[220]

الامر ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية، حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لامير المؤمنين عليه السلام ديث قالوا له: بأمر الله وأمر رسوله.
فبايعوه، ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ (1).
84 - كا (2): الحسين بن محمد، عن المعلى، عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير.
مثله.
بيان: المراد بمن بايعوه: أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
85 - شي (3): عن جابر، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: * (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) * (4)، قال: فقال: هم أولياء فلان وفلان وفلان اتخذوهم ائمة دون (5) الامام الذي جعله الله للناس إماما، فلذلك قال الله تبارك وتعالى: * (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرء الذين اتبعوا من الذين اتبعو.
) * (6) إلى قوله: * (من النار) * (7)، قال: ثم قال أبو جعفر عليه السلام:
(1) لا توجد: شئ، في (س)، وانظر: تفسير البرهان 1 / 422، والصافي 1 / 404.
(2) الكافي 1 / 420 - كتاب الحجة - باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، حديث 42، وانظر بقية روايات الباب.
(3) تفسير العياشي 1 / 72، حديث 142.
(4) البقرة: 165.
(5) في الصمدر: من دون.
(6) البقرة: 165 - 166.
(7) البقرة: 167.

[221]

هم والله - يا جابر - أئمة (1) الظلم وأشياعهم (2).
86 - شي (3): عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قوله (4): * (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله) * (5) قال: هم آل محمد (6) صلى الله عليه وآله (7).
87 - شي (8): عن منصور بن حازم، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: * (وما هم بخارجين من النار) * (9) ؟.
قال: أعداء علي عليه السلام هم المخلدون في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين (10).
88 - شي (1): عن الحسين بن بشار، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله: * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) * (12) ؟.
قال: فلان وفلان.
* (ويهلك الحرث والنسل) * (13)، النسل: هم الذرية، والحرث: الزرع (14).
(1) في تفسير العياشي: والله يا جابر هم أئمة.
(2) وانظر: تفسير البرهان 1 / 172، والصافي 1 / 156، وإثبات الهدى 1 / 262.
(3) تفسير العياشي 1 / 72، حديث 143.
(4) في (س): قال.
(5) البقرة: 165.
(6) في (ك) نسخة بدل: هم أصحاب آل محمد.
(7) انظر: تفسير البرهان 1 / 172، والصافي 1 / 157.
(8) تفسير العياشي 1 / 73، حديث 145.
(9) البقرة: 167.
(10) لا حظ: تفسير البرهان 1 / 172، والصافي 1 / 157.
(11) تفسير العياشي 1 / 100، حديث 287.
(12) البقرة: 204.
(13) البقرة: 205.
(14) وقد حكاه في تفسير البرهان 1 / 205، والصافي 1 / 181 عنه.

[222]

89 - شي (1): عن بعض أصحابه، قال: سمعت عمارا يقول - على منبر الكوفة -: ثلاثة يشهدون على عثمان أنه كافر وأنا الرابع، وأنا أتم الاربعة (2)، ثم قرأ هؤلاء الآيات (3) في المائدة: * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * (4) و * (الظالمون) * (5) و * (الفاسقون) * (6).
بيان: يعني أن الآيات الثلاث يشهدون [كذا] على عثمان أنه كافر وأنا رابعهم، وأتم وأوضح دلالة منهم على كفر.
90 - شي (7): عن أبي جميلة، عن بعض أصحابه، عن أحدهما عليهما السلام، قال: قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد صلى الله عليه وآله فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم حسدا وعداوة، وقد قال الله: * (ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * (8)، وكان أبو بكر أول من منع آل محمد عليهم السلام حقهم وظلمهم، وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبو بكر استخلف عمر على غير شورى من المسلمين ولا رضى من آل محمد، فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد عليهم السلام حقهم وصنع ما صنع أبو بكر (9).
91 - شي (10): عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام: * (من جاء
(1) تفسير العياشي 1 / 323، حديث 123.
(2) في المصدر: وأنا أسمي الاربعة.
(3) في (س): هذه الآيات، وجعل ما في المتن نسخة.
(4) المائدة: 44.
(5) المائدة: 45.
(6) المائدة: 47.
وقد جاء في تفسير البرهان 1 / 476.
(7) تفسير العياشي 1 / 325، حديث 130.
(8) المائدة: 47.
(9) وانظر: تفسير البرهان 1 / 478.
(10) تفسير العياشي 1 / 387، حديث 140.

