وقال راثيا كريمة العلامة السيد مهدي القزويني، ومعزيا أباها واخوتها الكرام:
مـالهم يـا قبرُ قد جدُّوا iiانصرافا بـعدما قـد دفـنوا فـيك iiالعفافا
وحـثوا مـنك عـلى عين iiالعُلى تـربةً تـستافها الـحورُ iiاستيافا
نـفضوا تـربك والـصبرَ iiمـعا عـن يـدٍ تـمسكُ أكـبادا iiلـهافا
وردوا أمــس ثـقالا iiبـالجوى فـبماذا صـدروا الـيوم iiخـفافا؟
هـل أعـادوا مـعهم مـا أخذوا مـن حـشاشات تـبقّوها iiلـهافا
لا ومَـن قـد طـهَّر الـمأَ iiبـها مـذ لـها مـطلقه كـان مـضافا
والـتـي راحَ الـحـيا iiمـلتحفا مـعها طـاهرَ بـرديها iiالـتحافا
بـل أعـادوا جـمرة الوجد iiإلى أضـلعِ بـاتت عـليها تـتجافى
حـجب الـقبرُ ابـنة الوحي التي شــرف الـذكر بـعلياها iiأنـافا
مــن كـريماتٍ عـلى الله لـها ضـرب الـعمصة خدرا iiوسجافا
لـم تـلد إلاّ الـذي يـسقى iiكلا ما تحي سجليه(767) شهدا وذعافا
والـتي مـا مـدَّت الـعليا iiعلى مـثـلها يـوما لـتخدير iiطـرافا
صـاح هـل تـعلمُ لـمّا أفردت وامـتلى الـقبرُ ضـجيجا iiوهتافا
أبــذاك الـترب واروا iiفـاطما أم الـيها الـعالمُ الـقدسيُ وافـى
ونـعـم فـيـه تـوارت iiشـعبةٌ من حشاها اختطفت منها iiاختطافا
سـاقها الـحتفُ ولـكن iiبـعدما شق من صدر الهدى عنها iiالشغافا
وعـليها مـسح الـوجدُ iiضـحىً مـقلةً عـمياء لا تـدري iiالجفافا
أوحـشت مـن امِّ شـبلٍ iiغـابةً لـو بـها مـرَّ أبـو شـبلٍ لخافا
كـعـبة الـتـخدير إلاّ iiأنـهـا خـلقت لـلملا الاعـلى iiمـطافا
دارُ قــدسٍ أودع الـلّـهُ iiبـها خـيرَ أهـل الارض نسكا iiوعفافا
قـل لـمن رام انـحرافا iiعـنهم ضـلَّ من يبغي عن الحق انحرافا
ســادةٌ لـلـرشد فـي iiمـهديِّهم جـعل اللهُ مـن الـغيِّ iiانـتصافا
كـلُّـهم أبـحـرُ عـلمٍ iiطـفحت فـاغترف من أيِّهم شئتَ iiاغترافا
فـضـلوا الـخلقَ أكـفا سـحبا رفـع الـمحلَ وأخـلاقا iiسـلافا
أسـكرتْ فـي حبهم حتى iiالعدى فـهي الـصهباء لـطفا iiوارتشافا
كــرمـأٌ لـقِـرى iiأضـيـافهم يـنحرون الـبدرَ لا البدنَ iiالعجافا
آمـنـوا فــي الله مـن iiآمـنه وأخـافوا مـن لـه الـلّهُ iiأخـافا
يــا ذوي الـحلم وفـيكم iiرقـةٌ فـقـتم فـيها حـنوّا iiوانـعطافا
إنـمـا هــزَّت قـنا iiصـبركُم نـكـبةُ الـدهر فـزادتها ثـقافا
وعـلى زحـف الليالي لا iiشكت أبــدا أبـيات عـلياكم زحـافا
___________________________________
767 الامتياح: اخراج الماء من البئر، والسجل: الدلو، أو ما تحمله من الماء.
وقال راثيا العلامة الميرزا صالح القزويني ومعزّيا أخويه:ـ
أفـعى الاسـى طـرقت وغاب iiالراقي فـأنـا الـلـديغُ وأدمـعـي دريـاقي
بـاتت تـساورُ وهـي غـير iiضـئيلةٍ حـتـى رشـحـن بـسـمِّها iiآمـاقى
لا راق نـفـسي الـعيشُ بـعدك iiلـيلةً ضـربـت عـلـىَّ بـأسدف iiالارواق
أثـكـلـتنيها يــا ثـكـلتك iiقـلـبها غــررا أعـزَّ عـليَّ مـن iiأحـداقي
فـأعدت لـي فـي فـقد أطيب iiمعرقٍ فـي الـمجد مـفقدَ طـيّب iiالاعـراق
ذهـبـا بـأيامٍ خـطرت مـع iiالـهوى مـنـها بـمـعلمة الـبـرود iiرقــاق
زمـنـا لـبستُ حـريرها ونـضوتها عــن جــدَّةٍ وأبـيـك لا iiالاخـلاق
فـلانـدبن الـيـوم صـالـحَ عـهدها ولابـكـيـن نـفـائـسَ iiالاعــلاق
ولاحـلـبنَّ مـن الـشجون iiحـشاشتي دمـعـا كـمـندفق الـحـيا iiالـمهراق
أمـرقـصا دمـعـي وأخـلاقي iiمـعا بـنشائد ((الـخنساء)) لا ii((إسـحاق))
فــرّق بـأقـتلها مـجـامعَ iiأضـلعي إنَّ الـمـكـارم آذنـــتْ iiبـفـراق
قـتلت أسـيً لاغـرَّ(768) لولا جودُه قـتـل الـزمـان بـنيه مـن iiإمـلاق
فـأزل بـنعيك في الورى رمق iiالورى فـالـموتُ زال بـمـمسك iiالارمــاق
هـذا ((أبـو حـسنِ)) اسـتقلَّ مـشيَّعا لـكـن بـنـعشٍ لا مـتـون iiعـتاق
ومـشـت وراء سـريره مـن iiهـاشمٍ غـلـبُ الـرقاق خـواضع iiالاعـناق
مـتـماسكين مــن الـحياء iiتـهافتت قـطـعا قـلـوبُهم مــن iiالاقــلاق
يــا راحـلا بـالصبر حـمَّل iiقـومَه عـبـثا مــن الارزاء غـير iiمـطاق
خـرجـتْ تـمّنى لـو بـهاشم iiكـلّها خـرجت وأنـت لـمجد قـومك بـاقي
فـلو افـتدى بـسواه غـيرُك أو iiوقى مــن حــدَّ أسـياف الـمنيَّة iiواقـى
لـوقتْك مـن دمـها الـعفاةُ بـما iiوقى بـوفـاء مــاء سـمـاحك iiالـرقراق
ولـغـيَّمت بـالـنقع دونــك iiهـاشمٌ حـتـى تـسـدَّ مـطـالع iiالافــاق
وأتـتك تـرعد بـالصواهل iiواغـتدت بـالـبيض تـبـرقُ أيَّـمـا ابــراق
ولامـطرتْ بـدمٍ سـقت شـوك iiالـقنا مــنـه بـأغـزر وابــلٍ دفّــاق
ولـقارعت عـنك الـردى iiوشـعارها أنـا مـن أمـرَّ الـيوم طـعمَ iiمـذاقي
ولاقـبـلتْ بـك يـا عـميدَ iiسـراتها والـموت بـين يـديك رهـنُ iiوثـاقَ
وأظــن أنــك والـتـكرّم iiشـأنكم كـرمـا تـمـنُّ عـلـيه بـالاطـلاق
فـيـردن أفـئدةٌ لـهنَّ لـظى الـجوى لــم تـبـقِ بـاقيةً عـلى iiالاحـراق
لـكـن دُعـيتَ وأيُّ خـلقٍ لـم iiيـكن لـيـجيب دعــوة قـاهـرٍ iiخــلاّق
فـمضى الـردى بـك راغـبا iiبطلاقها دنــيـا تـجـدُّ تـبـعلا iiبـطـلاق
