[200]

أنه رمى رسول الله صلى الله عليه وآله فكسرت (1) رباعيته وشق شفتيه وكذب، وادعى أنه قتل حمزة وكذب، فلما كان يوم الخندق ضرب على أذنيه فنام فلم يستيقظ حتى أصبح فخشى أن يؤخذ (2)، فتنكر وتقنع بثوبه وجاء إلى منزل عثمان يطلبه، وتسمى باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلى عثمان الخيل والغنم والسمن، فجاء عثمان فأدخله، منزله وقال: ويحك ! ما صنعت ؟ ادعيت أنك رميت رسول الله (ص)، وادعيت أنك شققت شفتيه وكسرت رباعيته، وادعيت أنك قتلت حمزة،.
فأخبره (3) بما لقى وأنه ضرب على أذنه، فلما سمعت ابنة النبي (ص) بما صنع بأبيهما وعمها صاحت، فأسكتها عثمان، ثم خرج عثمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو جالس في المسجد - فاستقبله بوجهه وقال: يا رسول الله ! إنك آمنت عمي المغيرة فكذب (4)، فصرف عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه (5)، ثم استقبله من الجانب الآخر فقال: يا رسول الله ! إنك امنت عمي المغيرة، فكذب (6)، فصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه عنه، ثم قال: آمناه (7) وأجلناه ثلاثا، فلعن الله من أعطاه راحلة أو رحلا أو قتبا (8) أو سقاء أو قربة أو دلوا (9) أو خفا أو نعلا أو زادا أو (10) ماء.
قال عاصم: هذه عشرة أشياء فأعطاها كلها عثمان (11) فخرج فسار على ناقته
(1) في الخرائج: فكسر.
(2) في المصدر: فخشي أن يجئ الطلب فيأخذوه.
(3) في الخرائج: وأخبره.
(4) في المصدر: وكذب.
(5) في الخرائج: فصرف رسول الله (ص) وجهه عنه.
(6) في المصدر: وكذب.
(7) في المصدر: فصرف عنه رسول الله (ص) وجهه ثلاثا، ثم قال: قد آمناه.
(8) في (س): قبت.
ولا معنى له لغة.
(9) في المصدر: أو أداوة.
والمراد منه إناء صغير من جلد، وفي الصحاح 6 / 2266: المطهرة.
(10) في (س) واو، بدلا من: أو.
(11) في المصدر زيادة: إياه قبل: عثمان.

[201]

فنقبت، ثم مشى في خفيه فنقبا، ثم مشى في نعليه فنقبتا، ثم حبا (1) على رجليه فنقبتا، ثم مشى على (2) ركبتيه فنقبتا، فأتى شجرة فجلس تحتها، فجاء الملك فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بمكانه، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وآله زيدا والزبير (3) فقال لهما: ايتياه فهو بمكان.
كذا وكذا فاقتلاه، فلما أتياه (4) قال زيد للزبير: إنه ادعى أنه قتل أخي - وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بين حمزة وزيدا - فاتركني أقتله، فتركه الزبير فقتله، فرجع عثمان من عند النبي صلى الله عليه وآله فقال لمرأته، إنك أرسلتي إلى أبيك فأعلمتيه بمكان عمي، فحلفت له بالله ما فعلت، فلم يصدقها، فأخذ خشبة القتب (5) فضربها ضربا مبرحا، فأرسلت إلى أبيها تشكوا ذلك وتخبره بما صنع، فأرسل إليه: إني لاستحيي للمرأة أن لا تزال تجر ذيولها وتشكو زوجها، فأرسلت إليه أنه: قد قتلني، فقال لعلي (6): خذ السيف ثم ائت بنت عمك فخذ بيدها، فمن حال بينك وبينها فاضربه بالسيف فدخل علي، فأخذ بيدها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فأرته ظهرها، فقال أبوها: قتلها قتله الله، فمكثت يوما وماتت في الثاني، واجتمع الناس للصلاة عليها، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من بيته - وعثمان جالس مع القوم -، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ألم جاريته الليلة فلا تشهد (7) جنازتها ؟ قالها مرتين، وهو ساكت، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه
(1) في المصدر: مشى بدلا من: حب.
(2) في الخرائج: حتى جثى على.
(3) في الكافي: انطلق انت وعمار وثالث لهم فأت المغيرة بن العاص تحت الشجرة.
(4) في المصدر: فلما انتهيا إليه.
(5) في (س): القيت، وهو اشتباه.
قال في مجمع البحرين 2 / 139: القتب - بالتحريك -: رحل البعير صغير على قدر السنام.
(6) في المصدر: فقال صلى الله عليه وآله لعلي.
(7) في الخرائج: فلا يشهد، وهو الظاهر.