[223]

بالحسنة فله عشر أمثالها) * (1) قال: من ذكرهما فلعنهما كل غداة كتب الله (2) له سبعين حسنة، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات (3).
92 - م (4): قوله عزوجل: * (وإذا لقو الذين آمنوا قالوا: ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) * (5) ؟.
قال موسى بن جعفر عليهما السلام: وإذا رقى (6) هؤلاء الناكثون لبيعته (7) المواطئون على مخالفة علي عليه السلام ودفع الامر عنه، الذين آمنوا قالوا آمنا كإيمانكم، إذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر وعمارا قالوا لهم: آمنا بمحمد (ص) وسلمنا له بيعة علي عليه السلام وفضله (8) وأنفذنا لامره كما آمنتهم (9) إن كان (10) أولهم وثانيهم وثالثهم إلى تاسعهم، ربما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان وأصحابه، فإذا لقوهم اشمأزوا منهم وقالوا: هؤلاء أصحاب الساحر والاهوج - يعنون محمدا وعليا عليهما السلام -، ثم يقول بعضهم لبعض: احترزوا منهم لا يقفون من فلتات كلامكم على كفر محمد فيما قاله في علي فينموا عليكم، فيكون فيه هلاككم، فيقول أولهم: انظروا إلي كيف أسخر منهم وأكف عاديتهم عنكم ؟.
فإذا لقوا (11) قال أولهم: مرحبا بسلمان ابن الاسلام الذي
(1) الانعام: 160.
(2) لا يوجد لفظ الجلالة في (س).
(3) انظر: البرهان في تفسير القرآن 1 / 566.
(4) تفسير الامام الحسن العسكري عليه السلام: 120 - 125، حديث 63، وهناك نسخ أخرى جاءت في ذيل المصدر أو خلال متنه لم نشر إليهم.
(5) البقرة: 14 - 15.
وذكر بعدهما في المصدر: قال الامام عليه السلام.
(6) في المصدر: إذا لقو. . (7) في التفسير: للبيعة.
(8) وضع في مطبوع البحار على: فضله، رمز نسخة بدل وبعدها: ص، أي في نسخة صحيحة.
(9) كذا، وفي المصدر: كما أمنتم.
(10) في (س) وضع على: كان، رمز نسخة بدل، وهي لا توجد في المصدر.
(11) في الصمدر: فإذا التقو.

[224]

قال فيه محمد سيد الانام: لو كان الدين متعلقا (1) بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس، هذا أفضلهم، يعنيك.
وقال فيه: سلمان منا أهل البيت، فقرنه بجبرئيل الذي قال له يوم العباء لما قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: وأنا منكم، فقال: وأنت منا حتى ارتقى جبرئيل إلى الملكوت الاعلى يفتخر على أهله يقول: من مثلي ؟ ! بخ بخ وأنا (2) من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله.
ثم يقول للمقداد: مرحبا بك يا مقداد ! أنت الذي قال فيك رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي ! المقداد أخوك في الدين وقد قدمك (3) فكأنه بعضك، حبا لك وتعصبا على أعدائك، وموالاة لاوليائك، ومعاداة لاعدائك (4)، لكن ملائكة السماوات والحجب أكثر حبا لك منك لعلي عليه السلام، وأكثر تعصبا على أعدائك (5) منك على أعداء علي عليه السلام، فطوباك ثم طوباك.
ثم يقول لابي ذر: مرحبا بك يا أبا ذر ! أنت الذي قال فيك رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، و (6) قيل: بماذا فضله الله وشرفه (7) ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لانه كان بفضل علي - أخي رسول الله صلوات الله عليهما وآلهما - قوالا، وله في كل الاحوال مداحا، ولشانئيه وأعدائه شانئا، ولاوليائه وأحبائه مواليا، وسوف يجعله
(1) في التفسير: معلق.
(2) نسخة بدل في (ك): انا - بتشديد النون -، وجاء في (س) بدلا من: وأنا، وأنت.
(3) في المصدر: وقد قد منك، وهو الظاهر.
(4) لا توجد في التفسير: ومعاداة لاعدائك.
(5) من قوله عليه السلام: ومولاة لاوليائك.
إلى هنا لا توجد في (س)، ولعلها سطر ساقط، وهي موجودة في المصدر إلا أن بدلا من: أكثر تعصبا، أشد بغض.
(6) لا توجد الواو في المصدر.
(7) في المصدر: الله تعالى بهذا وشرفه.

