و((أمـين)) الـتقى وهل ضمّ iiمثلا لامـينٍ فـي عـصرنا iiالمشرقان؟
طـاهر النفس طاهر الجيب iiوالاب راد عـفُّ فـي الـسر iiوالاعـلان
أبــدا فــي تـقاه لـم iiتـتغبَّر بـغـبار الاثــام مـنـه iiالـيدان
وهـو في صدق لهجةٍ ((كأبي iiذرٍ)) وتـقوىً تـحكي تـقى ii((سلمان))
والـمرجّى ((مـحمدٌ حسنُ)) الطل عـة يـنضو الـلثام عـن iiكيوان
مـخبراتٌ مـخايل الـفضل iiفـيه أن سـيسموا فـخرا عـلى iiالاقران
يـا ((أبا المصطفى)) وحلمك أرسى فـي لـقاء الـخطوب مـن iiثهلان
لـك نـفسٌ قـدسية الـذات iiفـيها حـزتَ أعـلى مـراتب iiالـعرفان
وصــف اللهُ أن قـلـبك لـلـتق وى مـشـيرا بـآيـة iiالامـتحان
وأرى الـصابرين في عصرنا iiأنت عـنـاك الالــهُ فــي iiالـقرآن
حـيث لـو قـيل عـددّوهم iiعددنا ك ونـعيا عـن أن نـجيء iiبثاني
هـو جـمعٌ اُريـد بـالذكر iiمـنه واحـدٌ وهـو أنـت عـند iiالـبيان
فـرِّغ القلب من جوى الثكل يا iiمن هـو فـي الفضل ملُ عين iiالزمان
وقال راثيا بعض الاكابر:
كـذا تـفقد الـعينُ iiإنـسانها فـتـدمي الـمدامعُ iiأجـفانها
كذا يقرع الخطبُ صمَّ iiالجبال إلــى أن يـزلزل iiثـهلانها
كـذا لـلمراقب كفُّ iiالزمان تـمـدُّ فـتـأسر iiعـقـبانها
كذا تغمد البيضُ تحت الصعيد فـتغدو الـضرايح أجـفانها
كـذا وأبـيك عوالي iiالرماح تـدقُّ يـدُ الـدهر iiمـرّانها
وقال راثيا ولده سليمان وأخاه محمدا:
لـقيت مـن الـوجد iiواللائمينا ضنىً شفَّ جسمي وأقذى العيونا
فـلم أدرِ مـاذا بـقلبي iiأمـضّ وجــدي أم عـذلُ iiالـعاذلينا؟
ألائـمتي بـعض هـذا iiالملام فـالامر لـيس كـما iiتـزعمينا
ذريـني اُدمّـي غروب iiالجفون واسـتشعر الـحزن حينا فحينا
لـقد جـذم الـدهرُ يسرى iiيديّ فـبانت وألـحق فـيها الـيمينا
أصـبرا وإنـسانُ عـيني iiيُسلُّ بـظفر الـردى ساء ما تأمرينا
كـفى حـزنا أنَّ جـسمي iiأقام وقـلبي اسـتقلَّ مـع iiالظاعنينا
أعـيـنيَّ شـأنـكما والـدموع فـمايترك الـدهرُ دمعا iiمصونا
لـه الـذمُّ بـالامس قـد iiبزَّني وشـيمته الـغدرُ عـلقا iiثـمينا
فـغادر حـجري مـنه iiخميصا وبـطن الثرى منه أمسى بطينا
وغـصنٌ نـما في تراب iiالعُلى وأيـنع فـي روضة المجد iiحينا
ذوي بـعدما أن زهـا iiبـرهةً وراق الـنواظر حـسنا iiولـينا
وكـنتُ مـتى عـنَّ لـي ذكرُه أطـلتُ عـليه الـبكا iiوالحنينا
مـضى مـا نـسيناه لكنْ iiثنى بـآخـر يـذكرنا مـا iiنـسينا
أهـلتُ عـليه تـرابَ iiالـقبور وعــدتُ أكـابـدُ دأً iiدفـيـنا
عـلى أنـني لـم أزل منذ سبعٍ أعـدُّ الـشهور لـه iiوالـسنينا
