دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 173

(17)
إبراهيم بن عبد الزهراء العاتي
1368 ـ ....هـ = 1949 ـ ....م

هو إبراهيم بن عبد الزهراء بن عاتي بن حبيب بن بركة العيسى .
ولد في النجف عام 1368هـ ونشأ بها على أبيه(1) الشيخ نشأة طيبة والتحق بالمدارس الحديثة فأكمل دراسته الثانوية والإعدادية في النجف وتأثر بأجوائها الأدبية والعلمية ثم إنه التحق بجامعة دمشق ـ سوريا ـ وأكمل بها دراسته الفلسفية والاجتماعية ، وتخرج من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1404هـ وحصل على درجة مرتبة الشرف الأولى (الدكتوراه) في الفلسفة .
عمل أستاذاً في جامعة قسطنطنية وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر ، وأستاذاً ورئيساً لقسم الفلسفة بكلية الآداب والتربية في جامعة ناصر بليبيا ، وأخيراً انتقل إلى لندن وهو الآن يعمل أستاذاً بكلية الشريعة ومديراً لقسم الدراسات العليا والبحوث في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية .
له من المؤلفات تصورات العالم في الفكر الإسلامي ، الزمان في الفكر الإسلامي ، كما له عدد من الأبحاث نشرت عبر المجلات العربية الصادرة من لندن وليبيا والجزائر .
وأما عن نظمه ، فيذكر أن موهبته الشعرية قد تفتحت منذ وقت مبكر

(1) أبوه : ولد في النجف سنة 1343هـ ، نشأ على أبيه الشيخ عاتي آل عيسى ، وعلى نخبة من أفاضل النجف ، توفي سنة 1406هـ له ترجمة في الموسوعة في حرف العين ، من باب معجم الشعراء هذا .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 174

حينما كان طالباً في إعدادية النجف أي العقد الثاني من عمره متأثراً بشاعرية والده وبالجو الأدبي الذي كانت تعيشه مدينة النجف فصار يلقي قصائده في الندوات الأدبية التي كانت تعقد هناك ، ورغم تخصصه الفلسفي فقد استمر في كتابة الشعر ونظمه وقد نشرت بعض قصائده عبر العديد من الصحف والمجلات العربية .
ومن شعره قصيدة ـ من الطويل ـ تحت عنوان رؤيا ألقيت في الملتقى الدولي الذي أقامته جامعة باتنه في الجزائر عام 1406هـ حول جدوى الأدب في عالم اليوم . أولها :
شعاعٌ من التاريخ يحملُه ذكرى وفيـضٌ مـن الرؤيـا يخطُّ به سِفرا
ولحن سمـاويٌّ يعانـق روحه فينشـر فـي أرجائهـا الفن والسِحْرا
جليس على نهر المحبين يجتني وروداً مُحـلاةً وأشـرعـةً خضـرا
ويسجد في محرابه كـل عاشق يبـث له النجـوى ويزجي له الشكرا
فمـن رحـم المأساة يولد حرفُه ندياً يضيء النفس في وحشة المسرى
ويجلو ظلام الكون بارق ضوئه وفي الحالكـات(1) السود ترقبه بدرا
هو الشعر ما أسرجته من قريحةٍ ولكـنـه قـلـبٌ أقطّـعـهُ شطـرا
هو الشعر دنيا من عذابٍ ونغمةٍ وهبـتُ لـه روحـي وأسلمتّه العمرا
هـو الشعر عنوانُ الحياة إذا خبا فـجـلُّ حيـاة المـرء أن يبلغ القبرا

وله من قصيدة أخرى ـ من الخفيف ـ تحت عنوان دوحة العلم ، ألقيت في الحفل الذي أقامته الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن بمناسبة تخريج أول فوج من طلابها وتكريم بعض أساتذتها وذلك في 1/جمادي الثاني/1416هـ(2) .
اسرجي النور في ظلام العصور وانثري نفحة الشذى في الضمير
ودعـي الحلـم يستحيـل عياناً بعـد أن ظـلّ راقداً في العشورِ
يـا رؤى العلـم يا خيالاً تجلّى فـي صبـاح مضـمّـخٍ بالعبير
أنـت للناظرين رونـقُ حُسـنٍ يتبـدّى فـي بـاسمـات الثغور