[225]

الله في الجنان من أفضل ساكنيها (1)، ويخدمه ما لا يعرف عدده إلا الله من وصائفها وغلمانها، وولدانه.
ثم يقول لعمار بن ياسر: أهلا وسهلا ومرحبا بك يا عمار ! نلت بماولاة أخي رسول الله صلى الله عليه وآله مع أنك وادع رافه لا تزيد على المكتوبات والمسنونات من سائر (2) العبادات ما لا يناله الكاد بدنه ليلا ونهارا - يعني الليل قياما والنهار صياما -، والباذل أمواله وإن كانت جميع أموال الدنيا له، مرحبا بك، قد رضيك رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي - أخيه - مصافيا، وعنه مناوئا، حتى أخبر أنك ستقتقل في محبته، وتحشر يوم القيامة في خيار زمرته، وفقني الله تعالى لمثل عملك وعمل أصحابك، حتى (3) توفر على خدمة محمد رسول الله (ص) وأخي محمد - علي ولي الله - ومعاداة أعدائهما بالعداوة، ومصافاة أوليائهما بالموالاة والمتابعة، سوف يسعدنا الله يومنا (4) إذا التقينا بكم، فيقول (5) سلمان وأصحابه ظاهرهم كما أمرهم الله، يجوزون عنهم، فيقول الاول لاصحابه: كيف رأيتم سخريتي لهؤلاء (6) ؟ وكيف كففت عاديتهم عني وعنكم ؟.
فيقولون له (7): لا تزال بخير ما عشت لن.
فيقول لهم: فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم مثل هذا، فإن اللبيب العاقل من تجرع على الغصة حتى ينال الفرصة، ثم يعودون إلى أخدانهم من المنافقين المتمردين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أداه إليهم عن الله عزوجل من ذكر تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام
(1) جاء في التفسير: الله عزوجل في الجنان من أفضل سكانه.
(2) خط على كلمة: سائر في (س).
(3) في المصدر: ممن، بدلا من: حتى، وهي نسخة في (ك)، وهو الظاهر.
(4) يومنا هذا، جاءت في المصدر.
(5) في المصدر: فيقبل، وهي نسخة في (ك).
(6) جاء: بهؤلاء، بدلا من: لهؤلاء، في المصدر.
(7) لا توجد في المصدر: له.

[226]

ونصبه إماما على كافة المكلفين.
قالوا لهم: إنا معكم.
(1) على ما واطأناكم عليه من دفع علي عن هذا الامر إن كانت لمحمد كائنة، فلا يغرنكم ولا يهولنكم ما تستمعونه منا من تقريظهم، وتروننا نجترى عليه (2) من مداراتهم فإنا (3) نحن مستهزئون بهم، فقال الله عزوجل يا محمد (ص) !: * (الله يستهزئ بهم) * (4) يجازيهم جزاء استهزائهم في الدنيا والآخرة: * (ويمدهم في طغيانهم) * (5) يمهلهم ويتأتى بهم (6) برفقه ويدعوهم إلى التوبة، ويعدهم إذا أنابوا المغفرة * (يعمهون) * (7) وهم يعمهون ولا يرعوون (8).
قال العالم صلوات الله عليه (9): فأما استهزاء الله (10) بهم في الدنيا فإنه مع إجرائه إياهم على ظاهر أحكام المسلمين لاظهارهم ما يظهرونه من السمع والطاعة والموافقة، يأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالتعريض لهم حتى لا يخفى على المخلصين من المراد بذلك التعريض، ويأمر بلعنهم.
وأما استهزاؤه بهم في الآخرة، فهو إن الله عزوجل إذ أقرهم في دار اللعنة والهوان وعذبهم بتلك الالوان العجيبة من العذاب، وأقر هؤلاء المؤمنين في الجنان
(1) ذكر ما بعد الآية في المصدر:.
إنما نحن.
(2) جاء في المصدر: وترونا نجتري عليهم، وهو الظاهر.
(3) في التفسير: فإنما، فيكون جزء الآية الكريمة.
(4) البقرة: 15.
(5) البقرة: 15.
(6) في المصدر: ويتأنى بهم.
(7) البقرة: 15.
وفي نسخة من المصدر: وهم يعمهون.
(8) في التفسير: يعمهون لا ينزعون.
وفيه زيادة هنا: عن قبيح، ولا يتركون أذى لمحمد (ص) وعلي عليه السلام يمكنهم ايصاله إليهما إلا بلغوه.
(9) في المصدر: قال الامام العالم عليه السلام.
(10) جاء: الله تعالى، في المصدر.

