دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 122

وله في رثاء أحد أعلام كربلاء ألسيد علي نقي الطباطبائي(1) المتوفى عام 1289هـ معزياً السيد علي(2) ابن رضا الطباطبائي بحر العلوم للقرابة التي بينهما ـ من الكامل ـ :
مـن للـمـدارس بعـده فلـقـد أمسـت بهـا تتنـاوب النـوب
ذهـب الـذي تـزهـو العلوم به فـامتـاز عـما دونـهُ الـذهب
قـل للـريـاسـة بعـده احتجبي فلقـد تـسـاوى الرأس والذنب
مـيـت لـه العلـيـاء نـادبـة دون الـورى والمـجـد ينتحب
لـم يـجـر ذكـر حديثـه بفمي إلا انـثنيـت ومـدمعـي سرب
أبكـل يـوم ظـفـر نـائـبـة فـي مـهجـة العليـاء ينتشـب
قـم بـي نعـزي مـن بني مضر حبــراً لـه بحـر العلـوم أب
طـود رسـا فـي يعرب فغـدت تـأوي إليـه العجـم والعـرب
شمخـت إلى الشرف الأشـم بـه شم(3) المعاطس(4) معشر نجب
يـتـهللـون بـأوجـه شـرقـت لولا رضا الـرحمان ما غضبوا
تلقى الأماني الـبيض إن نـزلـوا وتـرى المنايـا السود إن ركبوا
إن طـاولـوا طالـوا بمجدهــم أو غـالبـوا بنـوالهـم غلبـوا
يـتـذاكـرون بكـل منـقـبـة حتى إذا ذكـر النـدى طربـوا
طلبـوا بجِـدِّهــم العلـوم وقـد نـالـوا لعمري فـوق ما طلبوا
ضربوا بمدرجـة العلـى قبـبـاً أطنـابهـا الـمعـروف والأدب
سـارت بـأفـق سمـائهـا شهب عثـرت بـلمـع سنائـها الشهب

(1) الطباطبائي : هو ابن حسن بن محمد المجاهد ، ولد في كربلاء عام 1226هـ ، تتلمذ على السيد مهدي الطباطبائي والشيخ محمد حسين الأصفهاني ، ومن تلامذته الشيخ محمد تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين في العراق ، ولَه مؤلفات عديدة مشهورة منها «كتاب القضاء» و«مزيح الاحتياج ـ شعر ـ» توفي في كربلاء المقدسة .
(2) علي الطباطبائي : هو حفيد السيد محمد مهدي المشهور ببحر العلوم ، ولد حدود عام 1224هـ ، وله كتاب (البرهان القاطع) مات سنة 1298هـ .
(3) شُمّ : جمع شمّاء : السيد ذو الأنفة والكريم .
(4) المعاطس : واحده المعطس بفتح الطاء وكسرها الأنف ، وشُم المعاطس دلالة على الرفعة والمنزلة العالية .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 123

يابن الأُلى لبس الزمان بهم أبراد عـز كلهـا قشب
إن غاب بدر عنك محتجب وافاك بدر ليس يحتجب(1)

وكتب إلى أخيه السيد محسن(2) قصيدة رقيقة ـ من الطويل ـ أيام إقامته في الكاظمية(3) يقول فيها :
عرضت ألوك الود ذا مدمع يجري إلى ابن أبي العليا أخي الكوكب الدري
أكفـكـف دمعي واليراع(4) بأنملي يحبّـر أسنـى مـا يجود بـه فكري
فـأنثر فـي الطرس الدموع لثالثا وأمـزج نظـم الشعـر بـاللؤلؤ النثر
فرائد في الأوراق السمط(5) نظامها يـروق كـأمثـال العقود على النحـر
ومـن نـكـد الأيام أن صروفهـا تـرامت بـذي فخر سما كل ذي فخر
أغـرّ نمـتـه للمـكـارم سـادة بسـؤددهـا تنمـى إلـى السادة الغـر
مناقبـه لـم يحص بالحصر عدها ـ لعمر أبي ـ جلت عن العدّ والحصر
فـلا غرو إن أمست تلوح زواهراً بـأفـق سمـاء المجـد كالأنجم الزهر
مليـك يعيـد العسـر يسراً بجوده فـلا زلـت مـن جداوه أرفل باليسـر
هو الغيـث إلا أن يظن بصـوبـه هو الليـث إلا أن ينهـنـه(6) بالزجـر
يرنـح عطفيـه ارتياحاً متى جرى حديث العلـى والسيـف والفيلق المجر
ترامت به النزل الرواسم في السرى ألا رميـت منهـا القوائـم بـالعـقـر
وطارت به تحت القطيـع مـروعة تـرف هـواديـه كقـادمـة النـسـر
فسر العدى ضيم عرانـي إذ غـدا سري بني فهـر(7) على نصب يسري