(1) الحالك : الشديد السواد .
(2) الموافق لـ 26/10/1995م .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 175
ولظمأى العقول منهل صدقٍ مفعـمٍ بالنُهى(1) وعذب النمير
فـاز روّادك الذين أزاحـوا سحب الجهل عن ضياء البدور
قنعـوا من دناهـُمُ بقلـيـلٍ وأفـاضـوا لأهلهـم بالكثيـر
قـد سعى غيرهم لجمع كنوزٍ ما استطاعوا تخليدها في القبور
ومجالـي العلـوم أخلدُ ذكراً وبقـاءً مـن غـابرات الدهور

وله قصيدة ـ من البسيط ـ في ذكرى ميلاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام نظمها في 13/رجب/1416هـ(2) تحت عنوان مولد النور وهذه أولها :
لا تسـأل القلـب عن لحن يُردّدُه ذكـرى الأحـبـة تشجيه وَتسعدُه
الذكريـات غراس الروح أحملهـا والعُمُـر يعْهدُهـا سقيـاً وتعهده
نشرتُ حُبي عـلـى الأيام فانبثقت حوامل الزهر حتى طاب مشهـده
مجلى العواطـف مياسٌ(3) برونقه القلـبُ يزرعـه والحـبُّ يحصده
ولي هـوى قد قضيت العمر أحملُه لمن تخـايـل حـول النور مولدُه
وجه أطلّـت علـى الأكوان طلعته فـانجـاب ليـلٌ وولّى منه رُقَّده
لمّا استفـاق أطل الفجر مبتسـمـاً ونضّـر البـيـد مزدانـا تورّدُه
يرنو إلـى الكعبـة الغرّاء تحضنُه ومن سنى الغيب أملاك تهدهده(4)
نور تحدّر من نور فهـل عجـبٌ أن يلتقـي رَبَّه والنـور مسجده

ولم يقتصر العاتي في نظم الشعر العامودي بل له نظم من شعر الحداثة قصائد منها تحت عنوان : طائر البحر وهي :
طائر البحرِ
يطرح في الأفق أثقالَهُ
طائر البحر

(1) النهى : العقل .
(2) الموافق لعام 1995م .
(3) تميس الرجل : مشى وهو يتمايل ويتبختر فهو مائس وميّاس .
(4) هدهدت الأمَّ الصّبيَ : حركته لينام .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 176

يرسم في الرمل آماله
نقرةً... نقرةً
قطرةً... قطرةً
يتشكلُ
ينحتُ في الشاطئ المتوحشِ تمثالَهُ
طائر البحرِ
يعرف كل الدروب البعيدةْ
يسلكُ كل الدروب الحزينةْ
يعرف كل الصواري
التي أكلتها الرياحْ
طائر البحرِ
يبدأ رحلته في الصباحْ
الجناح الذي يلونه الثلجُ
والوردُ والطينْ
والمياه التي تكنز سرّ السنينْ
المياه التي خُضِّبَتْ
بدم الفاتحينْ
طائر البحرِ
يكتُم أسراره
في المياه العميقةْ
والجذور العتيقةْ
طائر البحر
يعرف كل الحقيقةْ .

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 177

ـ ويقول من أخرى تحت عنوان : قبل الرحيل...
أزف الوقت
وقد آن الرحيلْ
فلنودع صبوة العمر الجميلْ
ولنفارق
زرقة البحر
وأطياف المحبين
وأشجار النخيلْ
آن أنْ تطوي شراع العمر
أو تعدو جدار المستحيلْ .

ـ ويقول من أخرى في الفراق تحت عنوان : عودة يوسف...
جسدٌ ينتقلُ
بين البلدانْ
تحملهُ..
ملائكة الرحمانْ
من أرض المختار
إلى أرض فتى الفتيانْ
يتوارى
خلف رماد الوطن المحزونْ
فتطويه أفئدةٌ حانيةٌ
وعيون
جمدها الرعبُ
ويدا شيخِ ترتجفانْ

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 178

تنتظرانْ
عودة يوسف بعد سنينْ
سنينٌ تمضي داميةً
ضاع الاحبابُ بها
وتشتت شمل الولدانْ
احترقت أشجار النخلِ
وحلّ الطاعون الأسودُ
في كل مكانْ
وابيضَّتْ عيناه من الحزن
ولا خبرٌ من يوسف
لكن الشيخ.. الأب..
ينظر للأفق الغربي
يرقب عودة يوسفْ
كي يسقي الأرض العطشى
ويداوي القلب الأسْيانْ(1)
وها قد عادْ
يا شيخي قد عادْ
يا أبتي قد عادْ
يطوي أرض البادية الجدْباءْ
توشحهُ الأكفانْ(2) .

