[240]

أي جرى على الارض (1) ومضى، والاول أظهر.
واللكع - بضم اللام وفتح الكاف -: اللئيم والذليل النفس (2).
107 - كش (3): حمدويه وابراهيم معا (4)، عن محمد بن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن الحارث بن المغيرة، عن الورد بن زيد، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلني الله فداك قدم الكميت.
فقال: أدخله.
فسأله الكميت عن الشيخين ؟، فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما أهريق دم ولا حكم بحكم (5) غير موافق لحكم الله وحكم رسوله (6) صلى الله عليه وآله وحكم علي عليه السلام إلا وهو في أعناقهم.
فقال الكميت: الله أكبر الله أكبر حسبي حسبي.
108 - كا (7): حميد بن زياد، عن أبي العباس عبيدالله بن احمد الدهقان، عن علي بن الحسن (8) الطاطري، عن محمد بن زياد، عن أبان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن عثمان قال للمقداد: أما والله لتنتهين أو لاردنك إلى ربك الاول، قال فلما حضرت مقداد (9) الوفاة قال لعمار: أبلغ عثمان عني أني قد رددت إلى ربي الاول.
بيان: لعل الملعون أراد بالرب الاول الصنم أو المالك، وأراد مقداد رضي الله عنه به الرب تعالى.
(1) كما في تاج العروس 5 / 516، والصحاح 3 / 1287، وغيرهم.
(2) ذكره في الصحاح.
3 / 1280، وتاج العروس 5 / 502.
(3) رجال الكشي: 205 - 206 [2 - 461]، حديث 361، مع تفصيل في الاسناد.
(4) لا توجد: معا، في (س)، وفي المصدر: قالا - بدون معا -.
(5) ما هنا نسخة في المصدر، وفيه: ولا حكم يحكم بحكم.
(6) في رجال الكشي: وحكم النبي.
(7) الكافي 8 / 331، حديث 513.
(8) في (س): الحسين.
(9) في الكافي: المقداد.

[241]

109 - كتاب سليم بن قيس (1): عن أبان بن أبي عياش، عن سليم، قال: سمعت سلمان الفارسي يقول: إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس (2) مزموما بزمام من نار، ويؤتى بزفر مزموما بزمامين من نار، فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول: ثكلتك أمك، من أنت ؟ أنا الذي فتنت الاولين والآخرين وأنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزمامين.
فيقول: أنا الذي أمرت فأطعت وأمر الله فعصي.
110 - كش (3): محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءت أم خالد - التي كان قطعها يوسف - يستأذن (4) عليه، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ايسرك أن تشهد كلامها ؟.
قال: فقلت: نعم، جعلت فداك.
فقال: إما لا (5) فأدن.
قال: فأجسلني على عقبة (6) الطنفسة ثم دخلت فتكلمت، فإذا هي امرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان، فقال لها: توليهم.
فقالت: فأقول لربي إذ لقيته إنك أمرتني بولايتهم.
قال: نعم.
قالت: فإن هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النوا يأمرني بولايتهما، فأيهما أحب إليك ؟.
قال: هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النوا وأصحابه، إن هذا يخاصم فيقول: * (من لم يحكم
(1) كتاب سليم بن قيس: 93.
(2) في (س): إبليس.
(3) اختيار معرفة الرجال: 241 [2 / 509]، حديث 441.
وجاء بإسناد آخر إلى أبي بصير في روضة الكافي 8 / 237، حديث 319، مع اختلاف يسير أشرنا لبعضه.
(4) كذا، والظاهر: تستأذن، كما في المصدر والروضة.
(5) كذا في النسخ الخطية.
قال في النهاية 1 / 72: (اما لا) ترد في المحاورات كثيرا، وأصلها: (إن) و (ما) و (لا)، فادغمت النون في الميم و (ما) زائدة في اللفظ ولا حكم لها، ومعناها: إن لم تفعل هذا فليكن هذا، وفي تنقيح المقال: أما الآن، ولعله أخذه من الروضة، وفي (ك): إما ال.
(6) لا توجد: عقبة، في المصدر والروضة.

[242]

بمآ أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * (1) * (ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الظالمون) * (2) * (ومن لم يحكم بمآ أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * (3).
فلما خرجت، قال: إني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النوا (4) فتشهرني (5) بالكوفة، اللهم إني إليك من كثير النوا (4) برئ في الدنيا والآخرة.
بيان: قوله عليه السلام: إما ل.
لعله على الاكتفاء ببعض الكلام لظهور المراد، أي إما إذا كان لا بد من سماعك فأدن.
وفي بعض النسخ: إما الآن فأدن.
وفي روضة الكافي (6) قال: فأذن (7) لها، وأجلسني.
وفي القاموس: الطنفسة - مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس -: واحدة الطنافس للبسط والثياب وكحصير (8) من سعف عرضه ذراع (9).
قوله عليه السلام: إن هذا يخاصم.
أي أبو بصير يخاصم في شأن كثير وذمه أو الرجلين وكفرهما بالآيات المذكورة، فأبهم عليه السلام تقية مع أنه لو كان المراد به كثير لدل على كفرهما بل كفر جميع خلفاء الجور لاشتراك الدليل، فبين عليه السلام الحق مع نوع من التقية.
(1) المائدة: 44.
(2) المائدة: 45.
(3) المائدة: 47.
والى هنا جاء في روضة الكافي.
(4) ما هنا نسخة في المصدر، ولا يوجد فيه: النو.
(4) ما هنا نسخة في المصدر، ولا يوجد فيه: النو.
(5) في المصدر: فيشهرني.
(6) روضة الكافي 8 / 237.
(7) في (ك): فادن.
(8) في متن المصدر: والحصير، وأشار في هامشه لنسخة أخرى: كحصير، كما في المتن.
(9) القاموس 2 / 235، وقارنه ب‍: تاج العروس 4 / 181.

