دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 293

ومن شعره في التأريخ ـ من المتقارب ـ قوله في تأريخ وفاة السيد مرتضى الطباطبائي أيضاً :
فبشراه إن كان تأريخه تبوأ جنات عدن ديار(1)

وقال في تأريخ ولادة السيد علي بن أبي طالب عليه السلام المولود عام 1214هـ قصيدة ـ من السريع ـ يقول فيها :
يا طالبا تأريخ ميلاد من أصبح أقصى بغية الطالب
دونك تأريخاً بليغاً أتـى ببيت شعـر للهنا جالـب
ما مرّ بي عيد كعيد أتى بـه علي بن أبي طالب(2)

قال الطهراني : ترجمه ابنه السيد حيدر في كتابه البارقة الحيدرية(3) ، وقال «رأيت له في مكتبة الشيخ محمد السماوي مجموعة بخط المترجم جمع فيها مراثي والده ومنها مرثية له»(4) .
هذا وقد اختلف في عام وفاته فقال الطهراني أنه توفي حدود عام 1215هـ وقال الأمين أنه توفي عام 1227هـ وقال شبر توفي عام 1230هـ ونقل شبر عن السماوي بأنه توفي عام 1240هـ(5) ، وأظنه تصحيف حيث لم يعلق عليه ويؤكد شبر على أنه توفي في 1230هـ بقوله وذكره السيد الأمين في الأعيان أنه توفي عام 1215هـ وهو غير صحيح(6) إلا أن نسبة القول إلى الأمين غير صحيح بل الموجود في الأعيان هو 1227هـ كما عرفت وفاته في عام 1215هـ منسوب إلى الطهراني إلى أنه لم يحدد بل قال بعد عام 1215هـ .
وفي أخباره أن الشيخ علي بن أحمد الظالمي(7) سافر يوماً إلى بغداد

(1) شعراء بغداد : 1/108 .
(2) شعراء بغداد : 1/102 .
(3) ألّفه في نقض ما أبرمه الكشفية والرد على طريفة الشيخية .
(4) الكرام البررة : 1/22 .
(5) ونقل الخاقاني عنه أيضاً ، كذلك راجع شعراء بغداد : 1/99 .
(6) أدب الطف : 6/190 .
(7) الظالمي : وهو شيباني من بطن فزارة ، من أدباء النجف ، كان من معاصري سلمان آل محمد زعيم الخزاعل ، مات بعد عام 1171هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 294

وحلَّ ضيفاَ على السيد محمد العطار(1) ـ والد المترجم له ـ فلم يقم السيد بواجبه تجاه الضيف لعدم معرفته به فرجع الشيخ غضباناً فأرسل السيد إبراهيم ـ صاحب الترجمة ـ إلى الشيخ الظالمي أبياتاً ـ من الرجز ـ يعتذر بها إليه :
يا أيها الشيـخ علي الـذي بفضلـه أقـرّ كـل عالـم
إني لمعذور إذا ما تهت عن رشدي ولم أحفل بلوم لائمي
ماذا عليك يا علي القدر لـو نبهتني ما أنت إلا ظالمي(2)

وله من قصيدة ـ من الطويل ـ يقول فيها :
أديـرا حديث الكأس صرفاً ورددا عسى أن تَبُّلا بعض ما بي من الصدا
وقوما نواصل بالغبوق(3) صبوحنا ونـعطـي زمانـاً للتصابي ومقـودا
وبالله عـوجا بي على الدير ساعة لأقضي من عهد الطلـى مـا تأكـدا
ولا تعذلاني إن تعـودت شربهـا لكل امرئ مـن دهـره ما تعـودا(4)
وقم يا نديمي واغنم العيش وانتهـز بيومك ما يصفـو ولا تنتظـر غـدا
وحي بها مشمـولة تطـرد الأسى وتدني من الأفـراح مـا كان مبعـدا
مشعشعة لـو ضلّ حانوتها امـرؤ وشام سنا أنـوار راووقـها(5) اهتدى
معتقـة لـو ذاق طعـم رحـيقها علـيل إقـامتـه ولـو كان مقـعدا
تمـدّ لـها الأعناق شوقاً إذا بـدا لهـا حبب يحكي الجمان(6) المنـضدّا

