[160]

تولوا قوما غضب الله عليهم) * (1) قال: نزلت في الثاني، لانه (2) مر به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله جل ثناؤه: * (ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم) * (3) فجاء الثاني (4) إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله (5) صلى الله عليه وآله: رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك ؟.
فقال: يا رسول الله ! كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو غضبان، فقال رجل من الانصار: ويلك ! أما ترى غضب النبي عليك.
فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك !.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فلان ! لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به، وهو قوله: * (اتخذوا أيمانهم جنة) * (6).
أي حجابا بينهم وبين الكفار، وأيمانهم إقرارا (7) باللسان فزعا (8) من السيف ودفع (9) الجزية.
بيان: لعله عليه السلام قرأ ايمانهم - بالكسر -.
(1) المجادلة: 14.
(2) وضع على: لانه، في مطبوع البحار رمز نسخة بدل.
(3) المجادلة: 14.
(4) لا يوجد: الثاني، في المصدر.
(5) في المصدر: النبي، بدلا من رسول الله.
(6) المجادلة: 16.
(7) في (ك): كان اقرار.
(8) نسخة في (ك): فرق.
وجاء في المصدر: وخوف.
(9) في التفسير: ورفع.

[161]

قال الطبرسي (1): وفي الشواذ (2) قراءة الحسن: اتخذوا إيمانهم - بكسر الهمزة - قال: حذف المضاف.
أي اتخذوا إظهار إيمانهم جنة.
20 - فس (3): محمد بن جعفر، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الخزاز، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي العباس المكي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عمر لقي عليا عليه السلام فقال: أنت الذي تقرأ هذه الآية: * (بأيكم المفتون) * (4) تعرض بي وبصاحبي، قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية * (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم) * (5) فقال عمر (6): بنو أمية أوصل للرحم منك !، ولكنك أبيت إلا عداوة (7) لبني أمية وبني عدي وبني تيم !.
21 - كا (8): الحسين بن محمد، عن المعلى، عن الوشاء، عن أبان.
مثله.
بيان: * (بأيكم المفتون) * (9) قال الطبرسي رحمه الله (10):.
أي أيكم الذي فتن بالجنون، أأنت أم هم ؟ وقيل: بأيكم الفتنة وهو الجنون، يريد أنهم يعلمون عند العذاب أن الجنون كان بهم حين كذبوك وتركوا دينك لا بك.
وقيل: معناه، في
(1) في مجمع البيان 9 / 254.
(2) في (س): الشوار، ولا معنى لها هن.
(3) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 308.
(4) القلم: 6.
(5) سورة محمد (ص): 22.
(6) في الكافي وفي نسخة جاءت في (ك): فقال كذبت.
(7) في تفسير القمي: ولكنك أثبت العداوة. . وأبيت.
وهي كذلك في الروضة من الكافي.
(8) الكافي 8 / 103 باب 25، حديث 76، وجاء بسند آخر في صفحة 239 باب 43، حديث 325.
(9) القلم: 6.
(10) مجمع البيان 10 / 333.

[162]

أي الفريقين المجنون الذي فتنه الشيطان.
وقال رحمه الله (1): إن توليتم.
أي الاحكام وجعلتم (2) ولاة أن تفسدوا في الارض بأخذ الرشا وسفك الدم الحرام فيقتل بعضكم بعضا، ويقطع بعضكم رحم بعض، كما قتلت قريش بني هاشم وقتل بعضهم بعض.
وقيل: إن توليتم معناه إن أعرضتم عن كتاب الله العمل بما فيه أن تعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية فتفسدوا بقتل بعضكم بعض.
22 - فس (3): محمد بن القاسم بن عبيد الكندي، عن عبد الله بن عبد الفارس، عن محمد بن علي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: * (إن الذين ارتدوا، على أدبارهم) * (4) عن الايمان بتركهم ولاية (5) أمير المؤمنين عليه السلام: * (الشيطان سول لهم) * (6) يعني الثاني.
وقوله (7): * (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) * (8) هو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام: * (سنطيعكم في بعض الامر) * (9) قال: دعوا بني أمية إلى ميثاقهم أن لا يصيروا لنا الامر بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: إن أعطيناهم الخمس استغنوا به، فقالوا (10): * (سنطيعكم في بعض الامر) * (11) لا
(1) مجمع البيان 9 / 104.
(2) في المصدر: إن توليتم الاحكام ووليتم أي جعلتم.
(3) تفسير علي بن ابراهيم 2 / 308 - 309.
(4) سورة محمد (ص): 25.
(5) في المصدر زيادة: علي عليه السلام.
(6) سورة محمد (ص): 25.
(7) جاء في تفسير القمي: (الشيطان) يعني فلانا (سول لهم) يعني بني فلان وبني فلان وبني أمية، قوله.
(8 و 9) سورة محمد (ص): 26.
(10) في المصدر: فقال.
(11) سورة محمد (ص): 26.

