وسيوف البغاة، ووطأة الاسد، ومقارعة الطماطمة، ومماحكة (1) القماقمة (2)، الذين كانوا عجم العرب، وغنم الحروب، وقطب الاقدام، وجبال القتال، وسهام الخطوب (3)، وسل السيوف، أليس بي (4) كان يقطع الدروع الدلاص، وتصطلم الرجال الحراص، وبي كان يفرى جماجم البهم، وهام الابطال، إذا فزعت (5) تيم إلى الفرار، وعدي إلى الانتكاص ؟ ! أما وإني لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف، وتركتها فحصدتها سيوف الغوانم، ووطأتها خيول (6) الاعاجم، وكرات الاعادي، وحملات الاعالي، وطحنتهم سنابك الصافنات، وحوافر الصاهلات، في مواقف الازل (7) والهزل في ظلال الاعنة (8) وبريق الاسنة، ما بقوا لهضمي، ولا عاشوا لظلمي، ولما قالوا: إنك لحريص متهم ! اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق، فإني مهدت مهاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله، ورفعت أعلام دينك، وأعلنت منار رسولك، فوثبوا علي وغالبوني ونالوني و واتروني. فقام إليه أبو حازم الانصاري فقال: يا أمير المؤمنين (ع) ! أبو بكر وعمر ظلماك ؟ أحقك أخذا ؟ وعلى الباطل مضيا ؟ أعلى حق كانا ؟ أعلى صواب أقاما ؟ أم ميراثك غصبا ؟ أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك ؟ أو نعلم حقهما من حقك ؟
(1) في (ك) نسخة: ومجادلة.
(2) في المصدر: القمامة. (3) في المصدر: الخطاب. (4) هنا سقط جاء في المصدر: تسموا الشرف، وبي نالوا الحق والنصف. ألست آية نبوة محمد (ص) ودليل رسالته، وعلامة رضاه وسخطه ؟ أليس بي. وفي (ك): أليس في. (5) في (س): فرغت. (6) لا توجد: خيول في المصدر. (7) في (س): الاراذل. (8) الاعنة - جمع العنان - للفرس كما في الصحاح 6 / 2166.
[561]
أبزاك أمرك ؟ أم غصباك إمامتك ؟ أم غالباك فيها عزا (1) ؟ أم سبقاك إليها عجلا فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالا ؟ ! فإن المهاجرين والانصار يظنان أنهما كانا على حق وعلى الحجة الواضحة مضي. فقال صلوات الله عليه: يا أخا اليمن ! لا بحق أخذا، ولا على إصابة أقاما، ولا على دين مضيا، ولا على فتنة خشيا، يرحمك الله، اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل ! أتعلمون - يا اخواني - ان بني يعقوب على حق ومحجة كانوا حين باعوا أخاهم، وعقوا اباهم، وخانوا خالقهم، وظلموا أنفسهم ؟ !. فقالوا: ل. فقال: رحمكم الله (2)، أيعلم اخوانك هؤلاء ان اين آدم - قاتل الاخ - كان على حق ومحجة وإصابة وأمره من رضى الله ؟. فقالوا: ل. فقال: أو ليس كل فعل بصاحبه ما فعل لحسده إياه وعدوانه وبغضائه (3) له ؟.
فقالوا: نعم. قال: وكذلك فعلا بي ما فعلا حسدا، ثم إنه لم يتب على ولد يعقوب إل بعد استغفار وتوبة، وإقلاع وإنابة، وإقرار، ولو ان قريشا تابت إلي واعتذرت من فعلها لاستغفرت الله له. ثم قال: إنما أنطق لكم العجماء ذات البيان، وأفصح الخرساء ذات
(1) قال في الصحاح 3 / 886: عز - أيضا - يعزه عزا: غلبه، وفي المثل: من عزبز. أي من غلب سلب. (2) في المصدر: يرحمكم الله. (3) في المصدر: وبغضانه له.
[562]
البرهان، لاني فتحت الاسلام، ونصرت الدين، وعززت (1) الرسول، وثبت (2) أركان الاسلام، وبينت (3) أعلامه، وعليت (4) مناره، وأعلنت أسراره، وأظهرت آثاره وحاله، وصفيت الدولة، ووطئت للماشي والراكب، ثم قدتها صافية، على أني بها مستأثر. ثم قال - بعد كلام -: ثم سبقتني إليه التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا، وخدعة وغلبة. ثم قال - بعد كلام -: اليوم أنطق الخرساء ذات البرهان، وأفصح العجماء ذات البيان، فإنه شارطني رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله في كل موطن من مواطن الحروب، وصافقني على أن أحارب الله (5) وأحامي لله، وأنصر رسول الله صلى الله عليه وآله جهدي وطاقتي وكدحي، وكدي، وأحامي عن حريم الاسلام، وأرفع عن أطناب الدين (6)، وأعز الاسلام وأهله، على أن ما فتحت وبينت (7) عليه دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وقرأت فيه المصاحف، وعبد فيه الرحمن، وفهم به
القرآن، فلي إمامته وحله وعقده، وإصداره وإيراده، ولفاطمة فدك ومما خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله النصف، فسبقاني إلى جميع نهاية الميدان يوم الرهان، وما شككت في الحق منذ رأيته، هلك قوم أرجفوا عني (8) أنه لم يوجس موسى في
(1) قد تقرأ في (ك): عزوت، أو: غروت، وكلتاها لا تناسبان المقام. (2) في (س): ثبتت. (3) قد تقرأ في المطبوع: بنيت - بتقديم النون على الياء -. (4) في المصدر: واعليت. (5) في المصدر: احارب الله. وما في المتن هو الظاهر. ويوجه ما في المصدر يكون لفظة الجلالة منصوية بنزع الخافض. أي احارب المشركين والكافرين لله. أي لوجه الله. (6) مفعول (ارفع) محذوف والتقدير: ارفع عن اطناب الدين ما يقطعها أو يوهنه. (7) في المصدر: بنيت. (8) أي تزلزلوا واضطربوا واعرضوا عني، بتضمين معنى الاعراض في كلمة: ارجفو.
