دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 266

يـا حـامـل السلم بالعرض شـذذت يا هذا عن الفـرض
خالفت عرف الناس عن عمدٍ فأنت لا ترضى ولا ترضي(1)

وله قصيدة ـ من الكامل ـ فازت بالجائـزة الثانية في إذاعة لندن عام 1365هـ(2) تحت عنوان : «أمل الفلاح» يقول في أولها وهـو في كولك(3) :
لا الهـم يصـرفنـي ولا التنكيد عمّا أروم من العـلا وأريد
فالأرض أرضي والخلائق عيلتي فأنا أمـُنّ عليهـم وأجـود
ما قام ركنٌ للحضـارة شامـخ إلا وكنت مع البنـاة أشيـد
فالصبر درعي والقناعـة عُدّتي وعليّ من نسج الجهاد بُرود

إلى أن يقول :
في كل يوم من حياتـي منظر لي مثل هذا لا يـزال يعودُ
وهناك حيث أرى الحياة سكينة والبـرُّ ليـس لبعـده تحديد
وهناك حيث أرى الطبيعة طلقة وتحوطني بين الحقول ورود

ويقول في آخرها :
يا أيها الأقـوام إني عامل والمجد دأبي فاعملوا لتسودوا
وتقدموا ليشدَّ بعضاً بعضكم بالصف إذ بأس العَـدوِّ شديد
وتوحّدوا جمعاً فإنّا لم نسدْ ما لم يُمتِّنْ صفَّنا التـوحيد(4)

وله هذه الأبيات الثلاثة ـ من البسيط ـ :
بيـن الدفاتر والأوراق والكتـب أعيش مغتبطـاً في أرفـع الرُتب
أجني ثمار الـعلى بالجد مجتهداً ولا اقـول إذا فـاخرتُ كان أبي
فالفل(5) لـي طلب والدين حسب ويا لسعْدي لو إنّ العلم من نسبي(6)

(1) ديوان لوافح ونوافح : 35 .
(2) الموافق لعام 1946م .
(3) كولك : مدينة سنغالية سكن فيها المترجم له .
(4) ديوان لوافح ونوافح : 148 ـ 149 .
(5) الفُل : ثلمة السيف ، كناية عن الشجاعة .
(6) ديوان لوافح ونوافح : 306 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 267

وله في الحكمة ـ من السريع ـ :
قل للفتـى الفذ أبي حازمِ إن جزت مأجوراً على ربعه
لا يستوي في صنعة شاعر وشاعـر يُنشـئُ من طبعه
ولا فتـى يمتح من جمعه مثل الذي يغرف من نبعه(1)

وله قصائد في الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم منها قصيدته ـ من الكامل ـ التي أنشأها بمناسبة ذكرى ميلاده يقول في أولها :
أي الفضائل مـن خصالك أذكـر يا أيها الهـادي البشير المـنـذر
عـرفتـك أقـوام فقالوا مرسل وجفـاك أقـوام فقـالـوا يسحر
وكلاهما جهلوا علاك ومـا دروا أي الحقـائـق في صفاتك تجدر
ضلت فلاسفة الزمان وما اهتدتْ للكشف عما في صفاتك مضمر(2)

وله أخرى وهي ـ من الكامل ـ نظمها عام 1386هـ وأولها :
ما أطيب الدنيا وما أحلاها ماذا جرى يا قوم في مجراها(3)

وأخرى وهي ـ من الكامل ـ أنشأها عام 1367هـ مطلعها :
قالوا النبوة أن تكون مؤيداً بالله عبر الوحي والتنزيل(4)

وله قصائد في سبطه الإمام الحسين عليه السلام وبعض أنصاره أوردناها في محله .

(1) ديون لوافح ونوافح : 93 .
(2) ديوان لوافح ونوافح : 179 .
(3) ديوان لوافح ونوافح : 228 .
(4) ديوان لوافح ونوافح : 201 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 268