[202]

وآله ليقومن أو لاسمينه باسمه واسم أبيه، فقام يتوكأ على مولى (2) له.
قال: فخرجت فاطمة عليها السلام في نسائها فصلت على أختها (3).
بيان: قال الجوهري: نقب البعير - بالكسر - إذا ألقت (4) اخفافه.
ونقب الخف الملبوس: تخرق (5) (6).
وقال: حبا الصبي على استه حبو.
إذا زحف (7).
والبراح: المشقة والشدة (8).
وأقول: قد مر هذا الخبر برواية الكليني أبسط من هذا في باب أحوال أولاد النبي صلى الله عليه وآله (9).
(1) في المصدر: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الظاهر.
(2) في الخرائج: على مهين، وهو اسم مولى لعثمان.
(3) وقريب من هذا الحديث ما جاء في الكافي 3 / 251 حديث 8، والتهذيب 3 / 303 حديث 69، وأخرجه في الوسائل 2 / 818 حديث 2، وذكره في البحار 22 / 158 حديث 19، و 78 / 391 - 392 حديث 57.
(4) في المصدر: رقت، وفي (ك): زقت.
(5) في الصحاح: أي تخرق.
(6) الصحاح 1 / 227، وانظر: مجمع البحرين 2 / 176، وتاج العروس 1 / 492.
(7) الصحاح 6 / 2307، وقارن بتاج العروس 10 / 81.
(8) قال في مجمع البحرين 2 / 342: التبريح: المشقة والشدة، ونحوه في النهاية 1 / 113، وكذا في لسان العرب 2 / 411، وزاد في الثاني: والبرحاء: الشدة والمشقة.
وعليه يحتمل أن يكون الاصل التربيح، مع أن كلمة التي كان - رحمه الله - بصدد بيانها هي: مبرحا، ولا ترتبط كلمة البراح بها، إلا أن يجعل مصدر الباب التفعيل كسلام وكلام.
(9) بحار الانوار 22 / 160 - 162 حديث 22، الكافي 3 / 69 - 70.

[203]

67 - شف (1): أحمد بن محمد بن (2) الطبري من كتابه.
.
، عن محمد بن الحسين بن حفص وعلي بن احمد بن حاتم وعلي بن العباس وعلي بن الحسين العجلي وجعفر بن محمد بن مالك والحسن بن السكن (3) جميعا، عن عباد بن يعقوب، عن علي بن هاشم بن زيد (4)، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن عمران بن ميثم الكيال، عن مالك بن زمرد الرواسي، عن أبي ذر الغفاري، قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (5) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ترد أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فأولها مع عجل هذه الامة فآخذ بيده فترجف قدماه ويسود وجهه وجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين ؟.
فيقولون: أما الاكبر فخرقنا (6) ومزقنا، وأما الاصغر فعادينا وأبغضنا (7)، فأقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.
ثم يرد (8) علي راية فرعون هذه الامة فأقوم فآخذ بيده ثم ترجف قدماء (9) ويسود وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين ؟.
فيقولون: أما الاكبر
(1) كشف اليقين: 104 باب 124، بتفصيل في الاسناد.
أقول: هذا الكتاب هو كتاب اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام لابن طاووس - رحمه الله - يعبر عنه العلامة المجلسي ب‍: كشف اليقين أيض.
(2) لا توجد: بن، في المصدر، وهي نسخة في (ك).
(3) في اليقين: الكوفيون.
(4) في (س): يزيد.
(5) آل عمران: 106.
(6) في (ك) فخرقناه، وفي المصدر: فحرقناه، وهي نسخة في (ك) من البحار.
(7) في المصدر: فعاديناه وأبغضناه.
(8) في المصدر: ترد.
(9) في (س): قدم.

[204]

فمزقنا منه، وأما (1) الاصغر فبرئنا (2) منه ولعناه، فأقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.
ثم يرد (3) علي راية ذي الثدية معها أول خارجة وآخرها، فأقوم فآخذ بيده فترجف قدماه وتسود وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين بعدي ؟.
فيقولون: أما الاكبر فمزقنا منه، وأما الاصغر فبرئنا منه ولعناه.
فأقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، فيؤخذ (4) بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة.
ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وسيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فتبيض (5) وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين بعدي ؟.
فيقولون: أما الاكبر فاتبعناه وأطعناه، وأما الاصغر فقاتلنا معه حتى قتلن.
فأقول: ردوا رواء مرويين مبيضة وجوهكم، فيؤخذ بهم ذات اليمين، وهو قول الله عزوجل: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) * (6).
بيان: أقول: سقط من هذا الخبر راية قارون هذه الامة، وقد أوردنا في باب
(1) في اليقين: فمزقناه وأم.
(2) في اليقين: فتبرءن.
(3) في المصدر: ترد.
(4) في (س): فتؤخذ.
(5) في اليقين: فيبيض.
(6) آل عمران: 106.
ونظير هذا الحديث ذكره ابن طاووس في كتابه اليقين: 77 باب 96، وصفحة: 126 باب 129، وصفحة: 150، فراجع.