(1) أعيان الشيعة : 2/131 .
(2) محسن : هو ابن حسين بن محمد رضا الطباطبائي بحر العلوم ، من علماء الإمامية وأدبائها توفي في النجف سنة 1318هـ عن اثنين وسبعين سنة ، من أساتذته الشيخ مرتضى الأنصاري .
(3) سكن الكاظمية بعد وفاة عمه السيد علي بن رضا بحر العلوم عام 1304هـ .
(4) اليراع : القلم ، والقلم المصنوع من القصب .
(5) السِمْط : بكسر السين وسكون الميم : الخيط ما دام الخرز أو اللؤلؤ منتظماً فيه .
(6) النَّهنَهَة : الكفَّ ، وتقول : نهنهت فلاناً إذا زجرته فتنهنَهُ أي كففته ، ونهنَهَهُ عن الشيء : زَجَرهُ .
(7) بني فهر : نسبة إلى قبيلة فهر وهي أصل قريش ، وهو فهر بن غالب بن النَّضْر بن كنانة ، وقريش كلهم ينسبون إليه .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 124

وما هـو إلا الصقر صادف فرصة ليكسـر فـي فتـخـا(1) فحلق عن وكر
فجد ـ رعاك الله ـ في طلب العلى فخيـر بنـي الدنيـا امـرؤ فـاز بالخير
ولا تـن عـن نيل الأماني فربمـا يكـون ـ فديت الصبـر ـ عاقبة الصبر
ومـن شيـم الضرغام يظفر بالمنى ولـو حـلَّ مـا بيـن النـواجـذ والظفر
حطمـت من الخطب الملم فقـاره فما زال ـ طول الدهر ـ محدودب الظهر
ومثلك يدعى للخطـوب إذا انبرت بقـارعـة تـوري وحـاسـمـة تبـري
فيابن الكماة(2)الصيد حلوا من العلى مقـامـاً كبـا مـن دونه كوكب الغفـر
طلبت اقتناء المجد مـن غير أهلـه ورمت مـرام الـعـز من مطلب وعـر
فـلا ترع للأوباش سمعـاً بمعوز فتـزداد فـي الآفـاق ضـراً عـلى ضر
وحد عـن قبيـح حسنته بمكرهـا فـأبنـاء هـذا الدهـر تبطش بـالمكـر
تغربـت والأيـام شيـمـة غدرها تبيـت مـع الأمـجـاد فـاقـدة الـبـر
ولابرحت تقصي غطارفة(3)الورى كمـا قد غـدت تـدني زعانفـة الدهـر
رحلـت فخلفت الغـروب دوامـيا على الخـد تجـري والقلـوب على جمر
فـدينـاك كـم للعـود نرقب طلعة يفـوق طـلـوع البـدر بـالمنظر النضر
وبيـض ليـال كلمـا عنّ ذكرهـا تـشـوب سواد العيـن بالأدمـع الحمـر
إلـى كـم أخـا العلياء تترك حسداً من الغـي لـم تبرح تفتـش عـن سري
عداها الحجى(4) هل كيف تنكر إنني أخـو الصخـرة الصماء في الحادث النكر
يطول وجيز الشعر فيك فهـل ترى أقصـر عـن مدح يطول بـه شعري(5)

(1) فتخا أصابعه : ثناها ولينها ، مفاصله استرخت ولانت وضعفت ، والفتخاء : العُقاب اللّينة الجناح .
(2) الكماة : واحدها الكمي ، الشجاع ، ولابس السلاح لأنه يكمي نفسه أي يسترها بالدرع والبيضة .
(3) الغطارفة : واحدها الغطريف وهو الشاب الظريف ، السخي ، السيد ، الشريف ، الحَسَن ، السَّري .
(4) الحجى : العقل والفطنة .
(5) شعراء الغري : 1/123 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 125

توفي في النجف يوم الثلاثاء السادس من محرم عام 1319هـ(1) ودفن مع أبيه وجده قرب مقبرة الشيخ الطوسي(2) .