[563]
نفسه خيفة ارتيابا ولا شكا فيما أتاه من عند الله، ولم أشكك (1) فيما أتاني من حق الله، ولا ارتبت في إمامتي وخلافة ابن عمي ووصية الرسول، وإنما أشفق أخو موسى (2) من غلبة الجهال، ودول الضلال، وغلبة الباطل على الحق، ولما أنزل الله عزوجل (3): [وآت ذا القربى حقه] (4) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة فنحلها فدك (5) وأقامني للناس علما وإماما، وعقد لي وعهد إلي فأنزل الله عزوجل: [أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم] (6) فقالت حق القتال، وصبرت حق الصبر، على أنه اعز تيما وعديا (7) على دين أتت به تيم وعدي، أم على دين أتى به ابن عمي وصنوي (8) وجسمي، على أن أنصر تيما وعديا أم أنصر ابن عمي وحقي وديني وإمامتي ؟ وإنما قمت تلك المقامات، واحتملت تلك
الشدائد، وتعرضت للحتوف على أن يصيبني (9) من الآخرة موفرا، وإني صاحب محمد وخليفته، وإمام أمته بعده، وصاحب رايته في الدنيا والآخرة. اليوم أكشف السريرة عن حقي، وأجلي القذى عن ظلامتي، حتى يظهر لاهل اللب والمعرفة إني مذلل مضطهد مظلوم مغصوب مقهور محقور، وانهم ابتزوا حقي، واستأثروا بميراثي !.
(1) في (س) نسخة: أشك. (2) في المصدر: أخي موسى. (3) في المصدر: عزوجل. (4) الاسراء: 26. (5) انظر: الغدير 7 / 191 حول فدك، وقد سلفت مصادره. (6) النساء: 59. (7) في المصدر: اعربتما وعرب. (8) الصنوان: نخلتان وثلاث من أصل واحد، فكل واحدة منهن صنو، قاله في مجمع البحرين 1 / 269. (9) في المصدر: على أن نصيبي.
[564]
اليوم نتواقف (1) على حدود الحق والباطل (2)، من استودع خائنا فقد غش نفسه، من استرعى ذئبا فقد ظلم، من ولي غشوما فقد اضطهد، هذا (3) موقف صدق، ومقام أنطق فيه بحقي، وأكشف الستر والغمة عن ظلامتي ! يا معشر المجاهدين المهاجرين والانصار ! اين كانت سبقة تيم وعدي إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة ؟ ! ألا كانت يوم الابواء (4) إذ تكانفت (5) الصفوف، وتكاثرت (6) الحتوف، وتقارعت السيوف ؟ أم هلا خشيا فتنة الاسلام يوم ابن
عبدود وقد نفح بسيفه، وشمخ بأنفه، وطمح بطرفه ؟ ! ولم لم يشفقا على الدين وأهله يوم بواط (7) إذا اسود لون الافق، واعوج عظم العنق، وانحل سيل الغرق (8) ؟ ولم لم يشفقا يوم رضوى إذ السهام تطير، والمنايا تسير، والاسد تزأر ؟ وهلا بادرا يوم العشيرة إذا (9) الاسنان تصطك، والآذان تستك، والدروع تهتك ؟ وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر، إذ الارواح في الصعداء ترتقي، والجياد بالصناديد ترتدي، والارض من دماء (10) الابطال ترتوي ؟ ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر
(1) في العدد القوية: نتوافق. (2) في المصدر زيادة هنا، وهي: من وثق بما لم يضم. ولا معنى له. (3) في المصدر: هذا هذ. (4) في العدد القوية: الايواء. وسيأتي بيانه، وأما الابواء - بفتح اوله وسكون ثانيه ومد آخره -: مكان بين الحرمين عن المدينة نحوا من ثلاثين ميلا، قاله في مجمع البحرين 1 / 18. (5) في (ك) نسخة: تكاثفت. (6) في (ك) نسخة: تكاتفت. (7) بواط - كغراب - جبال جهينة على أبراد من المدينة، منه غزوة بواط، اعترض فيها رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لعير قريش، قاله في القاموس 2 / 352. (8) في العدد القوية: العرق - بالعين المهملة -. (9) في المصدر: إذ. (10) في (ك) نسخة: رماء.
[565]
الثانية، والرعابيب (1) ترعب، والاوداج تشخب، والصدور تخضب (2) ؟ أم هلا بادرا يوم ذات الليوث، وقد ابيح المتولب (3)، واصطلم الشوقب، وادلهم الكوكب ؟ ! ولم لا كانت شفقتهما على الاسلام يوم الكدر (4)، والعيون تدمع،
والمنية تلمع، والصفائح تنزع. ثم عدد وقائع النبي صلى الله عليه وآله كلها على هذا النسق، وقرعهما بأنهما في هذه المواقف كلها كانا مع النظارة والخوالف والقاعدين، فكيف بادرا الفتنة بزعمهما يوم السقيفة وقد توطأ الاسلام بسيفه، واستقر قراره، وزال حذاره (5). ثم قال - بعد ذلك كله (6) -: ما هذه الدهماء والدهياء التي وردت علينا من قريش ؟ ! أنا صاحب هذه المشاهد، وأبو هذه المواقف، وابن هذه الافعال. يا معشر المهاجرين والانصار ! إني على بصيرة من أمري، وعلى ثقة من ديني، اليوم انطقت الخرساء البيان، وفهمت العجماء الفصاحة، وأتيت العمياء بالبرهان، هذا [يوم ينفع الصادقين صدقهم] (7) قد توافقنا على حدود الحق والباطل، وأخرجتكم من الشبهة إلى الحق، ومن الشك إلى اليقين، فتبرأوا (8) - رحمكم الله - ممن نكث (9) البيعتين، وغلب الهوى به (10) فضل، وأبعدوا - رحمكم الله - ممن
(1) في المناقب: والدعاس. وفي (ك) نسخة: والدماس، وستأتي اشارة المصنف طاب ثراه له. (2) في المصدر: تخصب. وكذا في (ك). (3) في (ك) والمصدر: التولب. (4) في المصدر: يوم الكد. وفي (ك) نسخة: الايكدر. (5) في (س): حذاده. (6) في المصدر: كلمة، بدل: كله. (7) المائدة: 119. (8) في المصدر: فتبرؤ. وليس بينهما فرق إلا في الكتابة. (9) في المصدر: نكثو. (10) في (ك) نسخة: عليه، بدلا من: به.
[566]
أخفى الغدر (1) وطلب الحق من غير أهله فتاه، و (2) العنوا - رحمكم الله - من انهزم الهزيمتين إذ يقول الله: [إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد بآء بغضب من الله] (3)، وقال: [ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين] (4). واغضبوا (5) - رحمكم الله - على من غضب الله (6) عليهم، وتبرؤوا - رحمكم الله - ممن يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله: يرتفع (7) يوم القيامة ريح سوداء تختطف (8) من دوني قوما من أصحابي من عظماء المهاجرين، فأقول: أصيحابي. فيقال: يا محمد ! إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. وتبرؤوا رحمكم الله من النفس الضال من قبل أن يأتي: [يوم لا بيع فيه ولا خلال] (9) فيقولوا: [ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين] (10) ومن قبل أن يقولوا: [يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين] (11) أو يقولوا: [وما أضلنا إلا المجرمون] (12) أو يقولوا: [ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا
(1) في المصدر: العذر. (2) لا توجد: الواو في (س). (3) الانفال: 15 - 16. (4) التوبة: 25. (5) في المصدر: اغضبوا، بلا واو. (6) لا يوجد لفظ الجلالة في (س). (7) في المصدر: ترتفع. (8) في (ك): تخطف.
(9) ابراهيم: 31. (10) فصلت: 29. (11) الزمر: 56. (12) الشعراء: 99. وفي المصدر: إلا المجرمين.
[567]
السبيلا] (1)، إن قريشا طلبت السعادة فشقيت (2)، وطلبت النجاة فهلكت، وطلبت الهداية فضلت. إن قريشا قد أضلت أهل دهرها ومن يأتي من بعدها من القرون، إن الله تبارك اسمه وضع إمامتي في قرآنه فقال: [والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما] (3) [والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما] (4)، وقال: [الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلواة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور] (5). وهذه خطبة طويلة (6). وقد قال صلوات الله عليه في بعض مقاماته كلاما لو لم يقل غيره لكفى قوله صلوات الله عليه: أنا ولي هذا الامر دون قريش، لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الولاء لمن أعتق، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله بعتق الرقاب من النار، وبعتقها من السيف، وهذان لما اجتمعا كانا أفضل من عتق الرقاب من الرق، فما كان لقريش على العرب برسول الله صلى الله عليه وآله كان لبني هاشم على قريش، وما كان لبني هاشم على قريش برسول الله صلى الله عليه وآله كان لي على بني هاشم، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
(1) الاحزاب: 67. ولا توجد: إنا، في المصدر. (2) في المصدر: فسقيت. وما في المتن هو الظاهر.
(3) الفرقان: 64. (4) الفرقان: 74. (5) الحج: 41. (6) قال في العدد القوية - بعد كلمة طويلة -: واعلم ان كل ما احتججنا به وسائر الشيعة إنما أصله من كلامه صلوات الله عليه هو الذي أعطاه الله من الفضل والقوة ما صلح به أن يصير أخا لرسول الله صلى الله عليه وآله: تلك المكارم لا قيعان من لبن * شيبا بماء، فعادوا بعد أبوالا
[568]
بيان: ديناهم - على بناء التفعيل -. أي جعلنا الاسلام دينهم وقررناهم (1) عليه. قال الفيروز آبادي: دان (2) فلانا: حمله على ما يكره وأذله، ودينه تديينا (3): وكله إلى دينه (4). وفي المناقب (5): وعلمناهم الفرائض والسنن، وحفظنا هم الصدق واللين، وورثناهم الدين (6). قوله عليه السلام: والتون. أي نقصونا (7) ومنعونا ما هو من أسباب قوتنا واقتدارن. واعلامنا - بالفتح -. أي ما هو علامة لامامتنا ودولتنا، أو بالكسر. أي ما هو سبب تعليمنا، كما قال تعالى: [وما ألتناهم من عملهم] (8). وفي المناقب (9): والتوون. من التوى عن الامر. أي تثاقل (10). ولي الغريم معروف (11)، ويقال: استعديت على فلان الامير فاعداني.
(1) في (ك): قهرناهم.
(2) في طبعتي البحار: وإن. ولا معنى له. (3) في (س): بدنياه. (4) القاموس 4 / 225، ومثله في الصحاح 6 / 2118 - 2119. (5) مناقب ابن شهر آشوب 2 / 201 - 203. (6) جاء في المناقب بدل الجملة الاخيرة: وديناهم الاسلام. (7) ذكره في مجمع البحرين 2 / 189، والصحاح 1 / 241، وزاد في الاخير: وآلته أيضا: حبه عن وجهه وصرفه. (8) الطور: 21. (9) المناقب 2 / 202. (10) قاله في لسان العرب 15 / 263، والقاموس 4 / 387، وتاج العروس 10 / 332. (11) قال في مجمع البحرين 1 / 381: وفي الخبر: لي الواجد يحل عقوبته وعرضه. اللي: المطل. =
[569]
أي استعنت به عليه فاعانني عليه (1). قوله: ووتروا (2). أي ألقوا الجنايات والدخول (3) بيني وبين العرب والعجم، فإنهم غصبوا خلافتي وأجروا الناس على الباطل، فصار ذلك سببا للحروب وسفك الدماء، والوتر - بالكسر -: الجناية، والموتور: الذي له قتيل فلم يدرك بذمه (4). والمتاه: اسم مكان، أو مصدر ميمي من التيه (5): وهو الحيرة والضلالة (6). وقال في النهاية (7): فيه. " الفتنة الصماء العمياء ". أي (8) التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في رهانها (9)، لان الاصم لا يسمع الاستغاثة ولا (10) يقلع عما يفعله، وقيل: هي كالحية الصماء التي لا تقبل الرقى. قوله عليه السلام: ووطأة الاسد. قال الجزري: الوطئ - في الاصل -:
الدوس بالقدم فسمي به الغزو والقتل، لان من يطأ على الشئ برجله فقد استقصى في هلاكه واهانته. ومنه الحديث (11): " اللهم اشدد وطأتك على
= ولاحظ: القاموس 4 / 387، ولسان العرب 15 / 262، وغيرهم. (1) كما صرح به في مجمع البحرين 1 / 287، والصحاح 6 / 2421. اعني الثار. (2) قال في مجمع البحرين 3 / 508: الوتر - بالفتح -: الذحل. ونص على ما في المتن في 3 / 509، ولاحظ ما ذكره الفيروز آبادي في القاموس المحيط 2 / 152. (3) كذا، والظاهر: الذحول - بالذال المعجمة -. (4) انظر: الصحاح 2 / 843، والنهاية 5 / 148. (5) في (س): المتيه. وهو غلط. (6) جاء في النهاية 1 / 203، ولسان العرب 13 / 482، وغيرهم. (7) النهاية 3 / 54، وانظر: لسان العرب 12 / 343. (8) في المصدر: هي، بدلا من: أي. (9) في (ك): زمانه. وفي المصدر: دهائه. وفي لسان العرب 12 / 343. ذهابه. (10) في المصدر: فلا، بدلا من: ول. وجاء في لسان العرب كما في المتن. (11) في المصدر: حديثه الآخر.
[570]
مضر ". أي خذهم اخذا شديدا (1). والطمطام: معظم ماء البحر، وقد يستعار لمعظم النار (2)، واستعير هنا لعظماء أهل الشر والفساد. وقال الجوهري: المحك: اللجاج. والمماحكة: الملاجة (3). والقمقام: البحر والامر الشديد والسيد والعدد الكثير (4). قوله عليه السلام: وعجم العرب. أي كانوا من العرب بمنزلة الحيوانات
العجم (5). قوله عليه السلام: وغنم الحرب. أي أهل غنم الحرب الذين لهم غنائمها أو يغتنمونها، ويمكن أن يقرأ الحرب - بالتحريك - وهو سلب المال (6)، وفي بعض النسخ الحروب. قوله عليه السلام: وقطب الاقدام. لعله بكسر الهمزة. أي كانوا كالقطب للاقدام على الحروب، أو بالفتح أي بهم كانت الاقدام تستقر في الحروب، أو كانت أقدامهم بمنزلة القطب لرحا الحرب، والقطب أيضا: سيد
(1) النهاية 5 / 200، وقريب منه في لسان العرب 1 / 195 - 197. (2) نص عليه في النهاية 2 / 139، ومثله في لسان العرب 12 / 371. (3) في الصحاح 4 / 1607، ونحوه في لسان العرب 10 / 486. أقول: في طبعتي البحار: الملاحة - بالحاء المهملة -، وقد سقطت النقطة عن الجيم كما هو ظاهر. (4) ذكره في القاموس 4 / 167 - 168، ولسان العرب 12 / 494، إلا أن فيهما: والامر العظيم. (5) قال في مجمع البحرين 6 / 111: والحيوانات العجم - بالضم فالسكون -: جمع أعجم، وهو من لا يقدر على الكلام، ومنه: اتقوا الله في العجم من أموالكم، قيل: وما العجم ؟. قال: الشاة والبقرة والحمام. وأشباه ذلك. وذكر في الصحاح 5 / 1980: والعجم - أيضا - صغار الابل نحو بنات اللبون إلى الجذع. والعجماء: البهيمة. وانما سميت عجماء: لانها لا تتكلم، فكل من لا يقدر على الكلام اصلا فهو أعجم ومستعجم. (6) نص عليه في مجمع البحرين 2 / 38، والصحاح 1 / 108.
[571]
القوم وملاك الشئ ومداره، ذكره الفيروز آبادي (1). قوله عليه السلام: وسل السيوف (2). الحمل على المبالغة أي سلال
السيوف، ولعله تصحيف، وفي بعض النسخ: سيل السيوف. والدلاص - بالكسر -: اللين (3) البراق، يقال: درع دلاص وادرع دلاص (4). قوله عليه السلام: يفري جماجم البهم. وفي بعض النسخ: يبرئ - بالباء - الفري: الشق (5) والبري: النحت (6)، والبهم - كصرد -: جمع بهمة، وهو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى من شدة بأسه (7)، والجمجمة - بالضم -: القحف أو العظم فيه الدماغ (8)، والهام - جمع هامة -: وهو رأس كل شئ (9)، والابطال: الشجعان (10)، والنكص: الاحجام عن الامر والرجوع عنه (11)، والحتوف - بالضم -: جمع الحتف - بالفتح - وهو الموت (12)، والغوانم: الجيوش الغانمة (13)، وفي بعض النسخ: العرازم: جمع عرزم وهو الشديد والاسد (14)، وفي
(1) القاموس 1 / 118، وقارن به لسان العرب 1 / 682. (2) قال في القاموس 3 / 397: السل: انتزاعك الشئ وإخراجه في رفق كالاستلال، وسيف سليل: مسلول. (3) في (س): اللبن. (4) ذكره في الصحاح 3 / 1040، ولسان العرب 7 / 37، وغيرهم. (5) جاء في الصحاح 6 / 2454، والقاموس 3 / 373. (6) كما في مجمع البحرين 1 / 52، والقاموس 3 / 303. وفي (ك): والنحت، بالواو وهي زائدة. (7) قاله في الصحاح 5 / 1875، وتاج العروس 8 / 207 وغيرهم. (8) صرح به في القاموس 4 / 92، وتاج العروس 8 / 233، ولسان العرب 12 / 110. (9) نص عليه في القاموس 4 / 193، ولسان العرب 12 / 624، وزاد في الاخير: من الروحانيين. (10) ذكره في القاموس 3 / 335، ولسان العرب 11 / 56. (11) قاله في مجمع البحرين 4 / 189، والصحاح 3 / 1060.
(12) جاء في مجمع البحرين 5 / 34، والصحاح 4 / 1340، وغيرهم. (13) الغوانم: جمع غانمة، وهي صفة وموصوفها محذوف وهو: الجيوش. (14) ذكره في القاموس 4 / 149، إلا أنه لم يذكر أنه جمع عرزم بل جعله كالعرزم، ومثله في تاج =
[572]
بعضها: الغراة (1)، والسنبك - بالضم -: طرف الحافر (2)، وصفن الفرس: قام على ثلاثة قوائم وطرف حافر الرابعة (3)، والاذل: الضيق والشدة (4). قوله عليه السلام: والهزل. لعل المراد أنهم لم يكونوا يثبتون في مقام الهزل فكيف في مقام الجد ؟، وفي بعض النسخ: والزلزال. قوله عليه السلام: في ظلال الاعنة وفي (5) بعض النسخ: في طلاب الاعنة. أي مطالبتها، وفي بعضها: في إطلاق الاعنة، وهو أصوب. قوله عليه السلام: نتواقف. أي وقفت على حد الحق ووقفتم على حد الباطل. قوله عليه السلام: ونالوني. أي اصابوني (6) بالمكاره، وفي بعض النسخ: قالوني. من القلاء: وهو البغض (7)، ويقال: بزه ثيابه وابتزه: إذا سلبه اياها (8). قوله عليه السلام: العجماء ذات البيان. قيل: كنى عليه السلام بها عن العبر الواضحة وما حل بقوم فسقوا عن أمر ربهم، وعما هو واضح من كمال فضله عليه السلام، وعن حال الدين، ومقتضى أوامر الله تعالى، فإن هذه الامور عجماء لانطق له.
= العروس 8 / 396. (1) في (ك): الغواة. الغراة - لعلها جمع الغري - وهو البناء الجيد.
(2) كما في القاموس 3 / 307، ولسان العرب 10 / 444. (3) جاء في القاموس 4 / 242، ولسان العرب 13 / 248، وغيره. (4) قاله في القاموس 3 / 328، والنهاية 1 / 46. أقول: ما ذكراه منطبق على كلمة: الازل - بالزاء المعجمة -، في (س): الاذل، وفي (ك): الازل. (5) لا توجد الواو في (س). (6) كما في لسان العرب 11 / 685، والنهاية 5 / 141، والقاموس 4 / 62. (7) ذكره في مجمع البحرين 1 / 349، والقاموس 4 / 380، وغيرهم. (8) نص عليه في النهاية 1 / 124، ولسان العرب 5 / 312.
[573]
بيان. ذات البيان حالا [كذا]، ولما بينهاا عليه السلام فكأنه أنطقها لهم. وقيل: العجماء صفة لمحذوف. أي الكلمات العجماء، والمراد ما في هذه الخطبة من الرموز التي لا نطق لها مع أنها ذات بيان عند أولي الالباب. قوله عليه السلام: على أني بها مستأثر. على بناء المفعول، والاستئثار: الاستبداد والانفراد بالشئ (1)، والكلام مسوق على المجاز. أي ثم تصرفوا في الخلافة على وجه كأني فعلت جميع ذلك ليأخذوها مني مستبدين بها، ويحتمل الاستفهام الانكاري، ويمكن أن يقرأ على بناء اسم الفاعل. والكدح: العمل والسعي (2). والغشم: الظلم (3). واكتنفه: احاط به، وكانفه: عاونه (4). وقال الجوهري: نفحه (5) بالسيف: تناوله من بعيد (6). قوله عليه السلام: تزأر. الزرء (7) والزئير: صوت الاسد من صدره، والفعل كضرب ومنع وسمع (8)، وفي بعض النسخ بالياء (9)، ولعله على التخفيف
بالقلب لرعاية السجع. والاستكاك: الصمم (10).
(1) ذكره في مجمع البحرين 3 / 199، وانظر: الصحاح 2 / 575، والنهاية 1 / 22. (2) قاله في مجمع البحرين 2 / 406، والصحاح 1 / 391. (3) جاء في القاموس 4 / 156، والصحاح 5 / 1996، وغيرهم. (4) نص عليه في القاموس 3 / 192، والصحاح 4 / 1424. (5) في (ك): نفجه - بالجيم -. (6) الصحاح 1 / 412، ولسان العرب 2 / 624. (7) كذا، والصحيح: الزأر - بتقديم الهمزة على الراء -. (8) نص عليه في القاموس 2 / 36، ومثله في لسان العرب 4 / 314، إلا أنه لم يذكر مجيئه من باب سمع. (9) أي تزير، قلبت الهمزة ياء على التخفيف. (10) صرح به في القاموس 3 / 306، والصحاح 4 / 1590.
[574]
والصعدا: المشقة، أو هو بالمد: بمعنى ما يصعد عليه (1). قوله عليه السلام: ترتدي. لعله عليه السلام شبه وقوعهم به القتل على أعناق الجياد بارتدائها (2) بهم، أو هو افتعال من الردى وهو الهلاك وإن لم يأت فيما عندنا من كتب اللغة (3)، وفي بعض النسخ: تردى، فالباء زائدة أو بمعنى مع، أو للتعدية إذا قرى على بناء المجرد، ويقال: ردى الفرس - كرمى -: إذا رجمت الارض بحوافرها، أو بين (4) العدو والمشي، والشئ: كسره، وفلانا: صدمه وردى ردى: هلك (5). قوله عليه السلام: والرعابيب ترعب. قال الفيروز آبادي: الرعبوب:
الضعيف الجبان، وجارية رعبوبة ورعبوب ورعبيب - بالكسر - شطبة تارة أو بيضاء حسنة رطبة حلوة أو ناعمة، ومن النوق طياشة (6). وفي المناقب: والدعاس ترعب. من الدعس وهو الطعن، والمداعسة: المطاعنة (7). قوله عليه السلام: وقد ابيح التولب. التولب: ولد الحمار (8)، وهو كناية
(1) قال في القاموس 1 / 307: والصعداء: المشقة كالصعدد، وكالبرحاء: تنفس طويل. وزاد في لسان العرب 3 / 251: والصعود: الطريق صاعد. والصعود والصعوداء: العقبة الشاقة. والصعود: المشقة. هذا ولم نجد فيما بأيدينا من كتب اللغة (صعدا) - بالقصر - كما في (س). و (صعد) كما في (ك). (2) أي بلبسها الرداء بهم. (3) كذا، ومراده انه لم يأت فيها بمعنى الهلاك، واما ما ذكر له من المعنى فقد قال في الصحاح 6 / 2355: تردى وارتدى. أي لبس الرداء، وقال في تاج العروس 10 / 148 - بعد نقل عبارة الصحاح -: وارتدى فلان: تقلد بالسيف وارتدت الجارية: رفعت رجلا ومشت على رجل تلعبه، نقله الازهري. (4) أي الردي هو بين. (5) قاله في القاموس 4 / 333، وقارن به تاج العروس 10 / 147. (6) القاموس 1 / 74 بتقديم وتأخير، ومثله في لسان العرب 1 / 421 - 422. (7) صرح به في الصحاح 3 / 929، والقاموس 2 / 215. (8) نص عليه في الصحاح 1 / 91، والقاموس 1 / 40.