[205]

الرايات (1) برواية ابن عقدة وغيره، عن أبي ذر هذه الرواية، وفيها: إن شرار الآخرين، العجل، وفرعون، وهامان، وقارون، والسامري، والابتر.
ثم ذكر راية العجل، وراية فرعون، وراية فلان.
أمام خمسين ألفا من أمتي، وراية فلان.
أمام سبعين ألفا، ثم راية أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقد أوردنا فيه أخبارا أخر بأسانيد تركناها هنا حذرا من التكرار.
68 - شف (2): من كتاب المناقب لاحمد بن مردويه.
.
، عن اسماعيل بن علي الواسطي، عن الهيثم بن عدي الطائي، عن حماد بن عيسى، عن علي بن هاشم، عن أبيه وابن أذنية، عن أبان بن تغلب، عن مسلم، قال: سمعت أبا ذر والمقداد بن الاسود وسلمان الفارسي (3) رضوان الله عليهم، قالوا: كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ما معنا غيرنا، إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله عليه وآله: تفترق أمتي بعدي (4) ثلاث فرق، فرقة أهل حق لا يشوبونه بباطل، مثلهم كمثل الذهب كلما فتنته (5) النار ازداد طيبا، وإمامهم (6) هذا - لاحد (7) الثلاثة -، وهو الذي أمر الله (8) به في كتابه إماما
(1) في (س): الآيات، وهو سهو.
بحار الانوار 37 / 341 - 347، باب خبر الرايات فيه جملة من الروايات.
(2) اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 182 باب 185، بتفصيل في الاسناد.
وقال في اليقين: رواه من أربع طرق في ترجمة ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله. . نذكر منها طريقين.
(3) لا توجد: الفارسي، في المصدر.
(4) لا توجد: بعدي، في المصدر.
(5) في (س): فتته، وهي لا تناسب المقام معنى.
قال في المصباح المنير 2 / 231: وأصل الفتنة من قولك: فتنت الذهب والفضة: إذا أحرقته بالنار ليبين الجيد من الردئ.
(6) في اليقين: فتنته بالنار ازداد حسنا وثناءا، امامهم.
(7) كذا، والظاهر: أشار إلى أحد الثلاثة.
وكذلك ما يأتي من قوله عليه السلام: امامهم هذا لاحد الثلاثة، أو يكون إمامهم هذا، وجملة: أحد الثلاثة من الرواي، فتكون بيانية معترضة.
(8) ذكر الله، نسخة جاءت في (ك).

[206]

ورحمة (1)، وفرقة أهل الباطل لا يشوبونه بحق، مثلهم كمثل خبث (2) الحديد، كلما فتنته بالنار ازداد خبثا ونتنا، إمامهم هذا - لاحد الثلاثة -، وفرقة أهل (3) الضلالة مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، إمامهم أحد الثلاثة.
قال: فسألته عن أهل الحق وإمامهم.
فقال: علي بن أبي طالب (ع) إمام المتقين، وأمسك عن الاثنين، فجهدت أن يعفل فلم يفعل.
69 - شف (4): من كتاب عتيق من أصول المخالفين، عن محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي، عن الحسين بن محمد بن الفرزدق القطيعي (5)، عن الحسين بن علي بن بزيع، عن يحيى بن حسن بن فرات، عن أبي عبد الرحمن المسعودي، عن (6) عبد الله بن عبد المالك، عن الحرث بن حصيرة، عن صخر بن الحكم الفزاري (7)، عن حيان بن الحرث الازدي - يكنى أبا عقيل -، عن الربيع ابن جميل الضبي، عن مالك بن ضمرة (8) الرواسي، عن أبي ذر الغفاري: اجتمع هو وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، قال: فقال أبو ذر: حدثونا حديثا نذكر به رسول الله صلى الله عليه وآله فنشهد له وندعو له ونصدقه، فقالوا: حدثن.
يا علي !.
(1) في المصدر لا يوجد من قوله: وهو الذي.
إلى: ورحمة.
(2) لا توجد: خبث، في المصدر.
(3) من قوله: وفرقة أهل.
إلى آخر الحديث تجده في الصفحة: 181 من اليقين.
وقد جمع بين الحديثين، أو كان المجموع في مكان آخر غير ما ذكرناه.
(4) اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 166 - 169 باب 169.
(5) في المصدر: أبو عبد الله الحسين بن محمد الفرزدق القطعي الفزازي.
(6) خط على: عن، في (ك).
(7) في اليقين: عن الحرث بن الحضيرة بن الحكم الفزاري.
(8) في (س): حمزة، ويأتي في آخر الحديث في المتن والمصدر: ضمرة أيض.