[163]

تعطوهم (1) من الخمس شيئا، فأنزل الله على نبيه: * (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) * (2).
وقال علي بن ابراهيم في قوله: * (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) * (3) نزلت في الذين نقضوا عهد الله في أمير المؤمنين عليه السلام * (الشيطان سول لهم) * (4).
أي هين لهم، وهو فلان، * (وأملى لهم) * (5).
أي بسط لهم أن لا يكون مما قال محمد شيئا * (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) * (6) يعني (7) في أمير المؤمنين عليه السلام: * (سنطيعكم في بعض الامر) * (8) يعني في الخمس أن لا يردوه في بني هاشم: * (والله يعلم إسرارهم) * (9) قال الله: * (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدرباهم) * (10) بنكثهم وبغيهم وإمساكهم الامر بعد (11) أن أبرم عليهم إبراما، يقول: إذا ماتوا ساقتهم الملائكة إلى النار فيضربونهم من خلفهم ومن قدامهم * (ذلك بأنهم اتبعوا مآ أسخط الله) * (12) يعني موالاة فلان وفلان و (13) ظالمي أمير المؤمنين عليه السلام * (فأحبط أعمالهم) * (14) يعني الذي عملوها من الخير (15): * (إن الذين كفروا وصدوا عن
(1) في المصدر وفي نسخة في (ك): أي لا تعطوهم.
(2) الزخرف: 79 - 80.
(3 - 5) سورة محمد (ص): 25.
(6) سورة محمد (ص): 26.
(7) لا توجد: يعني، في المصدر.
(8 و 9) سورة محمد (ص): 26.
(10) سورة محمد (ص): 27.
(11) في التفسير: من بعد.
(12) سورة محمد (ص): 28.
(13) لا توجد الواو في المصدر.
(14) سورة محمد (ص): 28.
(15) في التفسير: أي التي عملوها من الخيرات.

[164]

سبيل الله) * (1)، قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام: * (وشاقوا الرسول) * (2).
أي قطعوه (3) في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له.
بيان: سول لهم.
أي زين لهم (4)، وأملى لهم.
أي طول لهم (5) أملهم فاغتروا به.
* (قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) * (6).
قال الطبرسي قدس سره (7): المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهم بنوا أمية كرهوا ما نزل الله في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
قوله: يعني في الخمس.
لعلهم أولا لم يوافقوهم إلا في واحد من الامرين، ثم وافقوهم فيهما، * (فكيف إذا توفتهم الملائكة.
) * (8).
أي عند قبض أرواحهم.
والمشاقة: المعاندة والمعاداة (9).
ثم اعلم أن ظاهر الروايات (10) أن الذين كرهوا ما نزل الله غير بني أمية، وهم الذين دعوا بني أمية، وظاهر الطبرسي رحمه الله أنه فسر الموصول ببني أمية،
(1) سورة محمد (ص): 32.
(2) سورة محمد (ص): 32.
(3) في المصدر: قاطعوه.
(4) كما في مجمع البحرين 5 / 398، والنهاية 2 / 425، وتاج العروس 7 / 385.
(5) قاله في مجمع البحرين 1 / 397، وفي النهاية 4 / 363، وجاء في لسان العرب 15 / 291 مثله.
(6) سورة محمد (ص): 26.
(7) مجمع البيان 9 / 105، وجاءت الرواية مسندة في أصول الكافي 1 / 421 باب 108 حديث 43، وتلاحظ بقية روايات الباب.
(8) سورة محمد (ص): 27.
(9) قال في لسان العرب 9 / 183: المشاقة والشقاق: غلبة العداوة والخلاف.
وقال الجوهري في صحاحه 4 / 1503: المشاقة: الخلاف والعداوة.
(10) في (س): الرواية.