[575]
عن كثرة الغنائم أو الاسارى على الاستعارة. وفي المناقب (1): وقد أمج التولب. أما بتشديد الجيم من امج الفرس:
إذا بدأ بالجري قبل ان يضطرم، وامج الرجل: إذا ذهب في البلاد (2)، أو بالتخفيف من امج - كفرح - إذا سار شديدا (3)، ولعله على الوجهين كناية عن الفرار، والنسخة الاولى أظهر وأنسب. والاصطلام: الاستئصال (4). والشوقب (5): الرجل الطويل، والواسع من الحوافر. وخشبتا القتب اللتان تعلق فيهما الحبال (6). قوله عليه السلام: والصفائح تنزع. في بعض النسخ: تربع. من ربع الابل: إذا سرحت في المرعى واكلت حيث شاءت وشربت، وكذلك الرجل بالمكان (7). ثم إن غزوة الابواء وقعت بعد اثني عشر شهرا من الهجرة، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة يريد قريشا وبني ضمرة، قالوا: ثم رجع ولم يلق كيدا، وغزوة بواط كانت في السنة الثانية في ربيع الاول (8) وبعدها في جميدى (9) الآخرة كانت غزوة العشيرة، والرضوى: جبل بالمدينة (10)، ولا يبعد كونه إشارة إلى
(1) المناقب 2 / 203. (2) ذكره في القاموس 1 / 206، والصحاح 1 / 340، وغيرهم. (3) قاله في القاموس 1 / 177، ولسان العرب 2 / 208. (4) كما في مجمع البحرين 6 / 102، والصحاح 5 / 1967. (5) في (ك): الشوقب. (6) جاء في القاموس 1 / 89، ولسان العرب 1 / 506. (7) صرح به في القاموس 3 / 25، وتاج العروس 5 / 339. (8) وضع عليها رمز نسخة، في (ك). (9) كذا، والظاهر جمادى.
(10) ذكره في مجمع البحرين 1 / 188، والقاموس 4 / 335، وغيرهم.
[576]
غزوة احد، وذات الليوث إلى غزوة حنين، والكدو (1) - وفي بعض النسخ: الاكيدر - إلى غزوة دومة الجندل، وقد مر تفصيلها في المجلد السادس (2). وفي القاموس: وطأه: هيأه ودمثه وسهله. فاتطأ (3). وواطأه على الامر: وافقه كتواطأه وتوطأه. وايتطأ - كافتعل -: استقام وبلغ نهايته وتهيأ (4). والدهماء: الفتنة المظلمة (5)، والدهياء: الداهية الشديدة (6). أقول: أورد ابن شهر آشوب في المناقب (7): الخطبة الاولى إلى قوله: وأين هذه الافعال الحميدة. مع اختصار في بعض المواضع. 11 - فس (8): قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس ! إن أول (9) من بغى على الله عزوجل على وجه الارض عناق بنت آدم عليه السلام، خلق الله لها عشرين إصبعا، في كل (10) إصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين (11) العظيمين،
(1) قد مر في أصل الخطبة: الكدر. وهو الظاهر. (2) بحار الانوار 20 / 14 - 146 في غزوة أحد، ونفس المجلد: 283 - 295 في غزوة دومة الجندل، ومن صفحة: 146 إلى 168 في غزوة حنين. (3) وتقرأ في (ك): فايطأ، أيضا والكلمة مشوشة. (4) كما في القاموس 1 / 32، وتاج العروس 1 / 135، وقال فيه أيضا: هياه ودمثه وسهله الثلاثة بمعنى. وفي المصدر: إستطأ، بدلا من: ايتطأ، وجاءت نسخة في هامش القاموس: ايتطأ، كمتن البحار. (5) نص عليه في النهاية 2 / 146، وقارن به لسان العرب 12 / 211. (6) قال في مجمع البحرين 1 / 152: عن ابن سكيت: داهية دهياء ودهوا - أيضا - وهي توكيد لها، ومثله في الصحاح 6 / 2344.
(7) المناقب 2 / 201 - 203. (8) تفسير القمي 2 / 134. (9) في المصدر: يا أيها الناس اول. (10) في المصدر: لكل. (11) في المصدر: المخلبين. أقول: هنا حاشية جاءت في (ك) وهي: المنجل - بكسر الميم -: ما يحصد به الزرع. مجمع. انظر: مجمع البحرين 5 / 478.
[577]
وكان مجلسها في الارض موضع جريب، فلما بغت بعث الله لها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار وكان ذلك في الخلق الاول، فسلطهم الله عليها فقتلوها، ألا وقد قتل الله فرعون وهامان وخسف بقارون (1)، وإنما هذا مثل لاعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكم الله. ثم قال علي صلوات الله عليه - على إثر هذا المثل الذي ضربه -: وقد كان لي حق حازه دوني من لم يكن له، ولم أكن أشركه فيه، ولا توبة له إلا بكتاب منزل، أو برسول (2) مرسل، وأنى له بالرسالة بعد محمد (3) صلى الله عليه وآله، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله، وأنى يتوب (4) وهم (5) في برزخ القيامة غرته الاماني وغره بالله الغرور، قد أشفى [على شفا جرف (6) هار فانهار به في نار (7) جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين] (8). 12 - ما (9): احمد بن محمد بن موسى بن الصلت، عن ابن عقدة (10)، عن احمد بن القاسم، عن عباد، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: صعد علي عليه السلام المنبر يوم الجمعة فقال: أنا عبد الله وأخو رسول
(1) في المصدر: خسف الله بقارون.