[207]

قال (1): فقال علي (2) عليه السلام: لقد علمتم ما هذا زمان حديثي، قالوا: صدقت.
قال: فقالوا: حدثن.
يا حذيفة !.
قال: لقد علمتم أني سئلت عن المعضلات فحذرتهن.
قالوا (3): صدقت.
قال: فقالوا: حدثن.
يا بن مسعود ! قال: لقد علمتم أني قرأت القرآن لم أسأل عن غيره.
قالوا: صدقت.
قال: فقالوا: حدثن.
يا مقداد !.
قال: لقد علمتم إنما كنت فارسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أقاتل، ولكن أنتم أصحاب الحديث.
فقالوا: صدقت.
قال: فقالوا: حدثن.
يا عمار !.
قال: فقال: لقد علمتم أني إنسان نساء (4) إلا أن أذكر فأذكر.
قالوا: صدقت.
قال: فقال أبو ذر رحمة الله عليه: إنما أحدثكم بحديث سمعتموه أو من سمعه منكم بلغ (5)، ألستم تشهدون أن (6) لا إله إلا الله وأن محمد عبد ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن البعث حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق ؟.
قالوا: نشهد.
قال: وأنا من (7) الشاهدين.
قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنا أن (8) شر الاولين والآخرين اثنا عشر: ستة من الاولين وستة من الآخرين، ثم سمى من الاولين ابن آدم (9) الذي قتل أخاه، وفرعون، وهامان، وقارون، والسامري، والدجال اسمه في الاولين ويخرج في الآخرين، وسمى من الآخرين ستة: العجل
(1) لا توجد: قال، في المصدر.
(2) في (س): فقال لي.
(3) في اليقين: فقالو.
(4) في الصمدر: أنسى.
(5) هنا زيادة جاءت في المصدر: تشهدون أنه حق.
(6) لا توجد: أن، في (س).
(7) في اليقين: وأنا معكم من.
(8) لا توجد: إن، في المصدر.
(9) في المصدر: آدم النبي.

[208]

- وهو عثمان -، وفرعون - وهو معاوية -، وهامان - وهو زياد بن أبي سفيان -، وقارون - وهو سعد بن أبي وقاص -، والسامري - وهو عبد الله بن قيس أبو موسى -، قيل: وما السامري ؟.
قال: قال السامري (1): لا مساس، وهو يقول: لا قتال (2)، والابتر - وهو عمرو بن العاص -، قالوا: وما أبترها (3) ؟.
قال: لا دين له (4) ولا نسب.
قال: فقالوا: نشهد على ذلك.
قال: وأنا على ذلك من الشاهدين.
ثم قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن من أمتي من يرد علي الحوض على خمس رايات: أولهن راية العجل فأقوم (5) فإذا أخدت بيده اسود وجهه، ورجفت قدماه، وخفقت أحشاؤه، وفعل ذلك تبعه (6)، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الاكبر ومزقناه واضطهدناه، والاصغر أبترناه حقه (7)، فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون (8) منه قطرة.
ثم يرد (9) علي راية فرعون أمتي - وهم أكثر الناس البهرجيون -، فقلت: يا رسول الله (ص) ! وما البهرجيون ؟ أبهرجوا الطريق ؟.
قال: لا، ولكن بهرجوا دينهم، وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون، ولها يسخطون، ولها ينصبون، فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت
(1) لا توجد: قال السامري، في المصدر.
(2) في اليقين: قال يقولون لا قتال.
(3) في (ك): تبرها، وفي الصمدر: وما أبترها بعينه.
(4) لا توجد: له، في الصمدر.
(5) في اليقين زيادة: فآخذ بيده.
(6) في الصمدر: بمن تبعه، بدلا من: تبعه.
(7) نسخة في (ك): ابتززناه، وفي الصمدر: وأما الاصغر فابتززنا حقه.
(8) في (ك): لا يطمعون - بتقديم الميم على العين المهملة -.
وما في المتن نسخة فيه.
(9) في المصدر: ترد.

[209]

أحشاؤه، وفعل ذلك تبعه (1)، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الاكبر ومزقناه، وقاتلنا الاصغر وقتلناه، فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون (2) منه قطرة.
ثم ترد (3) علي الراية عبد الله بن قيس - وهو إمام خمسين ألفا من أمتي -، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه، وفعل ذلك تبعه (4)، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الاكبر وعصيناه وخذلنا الاصغر وخذلنا منه (5)، فأقول: اسلكوا طريق (6) أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون (7) منه قطرة.
ثم ترد علي راية المخدج - وهو إمام سبعين (8) ألفا من الناس - فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه، وفعل ذلك تبعه (9)، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟، فيقولون: كذبنا الاكبر وعصيناه، وقاتلنا الاصغر وقتلناه (10).
فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثم ترد علي راية علي بن أبي طالب (ع) أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين
(1) في المصدر: بمن تبعه.
(2) جاءت: يطمعون، في (ك).
(3) في (ك): يرد.
(4) في اليقين: بمن تبعه، بدلا من: تبعه.
(5) في المصدر: وخذلنا عنه.
(6) جاءت نسخة بدلا من طريق: سبيل، في (ك).
(7) في (ك): لا يطمعون.
(8) في (ك): سبعون، وهو غلط.
(9) جاء: من تبعه، بدلا من: تبعه، في المصدر.
(10) في (س): وقلناه.

