عـذُبـت مـقـالتها iiفـمـا أحـلـى الـغـداة iiمـذاقـها
إنّــى رأيـتُ ii((مـحمدا)) فـضُـلَ الانــام iiوفـاقـها
فــات الافـاضـلَ iiلاحـقا حـتـى شــأى iiسـبّـاقها
ورقـى مـعارج مـا iiامتطى أحـــدٌ ســواه iiبُـراقـها
مـا زال يـخرق مـن iiسـما وات الـعـلـوم iiطـبـاقـها
حتى لقد(822) ضربتْ iiعلى الـسـبع الـطـباق iiرواقـها
وغــدت لـخدمة سـعده iiال جــوزا تـشـدُّ iiنـطـاقها
هــذا الـذي راقـته iiأبـكا رُ الــعــلاء iiوراقــهـا
بـمـنـاقبٍ غــرّ iiأهــلّ تــهـا أمــنَّ iiمـحـاقها
زهرت سمأُ الفضل(823) iiلم ّا زيَّــنــت آفــاقـهـا
يــا مــن لـحلبة iiفـضله أجــرى يــروم لـحـاقها
[قـف حـيث أنـت iiوخـلّ مـحـرزة الـمدى iiوسـباقها
قــد أحـرز الـغايات iiمَـن أجــرى لـهـنَّ عـتـاقها
فـإلـيك عـن لـججٍ iiنـهي ينَك أن تخوض عماقها](824)
هــذي رسـائـله فـقـف مـتـصـفـحا iiأوراقــهـا
تـرَهـا عـقـائل iiفـكـرةٍ أخــذ الـنـهى iiمـيـثاقها
وحـدائـقا فـيـها iiالـمـعا لــي نـزَّهـت iiأحـداقـها
وشــدت بـها ورقُ iiالـثنا مـذ(825) شـاهدت iiايراقها
وتـلـذذ الــذوقُ iiالـسـليم بــهـا عـشـية iiذاقـهـا
___________________________________
822 وفي مخطوطة الاصل:
حتى له ضربت بأفـ ـنية النجوم رواقها
823 في مخطوطة الاصل: العلم.
824 الابيات الثلاثة لم تثبت في المطبوع.
825 في المطبوع: اذ.
ولعمري إن هذه الرسائل، المزرية بنورَ الخمائل، كلها آيات فضلٍ مبهره، قد تنزلت من
سماء فكرةٍ نيّره، أينما تليت فهي تشهد، أنها معجزات من هو كاسمه محمد، ولا ملامة،
إن قلت: ختم به العلم أفاضله وأعلامه، فإنه علامّة العصر بل نسيج وحده، وزينة جيد
الدهر بل واسطة عِقده، ومركز دائرتي المناقب والمآثر، وجمّاع سلسلتي المحامد
والمفاخر، ولقد حلّ من أفاضل الزمن، محل الروح من البدن، وكفى بمؤلفاته الاخذة
بأطراف الفضل، شاهدا وناهيك بها شاهد عدل، فلنمسك عنان المقال عن الثناء عليه،
ببنان الدعاء له في نموّ أغراس نعم اللّه لديه، فالشمس غنيَّة بإشراقها، وحسب
الحمائم زينة بأطواقها، (وهل ينفع التحجيل من هو أشهب).
