مـن للـمـدارس بعـده فلـقـد |
|
أمسـت بهـا تتنـاوب النـوب |
ذهـب الـذي تـزهـو العلوم به |
|
فـامتـاز عـما دونـهُ الـذهب |
قـل للـريـاسـة بعـده احتجبي |
|
فلقـد تـسـاوى الرأس والذنب |
مـيـت لـه العلـيـاء نـادبـة |
|
دون الـورى والمـجـد ينتحب |
لـم يـجـر ذكـر حديثـه بفمي |
|
إلا انـثنيـت ومـدمعـي سرب |
أبكـل يـوم ظـفـر نـائـبـة |
|
فـي مـهجـة العليـاء ينتشـب |
قـم بـي نعـزي مـن بني مضر |
|
حبــراً لـه بحـر العلـوم أب |
طـود رسـا فـي يعرب فغـدت |
|
تـأوي إليـه العجـم والعـرب |
شمخـت إلى الشرف الأشـم بـه |
|
شم(3) المعاطس(4) معشر نجب |
يـتـهللـون بـأوجـه شـرقـت |
|
لولا رضا الـرحمان ما غضبوا |
تلقى الأماني الـبيض إن نـزلـوا |
|
وتـرى المنايـا السود إن ركبوا |
إن طـاولـوا طالـوا بمجدهــم |
|
أو غـالبـوا بنـوالهـم غلبـوا |
يـتـذاكـرون بكـل منـقـبـة |
|
حتى إذا ذكـر النـدى طربـوا |
طلبـوا بجِـدِّهــم العلـوم وقـد |
|
نـالـوا لعمري فـوق ما طلبوا |
ضربوا بمدرجـة العلـى قبـبـاً |
|
أطنـابهـا الـمعـروف والأدب |
سـارت بـأفـق سمـائهـا شهب |
|
عثـرت بـلمـع سنائـها الشهب |
عرضت ألوك الود ذا مدمع يجري |
|
إلى ابن أبي العليا أخي الكوكب الدري |
أكفـكـف دمعي واليراع(4) بأنملي |
|
يحبّـر أسنـى مـا يجود بـه فكري |
فـأنثر فـي الطرس الدموع لثالثا |
|
وأمـزج نظـم الشعـر بـاللؤلؤ النثر |
فرائد في الأوراق السمط(5) نظامها |
|
يـروق كـأمثـال العقود على النحـر |
ومـن نـكـد الأيام أن صروفهـا |
|
تـرامت بـذي فخر سما كل ذي فخر |
أغـرّ نمـتـه للمـكـارم سـادة |
|
بسـؤددهـا تنمـى إلـى السادة الغـر |
مناقبـه لـم يحص بالحصر عدها |
|
ـ لعمر أبي ـ جلت عن العدّ والحصر |
فـلا غرو إن أمست تلوح زواهراً |
|
بـأفـق سمـاء المجـد كالأنجم الزهر |
مليـك يعيـد العسـر يسراً بجوده |
|
فـلا زلـت مـن جداوه أرفل باليسـر |
هو الغيـث إلا أن يظن بصـوبـه |
|
هو الليـث إلا أن ينهـنـه(6) بالزجـر |
يرنـح عطفيـه ارتياحاً متى جرى |
|
حديث العلـى والسيـف والفيلق المجر |
ترامت به النزل الرواسم في السرى |
|
ألا رميـت منهـا القوائـم بـالعـقـر |
وطارت به تحت القطيـع مـروعة |
|
تـرف هـواديـه كقـادمـة النـسـر |
فسر العدى ضيم عرانـي إذ غـدا |
|
سري بني فهـر(7) على نصب يسري |
وما هـو إلا الصقر صادف فرصة |
|
ليكسـر فـي فتـخـا(1) فحلق عن وكر |
فجد ـ رعاك الله ـ في طلب العلى |
|
فخيـر بنـي الدنيـا امـرؤ فـاز بالخير |
ولا تـن عـن نيل الأماني فربمـا |
|
يكـون ـ فديت الصبـر ـ عاقبة الصبر |
ومـن شيـم الضرغام يظفر بالمنى |
|
ولـو حـلَّ مـا بيـن النـواجـذ والظفر |
حطمـت من الخطب الملم فقـاره |
|
فما زال ـ طول الدهر ـ محدودب الظهر |
ومثلك يدعى للخطـوب إذا انبرت |
|
بقـارعـة تـوري وحـاسـمـة تبـري |
فيابن الكماة(2)الصيد حلوا من العلى |
|
مقـامـاً كبـا مـن دونه كوكب الغفـر |
طلبت اقتناء المجد مـن غير أهلـه |
|
ورمت مـرام الـعـز من مطلب وعـر |
فـلا ترع للأوباش سمعـاً بمعوز |
|
فتـزداد فـي الآفـاق ضـراً عـلى ضر |
وحد عـن قبيـح حسنته بمكرهـا |
|
فـأبنـاء هـذا الدهـر تبطش بـالمكـر |
تغربـت والأيـام شيـمـة غدرها |
|
تبيـت مـع الأمـجـاد فـاقـدة الـبـر |
ولابرحت تقصي غطارفة(3)الورى |
|
كمـا قد غـدت تـدني زعانفـة الدهـر |
رحلـت فخلفت الغـروب دوامـيا |
|
على الخـد تجـري والقلـوب على جمر |
فـدينـاك كـم للعـود نرقب طلعة |
|
يفـوق طـلـوع البـدر بـالمنظر النضر |
وبيـض ليـال كلمـا عنّ ذكرهـا |
|
تـشـوب سواد العيـن بالأدمـع الحمـر |
إلـى كـم أخـا العلياء تترك حسداً |
|
من الغـي لـم تبرح تفتـش عـن سري |
عداها الحجى(4) هل كيف تنكر إنني |
|
أخـو الصخـرة الصماء في الحادث النكر |
يطول وجيز الشعر فيك فهـل ترى |
|
أقصـر عـن مدح يطول بـه شعري(5) |