[210]

بعدي ؟.
فيقولون تبعنا الاكبر وصدقناه، ووازرنا الاصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول: ردوا رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمؤون بعدها أبدا (1)، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر، أو كأضوء نجم في السماء.
ثم قال: ألستم تشهدون على ذلك ؟.
قالوا: بلى (2)، وأنا على ذلك من الشاهدين.
قال لنا القاضي محمد بن عبد الله: اشهدوا علي عند الله أن الحسين بن محمد (3) بن الفرزدق حدثني بهذا، وقال الحسين بن محمد: اشهدوا علي بهذا عند الله أن الحسين بن علي بن بزيع حدثني بهذا، وقال الحسين بن علي (4) بن بزيع: اشهدوا علي بهذا عند الله أن يحيى بن الحسن حدثني بهذا، وقال يحيى بن الحسن: اشهدوا علي عند الله أن أبا عبد الرحمن حدثني بهذا عن الحارث بن حصيرة (5)، وقال أبو عبد الرحمن (6): اشهدوا علي بهذا (7) عند الله أن الحارث بن حصيرة (8) حدثني بهذا عن صخر بن الحكم، وقال الحارث بن حصيرة (9): اشهدوا علي عند الله أن صخر بن الحكم حدثني بهذا عن حيان بن الحرث، وقال صخر بن الحكم: اشهدوا علي بهذا عند الله أن حيان بن الحرث حدثني بهذا عن الربيع بن جميل الضبي، وقال حيان بن الحرث: اشهدوا علي بهذا عند الله أن الربيع بن
(1) لا توجد: أبدا، في (س).
(2) في المصدر زيادة: قال.
(3) لا توجد في اليقين: بن محمد.
(4) في المصدر لا توجد: بن علي.
(5) لا توجد: عن الحارث بن حصيرة، في المصدر.
(6) في الصمدر: عبد الله بن عبد الملك، بدلا من: أبو عبد الرحمن.
(7) لا توجد: بهذا، في اليقين.
(8) في المصدر: حضيرة - بالضاد المعجمة -.
(9) في الصمدر: حضيرة - بالضاد المعجمة -.

[211]

جميل الضبي حدثني بهذا عن مالك بن ضمرة الرواسي (1)، وقال الربيع (2) بن جميل: اشهدوا علي بهذا عند الله أن مالك بن ضمرة حدثني بهذا عن أبي ذر الغفاري، وقال مالك بن ضمرة: اشهدوا علي بهذا عند الله أن أبا ذر الغفاري حدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال أبو ذر: اشهدوا علي بهذا عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله (3) حدثني بهذا عن جبرئيل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اشهدوا علي بهذا عن الله (4) أن جبرئيل حدثني بهذا عن الله جل وجهه (5) وتقدست أسماؤه.
وقال يوسف بن كليب ومحمد بن حنبل: أن أبا عبد الرحمن حدثه بهذا الحديث بهذا الاسناد و (6) بهذا الكلام، قال الحسن بن علي بن بزيع: وزعم إسماعيل بن أبان أنه سمع هذا الحديث - حديث الرايات - من أبي عبد الرحمن المسعودي.
بيان: لعله عمل بعض الرواة في تفسير العجل وفرعون وهامان نوع تقية، لرسوخ حب صنمي قريش في قلوب الناس.
وقال الجوهري: خفقت الراية تخفق وتخفق خفقا وخفقانا وكذلك القلب والسراب إذا اضطربا (7).
وقال الفيروز آبادي: البهرج: الباطل والردئ والمباح، والبهرجة: أن
(1) في (س): الراوي.
ولا توجد من قوله: الضبي، وقال حيان.
إلى هنا في المصدر.
(2) في المصدر: وقال ربيع - بلا ألف ولام -.
(3) لا توجد في المصدر: من قوله: وقال أبو ذر.
إلى هن.
(4) في اليقين: عند الله.
(5) في اليقين: جل جلاله.
(6) لا توجد الواو، في المصدر.
(7) الصحاح 4 / 1469، وقارن بتاج العروس 6 / 333، ولسان العرب 10 / 80.