وقال مقرظا (الرحلة المكية) منظومة العلامة الشيخ محمد حسن كبه:
طـرح الـدهرُ في حمى المجد iiرحله عـنـد مـولىً يـميرُه الـيوم iiكـلَّه
ولـدتـه الـعُـلى وآلــت بـأن iiلا تـلدَ الـدهرُ فـي بـني الـدهر iiمثله
سـيـفُ عّــزٍ لـقد تـقلَّده iiالـمجدُ وبـالـجود أحـسن الـفخر iiصـقله
مـلـكٌ تـطلِع الـعُلى مـنه iiبـدرا فـي عـيون الـحواسد اشـتبَّ iiشعله
أفـرشـته الـخـدود مـنهم iiولـكن حـسـدت فـوقـها الـكواكبُ iiنـعله
لـم يـعب مـن خـصاله الـغرّ iiشيٌ غير بشرِ ينسي(826) به الضيف أهله
خـفـر الـناسُ ذَّمـة الـجود iiلـكن حـسنُ الـفعل قـد رعـى اليوم iiألّه
وحَّــد الـمدح مـنه لـلفضل iiربَّـا والـثـنا فـي سـواه يـحمد iiعـجله
درجـت فـي الـعُلى أمـاجدُها iiالـغ رُّ وكـانـوا شـيخ الـعلاء iiوكـهله
ثـمّ أبـقت ((مـحمدا حـسن)) iiالفعل عـلـى فـخـرها بـهـا مـسـتدّله
ولـعـمري لا يـكمل الـفخرُ iiحـتى يـصف الـفرع طـيبا لـك iiأصـله
فــي لـسان الـثناء رحـلة نـدبٍ كـلُّ يـومٍ لـه إلـى الـفخر iiرحـله
وصـفَ الـبيد كـيف أنضى المطايا فـطـوى رحـبـها لـينشر iiفـضله
يـا مـباري الـصَبا بـصُغرى iiبنانٍ بـالـعـطايا سـمـاؤها iiمـسـتهلَّه
عـجبا يـبتغي عُـلاك ابـنُ iiنـقصٍ مـا حـوى مـن خصالك الغرّ iiخصله
رفـعـت قــدركَ الـمعالي iiعـليه فـلـها أنـت عـمدةٌ وهـو iiفـضله
وقـــوافٍ مـنـظـومةٍ iiلـقـبوها رحـلةً حـطَّ عـندها الـشعر iiرَحله
مـنـك ألـفـاظها مـجـاجة iiمـسكٍ مُـزجـت حـلـوةً بـشـهدة iiنـحله
كـم جـلت لامـريٍ عـقيلة iiمـعنىً أمـهـرتها يــدُ الـتـعجب iiعَـقله
لـيـت مـن مـقلتي بـدت iiبـسوادٍ فـي بـياضٍ لـكن بـخط (ابن iiمقله)
كـلماتٌ فـي وصـف حـجّكَ iiجاءت كـعـطاياك فــي الـمكارم iiجـزله
قــد روتــه لـنـا فـناديت iiأرّخ (حـيّ حَّـجا يـتلو مـساعٍ iiبـرحله)
___________________________________
826 في المطبوع: ينمي.
وقال مقرظا كتاب العلامة الميرزا محمد الهمداني:
هـو طِـرسٌ أم خـدُّ عذراء iiتُجلى خـطَّ فـيها الابـداعُ مـا كان iiأملى
وسـطـورٌ تــلالات أم ثـغـورٌ مـن غـوانٍ يـبسمن زهـوا iiودلاّ
بـل كـتابٌ ((مـحمدٌ)) جـاء iiفيه بـلسان الاعـجاز فـي الناس iiيُتلى
لا تُـشـبّـه عـقـوده iiبـفـصولٍ نـاعـماتُ الـصـبا بـه iiتـتحلَّى
فـمـن الــدرّ نـظم كـلٍ ولـكن دّر هذي الفصول أحلى وأعلى(827)
إن تـصـفّـحته بـعـقلٍ iiتـجـده كـيف يـهدي لـمن تـفهّم iiعـقلا
يـا صـناع الـيراع بل يا إمام iiال حـرمين اسـتطل على الناس iiفضلا
إنَّ مـن بـعض مـا بـنانك iiخطّت ه كـتـابا حـوى الـمحاسن iiكـلا
ولـدتـه رويّــة لــك iiيـقـظى إنـها لـم يـلد لـها الـدهرُ iiمـثلا
غـير بـدعٍ اذا تـحلّى بـه iiالعصرُ فـأنت الـسيفُ الـصقيل iiالـمحلّى
بــل ذكـاء الـهدى واقـسمُ حـقا بـنـهارٍ لـلـفضل مـنك iiتـجلّى
إن هــذا الـكـتاب روض فـنونٍ يـجتنى مـثمرا كـنانا iiونبلا(828)
ظــلُّ أوراقــه الـنهى iiفـتصفح نـا عـليها مـنثور لـفظك iiطـلا
فـنـظمنا لــه وقـد راق iiحـسنا عـقد مـدحٍ وكان للمدح iiأهلا(829)
فـشـممنا ريـحـانة الـنُقل مـنه وهـجـرنا ســواه إذ كـان iiبـقلا
___________________________________
827 في المخطوطتين: أعلى، كما في المطبوع أيضا، ولعلها: أغلى.