(1) هناك من ذكر أنه توفي عام 1313هـ راجع ديوان القرن الرابع عشر من هذه الموسوعة .
(2) راجع أدب الطف : 8/164 ، وأعيان الشيعة : 2/129 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 126

(10)
إبراهيم بن حسين العلوي
1342 ـ 1381هـ = 1923 ـ 1962م

هو الشاعر إبراهيم بن حسين(1) بن محمد علي بن مهدي بن جواد بن هاشم(2) الموسوي العلوي ، ولد في كربلاء عام 1342هـ(3) ونشأ بها نشأة صالحة في بيت عرف بالفضل والأدب ، التحق بالمدارس الحديثة وتدرج بها حتى أنهى المرحلة المتوسطة ، ثم توظَّف في قسم الشؤون المالية بعين التمر(4)، ثم انتقل إلى وظيفة أخرى بكربلاء ثم بغداد إلى أن استوطنها حيث تولى وظيفة بوزارة التربية ، وخلال هذه الفترة لم يفارق كتب الأدب والشعر بل ولع بمطالعتها وراح يقرأ للشعراء القدامى والمحدثين ويتابع إبداعاتهم وظل يعشق الأدب والشعر ويحفظ الكثير من عيون الشعر العربي مما صقلت نفسه وبرزت مع الأيام قريحته الأدبية فنظم الشعر وأجاد .
قال عنه طعمة : «وقد عوض الشاعر انقطاعه عن استكمال تعليمه بالمدارس الحكومية وذلك بانكبابه على ذخائر الكتب الأدبية يعبّ منها ما يشبع نهمه وظمأه ، لقد أظهر اهتماماً واضحاً في عالم الفكر والأدب فكان الشاعر المطبوع والكاتب المبدع في أسلوبه الكتابي ، وقد صدم صدمة عاطفية مؤلمة في موطنه فتركت على محيّاه سمة حزنٍ لا تزول»(5) .

(1) حسين العلوي : كان شاعراً ينظم باللهجتين الفصحى والدارجة توفي عام 1364هـ ، ولد وتوفي في كربلاء ، وكان له التأثير المباشر في صقل موهبة ابنه المترجم له .
(2) وتعرف أسرته أيضاً بآل سيد جواد السيد هاشم .
(3) جاء في أعلام العراق الحديث : 34 أن ولادته عام 1341هـ .
(4) عين التمر : منطقة تقع على بعد 86 كلم جنوبي غربي كربلاء وهي منطقة سياحية وزراعية وعلى مقربة منها موضع يقال له : شفاثا ، ولها تاريخ قديم ، وفيها عيون ماء عذبة .
(5) شعراء كربلاء : 1/3 (مخطوط) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 127

وعن شاعريته يضيف طعمة قائلاً : «شاعر مطبوع ولكنّه مقل في النظم وكان قد قام بجمع شعره في كراس صغير دوّنه بخط يده إلا أن شظف العيش الذي كان يعاني منه حال دون تحقيق رغبته بطبع مجموعته الشعرية في حياته فتركها أثراً مخطوطاً لدى أسرته ، يتميز شعره بالتهاب المشاعر واتقاد العواطف ورهافة الحس وجمال الصورة» .
وللشاعر قصائد ومقطوعات نظمها في شتى المناسبات والأغراض الدينية والاجتماعية ويقول عنها طعمة : «بيد قلتها نتذوق منها حلاوة البت لطف الأداء وسلامة الذوق وحسن الاختيار والتلاعب بالألفاظ ، فشعره نابع من الأعماق ، متدفق مليء بالقدرات الإيمائية»(1) .
هذا وله مضافاً إلى مجموعته الشعرية تلك ، كتاب مع الرصافي الثائر(2)، وكتاب : نظرة إجمالية في حياة المتنبي(3) وغيرها(4)، وله مساهمات أدبية أخرى من تقريظ وتقديم على بعض الدواوين وكتب الأدب ، كما حقق كتاب ما يقرأ من آخره كما يقرأ من أوله(5)، ونشرت له الصحف العراقية بعض قصائده ومقالاته الأدبية .
ومن شعره في الغزل ـ من مجزوء الكامل ـ :
كـفـا الملامة عاذليّه ما في الحشا قلب لديه
بالله عـني خـلـيـّا فاللوم للمضـنـى أذيه
قسماً بمن خلق الجمال فقدّر المهج الضحـيّـه
فلأهتكن عـن الهوى ستر الحيا بين البريّـه
إنّ الصراحـة مذهبي ولئن نشأت على التقيّه
يا عـاذلـيّ تـرفّقـا بي واعطفا يـا عاذليّه