[227]

بحضرة محمد صلى الله عليه وآله صفي الملك الديان، أطلعهم على هؤلاء المستهزئين بهم (1) في الدنيا حتى يروا ما هم (2) فيهم من عجايب اللعاين، وبدايع النقمات، فيكون (3) لذتهم وسرورهم بشماتتهم (4) كما لذتهم وسرورهم بنعيمهم في جنان ربهم، فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين المنافقين (5) بأسمائهم وصفاتهم، وهم على أصناف: منهم: من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه.
ومنهم: من هو بين مخاليب (6) سباعها تعبث به وتفترسه.
ومنهم: من هو تحت سياط زبانيتها وأعمدتها ومرزباتها يقع (7) من أيديهم عليه تشدد (8) في عذابه، وتعظم خزيه ونكاله.
ومنهم: من هو في بحار حميمها يغرق ويسحب فيه.
ومنهم: من هو (9) في غسلينها وغساقها تزجره (10) زبانيته.
ومنهم: من هو في ساير أصناف عذابها، والكافرون و (11) المنافقون ينظرون فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون لما كانوا من موالاة محمد
(1) في المصدر: المستهزئين الذين كانو يستهزؤن بهم.
(2) لا توجد: هم، في (س)، وجاء في (ك): فيه، بدلا من: فيهم.
(3) في التفسير: فتكون.
(4) في المصدر: بشماتتهم بهم.
(5) في المصدر: والمنافقين.
(6) في التفسير: مخالب - بلا ياء -.
(7) في المصدر: تقع.
(8) في التفسير: ما تشدد.
، وهو الظاهر.
(9) لا توجد كلمة: هو، في (س).
(10) في المصدر: يزجره فيه.
(11) وضع رمز نسخة بدل على الواو في (س).

[228]

وعلي وآلهما صلوات الله عليهم يعتقدون، فيرونهم (1) منهم من هو على فرشها يتقلب، ومنهم من هو على (2) فواكهها يرتع، ومنهم من هو على (3) غرفاتها أو في بساتينها ومتنزهاتها (4) يتبحبح (5)، والحور العين والوصفاء والولدان والجواري والغلمان قائمون بحضرتهم وطائفون بالخدمة حواليهم، وملائكة الله عزوجل يأتونهم من عند ربهم بالحباء والكرامات وعجايب التحف والهدايا والمبرات، يقولون (6): * (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) * (7)، فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين: يا أبا فلان ! (8) ويا فلان ! ويا فلان ! (9).
حتى ينادونهم بأسمائهم: ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون ؟ ! هلموا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتخلصوا من عذابكم، وتلحقوا بنا في نعيمها، فيقولون: يا ويلنا ! أنى لنا هذا ؟.
يقول المؤمنون: انظروا إلى هذه الابواب، فينظرون إلى أبواب من (10) الجنان مفتحة يخيل إليهم أنها إلى جهنم التي فيها يعذبون، ويقدرون أنهم ممكنون (11) أن يتخلصوا إليها، فيأخذون في
(1) في المصدر: ويرون.
(2) في التفسر: في، بدلا من: على ووضع رمز نسخة في (ك) على كلمة: على.
(3) وضع على كلمة: على، رمز نسخة بدل في (ك)، وجاء بدلا منها: في، في المصدر.
(4) في المصدر: منتزهاتها، قال في القاموس 4 / 294: التنزه: التباعد، والاسم النزهة.
ونزه - ككرم وضرب - نزاهة ونزاهية، والرجل تباعد عن كل مكروه فهو نزيه.
(5) في (ك): يبتجح - بتقديم الباء الموحدة على التاء المثناة - وهو غلط، وتقرأ ما في (س): يبتجح - بتقديم الجيم على الحاء المهملة، والتبجح: الفرح كما في القاموس 1 / 214.
أما معنى: يتبحبح فقد تعرض المصنف - رحمه الله - له في بيانة.
(6) في المصدر: يقولون لهم، وهي نسخة بدل في (ك).
(7) الرعد: 24.
(8) في المصدر: يا فلان.
(9) في (س) وضع على فلان - الثالثة - رمز نسخة بدل.
(10) وضع على: من، في (س) رمز نسخة بدل.
(11) في المصدر: يتمكنون.

[229]

السباحة (1) في بحار حميمها وعدوا من (2) بين أيدي زبانيتها وهم يلحقونهم ويضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم وسياطهم، فلا يزالون هكذا يسيرون هناك، وهذه الاصناف من العذاب تمسهم حتى إذا قدروا أنهم قد بلغوا تلك الابواب وجدوها مردومة عنهم، وتدهدههم (3) الزبانية بأعمدتها فتنكسهم إلى سواء الجحيم، ويستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم، فذلك قول الله عزوجل: * (الله يستهزئ بهم) * (4)، وقوله عز وجل: * (فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون) * (5).
بيان: قال الفيروز آبادي: الهوج - محركة - طول في حمق وطيش وتسرع (6).
والوداع الساكن الخافض في العيش (7).
ورجل رافه.
أي وادع، وهو في رفاهة من العيش.
أي سعة (8).
وقال الجوهري: الارزبة - بالكسر (9) - التي يكسر بها المدر، فان قلتها بالميم
(1) في التفسير: بالسباحة.
(2) لا توجد: من، في المصدر، ووضع عليها في (س) رمز نسخة بدل.
(3) في (س): تدهدهم، وفي نسخة: تزهدهم، وفي أخرى: دهدهم.
أقول: إن المصنف - رحمه الله - قد تعرض لمادة الدهدهة، وأما الدهد فليس له في كتب اللغة التي بأيدينا عين ولا أثر، ولعله: دهدأ فحذفت الهمزة تخفيفا، وهو بمعنى الدهدهة كما في النهاية 2 / 143.
(4) البقرة: 15.
(5) المطففين: 34 - 35.
(6) القاموس 1 / 221، وقارن بتاج العروس 2 / 118، وانظر: لسان العرب 2 / 394.
(7) كما في مجمع البحرين 4 / 401، والصحاح 3 / 1295، وتاج العروس 5 / 534.
(8) ذكره في الصحاح 6 / 2232، ولسان العرب 13 / 493، وغيرهم.
(9) لا توجد في المصدر: بالكسر.