(30)
إبراهيم بن محمد حسن النصار
1348 ـ ....هـ = 1929 ـ ....م

هو الشاعر إبراهيم بن محمد حسن بن جاسم بن حسن بن علي بن محسن بن راشد نصار الأخباري .
ولد عام 1348هـ في كربلاء ونشأ بها في أسرة محافظة والتحق بالمدارس الحديثة ولما أنهى الابتدائية التحق بالحوزة العلمية ودرس مبادئ العربية والإسلامية على جمع من الأفاضل منهم الشيخ علي فليح(1) والشيخ علي الأحسائي(2) والشيخ جعفر العتابي(3) ثم انتقل إلى النجف والتحق بمدرسة كاشف الغطاء وعاد بعدها إلى كربلاء لمواصلة دراسته الدينية والعلمية ولكن سرعان ما انصرف إلى مزاولة التجارة والأعمال الحرة وانتقل بعدها إلى بغداد ، وكان في كربلاء يشارك الأدباء والشعراء محافلهم الأدبية وندواتهم الشعرية حتى قوي عوده وأخذ ينشأ القصيدة تلو الأخرى حتى كوّن ديواناً لا زال مخطوطاً إلا أنه نشر العديد من قصائده في مجلة الثقافة الجديدة البغدادية ، ومجلة الورود اللبنانية ، وهو لا زال يواكب حركة التجديد للأدب العربي ، وهو إلى جانب ذلك له اطلاع بالأدب الفارسي حيث ترجم بعض القصائد الفارسية إلى العربية .

(1) فليح : كان من فضلاء كربلاء لعله من أحفاد الشيخ فليح المتوفى سنة 1296هـ الذي كان نجله محمد شاعراً قتل سنة 1295هـ .
(2) الإحسائي : ولعلّه علي بن محمد بن عبد الله العيثان المتوفى عام 1401هـ من أعلام كربلاء .
(3) العتابي : كان من منطقة الجنوب العراقي سكن كربلاء ، ويذكر أنه كان يمارس التدريس في مدرسة المهدية ، ومدرسة الخطيب .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 269

ومن شعره المترجم من الفارسية تحت عنوان : أيها الزاهد ـ البيتان الأولان من السريع والباقي من مجزوء الرمل ـ :
ورب كأس صيغ من عسجد(1) يصدعه السقط من الجلمد(2)
فالكأس لا ينـقـص إبريزه(3) والحجب الـتـافـه لم يزدد

* * *

أيهـا الـزاهـد لا نـر جـو كما تـرجو ثوابا
إنـنــا مــرآة ذات لحـبيب عنـك غـابا
إن تكن جئت من المعبـ ـدِ تــرتـادُ نـزالا
فمـن الحـانـة شَمـَّرْ نـا للقيـاك الـثيـابا

* * *

كنـت بالأمـس أعاني مـن تباريح(4) السياق(5)
فتشابـكـت وروحـي أبتـغـي منهـا فراقـي
وبقـاء الـروح يـعني إن سـوء الحظ بـاقي(6)

وقد أهدت فتاة تدعى سناء للشاعر مطرفاً(7) من نسج يديها فكتب إليها ـ من الكامل ـ هذه الأبيات :
سَلمت يـدٌ موهوبة تحكي عطا ياها سوابغ ديمة(8) وطفاء(9)
نسجت مفوف(9) مطرف رقت حواشيـه كرقة وارف الأفياء

(1) العسجد : الذهب ، أو الجوهر كالدر والياقوت .
(2) الجلمد : الصخر .
(3) الإبريز : الذهب الخالص والكلمة يونانية الأصل .
(4) التبريح : الشدة ، المشقة ، كلفة المعيشة ، والجمع تباريح .
(5) السياق : ما يساق في مهر المرأة .
(6) شعراء كربلاء : 1/18 .
(7) المطرف : بكسر الميم وضمها : رداء من حرير أو صوف .
(8) الديمة : مطر دائم في سكون بلا رعد وبرق .
(9) وطفاء : وطف المطر : انهمر ، وسحابة وطفاء : مسترخية لكثرة مائها .
(10) المفوَّف : الرقيق أو الثوب فيه خطوط بيض على الطول .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 270

فكأنـه ألـق الـربيع يزف أضوا ع(1) الأقاح لـروضة غنـاء
وعليه من عرف الخزامى(2) نفحة رفـت رفيف سوانـح الأنداء
سلمـت أنـامـلك الـرقيقـة من أنامل ثـروةٍ بالبذل والإنشـاء
أهديتنيهـا تحفة تجلـو برونقهـا النضيـر غيـاهـب الظلمـاء
يزهو مطـرزهـا كزهو الجلنـار ووشيهـا كـالبسـمة الغـرّاء
ويزينـهـا الأرج المُحِضُّ فمن هنا عبـق ومـن هـذا سناء سناء
أنّـى يـوازيـه ومـا أهـديتنـي نظـم القصيد بمدحة وثنـاء(3)