(1) شعراء كربلاء : 1/4 .
(2) طبع بمطبعة المعارف ببغداد عام 1959م في 94 صفحة .
(3) طبع بمطبعة المعارف ببغداد عام 1959م .
(4) شعراء من كربلاء : 2/108 .
(5) لمؤلفه يحيى بن علي التبريزي .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 128

أنا في الهـوى قـد صرت قيساً(1) وهي ليلى(2) العامريه

وله مساجلات مع شعراء عصره منها مع الطالقاني محمد حسن(3) واليعقوبي محمد علي(4)، فقد كتب إلى الطالقاني عام 1378هـ منه أن يلتقي اليعقوبي ويبلغه عتابه لهجره له ـ من الكامل ـ :
مـولاي يـا حسـن الفعال ومـن غدا نـبـراس رشدٍ للورى ودليلا
أبـلـغ أبـا مـوسى(5) السلام وقل له ماذا الجفاء وكنت قبـل خليلا
قد ضنّ(6) وهو أخو السحاب بزورةٍ(7) تطفي من المتعطشين غليـلا
فعسـى تعـود لروضنـا بسـمـاتـه وعساه يشفي بالوصال عليلا
وعليكمـا منـي الـسـلام فعنكـمـا لا أبتغـي أبـد الزمان بديلا

فأجابه الطالقاني معرضاً باليعقوبي ومداعباً على نفس القافية والوزن :
يـا صاحب الأدب الرفيع تحيـة تزجى لشخصك بكرة وأصيلا
وافـى كتابـك فابتهجت به ولم أك مستحقـاً ذلك التبجـيـلا
ولقد عجبت من اشتياقك صاحباً متقلباً لـم يغـن عنك فتيلا(8)

(1) قيس : هو ابن الملوح بن مزاحم العامري ، وهو من شعراء نجد ، كان هائماً بحب ليلى ، فسُمي بالمجنون ، مات وحيداً سنة 68هـ .
(2) ليلى : هي أم مالك بنت سعد بن مهدي بن ربيعة العامرية من بني كعب بن ربيعة ، توفيت نحو عام 68هـ .
(3) الطالقاني : هو ابن عبد الرسول بن مشكور القاضي الحسيني ، ولد في النجف سنة 1350هـ ، وهو من أدباء النجف ، وقد حقق ديوان السيد موسى الطالقاني .
(4) اليعقوبي : هو ابن يعقوب التبريزي الشهير باليعقوبي ، ولد في النجف عام 1313هـ وتوفي بها عام 1387هـ ، كان أديباً شاعراً وخطيباً مؤلفاً ، عمل عميداً لجمعية الرابطة الأدبية أكثر من ثلاثين عاماً ، له عدة مؤلفات منها ديوان اليعقوبي والبابليات وغيرهما .
(5) أبو موسى : كنية اليعقوبي محمد علي .
(6) ضنّ : بَخَل .
(7) الزَورَة : المرة من زار .
(8) فتيلا : وهو من الأمثال أي : شيئاً بقدر الفتيل ، والفتيل : ما فتلته بين أصابعك من الوسخ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 129

تـهوى أبـا موسى(1) وتعلـم أنّـه يرضى معاوي(2) عن أبيك(3) بديلا
أتـراك يـا علـوي تنسى مـوقفاً سيظـل يـودي الحق جـيـلاً جيلا
فـاتـركه إن شـئت السلامة إنـه هيهـات يخلـص أو يكـون خليـلا