(2) في التفسير: وبرسول. (3) في المصدر: بعد رسول الله. وفيه نسخة بدل: النبي محمد (ص). (4) وضع رمز نسخة بدل في (س): على يتوب. وذكر في (ك) نسخة بدل: فإني، بدلا من: واني، وكلتا الكلمتين لا توجدان في المصدر. ومن هنا إلى آخر الحديث ذكر في حاشية المصدر على أنه نسخة بدل. (5) في هامش المصدر: وهو. (6) في هامش التفسير: وقد اشرف على جوف. (7) ؟ ؟ ؟. (8) ؟ ؟ ؟. (9) ؟ ؟ ؟. (10) ؟ ؟ ؟.
[578]
الله (1) لا يقولها بعدي إلا كذاب، ما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين: طلحة والزبير، والقاسطين: معاوية وأهل الشام، والمارقين: وهم أهل النهروان، ولو أمرني بقتال الرابعة لقاتلتهم. 13 - قب (2): البخاري ومسلم بالاسناد، قال قيس بن سعد: قال علي (ع): إن (3) أول من يحثو (4) للحكومة بين يدي الله (5). 14 - جا (6): الكاتب، عن الزعفراني، عن الثقفي، عن المسعودي، عن الحسن بن حماد، عن أبيه، عن رزين (7) بياع الانماط، قال: سمعت زيد بن علي ابن الحسين عليهما السلام يقول: حدثني أبي، عن أبيه، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب الناس قال (8) في خطبته: والله لقد
بايع الناس أبا بكر وأنا أولى الناس بهم مني بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربي، وألصقت كلكلي بالارض، ثم إن أبا بكر هلك واستخلف عمر، وقد علم - والله - أني أولى الناس بهم مني بقميصي هذا، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربي، ثم إن عمر هلك وقد جعلها شورى، فجعلني سادس ستة،
(1) في الامالي: يوم جمعة. وأخو رسوله. وفي (س) الكلمة مشوشة. (2) المناقب 3 / 204. (3) كذا، وفي المصدر وحاشية البحار: انا، وضع بعدها رمز: ظاهرا، وهو الصواب، إلا أن يكون متنا مبتورا بلا خبر. (4) في (س): يجثو. (5) صحيح البخاري، كتاب المغازي وتفسير سورة الحج (22) حديث 3 / 6 / 124) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا اول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. (6) أمالي الشيخ المفيد: 153 - 154، حديث 5. (7) هكذا جاء السند في المصدر: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: أخبرني الحسن ابن علي الزعفراني، قال: حدثنا أبو إسحاق ابراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثني المسعودي، قال: حدثنا الحسن بن حماد، عن أبيه، قال: حدثني رزين. (8) في المصدر: فقال.
[579]
كسهم الجدة وقال: اقتلوا الاقل وما أراد غيري، فكظمت غيظي، وانتظرت أمر ربي، وألصقت كلكي بالارض، ثم كان من أمر القوم بعد بيعتهم لي ما كان، ثم لم أجد إلا قتالهم أو الكفر بالله. بيان: الكلكل: الصدر (1). 15 - جا (2): ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن احمد بن علوية، عن
الثقفي، عن محمد (3) بن عمرو الرازي، عن الحسن بن المبارك، عن الحسن بن سلمة، قال: لما بلغ أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكة إلى البصرة نادى الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله قلنا: نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه وأحق خلائق الله به، لا ننازع حقه وسلطانه، فبينما نحن إذ (4) نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا صلى الله عليه وآله منا وولوه غيرنا، فبكت لذلك - والله - العيون والقلوب منا جميعا، وخشنت - والله - الصدور، وأيم الله لولا مخافة الفرقة من المسلمين أن يعودوا (5) إلى الكفر، ويعود الدين (6)، لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا، وقد ولي ذلك ولاة ومضوا لسبيلهم ورد الله الامر إلي، وقد بايعاني وقد (7) نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم
(1) قاله في مجمع البحرين 5 / 465، والصحاح 5 / 1812، وغيرهم. (2) أمالي الشيخ المفيد: 154 - 156، حديث 6. (3) جاء السند في المصدر هكذا: قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه - رحمه الله -، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن علوية، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، قال: أخبرنا محمد. (4) في المصدر: نحن على ذلك إذ. (5) في المصدر: مخافة الفرقة بين المسلمين وان يعودو. (6) في الامالي: ويعور الدين. وجاء في هامشه: في بعض نسخ الحديث: (وان يعود الكفر ويبور الدين) وفي بعضها: (يعود الدين). أي ارتد إلى ماكان عليه في الجاهلية بعد ما كان اعرض عنه. (7) في الامالي زيادة وتغيير، وهي: وقد بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير فيمن بايعني وقد.