(1) العطار : من أدباء الإمامية كان حياً عام 1171هـ .
(2) ماضي النجف وحاضرها : 3/12 .
(3) الغبوق : الخمر شرَبَها ليلاً .
(4) العجز تضمين لقول المتنبي من قصيدته التي مدح بها سيف الدولة الحمداني ومطلعها :
لكل امرئٍ من دهره ما تعودا وعادة سيف الدولة الطعنُ في العدى
(5) الراووق : ناجود الشراب الذي يُروَّق به فيُصَفَّى .
(6) الجمان : واحدها جمانة بمعنى اللؤلؤة (فارسية) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 295

تزاور(1) عنها الشمس حتى كأنها شهاب(2) لرجم الهم خرّ مسددا(3)

وله قصيدة ـ من البسيط ـ يشكو فيها من زمانه وأهله :
بأي شرع ذوو الأموال قـد غصبوا حـقوقـنا ودعـونا مستحقينـا
أمـا تلوا آية القربى(4) أما نظـروا إلى النصوص التي قد أنزلت فينا
ما عذرهم ليت شعري يوم عرضهم مـاذا إذا سُئلـوا(5) عنا يقولونا
بأي وجـه يـلاقـون النبي غـداً وهـو الخصيم لباغينـا وطاغينا
أعزز على جدّنا المختار لـو نظرت عيناه مـا صنعت أيدي الجفا فينا
ما بالهـم إن رأوا مـن شكلنا أحداً صـدو بأوجههـم عـنّا مولّينـا
وإن رأوا أحـداً ممـن يـشاكـلهم كادوا إلى الأرض إجلالاً يخرّونا
يستسهلـون مـلاقاة المـنـون ولا يـرون يـوماً مـن الأيام مسكينا
ولا يـؤدّون مـما يكنزون(6) مـن الأموال ما كان مفروضاً ومسنونا
وإن هـم أنفقوا(7) شيئاً عـلى أحـد إما يـراءون فيـه أو يـمنّونـا
وإن هم دفـعـوا جنساً إلـى أحـد ما كان لو باعه بالفلـس مـغبونا

(1) جاء في قوله تعالى في سورة الكهف ، الآية : 17 «وترى الشمس إذا طَلَعت تزاوَرُ عن كهفهم ذاتَ اليمين وإذا غربت تقرضُهُم ذات الشمالِ وَهُم في فجوةٍ منه» .
(2) جاء في قوله تعالى في سورة الجن ، الآيتان : 8 ، 9 «وأنا لمسنا السماء فوجدناها مُلِئت حرساً شديداً وشُهباً * وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد لَهُ شهاباً رصَداً» .
(3) شعراء بغداد : 1/105 .
(4) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الشورى ، الآية : 23 عن لسان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى» وقوله تعالى في سورة الأنفال الآية : 41 «واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإنّ لله خُمُسَه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل...» .
(5) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الصافات الآية : 24 «وقفوهم إنهم مسؤولون» .
(6) إشارة إلى قوله تعالى في سورة التوبة الآية : 34 «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم» .
(7) إشارة إلى قوله تعالى في سورة البقرة الآية : 246 «يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالذي ينفقُ ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر...» .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 296

تأبى الشياطيـن أن يعطـو موافقـةً لهـم الا لـعن الله الـشياطينا
ولا يـزالون مـشغولين مـن شغف بحب دنياهم حـتى نسوا الدينا
ويظهرون الـتشكي إن رأوا أحـداً مـنا مـخافة أن نبدي تشكينا
لو أنهم شاهدوا فرعون(1) أو شهدوا زمانه ما اغـتدوا إلا فراعينا
يفنـى الزمـان وتبلـى فـيه أنفسنا وليس نحظى بشيء من أمانينا
واحر قلباه قـد كادت تفيض جـوى منّا النفوس وتدنو مـن تراقينا
وإن أيـامنـا اسـودّت بـأعيـننـا مما نقاسيه فضلاً عن ليالينـا
يا نـفس لا تجزعـي ممـا نكابـده في دهـرنا وتأسيّ في موالينا
إن يـعوزونـا فـإن الله يـرزقـنا أو يفقرونا فـإن الله يغنينا(2)