(1) الأسيان : الحزين ، ومنه المأساة .
(2) أخذت الترجمة والأشعار من الشاعر نفسه .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 179

وأخيراً له قصيدة ـ من البسيط ـ تحت عنوان نجوى وعتاب يقول في مطلعها :
يا سامر الحي هل أبلغت شكوانا إلى المحبين أم أسريت نجوانا

ويقول في آخرها :
قلبي من الحزن صحراء وأودية لم تلق في ربعها إنساً ولا جانا
وهبته كـل شاكي الهم مغترب لكي يغـنّـي على ذكراه ألحانا
فما الليالي سوى أصداء غربتنا وما الزمان سوى رجـع لبلوانا

دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 180

(18)
إبراهيم بن عبد الله الجيلاني
نحو 1050 ـ 1119هـ = نحو 1640 ـ 1707م

هو الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن عطاء الله الأصفهاني الزاهدي الجيلاني (الگيلاني)(1) .
ولد في لاهيجان(2) نحو عم 1050هـ ونشأ فيها على أبيه الذي كان من أعلام لاهيجان وتتلمذ عليه وعلى أعلام بلدته ، واشتغل بالتدريس والتأليف وسائر المهام الدينية والاجتماعية إلى أن توفاه الله بها وكان ابن أخيه في أصفهان فلما وصل إليه خبر وفاته رثاه بقصيدة فارسية .
وصفه ابن أخيه الشيخ الحزين(3) : بالمحقق الحقاني مظهر شوارق الأنوار والمؤيد بتأييدات الملك الجبار ، جامع العلوم الدينية والمعارف اليقينية وحاوي الكمالات الصورية والمعنوية ، قرأ على والده الذي كان مرجع أفاضل گيلان وصل حديث فضائله ومناقبه بالأعالي والأداني ، حسن التقدير والتحرير وفي الشعر والإنشاء وكشف اللغز والمعنى بغير نظير ،

(1) ولا يخفى أنه غير الشيخ تاج الدين إبراهيم المعروف بزاهد الجيلاني مرشد الشيخ صفي الدين إسحاق الأردبيلي جد السلاطين الصفوية ـ راجع أعيان الشيعة : 2/113 .
(2) لاهيجان : من توابع مقاطعة جيلان الإيرانية واقعة على خط طول شمال جنوب 44 درجة ، يحدها من الشمال بحر خزر ، ومن الجنوب مقاطعة قزوين .
(3) الحزين : هو الشيخ محمد علي بن ابي طالب بن عبد الله الجيلاني ، كان عالماً فاضلاً وأديباً شاعراً ، توفي عام 1181هـ في بنارس بالهند وترك من المؤلفات ما يربو على الثلاثين منها : أخبار أبي الطيب المتنبي .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 181

وكان حسن الخط عارفاً بأنواعها ، وله مصنفات(1) منها رافعة الخلاف وهو حاشية على كتاب مختلف الشيعة للعلامة الحلي(2)، وكاشفة الغواشي وهو حاشية على كتاب الكشاف(3) للزمخشري(4)، ورسالة في توضيح كتاب أقليدس في الرياضيات ، وله ديوان شعر سماه بالقصائد الغراء في مدح أهل العباء(5) .
وذكره المدرس(6) فأثنى عليه وعلى(7) أخيه أبي طالب(8) .
هذا وقد حاولنا مراراً عبر أخوة لنا في إيران الحصول على ديوانه في مكتبات أصفهان وقم وطهران إلا أنهم بعد جهد جهيد أخبرونا بعدم عثورهم عليه ونأمل أن نتمكن من الحصول على نظمه .