[165]

ولعله أخذ من خبر آخر، ويحتمل أن يكون مراده تفسير فاعل (قالوا) بهم، ويكون ضمير (كرهوا) راجعا إلى الموصول، ويكون الغرض تفسير ما نزل الله.
23 - فس (1): * (فستبصرو ويبصرون * بأيكم المفتون) * (2) بأيكم تفتنون.
هكذا نزلت في بني أمية بأيكم بأبي حفر وزفر وغفل (3).
وقال الصادق عليه السلام: لقي عمر (4) أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا علي ! بلغني أنك تتأول هذه الآية في وفي صاحبي * (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون) * (5).
قال أمير المؤمنين: أفلا أخبرك يا أبا حفص ! (6) ما نزل في بني أمية * (والشجرة الملعونة في القرآن) * (7) ؟.
قال عمر: كذبت يا علي ! بنو أمية خير منك وأوصل للرحم.
قوله (8): * (فلا تطع المكذبين) * (9) قال: في علي عليه السلام: * (ودوا لو تدهن فيدهنون) * (10).
أي أحبوا أن تغش في علي عليه السلام فيغشون معك * (ولا تطع كل حلاف مهين) * (11).
قال: الحلاف الثاني، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله أنه لا ينكث
(1) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 380 - 381.
(2) القلم: 5 - 6.
(3) في المصدر: بأيكم.
أي حبتر وزفر وعلي، وسيتعرض المصنف - رحمه الله - في بيانه لبعض النسخ.
(4) في المصدر: لقي فلان.
ولعلها منتصرفات مخرج الكتاب.
(5) القلم: 6.
(6) في التفسير: يا أبا فلان.
وهي كسابقته.
(7) الاسراء: 60.
(8) في المصدر: وقوله.
(9) القلم: 8.
(10) القلم: 9.
(11) القلم: 10.

[166]

عهد.
* (هماز مشآء بنميم) * (1) قال: كان ينم رسول الله صلى الله عليه وآله ويهمز بين أصحابه.
قوله: * (مناع للخير) * (2) قال: الخير أمير المؤمنين عليه السلام.
* (معتد) * (3).
أي قال: (4)، اعتدى عليه.
قوله: * (عتل بعد ذلك زنيم) * (5) قال: العتل: عظيم الكفر، والزنيم: الدعي.
وقال الشاعر: زنيم تداعاه الرجال تداعيا * كما زيد في عرض الاديم الاكارع (6) قوله: * (إذا تتلى عليه ءاياتنا) * (7) قال: كنى عن الثاني، آياتنا (8) * (قال أساطير الاولين) * (9).
أي: أكاذيب الاولين: * (سنسمه على الخرطوم) * (10) قال: في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام ويرجع (11) أعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم الانف والشفتان (12).
(1) القلم: 11.
(2) القلم: 12.
(3) القلم: 12.
(4) لا توجد: قال في المصدر، ووضع عليها في (س) رمز نسخة بدل.
(5) القلم: 13.
(6) كما في تاج العروس 8 / 329 في مادة زنم، وفيه: زيادة، بدلا من: تداعي.
(7) القلم: 15.
(8) في المصدر: عن فلان، بدلا من: عن الثاني آياتن.
والظاهر أن: آياتنا، زائدة أو هنا سقط.
(9) القلم: 15.
(10) القلم: 16.
(11) في المصدر ونسخة على (ك): ورجع.
(12) في المصدر: على الخرطوم والانف والشفتين.
وهو الظاهر

[167]

بيان: لعل التعبير عن أبي بكر ب‍: أبي حفر لمحض الوزن، أو بالخاء المعجمة لانه خفر الذمة والعهد في أمير المؤمنين عليه السلام.
وفي بعض النسخ: ب‍: حبتر، والتعبير عن زفر ب‍: عمر ظاهر، لاشتراكهما في الوزن، وتقدير العدل (1)، وغفل كناية عن عثمان، وقال في القاموس (2): الغفل - بالضم -: من لا يرجي خيره ولا يخشى شره وما لا علامة فيه من القداح. . وما لا عمارة فيه من الارضين. . ومن لا نصيب له ولا غرم عليه من القداح، ومن لا حسب له. . والغفل - محركة - الكبير (3) الرفيع.
انتهى.
ولا يخفى أنه على بعض المعاني يحتمل أن يكون كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام بأن يكون ذكره لبيان الطرف الآخر من الترديد، ويؤيده أن في بعض النسخ: وعلي، وعلى الاحتمال الاول يكون الطرف الآخر غير مذكور.
والمهين: الحقير الرأي.
والهماز: العياب.
والمشاء: نميم، النقال للحديث على وجه السعاية، ذكرها البيضاوي (4).
وقال: عتل: جاف غليظ.
من عتله إذا قاده بعنف وغلظة.
بعد ذلك.
أي بعد ما عد من مثالبه (5).
والكراع في البقر والغنم (6) بمنزلة الوظيف في الفرس والبعير، وهو
(1) أي أن عمر وزفر على وزان واحد مع كونهما غير منصرفين بتقدير العدل والعلمية.
(2) القاموس 4 / 26، وقارن ب‍: تاج العروس 8 / 47.
(3) في المصدر: الكثير.
(4) تفسير البيضاوي 2 / 494.
(5) ذكره أيضا في تفسير البيضاوي 2 / 494.
(6) في المصدر: في الغنم والبقر.
- بتقديم وتأخير -.

