تـدانى بـها مـنا ابـنُ نـعيٍ iiيلوثها عـلى وجـهه طـورا وطورا iiيذيلها
فـقمنا لـه نـخفي الـذي مـنه iiهالنا وهـل طـلعةٌ لـلشر يـخفي مهولها؟
وقـلـنا زعـيم الـطالبيين iiأحـدقت بـجـنب عــلاه شـيبها iiوكـهولها
قـضى حجةً واستأنف السير iiفانبرت تـعطّف مـنه حـول فـحلٍ iiفحولها
وهـذا بـشيرٌ لـو وهـبنا iiنـفوسنا لـقلت لـه والـفضلُ مـنه iiقـبولها
فـلـما ألــمَّ اسـتلَّها مـن iiلـسانه صـفيحة نـعيٍ كـلُّ قـلبٍ iiقـتيلها
شـكت عـندها الاسماعُ وقرا iiأصمَّها ومــا وقـر الاسـماع إلاّ صـليلها
وقـال امسحوها اليوم عمياء من iiجوىً بـشلاّء فـيها لـم يُـكفكفْ iiهـمولها
فـذاك عـلى الاعـواد سـيدُ iiهـاشمٍ بـجنب الـعُلى مـنه مـسجى iiكفيلها
وذي هـاشمٌ جـاءت بـأثقال iiهـمّها ومـهـديّها مـحـمولة لا iiحـمـولها
نـضتها الـسرى أسيافَ مجدٍ iiصقيلةً وعـادت وفـي قـلب المعالي iiفلولها
مـضـت بـأبٍ لـلمكرمات iiيـؤمُها وكــان بــامّ الـنـائبات قـفولها
أمـا وسـريرٍ تـحته قـد iiتـزاحمت فـطاشت كـما طاشت خطاها iiعقولها
لـقـد هـالها الاقـدام فـيه iiلـتربةٍ عـلـى روحـها بـالراحتين iiتـهيلها
فـقد قـبرت في اللحد واحد iiعصرها وأقـسـم مــا الـمقبورُ إلاّ iiقـبيلها
تـجللتها يـا دهـرُ سـوداء iiفانطوت عـليك لـيوم الـنشر تـضفو iiذيولها
حـطمت بـها قـسرا عـرانينَ هاشمٍ فـقـدها تـساوي صـعبُها iiوذلـولها
وقـل لـعوادي الحتف شأنك iiوالردى مـضى الفضلُ والباقون منها فضولها
فـما جـولة عـند الـردى فوق iiهذه فـنخشاه يـوما فـي كـريم iiيـجولها
ويـا رافـعيه فـي الاكـف iiنـصبتمُ بـها عـلما يـشأي الـعُلى iiويطولها
قفوا وانظروا كيف الورى لو iiتحاشدت وضــاق بـأبناء الـسبيل iiسـبيلها
تـشيِّع نـعشا لـيس تـدري iiإمـامها إلـى الـقبر مـحمولٌ به أم iiرسولها؟
فـتـىً طـبَّق الـدنيا عـلاً iiوعـمَّها سـخـأً وأبـقى بـعده مـن iiيـعولها
كـفـى خـلفا مـنه بـأشبال iiمـجده وهـل تـخلف الاسـاد إلاّ iiشـبولها؟
مـصابيحُ رشدٍ والمصابيح في الورى يـكون الـيها لـيس عـنها iiعـدولها
فـشمسُ الـهدى والامـر للّه إن تغبْ وراع الورى شرقا وغربا افولها(773)
فـدونـكـها مــوروثـةَ نـبـويَّةً وخـلـفَك بـاغـيها فـللاسُد iiغـيلها
إمـامة حـقٍ إن تـكن أمـس iiودعت أبـاهـا فـعند الـيوم نـاب iiسـليلها
سـتـعلم روادُ الـشريعة إذ iiجـرت بـسلسلٍ عـلمٍ فـيك مـا سـلسبيلها
لـقد سـمعت بـالوحيِ تـنزيلَ iiآيها وسـوف تـرى من فيك كيف iiنزولها
ألا إنـما(774) الـعليا قـواعدُ iiسؤددٍ لــك اللهُ أرسـاها فـمن ذا iiيـزيلها
ومـجد قـدامى الفخر مدَّ على iiالورى سـمأً لـها عـرض الـسمأ iiوطولها
عـفاةَ الـورى لا يـقعد الـيأسُ iiفيكم فـأثقال أهـل الارض قـام iiحـمولها
أبــلِّ بـني فـهرٍ لـواشجةٍ حـشا اذا الـشـتوةُ الـغبراء هـبِّ iiبـليلها