فأرسلها العلوي لليعقوبي بغية مشاركته في المساجلة فكتب إليه اليعقوبي بهذه الأبيات على نفس القافية ولكنها ـ من الوافر ـ :
أبا الأزهار جاءتك القوافـي تحيي فيك معدنك الأصيلا
لقد وافى العتاب وكان حقـاً ولكن ساء صاحبنا الجليلا
تجنّى ابن الكرام عليّ ظلمـاً وشبّهني بمن ضل السبيلا
رضيت بشتمه بل سوف أبقى له رغم الجفا خلا خليـلا
واصبر يا أخـا العلياء دوماً على عدوانه صبراً جميلا

مداعبات ومساجلات لطيفة كان الشعراء ولا زالوا يمارسونها فيما بينهم وتظهر من خلالها قوتهم الأدبية وإبداعهم الفنّي وكانوا يرون في ذلك تسلية ممتعة يحاولون فيها التفاخر والتعريض بالآخرين وهي في الحقيقة مسابقة أدبية جميلة قد يشترك فيها أكثر من اثنين وربما تجاوز الثلاثة والأربعة .
وكتب أيضاً إلى الطالقاني عام وفاته 1381هـ ولعلها كانت الأخيرة حيث توفي بعدها بقليل وهو من مجزوء الكامل :
أمحمد الحسن الـذي ثنت العلوم له الوسادة

(1) أبو موسى : تعريض لليعقوبي ، حيث شبهه بأبي موسى عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري الذي كان يأمر أهل الكوفة بعدم الخروج مع الإمام علي عليه السلام في حرب الجمل ، وقصته معروفة في قضية التحكيم مع عمرو بن العاص في واقعة صفين ، ولد سنة 21 قبل الهجرة في اليمن ومات بالكوفة 44هـ .
(2) معاوي : أراد معاوية بن صخر (أبو سفيان) بن حرب الأموي ، ولد سنة 20 قبل الهجرة ، ناصبَ العدى للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، مات سنة 60هـ .
(3) أبيك : إشارة إلى الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، المولود سنة 23 قبل الهجرة والمستشهد بمحراب الكوفة سنة 40هـ ، وهو الإمام الأول من الأئمة الاثني عشر .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 130

وغـدا علـى رغـم الـعـدا كـالبدر فـي فكل الإفـادة
مـاذا الجـفـاء أبـا الـوفاء ولـم يكـن لك قبل عـادة
أنـسـيـت خـلا لـن يـرى فـي غيـر لقياك السعـادة
مـضـت اللـيالي كالسنـيـن بطـولهـا دون اسـتـزادة
هـل جـفّ بحـر اللطف منـ ـك فلـم تعد فيه استفـادة
أو انّـك اسـتـبـدلـت بـي وبـأخـوتي عظمـاً وسادة
حـاشـا فـلـطـفـك شامـل مـا اختص فيه ذوو السيادة
ذرنـا فـكـل المخلـصـيـن هنـا علـى وشك الشهـادة
وَلِـوا الـمـحـبـة لا يـزال عليـك ينتـظـر انعـقـادة

فأجابه الطالقاني وهو على فراش المرض بقصيدة على نسقها وزناً وقافية وقال في أولها :
أأخا الفضيلة والكمال ومن بني مجدا وشاده
وسعى لنيل المكرمات فنال بالمسعـى مراده
ومـن البيـان بعرشه ألقـى له طوعاً قياده
وافـى كتابك حامـلاً بالودّ أكثر من شهاده

إلى أن يقول في آخرها :
فاحمل لاخوان الصفا أشواق من يشكو بعاده
واقبل رسالة مخلص فيها أبان لكم وداده(1)

وأبدى العلوي حزنه في المقطوعة التالية ـ من الطويل ـ :
أيا عين سحّي الدمع قد خانني دهري ويا قلب ذب وجداً على من هم فخري
فخـار الفتـى فـي جـدّه وآبائـه وإلا فـإن المـوت أولـى من العمر
فمن مات في شرع الإبا قط لم يمت ومن عاش في ذلّ فقد عاش في خسر
فـلا غرو لـو أجريت دمعي تلهفاً عليهم وأبدي الحزن مهما يطل عمري
أحبـاي عطفـاً بالمسـيـر ترفقوا فقلبي وراء الركـب يقفو على الإثر
تحيّـرتُ لمـّا سرتـمُ بظعونكـم أودّع قلبـي أم لروحـي أم صبـري