[168]

مستدق الصاق (1)،. . والجمع اكرع ثم اكارع، ذكره الجوهري (2)، وكأنه شبه الرجال الذين يدعون هذا الزنيم بالاكارع التي تكون في أطراف النطع لعدم مجانسة الاكارع للنطع، والاكارع قائم مقام فاعل زيد.
وقال البيضاوي (3): سنسمه.
أي بالكي على الخرطوم.
أي على الانف، وقيل: هو عبارة عن أن يذله غاية الاذلال.
24 - فس (4): أبو العباس، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: * (ذرني ومن خلقت وحيدا) * (5)، قال: الوحيد: ولد الزنا، وهو زفر، * (وجعلت له مالا ممدودا) * (6) قال: أجلا إلى مدة * (وبنين شهودا) * (7) قال: أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يورث * (ومهدت له تمهيدا) * (8) ملكه الذي ملك مهدت له (9) * (ثم يطمع أن أزيد) * (10) * (كلا إنه كان لآياتنا عنيدا) * (11) قال: لولاية أمير المؤمنين عليه السلام جاحدا، عاندا لرسول الله صلى الله عليه وآله فيها * (سأرهقه صعودا * إنه فكر وقدر) * (12) فكر فيما أمر به من الولاية، وقدر إن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يسلم لامير المؤمنين (ع) البيعة التي بايعه بها
(1) في المصدر: الساق، وهو الظاهر.
(2) الصحاح 3 / 1275، وراجع: تاج العروس 5 / 493.
(3) تفسير البيضاوي 2 / 495.
(4) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 395.
(5) المدثر: 11.
(6) المدثر: 12.
(7) المدثر: 13.
(8) المدثر: 14.
(9) في المصدر: الذي ملكه مهده له.
(10) المدثر: 15.
(11) المدثر: 16.
(12) المدثر: 17 - 18.

[169]

على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله * (فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر) * (1) قال: عذاب بعد عذاب يعذبه القائم عليه السلام، * (ثم نظر) * (2) إلى النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ف‍ * (عبس وبسر) * (3) مما أمر به * (ثم أدبر واستكبر * فقال: إن هذا إلا سحر يؤثر) * (4) قال زفر: إن النبي سحر الناس لعلي (5)، * (إن هذا إلا قول البشر) * (6).
أي ليس هو وحي من الله عز وجل * (سأصليه سقر.
) * (7). . إلى آخر الآية نزلت فيه.
بيان: قال الطبرسي قدس سره (8) في قوله تعالى: (وحيدا).
أي دعني وإياه فإني كاف في عقابه.
وقد خلقته متوحدا بخلقه، أو حال عن المخلوق.
أي من (9) خلقته في بطن أمه لا مال ولا لولد.
و (10) قال مقاتل معناه: خل بيني وبينه فإني أنفرد (11) بهلكته، وقال ابن عباس: كان الوليد بن المغيرة (12) يسمى الوحيد في قومه.
وروى العياشي (13)، بإسناده عن زرارة وحمران، عن (14) محمد بن مسلم،
(1) المدثر: 19 - 20.
(2) المدثر: 21.
(3) المدثر: 22.
(4) المدثر: 23 - 24.
(5) في المصدر: بعلي.
(6) المدثر: 25.
(7) المدثر: 26.
(8) في مجمع البيان 10 / 387.
(9) في المصدر: وإن حملته على صفة المخلوق، فمعناه دعني ومن.
(10) لا توجد الواو في المصدر.
(11) في المصدر: فأنا أفرد.
(12) لا توجد: ابن المغيرة، في المصدر.
(13) في تفسيره، وهذا القسم من التفسير لم يطبع، ويقال إنه لم يظفر به.
(14) في مجمع البيان: (و) بدلا من: (عن).