أتـى بـاليد الـبيضاء تـقطر نـعمةً وبـالـطلعة الـغرّاء يـبهى iiجـميلها
لـقد جـاء فـي عصرٍ به عقر iiالندى سـوى مـذقةٍ يـعي الـرجأَ حصولها
فـما هـو إلاّ ((صـالحٌ)) iiو((ثمودُه)) وبـالـجود إلاّ نـاقـةٌ iiوفـصـيلها
أنـر يا ((أبا الهادي)) دجى كلِّ iiمشكل فـمـا شـبـهةٌ إلاّ وأنـت iiمـزيلها
وأمـطر بنانا يا ((محمدُ)) في iiالورى وقـد روَّضـوا حـالا توالت iiمحولها
فـاقسمُ لـو لـم تـرو عاطشة iiالمنى لــدبّ بـأغصان الـرجاء ذبـولها
صـنايع مـن عـرفٍ لنا بك iiفخرها ولـلـناس مـشكورا لـديك iiجـزيلها
قد(775) اكتست الدنيا فتاهت iiبزهوها خـلائقَ أخـلاقُ الـرجال iiسـمولها
اذا اسـتبقت فـهرٌ بـفخرك في iiمدىً غـدت غـررُ الـعليا لـها وحجولها
ولـيس الـخطاب الـفصلُ إلاّ iiمقالة لـسانُ قـريشٍ وهـو أنـت iiقؤولها
بـك ارتـاش عـافيها وقـرّ iiمروعها وادُنـى قـاصيها(776) وعَّـز iiذليلها
ومـا قـصرتْ بـاعُ العُلى عن iiرزيّةٍ رغـت كرغاء المثقلات(777) iiنكولها
وذا ((صـالحُ)) الـدنيا وأنت iiكلاكما تـمدان مـنها و((الـحسينُ)) iiمطيلها
فـتىً لا أقـول الـغيثُ يـحكي iiبنانه سـمـاحا لان الـغيثَ فـيه iiعـذولها
شـمـائله تـحـكي الـنسيمَ iiلـطافةً وأخـلاقه الـصهباء رقَّـت iiشـمولها
بـنـى الـغـالبيين الـذيـن iiأكـفُّهم تـريك الـغوادي الـغرَّ كيف iiمخيلها
ألـستم لقومٍ تملا الارض(778) iiرجفةً اذا هــي لـلهيجاء سـار iiرعـيلها؟
ضـراغمُ تخشى رقدة الموت من iiغفا اذا اسـتيقظتْ للضرب يوما iiنصولها
يـطـول نـعيُّ الـثاكلات iiلـقومها اذا صـهلت لـلطعن شـوقا iiخـيولها
بـهاليلُ أمّـا هـجرت يـوم iiمـعركٍ فـتحت ظبات(779) المشرفيِّ iiمقيلها
لـها الـحربُ لـم تـبرحْ تقلِّل iiعدَّها ويـكـثر فـي عـين الـعدوّ iiقـليلها
لـكم صـبرُها تحت السيوف iiوحلمها اذا نـوبُ الـدهر ارجـحنَّ iiجـليلها
فـما شـيمةُ الـحسّاد فـيكم iiولـيتها عـفت كـعفوِّ الـمجد مـنها iiطلولها
وقـدركم فـي الـموت يـعلو iiنباهةً ومـا الـموت كـلُّ الموت إلاّ خمولها
ألا أنـتـم الـقـوم الـذيـن قـبابُهم عـلى شهب الخضراء ترخى iiسدولها
فـروع عُـلىً لا يـدرك الوهم iiطائرا سـوى إنـها فـوق الـسماء iiاصولها
لـها فـوق أهل الارض مجدٌ iiتكافأت عـمـومتها فـي فـخره iiوخـؤولها
خذوها بنيالعلياء ((خنساء)) iiعصرها وإلاّ فـبنت الـدوح iiمن(780)غليلها
فـلو أنـها نـاحت لـصخر iiارتْـكه تـفـطّرُ مـمّا قـد شـجاه iiهـديلها
لـها قـربُ عـهدٍ بـالولادة لا iiتخل أتـى قـبلُ أو مـن بـعدُ يأتي iiمثيلها
تـطول قـوافي الـشعر منها iiقصيدةٌ ((زهـيـرُ)) بـحوليّاته لا iiيـطولها
ألا إنـمـا يـبـقى الـهدى iiبـبقائكم فسؤلُ المعالي أن تدوم iiسؤولها(781)
___________________________________
773 في المخطوط: اشرافها وأصيلها.