[243]

أقول: قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (1)، نقلت من كتاب تاريخ بغداد لابي احمد بن أبي طاهر، بسنده عن ابن عباس، قال: دخلت على عمر بن الخطاب في أول خلافته - وقد ألقي له صاع من تمر على حصفة (2) - فدعاني للاكل، فأكلت تمرة واحدة، وأقبل يأكل حتى أتى عليه، ثم شرب من جر (3) كان عنده واستلقى على مرفقة له (4)، وطفق يحمد الله يكرر (5) ذلك، ثم قال: من أين جئت يا عبد الله ؟.
قلت: من المسجد.
قال: كيف خلفت بني عمك (6) ؟.
فظننته يعني عبد الله بن جعفر، فقلت: خلفته يلعب من أترابه.
قال: لم أعن ذا (7)، وإنما عنيت (8) عظيمكم أهل البيت ؟.
قلت: خلفته يمتح بالغرب على نخلات له (9) وهو يقرأ القرآن.
فقال: يا عبد الله ! عليك (10) دماء البدن إن كتمتنيها، أبقي في نفسه شئ من أمر الخلافة ؟.
قلت: نعم.
قال: أيزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله جعلها له (11) ؟ قلت: نعم، وأزيدك، سألت أبي عما يدعيه، فقال:
(1) شرح النهج 12 / 20 - 21.
(2) في المصدر: خصفه - بالخاء المعجمة - وهو الظاهر، ومعناها الجلة من الخوص للتمر، كما في المصباح المنير 1 / 234، وغيره.
(3) هي إنا معروف من الفخار، قاله في النهاية 1 / 260.
(4) لا توجد: له، في (س).
(5) في (س) يكون.
(6) في المصدر: ابن عمك، وهو الظاهر.
(7) جاء: ذلك، بدلا من: ذا، في المصدر.
(8) في (س): اعنيت.
(9) في شرح النهج: على نخيلات من فلان.
(10) لا توجد: عليك، في المصدر.
(11) في المصدر: نص عليه، بدلا من: جعلها له.

[244]

صدق، قال عمر: لقد كان عن (1) رسول الله صلى الله عليه وآله في أمره ذرو (2) من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا، وقد كان يزيغ (3) في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضة أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك أشفاقا وحفظة (4) على الاسلام، لا ورب هذه البنية (5) لا تجتمع عليه قريش أبدا، ولو وليها لا نتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله (ص) أني علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم.
توضيح: قال الجوهري: الماتح: المستسقي،.
يقال (6) متح الماء يمتحه متح.
إذا نزعه (7) المتح أن يدخل البئر فيملا لقلة مائها (8).
والغرب (9) - بالفتح -: الدلو العظيمة (10).
وقال في النهاية: فيه (11) بلغني عن
(1) جاءت: من، في المصدر بدلا من: عن، وهي نسخة بدل في (ك).
(2) كتبت: ذرء، فوق كلمة ذرو، في (ك)، والكلمة مشوشة في (س)، ولعلها: ذرو أو ذرء، وجاء في المصدر وفي بيان المنصف - رحمه الله -: ذرو، وقال في القاموس 1 / 15: ذرء من خير: شئ منه.
(3) في شرح النهج: يربع.
قال في المصباح المنير: زاغت الشمس.
أي مالت.
وقال في مجمع البحرين 4 / 331: أربع على نفسك.
أي ارفق بنفسك وكف وتمكث ولا تعجل.
(4) جاء في المصدر: حيطة، وفي (ك): حفيظة.
(5) في (س): البينة.
(6) في المصدر: المستقي نقول.
(7) الصحاح 1 / 403، وقارن ب‍: تاج العروس 2 / 220.
(8) من كلمة: المتح.
إلى: مائها، خط عليها في (ك)، ورمز عليها بالزيادة.
قال في الصحاح 1 / 408 في مادة (ميح): المائح الذي ينزل البئر فيملا الدلو، وذلك إذا قل ماؤها، ونحوه في مجمع البحرين 2 / 416.
(9) في (س): القرب، وهو سهو.
(10) كما نص عليه في الصحاح 1 / 193، ولسان العرب 1 / 642، والقاموس 1 / 109، كلها في مادة (الغرب)، وفي (س): العفلية، بدلا من العظيمة، جاءت نسخة بدل ولا معنى له.
(11) في المصدر: في حديث سليمان.

[245]

علي ذروة (1) من القول.
الرو من الحديث: ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه واطرافه، من قولهم ذرأ (2) إلي فلان.
أي إرتفع وقصد (3).
111 - كنز (4): روي عن محمد بن إسماعيل بإسناده عن جعفر بن الطيار، عن أبي الخطاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: والله ما كنى الله في كتابه حتى قال: * (يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا) * (5) وإنما هي في مصحف فاطمة (6) يا ويلتي ليتني لم اتخذ الثاني خليل.
وسيظهر يوما، فمعنى هذا التأويل ان الظالم العاض على يديه الاول، والحال بين لا يحتاج إلى بيان (7).
112 - ويؤيده ما رواه محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام، أنه قال: * (يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) * (8) قال: يقول الاول للثاني (9).
(1) في النهاية: ذرو.
وجاء في حاشية (ك) ما نصه: قال الجزري في النهاية ما هذا لفظه: بلغني عن علي عليه السلام ذرو من قول تشذر لي فيه بالوعية.
الذرو من الحديث.
إلى آخر ما في المتن.
وقال في موضع آخر: ومنه حديث علي عليه السلام، قال له سليمان بن صرد: لقد بلغني عن أمير المؤمنين ذرو من قول تشذر لي به.
أي توعد وتهدد، محمد خليل الموسوي غفر له.
انظر: النهاية 2 / 160 - 454.
(2) في (س): ذئرا، ولعله سهو.
(3) النهاية 2 / 160.
(4) تأويل الآيات الظاهرة 1 / 374، حديث 8، بتفصيل في الاسناد وتعدد في النسخ.
(5) الفرقان: 28.
(6) في المصدر: في مصحف علي عليه السلام.
(7) وانظر: تفسير البرهان 3 / 162، حديث 4، وقد مر الحديث في البحار 24 / 18، حديث 31.
(8) الفرقان: 27 - 28.
(9) وانظر: تأويل الآيات الظاهرة 1 / 374 - 375، حديث 9، ولا حظ بقية روايات الباب هناك، وقد سلف من المصنف - رحمه الله - في بحاره 24 / 19، حديث 3، وقد حكاه في تفسير البرهان 3 / 162، حديث 5.

[246]

113 - كتاب الاستدراك (1): بإسناده، أن المتوكل قيل له إن أبا الحسن - يعني علي بن محمد بن علي الرضا - يفسر قول الله عزوجل: * (ويوم يعض الظالم على يديه.
) * (2) الآيتين، في الاول والثاني.
قال: فكيف الوجه في أمره (3) ؟.
قالا: تجمع له الناس وتسأله بحضرتهم، فإن فسرها بهذا كفاك الحاضرون أمره، وإن فسرها بخلاف ذلك افتضح عند أصحابه، قال: فوجه إلى القضاة وبني هاشم والاولياء، وسئل عليه السلام، فقال: هذان رجلان كنى الله عنهما ومن بالستر عليهما، أفيحب أمير المؤمنين أن يكشف ما ستره الله ؟.
فقال: لا أحب.
أقول: 114 - رأيت في بعض كتب المناقب، عن المفضل، قال الصادق عليه السلام: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بلغه عن بعض (4) شئ، فأرسل إليه سلمان الفارسي فقال: إنه بلغني عنك كيت وكيت وكرهت أن أفضحك، وجعلت كفارة ذلك فك رقبتك من المال الذي حمل إليك من خراسان الذي خنت فيه الله والمؤمنين.
قال سلمان: فلما قلت ذلك له تغير وجهه وارتعدت فرائصه وأسقط في يديه، ثم قال بلسان كليل: يا أبا عبد الله ! أما الكلام فلعمري قد جرى بيني وبين أهلي وولدي وما كانوا بالذي يفشون (5) علي، فمن أين علم ابن أبي طالب ؟ وأما المال الذي ورد علي فو الله ما علم به إلا الرسول الذي أتى به، وإنما هو هدية، فمن أين علم ؟ يا أبا عبد الله: والله ثم والله.
- ثلاثا - إن ابن أبي طالب ساحر عليم.
(1) كتاب الاستدراك: لا بن بطريق - رحمه الله - لا نعلم بطبعه.
(2) الفرقان: 27 - 28.
(3) في (س): أمر.
(4) في (ك): عن بعض أصحابه، والظاهر زيادة لفظ: أصحابه.
(5) في (ك): يغشون، بدلا من: يفشون، نسخة.

[247]

قال سلمان: قلت: بئس ما قلت يا عبد الله ؟.
فقال: ويحك ! اقبل مني ما أقوله فو الله ما علم أحد بهذا الكلام ولا أحد عرف خبر هذا المال غيري، فمن أين علم ؟ وما علم هو إلا من السحر، وقد ظهر لي من سحره غير هذا ؟.
قال سلمان: فتجاهلت عليه، فقلت: بالله ظهر لك منه غير هذا ؟.
قال: اي والله يا أبا عبد الله ؟.
قلت: فأخبرني ببعضه.
قال: إذا والله أصدقك ولا أحرف قليلا ولا كثيرا مما رأيته منه، لاني أحب أن أطلعك على سحر صاحبك حتى تجتنبه وتفارقه، فو الله ما في شرقها وغربها أحد أسحر منه، ثم احمرت عيناه وقام وقعد، وقال: يا أبا عبد الله ! إني لمشفق عليك ومحب لك، على أنك قد اعتزلتنا ولزمت ابن أبي طالب، فلو ملت إلينا وكنت في جماعتنا لآثرناك وشاركناك في هذه الاموال، فاحذر ابن أبي طالب ولا يغرنك ما ترى من سحره ! فقلت: فأخبرني ببعضه.
قال: نعم، خلوت ذات يوم أنا وابن أبي طالب (ع) في شئ من أمر الخمس، فقطع حديثي وقال لي: مكانك حتى أعود إليك، فقد عرضت لي حاجة، فخرج، فما (1) كان بأسرع أن انصرف وعلى عمامته وثيابه غبار كثيرة، فقلت: ما شأنك يا أمير المؤمنين ؟.
قال: أقبلت على عساكر من الملائكة وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريدون بالمشرق مدينة يقال لها: صحور، فخرجت لاسلم عليه، فهذه الغبرة من ذلك، فضحكت تعجبا من قوله، وقلت: يا أبا الحسن ! رجل قد بلي في قبره وأنت تزعم أنك لقيته الساعة وسلمت عليه، هذا ما لا يكون أبد.
فغضب من قولي، ثم نظر إلي فقال: أتكذبني ؟ !.
قلت: لا تغضب فإن هذا ما لا يكون.
قال: فإن عرضته عليك حتى لا تنكر منه شيئا تحدث لله توبة مما أنت عليه ؟.
قلت: لعمر الله.
فاعرضه علي، فقال: قم، فخرجت معه إلى طرف المدينة، فقال لي: يا شاك غمض عينيك، فغمضتها فمسحهما ثم قال: يا غافل افتحهما، ففتحتهما فإذا أنا والله - يا أبا عبد الله - برسول
(1) في (س): فيم.

[248]

الله (ص) مع الملائكة لم أنكر منه شيئا، فبقيت والله متعجبا أنظر في وجهه، فلما أطلت النظر إليه فعض الانامل بالاسنان وقال لي: يا فلان بن فلان ! * (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) * (1)، قال: فسقطت مغشيا على الارض، فلما أفقت قال لي: هل رأيته وسمعته كلامه ؟.
قلت: نعم.
قال: انظر إلى النبي (ص)، فنظرت فإذا لا عين ولا أثر ولا خبر من الرسول صلى الله عليه وآله ولا من تلك الخيول.
فقال لي: يا مسكين فأحدث توبة من ساعتك هذه.
فاستقر عندي في ذلك اليوم أنه أسحر أهل الارض، وبالله لقد خفته في ذلك اليوم وهالني أمره، ولولا أني وقفت - يا سليمان - على أنك تفارقه ما أخبرتك، فاكتم هذا وكن معنا لتكون منا وإلينا حتى أوليك المدائن وفارس، فصر إليهما ولا تخبر ابن أبي طالب (ع) بشئ مما جرى بيننا، فإني (2) لا آمنه أن يفعل لي من كيده شيئ.
قال: فضحكت وقلت: إنك لتخافه ؟.
قال: اي والله خوفا لا أخاف شيئا مثله.
قال سلمان: فنشطت متجاهلا بما حدثني وقلت: يا عبد الله ! أخبرني عن غيره فو الله إنك أخبرتني عن أعجوبة ؟.
قال: إذا أخبرك بأعجب من هذا مما عاينته أنا بعيني.
قلت: فأخبرني.
قال: نعم، إنه أتاني يوما مغضبا وفي يده قوسه فقال لي: يا فلان ! عليك بشيعتك الطغاة ولا تتعرض لشيعتي، فإني خليق أن أنكل بك.
فغضبت أنا أيضا - ولم أكن وقفت على سحره قبل ذلك -، فقلت: يا ابن أبي طالب ! مه، ما هذا الغضب والسلطنة ؟.
أتعرفني حق المعرفة ؟.
قال: نعم، فو الله لاعرفن قدرك، ثم رمى بقوسه الارض، وقال: خذيه، فصارت ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى بن عمران ففغر فاه (3) فأقبل نحوي ليبعلني، فلما رأيت ذلك طار روحي فرقا وخوفا
(1) الكهف: 37.
(2) في (س): فانه.
(3) جاء في حاشية (ك): فغرفاه.
أي فتحه.
صحاح.
انظر: صحاح اللغة: 2 / 782.

[249]

وصحت وقلت: الله ! الله ! الامان الامان يا أمير المؤمنين، أذكر ما كان في خلافة الاول مني حين وثب إليك، وبعد فاذكر ما كان مني إلى خالد بن الوليد الفاسق ابن الفاسق حين أمره الخليفة بقتلك، وبالله ما شاورني في ذلك فكان مني ما كان حتى شكاني ووقع بيننا العداوة، واذكر - يا أمير المؤمنين - ما كان مني في مقامي حين قلت: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه، فارتاب الناس وصاحوا وقالوا: طعن على صاحبه، قد عرفت هذا كله، وبالله إن شيعتك يؤذونني ويشنعون علي، ولولا مكانك - يا أمير المؤمنين - لكنت نكلت بهم، وأنت تعلم أني لم أتعرض لهم من أجلك وكرامتك، فاكفف عني هذا الثعبان فإنه يبلعني.
فلما سمع هذا المقال مني قال: أيها المسكين لطفت في الكلام، وإنا أهل بيت (1) نشكر القليل، ثم ضرب بيده إلى الثعبان وقال: ما تقول ؟.
قلت: الامان ! الامان ! قد علمت أني لم أقل إلا حقا، فإذا قوسه في يده وليس هناك ثعبان ولا شئ، فلم أزل أحذره وأخافه إلى يومي هذ.
قال سلمان: فضحكت وقلت: والله ما سمعت بمثل هذه الاعجوبات.
قال: يا أبا عبد الله ! هذا ما رأيته أنا بعيني هاتين، ولولا أني قد رفعت الحشمة فيما بيني وبينك ما كنت بالذي أخبرك بهذ.
قال سلمان: فتجاهلت عليه، فقلت: هل رأيت منه سحرا غير ما أخبرتني به ؟.
قال: نعم، لو حدثتك لبقيت منه متحيرا، ولا تقل - يا أبا عبد الله - إن هذا السحر هو الذي أظهره، لا والله ولكن هو وراثة يرثونه.
قلت: كيف ؟.
قال: أخبرني أبي أنه راى من أبيه أبي طالب ومن عبد الله سحرا لم يسمع بمثله، وذكر أبي أن أباه نفيلا أخبره أنه رأى من عبد المطلب سحرا لم يسمع بمثله.
قال سلمان: فقلت:: حدثني بما أخبرك به أبوك ؟.
قال: نعم، أخبرني أبي أنه خرج مع أبي طالب (ع) في سفر يريدون الشام
(1) لا توجد: بيت، في (س).

[250]

مع تجار قريش تخرج من السنة إلى السنة مرة واحدة فيجمعون أموالا كثيرة، ولم يكن في العرب أتجر من قريش، فلما كانوا ببعض الطرق إذا قوم من الاعراب قطاع شاكون في السلاح لا يرى منهم إلا الحدق، فلما ظهروا لنا ها لنا أمرهم وفزعنا ووقع الصياح في القافلة، واشتغل كل إنسان بنفسه يريد أن ينجوا بنفسه فقط، ودهمنا أمر جليل، واجتمعنا وعزمنا على الهرب، فمررنا بأبي طالب وهو جالس، فقلنا: يا أبا طالب ! ما لك ؟ ألا ترى ما قد دهمنا فانج بنفسك معنا ؟.
فقال: إلى أين نهرب في هذه البراري ؟.
قلنا: فلما الحلة ؟.
قال: الحلة أن ندخل هذه الجزيرة فنقيم فيها ونجمع أمتعتنا ودوابنا وأموالنا فيه.
قال: فبقينا متعجبين، وقلنا: لعله جن وفزع مما نزل به، فقلنا: ويحك ! ولنا هنا جزيرة ؟ !.
قال: نعم.
قلنا: أين هي ؟.
قال: انظروا أمامكم.
قال: فنظرنا إذا والله جزيرة عظيمة لم ير الناس أعظم منها ولا أحصن منها، فارتحلنا وحملنا أمتعتنا، فلما قربنا منها إذا بيننا وبينها واد عظيم من ماء لا يمكن أحدا أن يسلكه، فقال: ويحكم ! ألا ترون هذا الطريق اليابس الذي في وسطه قلنا: ل.
قال: فانظروا أمامكم وعن يمينكم، فنظرنا فإذا والله طريق يابس سهل المسلك ففرحنا، وقلنا: لقد من الله علينا بأبي طالب، فسلك وسلكنا خلفه حتى دخلنا الجزيرة فحططنا، فقام أبو طالب فخط خطا على جميع القافلة، ثم قال: يا قوم ! أبشروا فإن القوم لن يصلوا إليكم ولا أحد منهم بسوء.
قال: وأقبلت الاعراب يتراكضون خلفنا، فلما انتهوا إلى الوادي إذا بحر عظيم قد حال بينهم وبيننا فبقوا متعجبين، فنظر بعضهم إلى بعض، وقالوا: يا قوم ! هل رأيتم قط ها هنا جزيرة أو بحرا ؟.
قالوا: ل.
فلما كثر تعجبهم قال شيخ منهم - قد مرت عليه (1) التجارب -: يا قوم ! أنا أطلعكم على بيان هذا الامر الساعة.
قالوا: هات - يا شيخ - فإنك أقدمنا وأكبرنا سنا وأكثرنا تجارب.
قال:
(1) في (س): مر عليه.

[251]

نادوا القوم، فنادوهم، فقالوا: ما تريدون ؟.
قال الشيخ: قولوا لهم: أفيكم أحد من ولد عبد المطلب ؟ فنادوهم، فقالوا: نعم، فينا أبو طالب بن عبد المطلب قال الشيخ: يا قوم !، قالوا: لبيك.
قال: لا يمكننا أن نصل إليهم بسوء أصلا، فانصرفوا ولا تشتغلوا بهم، فو الله ما في أيديكم منهم قليل ولا كثير، فقالوا: قد خرفت أيها الشيخ، أتنصرف عنهم وتترك هذه الاموال الكثيرة والامتعة النفيسة معهم ؟ !، لا والله ولكن نحاصرهم أو يخرجون إلينا فنسلبهم.
قال الشيخ: قد نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين، فاتركوا نصحكم وذرو.
قالوا: اسكت يا جاهل ! فحطوا رواحلهم ليحاصروهم فلما حطوا أبصر بعضهم بالطريق اليابس، فصاح: يا قوم ! ها هنا طريق يابس، فأبصر القوم كلهم الطريق اليابس، وفرحوا وقالوا: نستريح ساعة ونعلف دوابنا ثم نرتحل إليهم فإنهم لا يمكنهم أن يتخلصوا، ففعلوا، فلما أرادوا الارتحال تقدمت طائفة منهم إلى الطريق اليابس فلما توسطوا غرقوا وبقي الآخرون ينظرون إليهم فأمسكوا وندموا فاجتمعوا إلى الشيخ، وقالوا: ويحك يا شيخ ! ألا أخبرتنا أمر هذا الطريق فإنه قد أغرق فيه خلق كثير، قال الشيخ: قد أخبرتكم ونصحت لكم فخالفتموني وعصيتم أمري حتى هلك منكم من هلك.
قالوا له: ومن أين علمت ذاك يا شيخ ؟.
قال: ويحكم ! إنا خرجنا مرة قبل هذا نريد الغارة على تجارة قريش، فوقعنا على القافلة فإذا فيها من الاموال والامتعة ما لا يحصى كثرة، فقلنا (1) قد جاء الغنى آخر الابد، فلما أحسوا بنا - ولم يكن بيننا وبينهم إلا قدر ميل - قام رجل من ولد عبد المطلب يقال له: عبد الله، فقال: يا أهل القافلة ! ما ترون ؟.
قالوا: ما ترى، قد دهمنا هذا الخيل الكثير، فسلوهم أن يأخذوا منا أموالنا ويخلوا سربنا فإنا إن نجونا بأنفسنا فقد فزن.
فقال عبد الله: قوموا وارتحلوا فلا بأس عليكم.
فقلنا: ويحك ! وقد قرب القوم وإن ارتحلنا وضعوا علينا السيوف.
فقال: ويحكم ! إنا (2) لنا ربا يمنعنا منهم،
(1) في (ك): فقنا م.
، والظاهر أن: ما، زائدة.
(2) نسخة جاءت في مطبوع البحار: إن، بدلا من: إن.

[252]

وهو رب البيت الحرام والركن والمقام، وما استجرنا به قط إلا أجارنا، فقوموا وبادرو.
قال: فقام القوم وارتحلوا، فجعلوا يسيرون سيرا رويدا، ونحن نتبعهم بالركض الحثيث والسير الشديد فلا نلحقهم، وكثر تعجبنا من ذلك، ونظر بعضنا إلى بعض وقلنا: يا قوم ! هل رأيتم أعجب من هذا ؟ ! إنهم يسيرون سيرا رويدا ونحن نتراكض فلا يمكننا أن نلحقهم، فما زال ذلك دأبنا ودأبهم ثلاثة أيام ولياليها، كل يوم يخطون فيقوم عبد الله فيخط خطا حول القافلة ويقول لاصحابه: لا تخرجوا من الخط فإنهم لا يصلون إليكم فننتهي إلى الخط فلا يمكننا أن نتجاوزه، فلما كان بعد ثلاثة أيام - كل يوم يسيرون سيرا رويدا ونحن نتراكض - أشرفنا على هلاك أنفسنا وعطبت دوابنا وبقينا لا حركة بنا ولا نهوض، فقلنا: يا قوم ! هذا والله العطب والهلاك، فما ترون ؟.
قالوا: الرأي الانصراف عنهم (1)، فإنهم قوم سحرة.
فقال بعضهم لبعض: إن كانو سحرة فالرأي أن نغيب عن أبصارهم ونوهمهم أنا قد انصرفنا عنهم، فإذا ارتحلوا كررنا عليهم كرة وهجمنا عليهم في مضيق.
قالوا: نعم الراي هذا، فانصرفنا عنهم وأوهمناهم أنا قد يئسنا، فلما كان من الغد ارتحلوا ومضوا فتركناهم حتى استبطنوا واديا فقمنا فأسرجنا وركبنا حتى لحقناهم، فلما أحسوا بنا فزعوا إلى عبد الله بن عبد المطلب، وقالوا: قد لحقون.
فقال: لا بأس عليكم، امضوا رويد.
قال: فجعلوا يسيرون سيرا رويدا، ونحن نتراكض ونقتل أنفسنا ودوابنا حتى أشرفنا على الموت مع دوابنا، فلما كان في آخر النهار قال عبد الله لاصحابه: حطوا رواحلكم، وقام فخط خطا وقال: لا تخرجوا من الخط فإنهم لن يصلوا إليكم بمكروه، فانتهينا إلى الخط فو الله ما أمكننا أن نتجاوزه، فقال بعضنا لبعض: والله ما بقي إلا الهلاك أو الانصراف عنهم على أن لا نعود إليهم.
قال: فانصرفنا عنهم فقد عطبت دوابنا وهلكت، وكانت سفرة مشومة علينا، فلما سمعوا ذلك من الشيخ قالوا: ألا أخبرتنا بهذا
(1) لا توجد: عنهم، في (س).

[253]

الحديث فكنا ننصرف عنهم ولم يغرق (1) منا من غرق ؟.
قال الشيخ: قد أخبرتكم ونصحت لكم، وقلت لكم: انصرفوا عنهم فليس لكم الوصول إليهم، وفيهم رجل من ولد عبد المطلب، وقلتم: إني قد خرفت وذهب عقلي، فلما سمع أبي هذا الكلام من الشيخ وهو يحدث أصحابه على رأس الخطة نظر إلى أبي طالب فقال: ويحك ! أما تسمع ما يقول الشيخ ؟.
قال: بلى يا خطاب ! أنا والله في ذلك اليوم مع عبد الله في القافلة وأنا غلام صغير، وكان هذا الشيخ على قعود له، وكان شائكا لا يرى منه إلا حدقته، وكانت له جمة قد أرخاها عن يمينه وشماله.
فقال الشيخ: صدق والله كنت يومئذ على قعود علي ذوابتان قد أرسلتهما عن يميني وشمالي.
قال: الخطاب: فانصرفوا عن.
فقال أبو طالب: ارتحلو.
فارتحلنا، فإذا لا جزيرة ولا بحر ولا ماء، وإذا نحن على الجادة والطريق الذي لم نزل نسلكه فسرنا وتخلصنا بسحر أبي طالب حتى وردنا الشام فرحين مستبشرين، وحلف الخطاب أنه مر بعد بذلك الموضع بعينه أكثر من عشرين مرة إلى الشام فلم ير جزيرة ولا بحرا ولا ماء، وحلفت قريش على ذلك، فهل هذا - يا سلمان - إلا سحر مستمر ؟.
قال سلمان: قلت: والله ما أدري ما أقول لك إلا إنك تورد علي عجائب من أمر بني هاشم.
قال: نعم، يا أبا عبد الله ! هم أهل بيت يتوارثون السحر كابرا عن كابر !.
قال سلمان: فقلت - وأنا أريد أن أقطع الحديث -: ما أرى أن هذا سحر.
قال: سبحان الله ! يا أبا عبد الله ! ترى كذب الخطاب وأصحابه، أتراك ما حدثتك به مما عايتنه أنا بعيني كذب ؟.
قال سلمان: فضحكت، فقلت: ويلك ! إنك لم تكذب ولا كذب الخطاب
(1) في (س): ولم يعرف.

[254]

وأصحابه، وهذا كله صدق وحق.
فقال: والله لا تفلح أبدا، وكيف تفلح وقد سحرك ابن أبي طالب ؟.
قلت: فاترك هذ.
ما تقول في فك الرقبة والمال الذي وافاك من خراسان ؟.
قال: ويحك ! يمكنني أن أعصي هذا الساحر في شئ يأمرني به ؟ نعم أفكها على رغم مني وأوجه بالمال إليه.
قال سلمان: فانصرفت من عنده، فلما بصر بي أمير المؤمنين عليه السلام قال: يا سلمان ! طال حديثكم.
قلت: يا أمير المؤمنين حدثني بالعجائب من أمر الخطاب وأبي طالب.
قال: نعم - يا سلمان - قد علمت ذلك وسمعت جميع ما جرى بينكما، وما قال لك أيضا انك لا تفلح.
قال سلمان: والله الذي لا إله إلا هو ما حضر الكلام غيري وغيره، فأخبرني مولاي أمير المؤمنين عليه السلام بجميع ما جرى بيني وبينه.
ثم قال: يا سلمان ! عد إليه فخذ منه المال وأحضر فقراء المهاجرين والانصار في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وفرقه إليهم.
بيان: القعود - بالفتح - من البعير الذي يقتعده الراعي في كل حاجة (1)، وهذا الخبر وإن كان غريبا (2) غير مذكور في الكتب المعتبرة، لكن لما وجدناه في أصل عتيق أخرجناه.
115 - كنز (3): روي عن محمد بن جمهور، عن فضالة، عن أيوب (4)، عن عبد الرحمن، عن ميسر، عن بعض آل محمد صلوات الله عليهم في قوله: * (ولقد
(1) كما في الصحاح 2 / 525، ولسان العرب 3 / 359، وغيرهم.
(2) في (س): قريبا، وهو خلاف الظاهر.
(3) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 608، حديث 1.
(4) في المصدر: ابان، ولعل كلمة: ابن، سقطت قبل كلمة أيوب من المتن.

[255]

خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه) * (1)، قال: هو الاول.
و * (قال (2) قرينه ربنا مآ أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد) * (3)، قال: هو زفر، وهذه الآيات إلى قوله: * (يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد) * (4) فيهما وفي أتباعهما، وكانوا أحق بها وأهلها (5).
116 - كنز (6): روى بحذف الاسناد مرفوعا إلى أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لمولاي علي بن الحسين عليهما السلام: أسألك عن شئ تنفي به عني ما خامر نفسي ؟.
قال: ذاك إليك.
قلت: أسألك عن الاول والثاني ؟.
فقال: عليهما لعائن الله، كلاهما (7) مضيا والله مشركين كافرين بالله العظيم.
قلت: يا مولاي والائمة منكم يحيون الموتى ؟ ويبرئون الاكمه والابرص ؟ ويمشون على الماء ؟.
فقال عليه السلام: ما أعطى الله نبيا شيئا إلا أعطى محمدا صلى الله عليه وآله مثله، وأعطاه ما لم يعطهم وما لم يكن عندهم، وكل ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين عليه السلام ثم الحسن ثم الحسين عليهما السلام ثم إماما (8) بعد إمام إلى يوم القيامة، مع الزيادة التي تحدث في كل سنة، وفي كل شهر، وفي كل يوم (9).
(1) سورة ق: 16.
(2) في تأويل الآيات الظاهرة: وقال في قوله قال.
(3) سورة ق: 27.
(4) سورة ق: 30.
(5) وذكره في تفسير البرهان 4 / 219، حديث 1.
وجاء بهذا المضمون في تفسير القمي: 643، وفي طبعة النجف 2 / 324.
(6) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 631 - 632، حديث 4.
(7) في المصدر: كلها، بدلا من: كلاهم.
(8) في مطبوع من البحار نسخة بدل: من، ثم رمز بعدها: ظ، أي ظاهر.
(9) وقد سلف في بحار الانوار 27 / 29، حديث 1، وحكاه هناك عن بصائر الدرجات: 269، = = حديث 2 - مع اختلاف -.

[256]

117 - كنز (1): محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن علي بن مهران، عن سعيد بن عثمان، عن داود الرقي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: * (الشمس والقمر بحسبان) * (2) ؟.
قال (3): إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره، ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا وهتك حرمتنا وظلمنا حقنا، فقال: هما بحسبان، قال: هما في عذابي (4).
إيضاح: بحسبان.
قال المفسرون: أي يجريان بحساب مقدر معلوم في بروجهما ومنازلهما (5).
وقال في القاموس: الحسبان - بالضم - جمع الحساب والعذاب والبلاء والشر (6) فالتعبير عنهما بالشمس والقمر على زعم أتباعهما أو على التهكم.
118 - ويؤيده ما رواه علي بن ابراهيم في تفسير (7)، عن أبيه، عن الحسين ابن خالد، عن الرضا عليه السلام في قوله تعالى: * (الرحمن * علم القرءان) * (8) قال: الله علم محمدا القرآن.
قلت: * (خلق الانسان) * (9) ؟.
قال: ذلك أمير
(1) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 632، حديث 5.
(2) الرحمن: 5.
(3) في المصدر زيادة: يا داود سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك.
(4) قد سلف من المصنف - قدس سره - في بحاره 24 / 309، حديث 12، وذكره هناك مفصلا، وجاء في تفسير البرهان 4 / 264، حديث 3.
(5) كما في مجمع البيان 9 / 197 - 198، وتفسير الفخر الرازي 29 / 87، وتفسير البيضاوي 5 / 108.
(6) القاموس 1 / 56، وقارنه ب‍: تاج العروس 1 / 212.
(7) تفسير القمي 2 / 343.
(8) الرحمن: 1 - 2.
(9) الرحمن: 3.