828 في المطبوع: كمالا ونبلا.
829 في مخطوطة الملا: أحلى.
متفرقات
قال رحمه اللّه هاجيا:
اكرّر الطرف(830) لا أرى أبدا إلاّ غـبـيّـا أنــى iiتـلـفَّتُ
مـن كـل مَـن ذقُنه ii(كعانته) والـفـمُّ مـنـه كـأنه iiاسـتُ
ومـعـجبا كـلُّ مـشيه مَـرجٌ ومـتـرفا كـلُّ أكـله iiسـحتُ
___________________________________
830 في المطبوع: اكرر طرفي فلا أرى أبدا.
وقال:
وحشٌ من الانس من يعلق بصحبتم يكنْ كمستبدلٍ سقما بصحته
كأنني بينهم مسكٌ أحاط به ريحُ البطون فأخفى طيبَ نفحته
وقال:
كم تراني أستولد الاوقاتا فرجا في انتظاره الصبرُ ماتا
واذا هبَّت الحظوظ فحظّي يقطعُ الليلَ والنهار سباتا
وقال يهجو أهل زمانه:
ما أكثر الناس لولا أنهم بقرٌ تأتي المثالب أفواجا اذا ذكروا
لو شام آدم بعضا من فضائحهم لما أحبَّ له أن ينسبَ البشرُ
وقال:
إن يبلغنَّك عن جود امرىء خبر فكذَّب السمعَ حتى يشهد البصرُ
ولا يغرُّك إن راقت ظواهره فربَّ دوحٍ نضيرٍ ماله ثمر
وقال هاجيا بعض الناس:
أفلان لا تبغي الثناء فما لكَ في الثنا من نعمةٍ تُجزى
إن الذي يثنى عليكَ كمن دون المهيمن يعبد الرجزا
وقال هاجيا بعض الشعراء:
فويلُ القريض لقد أصبحتْ به أغبياء الورى تدَّعى
بقيةُ عارٍ دنىِّ الهجاء ترفَّع عن قدرها الاوضع
وقال مشيرا إلى زيارة أحد أصدقائه في ليلة هبت فيها عواصف ورياح(831):
سعدت من عشيّة زار فيها قمرُ المجد ربعنا فأضاءا
وأظن الرياح قد حسدتنا فهي وجدا تنفسَّ الصعداءا
___________________________________
831 لم يثبت البيتان في المطبوعتين.
وقال يصف خيمة ضربت لمأتم الامام الحسين (ع) والفرش في دار العلامة السيد مهدي
القزويني في العشرة الاولى من شهر المحرم:
أهـذا نـبيُّ الـهدى iiأحمدُ وهـذا الذي ضمَّنا iiالمسجدُ
مـن الـدمع محمرَّةٌ iiأرضه وسـقف الـسماء به iiأسودُ
وجبريل إذ قام ينعى الحسين وتـبكي الـملائك إذ iiتنشدُ
نـعم وأبـيك بـها iiأحـمد وأمـلاك ربّ الـسما iiتشهدُ
فـما عذر عينكم في iiالجمود وعـين الـملائك لا تـجمد
وقال وقد التمسه بعض الرؤساء أن يعمل تلغرافا إلى النقيب وهو في استانبول:
ليت منّي نياط قلبي إلى قسطنط يـن يـمتدُّ من أقاصي iiالعراق
فـيؤدي الـيك أضـعاف ما أدَّ يـت بـالتلغراف من iiأشواقي
أنـت بدر العُلى فما برحت iiفي ك الـيـنا مـضـيئة iiالافـاق
فـعلى الـبدر نـالنا منك ما ن لـنا على البعد منك iiبالاشراق
وقال في كتاب كتبه لبعض الاكابر:
قــل لـلـنسيم وقـد iiسـرى سـحـرا بـأنـفاسٍ iiرقـيـقه
يــا مـشـبها عـندي ii((أبـا مـحمود)) فـي طـيب iiالخليقه
إحــمـل الــيـه iiرسـالـة تـحـكي سـجـاياه iiالانـيـقه
مــن شـيِّق فـي لـجة الاش واق مـهـجـتـه iiغـريـقـه
ولانــت والـبـرقُ iiازويــا عــن قـلب وامـقه iiخـفوقه
شـوقـا لـحـضرته iiالـتـي كــل الـنفوس لـها iiمـشوقه
هـو فـرع أصـلٍ قـد iiغدت يثرى(832) على الجوزا عروقه
مـن دوحـةٍ فـي ريّ ماء iiال مـكـرمات غــدت iiوريـقه
يـا مـن تـمنّى الـنجم iiحـين سـمـا إلــى الـعليا iiلـحوقه
مَــن ذا لـمـجدك iiيـرتـقى وسـواك لـم يـسلك iiطـريقه
إنَّ الـكـرام هــم iiالـمـجاز وأنــت لـلـكرم iiالـحـقيقه
___________________________________
832 كذا جاء في المخطوط. وفي المطبوعتين: بثرى، وفي المعنى التباس.