مـعـشوقةٌ وهــي الـمـلالُ iiوإنـها لـعـلى الـمـلال كـثـيرة الـعشاق
ســارٍ عـلـى أيـدٍ رفـعن iiبـرفعها مــنـك الـبـنان مـفـاتح الارزاق
اعـتـقن مــن رقِّ الـزمان iiكـرامَه فـجـمعن بـيـن الــرقِّ والاعـتاق
ودعـت وقـد رفـعت عـقيرتها iiالعُلى الله أيـــن بـمـثـقل iiالاعــنـاق
فبرغم أنفي اليوم حطَّك في الثرى(769) مَــن كـنت أرفـعه عـلى الاحـداق
فـلو اسـتطعتُ عـن الـتراب iiرفعته بـالـوضع بـيـن تـرائبٍ وتـراقي
واهــا لـتربة ذلـك الـجدث iiالـذي فـيه دفـنت(770) مـكارم iiالاخـلاق
مـصت نـدى تـلك الـبنان iiفأعطشت عــودَ الـرجـاء وكـان ذا iiايـراق
إيها صروف الدهر دونك في الورى iiاب تــدرى بــلا فــرقٍ ولا iiاشـفاق
غـطى الـتراب عـلى قريعك وابرزي فـي الـناس كـاشفةً لـهم عـن iiساق
قـدرٌ رمـى شـجرَ الـعلوم iiبـمعطشٍ فـشـكت أعـالـيه جـفـاف iiالـساق
وذوى وزال عـن الـقلوب لـفقد iiمَـن قــد كـان بـحرا والـقلوبُ سـواقي
سُـلبتْ نـضارته وغـودر عـن يدي طــلابّــه مـتـسـاقـطَ iiالاوراق
يـا نـازلا غـرف الـجنان وناركَ iiال صــبَّ الـمـشوق بـقاتم الاعـماق
وفـدت عـليك صـلاةُ ربـك iiشـائقا مـنـعت الـيـه وفــادةَ iiالـمـشتاق
فـاذهب وحـسبُك لـلعلى ii((بـمحمدٍ)) فـعـلاه لا يـرقـى الـيـها iiالـراقي
عـرجت بـه لـسماء فـضلك iiهـمةٌ قـالـت: أجـلُّ مـن الـبراق بـراقي
هــذا الــذي ورث الـنبوَّة عـلمَها ومـــن الامـامـة حــل أيَّ iiرواق
ولـقـد أقــولُ لـمن بـغاه iiبـضغنه أقـصـرْ فـلـستَ تـنـاله iiبـلـحاق
عـجبا طـمعت بـمن يـروضك iiعالما إنَّ الـقـلوب تــراضُ iiبـالارفـاق
لا تـقرَّبن الـصلَّ نـضنض iiمـطرقا فـالـصلُّ سـورتـه مـع iiالاطـراق
هـو و((الـحسينُ، كـلاهما قمرا iiعُلى فــي فـتـيةٍ هــم أنـجم iiالافـاق
مــن كـلِّ نـهاض الـعزائم iiحـائزٍ قـصبَ الـرهان بـيوم كـلّ iiسـباق
خـطبت لـهم بـكر الـعُلى وهـم iiلها جـعلوا جـميل الـذكر خـيرَ iiصـداق
فـبـنوا بـخـير عـقيلةٍ مـا iiراعـها صــرفُ الـنـوائب مـنهم iiبـطلاق
لـولاهـم غــدت الـقلوبُ iiكـمضغةٍ بـلـهى الـخطوب تـلاكُ iiبـالاشداق
ولاطـبـقت ظـلمُ الـرزيَّة iiواخـتفى ضــؤُ الـسـلوِّ بـذلـك iiالاطـبـاق
فـهـم الـبـدورُ تـفاوتت iiبـطلوعها فـي الـمجد لا فـي الـتمِّ iiوالاشـراق
الـمـجدُ أطـلـعها وقــال مـعـوّذا لا نِـيْـلَ بـاهـرُ مـجـدكم iiبـمحاق
___________________________________
768 في الديوان المطبوع: لاعز.
769 في المطبوع: بالثرى.
770 وفي نسخة: دفن.