تـوّسمت مـنه سـمات iiالكمال وقـلتُ يـكون لـبيبا iiفـطينا
فـلـمـا مـخـائله بـشَّـرتْ بـتحقيق مـا أرتجى أن iiيكونا
وقـامت عـلى ما تفرست iiفيه شـواهد حـققن فـيه الـظنونا
رمته(786) المنونُ بسهم iiالحمام مـن حـيث لا أتـوقى iiالمنونا
فـأصبحت أسـمح للترب iiفيه وكـنت على اللحظ فيه iiضنينا
بـمـن أتـعلل فـي الـنائبات اذا غـادرتـني كـثيبا iiحـزينا
ومن مؤنسي حيث ليل iiالخطوب يـمرُّ عـلىَّ الـهزيع iiالـدجينا
فـقـل لـليالي بـلغتِ الـمنى وأدركـت مـنّي مـا iiتـأملينا
لـقد كـنت بـالامس ذا iiمقلتين أرى بـهما مـا يـقرُّ iiالـعيونا
فـقـأت بـسـهمك iiيـسراهما وسـرعان مـا قد فقأت iiاليمينا
قـعـدتُ بـعمياء مـستصحبا تـريني أيـامي الـبيض iiجونا
ولا تـحـسبيني لـمّا iiشـكوتُ صـنيعك لـي عاجزا iiمستكينا
___________________________________
786 في المخطوط والمطبوع: رماه.
وقال راثيا شابا في ريعان الصبا بالتماس بعض الاشراف:
أمـا والهوى العذرى ما بتُّ iiساليا حـبيبا بـعيني الـكرى كان iiثانيا
سـلوتُ إذا والله حـتى iiحشاشتي عـلى عزّها إن كنت أمسيت ساليا
وريّـان من ماء الصبا غصنُ iiقدّه برغمي يمسي في ثرى اللحد iiذاويا
فـجعتُ بـه حـلو الشمائل iiبعدما ولـعتُ بـه غـضَّ الشبيبة iiناشيا
تـطلّعُ نـفسي مـن ثنايا iiاشتياقها إلـى طـلعةٍ مـنه تـنير iiالدياجيا
وأطـلب في الاحياء رؤية شخصه عـلى ولـهٍ مّـني وأنسى iiافتقاديا
فـكم لي على الذكرى اليه iiالتفاتةٌ كـأنْ لـم يكن بالامس وسّد iiثاويا
ولائـمةٍ لامت ولم تدرِ ما iiالجوى ولا كيف يرعى المستهام iiالدراريا
تـلوم ولا سـمعي لـها iiفـيجيبها إلـى سـلوةٍ قـلبي ولا قـلبها iiليا
ولـو وجـدتْ للبين ما قد iiوجدته غـدا آمري بالحزن من كان iiناهيا
امـيمةُ هـل أدمـيت إلاّ iiبـنانيا وهـل غيرُ دمعي بلَّ فضل iiردائيا
أقـلَى فـلم أنـضح جواي iiبأدمعِ اكـفكفها عـن مـقلتيك iiجـواريا
ولا قـلَّبت كـفُّ الاسى لك iiمهجة حـشاي عـلى جـمرٍ توقَّد iiذاكيا
عـذلت وعـندي يـعلم اللهُ iiلوعة أكـابد مـنها مـا يـدكُّ iiالرواسيا
غـلبتَ وأحـداثُ الزمان iiغوالبٌ وفـي أيّ دار مـا أقـمن النواعيا
وكيف انتصاري يوم طارقة iiالنوى وعـند الليالي يا ابنة القوم iiثاريا؟
حدت ظعن الاحباب عنّي وغادرت مـع الـسقم تـعتاد الهمومُ iiوساديا
وفـي الـجيرة النائين لو iiتعلمينها عـلاقةُ حـبٍ هـمت فـيها لياليا
فـلو جـمعتنا الـدار من بعد iiهذه إذا لاطـلـنا يـا امـيمُ الـتشاكيا
بمن أتداوى من جوى الهمّ لا iiبمن وهـل دفـن الاقـوام إلاّ iiدواثيا؟