وقال في رسالة لبعض الاشراف:
سـلامٌ بـرقَّته قـد iiحـكى ونـفـسك رقَّـة iiأخـلاقِها
حـباك بـه مغرمٌ iiأحكمت مـودّتـه صـدق iiمـيثاقها
تــرفُّ بـمهجته iiدائـما الـيـك نـوازع iiأشـواقها
رآك تـفرّعت مـن iiدوحةٍ زكا في العُلى طيب iiأعراقها
وأيـكة مـجدك قد iiغرَّدت حـمامُ الـثناء على iiساقها
وغرُّ مساعيك في iiالمكرمات تـطـول بـزينة iiأعـناقها
وفخرك لم تحك شمس السما سـنـاه بـباهر إشـراقها
فـأهدي كأخلاقك الزاهرات الـيـك تـحـية مـشتاقها
وقال في وصف خيمة ضربوها في دار العلامة السيد مهدي القزويني في شهر المحرم قد بطنت
في بياض:
الـيوم قد صوّت ناعي iiالهدى يـفصحُ بـالنعي ولا iiيـكنى
يـنعى قـتيل الطف عند iiابنه الـمهديّ مولى الانس iiوالجن
وقـائلٍ ذا الـسقف مـا iiباله ابـيضُّ وعـهدي فيه iiكالدجن
قلت: رأى المهدي مستشعر ال سـواد حـزنا بـاكي iiالجفن
فـصـار عـينا كـله iiلـلبكا فـها هـو ابيضَّ من iiالحزن
وقال رحمه اللّه:
خذي قلبي اليك فقلبّيه ترى لا موضعا للصبر فيه
وهل للصبر منزلة بقلبي باسهمها النوائب تدَّريه
الرّسائل .. (مدح، رثاء، عتاب)
1 ـ قال مقرظا كتاب (الرحلة المكية) للحاج محمد حسن كبه:
أيها الرائد خميلة الاداب، الماخض ثميلة الافكار والالباب، إمعن سير رواحل فكرك، في
شعاب هذه الرحلة، وذق بذوقك السليم في استعذاب هذه النحلة، واعرف كيف يُجتنى
الوردُ، وبأي عين يرادُ، وكيف يجتنى الشهد، ومن أين يشتار ويستجاد. فلقد بهرني هذا
الكامل، الذي ما كشفتْ عن مثله ذيولها الحواضنُ من العقائل؛ ولا علقتْ بمثله من
النطف الغر أرحام الحوامل؛ ولا اتفقت ألسنة المدح إلاّ على فضله، ولا قلَّب الدهر
أجفان حائرٍ قبل هذا في مثله. فابعث رائد نظرك في نجمع شمائله، ولمع مخائله؛
وقلَّبْ أجفان التوسّم، والحظْ كيف جمع بين التبذخ في معاليه، وبين التواضع في شرف
التكرُّم، وتصفحّه بعين الفراسة، وتعجبْ من ماجدٍ كملت في شرخ شبابه فيه معاني
السؤدد والرياسة؛ فأصبح كعبة الفتوّة، ومروة الاحسان والمروّة؛ تتعرف للناس عرفاتُ
جوده ونداه، فما دعا طائف الرجاء به إلاّ ولبّاه، فكل أيامه ولياليه نحرٌ وتشريق،
وكل آناته مباهلةٌ بالجود وتصديق؛ قد جمع في حجه بين مشعر الحرم، ومشعر الجود
والكرم؛ في رحلة شرفٍ راقتْ منه بأميرها، ونحلة ظرفٍ شاقتْ منه بابن أثيرها، تارةً
تجدُه ابنَ مفازة، وتارة ملكا جعل إلى العليا على النجوم مجازه؛ يتنقَّل في تلك
الاودية، وتخفق عليه تلك الرايات والالوية؛ في فلوات مجاهل عميِّة الايضاح، خرساء
صدى الصحاري والبطاح؛ يتلون خرِّيتها تلون آلها، ويمور من الهجير مور أنقائها،