وله قصيدة يرثي أخاه السيد أحمد العطار(3) وهي من غرر شعره ـ من الكامل ـ مطلعها :
لله رزء حزنه لا ينفدُ يفنى الزمان وذكره يتجددُ

إلى أن يقول :
ما للنوائـب لا تزال سهامها أبداً إلى مهـج الكـرام تسدد
هن الليالي لا تزال بنقض ما قد أبرمته ذوو المعالي تجهد
اليوم بيت الفخر خرّ عمـاده وانقض من أفق الهداية فرقد
اليوم هدّم هادم اللذات(4) مـا هو من بناء المكرمات مشيد
اليوم صوّح ندب أندية الندى وعفا برغم المجد ذاك المعهد
اليوم جدد حزننـا في أحمـد ناهـيك حـزناً لا يزال يجدد

(1) فرعون : وهو فرعون موسى بن عمران الذي ورد ذكره في القرآن الكريم بكثرة ، ويرى أكثر علماء الأثار المصريين ، ان فرعون مصر في عهد النبي موسى عليه السلام هو رمسيس الثاني ، ثالث فراعنة مصر من الطبقة التاسعة عشرة من حكام مصر .
(2) شعراء بغداد : 1/109 .
(3) العطار : ولد ببغداد سنة 1131هـ ، تتلمذ على السيد مهدي بحر العلوم ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهما وهو من أدباء الإمامية وشعرائها ، مات في النجف الأشرف سنة 1215هـ .
(4) جاء في بحار الأنوار : 79/167 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (أكثروا من ذكر هادم اللذات ، فقيل : يا رسول الله فما هادم اللذات ، قال : الموت...) .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 297

بكر النعي به فظلَّ الناس من دهش المصاب به تقوم وتقعد
لا كان في الأيام يوم مصابه ما يومه إلا العبوس الأنكـد(1)

(1) شعراء بغداد : 1/104 ـ 105 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 298

(36)
إبراهيم بن محمدالكوفي
400 ـ 466هـ = 1009 ـ 1073م

هو السيد إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي(1) بن حمزة ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي السجاد عليه السلام الكوفي .
ولد عام 400هـ في الكوفة ونشأ بها على أبيه وعلى فضلاء أسرته في مركز العلم ، قال عنه ياقوت الحموي(2) : «أبو علي إبراهيم والد أبي البركات عُمر النحوي صاحب كتاب شرح اللمع(3) ، له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب وحظ من الشعر جيد ، ندر مثله»(4) .
وقال ابن عساكر بعدما لقبه بالعدوي الزيدي : «قدم إلى دمشق هو وأولاده عمر وعمار ومعد وعدنان وسكن بها مدة وما أظنه حدث فيها بشيء ، ثم رجع إلى الكوفة وحدث بها عن الشريف زيد بن جعفر العلوي الكوفي(5)

(1) وفي الشجرة المباركة : 134 «أن عقب حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد من رجل واحد ـ هو ـ علي ابن عقيلية وعقبه من ثلاثة بنين الحسين ومحمد الأقوص الأحدب وزيد أبو الحسين الأحول» ولم يذكر أحد بن علي فتأمل ، ولكن في الفخري : 48 : قال : «فمن عقب دانقين محمد بالكوفة وهو ابن أحمد بن علي دانقين» .
(2) ياقوت الحموي : أبو عبد الله شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي ولد في بلاد الروم سنة 574هـ ، له مصنفات عديدة منها (معجم الأدباء) ، مات في حلب سنة 626هـ .
(3) أبو البركات : هو عمر بن إبراهيم بن محمد الكوفي العلوي المتوفى سنة 539هـ عن سبع وسبعين سنة .
(4) معجدم الأدباء : 2/10 ، 15/260 .
(5) الكوفي : هو أبو الحسن من مشايخ ابن الغضائري ، ويقال إنه مات على مذهب الزيدية ، توفي سنة 455هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 299