[170]

عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام (1) أن الوحيد ولد الزنا، قال زرارة ذكر لابي جعفر عليه السلام عن أحد بني هاشم (2) أنه قال في خطبته: أنا ابن الوحيد.
فقال: ويله ! لو علم ما الوحيد ما فخر به.
فقلنا له: وما هو ؟ قال: من لا يعرف له أب.
وقال رحمه الله (3): * (سأرهقه صعودا) * (4).
أي سأكلفه مشقة من العذاب لا راحة فيه، وقيل: صعودا جبل في جهنم من نار.
* (فقتل) * (5).
أي لعن وعذب.
* (ثم عبس وبسر) * (6).
أي كلح وكره وجهه ونظر بكراهة شديدة كالمهتم المتفكر في الشئ، * (ثم أدبر) * عن الايمان * (واستكبر) * (7) حين دعي (8) إليه.
* (إلا سحر يؤثر) * (9).
أي يروى عن السحرة، أو (10) هو من الايثار.
أي تؤثره النفوس وتختاره.
* (سأصليه سقر) * (11) أي سأدخله جهنم وألزمه إياها، وقيل: سقر (12) دركة من دركات جهنم، وقيل: باب من أبوابه.
انتهى.
وتأويل المال والبنين بما ذكر عليه السلام على المجاز، وبابه واسع.
(1) في المصدر: بتقديم أبي عبد الله على أبي جعفر عليهما السلام.
(2) في التفسير: بني هشام.
(3) مجمع البيان 10 / 388.
(4) المدثر: 17.
(5) المدثر: 19.
(6) المدثر: 22.
(7) المدثر: 23.
(8) في المصدر كتب: دعا - بالالف -.
(9) المدثر: 24.
(10) في مجمع البيان: وقيل، بدلا من: أو.
(11) المدثر: 26.
(12) لا توجد: سقر، في (س).

[171]

25 - فس (1): فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد) * (2) قال: هو الثاني (3).
26 - فس (4): * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتآء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) * (5): قال: العدل: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، والاحسان، أمير المؤمنين عليه السلام، والفحشاء والمنكر والبغي (6)، فلان وفلان وفلان.
27 - فس (7): * (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) * (8) قال: لا تكون الخلافة في آل فلان ولا آل فلان ولا آل فلان ولا آل طلحة ولا آل الزبير (9).
28 - فس (10): محمد بن جعفر، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: * (حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم) * (11) يعني أمير المؤمنين عليه السلام * (وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) * (12) الاول والثاني والثالث (13).
(1) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 421.
(2) الفجر: 25 و 26.
(3) في المصدر: هو فلان.
(4) تفسير علي بن ابراهيم 1 / 388.
(5) النحل: 90.
(6) لا توجد: والبغي، في (س).
(7) تفسير القمي 2 / 129.
(8) النمل: 52.
(9) في المصدر: ولا طلحة ولا الزبير.
(10) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 319.
(11) الحجرات: 7.
(12) الحجرات: 7 (13) في المصدر: فلان وفلان وفلان.

[172]

بيان: تفسير الايمان بأمير المؤمنين عليه السلام لكون ولايته من أصوله وكماله فيه، وكونه مروجه ومؤسسه ومبينه غير بعيد، وكذا التعبير عن الثلاثة ب‍: الثلاث - لكونهم أصلهما ومنشؤها ومنبتها وكمالها فيهم، وكونهم سببا لصدورها عن الناس إلى يوم القيامة، لعنة الله عليهم وعلى أشياعهم - غير غريب، وسيأتي مزيد توضيح لذلك في مواضعه.
29 - فس (1): أبي (2) عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام - في قوله تعالى: * (إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم) * (3) - قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعثمان (4)، وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديفة، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ترضى (5) برسول الله صلى الله عليه وآله ؟.
فقال عبد الرحمن بن عوف لعثمان (6): لا تحاكمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يحكم له عليك ! ! ولكن حاكمه إلى ابن شيبة (7) اليهودي.
فقال عثمان (8) لامير المؤمنين عليه السلام: لا أرضى إلا بابن شيبة اليهودي.
فقال ابن شيبة لعثمان (9): تأتمنون محمدا على وحي السماء وتتهمونه في الاحكام ؟ !.
فأنزل الله على رسوله: * (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم
(1) تفسير علي بن ابراهيم 2 / 107.
(2) وضع على كلمة: أبي، رمز نسخة في (ك).
(3) النور: 48.
(4) وضع على: عثمان، في المطبوع من البحار رمز نسخة بدل.
وحذفها من المصدر المطبوع.
(5) في المصدر: نرضى.
(6) في التفسير: له، بدلا من: لعثمان.
ولا توجد: لعثمان في (س).
(7) في المصدر: ابن أبي شيبة.
(8) وضع على: عثمان، في المطبوع من البحار رمز نسخة بدل، وحذفها من المصدر المطبوع.
(9) في التفسير: له، بدلا من: لعثمان.