أوقبَّ صلالها؛ وتارة يصف لك تلك المنازل، وما حوتْ رياضها من المها الخواذل،
والجواري المطافل؛ فيدعُك آنسا بتلك الخمائل، كأنك بينها نازل، وينعت لك شقائقَ
وردٍ كأنه أبو قابوسها؛ ويأخذ في نشر حديث أزهارها كأنه وشيُ حلية طاووسها، ويحدّث
عن مناهل كان ابن فراتها، وعن صواهل كما قيل: كأنما نتجتْ تحتهُ قياما، أو كأنه ولد
على صهواتها، وعن إبلٍ ما اعجب ما وصف به رواحلها، كأنه لا سواه نتج قادحها
وبازلها، ثمّ يذكر في أثناء ذلك مساءه وصباحه، وغدوَّه ورواحه، وعشيَّه وأبكاره،
وأصيله وأسحاره، بمنطق عذبٍ، وكلامٍ أرقِّ من خدِّ المحبوب وحشاشة الصب، ويتنقل في
خلال ذلك في وصف طلوع الشمس وغروبها، وبزوغ الكواكب ومغيبها، ويتشوق إلى أحبته،
وأهل مودته، إلى غير ذلك مما اشتملتْ عليه أبيات تلك الرحلة. وكلمات هذه النحلة، في
نظمٍ كالذهب الابريز، اخلصه السبك، أو كالؤلؤ الرطب، تتوالى فرائدهفي أحسن سلك،
وحيث راقني بها الاعجاب، وأخذك مني ما تأخذه محاسنُ بارعة الجمال من القلوب
والالباب، قرضتُ كعابها، وقرطتُ من أبياته أترابها، فحليتُها بهذا الوقف، وشنّفتها
بهذا الرعاث والشنف، وذلك قولي فيها، وفي منشيء معانيها:
طرح الدهرُ في حمى المجد رحله عند مولىً يميره اليومَ كلَه(833)
اقول ولعمري أين يقع هذا التقريض، من مدحه على هذا النظم، الذي عادت به حياة
القريض؛ وإني لاحمدُ اللّه على ما أولانا من عظيم المنن، إذ رُفع يتمُ الشعر في هذا
الزمن، بخلف آبائه الحسن، وحقيقٌ أن أقول فيه، وإن لم اوفّه من المدح حقَّ
معانيه(834):
ما حليةُ الدنيا سوى أمجادها يـزهرُ فـي بـهائم iiنديّها
واليوم قد زينتْ ومن iiمحمدٍ لا مـن سـواه حسن iiحليُّها
قـد نسج الفخر له iiمطارفا مـطرزٌ بـصنعه iiبـهيُّها
___________________________________
833 تقدمت في حرف اللام.
834 وفي المطبوع: معاليه.
فلا أدري أوسط الزوراء، أم قمرٌ توسط منها فلكا، تباع جواهرُ الحمد، وتجلَّت لطائمُ
الثناء، أعبق من لطائم المسك والند، إلى عالمٍ منه بأثمانها، وخبيرٍ بتفاوت حسنها
وإحسانها.
***
2 ـ قال وقد كتب بها إلى الحاج محمد حسن كبه جوابا على رسالةٍ وردت منه:
ما عقدَ الحمدُ خنصره، ولا فتح المجدُ بصره، على أنضر عود مكارمٍ، وأزهر طلعةٍ
لشائم، من أبلج بسّام العشيّة في الزمن البهيم؛ سيماء الشرف الوضّاح على قسمات وجهه
الكريم؛ يسفرُ للجود عن محيّا أنور من بدرٍ تم، يقرأ الوافدُ عنوان صحيفته هذا قبلة
الكرم:
وجـهٌ كـأنَّ البدر iiشا طره الضيأَ أو iiالنجوما
لـو قـابل الليلَ iiالبهيم لـمزَّق الـليل iiالبهيما
يجلو الهموم وربَّ وجهٍ إن بـدا جلب iiالهموما |