وروينا من طريقه عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعاً ليس لنبي أن يدخل بيتاً مزوقاً»(1) .
وقال السمعاني(2) : سمعت أبا البركات عمر بن إبراهيم سمعت والدي يقول : كنت بمصر ، وضاق صدري بها فقلت ـ من الطويل ـ :
فإن تسأليني كـيفَ أنـت فإنَّنـي تنكَّرْت دَهْري والمعاهِدَ(3) والحُبّا(4)
وأصبحتُ في مصر كما لا يَسُرُّني بعيداً من الأوطانِ منتزحاً(5) عزبا(6)
واني فيها كامرئ القيس(7) مِرَّةً(8) وصاحِبِه لـمّا بـكى وأى الدَّربـا(9)
فإنْ أنْجُ من بابَيْ زُوَيّلا(10) فـتوبةً إلى الله أن لا مـَسَّ خُفِّي لهـا تُرَبـا

وقال : «وما كنت ضيق اليد ، وكان قد حصل لي من المستنصر(11) خمسة آلاف دينار(12) مصرية»(13) .

(1) تهذيب تاريخ دمشق الكبير : 2/296 ، بغية الوعاة للسيوطي : 188 .
(2) السمعاني : هوأبو سعد عبد الكريم بن محمد بن المنصور المروزي الشافعي ، جال البلدان في طلب العلم ، توفي سنة 562هـ .
(3) المعهد : المكان الذي لا يزال القوم يرجعون إليه .
(4) في معجم الأدباء : «والصبرا» وهو تصحيف .
(5) المنتزح : البعيد جداً .
(6) العزب : الذي ليس له أهل .
(7) امرؤ القيس : هو ابن عانس بن المنذر بن امرئ القيس الكندي ولد في حضرموت ، وهو شاعر مخضرم ، انتقل إلى الكوفة ومات فيها نحو 25هـ .
(8) المرة : القوة والاحتمال .
(9) الدرب : باب السكة الواسع ، وكل مدخل إلى البلاد .
(10) باب الزويلة : محلة في القاهرة لها بابان بناها بدر الجمالي قائد جيش المستنصر الفاطمي ، وبدر هذا ولد سنة 405هـ في أرمينيا ، ومات في القاهرة سنة 487هـ .
(11) المستنصر بالله الفاطمي ثامن حكام الفاطميين ، هو معد بن علي الظاهر ، حكم ما بين 427 ـ 487هـ ، ولد في القاهرة سنة 420هـ وفيها مات .
(12) كان القائد العسكري أبو الحسين جوهر الكاتب الصقلي الذي دخل القاهرة بجيش المعز لدين الله (341 ـ 365هـ) هو أول من ضرب الدينار المعزي وكان يعادل خمسة عشر درهماً ونصفاً ، وفي عهد الحاكم بالله (386 ـ 411هـ) كان الدينار المصري يعادل 18 درهماً .
(13) معجم الأدباء : 2/10 ، الوافي بالوفيات : 6/119 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 300

ويظهر أن سفره إلى مصر كان في الربع الثاني من القرن الخامس الهجري ويذكر أنه توقف بها مدة على نفقة الفاطميين ثم رجع إلى الكوفة .
واضاف السمعاني : إن أبا البركات قال له : إن أبي مرض إما بدمشق أو بحلب(1) فرأيته يبكي ويجزع فقلت له يا سيدي ما هذا الجزع فإن الموت لا بد منه ، فقال : أعرف ، ولكنّي أشتهي أن أموت بالكوفة ، وأدفن بها حتى إذا أنشرتُ يوم القيامة أخرج رأسي من التراب فأرى بني عمّي ، ووجوها أعرفها ، فقال أبو البركات : فبلغ ما أراد فتوفي في شوال سنة 466هـ ـ بالكوفة ـ ودفن بمسجد السهلة عن ست وستين سنة(2) .
ومن شعره الذي أنشده في دمشق قوله ـ من مجزوء الكامل ـ :
لـما أرقـْـتُ بِجِلَّـق(3) واُقِـضَّ فيها مضجعـي
نادمـت بــدر سمائهـا بنـواظـر لـم تهجـع
وسـألتـه بـتـوجُّــع وتـخـضُّـع وتـفجُّـع
صـف للأحبة ما تـرى من فـعل بينهـم معـي
واقْرَا السلام على الحبيـ ـب وَمَن بتلك الأربُعِ(4)