(1) تذكرة العاشقين : في ترجمة عمه إبراهيم الجيلاني .
(2) الحلي : هو الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر المتوفى عام 726هـ من أعلام الإمامية وفقهائها ، له مصنفات منها التبصرة ، الألفين ، والتذكرة .
(3) الكشاف : كتاب «الكشاف في تفسير القرآن» وهو من أشهر كتب الزمخشري .
(4) الزمخشري : هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي ، ولد في زمخشر من قرى خوارزم سنة 467هـ ، له مؤلفات كثيرة منها «أساس البلاغة» و«المقامات» مات في جرجانية من قرى خوارزم سنة 538هـ .
(5) الذريعة : 17/86 رقم : 459 ، أدب الطف : 7/316 عن أعيان الشيعة : 2/181 .
(6) المدرس : هو محمد علي بن محمد طاهر التبريزي الخياباني المتوفى في شوال 1373هـ ، ولُهُ مصنفات عديدة ، منها «حياض الزلائل في رياض المسائل» و«الدر الثمين أو ديوان المعصومين» .
(7) أبو طالب : ابن عبد الله الجيلاني المتوفى عام 1127هـ بأصفهان ، كان من العلماء الأفاضل له من المؤلفات كتاب تفسير آية «قل الروح من أمر ربي» .
(8) ريحانة الأدب : 2/356 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 182

(19)
إبراهيم بن عبد الله الغراش
1361 ـ ...هـ = 1942 ـ ....م

هو الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن محمد(1) بن إبراهيم الغراش القطيفي .
ولد في أول محرم من عام 1361هـ(2) في القطيف ونشأ بها وتتلمذ على يد علمائها وفضلائها ودرس المبادئ ، وهاجر إلى النجف الأشرف ثم رجع إلى بلاده خطيباً فاضلاً وأديباً شاعراً كون من أشعاره ونظمه ديوان شعر أكثرها في مدح أهل البيت عليهم السلام ، وله قصائد في الإمام الحسين عليه السلام نقلناها في قسم الأشعار .
ترجمة حبيب آل جميع(3) بقوله : إلتحق ببعض المعلمين للقرآن والكتابة فألمّ ببعض القرآن حفظاً إذ كان ضعيف البصر لا يستطيع أن يقرأ الكتابة وفي نفس الوقت اشتغل بطلب العلم فكان حريصاً على تلقي دروسه مهما كلفه الحال ولا زال حتى اشرأبت نفسه طموحاً إلى الهجرة إلى جامعة العلم في النجف الأشرف لينهل من نميرها الفياض فهاجر برفقة شقيقه الشيخ مبارك(4) في 13/جمادي الأولى/1385هـ .

(1) في شعراء القطيف جاء : «عبد الله بن إبراهيم» وفي الأزهار الأرجية : 1/165 «عبد الله بن محمد بن إبراهيم» .
(2) شعراء القطيف المعاصرون : 157 ، خطباء المنبر الحسيني : 1/95 .
(3) آل جميع : ولد عام 1385هـ في قرية الأوجام بالقطيف ، وهو باحث وكاتب ، له مؤلفات عديدة منها تربية الطفل وفق منظورالإسلام ، والعباس بن علي رمز الولاء والوفاء .
(4) مبارك : هو ابن عبد الله بن محمد القطيفي ، وهو خطيب حسيني ، ولا زال حياً .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 183

وقد عاد إلى مسقط رأسه ثم هاجر إلى النجف مرة ثانية في بداية عام 1391هـ بصحبة الخطيب الشيخ حسن موسى الصفار(1)، ثم إنه ترك النجف بسبب الأوضاع الأمنية فسكن صفوى(2) بطلب من المؤمنين وذلك عام 1393هـ ، وقام بمهامه الدينية والاجتماعية من إقامة الصلاة وبيان الأحكام الشريعة إلى أن هاجرها عام 1396هـ وسكن القطيف وأقام بواجبه الدين هناك أيضاً ، حاول من جديد أن يتلحق بإحدى مراكز العلم ليواصل دراسته إلا أنه في هذه المرة اختار مدينة قم المقدسة وذلك عام 1400هـ إلا أنه لم يتمكن الإقامة بها للظروف الأمنية التي عصفت بالمنطقة(3) فرجع إلى مسقط رأسه واستمر بتوجيه الناس .
ويذكر آل جميع أيضاً : أنه تتلمذ على الشيخ علي بن منصور المرهون(4) والشيخ حسين(5) بن فرج(6) آل عمران وعلى الشيخ فرج نفسه(7) .
وأما عن شعره وشاعريته فيقول آل جميع : إن له موهبة شعرية جيدة عرف بها في أواسط القطيف فاهتم بهذه الموهبة وغذاها بحفظه المستمر