[230]

خففت، قلت (1): المرزبة (2).
وقال: سحبت ذيلي فانسحب (3): جررته فانجرر (4).
وقال: التبحبح: التمكن في الحلول والمقام (5).
والردم: السد (6).
ودهدهت الحجر فتدهده: دحرجته فتدحرج (7).
93 - شي (8): عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن هذه الآية في قول الله تعالى (9): * (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءابآءكم وإخوانكم أولياء.
) * إلى قوله: * (الفاسقين) * (10) فأما * (لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان) * (11) فإن الكفر في الباطن في هذه الآية ولاية الاول والثاني وهو كفر، وقوله: على الايمان، فالايمان ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال: * (ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون) * (12).
94 - شي (13): عن عجلان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله
(1) في الصحاح: فقلت.
(2) الصحاح 1 / 135، وقارن ب‍: لسان العرب 1 / 416.
(3) في المصدر: اسحب.
(4) صحاح اللغة 1 / 146 وفيه: فانجر، بدلا من: فانجرر، وانظر: لسان العرب 1 / 461.
(5) الصحاح 1 / 354، ولا حظ: النهاية 1 / 98.
(6) كما نص عليه في الصحاح 5 / 1930، وتاج العروس 8 / 309.
(7) ذكره في صحاح اللغة 6 / 2231، وانظر: لسان العرب 13 / 489، وغيرهم.
(8) تفسير العياشي 2 / 84، حديث 36.
(9) لا توجد: تعالى، في المصدر.
(10) التوبة: 23.
(11) التوبة: 24.
(12) وذكرت في تفسير البرهان 2 / 111 عنه.
(13) تفسير العياشي 2 / 84، حديث 38.

[231]

تعالى: * (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم.
.
) * إلى: * (ثم وليتم مدبرين) * (1) ؟.
فقال: أبو فلان (2).
95 - سر (3): عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام في احتجاج الناس علينا في الغار، فقال عليه السلام: حسبك بذلك عارا - أو قال (4): شرا - إن الله (5) لم يذكر رسول الله (6) صلى الله عليه وآله مع المؤمنين إلا أنزل الله السكينة عليهم جميعا، وإنه أنزل السكينة على رسوله وأخرجه منها و (7) خص رسول الله صلى الله عليه وآله دونه.
96 - سر (8): من كتاب أبي القاسم بن قولويه، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، قال: خطب الناس عمر بن الخطاب - وذلك قبل أن يتزوج أم كلثوم بيومين -، فقال: أيها الناس ! لا تغالوا بصدقات النساء فإنه لو كان الفضل فيها لكان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل (9)، كان نبيكم عليه السلام يصدق المرأة من نسائه المحشوة وفراش الليف والخاتم والقدح وما أشبهها (10)، ثم نزل عن المنبر، وما أقام يومين (11) أو ثلاثة حتى أرسل صداق (12) بنت علي عليه السلام بأربعين ألف.
(1) التوبة: 25.
(2) وانظر: تفسير البرهان 2 / 112، وتفسير الصافي 1 / 690.
(3) مستطرفات السرائر: 138، حديث 6.
(4) في (س): وقال، وهو غلط.
(5) في المصدر: ان الله تعالى.
(6) في المستطرفات: رسوله.
(7) لا توجد الواو، في المصدر.
(8) مستطرفات السرائر: 144، حديث 12.
(9) في المصدر: يفعله.
(10) في المستطرفات: والقدح الكثيف وما أشبه ذلك.
(11) في المصدر: فما أقام إلا يومين.
(12) في المصدر: في صداق.

[232]

97 - شي (1): عن أبي بصير، قال (2): يؤتي بجهنم لها أبواب سبعة أبواب، بابها الاول: للظالم وهو زريق، وبابها الثاني: لحبتر، والباب الثالث: للثالث، والرابع: لمعاوية، والباب الخامس: لعبد الملك، والباب السادس: لعسكر بن هو سر، والباب السابع: لابي سلامة، فهم أبواب لمن اتبعهم (3).
بيان: سيأتي (4) أن عسكر اسم جمل عائشة، فيكون كناية عن عائشة وصاحبيها، ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بني أمية كأبي سلامة، ويحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي مسلم إشارة إلى من سلطهم من بني عباس.
98 - شي (5): عن حريز، عمن ذكره، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: * (وقال الشيطان لما قضي الامر) * (6)، قال: هو الثاني، وليس في القرآن شئ و (قال الشيطان) إلا وهو الثاني (7).
99 - شي (8): عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه: إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا (9)، فينظر الاول إلى زفر في
(1) تفسير العياشي 2 / 243، حديث 19.
(2) في المصدر: عن أبي جعفر عليه السلام قال.
(3) وقد ذكرها في تفسير البرهان 2 / 345.
(4) بحار الانوار 32 / 172 - 173، حديث 132، وغيره.
(5) تفسير العياشي 2 / 223، حديث 8.
(6) سورة ابراهيم (ع): 22.
(7) وجاء في البرهان 2 / 310، وتفسير الصافي 1 / 885.
(8) تفسير العياشي 2 / 223، حديث 9.
(9) جاء في حاشية (ك): الكبل: القيد والضخم، يقال: كبلت الاسير وكبلته: إذا قيدته فهو مكبول ومكبل.
صحاح.
انظر: الصحاح 5 / 1808.
ولا توجد واو من: والضخم.

[233]

عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل، فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله العذاب (1) وأنا أغويت هذا الخلق جميع.
فيقال: هذا زفر.
فيقول: بما جدر له (2) هذا العذاب ؟ !.
فيقال: ببغيه على علي عليه السلام.
فيقول له إبليس: ويل لك أو ثبور لك !، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال: * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين) * (3) وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت: * (ولا تجد أكثرهم شاكرين) * (4) فمنيت به (5) نفسك غرورا، فيوقف (6) بين يدي الخلائق فيقال له (7): ما الذي كان منك إلى علي والى الخلق الذين اتبعوك على الخلاف ؟ !.
فيقول الشيطان - وهو زفر - لابليس: أنت أمرتني بذلك.
فيقول له إبليس: فلم عصيت ربك وأطعتني ؟.
فيرد زفر عليه ما (8) قال الله: * (إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان.
) * (9) إلى آخر الآية (10).
بيان: قوله عليه السلام: فيرد زفر عليه.
ظاهر السياق أن يكون قوله: * (إن الله وعدكم) * كلام إبليس، فيكون كلام زفر ما ذكر قبل تلك الآية من قوله: * (إنا كنا
(1) في المصدر: له العذاب.
(2) في التفسير: بما حدد له، وفي (ك): جدد.
(3) الحجر: 42.
(4) الاعراف: 17.
(5) في تفسير العياشي: فمنتك به.
(6) في المصدر: فتوقف.
(7) في التفسير: فقال له.
(8) وضع في (س) على: ما، رمز نسخة بدل.
(9) سورة ابراهيم (ع): 22.
(10) وحكاه في تفسير البرهان 2 / 310.

[234]

لكم تبعا) * (1) وترك اختصارا، ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما يجري بين عمر وبين أتباعه، فيكون المراد بالرد عليه الرد على أتباعه، أو يكون (عليهم) فصحف، ولعله سقط من الكلام شئ، وفي بعض النسخ لم تكن كلمة (ما) في (ما) (2) قال الله، ولعله أقرب، وعلى تقديره يمكن أن يقرأ فيرد - على بناء المجهول - والظرف بدل من زفر، فتكون الجملة بيان للجملة (3) السابقة.
100 - شي (4): عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: * (مآ أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخد المضلين عضدا) * (5) ؟.
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ! أو بأبي جهل بن هشام !، فأنزل الله: * (وما كنت متخذ المضلين عضدا (6) يعنيهما (7).
101 - شي (8): عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب.
فقال: يا محمد ! قد والله قال ذلك، وكان علي أشد من ضرب العنق، ثم أقبل علي فقال: هل تدري ما أنزل الله يا
(1) سورة ابراهيم (ع): 21.
(2) لا توجد: ما، في (س).
(3) في (س): الجملة.
(4) تفسير العياشي 2 / 328 - 329، حديث 39.
(5) الكهف: 51.
(6) الكهف: 51.
(7) وذكره في تفسير البرهان 2 / 471 - 472، وتفسير الصافي 2 / 17 عنه.
(8) تفسير العياشي 2 / 329، حديث 40.
أقول: هذه الرواية والتي سبقتها بنظري القاصر لا يليق صدورهما من الامام عليه السلام، فلعل الراوي اشتبه عليه المطلب ونقل المعنى الذي فهمه دون مغزى كلامه عليه السلام، أو سقط من الروايتين عبارات، فتأمل، والله العالم.

[235]

محمد ؟ !.
قلت: أنت أعلم جعلت فداك.
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان (1) في دار الارقم فقال: اللهم أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأنزل الله: * (مآ أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخد المضلين عضدا) * (2) يعنيهما (3).
102 - شي (4): عن عبد الله بن عثمان البجلي، عن رجل: أن النبي صلى الله عليه وآله اجتمعا عنده فتكلما في علي (5) وكان من النبي صلى الله عليه وآله أن لين (6) لهما في بعض القول، فأنزل الله: * (لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لاذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * (7) ثم لا يجدا (8) بعدك مثل علي وليا (9).
بيان: قال البيضاوري (10): ضعف الحياة وضعف الممات.
أي عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، ضعف ما يعذب به في الدارين بمثل هذا العمل غيرك، لان خطأ الخطير أخطر.
وقيل: الضعف من أسماء العذاب.
وقيل: المراد بضعف الحياة عذاب الآخرة وبضعف الممات عذاب القبر.
(1) لا توجد: كان، في (س).
(2) الكهف: 51.
(3) وحكاه في تفسير البرهان 2 / 471 - 472، وتفسير الصافي 2 / 17.
(4) تفسير العياشي 2 / 306، حديث 133.
(5) في المصدر: اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في علي.
(6) في التفسير: أن يلين.
(7) الاسراء: 74 - 75.
(8) في المصدر: ثم لا تجد.
(9) وحكاه في البرهان 2 / 433.
(10) تفسير البيضاوي 3 / 208.
(*)

[236]

انتهى.
وفي تفسير علي بن ابراهيم: وضعف المات من يوم الموت إلى أن تقوم الساعة (1).
ولعل قوله: ثم لا يجدا بعدك.
من تتمة الآية في قراءة أهل البيت عليهم السلام.
103 - جا (2): عمر بن محمد، عن جعفر بن محمد الحسني، عن عيسى ابن مهران، عن مخول، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، قال: سمعت الحسن ابن علي عليهما السلام يقول: إن أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الامر وهو لنا كله فأخذاه دوننا، وجعلا لنا فيه سهما كسهم الجد (3)، أما والله لتهمنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتن.
بيان: التشبيه بسهم الجد إما من جهة القلة، أو عدم اللزوم مع وجود الوالدين، أو إشارة إلى الشورى، فإن عمر جعل أمير المؤمنين عليه السلام أحد الستة و (4) سهم الجد السدس.
104 - قب (5): حدثت أبو عبد الله محمد بن احمد الديلمي البصري (6)، عن محمد بن أبي كثير (7) الكوفي، قال: كنت لا أختم صلاتي ولا أستفتحها إلا
(1) تفسير علي بن ابرهيم القمي 2 / 24.
(2) أمالي الشيخ المفيد: 48، حديث 8، بتفصيل في السند.
(3) في المصدر: الجدة.
(4) في (ك): أو وهو غلط.
(5) مناقب ابن شهر آشوب 4 / 237.
(6) في حاشية (ك) من البحار كلمة: بصير، ووضع بعدها رمز نسخة بدل لم يعلم محلها، ولعلها بدل من: البصري.
(7) في المصدر: محمد بن كثير.

[237]

بلعنهما، فرأيت في منامي طائرا معه تور (1) من الجوهر (2) فيه شئ أحمر شبه الخلوق، فنزل إلى البيت المحيط برسول الله صلى الله عليه وآله، ثم أخرج شخصين من الضريح فخلقهما بذلك الخلوق في عوارضهما، ثم ردهما إلى الضريح وعاد مرتفعا، فسألت من حولي من هذا الطائر ؟ وما هذا الخلوق ؟.
فقال: هذا ملك يجئ في كل ليلة جمعة يخلقهما، فأزعجني ما رأيت فأصبحت لا تطيب نفسي بلعنهما، فدخلت على الصادق عليه السلام، فلما رآني ضحك وقال: رأيت الطائر ؟.
فقلت: نعم يا سيدي.
فقال: اقرأ: * (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله) * (3) فإذا رأيت شيئا تكره فاقرأها، والله ما هو بملك موكل بهما لاكرامهما، بل هو ملك موكل بمشارق الارض ومغاربها، إذا قتل قتيل ظلما أخذ من دمه فطوقهما به في رقابهما، لانهما سبب كل ظلم مذ كان.
بيان: التور إنا يشرب فيه (4).
105 - كش (5): العياشي، عن جعفر بن أحمد، عن حمدان بن سليمان والعمركي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحجاج، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وعمار يعملون مسجدا، فكمر عثمان في بزة له يخطر، فقال (6) أمير المؤمنين عليه
(1) في المناقب: نور.
ولعلها سهو.
(2) في (ك): جواهر.
(3) المجادلة: 10.
(4) كما في الصحاح 2 / 603، وانظر: مجمع البحرين 3 / 234، ولسان العرب 4 / 96.
(5) اختيار معرفة الرجال معرفة الرجال - رجال الكشي -: 31 - 32 [1 / 138]، حديث 59 بتفصيل في الاسناد (6) في المصدر زيادة: له.