[212]

تعدل (1) بالشئ عن الجادة القاصدة إلى غيرها، والمبهرج من المياه: المهمل الذي لا يمنع عنه، ومن الدماء: المهدر (2).
70 - شف (3): من كتاب المناقب لاحمد بن مردويه، عن احمد بن ابراهيم ابن يوسف (4)، عن عمران بن عبد الرحيم، عن يحيى الحماني، عن الحكم بن ظهير، عن عبد الله بن محمد بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة - وعمر على بغل وأنا على فرس - فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أم والله - يا بني عبد المطلب - لقد كان صاحبكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر (5)، فقلت في نفسي: لا أقالني الله إن أقلتك، فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين ؟ !، وأنت وصاحبك اللذان وثبتما وانتزعتم (6) منا الامر دون الناس ؟.
فقال: إليكم (7) يا بني عبد المطلب، أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب، فتأخرت وتقدم هنيئة، فقال: سر.
لا سرت، فقال: أعد علي كلامك.
فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت جوابه، ولو سكت سكتن.
فقال: والله إنا ما فعلنا ما فعلنا (8) عداوة، ولكن استصغرناه وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد (9) وترها، فأردت أن أقول: كان رسول الله صلى
(1) في المصدر: أن يعدل.
(2) القاموس 1 / 180، وقارنه بتاج العروس 2 / 7، وانظر: لسان العرب 2 / 217.
(3) اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 205 - 206، بتفصيل في الاسناد.
(4) في (س): يوسف قال:.
، وخط عليها في (ك).
(5) إلى هنا باختلاف يسير جاء في كتاب محاضرات الادباء للراغب الاصفهاني 2 / 213 - طبعة مصر -.
(6) بالمصدر: انتزعتما، وهي نسخة في مطبوع البحار.
(7) لعل قوله: اليكم.
دعاء عليهم.
أي الي الله إياكم.
أي قصركم.
أو كان معناه أبعدوا عني.
(8) لا توجد: ما فعلنا - الثانية - في المصدر.
(9) لا توجد: قد في المصدر.

[213]

الله عليه وآله يبعثه (1) في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره (2) فتستصغره أنت وصاحبك ؟، فقام (3) لا جرم، فكيف ترى والله ما نقطع أمرا دونه، و (4) لا نعمل شيئا حتى نستأذنه.
بيان: قوله لعنه الله: أما إنكم.
لعله قال ذلك على سبيل التهديد.
أي إنكم تخاصموني، إما إخبارا، واما استفهاما إنكاري.
71 - شف (5): احمد بن مردويه في كتاب المناقب، عن احمد بن ابراهيم ابن يوسف، عن عمران بن عبد الرحيم، عن محمد بن علي بن حكيم، عن محمد ابن سعد، عن الحسن بن عمارة، عن الحكيم بن عتبة (6)، عن عيسى بن طلحة ابن عبيد الله، قال: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام وأخرج معه العباس بن عبد المطلب، قال: فجعل الناس يتلقون (7) ويقولون: السلام عليك يا أمير المؤمنين !، وكان العباس رجلا جميلا فيقول: هذا صاحبكم، فلما كثر عليه التفت إلى عمر، فقال: ترى أنا والله أحق بهذا الامر منك، فقال عمر: أسكت، أولى (8) - والله - بهذا الامر مني ومنك رجل خلفته أنا وأنت بالمدينة، علي بن أبي طالب (ع) ! ! !.
72 - سر (9): موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ما حرم الله شيئا إلا وقد عصي فيه، لانهم تزوجوا أزواج رسول الله صلى الله
(1) في (س): بيعته.
(2) لا يوجد في اليقين: يستصغره، وفيه: فلم تستصغره.
(3) كذا في (س)، وفي (ك): فق.
، والظاهر: فقال، كما في المصدر.
(4) لا توجد الواو في (ك).
(5) اليقين: 206، بتفصيل في الاسناد وتصرف.
(6) خ.
ل: الحكم بن عتيبة.
(7) في المصدر: يتلقون العباس.
(8) لا توجد: فقال عمر اسكت أولى.
، في المصدر.
(9) السرائر: 472 - حجرية -، النوادر، مستطرفات السرائر: 18، حديث 7.

[214]

عليه وآله من بعده فخيرهن أبو بكر بين الحجاب ولا يتزوجن أو يتزوجن، فاخترن التزويج فتزوجن.
قال زرارة: ولو سألت بعضهم أرأيت لو أن أباك تزوج امرأة ولم يدخل بها حتى مات، أتحل لك إذن ؟.
لقال: لا، وهم قد استحلوا أن يتزوجوا أمهاتهم إن كانوا مؤمنين، فإن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله مثل أمهاتهم (1).
73 - شئ (2): المفضل بن صالح، عن بعض أصحابه، عن جعفر بن محمد وأبي جعفر عليهما السلام في قول الله: * (يا أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى.
.
) * (3) إلى آخر الآية، قال: نزلت في عثمان، وجرت في معاوية وأتباعهما (4).
74 - شئ (5): عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: * (يا أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى.
.
) * (6) لمحمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام، هذا تأويل، قال (7): أنزلت في عثمان (8).
75 - شئ (9): عن أبي بصير، عن عبد الله في قوله: * (يا أيها الذين ءامنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذي.
.
) * (إلى قوله: * (لا يقدرون على شئ مما
(1) انظر: بحار الانوار 22 / 199، حديث 17، ونظيره في البحار 16 / 397 و 22 / 210 ذيل حديث 36 - 37، و 104 / 23 حديث 34، ووسائل الشيعة 14 / 313 ذيل حديث 4، والكافي 5 / 421 ذيل حديث 3.
(2) تفسير العياشي 1 / 147، حديث 482.
(3) البقرة: 264.
(4) وانظر: البرهان 1 / 253 و 254، وتفسير الصافي 1 / 225.
(5) تفسير العياشي 1 / 147، حديث 483.
(6) البقرة: 264.
(7) وضع على: قال، في (ك) رمز نسخة بدل.
(8) وانظر: تفسير البرهان 1 / 253.
(9) تفسير العياشي 1 / 148، حديث 484.