وقال راثيا العلامة الكبير السيد مهدي القزويني ومعزيا أولاده الكرام:ـ
أرى الارض قـد مـادتْ لامرٍ iiيهولهُا فـهل طـرقَ الـدنيا فـنأٌ iiيـزيلُها؟
وأسـمع رعـدا قـد تقصف في السما لـمن زمـرُ الامـلاك قـام iiعويلها؟
تـأمَّل فـأما الـساعةُ الـيوم iiفاجأت وأمـا الـتي فـي الـعالمين iiعـديلها
وإلاّ فـما لـلدهر راع حـشا iiالورى بـتـقطيبه مـنها عـراها iiذهـولها؟
بـلى طـرقتْ اخـتُ الـقيامة iiبغتةً وتـلك الـتي لـلحشر يـبقى iiغليلها
لـها صـعدتْ بـالحزن للعرش iiرنّةٌ بـأعلى بـيوت الـوحي كان iiنزولها
نحت في رواق المجد صدرا من iiالعُلى يـروع مـلوكَ الارض فـيه مـئولها
ومـالت بـأرسى هضبةٍ ما تصوَّرت جـحاجحُ فـهرٍ أن تـرى مـا iiيميلها
فــدىً لـعـميد الـغـالبيين كـلّها وأي فـريـدٍ لــو فــداه iiقـبيلها
إذا لافـتدت طـودا لـها مـا iiتعلقت بـقـنـته لـلـكـاشحين وعـولـها
فـإن ((مـعز الـدين)) مَن سُلَّ دونه صـوارمُ لا يـخشى عـليها iiفـلولها
وقـارع حـتى كـلُّ مـضاء فـكرةٍ ثـنـاه بـحدِّ الـقول وهـو iiكـليلها
وراش نـبالا لـم تـفت مقتل iiالعدى وأقـتـلُ سـهمٍ مـا يـريش iiنـبيلها
وسـدَّد مـن أقـلامه الـسمر iiصعدةً بـصـعداتها لـلسمر قـصِّر طـولها
فـأدرك مـالا تـدرك الـشوسُ iiبالقنا ونـال بـها مـا لـم تـنله iiنصولها
أكـالىء ثـغر الـدين قد عثر الردى بـيـومك لـكـن عـثرةً لا iiنـقيلها
لارخـى يـمينا مـنك شدَّ قوى iiالهدى وغـمـض عـينا بـالحفاظ iiتـجيلها
فـمن مـخبري كـيف انـتحتك iiمنيةٌ بـطرفك لـو تـرمي لعزَّ iiوصولها؟
أأنـحلها خوفُ(771) التقحم إذ مشت الـيـك فـأخـفاها عـليك نـحولها؟
أم اقـتـادك الـتـسليمُ لـله iiطـائعا وهــل طـاعةٌ إلاّ وأنـت فـعولها؟
ورزئـك مـا هذي الدموع وإن iiجرت بـمـأٍ ولا هـذي الـسيولُ سـيولها
ولـكن حشاشات على الشوق لم iiتزلْ تـذوب إلـى أن جـاءها مـا iiيسيلها
سـنبكيك مـا نـاح ابنُ ورقاء iiأعينٌ بفضلك من حيث التفتنا iiنجيلها(772)
نـرى لـك آثـار الـغمامة iiلاطـفت ثـرى الارض حتى روَّضته iiهطولها
((أبـا صالحٍ)) ما العيش بعدك iiصالحا لـنفسٍ هـواها عـنك لا iiيـستميلها
عـفأً عـلى ((الـفيحأ)) بعدك iiوحدها وإن غـال كـلَّ الارض بعدك iiغولها
لـقد لـبست فـيك الـجمال iiوإنـما عـليك تـعرّى الـيوم عـنها iiجميلها
غـدت ثـاكلا تـشجي بـنيها iiوطالما زهـت فـاجتلتها كـالعروس iiبعولها
نـعـاك لـها نـاعٍ الـيك iiأطـارها بـدهـياء راعَ الـخـافقين iiحـلولها
أتـت لـك تـشكو الـيتم فيك iiبأدمعٍ لـها صـنتها دهـرا فأضحت iiتذيلها
وشـرفتها مـيتا بـحملك ضـعف iiما رأتـك مـن الـتشريف حـيا iiتنيلها
أصـاحِ إلـى جنبي قف اليوم iiممسكا عـليَّ حـشا حـان الـغداة iiرحـيلها
فـقد كـنتُ قـبل الـيوم أعهد لي يدا هـي الـيوم لا مـنّي فـأنت iiبـديلها
أزل بـالنعيِّ الـراسيات فـقد iiسرى يـخفُّ عـلى أيـدي الـرجال iiثقيلها
ومـا خـفَّ لـمّا أن تـساوي iiبحمله حـقيرُ الـورى فـوق الثرى iiوجليلها
ولـكن سـرى الامـلاك فـيه iiيؤمهم بـتـكبيره فـوق الـسما iiجـبرائيلها
وغـبراء مـن حثو التراب قد احتبى بـقـاتمها حــزنُ الـفلا iiوسـهولها
مـرت مـاءها الانفاسُ في iiصعداتها فـسالت وأسـرابُ الـدموع iiسـيولها
___________________________________
771 في المطبوع: هول.
772 وردت في المطبوع والمخطوط: بخيلها، والانسب ما ذكرناه.
|