[173]

بينهم.
) * إلى قوله: * (بل أولئك هم الظالمون) * (1).
30 - فس (2): * (يمنون عليك أن أسلموا) * (3) نزلت في عثمان (4) يوم الخندق، وذلك أنه مر بعمار بن ياسر يحفر (5) الخندق - وقد ارتفع الغبار من الحفر - فوضع عثمان (6) كمه على أنفه ومر، فقال عمار: لا يستوي من يعمر (7) المساجدا * يضل (8) فيها راكعا وساجدا كمن يمر بالغبار حائدا * يعرض عنه جاحدا معاندا فالتفت إليه عثمان (9) فقال: يا بن السوداء ! إياي تعني، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: لم ندخل معك في الاسلام (10) لتسب أعراضنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أقلتك إسلامك فاذهب، فأنزل الله عز وجل: * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان إن كنتم صادقين) * (11).
أي ليس هم صادقين (12) * (إن الله يعلم غيب السموات والارض والله بصير بما تعملون) * (13).
(1) النور: 48 - 50.
(2) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 322.
(3) الحجرات: 17.
(4) جاء في مطبوع البحار والمصدر: عثكن، وذكرت في (ك) نسخة بدل: عثمان، وفي (س) نسخة: عثكو.
(5) في التفسير: وهو يحفر.
(6) لا توجد كلمة: عثمان في المصدر، وتوجد نسختان على مطبوع البحار: عثكوا، عثكن.
(7) في المصدر: يبني، وهي نسخة بدل في مطبوع البحار.
(8) في التفسير: فيصلي، ويوجد نسخة على (ك): وهو يظل راكعا وساجد.
(9) جاء في المطبوع من المصدر والبحار: عثكن، وذكر نسخة بدل: عثكو، في مطبوع البحار.
(10) لا توجد: في الاسلام، في (س) ولا في المصدر.
(11) الحجرات: 17.
(12) في المصدر: أي لستم صادقين.
(13) الحجرات: 18.

[174]

31 - فس (1) * (عبس وتولى * أن جاءه الاعمى) * (2) قال: نزلت في عثمان (3) وابن أم مكتوم، وكان ابن أم مكتوم مؤذن رسول (4) الله صلى الله عليه وآله وكان أعمى، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان (5) عنده، فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله على عثمان، فعبس عثمان وجهه (6) وتولى عنه، فأنزل الله: * (عبس وتولى) * يعني عثمان (7) * (إن جاءه الاعمى * وما يدريك لعله يزكى) * (8).
أي يكون طاهرا أزكى (9) * (أو يذكر) *، قال: يذكره رسول الله صلى الله عليه وآله * (فتنفعه الذكرى) * (10) ثم خاطب عثمان (11) فقال: * (أما من استغنى * فأنت له تصدى) * (12) قال: أنت إذا جاءك غني تصدى له (13) وترفعه: * (وما عليك ألا يزكى) * (14).
أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي إذا كان غنيا * (وأما من جاءك يسعى) * (15) يعني (16) ابن أم مكتوم * (وهو يخشى * فأنت عنه
(1) تفسير علي بن ابراهيم 2 / 404 - 405.
(2) عبس: 1 - 2.
(3) في مطبوع المصدر: عثكن.
(4) في التفسير: لرسول.
(5) في مطبوع المصدر: عثكن.
(6) في المصدر: عليه فعبس وجهه - أي لا توجد كلمتا: عثمان -.
(7) في مطبوع المصدر: عثكن.
(8) عبس: 2 - 3.
(9) في (س): ظاهرا الزكي.
(10) عبس: 4.
ولا توجد الآية في المصدر.
(11) في المطبوع من المصدر: عثكن.
(12) عبس: 5 - 6.
(13) في التفسير: تتصدى له، بلا حذف للتاء الاولى.
(14) عبس: 7.
(15) عبس: 8.
(16) لا توجد: يعني، في (س).