ومن شعره قصيدة ـ من الرجز ـ يحن إلى البلد الأجداد ويفتخر بهم وجاء أولها :
أرْخِ لـها زمامها والأنْسُعا(5) وَرُمْ بها من العُلا ما شَسَعا(6)
واجْلُ بها مغترباً عـن الـعِدا توطِئْكَ مـن أرض العِدا متسعا
يا رائد الظعن بأكنافِ العِدا(7) بلّغ سلامي إن وصلتَ لعلعا(8)

(1) حلب : مدينة كبيرة في سوريا ، قيل سميت بحلب لأن النبي إبراهيم عليه السلام كان يحلب فيها غنمه في الجمعات ويتصدق به فيقول الفقراء حلبَ حلبَ .
(2) معجم الأدباء : 2/10 ـ 11 .
(3) جلَّق : من أسماء مدينة دمشق أو غوطتها .
(4) تهذيب تاريخ دمشق : 2/297 ، معجم الأدباء : 2/13 .
(5) النسعة : حبل من أدم يكون عريضاً على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال .
(6) شسع : انفرج .
(7) في التهذيب : «بأكناف الحمى» .
(8) لعلع : اسم موضع في الجزيرة العربية ، وقيل اسم منزل بين الكوفة والبصرة .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 301

وحيّ خِدراً بأثيلاتِ(1) الغَضا(2) عهـدتُ فيه قمراً مبرقعـا
كـان وقـوعـي في يديه وَلَعا وأوَّلُ العِشْقِ يـكـونُ ولعا
مـاذا عليهـا لو رثت لسـاهر لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنَّعَـتْ مـن وصلـه فكلمـا زاد غرامـاً زادها تمنُّعا(3)

ويقول الأمين عن معتقده : «إن ولده أبو البركات عمر كان زيدياً جارودياً(4) ، ولا يبعد كون الأب كذلك ، وقد وصفه ابن عساكر بالعلوي الزيدي ، ولكن الظاهر إن المراد كونه من نسل زيد لا زيدي المذهب ، وكيف كان فهو شيعي كما يظهر للمتأمل في أحواله»(5) .
وقال عنه الداودي(6) : «ومنهم قاضي حمص أو علي إبراهيم بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين وأولاده أبو البركات عمر وهو المعروف بالشريف عمر بالكوفة ومعد وهاشم(7) وعمار وعدنان ، وكان أبو البركات عالماً وعلت سنه ، وتفرد برواية أشياء لم يشارك فيها أحد في زمانه وكان يروي عن خاله ابن معية(8) وله عقب»(9) .

(1) الأثيل : منبت شجر الأراك ، وأُثيل مصغر : موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب عليهم السلام .
(2) الغضا : شجر من الأَثل خشبه من أصلب الخشب ، ومن الأثل اتُخذ منبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
(3) أعيان الشيعة : 2/254 ، تهذيب تاريخ دمشق : 2/297 ، معجم الأدباء : 2/12 .
(4) الجارودية : نسبة إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد المنذر الهمداني الكوفي ، قيل إن الإمام محد بن علي الباقر عليه السلام سمّاه (سرحوب) وهو شيطان أعمى يسكن البحر ، كناية عن تحوله إلى المرجئة وهو من أئمة الزيدية توفي سنة 150هـ .
(5) أعيان الشيعة : 2/253 .
(6) الداودي : هو أبو العباس جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن عنبة الأصغر الحسني ، من علماء الإمامية ومن مشاهير النسّابة ، له مصنفات عديدة ، منها (بحر الأنساب في نسب بني هاشم) مات بكرمان سنة 828هـ .
(7) وكما ترى أن عمدة الطالب أضاف (هاشم) إلى أولاد أحمد بن محمد الكوفي «عمدة الطالب : 263» .
(8) ابن معية : هو عبد الجبار بن معية الحسني النسابة .
(9) عمدة الطالب : 263 ، رياض العلماء : 3/71 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 302

كانت ولادة أبو البركات بالكوفة عام 442هـ ووفاته في شعبان عام 539هـ ويظهر من كلام تلميذه السمعاني أن له كتاباً صغيراً باسم تصحيح الأذان « بحي على خير العمل » حيث وجده عنده ولكنه لم يسمح له بمطالعته ، ويذكر أنه لما توفي صلى عليه حوالي ثلاثون ألفاً(1) .
هذا كل ما أمكننا الحصول عليه في كتب التراجم والأدب والمعاجم .