[238]

السلام: أرجز به.
فقال عمار: لا يستوي من يعمر المساجدا * يظل راكعا وساجدا ومن تراه عاندا معاندا * عن الغبار لا يزال حايدا قال: فأتى: فأتى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: ما أسلمنا لتشتم أعرضنا وأنفسنا !.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفتحب أن تقال بذلك ؟، فنزلت (1) آيتان: * (يمنون عليك أن أسلمو.
) * الآية (3)، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أكتب هذا في صاحبك، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: أكتب هذه الآية: * (إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله.
.
) * (4).
بيان: البزة - بالكسر -: الهيئة، والبزة أيضا السلاح، ذكره الجوهري (5)، وقال: خطران الرجل.
اهتزازه في المشي وتبختره (6).
قوله صلى الله عليه وآله: أن تقال بذلك.
أي أقيل إسلامك وارجع عن بيعتك بذلك الامر الذي وقع، فهو إما (7) على الاستفهام الانكاري، أو لانه كان يعلم من باطنه أنه لم يؤمن.
106 - كش (8): جعفر بن معروف، قال: حدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أبيه، عن صالح الحذاء، قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وآله ببناء المسجد قسم عليهم المواضع، وضم إلى كل رجل رجلا، فضم عمارا إلى علي عليه
(1) في الرجال: أتحب أن تقال فنزلت.
(2) الحجرات: 17.
(3) وضع على كلمة: الآية، رمز نسخة بدل في (س).
(4) الحجرات: 17.
(5) في صحاحه 3 / 865، وانظر: لسان العرب 5 / 312.
(6) صحاح اللغة 2 / 648، وانظر: مجمع البحرين 3 / 290، وتاج العروس 3 / 183.
(7) لا توجد: اما، في (س).
(8) اختيار معرفة الرجال - رجال الكشي -: 32 [1 / 140]، حديث 60.

[239]

السلام، قال: فبيناهم (1) في علاج البناء إذ خرج عثمان عن (2) داره وارتفع الغبار فتمنع بثوبه وأعرض بوجهه، قال: فقال علي عليه السلام لعمار: إذا قلت شيئا فرد علي، قال: فقال علي عليه السلام: لا يستوي من يعمر المساجدا * يظل فيها راكعا وساجدا كمن (3) ترى (4) عن الطريق حائدا و (5) عائدا قال: فأجابه عمار كما قال، فغضب عثمان من ذلك فلم يستطع (6) أن يقول لعلي شيئا، فقال لعمار: يا عبد ! يا لكع ! ومضى، فقال علي عليه السلام لعمار: رضلت بما قال ؟.
ألا تأتي النبي صلى الله عليه وآله فتخبره ؟.
قال: فأتاه فأخبره، فقال يا نبي الله (ص) ! إن عثمان قال لي: يا لكع ! (7).
فقال: رسول الله صلى الل عليه وآله: من يعلم ذلك ؟، قال: علي.
قال: فدعاه وسأله، فقال له كما قال عمار، فقال لعلي عليه السلام: اذهب فقل له حيث ما كان: يا عبد ! يا لكع ! أنت القائل لعمار يا عبد ! يا لكع !، فذهب علي عليه السلام فقال له ذلك فانصرف (8).
بيان: فتمنع.
أي امتنع (9) من الغبار، وفي بعض النسخ باليا المثناة التحتانية (10)
(1) لا توجد: هم، في متن المصدر، وهي نسخة جاءت فيه.
وفي (ك) نسخة: نحن، بدلا من: هم.
(2) في الرجال: من داره.
(3) في (س) كم.
(4) في المصدر: يرى.
(5) لا توجد: حائدا و،.
في المصدر، ووضع عليها رمز نسخة في المطبوع من البحار.
(6) في (ك): فلم يستطيع، وهو غلط.
(7) جاء في المصدر: يا عبد.
يا لكع.
(8) في الرجال: ثم انصرف.
وما هنا نسخة هناك.
(9) انظر: تاج العروس 5 / 516، ولسان العرب 8 / 343.
(10) أي تميع.