(1) الصفّار : هو ابن موسى بن رضي القطيفي ، ولد في مدينة القطيف في المنطقة الشرقية سنة 1376هـ ، خطيب مفوه وكاتب قدير ، له مؤلفات عديدة منها مسؤولية المرأة ، النفس منطقة الخطر .
(2) صفوى : من مدن القطيف في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية .
(3) حيث نشبت الحرب العراقية الإيرانية في 12 ذي القعدة 1400هـ الموافق 22/9/1980م .
(4) المرهون : هو علي بن منصور بن علي ولد سنة 1334هـ ، ودرس في النجف ، له مصنفات عديدة منها : قصص القرآن .
(5) حسين : هو ابن فرج بن حسن القطيفي ولد سنة 1359هـ ، تتلمذ في النجف على يد السيد عبد الصاحب الحكيم ، وفي قم تتلمذ على السيد مهدي الروحاني والشيخ جواد الآمالي ، عاد إلى بلاده وهو من علماء القطيف .
(6) فرج : هو ابن حسن بن أحمد القطيفي ولد سنة 1321هـ ، درس في النجف ثم عاد إلى المنطقة الشرقية ، ومن مصنفاته موسوعته : الأزهار الأرجية في الأثار الفرجية .
(7) وفي رسالة وصلتني منه مؤخراً أنه تلمذ على الشيخ محمد الهاجري أحد أعلام كربلاء المقدسة والأحساء ، له ترجمة في باب أضواء على مدينة الحسين عليه السلام فصل النهضة العلمية من هذه الموسوعة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 184

لشعر الحديث فكان متأثراً بالشاعر إليا أبو ماضي(1) وخاصة ملحمته الطلاسم(2)، وقد تأثر في الشعر القديم بعنترة العبسي(3) وزهير(4) بن أبي سلمى من الجاهليين ، وكان مولعاً بالنحو فحفظ الكثير من الشواهد الشعرية التي مرت عليه من خلال دراسته النحو وخاصة ألفية ابن مالك(5)، وكانت هذه الأمور بالإضافة إلى ملازمة أستاذيه الشيخ فرج آل عمران والشيخ منصور البيات(6) الأثر الكبير في نمو موهبته الشعرية ، وكان الشيخ العمران يشرف على القصائد التي ينظمها(7) كما كان الشيخ منصور البيات ينقح شعره في أول الأمر ، واقتصر شعره على رثاء ومدح أهل البيت عليهم السلام وله بعض الأخوانيات كما تجاوزها إلى بعض الأغراض التقليدية الأخرى كالوعظ والإرشاد في المناسبات الدينية والاجتماعية ، ومن الناحية الشكلية يغلب على شعره النهج التقليدي في القصيدة الكلاسيكية(8) .
ومن أوائل نظمه قصيدة أخوانية أنشأها في 17/ربيع الأول/1391هـ بمناسبة ارتداء صديقه الخطيب الشيخ حسن الصفار العمامة ـ من البسيط ـ يقول في أولها :

(1) أبو ماضي : هو ابن ضاهر ، ولد في قرية المحيدثة بلبنان سنة 1306هـ ، وهو من كبار شعراء المهجر ، هاجر إلى أمريكا واشتغل بالصحافة ، وأصدر جريدة السمير ، له دواوين عديدة منها : تذكار والخمائل ، مات في ولاية بروكلن الأميركية سنة 1377هـ .
(2) الطلاسم : قصيدة فلسفية رباعية الأشطر وهي كبرى قصائده حيث تحتوي على 284 بيتاً عرفت باسم «لست أدري» أيضاً ، وقد قلد الخيام في ذلك .
(3) العبسي : هو ابن شداد بن عمرو من شعراء الجاهلية ، شهد حرب داحس والغبراء ، وينسب إليه ديوان شعر ، مات نحو عام 22 ق.هـ .
(4) زهير : هو ابن ربيعة بن رياح المزني المضري ، ولد في عائلة ينظم أهلها الشعر ، وهو من أئمة الأدب في الجاهلية له معلقة ، وله ديوان شعر ، مات سنة 13 ق.هـ .
(5) ابن مالك : هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الجياني الأندلسي الشافعي ، اشتهر بالفقه والنحو ، وألفيته اشتهرت بألفية ابن مالك لأنها تحوي على ألف بيت في شرح قواعد النحو والصرف ، توفي بدمشق سنة 672هـ .
(6) البيات : هو ابن عبد الله القطيفي ، ولد سنة 1325هـ ، وهو من شعراء المنطقة الشرقية وعلمائها له تأليفات في التوحيد والنبوة .
(7) راجع الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية : 10/165 .
(8) من مجموعة حبيب آل جميع ، المرسلة إلينا من قبله .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 185

العلـم نـور به الألبـاب تعتصم حقاً وتنجـاب عـن إشراقه الظلم
فكـن له سـاعيـاً بالجد مجتهداً وخل عنك أنـاسـاً منه قد سئموا
فالناس قسمان إن تسأل أجبك فذو علم ومـن في بحار الجهل مرتطم
فحارب الجهل تظفـر بالمنى أبداً وانصر ذوي العلم إذ هم للهدى علم

وله قصيدة ـ من الخفيف ـ أنشأها في ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول في مطلعها :
فجر هدى الأنام عم ضياه فالوجود اكتسى بنور سناه

إلى أن يقول :
كم رسولٍ مـن عنده وكتاب جـاء في النـاس داعياً بهداه
لم يزل لطفه مدى الدهر سارٍ هـذه رسلـه وذي أنـبـيـاه
هـذه سنـة الإلـه إلـى أن جـاء خير الأنـام من مبتداه
فاستنـار الوجود إذ خلا فيه من غدى للوجود قطب عـلاه
إذ هو البدئ للخليقة جمـعـاً وهـو الختـم قـد سمى معناه
فاستقام الرشاد وانهدم الكفـ ـر بليـث مـن الرحيـم قواه
أحمد المصطفى وزين المعالي سيـد الرسـل لا يداني عـلاه
طهر الكـون حين ميلاد طه فجره شعَّ واستطـار ضـيـاه
ولد المصطفـى فراح سروراً يزدهـي الكون من جمال بهاه
وغدت مكة الحجيج ضـيـاءً بعضه يغمـر الوجود سـنـاه
شمخت رفعة وفاقت جـلالاً حيـث فيه الإسـلام رفّ لواه
أصبحت للهدى هدى الله مهداً فتسـامـت أجواؤهـا بضياه
وغـدت مهبطـاً لجبريل لما بعـث الله أحـمـداً بـهـداه
جاء يحيى الوجود إذ كان ميتاً ناشر العدل بعـد طـول طواه
فأقام الرشاد وانتعش العـقـل بعد أن كان في غطيطٍ(1) كراه
حرر العقـل والضمير جميعاً وسـمـى الفكر حين أعلى بناه
أيهـا الهـاتف الذي لم ترعه كثـرة المـرجفيـن من أعداه

(1) الغطيط : مصدر غط النائم إذا نخر في نومه ، والبعير إذا هدر في الشقشقة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 186

أنت حقاً مزلزل الشرك والكفر مجير الإنسـان من بلواه
أنت للخـاطئـيـن كهف منيع ولمن أظلمت سماه سماه(1)

وله قصيدة ـ من الكامل ـ في ميلاد السيدة الزهراء عليها السلام يقول فيها :
هـنّ الـوجـود بليلة غراء مـرّت بـه فتبـوأ الفخرا
مـرت به لكنهـا خـلـدت فيه ولـولاهـا لمـا قـرّا
فيها السـلام من السلام أتى والأمـن منه للـورى طُرّا
شمس الرشاد بفجرها بزغتْ وبصبحها صبح الهدى طُرّا
قد شرِّفت من نور خالقـهـا أضحـى سناه يخجلُ البدرا
أنّى وفيهـا ذو الجلال حبى طه الرسول بخالد الذكـرى
حيث البشير أتـاه مبتهـجـاً معه الملائك تحمـل البشرا
جبريل من رب السمـاء أتى وله خديـجـة رسلها تترى
وتوالت الأفـراح واتصلـت بجنـانهـا فأقيمت الذكرى
والكـل يهتف بالهنا فرحـاً شرق الوجود بمولد الزهرا
أم الهداة إلـى الرشاد وَمـَن بالفضل فاقت مريم العذرا