(1) شعراء كربلاء : 1/7 ـ 8 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 131

فوالله إن المـوت أهون للفتى إذا فارق الأحباب من حيث لا يدري

وقال طعمة : إنها من أوائل ما نظمه .
ومن تخاميسه : تخميسه بيتي الشريف الرضي ـ من الكامل ـ :
ومن الرقاد بجفن إلفي(1) قد حلا وبسحر هاروت(2) غدا متكحلا
نـاديـت من فـزع ألا رفقا ألا يا ناقل المصباح لا تمرر على
وجه الحبيب وقد تكحّل بالكرى
ريح الصبا مذ نام إلفي وحده قـد هبّ من سَحَر وحرّك قدّه
لا تتركن ضياك خِلّـي عنده أخشى خيال الهدب يجرح خدّه
فيقوم من سنة الكرى متذعّرا

وقد خمس بيتي مجنون ليلى ـ من الوافر ـ :
ألا يا قلب ويحك كم تُمنّي لقد هجر الحبيب وخان ظني
فدع عنك الملام وخلّ عنّي ألست وعدتني يـا قلب أني
إذا ما تبت عن ليلى تتوب
بليـت بحبّهـا مـذ كنت طفلا ومنها أبتغي في العمر وصلا
جفت ظلماً وعاد الوصل فصلا فها أنـا تائب عـن حب ليلى
فما لك كلّما ذكرت تلوب(3)

وقال أيضاً مخمساً بيت صريع الغواني(4) ـ من الكامل ـ :

(1) الإلف : بالكسرة : الانيس والحبيب .
(2) هاروت : إشارة إلى الملكين ببابل هاروت وماروت اللذان ورد ذكرهما في القرآن ، قال تعالى : «واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفَرَ سليمانُ ولكنَّ الشياطين كَفروا يعلِّمونَ الناس السِحرَ وما أُنزِلَ على الملَكين ببابل هاروت وماروتَ وما يعلّمان مِن أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يُفرقون به بين المرء وزوجه...» البقرة : 102 .
(3) لابَ الرجل يلوب : حام حول الماء وهو لا يصل إليه ، ولابَ : عطشَ ، وهنا إشارة إلى المرارة والعذاب والتعطش إلى رؤية الحبيب .
(4) صريع الغواني : أبو الوليد مسلم بن الوليد مولى أسعد بن زرارة الخزرجي
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 132

يا عاذليّ دعا الملام وخلّيا عني فلست إلى العواذل صاغيا
تالله مهما دمت حيـا باقيا فلأهتكن على الهوى ستر الحيا
إن الفضيحة بالمحبة أجمل

هذا وله قصيدة تقريض لديوان الشاعر الكربلائي كاظم منظور(1) وقد نظمها على الطريقة المشجرة حيث التزم أن يبدأ كل بيت بحرف من حروف اسم الشاعر فجاءت بالترتيب الشيخ كاظم منظور وهي أربعة عشر حرفاً وختمها ببيت آخر وأصبحت خمسة عشر بيتاً ذكرناها في محلها(2) .
وله قصيدة في الإمام موسى(3) بن جعفر عليه السلام ألقاها في إحدى محافل الكاظمية وهي من البسيط :
لله رزؤك فيـه الدمـع ينسكب فقـد أُصيب بحـامـي عزّها العرب
كنت الكفيل لها في كل معضلة تطيـش مـن صولهـا الأقلام والكتب
يابن الهداة الميامين الذين جلوا ظلم العصور بصبح الرشد مـن وجبوا
فمـا البليغ وإن غالى بمدحتـه ببـالـغ نعـتهـم يـومـاً إذا ندبـوا
وقد ترفّـع عن نظم المديح بهم مـجـد بـه شـادت الآيـات والكتب
ومثل أعراقهم طابت فروعهـم فـإن زكى الأصل يزكو الفرع والعقب
جلّـت رزيتكم فينـا الغداة كما كانـت مكارمكـم فـي الناس تكتسب
يا ناشد الفضل قد زالت معالمه بعـد ابـن جعفر قـد حلّت به النوب