[215]

كسبوا) * (1) قال (2) صفوان: أي حجر * (والذين ينفقون أموالهم رئآء الناس) * (3) ؟.
قال: فلان وفلان وفلان ومعاوية وأشياعهم (4).
76 - شئ (5): عن سعدان، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشآء ويعذب من يشآء) * (6) قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما (7).
77 - سر (8): أبو عبد الله السياري، عن الرضا عليه السلام، قال: كان عثمان إذا أتي بشئ من الفئ فيه ذهب عزله، وقال: هذا لطوق عمرو (9)، فلما كثر ذلك قيل له: كبر عمرو (10) عن الطوق، فجرى به المثل (11).
بيان: ذكر (12) أصحاب كتب الامثال مورد المثل على وجه آخر تعصبا، مع أنه لا تنافي بينهم.
قال الزمخشري في المستقصى (13): هو عمرو بن عدي ابن اخت جذيمة قد
(1) البقرة: 264.
(2) لا توجد: قال، في (ك).
(3) النساء: 38.
(4) وانظر: تفسير البرهان 1 / 254.
(5) تفسير العياشي 1 / 156، حديث 528.
(6) البقرة: 284.
(7) انظر: تفسير البرهان 1 / 267، وتفسير الصافي 1 / 237.
(8) النوادر، مستطرفات السرائر 47، حديث 2، وفي الطبعة الحجرية من السرائر: 476، وانظر: مستطرفات السرائر: 43، حديث 15.
(9) في (ك): عمر، وهو نسخة في المصدر.
(10) في (ك): عمر، وهو نسخة في المصدر.
(11) قد ذكره الميداني في مجمع الامثال 2 / 137.
(12) في (س): سر، ذكر.
، ولم نجده في كتاب السرائر ولا نوادره، والظاهر كون الرمز زائدا، فتدبر.
(13) المستقصى في أمثال العرب 2 / 214.

[216]

طوق كثيرا (1) صغيرا ثم استهوته الجن مدة، فلما عاد همت أمه بإعادة الطوق إليه، فقال جذيمة:.
ذلك، وقيل إنها نطقته وطوقته وأمرته بزيارة خاله، فلما رأى لحيته والطوق قال:.
ذلك.
ويروى شب عمرو عن الطوق وجل عمرو، يضرب في ارتفاع الكبير عن هيئة الصغير وما يستهجن من تحليته بحليته (2).
ونحوه قال الميداني (3) لكنه طول القصة الغريبة.
78 - شي (4): علي بن ميمون الصايغ، عن ابن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة * (لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم) * (5): من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن قال إن لفلان وفلان في الاسلام نصيبا (6).
79 - شي (7): عن الثمالي، عن علي بن الحسين عليه السلام.
مثله (8).
80 - شي (9): عن عامر بن كثير السراج، عن عطاء الهمداني، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: * (إذ يبيتون ما لا يرضى من القول) * (10) قال: فلان وفلان وفلان وأبو عبيدة بن الجراح.
وفي رواية عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: هما وأبو عبيدة بن الجراح.
(1) خط على: كثيرا في (ك)، وكتب عليها رمز نسخة بدل.
(2) في (س): بحلية - بلا ضمير -.
(3) مجمع الامثال 2 / 137 برقم: 3017.
(4) تفسير العياشي 1 / 178، حديث 64، بتفصيل في السند.
(5) آل عمران: 77.
(6) وحكاه في تفسير البرهان 1 / 293.
(7) تفسير العياشي 1 / 178، حديث 65.
(8) وانظر: تفسير البرهان 1 / 293.
(9) تفسير العياشي 1 / 274 - 275، حديث 267 و 268 و 269.
(10) النساء: 108.