774 في المخطوط: انها.
775 وفي المطبوع: لك. ولعل الانسب من الروايتين: بك.
776 في مخطوطة الملا: وأدنى أقاصيها.
777 في المخطوط: المشكلات.
778 في المطبوع: الدهر.
779 في المخطوط: طباق. والانسب ما في المطبوع.
780 في المطبوع: خر. ولعل الانسب من الروايتين: حر أي: اشتد عطشها.
781 كذا في الاصل والمطبوع.
وقال راثيا العلامة السيد ميرزا جعفر القزويني:ـ
عـودي بطرفك يا قريشُ iiكليلا وبـعزمك امـتلات ظباه iiفلولا
فعلى الرؤوس رفعت فخركِ ميّتا ودفـنتِ مجدك في الصعيد أثيلا
واهـا لـكاهلك الاجـبّ لقد شآ وقـرا عـلى ظهر الزمان iiثقيلا
خـفَّتْ حـلوم بني أبيك iiبساعةٍ ذهـبت بـحامل ثـقلها محمولا
بـمقلّبٍ وسـطَ الـندىّ iiأناملا لـم تـدرِ إلاّ الـرفدَ والـتقبيلا
نسيتْ به الارزاء بل ذكرت iiبه رزَ ((الـحسين)) غداة خرَّ قتيلا
رفـعته والـتكبير بالعشر التي قـتلوا بـها الـتكبير iiوالتهليلا
وقال راثيا ولده سليمان:ـ
هـمومٌ نوى البرُ منها iiارتحالا فـلا تـبعث الـدأ إلاّ iiعضالا
وطفلُ الاسى لم يجدْ من رضاع حشا حالب الفضل يوما iiفصالا
عـفأً عـلى الدهر من iiناقصِ عـلى الـكاملين تـجنّى iiخبالا
أجـال عـليهم خيول الخطوب ولـو مـثّلت لاسـتقالوا iiقبالا
ولـو عرف الدهرُ قدر iiالكرام لـكـفَّ غـداتئذٍ مـا iiأجـالا
غـزاني بـملمومة iiالـنائبات وعـاد بـإنسان عـيني iiنفالا
فـروَّع سـمعي بصوت iiالنعيّ ورنَّـق من صفو وردي iiسجالا
فـبـتُّ وفـي مـقلتي عـائرٌ حـمى جفنها بالكرى الاكتحالا
وقـائـلة لـيس سـمعي لـها وبـعضُ الـمقال أراه iiمـحالا
أجـدّك مـن عـاتبٍ ما تزال تـذمُّ من الدهر هذي iiالخصالا
أقـلْ عـثرةَ الدهر أو لا iiتقل فـليس يـبالي بـأن لا iiيـقالا
أتـجـزع لـلـبين iiمـستثقلا وأنـت حجىً تستخف iiالجبالا؟
تـمـاسكْ ولا تـبتذل أدمـعا حـماها وقـارُك عن أن iiتذالا
فـقلت وعـيني أسـىً iiتستهلُّ كـمحتفل الودق مرخى iiالعزالا
أآمـنة الـسرب كّـفي iiالملامَ ضـلالا لـرأيكِ مـنّي iiضلالا
فـما نـفحةٌ من رياض الصبا لـهـا أرجٌ لـلقلوب iiاسـتمالا
بـأطيب مـن تـربةٍ iiضمِّنتْ عـلى رغـم أنفي منّي iiهلالا
نـشدتكَ يـا دهـرُ ألاّ iiأعرتَ مـسامعك الـيوم مـنّي iiمقالا
أعـن سـفهٍ مـنك iiللاكرمين تـركِّبُ غـدركَ حـالا iiفحالا