وغـادين قـد أتبعتهم يوم iiظعنهم جـفونا يـعلمّن الـبكاء iiالـغواديا
وقـفتُ لـهم في مدرج البين iiوقفةً تـكسَّر أنّـى مـلتُ منّي عظاميا
وقـفتُ ونـفسي رغبة في iiلقائهم تـمّنى عـلى كذب الرجاء الامانيا
ومَـن ذهبت أيدي المنايا iiبشخصه فـهيهات فـيه يرجع الدهرُ iiثانيا
أحـبايَ حـال الموتُ بيني وبينكم فـما حيلتي فيكم عدمت iiاحتياليا؟
قـفوا لا أقـام البينُ صدر مطيّكم لـمستعطفٍ بالدمع يخشى iiالتنائيا
قـفوا خـبّروني عنكم هل iiأراكم ولـو شـبحا ما بين عينيَّ iiساريا؟
وتـلك الليالي السالفات على iiمنىً تـطيب وتحلو هل تعود كما هيا؟
لـيالي انـسٍ بـالوصال iiلـبستها رقـاق الـحواشي نيّراتٍ iiزواهيا
دعوا لي قلبي أو خذوه مع iiالجوى فها هو خلف الركب أصبح iiساريا
أحـبايَ لا والله مـا عشتُ iiسلوةً ولا بـكم اسـتبدلت خـلا مصافيا
ولـمّا سرى الناعي بكم فاستفزني ونـادى مـنادي البين أن لا iiتدانيا
ربـطت الحشا بالراحتين ولم iiأخلْ تـطيح شـظايا مـهجتي iiبـبنانيا
وعـندي مـما ثـقَّف البينَ iiأضلعٌ غـدون عـلى جمر الفراق حوانيا
وعـينٌ بـلا غمضٍ كأن iiجفونها حـلفن بـمن تـهواه أن لا تلاقيا
وقـلبٌ متى يا برق يقدحك iiالاسى قـدحت به زندا من الشوق iiواريا
ولـي في زوايا ذلك النعش iiمهجةٌ تـرفُّ رفيف الطير يفحص iiداميا
قضى الله أن لا أبرح الدهر أشتكي لـواعج يـدمين الـحشا iiوالمآقيا
فـيا عـين سيلي بالدموع iiصبابةً ويـا نـفسُ منّي قد بلغت iiالتراقيا
التاريخيات
قال رحمه اللّه مؤرخا عام ولادة الحاج محمد صالح كبه(787) في سنة 1201 هـ:
أتى اليوم حاتمُ أهل iiالنهى عـلى أنَّـه لـلندى iiفاتحُ
أغرُّ غدا السعدُ لما iiاستهلَّ وهــو لـغرَّته iiمـاسح
وهـنَأ بـه الـمجدُ iiوفّاده وبشّرها الشرف iiالواضح
وقالوا جميعا وقد iiأرخوا: (نرى وُلِدَ الخلفُ الصالحُ)
___________________________________
787 طلب الحاج محمد صالح من الشاعر أن يؤرخ ولادته وان لم يكن قد أدركها.
وقال مؤرخا عام وفاة الحاج محمد صالح كبه في سنة 1287 هـ:
إن يطوِ مصباحَ المكارم ضارح(788) فـلقد أضـاءت فـي عـلاه مصابحُ
طُـفْ حـيث حـلَّ فـئمَّ جودٌ iiباهرٌ وعُـلىً مـؤثلةً، ومجد(789) iiراجح
مـلكٌ لـه الـشرف الـرفيع iiمـشيِّعُ وعـلـيه حـتى الـمكرمات iiنـوائح
شـكت الـبريَّة داءه(790) لـمّا iiشكا فـقضى واُلـحد والـقلوب iiضـرائح
مَـن جـاره ((هـودٌ)) دعاه iiفأرِّخوا: (اسـعد جـوارك ذا مـحمدُ iiصـالح)
___________________________________
788 الضارح: الذي يحفر الضريح للميت.
789 وفي نسخة: حلم.
790 وفي نسخة: شكت العفاة لدائه.