(1) معجم الأدباء : 15/295 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 303

(37)
إبراهيم بن محمد نشرة
أواخر القرن 12هـ ـ بعد 1250هـ = أوائل الربع الأخير من ق18 ـ بعد 1834م .

هو الشيخ إبراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي البحراني .
ولد في البحرين أواخر القرن 12هـ ونشأ بها وأخذ مبادئ العربية والإسلامية من فضلائها ، وقال عنه حفيده الشيخ محمد علي(1) آل نشرة المعروف بالتاجر البحراني : «كان عالماً فاضلاً وأديباً كاملاً وشاعراً قديراً وورعاً صالحاً» وجل شعره في أهل البيت عليهم السلام ولم أعثر له على ذكر في الكتب إلا ما يوجد من شعره في بعض المجاميع الخطية المحتكرة لدى مالكيها ، وقد وقفت له على قصيدتين والثالثة قد مسختها أيدي النساخ فجعلها أثراً بعد عين»(2) .
والظاهر أن القصيدتين هما اللتان ذكرهما البلادي(3) في رياض المدح والرثاء إحداها الميمية والتي هي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام والتي أوردناها في ديوان القرن الثالث عشر والثانية نونية وهي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والتي سنذكرها ، ولدى ذكره لها قال : «ولجد

(1) محمد علي : مضت ترجمته في ترجمة الشاعر إبراهيم بن حسن التوبلي .
(2) شعراء الغري : 1/124 عن منتظم الدرين في تراجم أعيان القطيف والإحساء والبحرين ، كذا في شعراء الغري ولكن جاء في الذريعة : 23/3 : «منتظم الدرر للشيخ محمد علي التاجر البحراني المعاصر ساكن المنامة فيه تراجم أعيان العلماء وغيرهم من السنة والشيعة وغيرهم من القطيف والإحساء في أربع مجلدات بقلمه» .
(3) البلادي : هو حسين بن علي بن الحسن آل الشيخ سليمان البلادي البحراني القطيفي توفي سنة 1387هـ .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 304

الشيخ سلمان التاجر المقدم ذكره أعني به الأواه الحليم الشيخ إبراهيم آل نشرة البحراني المجاور بالنجف الأشرف حياً وميتاً تغمده الله بغفرانه وأسكنه فسيح جنانه»(1) .
ويظهر من هذا النص أن المترجم كان قد سكن النجف وتوفي بها ، كما يظهر أن الشيخ سلمان التاجر سبطه(2) ، ولا يخفى أن هذا السبط ولد عام 1307هـ وتوفي عام 1342هـ ، وقد سماه السيد جواد شبر «سليمان»(3) وذكر في ترجمته أنه أديب وكاتب وشاعر له عدة مؤلفات منها رسالة في جواب أسئلة السيد عبد القادر المسقطي(4) ، رسالة في شرح المزهار ، رسالة في أسرار اللغة العربية ، نظم كتاب جوامع الكلم لغستاف لوبون(5) الفيلسوف الفرنسي(6) ، هذا وذكر له البلادي أربع وثلاثون قصيدة(7) .
وذكر الخاقاني قائلاً : «ابن نشرة هذا رأيت له ذكراً متكرراً في المجاميع التي تكفل مراثي الإمام الحسين عليه السلام وقد حشر بين الشعراء النجفيين الذين عاشوا في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري ورأيت بعضها وقد تقدم عهد كتابتها على عام 1250هـ تشير إلى ذكر اسمه مشفوعاً بلفظه (حفظه الله) ومن ذلك تبين لي أنه كان حياً في هذا العام»(8) ، وتبعه في ذلك شبر وذكر أنه توفي بعد سنة 1250هـ(9) ، وعن