[175]

تلهى) * (1).
أي تلهو ولا تلتفت إليه.
بيان: قال السيد رضي الله عنه في كتاب تنزيه الانبياء (2) في سياق تأويل تلك الآيات: وقد روي عن الصادق عليه السلام أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله، فجاء ابن أم مكتوم، فما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه، وقد مر الكلام فيه.
32 - ب (3): محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن عبد الحميد (4). . قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخرج إلي مصحفا، قال: فتصحفته (5) فوقع (6) بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب: هذا جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان.
يعني الاولين.
33 - فس (7): وقرأ أبو عبد الله عليه السلام: هذه جهنم التي كنتما بها فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان.
يعني الاولين.
33 - فس (7): وقرأ أبو عبد الله عليه السلام: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان، تصليانها لا تموتان (8) فيها ولا تحييان، يعني الاولين (9).
وقوله: * (يطوفون بينها وبين حميم ءآن) * (10) قال: لهما (11) أنين في شدة (12)
(1) عبس: 9 - 10.
(2) تنزيه الانبياء: 118 - 119، ولم نجد نص الكلام هناك.
(3) قرب الاسناد: 9.
(4) في المصدر زيادة: في سنة ثمان وتسعين ومائة في المسجد الحرام.
(5) في (س): فتصحفه، وهي نسخة في المصدر.
(6) في المصدر: فوضع.
(7) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 345.
ولا توجد هذه الرواية في (س).
(8) في المصدر: ولا تموتان.
(9) في التفسير: يعني زريق وحبتر.
(10) الرحمن: 44.
(11) في المصدر: له.
(12) كذا، والظاهر: من شدة.
كما في المصدر.

[176]

حره.
34 - ل (1): ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن (2) ابن محبوب، عن حنان بن سدير، قال: حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة (3) نفر، أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج ابراهيم في ربه، واثنان في بني أسرائيل (4) هودا قومهم ونصارهم، وفرعون الذي قال: أنا ربكم الاعلى، واثنان في (5) هذه الامة.
35 - فس (6): * (وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الان) * (7) فإنه حدثني أبي عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت في القرآن زعلان (8) تاب حيث لم تنفعه التوبة ولم تقبل منه.
بيان: زعلان: كناية عن عثمان لموافقه الوزن، كما قد يعبر عنه بفعلان.
36 - ب (9) السندي بن محمد، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كانت امرأة من الانصار تدعى: حسرة تغشى آل محمد وتحن، وإن زفر وحبتر لقياها ذات يوم فقالا: أين تذهبين يا حسرة ؟ فقالت: أذهب إلى آل
الخصال 2 / 346 باب السبعة حديث 15، بتفصيل في السند.
(2) في (س): وعن.
(3) في المصدر: سبعة.
(4) في الخصال: من بني اسرائيل.
(5) في المصدر: من، بدلا من: في.
(6) تفسير علي بن ابراهيم القمي 1 / 133.
(7) النساء: 18.
(8) كذا، والظاهر: نزلت هذه الآية في زعلان، وجاء في المصدر: نزل في القرآن أن زعلون.
(9) قرب الاسناد: 29.

[177]

محمد فأقضي من حقهم وأحدث بهم عهدا، فقالا: ويلك إنه ليس لهم حق، إنما كان هذا على عهد الرسول الله صلى الله عليه وآله، فانصرفت حسرة ولبثت (1) أياما، ثم جاءت فقالت لها أم سلمة - زوجة (2) النبي صلى الله عليه وآله -: ما أبطأ بك عنا (3) يا حسرة ؟ !.
فقالت: استقبلني زفر وحبتر فقالا: أين تذهبين يا حسرة ؟ ! فقلت: أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم الواجب.
فقالا: إنه ليس لهم حق، إنما كان هذا على عهد النبي (4) صلى الله عليه وآله.
فقالت: أم سلمة: كذبا، لعنهما الله (5)، لا يزال حقهم واجب (6) على المسلمين إلى يوم القيامة.
37 - ما (7): الفحام، عن المنصوري، عن أبيه، عن أبي الحسن الثلاث، عن آبائه، عن الباقر عليهم السلام، عن جابر وأيضا: الفحام، عن عمه عمير بن يحيى (8)، عن ابراهيم بن عبد الله البلخي، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله - أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين صلوات الله وعليه من جانب - إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب به، فقال: ما باله ؟.
قال: حكى عنك يا رسول الله (ص) أنك قلت: من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة، وهذا إذا سمعته (9) الناس فرطوا في الاعمال، أفأنت قلت ذلك يا رسول الله (ص) ؟.
قال: نعم، إذا
(1) في المصدر: فلبثت.
(2) في (س): زوج.
(3) في قرب الاسناد: علينا، بدلا من: عن.
(4) في (س): رسول الله (ص).
، بدلا من: النبي (ص).
(5) جاء: لعنة الله، في (س).
(6) كذا، والظاهر: واجبا، بالنصب لانه خبر لا يزال.
(7) أمالي الشيخ الطوسي 1 / 288، وقد جاء الاسناد الاول في صفحة: 287 مع اختصار.
(8) في الامالي: عمر بن يحيى.
(9) في المصدر: سمعه.

[178]

تمسك بمحبة هذا وولايته.
38 - شئ (1): عن محمد بن سالم، عن أبي بصير، قال: قال (2) جعفر بن محمد عليهما السلام: خرج عبد الله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقي أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا علي ! بتنا (3) الليلة في أمر نرجو أن يثبت الله هذه الامة، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لن يخفى علي ما بيتم فيه، حرفتم وغيرتم وبدلتم تسعمائة حرف، ثلاثمائة حرفتم، وثلاثمائة غيرتم، وثلاثمائة بدلتم: * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) * (4).
إلى آخر الآية.
أقول: سيأتي في باب حج التمتع (5) إنكار عمر للنص، وقول النبي صلى الله عليه وآله له: إنك لن تؤمن بهذا أبد.
في أخبار كثيرة، وكذا سيأتي في باب (المقام) (6) نقل عمر المقام عن الموضع الذين نقله إليه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى موضع الجاهلية خلافا للنبي صلى الله عليه وآله.
39 - مع (7): محمد بن هارون الزنجاني، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبد القاسم بن سلام رفعه (8) إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: أتى عمر رسول
(1) تفسير العياشي 1 / 47 - 48، وانظر: تفسير البرهان 1 / 119.
(2) لا توجد: قال، في (س).
(3) في المصدر: بيتن.
(4) البقرة: 79.
(5) سيأتي في بحار الانوار، باب مثالب عمر.
الطعن الرابع، مصادر هذه القصة مفصلا، ولم يتعرض لها طاب ثراه في حج التمتع، ولعل العبارة كانت هكذا: وسيأتي في باب مثالب عمر في إنكار حج التمتع.
(6) سيأتي قريبا في: باب مثالب عمر ضمن الطعن الثالث عشر، ولم يتعرض له رحمه الله في باب الحج، ولعل العبارة - كالسالفة - فيها نوع خلل أو سقط.
(7) معاني الاخبار 2 / 269 باب معنى المحاقلة والمذابتة.
[2 / 282 باب 317].
(8) جاء الاسناد في المعاني 2 / 263، وفيه هنا: القاسم بن سلام بأسانيد متصلة إلى النبي صلى الله = = عليه وآله، وما ذكر هنا جاء في أواخر الحديث.

[179]

الله صلى الله عليه وآله فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، فترى أن نكتب بعضها ؟.
فقال: أمتهوكون أنتم (1) كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ ! لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لولو كان موسى حيا ما (2) وسعه إلا اتباعي.
قوله: متهوكون.
أي متحيرون، يقول: أمتحيرون أنتم في الاسلام لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى ؟ ومعناه إنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب، وأما قوله: لقد جئتكم بها بيضاء نقية.
فإنه أراد الملة الحنيفية، فلذلك جاء التأنيث كقول الله عزوجل: * (وذلك دين القيمة) * (3) إنما هي الملة الحنيفية.
بيان: روى هذا الخبر ابن الاثير في النهاية، ثم قال: التهوك: كالتهور، وهو الوقوع في الامر بغير روية، والمتهوك: الذي يقع في كل أمر، وقيل: هو المتحير (4).
ثم قال: وفي حديث آخر: إن عمر أتاه بصحيفة أخذها من بعض أهل الكتاب، فغضب، فقال: أمتهوكون فيها يابن الخطاب ؟ ! (5).
40 - مع (6): المكتب، عن الاسدي، عن البرمكي، عن جعفر بن عبد الله المروزي، عن أبيه، عن اسماعيل بن الفضل، عن أبيه، عن ابن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظلمت العيون العين كان قتل العين على يد الرابع من العيون، فإذا كان ذلك استحق الخاذل له لعنة الله
(1) لا توجد: أنتم، في المصدر.
(2) في (س): نسخة بدل: لم.
(3) البينة: 5.
(4) في المصدر: هو التحير.
(5) النهاية 5 / 282، وقارن به لسان العرب 10 / 508، والصحاح 4 / 1617، وتاج العروس 7 / 197، ومجمع البحرين 5 / 299، وهذا الخبر أشاروا كلهم إليه.
(6) معاني الاخبار 2 / 387 باب 429 حديث 22، بتفصيل في الاسناد.