إلى أن يقول :
وأسأل أبـاهـا المصطفى فلـه عـن فضـلـهـا يثلـج الصـدرا
كـم قـال إن الله يـغضب إن تغضب ويرضى في رضا الزهرا(2)
ولـهـا بـيوم الحشر مرتبـة عـنـد الإلـه فشـاعـهُ الـذكرا
وهـي الـشفاعـة للذين هـم جـاء الإلـه بـحـبـهـا أجـرا

(1) من مجموعة الباحث السعودي حبيب آل جميع .
(2) ذكر الفيروز آبادي في كتاب فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3/189 عن كنز العمال : 6/219 قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فاطمة الزهراء عليها السلام : «إن الله عزَّ وجلّ يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها» ، ونقل قريباً منه عن مستدرك الصحيحين : 3/153 ، وميزان الاعتدال للذهبي : 2/72 وذخائر العقبى : 39 ، وقريب منه ما رواه ابن الأثير في أسد الغابة : 5/522 ، وابن حجر في الاصابة : 8/159 ، وتهذيب التهذيب : 12/441 ، وكنز العمال أيضاً : 7/111 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 187

وله غديرية(1) ـ من الخفيف ـ يقول في أولها :
يخلـد المجد في النفوس الأبيـة حيثُ فيهـا الوفاء والحرّيهْ
فالابا الزم إن كنـت حـرّاً وإلا أنـت مستعبـد لدنيـا دنيهْ
واقتحمْ للعـلا المهـالك تسعـد بحيـاة سعيـدة سرمـديـهْ
والـزم الحـق نهجـه بثبـات في مقام العلا بحسن السجيه
واقتف السالفين من حرروا الـ ـعقل بديـن أصوله عقليه
أيقـظ الفكـر مـن جهالة قوم زعموا شرعة الهدى رجعيه

إلى أن يصف ما قام به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الغدير قائلاً :
فـاسـتـوى فـوق منبرٍ كوّنـوه من حِدوج(2) وكورِ(3) إبلِ السربه
آخـذاً فـي يمينـه كـف رشـدٍ للبـرايـا مـن الـذنـوب نقيـه
كـف مـن شـيّـد الـهدى بكمال وكيـانَ الضـلال هـدَّ قـويه(4)
كـف جـودٍ تفيض منهـا العطايا فهـي بالجـود في عطاها سخيه
هي غوث إن عمّ في الناس جـدبٌ وهي في الحرب في عداه رزيـه
كــف لـيـثٍ غضنفرٍ ذي ثباتٍ إن يصـادم ليـوثَ أُسـْدٍ جريه
بـاسمـاً ثغـره إذا شبت الحربُ ببيـض السيـوف والسمهريهْ(5)
وإذا مـا دجـى الظلام تـجلـتْ فـيـه لله خـشـيـة قلبـيـه
فيفـيـض الدمـوع مُتَّهـم النفس بتقـصـيـرها وكـانت تقيـه
يـعبـدُ الله مخلصـاً بخـشـوع وولـيُ الإلـه يُـرضـي وليّه

إلى أن يختمها بقوله :
ولعمري يوم الغدير على ما قد ذكرنا لواضح الحجيه

(1) غديرية : نسبة إلى غدير خم على مقربة من مكة حين قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد عودته من حجة الوداع في علي بن أبي طالب عليه السلام : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» .
(2) حدوج : واحدها الحدج وهو الحمل .
(3) الكور والمكور : رحل البعير .
(4) قويه : منصوب على البدلية لكيان والضمير يعود إلى الكيان نفسه ، والمعنى أنه هد القوي من كيان الضلال .
(5) السمهر : الرمح .

السابق السابق الفهرس التالي التالي