[217]

وفي رواية عمر بن صالح، قال: الاول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح (1).
81 - شي (2): عن جابر، قال: قلت لمحمد بن علي عليهما السلام قوله تعالى (3) في كتابه: * (الذين ءامنوا ثم كفروا) * (4)، قال: هما والثالث والرباع وعبد الرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجل.
قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وعمار ابن ياسر رحمه الله إلى أهل مكة، قالوا: بعث هذا الصبي ولو بعث غيره - يا حذيفة - إلى أهل (5) مكة، وفي مكة صناديدها، وكانوا يسمون عليا: الصبي، لانه كان اسمه في كتاب الله الصبي، لقول (6) الله: * (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) * (7) وهو صبي * (وقال إنني من المسلمين) * (8)، والله (9) الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا فقالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة فعرضوا لهما وغلظوا عليهما الامر، فقال علي صلوات الله عليه: حسبنا الله ونعم الوكيل، ومضى، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه صلى الله عليه وآله بقولهم لعلي عليه السلام وبقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، وذلك قول الله ألم تر إلى (10) * (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
) * إلى قوله: * (والله ذو فضل عظيم) * (11)، وإنما نزلت (ألم تر إلى.
)
(1) انظر: تفسير البرهان 1 / 414.
(2) تفسير العياشي 1 / 279 - 280، حديث 286.
(3) في الصمدر: قول الله.
(4) النساء: 137.
(5) لا توجد: أهل، في (ك).
(6) في (س): يقول.
(7 و 8) فصلت: 33.
(9) في الصمدر: وقالوا: والله.
(10) عبارة: ألم تر إلى.
ليست جزءا من الآية في القرآن، ولعلها تفسير أو تأويل للآية من قبل الائمة عليهم السلام.
(11) آل عمران: 173 - 174.
(*)

[218]

فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا: إن أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وهما اللذان قال الله: * (إن الذين ءامنوا ثم كفرو.
) * إلى آخر الآية (1) فهذا أول كفرهم.
والكفر الثاني قول النبي عليه وآله السلام: يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى لم يبق منهم أحد إلا تمنى أن يكون بعض أهله، فإذا بعلي عليه السلام قد خرج وطلع بوجهه، قال (2): هو هذا، فخرجوا غضابا وقالوا: ما بقي إلا أن يجعله نبيا، والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه ! وليصدنا علي إن دام هذا، فأنزل الله: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون.
) * إلى آخر الآية (3)، فهذا الكفر الثاني.
وزيادة الكفر (4) حين قال الله: * (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * (5)، وقال (6) النبي صلى الله عليه وآله: يا علي ! أصبحت وأمسيت خير البريد، فقال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن ابراهيم ومن الانبياء.
فأنزل الله: * (إن الله اصطفئ ادم ونوحا وءال إبراهيم.
) * إلى * (سميع عليم) * (7) قالوا: فهو خير منك يا محمد.
قال الله (8): * (قل. . إني رسول الله إليكم جميعا) * (9) ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا، وقالوا زيادة: الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما
(1) النساء: 137.
(2) في المصدر: وقال.
(3) الزخرف: 57.
(4) في تفسير العياشي: وزاد الكفر بالكفر.
(5) البينة: 7.
(6) في المصدر: فقال.
(7) آل عمران: 33 - 34.
(8) الظاهر سقوط: قال، أي قال: قال الله.
(9) الاعراف: 158.

[219]

يقول في ابن عمه ! وذلك قول الله: * (ثم ازدادوا كفرا) * (1).
باين: يصدون.
بمعنى يضجون (2)، وقوله وليصدن.
ليس لبيان هذا الصدود، بل هو بمعنى المنع (3) عما هو مرادهم.
قوله عليه السلام: وقالوا زيادة.
بالنصب، أو الرفع بالاضافة 82 - شي (4): عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام عن قوله (5): * (إن الذين ءامنوا ثم كفرو. . (6) ثم ازدادوا كفرا) * (7) قال: نزلت في أبي (8) عبد الله بن أبي سرح الذي بعثه عثمان إلى مصر، قال: وازدادوا كفرا حين لم يبق فيه من الايمان شئ (9).
83 - شئ (10): عن عبد الله (11) بن كثير الهاشمي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: * (إن الذين ءامنوا ثم كفروا ثم ءامنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) * (12) قال: نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله في أول
(1) النساء: 137.
وقد ذكر صدر الحديث في تفسير العياشي أيضا 1 / 206، حديث 154، وانظر: تفسير البرهان 1 / 421، وذكره الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي عن العياشي مختصر.
(2) كما في مجمع البحرين 3 / 83، وانظر: لسان العرب 3 / 246، والصحاح 2 / 496، وغيرهم.
(3) ذكره في مجمع البحرين 3 / 83، وانظر: اصحاح 2 / 495، ولسان العرب 3 / 246.
(4) تفسير العياشي 1 / 280، حديث 287.
(5) في المصدر: في قول الله.
(6) في التفسير ذكر المحذوف من الآية وهي: ثم آمنوا ثم كفرو.
(7) النساء: 137.
(8) لا توجد: أبي، في المصدر، وهو الظاهر، وهو اسم أخي عثمان من الرضاع، وهو الذي أهدر النبي صلى الله عليه وآله دمه يوم فتح مكة.
(9) لا توجد: شئ في (س)، وانظر: تفسير البرهان 1 / 422، وتفسير الصافي 1 / 404.
(10) تفسير العياشي 1 / 281، حديث 289.
(11) في المصدر: عبد الرحمن.
(12) النساء: 137.