضافة إلى ذلك اختلف الاُدباء حول أوّليّة النثر أو الشعر وأيّهما

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1)من الأمثال الجاهلية: «بلغ السيل الزّبى»، الزبى: أعلى الجبل، يضرب لمن جاوز الحدّ.

«ربّ قول أشدّ من صَوْل»

«ربّ أخ لك لم تلده اُمُّك»

جواهر الأدب: ج1، ص320، 323.

(2)من الحِكم: «من جهل قدر نفسه فهو لقدر غيره أجهل».

«المصيبة واحدة فإن جزعتَ فهما اثنتان».

الحكمة الخالدة / أحمد بن مسكويه: ص15، 186.

(3)الخطابة: نموذج من خطبة أبي طالب عند تزويج رسول الله (صلى الله عليه وآله)! من خديجة بنت خويلد، حيث قال:

«الحمد لله الذي جعلنا من ذرّيّة إبراهيم... إنّ ابن أخي هذا محمّد بن عبدالله، لا يوزن به رجل إلاّ رجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً، وإن كان في المال قلّ فإنّ المال ظلٌّ زائل وأمر حائل... إلخ».

حياة النبيّ / الشيخ محمّد قوّام الوشنوي: ج1، ص73.

(4)الوصية: مقطع من وصيّة عبدالمطّلب(رض) لاُمّ أيمن حيث يقول:

«لا تغفلي عن ابني، فإنّ أهل الكتاب يزعمون أنّه نبيّ هذه الاُمّة وأنا لا آمن عليه منهم».

حياة النبيّ: ص47.

(5)سجع الكهّان: ضربٌ خاصّ من الخطابة عُرف في الجاهلية وانقرض بظهور الإسلام.

ففي سجعهم نلاحظ عدد القوافي المكرّرة أكثر والغموض أعمّ والتكلّف ظاهر، أمّا الكهّان فهم طبقة من الرجال كانوا في العصر الجاهلي يشغلون الوظائف الدينية الوثنيّة في أماكن العبادات وبيوت الإلهة، وكان يطلق على أحدهم الكاهن منهم أكثم بن صيفي، والمأمور الحارثي، ومن النساء وزبراء كاهنة بني رئام التي أنذرت قومها بالغارة عليهم فقالت: واللوح الخافق، والليل الغاسق، والصباح الشارق، والنجم الطارق، والمزن الوادق.

تاريخ الأدب العربي / نوري حمودي القيسي: ص358.