(1) رياض المدح والرثاء : 332 .
(2) السبط : يطلق غالباً على ابن البنت ، وإنما أستظهرنا أنه سبطه وليس بحفيده لأن سليمان هذا جده أحمد وجد أبيه عباس وهم معروفون بالتاجر وهذا اسمه إبراهيم ومعروف بآل نشرة .
(3) أدب الطف : 9/84 .
(4) المسقطي : لا يبدو أنه كان شخصية معروفة بل هو أحد الأشراف المؤمنين من أهالي مسقط والذي وجه بعض الأسئلة الدينية على المترجم له .
(5) لوبان : عالم اجتماع ومن فلاسفة فرنسا المشهورين ، ولد سنة 1257هـ ، ومات سنة 1350هـ .
(6) هامش رياض المدح والرثاء : 356 تعليق حسن عبد الأمير محمد .
(7) رياض المدح والرثاء : 356 ـ 446 .
(8) شعراء الغري : 1/125 .
(9) أدب الطف ِ: 6/318 .
دائرة المعارف الحسينية -معجم الشعراء الناظمين في الحسين - 1 305

شاعريته قال الخاقاني : «يظهر أنه تأثر بالأدب النجفي خاصه الميمية منه ، فقد جاءت مرنة السبك قوية الانسجام»(1)والميمية هي في رثاء الإمام الحسين عليه السلام وقد ذكرناها في بابه وام النونية التي في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فهي ـ من الكامل ـ :
حيا الحيا تلك المعاهد والدمن(2) وسقى العهاد(3) عهود(4) غمدان(5) اليمن
وافتر ثغر الـبرق في أرجائها فـرحاً بـدمع المعصرات(6) إذا هتن(7)
هي مربـع الرشأ(8) الذي بجماله كـم مدنفاً حلـف الأسى مـثلي افـتتن
رشأ رخيـم الـدلّ منـه صادني طـرف غضيض قـد تكحـل بالـوسن
ريان لولا البـرد يمسك عطفـه فـي مشبـه مـن لـينه سـال الـبدن
قسماً بسين سـواد عنـبر خالـه وبما حوى الغصن المهفهف من رعـن
لو ذقت طعم الصاب من هجرانه لا والذي فـلق الـنوى مـا ملت عـن
يا قـلب أنت عصيتني وأطعتـه فاصـبر علـى مـرّ الـنوى فلعـل أن
أعذول ليس العذل مـنك يروعني فـيمن فـتنـت بـه ولا تـدري بمـن
خفض عليك فلو رأيـت جمالـه أصـبحت مثلي فـي الكآبـة والحـزن
مـتعـزز متـذلـل مـتـمنّـع جـاز الـبديع مـن الجمال بكـل فـن
من لام عارضه ونون حواجـب إن رمـت رؤيتـه يـجاوبنـي بـلـن
لـولا رسيس(9) هوى له يقتادني ما اقتادني حـلو اللمـى حمـر الوجـن
لله مـن سعـدي وقـوة طالعـي لـو كـان لـي فـي لثـم مبسمـه أذن
ما بعته روحي سـوى بوصالـه وأراه يمنعنـي المـثـمـن(10) والثمـن

(1) شعراء الغري : 1/125 .
(2) الدمنة : الموضع القريب من الدار .
(3) العهاد : المطر .
(4) العهود : الزمان .
(5) غمدان : قصر في صنعاء اليمن نسب بناؤه إلى النبي سليمان عليه السلام أو الزّباء .
(6) المعصرات : السحائب تعتصر المطر .
(7) هتنت السماء : صبّت مطرها ، وقيل الهتن هو من المطر فوق الهطل .
(8) الرشأ : الظبي إذا قوي وتحرّك ومشى مع أمّه .
(9) الرسيس : الشيء الثابت الذي قد لزم مكانه ، وأيضاً رسيس الخمر : أصلها .
(10) المثمّن : الشيء الذي يباع مقابل ثمن معين .

السابق السابق الفهرس التالي التالي