وله قصيدة من المتدارك يعارض فيها قصيدة ليل الصب(4) لأحمد شوقي(5) : يقول في أولها :
يضنينـي الهجـر ويسعده وأصون الـود ويجـحده
نـزق يغـريـك تـودده لكـن الـصـدَّ تعـوده
كم مـن وعدٍ كم من عهدٍ أعـطـى والمطـل يفنّده
أمـلٌ كـالصرح يشيـده وريـاح النـقض تبـدّده
غـر لا يعبـأ بالميعـاد ولا الميـثـاق يقـيـده
تعـذيب الأنفـس ديدنـه أبداً والـجفـوة تسعـده
يتنازعـه طيش وحجىً(6) فيـذيـب الـرأي تردده
هـذا يـدنيـه لغـايتـه ويسـارع ذاك فيـبعـده
ومتيمـه رغم التسويـف ورغـم المطـل يعـوده

(1) الضوع : المسك .
(2) الخزامي : جنس زهر من فصيلة الزنبقيات ، له بصلة وأزهاره متعددة الألوان ، يستعمل للعطور .
(3) شعراء كربلاء : 1/20 .
(4) قصيدة «ليل الصب» لأحمد شوقي مطلعها :
مضناك جفاه مرقده وبكاه ورحّمَ عُوّدُه
(5) أحمد شوقي : هو ابن علي بن أحمد (1285 ـ 1351هـ) ولد في القاهرة ودرس الحقوق في فرنسا ، شاعر معروف ، له ديوان الشوقيات ، كما له عدة مسرحيات من أشهرها مصرع كيلوبترا .
(6) الحجى : العقل .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 271

عانٍ والشـوق يبرّحه أسـوان جفـاه تجلده
مسلوب الرشد مضيّعه محبوس الرأي مصفده

إلى أن يقول :
فيـض الأشـجـان روافـده وفـؤاد الـعـاشق مورده
يتعـهـد عـمـلاق الـفـن ولمـن للـفـن مخـلـده
ما لحن الدشت(1) وما السيـ ـكاه(2) وما البيان ومنشده
وسـوى هاتيـك وما أبقـى زريـاب(3) وخلد معبـده
لا لحن هنـاك يضـارعـه أو مـن يـرقـى ويقلـده
أهـات الصـب تـحـرره ووجيـب القلـب(4) يردده
وأمـيـر اللـحـن ورائـده يصبو للشـوق وينشـده(5)

وله قصيدة من المتقارب في تقريظ ديوان مرافئ الأشواق للشاعر عبد الخالق فريد(6) يقول في أولها :
مـرافـئ أشواقك الـهـائمه أتاحت لنا رحلـة حالمـه
أطفنـا بـهـا في ذرى عبقر يـعـانق عـالمنا عالمه
بروض نديّ خضيل(7) الأقاح وزهو سواجعه الباغمه(8)
فنعصـر مـن كـرمه خمرة نطوح أوهامنا الجاهمه(9)

(1) لحن الدشت : لحن أهل الصحراء والبادية ، دشت : كلمة فارسية بمعنى الصحراء ، وبمعنى موطن من مواطن عرب إيران في خوزستان .
(2) السيكاه : من ألحان الموسيقى الفارسية .
(3) زرياب : هو أبو الحسن علي بن نافع ، كان موسيقاراً وشاعراً في البلاط العباسي ، ولد في الجزيرة سنة 172هـ ، ومات بقرطبة سنة 230هـ .
(4) وجيب القلب : خفقته ورجفته .
(5) شعراء كربلاء : 1/15 .
(6) عبد الخالق فريد :
(7) الخضيل : فصيل من الخضل وهو الندى والبلل .
(8) باغمه : حادثه بصوت رخيم .
(9) الجهمة : أول مآخير الليل ، وأراد بالجاهمة المظلمة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 272

ونصحو على خلجات القلوب ودر أشعتهـا البـاسـمه
فتهفـو جـوانحنا للـوجيب ودفـة أصدائـه الآثمـه
لنطوي الوجود وحرّ الصدود بـرعشة نشوته العارمه(1)