[257]

المؤمنين عليه السلام.
قلت: * (علمه البيان) * (1) ؟.
قال: علمه بيان (2) كل شئ يحتاج الناس إليه.
قلت: * (الشمس والقمر بحسبان) * (3) ؟.
قال: هما بعذاب الله.
قلت: الشمس والقمر يعذبان ؟.
قال: سألت عن شئ فأيقنه (4)، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له، ضوءهما من نور عرشه وحرهما من جهنم، فإذا كانت القيامة عادا إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما، فلا يكون شمس ولا قمر، وإنما عناهما لعنهما الله، أو ليس قد روى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الشمس والقمر نوران في النار ؟ !.
قلت: بلى.
قال: أما سمعت قول الناس:.
فلان وفلان شمس هذه الامة ونورها (5) ؟ ! فهما في النار.
قلت (6): بلى.
قال: والله (7) ما عنى غيرهم. . إلى آخر الخبر كما سيأتي.
119 - كنز (8): في رواية محمد بن (9) علي بن الحكم، عن ابن عميرة (10)، عن ابن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (11): * (وضرب الله مثلا
(1) الرحمن: 4.
(2) في المصدر: تبيان.
(3) الرحمن: 5.
(4) في المصدر: فاتقنه.
(5) نسخة في (ك): نورهم.
(6) وضع على كلمة: قلت، رمز نسخة بدل في المطبوع من البحار.
(7) جاء في المصدر بزيادة: قال: أما سمعت قول الناس فلان وفلان شمسا هذه الامة ونورها فهما في النار، والله.
(8) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 700 - 701، حديث 8، بتفصيل في الاسناد.
(9) في المصدر: عن، بدلا من: ابن.
(10) في (ك): ابن أبي عميرة، هو غلط ظاهرا، وفي المصدر: عن سيف بن عميرة.
(11) جاء في المصدر: عزوجل، بدلا من: تعالى.

[258]

للذين ءامنوا امرأة فرعون.
) * (1) الآية ؟.
فقال (2): هذا مثل ضربه الله لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله التي تزوجها عثمان بن عفان.
قال: وقوله: * (ونجني من فرعون وعمله) * (3) ؟.
يعني من الثالث وعمله.
وقوله: * (ونجني من القوم الظالمين) * (4) ؟.
يعني بني أمية (5).
120 - كنز (6): روي عن محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عنهم عليهم السلام في قوله تعالى (7): * (ولا تطع كل حلاف مهين) * (8) ؟، الثاني.
* (هماز مشآء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتل بعد ذلك زنيم) * (9)، قال: العتل: الكافر العظيم الكفر، والزنيم: ولد الزنا (10).
121 - كنز (11): محمد بن البرقي، عن الاحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام.
مثله، إلا أنه زاد فيه: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقرأ: * (فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون) * (12)، فلقيه الثاني، فقال له: (13) تعرض بي وبصاحبي ؟ !.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام - ولم يعتذر إليه -: ألا أخبرك بما
(1) التحريم: 11.
(2) في الكنز: الآية قال.
(3) التحريم: 11.
(4) التحريم: 11.
(5) وذكره في تفسير البرهان 4 / 358، حديث 1.
(6) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 712، حديث 4.
(7) في المصدر: في قوله عزوجل.
(8) القلم: 10.
(9) القلم: 11 - 13.
(10) وجاء أيضا في تفسير البرهان 4 / 370، حديث 6.
(11) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 712، حديث 5.
(12) القلم: 5 - 6.
(13) في المصدر بزيادة: فقال له: أنت الذي تقول كذا وكذ.

[259]

نزل في بني أمية ؟ نزل فيهم: * (فهل عسيتم إن توليتم.
) * (1) الآية، قال: فكذبه، وقال: هم خير منكم (2)، وأوصل للرحم (3).
122 - كنز (4): محمد بن العباس، عن الحسن بن احمد المالكي، عن محمد ابن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن الحسين الجمال (5)، قال: حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة، فلما بلغ غدير خم نظر إلي وقال: هذا موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حين أخذ بيد علي عليه السلام، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وكان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش سماهم لي، فلما نظروا إليه وقد رفع يده حتى بان بياض إبتيه (6)، قال: انظروا إلى عينيه قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: اقرأ: * (وإن يكاد الذين كفرو.
) * (7) الآية، والذكر: علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقلت: الحمد لله الذي أسمعني هذا منك.
فقال: لولا أنك جمالي لما حدثتك بهذا، لانك لا تصدق إذا رويت عني (8).
بيان: أي لا يصدقك (9) الناس لانهم لا يعتمدون على كلام الجمالين، أو لانه
(1) سورة محمد (ص): 22.
(2) في الكنز: وقال له هم خير منك.
(3) وأورده في البرهان 4 / 370، حديث 7.
(4) تأويل الآيات الظاهرة 2 / 713، حديث 6.
(5) في المصدر: عن حسان الجمال.
(6) في المصدر: ابطيه، وهو الظاهر، وما في المتن لا معنى له.
(7) القلم: 51، وقد جاءت الآية في المصدر كاملة.
(8) وقد جاء في البحار 37 / 221، حديث 89، وتفسير البرهان 4 / 374، حديث 2، وأخرجه في الوسائل 3 / 548، حديث 1، والكافي 4 / 566، حديث 2، والتهذيب 3 / 263، حديث 66، باختلاف يسير.
(9) عبارة: أي لا يصدقك، مطموسة في (س).