وقال وقد سأله محمد باشا بابان أن يضع هذا التأريخ وهو في سنة 1290 هـ:
ذا مـحمد رشـيدُ بـاشا iiبـباني شـاد لـلحكم دار عـزٍ iiومـجد
تزدهي في مقاصرٍ لو ((لكسرى)) مُـثلت قـال: هـذه فوق iiجهدي
إنـما ((آصـفٌ)) أتـانا iiبصرحٍ مَــن أتـاه يـجده جـنة خـلد
قـد دعـا الـملكُ مطربا أرخوه: (شـاد بـدر الـبهاء دارة iiسعد)
وقال مؤرخا عام ولادة الحاج مهدي كبه في سنة 1219 هـ:
وليلةٍ قد وَلدَت iiبصبحها(791) شـمس عُلىً تشعُّ في iiسعودها
سُـرَّت بها أهل المعالي iiولها أهدت ((بمهديٍّ)) سرور عيدها
قـد طرب الدهرُ غداة iiأرّخوا: (فـلتزدهي الليلة في iiمولودها)
___________________________________
791 في المطبوع: لصبحها.
وقال مؤرخا عام ولادة الحاج مصطفى كبه في سنة 1255 هـ:
لـقد وَلـدَت أمُّ الـمفاخر iiمـاجدا تـضوَّع مـن أعطافه طيبُ iiمحتده
تربَّي بحجر المجد واسترضع النهى وشـبَّ يُـفدّي وهـو ناشٍ iiبحسّده
وأضـحى عـليه الفخرُ يعقد iiتاجه ويـلقي مـقاليد الـمعالي إلى iiيده
فـيـا مـولدا فـيه بـنعمة يُـمنه لـنا الـسعدُ غنّى لا بنغمة ii(معبده)
بـه خمدت نار العدا حين iiأرخوا: (أتـى المصطفى يا عزَّ آية iiمولده)
وقال مؤرخا عام وفاة الحاج مهدي كبه في 1271 هـ:
ألا بكَرَ الناعي بثاوٍ ثواءة(792)
توسَّد والمعروف تحت ثرى اللحد
وعاش الهدى فيه ومات بموته فأرِّخ (معا غاب الهدى هو والمهدي)
___________________________________
792 في المطبوع: بناؤه، وفي نسخة: بنانه.
وقال مؤرخا ومهنئا الحاج محمد صالح كبه بقدوم ولديه الحاج مصطفى والحاج محمد رضا من
الحج وكلُّ شطر منها تأريخ وذلك في سنة 1277 هـ:
عُـجْ لـنادي الـتقى وحـيّ iiالبشيرا إنَّ فـيه الـزوراء تـزهو iiسـرورا
قـد حباها يا سعد بشراكَ iiسعدا(793) كــلُّ قـطـرٍ لـنوره شـعَّ iiنـورا
إذا بـإقـبال أزهـريها مـن iiالـكع بــة قـد جـاءها يـبثُّ iiالـحبورا
بـرضـاها الـنـقيّ وابــن iiأبـيه مـصـطفاها يـدعو وردتُ iiسـفيرا
وجــهُ بـغـداد حـين أمـا لانـسا ن الـحجى فـيهما وصـلتُ بـشيرا
فـغـدا حـيـن صـبَّـحاه iiبـهـيّا بـل حـديث الـهنا حـلا iiمـنشورا
أنـتَ قـطبُ الـتقى عـليك iiلـدأبا فـلـكُ الـعزّ قـد يُـرى iiمـستديرا
بــل جــوادُ الـعليا وربُّ iiفـخارٍ طـيـبه ضــاع بـالـندىّ iiعـبيرا
وقـرينُ الـسخاء مَـن جـاد iiطـفلا بـنـداه وســاد شـيـخا iiكـبـيرا
عـشْ بـطرفٍ مـا زال زهوا iiقريرا يا أبا المصطفى فتحوى الحبورا(794)
___________________________________
793 هذا الشطر يكون مجموعه الابجدي (1292) وقد اتفقت النسختان عليه وأظن الصحيح
(بشراء) بدلا من (بشراك) ليتم التأريخ.
794 الظاهر ان لفظة ((الحبورا)) وقعت هاهنا سهوا وان اتفقت النسختان عليها، ذلك لان
مجموع الشطر يكون (1027) أما لو وضعنا مكانها ((السرورا)) لتم الحساب.
|