وله قصيدة من البسيط في الحزن والرثاء(2) يقول في أولها :
بـين الحـنايا شـواظ جاحـم الضـرم أربى عن الوصف واستعصى على الكلم
وفي الـفـؤاد كـلوم(3) مـن قوارعها زاغ الـرشاد وأوهـى مـوطن الهمـم
لا درّ درّ صـروف الـحادثات وهـل طالت لنا غيـر صاع الحتـف والنقـم

إلى أن يقول :
هيهات يسلو شجي هيض(4) جانبه وإن بدا غير ذي شجو وذي برم
فـكـم هـنالك مـن آه مـنغمـة أو زفرتة مرّة فـي ثغـر مبتسم
الدرب موحشة ، والنفس جازعـة وليس لي بعد من ردء ومعتصم
أنى اتجـهت أراني شائمـاً أثـراً يروي حكايات مسرانا بألف فـم
زهـو الحياة ومـا حارت سحائبها من وابل الصفو أو من فاتر النعم
ونكـدها إذ يدوس الـبغي مربعـنا درس الحصيد بما يفتات من تهم
وإذ يذال خـنـوع النـفس يبهـره وهج النضار ليجني حسرة الـندم

وفي آخرها يقول :
آه على وطـرٍ(5) ما كنت أحسبه يمر كالطيف أو ينساب كالحلم
خـمر تـزق وأقـداح مهـشمة وثم قيثارة أغفـت بلا نغـم(6)

وله قصيدة من مجزوء الرمل ترجمها من الفارسية يستعرض فيها مسيرة الحياة فيقول :

(1) شعراء كربلاء : 1/19 .
(2) يرثي الأستاذ محمد حسن الوائلي في ذكراه السنوية الأولى .
(3) الكلْم : بفتح أوله وسكون ثانيه الجرح والجمع كلوم .
(4) الهيض : كسر العظم بعد الانجبار ، اللين ، النكس في المرض .
(5) الوطر : الحاجة والبغية .
(6) شعراء كربلاء : 1/19 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 273

يا نديمي ضاع رأس الـ ـمال والعمـر تولـى
فـدع الأهـام أو كـنـ ـت بأوهامـك تصلى
أنت إن كنت تـروم الـر اي أو تنشـد فضـلا
تجـتلـيـه خـلل الأقـ ـداح في الحانة جزلا

* * *

يا نديمـي إنـني مثـ ـلك أنفقت الليالـي
بين لغو غيـر مجـد ي وخصام وجـدال
حيث زالت ورجيع الـ ـقول أدعى للزوال
وتـبقت ضـحكة سـا خـرة فوق قذالي(1)

* * *

آه كـم أذويـت وقـتاً بـين بحثي وكتابـي
تائهاً في طخمة(2) عميا ء أو سيـل عباب(3)
غير أني بعـد أن مـز قت عن عيني حجابي
رحـت أبغي زمناً ضا ع بـه عـز شبابـي

* * *

يا نـديـمي كنـت أصغي لـدروس الـشيخ سـمعـا
عـن أمور قاءها(4) الكهـ ـان حـتى ضقـت ذرعـا
وسألـت الـشيـخ ما جـد وى تـعـالـيمـك نـفعـا
إن خيـراً منـك سـكـيـ ـرون في الـحانة صرعى

* * *


(1) القذال : ما بين الأذنين من مؤخر الرأس .
(2) ولعل الصحيح طخية بمعنى الظلمة الشديدة ، والليلة المظلمة ، والقطعة من السحاب .
(3) العُباب : السيل إذا ارتفع ، والبحر موجه .
(4) قاءَ : ومنها تقيأ : أخرج الطعام من فمه ، وهنا تعبير عن التململ والتذمر .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 274

يا نديمي همت قبل اليـ ـوم بالتحصيل شوقا
كنت للأوهـام كالعـبـ ـد أسيـراً مسترقـا
وإذا بـي أتـلـقــى نبأ ضمـخ(1) حقـا
يا أسيـر الـوهم حتـى م بهذا الأمـر تبـقى

* * *

ولـقـد بادرت إذ ذا ك فـودعـت الكتابـا
ولحقت الـركب استر وح عـيشاً مستطابـا
فاتخذت الحان والقـر قف(2) والكأس صحابا
دون أن أحسب للـبا قي مـن الـعمر حسابا

* * *

يا نديمي جرعة من قـرقف تنعش نفسـي
أفتـديهـا بكتابـي وبما يحـويـه درسي
آن كـم ضيعت أيا ماً لعمري بالتعسي(3)
بيـد أنـي لو تبصر ت لما ضيعت أمس(4)

وكتب إليه الشاعر مهدي جاسم(5) قصيدة بعنوان دار ليلى وأرسلها إلى المترجم له فأجابه مداعباً بقصيدة من مجزوء الرمل على ذات القافية وذات الروي :
كان يوماً في سماء الـ ـسحب مرموقاً مجلّى
هائماً طـوّف فـي دنـ ـيا الهوى نجداً وسهلا
ثـم شـاءت نـدب الأ يام أن تصميه نـصلا

(1) ضمخ : لطخ جسده بالطيب ، والضِمخة : المرأة ، وكذلك تطلق على الناقة السمينة .
(2) القرقف : الخمر ، وكذلك الماء البارد ، وهنا يريد الأول .
(3) التعسي : الإكثار من قول عسى .
(4) شعراء كربلاء : 17 .
(5) مهدي : بن جاسم بن محمد آل نور الدين الشماسي ، ولد في كربلاء المقدسة عام 1338هـ ، امتهن الخطابة والتعليم وكان شاعراً موهوباً ، مات عام 1399هـ ، ودفن في النجف الأشرف .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 275

فانطوت صفحات ذيّا ك الهوى فصلا ففصلا
وجفتـه الغـيد لـما بات لا يـملك حـولا
ومتى تعـرف هاتيـ ـك الدمى عهداً وإلاّ(1)

إلى أن يقول في آخرها :
يا رفـيقـي رابـنـي قـو ل بــه تـسـتـر فـعـلا
شاعر أنـت وهـل يصـ ـدقـك الـشـاعـر قـولا
لا تـقـل إنـي تـنـسـ ـكت فـأيـامـك حـبلـى
وأحابـيلك قـد عـالـجـ ـتـهـا حـبـلاً فـحبـلا
إنــمـا راهـب «تايـيـ ـس»(2) هدى العهر وضلا(3)

هذا وللشاعر شعر ملمع بالفارسية حيث ينظم بالفارسية أيضاً كما أنه نظم في الإمام الحسين عليه السلام فأودعناه في ديوان القرن الخامس عشر .

(1) الإل : العهد .
(2) تاييس : هي بطلة قصة معروفة .
(3) شعراء كربلاء : 1/14 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 276

(31)
إبراهيم بن محمد الحمّار
1311 ـ 1391هـ = 1893 ـ 1971م

هو الملا إبراهيم بن محمد بن حسين الحمّار الكويكبي القطيفي .
ولد في الرابع عشر من شهر محرم الحرام عام 1311هـ في قرية الكويكب التابعة للقطيف(1) ، ونشأ في بيئة دينية وكريمة بين أبوين كريمين ، أخذ المبادئ الأولية للعلوم العربية والإسلامية من فضلاء منطقته وامتهن الخطابة ، وكان ذا أدب رفيع حيث قام بنظم الشعر مما كوّن ديواناً غنيّاً فيه قصائد عن الإمام الحسين عليه السلام نقلناها في باب الشعر من هذه الموسوعة .
وقال عنه الشيخ المرهون(2) : «كان معروفاً بالخير والصلاح والتقى والورع والمحافظة على أوامر المولى جلّ اسمه ، وأسرته (آل حمّار) بالتشديد من أكرم الأسر القطيفية ذات السمعة الطيبة والصيت الطائر احتلت مكاناً هاماً في دنيا التجارة ومارست كثيراً من الأعمال الحيوية واياديها البيضاء في أفعال الخير معروفة ، وقد تعرفت على الكثير من رجالها فوجدت منهم الأماثل الذيـن يسارعـون في الخيرات»(3) .
وقال المرجاني(4) : «إنه شاعر له ديوان شعر في مراثي أهل

(1) القطيف : من مدن المنطقة الشرقية في السعودية .
(2) المرهون : علي بن منصور بن علي آل مرهون ، ولد عام 1334هـ ، له مصنفات عديدة منها (لقمان الحكيم) ، (أعمال الحرمين) وله ديوان شعر باسم (المرهونيات) .
(3) شعراء القطيف المعاصرين : 90 .
(4) المرجاني : هو حيدر بن صالح الكاتب المعاصر الذي تولى الأمانة العامة لجميعة
=
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 277

البيت عليهم السلام ومدائحهم وإن شعره رقيق قوي امتاز بالرقة والقوة»(1) يحتوي على شعره القريض والدارج ويغلب عليه الشعر الدارج(2) .
هذا وقد جرت محاولات واتصالات عديدة جداً مع أبناء وأحفاد وأصدقاء الشاعر في القطيف إلا أنهم أخبرونا بأنهم لم يحتفظوا بشعره وذكر لنا بعض أحفاده أن ديوانه قد أرسل إلى النجف للتنقيح والطباعة منذ سنوات ولم نعلم عنه شيئاً .