وتـزجى الـخطوب ثقالا iiلكي لـهم تـستخفُ حـلوما iiثـقالا
وأنّـى يـزاول نـملُ الـقرى جـبالَ شروري فتخشى iiزيالا؟
وتـعجم يـا دهرُ في iiماضغيك مـن عـود علياهم ما iiاستطالا
وهــل زبـرةٌ عـضها iiادردٌ فـآثر أو نـال مـنها iiمـنالا
تـعلّم لـك الـسوء من iiناقصِ عـدا طـوره وتـمنّى مـحالا
بـأنّ الامـاجد صـبرٌ iiولـو بـدهتهم بـالخطوب اغـتيالا
وقال راثيا الشاعر الشيخ صالح الكواز(782) ومعزّيا السيد مهدي القزويني:ـ
كـلَ يـومٍ يـسومني الدهرُ ثكلا ويـريني الـخطوبَ شكلا فشكلا
وبـصبري يـجدُّ خـلف iiحبيبٍ مـنه طرفي لا القلب يخلو iiمحلاّ
أودع الارض شـخصه ثمّ iiأدعو أيـن ركبُ المنون فيك iiاستقلاّ؟
يـا عـذولَي صـبابتي iiعلمّاني كيف تسلي الهموم لا كيف تسلى؟
خـلياني مـن مورد الصبر iiإنّي قـد وردت الاشـجان علا iiونهلا
كـم أخٍ شـدَّ سـاعدي iiبـأخيه بـعده قـد صـحبتُ باعا iiأشلاّ
وقـريبٍ إلـيَّ أبـعده iiالـموتُ وكـم أبـعدت يـدُ الموت iiخلاّ
وعـزيزٍ عـليَّ أرخـصَ iiدمعي وهو عندي من نور عينيّ iiأغلى
اخـوتي اخـوةُ الـصفاء iiدرجتم فـبمن لا بـمن هـمومي تجلى
مـضَّـنى فـقـدُكم ولا iiكـفقيدٍ كـبر الـخطبُ فيه عندي وجلاّ
إن تـكن بـعَّضت نواكم فؤادي فـنواه مـضتْ بـه الـيوم iiكلاّ
يــا دفـيـنا بـتربةٍ iiتـخذتها أعينُ الحور موضع الكحل كحلا
ثـكلُ امّ الـقريض فـيك iiعظيمٌ ولامّ الـصـلاح أعـظم iiثـكلا
مـا عركن الخطوب صبرَك iiإلاّ حـسبت أنـها جـلت لك iiنصلا
قـد لـعمري أفنيت عمرك iiنسكا وشـحنت الـزمانَ فرضا iiونفلا
وطـويت الايـام صـبرا iiعليها فـتساوت عـليك حـزنا iiوسهلا
طـالما وجـهك الكريمُ على iiالله بــه قـوبل الـحيا iiفـاستهلاّ
إن تـعشْ عـاطلا فكم لك iiنظمٌ بـات جـيدُ الـزمان فيه محّلى
ولـك الـسائراتُ شـرقا iiوغربا جـئن بـعدا فـفتن ما جاء iiقبلا
كـم قـرعن الاسـماعَ بيتا iiفبيتا فـأفضن الـعيون سجلا iiفسجلا
كـنت أخـلصتَ نية القول فيها فـجزاك ((الحسين)) عنهن فعلا
فـهي الـصالحات بـعدك iiتبقى بـلسان الـزمان لـلحشر iiتتلى
يـا أمـنت الـروائعَ انعمْ iiبدارٍ قــد اُعـدَّت لـلمتقين مـحلا
أنـت أهـلٌ وقد علمت بأن iiلي س يُـضيع الـباري لمثلك iiأهلا
___________________________________
782 ترجمت له في كتابي ((شعراء الحلة)) ج 3 ص 64 ـ 98.
|