= الأنصاري ، ولد في الكوفة ، وهو شاعر غزل ، يعد من شعراء العباسيين دخل على هارون العباسي وأنشده ـ من الطويل ـ :
وما العيش إلا أن تروح مع الصبى وتغدو ، صريع الكأس والأعين النُجل
فلقبه بصريع الغواني ، فعرف به ، مات في مدينة جرجان سنة 208هـ .
(1) منظور : كاظم بن حسّون بن عبد عون الكربلائي الشمري ، ولد في مدينة كربلاء سنة 1320هـ ، وهو من شعراء المنبر الحسيني الذي يشار لهم بالبنان ، وأكثر شعره باللهجة الدارجة ، حملت دواوينه عنوان (المنظورات الحسينية) مات سنة 1390هـ .
(2) راجع ديوان القرن الرابع عشر من هذه الموسوعة ، المنظورات الحسينية : 1/9 .
(3) موسى : ابن جعفر بن محمد الكاظم عليه السلام ، الإمام السابع من أئمة الشيعة الإمامية الاثني عشر ، ولد سنة 128هـ ، واستشهد سنة 183 ، ومزارة في مدينة الكاظمية المشرقة قرب بغداد .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 133

لله رزؤك يـابن المصطفى فلقد أضحى له الدين يعلو ركنه العطب
لله خطب أصاب الدين وانفصمت عرى المكارم منه والهدى وصب
يـا آل طـه أللإسـلام غيركم راع وهـل ناصـر للدين ينتدب ؟

هذا ولفظ الشاعر أنفاسه الأخيرة وهو في عز شبابه وذلك ليلة الاثنين العاشر من شهر ذي القعدة في بغداد ونعته كافة الصحف والمجلات العراقية(1) ورثاه جمع من الشعراء منهم سلمان طعمة بقصيدة ـ من الخفيف ـ مطلعها :
سمرٌ موحشٌ وحزنٌ ثقيلُ أخرس النطق فاليراع كليلُ(2)

(1) الأشواق الحائرة : 75 .
(2) أخذنا معظم الترجمة من شعراء كربلاء : 1/3 ـ 9 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 134

(11)
إبراهيم بن الحصين الأسدي
أوائل القرن 1 ـ 61هـ = الربع الأول من القرن 7 ـ 680م

هو إبراهيم بن الحصين أو الحسين الأسدي المستشهد عام 61هـ .
من المؤسف أننا لم نحصل على أيّ شيء عن حياته العامة فكيف عن حياته الشعرية وكل ما لدينا أنه قاتل مع الإمام الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء واستشهد بين يديه وارتجز مقطوعتين من شعر الرجز إحداها دالية تحتوي على أربعة أبيات وثانيها جاءت قافيتها على حرف القاف تحتوي على ستة أبيات(1) .
وإذا ما راجعنا بعض المصادر فإنها تنسب الأبيات الستة إلى نافع(2) ابن هلال(3) تارة وإلى زهير(4) بن القين(5)، وأكثر المصادر أغفلوا عن ذكره تماماً .
وكان لا بد وأن نذكره هنا لأن هناك من نسب إليه هذين الرجزين ، ومن الجدير ذكره أن له ترجمة في الأنصار من هذه الموسوعة .

(1) راجع ديوان القرن الأول من هذه الموسوعة قافية الدال والقاف المفتوحتين .
(2) نافع : هو ابن هلال بن نافع بن جمل المذحجي المرادي ، استشهد مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء عام 61هـ ، كان من القراء وحفظة الحديث ، راجع باب تراجم الأنصار من هذه الموسوعة .
(3) كما في أسرار الشهادة : 284 و297 .
(4) زهير : هو ابن القين بن قيس الأنماري البجلي ، استشهد مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء عام 61هـ ، وهو من وجوه الكوفة وأعيانها ، راجع باب تراجم الأنصار من هذه الموسوعة .
(5) كما في هامش مقتل الحسين لبحر العلوم : 405 عن ينابيع المودة باب : 61 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي