[180]

والملائكة والناس أجمعين.
فقيل له: يا رسول الله ! ما العين والعيون ؟.
فقال: أما العين، فأخي علي بن أبي طالب عليه السلام، وأما العيون فأعداؤه، رابعهم قاتله ظلما وعدوان.
تنبيه: المراد بالعيون من ابتداء اسمه العين، وأبو بكر اسمه: عتيق أو عبد الله، والرابع القاتل عبد الرحمن بن ملجم لعنهم الله.
41 - مع (1): ابن موسى، عن الاسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: (2) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد.
قال (3): فلما كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان، فقلت له: يا أبة (4) ! سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا، فما هو ؟.
فقال عليه وآله السلام: نعم، ثم أشار بيده إليهم، فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسألون عن ولاية وصيي هذا - وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام -، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى (5) يقول: * (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) * (6)، ثم قال عليه وآله السلام: وعزة ربي إن جميع أمتي لموقوفون يوم
(1) معاني الاخبار 2 / 367 - 368 [2 / 387 باب 429 حديث 23].
(2) جاء الاسناد في المصدر هكذا: حدثنا أبو القاسم علي بن احمد بن موسى بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال.
(3) وضع على: قال، في (ك) رمز نسخة بدل.
(4) في (س): يا أبته.
(5) في المصدر: إن الله عزوجل.
(6) الاسراء: 36.

[181]

القيامة ومسؤولون عن ولايته، وذلك قول الله عزوجل: * (وقفوهم إنهم مسؤولون) * (1).
بيان: لعل التعبير عنهم بتلك الاسماء التي تدل على الاختصاص والامتياز على التهكم، أو على زعم قوم يحسبونهم كذلك، أو للاختصاص (2) الظاهري مع قطع النظر عن النفاق الباطني.
42 - مع (3): ابن موسى، عن الاسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير (4)، قال: سألته عما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن ولد الزنا شر الثلاثة، ما معناه ؟.
قال: عنى به الاوسط، أنه شر ممن تقدمه وممن تلاه.
43 - ير (5): احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد، عن عبد الله بن سليمان (6)، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لابي بكر: نسيت تسليمك لعلي (7) بإمرة المؤمنين بأمر من الله ورسوله ؟.
فقال له (8): قد كان ذاك.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أترضى برسول الله صلى الله عليه وآله
(1) الصافات: 24.
(2) في (ك): الاختصاص.
(3) معاني الاخبار 2 / 392 - 393 [2 / 412 باب 429 حديث 103].
(4) جاء الاسناد في المصدر هكذا: حدثنا علي بن احمد بن موسي رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخغي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير.
(5) بصائر الدرجات، الجزء السادس 297 - 298، حديث 11، وانظر بقية روايات الباب.
(6) في المصدر: عبد الله بن سنان.
(7) في نسخة على مطبوع البحار: لي، بدلا من: لعلي، ويحتمل: علي.
(8) وضع في (ك) على له: رمز نسخة بدل.

[182]

بيني وبينك ؟.
قال: واين هو ؟.
قال: فأخذ بيده ثم انطلق إلى مسجد قبا، فدخلا، فوجدا رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي، فجلسا حتى فرغ.
فقال: يا أبا بكر سلم لعلي عليه السلام ما توكدته من الله ومن رسوله.
قال: فرجع أبو بكر فصعد المنبر فقال: من يأخذها بما فيه.
فقال علي عليه السلام: من جدع (1) أنفه.
قال له عمر - وخلى به -: وما دعاك (2) إلى هذا (3) ؟.
قال: إن عليا ذهب إلى مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله قائم يصلي فأمرني أن أسلم الامر إليه.
فقال: سبحان الله يا أبا بكر ! أما تعرف سحر بني هاشم !.
بيان: قوله عليه السلام: من جدع أنفه (4) - على بناء المجهول -.
أي من أذل وقهر على غصب الخلافة منه، يعني نفسه عليه السلام.
أقول: قد مر كثير من تلك الاخبار في الابواب السابقة (5).
44 - ج (6): سعد بن عبد الله القمي الاشعري، قال: بليت بأشد النواصب منازعة، فقال لي يوما - بعد ما ناظرته -: تبا لك ولاصحابك، أنتم معاشر الروافض تقصدون المهاجرين والانصار بالطن عليهم والجحود (7) لمحبد النبي صلى الله عليه وآله لهم، فالصديق هو فوق الصحابة بسبب سبق الاسلام،
(1) في المصدر: من جذع - بالذال المعجمة -.
(2) نسخة في (ك): دعا به.
(3) هذا، لا توجد في (س).
(4) قال في الصحاح 3 / 1193: الجدع: قطع الانف، ومثله في تاج العروس 5 / 295.
(5) بحار الانوار 28 / 58 - 174، الباب الثالث و 175 إلى آخر المجلد، والباب الرابع وغيره.
(6) الاحتجاج 2 / 268 - 275 طبعة النجف [2 / 461 - 465] تحت عنوان احتجاج الحجة القائم المنتظر المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.
(7) في المصر: وبالجحود.

[183]

ألا تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما (1) ذهب بن ليلة الغار لانه خاف عليه كما خاف على نفسه، ولما علم أنه يكون الخليفة في أمته أراد (2) أن يصون نفسه كما يصون عليه السلام خاصة نفسه، كيلا يختل حال الدين من بعده، ويكون الاسلام منتظما، وقد أقام عليا علي فراشه لما كان في علمه أنه لو قتل لا يختل الاسلام بقتله، لانه يكون من الصحابة من يقول مقامه، لا جرم لم يبال من قتله.
قال سعد: إني قد (3) قلت على ذلك أجوبة لكنها غير مسكتة (4).
ثم قال: معاشر الروافض تقولون: إن الاول والثاني كانا ينافقان، وتستدلون على ذلك بليلة العقبة ؟ ثم قال لي (5): أخبرني عن إسلامهما كان عن طوع (6) ورغبة أو كان عن إكراه وإجبار ؟.
فاحترزت عن جواب ذلك وقلت مع نفسي إن كنت أجيبه (7) بأنه كان عن طوع فيقول: لا يكون على هذا الوجة إيمانهما عن نفاق، وإن قلت كان على إكراه وإجبار لم يكن في ذلك الوقت للاسلام قوة حتى يكون إسلامهما بإكراه وقهر، فرجعت عن هذا الخصم على حال يقطع (8) كبدي، فأخذت طومارا وكتبت بضعا وأربعين مسألة من المسائل (9) الغامضة التي لم يكن عندي جوابها، وقلت (10): أدفعها إلى صاحب مولاي أبي محمد (11) الحسن
(1) لا توجد: انما، في (س).
(2) في المصدر: وأراد، ولا توجد في (س).
(3) لا توجد: قد، في الاحتجاج.
(4) في (ك): مسكنة.
(5) لا توجد: لي، في (س).
(6) في المصدر: من طوع.
(7) في الاحتجاج: أجبته.
(8) في المصدر: ينقطع.
ونسخة في مطبوع البحار: تقطع.
(9) في (ك): عن المسائل.
(10) في الاحتجاج: فقلت.
(11) جاء في (س): ابن محمد.
وهو غلط.

[184]

ابن علي عليهما السلام الذي كان في قم، احمد بن إسحاق، فلما طلبته كان هو قد ذهب، فمشيت على أثره فأدركته، وقلت الحال معه، فقال لي: تجئ (1) معي إلى سر من رأى حتى تسأل (2) عن هذه المسائل مولانا الحسن بن على عليهما السلام، فذهبت معه إلى سر من رأى، ثم جئنا إلى باب دار مولانا عليه السلام، فاستأذنا بالدخول (3) عليه فأذن لنا، فدخلنا الدار وكان مع احمد بن إسحاق جراب قد ستره بكساء طبري، وكان فيه مائة وستون صرة من الذهب والورق، على كل واحدة منها خاتم صاحبها الذي دفعها إليه، ولما دخلنا ووقع أعيننا على وجه (4) أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام كان وجهه كالقمر ليلة البدر، وقد رأينا على فخذه غلاما يشبه المشتري في الحسن والجمال. . (5).
فأردت أن أسأله عن مسائل فقال: سل (6) قرة عيني - وأومأ إلى الغلام - عما بدالك، فسألته عن مسائل فأجابني. . (7) ثم قال مبتدئا: يا سعد (8) ! إن من ادعى أن النبي صلى الله عليه وآله - وهو خصمك - ذهب بمختار هذه الامة مع نفسه إلى الغار، فإنه خاف عليه كما خاف على نفسه، لما علم أنه الخليفة من بعده على أمته، لانه لم يكن من حكم الاختفاء أن يذهب بغيره معه، وإنما أنام (9) عليا
في المصدر: جئ.
(2) في المصدر: نسأل.
(3) لا توجد: بالدخول، في المصدر.
(4) لا توجد: وجه، في المصدر.
(5) هنا زيادة مفصله أسقطها المصنف هنا لعدم ارتباطها بما نحن فيه، وذكرها بتمامها في أبواب من رأي القائم عليه السلام.
(6) هذا نقل بالمعنى للنص، وهو: قال: المسائل التي أردت أن تسأل عنه.
قلت: على حالها يا مولاي.
قال: سل.
(7) هنا حذف كلام لعدم ارتباطه بالمقام.
(8) في الاحتجاج: ثم قال مولانا عليه السلام: يا سعد.
(9) في المصدر: أقام، بدلا من: أنام.

[185]

عليه السلام على مبيته لانه علم أنه إن قتل لا يكون من الخلل بقتله ما يكون بقتل أبي بكر، لانه يكون لعلي من يقوم مقامه في الامور، ألم تنقض (1) عليه بقولك: أو لستم تقولون إن النبي عليه السلام قال: إن الخلافة من بعدي ثلاثون سنة ؟ ! وصيرها موقوفة على أعمار هذه (2) الاربعة، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلى.
فإنهم كانوا على مذهبكم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فإن خصمك لم يجد بدا من قوله: بلى.
ثم قلت (3): فإذا كان الامر كذالك فلما (4) كان أبو بكر الخليفة من بعده كان هذه الثلاثة خلفاء أمته من بعده ؟ فلم ذهب بخليفة وحده (5) - وهو أبو بكر - إلى الغار ولم يذهب بهذه الثلاثة، فعلى هذا الاساس يكون لنبي صلى الله عليه وآله مستخفا بهم دون أبي بكر، فإنه يجب عليه أن يفعل (6) ما فعل بأبي بكر، فلما لم يفعل ذلك بهم يكون متهاونا بحقوقهم، وتاركا للشفقة عليهم بعد أن كان يجب عليه أن يفعل بهم (7) جميعا على ترتيب خلافتهم ما فعل بأبي بكر.
وأما ما قال لك الخصم: بأنهما أسلما طوعا أو كرها لم (8) لم تقل بل إنهما أسلما طمعا، وذلك أنهما يخالطان مع اليهود ويخبران (9) بخروج محمد صلى الله عليه وآله واستيلائه على العرب من التوراة والكتب المتقدمة (10) وملاحم قصة محمد عليه وآله
(1) في الاحتجاج: لم لا تنقض.
(2) في المصدر: هؤلاء، بدل: هذه.
(3) في الاحتجاج: قلت له.
(4) في المصدر: فكم.
(5) في الاحتجاج: واحد.
، وهو الظاهر.
(6) في المصدر زيادة: بهم.
(7) من قوله: ما فعل بأبي بكر.
إلى أن يفعل بهم، لا يوجد في (ك)، وهو سطر واحد سقط من الناسخ وجاء في المصدر.
(8) لا توجد: لم، في (س).
(9) توجد نسخة في (ك) يخبرون.
(10) في المصدر: والكتب المقدسة.
(*)

[186]

السلام، ويقولون لهما: يكون استيلاؤه على العرب كاستيلاء بخت نصر على بني إسرائيل إلا أنه يدعي النبوة ولا يكون من النبوة في شئ، فلما ظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وآله تساعدا (1) معه على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلي الله عليه وآله طمعا أن يجدا من جهة رسول الله صلى الله عليه وآله ولاية بلد (2) إذا انتظم أمره وحسن حاله (3)، واستقامت ولايته فلما أيسا من ذلك وافقا (4) من أمثالهما ليلة العقبة، وتلثما مثل من تلثم منهم، ونفروا (5) بدابة رسول الله صلى الله عليه وآله لتسقطه ويسير (6) هالكا بسقوطه بعد أن صعدا العقبة فيمن صعد، فحفظ الله تعالى نبيه من كيدهم ولم يقدروا أن يفعلوا شيئا، وكان حالهما كحال طلحة والزبير إذ جاء عليا عليه السلام وبايعا طعما أن يكون (7) لكل واحد منهما ولاية، فلما لم يكن (8) وأيسا من الولاية نكثا بيعة وخرجا عليه حتى آل أمر كل واحد منهما إلى ما يؤول أمر من ينكث العهود والمواثيق.
أقول: سيأتي الخبر بتمامه في أبواب من راى القائم عليه السلام (9).
45 - فس (10): أبي، عن الحسين بن سعيد (11)، عن علي بن أبي حمزة، عن
(1) في (س): لتساعدا، وفي المصدر: فساعد.
(2) في الاحتجاج: من جهة ولاية رسول الله (ص) ولاية بلد.
(3) في المصدر: وحسن باله.
(4) هناك نسخة في (س): واقف.
(5) في المصدر: فنفرو.
(6) في الاحتجاج: ويصير، وهو الظاهر.
(7) في المصدر: وبايعاه طمعا أن تكون.
(8) في الاحتجاج: لم يكن ذاك.
(9) بحار الانوار 52 / 78 - 90 باب 12.
(10) تفسير علي بن ابراهيم القمي 2 / 63 - 64.
(11) في المصدر: عن الحسن بن محبوب بن سعيد.

[187]

أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده (1)، فأما الخمسة أولو العزم من الرسل، نوح، وابراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليهم (2)، وأما صاحبا نوح، فقيطيفوس (3) وخرام، وأما صاحبا ابراهيم، فمكيل (4) ورذام (5)، وأما صاحبا موسى، فالسامري ومر عقيبا، وأما صاحبا عيسى، فمولس (6) ومريسان (7)، وأما صاحبا محمد صلى الله عليه وآله، فحبتر وزريق.
ورواه في موضع آخر (8) عن أبيه، عن الحسين، عن بعض رجاله، عنه عليه السلام مثله.
46 - ير (9) ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) * (10) فلان وفلان، * (ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلا) * (11) لائمة الضلال والدعاة
(1) ثم قال في التفسير: وقد ذكرنا هذا الحديث في تفسير: * (وكذلك جعلنا لكل نبي.
.
) * في سورة الانعام.
(2) من قوله: فأما الخمسة. . إلى هنا، لا يوجد في المطبوع من المصدر، وباقي الرواية جاءت في 1 / 214 الآتية.
(3) جاء الاسم في (ك): فقيطيوفولين، وفي المصدر: فقنطيفوص، ونسخة هناك: فغنطيغوص.
(4) جعلها في المصدر نسخة وذكر في المتن: فمكثل.
(5) في التفسير: ورزام.
(6) نسخة في حاشية (ك): فبوليس، وفي متن المصدر: فبولس، ونسخة فيه: يرليس، ونسخة أخرى فيه: يرليش.
(7) في المصدر: مرثيون، وذكر نسخة فيه: مريبون.
(8) تفسير القمي 1 / 214، وفيه ما ذكرناه سلف.
(9) بصائر الدرجات 1 / 54 حديث 3، بتفصيل في أسماء السند.
(10) النساء: 51.
(11) النساء: 52.

[188]

إلى النار، هؤلاء أهدى من آل محمد وأوليائهم سبيلا، * (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك) * (1) - يعني الامامة والخلافة - فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * (2) نحن الناس الذي عنى الله (3).
47 - ثو (4): أبي، عن سعد، عن أبي عيسى، عن الوشا، عن احمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يؤتى يوم القيامة بإبليس لعنه (5) الله مع مضل (6) هذه الامة في زمامين غلظهما مثل جبل أحد فيسحبان على وجوههما فيسد بهما باب من أبواب النار.
48 - ثو (7): أبي، عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عبد الرحمن ومحمد بن سنان، عن أبي الجارود، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أخبرني بأول من يدخل النار ؟.
قال: إبليس ورجل عن يمينه ورجل (8) عن يساره.
49 - ثو (9): ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الاشعري، عن احمد ابن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن بكر الارجاني، قال: صبحت أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة من المدينة، فنزل منزلا يقال له: عسفان (10) ثم مررنا بجبل أسود - على يسار
(1) النساء: 52.
(2) النساء: 53.
(3) انظر: تفسير البرهان 1 / 376 وما بعده.
(4) ثواب الاعمال 2 / 249 باب 9 حديث 9، بتفصيل في الاسناد.
(5) في (س): لعنهم.
(6) في (س) قد تقرأ: فصل ونصل، ولا معنى لهم.
(7) ثواب الاعمال 2 / 255 - 256 باب 12 حديث 2، بتفصيل في الاسناد.
(8) في (س): رجل.
ولعله: رجلان.
(9) ثواب الاعمال 2 / 258 باب 13 حديث 6، بتفصيل في الاسناد.
(10) في (س): عسقان.

[189]

الطريق - وحش، فقلت: يا بن رسول الله (ص) ! ما أوحش هذا الجبل ؟ ! ما رأيت في الطريق جبلا مثله ؟ !.
فقال: يا بن بكر ! أتدري أي جبل هذا ؟ هذا جبل يقال له: الكمد، وهو على واد من أودية جهنم، فيه قتلة أبي الحسين صلوات الله عليه، استودعهم الله فيه، تجري (1) من تحته مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم الآن (2)، وما يخرج من جهنم وما يخرج من طينة خبال، وما يخرج من لظى، وما يخرج من الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الجحيم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير، وما مررت بهذا الجبل في مسيري فوقفت إلا رأيتهما يستغيثان ويتضرعان، وإني لانظر إلى قتلة أبي فأقول لهما: إن هؤلاء إنما فعلوا لما أسستما (3) لم ترحمونا إذ وليتم وقتلتمونا وحرمتمونا وثبتم على حقنا واستبددتم بالامر دوننا، فلا رحم الله من رحمككا (4)، ذوقا وبال ما صنعتما وما الله بظلام للعبيد.
50 - مل (5): محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الاصم، عن الارجاني مثله.
وزاد في آخره: وأشدهما تضرعا واستكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليسألا عن (6) بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الذي هما فيه - وهو الجبل الكمد -.
قال: قلت (7): جعلت فداك، فإذا طويت الجبل فما تسمع ؟.
(1) لا توجد: فيه، في المصدر: وفيه: يجري.
(2) اقتباس من قوله تعالى: * (حميم ءان) * الرحمن: 44.
(3) في كامل الزيارات: ما أسستم.
(4) في ثواب الاعمال: فلا يرحم الله من يرحمكم.
(5) كامل الزيارات: 326 - 327 باب 108 حديث 2، بتفصيل في الاسناد واختلاف.
(6) في المصدر: ليتسلى عني.
(7) في الكامل: قلت له.

[190]

قال: أسمع أصواتها يناديان: عرج علينا نكلمك فإنا نتوب، وأسمع من الجبل صارخا يصرح بي أجبهما وقل لهما: * (اخسئوا فيها ولا تكلمون) * (1).
قال: قلت له: جعلت فداك، ومن معهم ؟.
قال: كل فرعون عتا على الله وحكى الله عنه فعاله، وكل من علم العباد الكفر.
قلت (2): من هم ؟.
قال: نحو بولس (3) الذي علم اليهود أن * (يد الله مغلولة) * (4)، ونحو نسطور الذي علم النصارى أن * (المسيح (5) ابن الله) * (6)، وقال لهم: هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال: * (أنا ربكم الاعلى) * (7)، ونحو نمرود الذي قال: قهرت أهل الارض وقلت من في السماء، وقاتل أمير المؤمنين عليه السلام، وقاتل فاطمة ومحسن (8)، وقاتل الحسن والحسين عليهم السلام، وأما (9) معاوية وعمر (10) فما يطمعان في الخلاص، معهما من (11) نصب لنا العداوة وأعان علينا بلسانه ويده وماله.
قلت له: جعلت فداك، فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع ؟.
(1) المؤمنون: 108.
(2) في المصدر: فقلت.
(3) في (س): يولس.
(4) المائدة: 64.
(5) في كامل الزيارات: أن عيسى المسيح.
(6) التوبة: 30.
(7) النازعات: 24.
(8) في (ك) على كلمة: محسن، رمز نسخة بدل.
(9) في المصدر: فأم.
(10) في المصدر: وعمرو.
وكتب في حاشيته: أنه ابن العاص، كما في رواية المفيد في الاختصاص، وهو الظاهر.
(11) في كامل الزيارات: ومعهم كل من.

[191]

قال: يا بن بكر ! إن قلوبنا غير قلوب الناس، إنا مصفون (1) مصفون نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون (2).
أقول: تمامه في باب غرائب أحوالهم عليهم السلام من كتاب الامامة (3).
51 - ثو (4): احمد بن الصقر (5)، عن محمد بن العباس، عن بسان (6)، عن محمد بن يزداد، عن نصر ابن سيار، عن محمد ابن عبد ربه وعبد الله بن خالد السلولي، عن نجيح المزني (7)، عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرطي (8) وعمارة بن غزية (9) وسعيد بن أبي معد المقري (10) وعبد الله بن أبي مليكة وغيرهم من مشيخة أهل المدينة، قالوا: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أقبل عمر بن الخطاب يقول: والله ما مات محمد وإنما غاب كغيبة موسى عن قومه، وإنه سيظهر بعد غيبته، فما زال يردد هذا القول ويكرره حتى ظن الناس أن عقله قد ذهب، فأتاه أبو بكر - وقد اجتمع الناس عليه يتعجبون من قوله - فقال: اربع على نفسك - يا عمر ! - من يمينك التي تحلف بها، فقد أخبرنا الله عزوجل في كتابه، فقال: يا محمد ! * (إنك ميت وإنهم ميتون) * (11).
فقال عمر: وإن هذه الآية في كتاب الله
(1) في المصدر: إنا مطيعون مصفون مصطفون.
(2) في الكامل: ما لا يسمع الناس.
، وللحديث ذيل يلا يلاحظ.
(3) بحار الانوال 25 / 372 - 376.
وجاء أيضا عنه في بحار الانوار 6 / 288 حديث 10.
(4) لا توجد الرواية في ثواب الاعمال ولا عقاب الاعمال، وقد وجدناها في كتابه الآخر: كمال الدين وتمام النعمة 1 / 30 - 32.
(5) في (س): الصفر، وفي كمال الدين: احمد بن محمد الصقر الصائغ العدل.
(6) في الاكمال: ابن بسام.
(7) في إكمال الدين: أبو معشر نجيح المدني.
(8) في الاكمال: القرظي.
(9) في (ك) نسخة بدل: عزية.
(10) في إكمال الدين: سعيد بن أبي سعيد المقبري.
(11) الزمر: 30.

[192]

يا أبا بكر ؟ ! فقال: نعم.
فقال: الحمد لله (1)، أشهد بالله (2) لقد ذاق محمد الموت ولم يكن عمر جمع القرآن.
52 - ير (3): احمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبي الصخر (4)، عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال: دخلت أنا ورجل من أصحابي (5) على ابن عيسى (6) بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي، قال أبو الصخر: فأظنه من ولد عمر بن علي، قال: وكان أبو طاهر في دار الصيديين نازلا، قال: فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح، فسلمت عليه، فرد علينا السلام، ثم ابتدأنا فقال: ومعكم أحد ؟.
فقلنا: ل.
ثم التفت يمينا وشمالا هل يرى (7) أحدا، ثم قال: أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى - وهو يرمي الجمرات - وإن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات قال: فاستتمها ثم بقي في يده بعد (8) خمس حصيات، فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية، فقال له جدي: جعلت فداك، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط، رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك، ثلاثة في ناحية، واثنتين في ناحية.
قال: نعم إذا كان كل موسم (9) أخرج الفاسقان الغاصبان ثم يفرق بينهما ههنا لا يراهما إلا إمام عدل، فرميت الاول اثنتين والآخر ثلاثة، لان الآخر أخبث
(1) لا توجد: الحمد لله، في المصدر.
(2) وضع على: أشهد بالله، في (ك) رمز نسخة بدل.
(3) بصائر الدرجات 6 / 306 حديث 8.
(4) في المصدر: أبي الصخرة، وما في المتن الصح لما يأتي.
(5) في البصائر: من أصحابن.
(6) في (س): على عيسى.
وهي نسخة في (ك).
(7) في المصدر: لا يرى.
(8) وضع على: بعد، رمز نسخة بدل في (ك).
(9) في (س): إذا كان في الموسم.

[193]

من الاول (1).
53 - ختص (2): احمد بن محمد بن عيسى، عن الوشا، عن أبي الصخر احمد بن عبد الرحيم، عن الحسن بن علي - رجل كان يكون (3) في جباية (4) مأمون - قال: دخلت. . وذكر مثله، أخرجا الفاسقان (5) غضين طريين فصلبا ههنا لا يراهما إلا إمام عدل.
54 - ير (6) ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن الكناسي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار ومعه أبو الفصيل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لانظر الآن إلى جعفر وأصحابه الساعة تعوم (7) بينهم سفينتهم في البحر، وإني لانظر إلى رهط من الانصار في مجالسهم محتبين (8) بأفنيهم، فقال له أبو الفصيل: أتراهم يا رسول الله الساعة ؟ !.
قال: نعم.
قال: (9): فأرنيهم.
قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله على عينيه ثم قال: انظر.
فنظر فرآهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أرأيتهم ؟.
قال: نعم.
وأسر (10) في نفسه أنه ساحر.
(1) وجاء في المحتضر للحسن بن سليمان الحلي: 13 - 14.
(2) الاختصاص: 277، مع تفصيل في الاسناد.
(3) لا توجد: يكون، في المصدر: وهو الظاهر.
(4) أي من يجمعون الزكاة من الاطراف.
(5) كذا ورد في المصدر أيضا والبصائر.
(6) بصائر الدرجات 9 / 442 باب 1 حديث 13، وجاء السند فيه: احمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زياد الكناسي.
(7) في (ك): تقوم.
وفي هامش المصدر: تغوم بهم، كذا في البحار.
أقول: تعوم.
أي تسير، كما في القاموس 4 / 155، وفي المصدر: تغوم.
قال في المصباح المنير 2 / 626: غال غولا - من باب قال -: اهلكه.
ولعل النقطة على العين في المصدر زائدة.
(8) في المصدر: مخبتين، وفي (ك): محبئين.
(9) لا توجد: قال في المصدر: وفي (س) من البحار.
(10) في (س): وأصر.

[194]

بيان: الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه (1)، ويكنى عن أبي بكر ب‍: أبي الفصيل لقرب معنى البكر، وهو الفتى من الابل (2) والفصيل.
55 - ير (3): موسى بن عمر، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، سمى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر: الصديق ؟.
قال: نعم.
قلت: فكيف ؟.
قال: حين (4) كان معه في الغار، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لارى سفينة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) تضطرب في البحر ضالة.
قال: يا رسول الله (ص) ! وإنك لتراها ؟ ! قال: نعم.
قال: فتقدر أن ترينيها ؟.
قال: ادن مني.
قال: (5): فدنا منه، فمسح على عينيه، ثم قال: انظر، فنظر أبو بكر فراى السفينة وهي تضطرب في البحر، ثم نظر إلى قصور أهل المدينة فقال في نفسه: الآن صدقت أنك ساحر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصديق أنت.
56 - خص (6): سعد، عن موسى بن عمر مثله، وزاد في آخره: فقلت (7) لم سمي عمر: الفاروق ؟.
قال: نعم، ألا ترى أنه قد فرق بين الحق والباطل وأخذ الناس بالباطل.
فقلت: فلم سمي سالما: الامين ؟.
قال: لما كتبوا الكتب وضعوها على يد سالم فصار الامين.
قلت: فقال: اتقوا دعوة سعد.
قال: نعم، قلت: وكيف ذلك ؟.
قال: إن سعدا يكر فيقاتل عليا عليه السلام.
(1) كما في مجمع البحرين 5 / 442، ولسان العرب 11 / 522، وتاج العروس 8 / 59.
(2) ذكره في النهاية 1 / 149، وتاج العروس 3 / 57، ولسان العرب 4 / 79، والصحاح 2 / 595.
(3) بصائر الدرجات 9 / 442 باب 1 حديث 14.
(4) لا توجد: حين، في (س).
(5) لا توجد: قال، في (ك).
(6) مختصر البصائر: 29.
(7) لا توجد: فقلت في (س).

[195]

بيان: قوله صلى الله عليه وآله: الصديق أنت.
على التهكم، أو على الاستفهام الانكاري.
57 - ير (1): محمد بن عبد الجبار، عن عبد الله بن الحجال، عن أبي عبد الله المكي الحذاء، عن سوادة أبي علي (2)، عن بعض رجاله، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الاعور - وهو عنده -: هل ترى ما أرى ؟.
فقال: كيف أرى ما ترى وقد نور الله لك وأعطاك ما لم يعط أحدا ؟.
قال: هذا فلان - الاول - على ترعة (3) من ترع النار يقول: يا أبا الحسن ! استغفر لي، لا غفر الله له.
قال (4): فمكث هنيئة ثم قال: يا حارث ! هل ترى ما أرى ؟.
فقال: وكيف أرى ما ترى وقد نور الله لك وأعطاك ما لم يعط أحدا (5).
قال: هذا فلان - الثاني - على ترعة من ترع النار يقول: يا أبا الحسن ! استغفر لي، لا غفر الله له.
58 - ير (6): محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن (7) الحسين، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: إن لله بلدة خلف المغرب يقال لها: جابلقا، وفي جابلقا سبعون
(1) بصائر الدرجات، الجزء التاسع: 441 باب 1 حديث 11.
(2) في المصدر: أبي يعلي.
(3) في (س) جاء: نزعة من نزع، ولعلها اشتباه، والترعة - بالضم -: الباب جمعها ترع - كصرد -: قاله في القاموس 3 / 9، وقال فيه في صفحة: 88: الترعة: الطريق في الجبل.
(4) لا توجد: قال، في (ك).
(5) في المصدر لا يوجد: أحد.
(6) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 510 باب 14 حديث 1.
(7) جاء في حاشية (ك): علي بن.
وبعدها صح ولم يعلم على محلها، ومحلها هنا: أي عن علي بن الحسين، وكذا جاءت في المصدر.

[196]

ألف أمة ليس منها (1) أمة إلا مثل هذه الامة، فما عصوا الله طرفة عين، فما يعملون عملا ولا يقولون قولا إلا الدعاء على الاولين والبراءة منهما، والولاية لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
59 - ير (2): يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم الحميري (3)، عن أبي عمران الارمني (4) عن الحسين بن الجارود، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضوءها منها، فيها خلق الله يعبدون الله و (5) لا يشركون به شيئا، يتبرأون (6) من فلان وفلان.
60 - ير (7): احمد بن موسى، عن الحسين بن موسى الخشاب، عن علي ابن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير، وإن من وراء قمركم أربعين قمرا فيها خلق كثير، لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، ألهموا إلهاما لعنة.
فلان وفلان.
61 - ير (8): سلمة، عن احمد بن عبد الرحمن، عن محمد بن سليمان، عن يقطين الجواليقي، عن قلقلة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن الله خلق جبلا محيطا بالدنيا من زبرجد أخضر (9)، وإنما خضرة السماء من خضرة ذلك
(1) في (ك): فيه.
(2) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 510 باب 14 حديث 2.
(3) في المصدر: الجريري.
(4) جاء في (ك): الاعمري، وذكر في الحاشية: الارمني، نسخة بدل.
(5) لا توجد الواو في المصدر.
(6) في (ك): ويتبرؤن.
(7) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 510 باب 14 حديث 3.
(8) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 512 باب 14 حديث 6، بتفصيل في الاسناد.
(9) في المصدر: خضر.

[197]

الجبل، وخلق خلفه (1) خلقا لم يفرض (2) عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة وزكاة، وكلهم يعلن رجلين من هذه الامة.
وسماهم.
62 - ير (3): احمد بن الحسين، عن علي بن رئاب (4) عن عبيد الله الدهقان، عن أبي الحسن عليه السلام.
مثله.
أقوله: روى الحسن (5) بن سليمان في كتاب المختصر (6) من بصائر سعد.
مثله (7).
وروى أيضا عنه، عن أحمد بن الحسين، عن علي بن الريان (8)، عن عبيد الله الدهقان، عن الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول: إن لله خلف (9) هذا النطاق زبرجدة خضراء، فبالخضرة منها خضرت السماء (10)، قلت: وما النطاق ؟.
قال: الحجاب، ولله عزوجل وراء ذلك سبعون ألف عالم أكثر من عدد
(1) لا توجد: خلفه، في المصدر.
(2) في المصدر وفي نسخة جاءت في (ك): ولم يفرض.
(3) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 516 حديث 7، باختلاف في السند وتقارب في المضمون، وسيأتي ذكره بعد قليل.
(4) في المصدر: علي بن زيات.
(5) في مطبوع البحار: الحسين، وهو غلط.
(6) في (ك): المحتضر.
أقول: لنا كتابان المختصر والمحتضر وكلاهما للحسن بن سليمان الحلي وقد وردت الرواية فيهم.
(7) مختصر البصائر: 11، وكتاب المحتضر: 161.
(8) في المصدر: علي بن زيات.
(9) في البصائر: خلق، بدلا من: خلف.
(10) في البصائر: فمن خضرتها اخضرت السماء.

[198]

الجن والانس، وكل (1) يلعن.
فلانا وفلانا (2).
بيان: النطاق - ككتاب -: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها (3)، وأطلق على الحجاب مجاز.
63 - ير (4): احمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي، عن درست، عن عجلان أبي صالح، قال: دخل رجل على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له: جعلت فداك هذه قبة آدم ؟.
قال: نعم، وفيه قباب كثيرة، إن خلف مغربكم هذه (5) تسعة وثلاثين مغربا أرضا بيضاء مملوءة خلقا يستضيؤون بنورها لم يعصوا الله طرفة عين، ما يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، يتبرأون من.
فلان وفلان لعنهما الله.
64 - ير (6): محمد بن هارون، عن أبي يحيى الواسطي، عن سهل بن زياد، عن عجلان أبي صالح، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قبة آدم، فقلت (7): هذه قبة آدم (8) ؟.
فقال: نعم، ولله قباب كثيرة، أما إن خلف مغربكم هذه (9) تسعة وثلاثين مغربا أرضا بيضاء و (10) مملوة خلقا يستضيؤون بنورها (11) لم
(1) في البصائر: وكلهم.
(2) رواه الحسن بن سليمان في كتابيه: مختصر البصائر: 12، والمحتضر: 161.
(3) ذكره في مجمع البحرين 5 / 239، ولسان العرب 10 / 355، والصحاح 4 / 1559.
(4) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 513 باب 14 حديث 10.
(5) في المصدر: هذا، وهي نسخة في (ك).
(6) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 513 باب 14 حديث 8.
(7) في المصدر: فقلت له.
(8) لا توجد كلمة: آدم في (ك).
(9) في المصدر: هذ.
(10) وضع على الواو في (س) رمز نسخة بدل.
(11) في البصائر: بنورن.

[199]

يعصوا الله طرفة عين، لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه، يتبرأون (1) من.
فلان وفلان، قيل له: كيف هذا يتبرأون من.
فلان وفلان وهم لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه ؟.
فقال - للسائل عنه -: أتعرف إبليس ؟.
قال: لا، إلا بالخبر.
قال: فأمرت باللعنة والبراءة منه ؟.
قال: نعم.
قال (2): فكذلك أمر هؤلاء.
أقول: رواه الحسن بن سليمان من بصائر سعد بن عبد الله مثله (3).
65 - ير (4): محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الصمد، عن جابر (5) عن أبي جعفر عليه السلام، قال سمعت (6) يقول: إن من وراء هذه أربعين عين شمس ما بين شمس إلى شمس أربعون عاما فيها خلق كثير ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، وإن من وراء قمركم هذا أربعين قمرا ما بين قمر إلى قمر مسيرة أربعين يوما فيها خلق كثير ما يعلمون أن الله خلق آدم أو لم يخلقه، قد ألهموا كما ألهمت النحل لعنة الاول والثاني في كل وقت من الاوقات، وقد وكل بهم ملائكة متى ما لم يلعنوهما عذبو.
66 - يج (7): روى عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن يزيد بن خليفة، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام قاعدا فسأله رجل من القميين (8): أتصلي النساء على الجنائز ؟.
فقال: إن المغيرة بن أبي العاص ادعى
(1) في المصدر: يبرؤن.
(2) لا توجد: قال، في (ك).
(3) مختصر البصائر: 12.
(4) بصائر الدرجات، الجزء العاشر: 513 باب 14 حديث 9.
(5) لا يوجد: عن جابر، في المصدر.
(6) في البصائر: سمعته.
(7) الخرائج والجرائح 1 / 94 حديث 156 - تحقيق مدرسة الامام المهدي (ع) - النسخة الخطية: 20.
(8) في المصدر: قال.