= التوجيه الديني في النجف كما كان عضواً في اتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين وله مؤلفات عديدة منها : جولة في شواطئ الخليج ، تراث النجف ، خطباء المنبر الحسيني .
(1) خطباء المنبر الحسيني : 1/86 .
(2) نقلاً عن الشيخ حسن بن موسى الصفّار والذي مضت ترجمته .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 278

(32)
إبراهيم بن محمد الحنفي
1054 ـ 1120هـ = 1645 ـ 1708م

هو السيد إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسين بن حمزة الحسيني الحنفي(1) الدمشقي .
ولد في دمشق عام 1054هـ ونشأ على أبيه(2) الذي كان من الأعلام وتخرج عليه وعلى شقيقه السيد عبد الرحمان(3) ، واستكثر من الشيوخ حضوراً عليهم واستجازة منهم وبلغ عدد شيوخه ثمانين شيخاً ، واشتهر بابن حمزة ، أخذ عن الشيخ شهاب الدين(4) بعضاً من صحيح البخاري(5) .
سافر إلى مصر وأخذ عن علمائها وتولى نقابة الأشراف فيها عام 1093هـ ، كما تولى بدمشق نيابة محكمة الباب الكبرى والقسمة العسكرية ، وتولى النقابة بدمشق عدة مرات .
كما سافر إلى الروم وإلى غيرها وسافر إلى بيت الله الحرام وبعد

(1) نفحة الريحانة : 2/88 .
(2) أبوه : قال عنه كحالة في معجم المؤلفين : 11/163 ، ولد (محمد) سنة 1024هـ في دمشق وتوفي بها عام 1085هـ ، وكان محدثاً ، مفسراً ، فقيهاً ، أديباً ، نحوياً وشاعراً ، تولى نقابة الاشراف بدمشق .
(3) عبد الرحمان : ولد سنة 1048هـ في دمشق ومات فيها سنة 1081هـ ، أديب دمشق في عصره ، له كتاب (الحدائق والغرف) .
(4) شهاب الدين : هو أحمد بن علي بن مفلح من علماء دمشق في القرن الحادي عشر .
(5ِ) البخاري : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ، ولد في بخاري سنة 194هـ ، جمع أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من نحو ألف شيخ ، مات سنة 256هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 279

الرجوع منها توفي في شهر صفر وهو في منزل يسمى ذات الحج(1) ودفن بها وذلك عام 1120هـ .
له من المؤلفات : البيان والتـعريف في أسباب ورود الحـديث الـشريف في جزأين(2) ، وحاشية على شرح الألفية لابن الناظم(3) .
وكان من أعلام دمشق وعلمائها وكان يدرّس صحيح البخاري في داره لمدة ثلاثة أشهر ثم درس في المدرسة الماردانية بالصالحية والمدرسة الأمجدية على الشرف القبلي وبالمدرسة الجوزية(4) .
وذكروا أن له نظماً جيداً ، وله أرجوزة إلا أننا لم نتمكن من استحصالها رغم تكليف طرفنا في دمشق للتفتيش عنها في مكتبات الشام وبالأخص في المكتبة الظاهرية التي قيل إنها موجودة فيها .

(1) ذات الحج : عين ماء في الطريق ما بين مكة والشام .
(2) طبع في جزأين في حلب ، ويقع الجزء الأول منه في 327 صفحة ، والثاني في 312 صفحة وقد لخص فيه وصنف أبي البقاء العكبري وزاد عليه .
(3) لم تمهله المنية لإكماله .
(4) راجع معجم المطبوعات العربية والمعربة : 1/88 عن خلاصة الأثر : 2/105 . الأعلام للزركلي : 1/68 عن سلك الدرر : 1/22 والأزهرية : 1/323 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي