[300]

قرأ عبد الله العهد الآخر قام فقبل رأست يزيد لعنهما الله، وقال: الحمد لله على قتلك الشاري ابن الشاري (1)، واعلم أن والدي عمر أخرج إلي من سره بمثل هذا الذي أخرج إلى أبيك معاوية، ولا أرى أحدا من رهط محمد وأهله وشيعته بعد يومي هذا إلا غير منطو لهم على (2) خير أبد.
فقال يزيد: أفيه شرح الخفا يا بن عمر ؟.
والحمد لله وحده وصلى الله على وآله، قال ابن عباس: أظهروا الايمان وأسروا الكفر، فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه.
بيان: لم أجد الرواية بغير هذا السند، وفيها غرائب.
والشائكة من الشوك.
يقال: شجرة شائكة.
أي ذات شوك (3)، أي كانت البصائر والنيات غير خالصة مما يختلج بالبال من الشكوك والشبهات.
ورجل طمطماني - بالضم - في لسانه عجمة (4).
وقال الجوهري (5): فلان واسع العطن (6) والبلد: إذا كان رحب الذراع.
152 - كتاب سليم بن قيس (7): عن أبان، قال: قال سليم: كتب أبو المختار بن أبي الصعق إلى عمر هذه الابيات:
(1) هنا ثلاثة أبيات لا ربط لها بالمقام، وخط عليها في (ك)، والصحيح موضعها بعد مصرع: وما عاصم فيها بصفر غيابة.
وقد ذكرنا هناك.
(2) لا توجد: على، في (ك).
(3) كما في تاج العروس 75 / 151، وانظر: مجمع البحرين 5 / 278، ولسان العرب 10 / 453.
(4) نص عليه في تاج العروس 8 / 381، وانظر: لسان العرب 12 / 371، ومجمع البحرين 6 / 107.
وفي (س) طمطاني.
ولم أجدها في كتب اللغة.
(5) في صحاحه 6 / 2165، وقارنه ب‍: لسان العرب 13 / 287.
(6) في (س): القطن، وهو اشتباه.
(7) كتاب سليم بن قيس: 132 - 146.

[301]

أبلغ (1) أمير المؤمنين رسالة * فأنت أمير الله (2) في المال والامر وأنت أمين الله فينا ومن يكن * أمينا (3) لرب الناس يسلم له صدري فلا تدعن أهل الرساتيق والقرى * يخونون مال الله في الادم والخمر (4) وأرسل إلى النعمان وابن معقل * وأرسل إلى حزم وأرسل إلى بشر وأرسل إلى الحجاج واعلم حسابه * و ذاك الذي في السوق مولى بني بدر ولا تنسين التابعين كليهما * وصهر بني غذوان (5) في القوم ذا وفر وما عاصم فيها بصفر عيابة (6) * ولا ابن غلاب من رماة بني نصر واستل ذاك المال دون ابن محرز * وقد كان منه في الرساتيق ذا وفر (7) فأرسل إليهم يخبروك ويصدقوا (8) * أحاديث هذا المال من كان ذا فكر وقاسمهم - أهلي فداؤك - أنهم * سيرضون إن قاسمتهم منك بالشطر ولا تدعوني للشهادة إنني * أغيب ولكني أرى عجب (9) الدهر إراء (10) الخيل كالجدران والبيض كالدمى * وخطية في عدة النمل والقطر ومن ريطة مطوية في قرابها * ومن طي أبراد (11) مضاعفة صفر
(1) في المصدر: ألا أبلغ.
(2) في (ك): لله.
(3) جاء في كتاب سليم: أميرا، بدلا من: أمين.
(4) كذا، والصحيح: الحمر، كما في المصدر.
(5) في (ك): مروان، ونسخة جاءت على (ك): غزوان.
(6) جاء في (س): خيانة، وفي نسخة على (س): عيابة - بالعين المهملة - وقد تعرض لها المصنف - رحمه الله - وجعلها جمع عيبة.
(7) هذه المصارع الثلاث جاءت في هامش (س)، ووضع بعدها: صح، ولكن وضعت العلامة بعد كلمة: الشاري وابن الشاري وقبل: اعلم، وموضعها هنا كما جاء في المصدر و (ك).
(8) ويروى: يصدقوك ويخبروا، منه قدس سره.
وكذا جاء في المصدر.
(9) في (ك): أعجب.
(10) كذا، وفي (س): اداء، وفي المصدر: أرى، وهي نسخة في (ك).
(11) في المصدر: ايراد.

[302]

إذا التاجر الداري جاء بفأرة * من المسك راحت في مفارقهم تجري (1) فقال (2) ابن غلاب المصري: ألا أبلغ أبا المختار أني اتيته * ولم أك ذا قربى لديه ولا صهر وما كان عندي من تراث ورثته * ولا صدقات (3) من سبا ولا غدر ولكن دراك الركض في كل غارة (4) * وصبري إذا ما لموت (5) كان ورى السمري بسابغة يغشى اللبان فضولها (6) أكفكفها (7) عني بأبيض ذي وقر قال سليم: فأغرم (8) عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وقد كان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه - وهو عشرون ألف درهم - ولم يأخذ منه عشره ولا نصف عشره، وكان من عماله الذين أغرموا أبو هريرة على (9) البحرين فأحصي ماله فبلغ أربعة وعشرين ألفا، فأغرمه اثني عشر ألف.
فقال (10) أبان: قال سليم: فلقيت عليا صلوات الله عليه وآله فسألته عما صنع عمر ؟ فقال: هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا ؟ !.
قلت: ل.
قال: لانه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول
(1) سقط هنا بيت جاء في المصدر.
تنوب إذا نابوا وتغزو إذا غزوا * فإن لهم مالا وليس لنا وفر (2) في المصدر: وقال.
(3) نسخة في (ك): ولا سرقات.
(4) في (س): غادة.
(5) في المصدر: ما الموت.
وقبلها توجد كلمة كان في (س)، ولكن خط عليها في (ك).
(6) جاء في كتاب سليم: فصوله.
(7) في (س) الكلمة مشوشة تقرأ: أكفكها، و: اكفكف.
(8) في (س): فاعزم.
(9) في كتاب سليم: وكان على.
(10) جاء في المصدر: وقال.

[303]

بيني وبينهم فماتت صلوات الله عليهما، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج.
قال أبان: قال (1) سليم: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر ابن أبي سلمة وقيس بن سعد بن عبادة (2)، فقال العباس لعلي عليه السلام: ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم (3) جميع عماله ؟.
فنظر علي عليه السلام إلى من حوله، ثم اغرورقت عيناه، ثم قال: شكر له ضربة ضربها فاطمة عليهما السلام بالسوط فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج.
ثم قال (ع): العجب مما أشربت قلوب هذه الامة من حب هذا الرجل وصاحبة من قبله، والتسليم له في كل شئ أحدثه.
لئن كان عماله خونة وكان هذا المال في أيديهم خيانة ما كان حل له تركه ؟ !، وكان له أن يأخذه كله، فإنه فئ للمسلمين، فما باله يأخذ نصفه ويترك نصفه.
ولئن كانوا غير خونة فما حل له أن يأخذ أموالهم ولا شيئا منها قليلا ولا كثيرا وإنما أخذ أنصافه.
ولو كانت في أيديهم خيانة، ثم لم يقروا بها ولم تقم عليهم البينة ما حل له أن يأخذ منهم قليلا ولا كثير.
وأعجب من ذلك أعادته إياهم إلى أعمالهم، لئن كانوا خونة ما حل له أن يستعملهم، ولئن كانوا غير خونة ما حلت له أموالهم، ثم أقبل علي (ع) على القوم فقال: العجب لقوم يرون سنة نبيهم تتبدل وتتغير شيئا شيئا وبابا بابا (4) ثم يرضون ولا ينكرون، بل يغضبون له ويعتبون (5) على من عاب عليه وأنكره، ثم يجئ قوم
(1) في المصدر: بدل قال: عن.
(2) في كتاب سليم: بن أبي عبادة.
(3) في المصدر: أغرم.
(4) في المصدر: وباب.
(5) جاء في (ك): يعيبون.

[304]

بعدنا فيتبعون بدعته وجوره وأحداثه ويتخذون احداثه سنة ودينا يتقربون بهما (1) إلى الله في مثل تحويله مقام ابراهيم من (2) الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الموضع الذي كان فيه في الجاهلية الذي حوله منه رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي تغييره صاع رسول الله صلى الله عليه وآله ومده، وفيهما فريضة وسنة، فما كان زيادته إلا سوء، لان المساكين في كفارة اليمين والظهار بهما يعطون وما (3) يجب في الزرع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا، لا يحولون بينه وبين ذلك، لكنهم رضوا وقبلوا ما صنع، وقبضه وصاحبه فدك - وهي في يدي فاطمة عليها السلام مقبوضة، قد أكلت غلتها على عهد النبي صلى الله عليه وآله - فسألها البينة على ما في يدها، ولم يصدقها ولا صدق أم أيمن، وهو يعلم يقينا - كما نعلم - أنها في يدها، ولم يحل (4) له أن يسألها البينة على ما في يدها، ولا أن يتهمها، ثم استحسن الناس ذلك وحمدوه وقالوا: إنما حمله على ذلك الورع والفضل، ثم حسن قبح فعلهما أن عدلا عنها فقالا - بالظن - (5): إن فاطمة لن تقول إلا حقا، وإن عليا لم يشهد إلا بحق، ولو كانت مع أم أيمن امرأة أخرى أمضينا لها، فخطبا (6) بذلك عند الجهال، و (7) ما لهما (8) ومن أمرهما أن يكونا حاكمين فيعطيان أو يمنعان، ولكن الامة ابتلوا بهما فأدخلا (9)
(1) في كتاب سليم: به.
(2) في (ك): عن، بدلا من: من (3) لا توجد الواو في المصدر.
(4) في كتاب سليم: ولم يكن يحل.
(5) في المصدر: نظن.
(6) في كتاب سليم: فحظي.
(7) لا توجد الواو في (س).
(8) في المصدر: وما هم.
(9) جاء في (س): فادخلو.

[305]

نفسهما فيما لا حق لهما فيه ولا علم لهما فيه (1)، وقد قالت فاطمة عليها السلام - حين أراد انتزاعها منها (2)، وهي في يدها -: أليست في يدي وفيها وكيلي، وقد أكلت غلتها ورسول الله صلى الله عليه وآله حي ؟ !.
قالا: بلى.
قالت: فلم تسألاني البينة (3) على ما في يدي ؟.
قالا: لانها فئ للمسلمين (4)، فإن قامت بينة وإلا لم نمضه.
فقالت (5) لهما - والناس حولهما يسمعون -: أفتريدان (6) أن تردا ما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحكما فينا خاصة بما لم تحكما في سائر المسلمين ؟ ! أيها الناس ! اسمعوا ما ركباها (7).
قلت (8): أرأيتما إن ادعيت ما في أيدي المسلمين من أموالهم تسألوني (9) البينة أم تسألونهم ؟.
قالا: لا، بل نسألك.
قلت (10): فإن ادعى جميع المسلمين ما في يدي تسألونهم البينة أم تسألوني (11) ؟.
فغضب عمر، وقال: إن هذا فئ المسلمين وأرضهم وهي في يدي فاطمة (ع) تأكل غلتها، فإن أقامت بينة على ما ادعت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وهبها لها من بين المسلمين وهي فيئهم وحقهم نظرنا في ذلك.
فقال (12): أنشدكم بالله (13) أما سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
(1) لا توجد: فيه، في (س)، وفي المصدر بدلا منها: به.
(2) لا توجد: منها، في المصدر.
(3) في المصدر: في البينة.
(4) في كتاب سليم: المسلمين.
(5) في المصدر: قالت.
(6) في كتاب سليم: أتريدان.
(7) هنا نسخة في المصدر: ما ركبا هؤلاء من الاثم.
(8) في المصدر: قالت.
وهو الظاهر.
(9) في كتاب سليم: تسألونني.
(10) في المصدر: قالت، وهو الظاهر.
(11) في المصدر: تسألونني.
(12) في المصدر: فقالت: حسبي.
وهو الظاهر.
(13) هنا زيادة جاءت في المصدر: أيها الناس.

[306]

إن ابنتي سيدة نساء أهل الجنة ؟.
قالوا: اللهم نعم، قد سمعناها (1) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قالت: أفسيدة نساء أهل الجنة تدعي الباطل وتأخذ ما ليس لها ؟ ! أرأيتم لو أن أربعة شهدوا علي بفاحشة أو رجلان بسرقة أكنتم مصدقين على ؟ !.
فأما أبو بكر فسكت، وأما عمر فقال (2): ونوقع عليك الحد.
فقالت: كذبت ولؤمت، إلا أن تقر أنك لست على دين محمد صلى الله عليه وآله، إن الذي يجيز على سيدة نساء أهل الجنة شهادة أو يقيم عليها حدا لملعون كافر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله، إن من أذهب الله عنهم الرجس أهل البيت (3) وطهرهم تطهيرا، لا يجوز عليهم شهادة، لانهم معصومون من كل سوء، مطهرون من كل فاحشة، حدثني عن أهل (4) هذه الآية، لو أن قوما شهدوا عليهم أو على أحد منه بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرؤن منهم ويحدونهم ؟.
قال: نعم، وما هم وسائر الناس في ذلك إلا سواء.
قالت: كذبت وكفرت (5)، لان الله عصمهم وأنزل عصمتهم وتطهيرهم وأذهب عنهم الرجس، فمن صدق عليهم يكذب (6) الله ورسوله.
فقال أبو بكر: أقسمت عليك - يا عمر - لما سكت، فلما أن كان الليل أرسل (7) إلى خالد بن الوليد، فقال (8) إنا نريد أن نسر إليك أمرا ونحملك
(1) في المصدر: قد سمعناه.
(2) في المصدر: فقال: نعم.
(3) لا توجد لفظ: أهل البيت، في المصدر و (س) من البحار.
(4) في كتاب سليم: حدثني يا عمر من أهل. . (5) هنا سقط جاء في المصدر: ما هم وسائر الناس في ذلك سواء.
(6) في المصدر: فإنما يكذب.
(7) في المصدر: أرسل.
(8) في المصدر: فقال.

[307]

عليه (1).
فقال: إحملاني على ما شئتما فإني طوع أيديكم.
فقالا له: إنه لا ينفعنا ما نحن فيه (2) من الملك والسلطان ما دام علي حيا، أما سمعت ما قال لنا وما استقبلنا به، ونحن لا نأمنه أن يدعوا في السر فيستجيب له قوم فيناهضنا (3) فإنه أشجع العرب، وقد ارتكبنا منهم (4) ما رأيت وغلبناه (5) على ملك ابن عمه ولا حق لنا فيه، وانتزعنا فدك من امرأته، فإذا صليت بالناس الغداة (6)، فقم إلى جانبه وليكن سيفك معك، فإذا صليت وسلمت فاضرب عنقه.
فقال: صلى (7) خالد بن الوليد بجنبي متقلد السيف، فقام أبو بكر في الصلاة فجعل (8) يوامر نفسه وندم وأسقط في يده حتى كادت الشمس أن تطلع، ثم قال: - قبل أن يسلم - لا تفعل يا خالد ما أمرتك، ثم سلم، فقلت لخالد: ما (9) ذاك ؟.
قال: قد (10) كان أمرني إذا سلم أضرب (11) عنقك.
قلت: أو كنت فاعلا ؟ !.
قال: اي وربي إذا لفعلت.
قال سليم: ثم أقبل (ع) على العباس ومن حوله ثم قال: ألا تعجبون من حبسه وحبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن، وقد علم الله أنهم سيظلمونا وينتزعونه منا، فقال: * (إن كنتم ءامنتم بالله وما أنزلنا
(1) في كتاب سليم: ونحملكه لثقتنا بك.
(2) لا توجد: فيه، في المصدر.
(3) جاء في حاشية (ك): ناهضه: قاومه.
قاموس.
انظر القاموس 2 / 348.
(4) في المصدر: منه، بدلا: منهم، وهو الظاهر.
(5) في (س): ما غلبناه.
(6) في كتاب سليم: صلاة الغداة.
(7) في المصدر: قال علي عليه السلام: فصلى.
(8) في كتاب سليم: وجعل.
(9) في المصدر: وم.
(10) لا توجد: قد، في المصدر.
(11) في المصدر: أن أضرب.

[308]

على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) * (1) ؟ !.
والعجب لهدمه منزل أخي جعفر وإلحاقه في المسجد، ولم يعط بنيه من ثمنه قليلا ولا كثيرا، ثم لم يعب ذلك عليه الناس ولم يغيروه، فكأنما أخذ منزل رجل من الديلم - وفي رواية أخرى: دار رجل من ترك كابل -.
والعجب لجهله وجهل الامة أنه كتب إلى جميع عماله: إن (2) الجنب إذا لم يجد الماء فليس له أن يصلي وليس له أن يتيمم (3) بالصعيد حتى يجد الماء (4)، وإن لم يجده حتى يلقى الله - وفي رواية أخرى: وإن لم يجده سنة - ثم قبل الناس منه (5) ورضوا به، وقد علم وعلم الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر عمارا وأمر أبا ذر أن يتيمما من الجنابة ويصليا وشهدا به عنده (6) وغيرهما فلم يقبل (7) ذلك ولم يرفع به رأس.
والجعب لما قد خلط قضايا مختلفة في الجد (8) بغير علم تعسفا وجهلا، وادعائهما (9) ما لم يعلما جرأة على الله وقلة ورع، ادعيا أن رسول الله صلى الله عليه وآله مات ولم يقض في الجد شيئا منه، ولم يدع أحدا يعلم ما للجد من الميراث، ثم تابعوهما (10) على ذلك وصدقوهم.
(1) الانفال: 41.
(2) لا توجد: ان، في (س).
(3) في (ك): أن تيمم.
(4) لا يوجد في المصدر: حتى يجد الماء.
(5) في كتاب سليم: بدلا من منه: ذلك.
(6) نسخة جاءت في (ك): عندهم.
وهو خلاف الظاهر.
(7) في (ك) نسخة بدل: يقبلا، وهو غلط.
(8) جاء في المصدر: الحد - بالحاء المهملة - وهو خلاف الظاهر.
(9) لعل التثنية بلحاظ الشيخين، وفي (ك) نسخة بدل: وادعاءه.
(10) في المصدر: بايعوهما، وفي نسخة على (ك): تابعوه.

[309]

وعتقه أمهات الاولاد، فأخذ الناس بقوله وتركوا أمر الله (1) وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله.
وما صنع بنصر بن حجاج وبجعد (2) بن سليم وبابن وتره (3).
وأعجب من ذلك أن أبا كيف (4) العبدي أتاه، فقال: إني طلقت امرأتي - وأنا غائب - فوصل إليها الطلاق ثم راجعتها وهي في عدتها، وكتبت إليها فلم يصل الكتاب إليها حتى تزوجت، فكتب له: إن كان هذا الذي تزوجها دخل (5) بها فهي امرأته وإن كان لم يدخل بها فهي امرأتك، وكتب له ذلك وأنا شاهد، ولم يشاورني (6) ولم يسألني، يرى استغناءه بعلمه عني، فأردت أن أنهاه ثم قلت: ما أبالي أن يفضحه الله ثم لم تعبه (7) الناس بل استحسنوه واتخذوه سنة وقبلوه عنه (8)، ورأوه صوابا، وذلك قضاء ولا يقضي به مجنون (9).
ثم تركه من الاذان (حي على خير العمل) فاتخذوه سنة وتابعوه على ذلك.
وقضيته في المفقود أن أجل امرأته أربع سنين ثم تتزوج فإن جاء زوجها خير بين امرأته وبين الصداق، فاستحسنه الناس واتخذوه سنة وقبلوه عنه (10) جهلا وقلة علم بكتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
وإخراجه من المدينة كل أعمى، وإرساله إلى عماله بالبصرة خمسة
(1) لا توجد في المصدر: أمر الله و.
(2) في كتاب سليم: الحجاج وبجعدة.
(3) في كتاب سليم: وبابن وبرة، وفي نسخة على (ك): وبابن زيد.
(4) جاء في المصدر: أبا كتف.
(5) في كتاب سليم: قد دخل.
(6) في المصدر: فلم يشاورني.
(7) في كتاب سليم: لم يعبه.
(8) في المصدر: وقبلوه منه.
(9) جاءت العبارة في المصدر هكذا: وذلك قضاء لو قضى به مجنون نحيف سخيف لما زاد.
(10) في المصدر: منه، بدلا من: عنه.

[310]

أشبار، وقوله من أخذتموه من الاعاجم فبلغ طول هذا الحبل فاضربوا عنقه !.
ورده سبايا تستر، وهن حبالى.
وإرساله بحبل من (1) صبيان سرقوا بالبصرة، وقوله من بلغ طول هذا الحبل فاقطعوه.
وأعجب من ذلك أن كذابا رجم بكذابة فقبلها وقبلها الجهال، فزعموا أن الملك ينطق على لسانه ويلقنه.
وإعتاقه سبايا أهل اليمن.
وتخلفه وصاحبه عن جيش أسامة بن زيد مع تسليمهما عليه بالامرة.
ثم أعجب من ذلك أنه قد علم وعلمه الناس (2) أنه الذي صد رسول الله صلى الله عليه وآله عن الكتف الذي دعا به (3) ثم لم يضره ذلك عندهم ولم ينقصه.
وانه صاحب صفية حين قال لها ما قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قال ما قال.
وانه الذي مررت به يوما فقال: ما مثل محمد في أهل بيته إلا كنخلة نبتت في كناسة !، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فغضب وخرج فأتى المنبر، وفزعت الانصار فجاءت شائكة (4) في السلاح لما رأت من غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عليه السلام: ما بال أقوام يعيروني بقرابتي، وقد سمعوا مني ما قلت في فضلهم وتفضيل الله إياهم، وما خصهم به (5) من إذهاب
(1) في المصدر: في، بدلا من: من.
(2) في المصدر: قد علم الله واعلم الناس.
(3) في كتاب سليم: دعاه به.
(4) في المصدر: شاكة، قال في مجمع البحرين 5 / 278: يقال: شاك الرجل - من باب خاف -: أظهر شوكته وحدته فهو شائك في السلاح وشاكي السلاح على القلب، ورجل شاك في السلاح وهو اللابس السلاح التام فيه.
(5) في كتاب سليم: وما اختصهم الله به.
(*)

[311]

الرجس عنهم وتطعير الله إياهم، وقد سمعتم ما قلت في أفضل أهل بيتي وخيرهم مما خصه الله به وأكرمه وفضله على من سبقه إلى الاسلام وتدينه فيه (1) وقرابته مني، وإنه مني (2) بمنزلة هارون من موسى، ثم تزعمون أن مثلي في أهل بيتي كمثل نخلة في كناسة !، ألا إن الله خلق خلقه ففرقه فرقتين فجعلني في خير الفرقتين، ثم فرق الفرقة ثلاث فرق، شعوبا، وقبائل، وبيوتا، فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا، فذلك قوله: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطيرا) * (3)، فحصلت في أهل بيتي وعترتي، و (4) أنا وأخي علي بن أبي طالب (ع)، ألا وإن الله نظر إلى أهل الارض نظرة فاختارني منهم، ثم نظر نظرة فاختار عليا أخي (5) ووزيري ووارثي (6) ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، فبعثني رسولا ونبيا ودليلا، وأوحى (7) إلي أن اتخذ عليا أخا ووليا ووصيا وخليفة في أمتي بعدي، ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي، من والاه والاه الله، ومن عاداه عاداه الله، ومن أحبه أحبه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا كافر، هو (8) رب الارض بعدي وسكنها - وفي نسخة: هو زر الارض (9) بعدي وسكنها - وهو كلمة التقوى، وعروة الوثقى أتريدون أن تطفؤوا نور الله بأفواهكم والله متم نوره ولو كره
(1) في المصدر: في الاسلام وبلاءه فيه.
(2) لا توجد: مني، في (ك).
(3) الاحزاب: 33.
(4) لا توجد الواو في المصدر.
(5) في المصدر: أخي علي.
- بتقديم وتأخير -.
(6) لا توجد: ووارثي، في المصدر.
(7) في المصدر: فأوحى.
(8) لا توجد: هو، في المصدر.
(9) في المصدر: ذر الارض.

[312]

المشركون ؟ ! - وفي رواية أخرى: ولو كره الكافرون (1) - ويريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي ويأبى الله ألا أن يتم نوره.
يا أيها الناس ! ليبلغ مقالتي شاهدهكم غائبكم، اللهم اشهد عليهم.
أيها الناس ! إن الله نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي اثنا عشر (2) وصيا من أهل بيتي، وهم خيار أمتي - وفي نسخة أخرى: فجعلهم خيار أمتي (3) - منهم أحد عشر إماما بعد أخي، واحدا بعد واحد، كلما هلك واحد قام واحد به (4)، مثلهم كمثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم، لانهم أئمة هداة مهتدون، لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم، بل يضر الله بذلك من كادهم وخذلهم، فهم حجة الله في أرضه وشهداؤه على خلقه، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي، أول الائمة علي خيرهم، ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين (ع) ثم تسعة من ولد الحسين، وأمهم ابنتي فاطمة صلوات الله عليهم.
ثم من بعدهم جعفر بن أبي طالب ابن عمي وأخو أخي، وعمي حمزة بن عبد المطلب.
أنا خير المرسلين والنبيين، وفاطمة ابنتي سيدة نساء أهل الجنة، وعلي و (5) بنوه الاوصياء خير الوصيين، وأهل بيتي خير أهل بيوتات النبيين، وابناي سيدي (6) شباب أهل الجنة.
أيها الناس ! إن شفاعتي تنال علوجكم، أفتعجز عنها (7) أهل بيتي، ما
(1) هذا اقتباس مما جاء في سورة التوبة آية: 32، وسورة الصف آية: 8.
(2) في المصدر: اثني عشر.
وهو الظاهر.
(3) قوله: وفي نسخة.
إلى هنا لا يوجد في المصدر المطبوع.
(4) في المصدر: منهم، بدلا من: به.
(5) لا توجد الواو في المصدر.
(6) في المصدر: سيد.
وهو الصحيح.
(7) في كتاب سليم: إن شفاعتي ليرجوها رجاءكم، أفبعجز عنه.

[313]

أحد (1) ولده جدي عبد المطلب يلقى الله موحدا لا يشرك به شيئا إلا أدخله الجنة، ولو كان فيه من الذنوب عددا لحصى وزبد البحر.
أيها الناس ! عظموا أهل بيتي في حياتي ومن بعدي وأكرموهم وفضلوهم، فإنه لا يحل لاحد أن يقوم من مجلسه لاحد إلا لاهل بيتي - وفي نسخة أخرى: أيها الناس ! (2) عظموا أهل بيتي في حياتي وبعد موتي -، إني لو قد (3) أخذت بحلقة باب الجنة ثم تجلى لي ربي فسجدت وأذن لي بالشفاعة لم أؤثر على أهل بيتي أحد.
أيها الناس ! انسبوني من أنا ؟.
فقام رجل من الانصار، فقال - وفي رواية أخرى: فقامت الانصار، فقال -: نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، أخبرنا - يا رسول الله - من الذي آذاك في أهل بيتك حتى نضرب عنقه ؟ - وفي رواية أخرى: حتى نقتله ونبير (4) عترته -.
فقال: انسبوني ! أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم.
- حتى انتسب إلى نزار، ثم مضى في نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم خليل الله -.
ثم قال: إني وأهل بيتي لينة من تحت العرش إلى آدم، نكاح غير سفاح لم يخالطنا نكاح الجاهلية، فاسألوني، فو الله لا يسألني رجل عن أبيه وعن أمه وعن نسبه إلا أخبرته به.
فقام رجل، فقال: من أبي ؟.
فقال: أبوك فلان الذي تدعى إليه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: والله لو (5) نسبتني إلى غيره لرضيت وسلمت.
ثم قام رجل آخر، فقال: من أبي ؟.
فقال: أبوك فلان - لغير أبيه الذي يدعى إليه - فارتد عن الاسلام، ثم قام رجل آخر، فقال: أمن أهل الجنة أنا أم من هل النار ؟.
(1) في المصدر ما من أحد، وفي (ك): أجد، ولا معنى له.
(2) لا توجد: أيها الناس، في (ك).
(3) لا توجد: قد، في المصدر.
(4) في المصدر: وليبر عترته.
(5) في المصدر: وقال لو.

[314]

فقال: من أهل الجنة، ثم قام رجل آخر، فقال: أمن أهل الجنة أنا من أهل النار ؟.
فقال: من أهل النار.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله - وهو مغضب -: ما يمنع الذي عير أهل بيتي وأخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي أن يقوم فيسألني من أبوه، وأين هو في الجنة أم في النار ؟.
فقال عمر بن الخطاب، فقال: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله، أعف عنا يا رسول الله عفا الله عنك، أقلنا أقالك الله، أسترنا سترك الله، إصفح عنا صلى الله عليك.
فاستحى رسول الله صلى الله عليه وآله وكف.
وهو (1) صاحب العباس الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله ساعيا فرجع وقال: إن العباس قد منع صدقة ماله، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: الحمد لله الذي عافانا أهل البيت من شر ما يلطخونا به، إن العباس لم يمنع صدقة ماله ولكنك عجلت عليه، وقد عجل زكاة سنين ثم أتاني بعد يطلب أن أمشي معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليرضى عنه، ففعلت.
وهو صاحب عبد الله بن أبي سلول حين تقدم رسول الله صلى الله عليه وآله ليصلي عليه فأخذ بثوبه من وراءه، وقال: لقد (2) نهاك الله أن تصلي عليه ولا يحل لك أن تصلي عليه، فقال له (3) رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما صليت عليه كرامة لابنه، وإني لارجو أن يسلم به سبعون رجلا من بني أبيه وأهل بيته، وما يدريك ما قلت: إنما دعوت عليه.
وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الحديبية حين كتب القضية إذ قال: أنعطي الدنية في دينن.
ثم جعل يطوف في عسكر رسول الله صلى الله
(1) هنا زيادة: قال علي عليه السلام: وهو.
جاءت في المصدر.
(2) في كتاب سليم: قد.
(3) لا توجد: له، في المصدر.

[315]

عليه وآله يحرضهم (1) ويقول: أنعطي الدنية في ديننا ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفرجوا عني، أتريدون أن أغدر بذمتي ؟ ! - وفي رواية أخرى: أخرجوه عني، أتريد أن أخفر ذمتي ولا أفي لهم بما كتبت لهم -، خذ - يا سهيل ! - ابنك جندلا، فأخذه فشده وثاقا في الحديد، ثم جعل الله عاقبة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الخير والرشد والهدى والعزة والفضل.
وهو صاحب يوم غدير خم إذ قال هو وصاحبه حين نصبني رسول الله صلى الله عليه وآله لولايتي، فقال: ما يألو أن ترفع (2) خسيسته، وقال الآخر: ما يألو رفعا بضبع ابن عمه، وقال لصاحبه - وأنا منصوب -: إن هذه لهي الكرامة، فقطب صاحبه في وجهه، وقال: لا والله، ما أسمع ولا أطيع أبدا، ثم اتكأ عليه ثم تمطى وانصرفا، فأنزل الله فيه: * (فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * أولى لك فأولى) * (3) وعيدا من الله له (4).
وهو الذي دخل علي مع (5) رسول الله صلى الله عليه وآله يعودني في رهط من أصحابه حين غمزه صاحبه، فقال: يا رسول الله (ص) إنك قد كنت عهدت إلينا في علي عهدا وإني لاراه لما به، فإن هلك فإلى من ؟.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اجلس. . فأعادها ثلاث مرات، فأقبل عليهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنه لا يموت في مرضه هذا، ولا يموت حتى تملياه غيظا وتوسعاه غدرا وظلما، ثم تجداه صابرا قواما، ولا يموت حتى يلقى منكما هنات وهنات، ولا يموت إلا شهيدا مقتول.
وأعظم من ذلك كله أن رسول الله صلى الله عليه وآله جمع ثمانين رجلا،
(1) في كتاب سليم: يحضضهم.
(2) في المصدر: إن يرفع.
(3) القيامة: 30 - 34.
(4) في المصدر هنا زيادة: وانتهار.
(5) لا توجد: مع، في (ك).
وجاء في المصدر: دخل على علي مع.

[316]

أربعين من العرب وأربعين من العجم - وهما فيهم - فسلموا علي (1) بإمرة المؤمنين، ثم قال: أشهدكم أن عليا أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي ووصيي وولي كل مؤمن من (2) بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، وفيهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وابن عوف وأبو عبيدة وسالم ومعاذ بن جبل ورهط من الانصار، ثم قال: إني (3) أشهد الله عليكم.
ثم أقبل على (4) القوم، فقال: سبحان الله ! ما أشربت قلوب هذه الامة من بليتها وفتنتها من عجلها وسامريها، إنهم أقروا وادعوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يجمع الله لنا أهل البيت النبوة والخلافة، وقد قال لاولئك الثمانين رجلا: سلموا على علي بإمرة المؤمنين، واشهدكم (5) على ما أشهدهم عليه أنهم أقروا (6) أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف أحدا، وأنهم أقروا بالشورى، ثم أقروا أنهم لم يشاوروا وأن بيعته كانت فلتة، وأي ذنب أعظم من الفلتة، ثم استخلف أبو بكر عمر ولم يقتد (7) برسول الله صلى الله عليه وآله فيدعهم بغير استخلاف (8)، طعنا منه على رسول الله صلى الله عليه وآله ورغبة عن رأيه، ثم صنع عمر شيئا ثالثا لم يدعهم على ما ادعى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف، ولم يستخلف (9) كما استخلف أبو بكر، وجاء بشئ ثالث
(1) في المصدر: على علي.
وهو سهو.
(2) وضع على: من، رمز نسخة بدل في مطبوع البحار.
(3) لا توجد: اني، في المصدر.
(4) في المصدر: ثم أقبل علي على.
وهو الظاهر.
(5) في كتاب سليم: وأشهدهم.
(6) في المصدر:.
عليه ثم زعموا ان.
(7) بزعمهم في عدم استخلافه صلوات الله عليه من بعده.
(8) في المصدر زيادة: فقيل له في ذلك فقال: ادع أمة محمد (ص) كالنعل الخلق، ادعهم بلا استخلاف، طعن.
بدلا من: فيدعهم بغير استخلاف.
(9) لا توجد: ولم يستخلف، في المصدر.

[317]

جعلها شورى بين ستة نفر، وأخرج منها جميع العرب، ثم حطني (1) بذلك عند العامة فجعلهم مع ما أشربت قلوبهم من الفتنة والضلالة أقراني، ثم بايع ابن عوف عثمان فبايعوه، وقد سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عثمان ما سمعوا من لعنه إياه في غير موطن، فعثمان - على ما كان عليه - خير منهما، ولقد قال منذ أيام قولا رققت له (2) وأعجبتني مقالته، بينما أنا قاعد عنده في بيته إذ أتته عائشة وحفصة تطلبان ميراثهما من ضياع أموال (3) رسول الله صلى الله عليه وآله التي في يديه (4)، فقال: ولا كرامة (5) لكن أجيز شهادتكما على أنفسكما، فإنكما شهدتما عند أبويكما أنكما سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن النبي (ص) (6) لا يورث ما ترك فهو صدقة، ثم لقنتما أعرابيا جلفا يبول على عقبيه يتطهر ببوله - مالك بن الحرث بن الحدثان - فشهد معكما، لا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ولا من الانصار أحد شهد بذلك غير أعرابي، أما والله ما أشك في أنه قد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وكذبتما عليه معه، فانصرفتا من عنده تبكيان وتشتمانه، فقال: ارجعا، ثم قال: أشهدتما (7) بذلك (8) عند أبي بكر ؟ !.
قالتا: نعم.
قال: فإن شهدتما بحق فلا حق لكما، وإن كنتما شهدتما بباطل فعليكما وعلى من أجاز شهادتكما على أهل هذا البيت لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
قال: ثم نظر إلي فتبسم وقال: يا أبا الحسن ! شفيتك منهما ؟.
قلت: نعم والله وأبلغت، وقلت حقا، فلا يرغم الله إلا بأنفيهما، فرققت لعثمان
(1) في المصدر: حظى.
(2) في كتاب سليم: وقفت له.
(3) في المصدر: وأموال.
(4) جاء في مطبوع البحار: يده، على أنه نسخة بدل من يديه.
(5) في المصدر: لا والله ولا كرامة.
(6) لا يوجد: النبي (ص)، في المصدر.
(7) في المصدر:.
ارجعا أليس قد شهدتهم.
(8) جاء في (س): ذلك.
(*)

[318]

وعلمت أنه أراد بذلك رضاي، وأنه أقرب منهما رحما (1) وإن كان لا عذر له ولا حجة بتأمره علينا وادعائه حقن.
توضيح: قال الجوهري: الادمة في الابل: البياض الشديد، يقال: بعير آدم وناقة أدماء، والجمع أدم.
ويقال: هو الابيض الاسود المقلتين.
، والادم: الالفة والاتفاق (2)، وفي بعض النسخ: الادم الحمر - بالحاء المهملة بدون الواو -.
قوله: بصفر عيابه.
العياب: جمع العيبة (3).
أي ليست صناديقه خالية من تلك الاموال.
والبيض: جمع الابيض، والبيضة من الحديد وغيره (4).
والدمى: جمع الدمية بضمها، وهو الصنم والصورة من العاج ونحوه (5).
والرماح الخطية: مشهورة (6).
والريطة: الثوب الناعم اللين (7).
وذكر القراب لانها لجودتها يجعل في مثل القراب، وفي بعض النسخ: جرابه.
والابراد جمع البرد.
(8) أي برود صفر طويلة.
(1) في المصدر زيادة هنا: وأكف عنا منهم.
(2) الصحاح 5 / 1859، وانظر: لسان العرب 12 / 11.
(3) نص عليه في لسان العرب 1 / 634، والصحاح 1 / 190، وغيرهم.
(4) كما في الصحاح 3 / 1068، وقريب منه في لسان العرب 7 / 134.
(5) قاله في صحاح اللغة 6 / 2340، ولا حظ: لسان العرب 14 / 271.
(6) انظر: مجمع البحرين 4 / 245، ولسان العرب 7 / 290.
(7) جاء قريب من المتن في لسان العرب 7 / 307، وتاج العروس 5 / 145، والقاموس 2 / 362.
وكأن المصنف - رحمه الله - نقل مضمون ما في كتب اللغة.
(8) انظر: مجمع البحرين 3 / 13، والصحاح 2 / 447، وغيرهم.

[319]

والداري: العطار (1).
والدراك - بكسر الدال -: المداركة.
(2) أي مداركة أسراع الخيل والابل في الغارات.
والسمر: - جمع الاسمر -: وهو الرمح (3).
ودرع سابغة: تامة طويلة (4).
واللبان - بالفتح -: الصدر أو وسطه أو ما بين الثديين.
(5) أي حال كوني لابسا درعا طويلة تستر صدر الفرس الذي أنا راكبه فضول تلك الدرع وزوائده.
وفي بعض النسخ: اللباد: - جمع لبدة السرج (6) -.
ويقال: كفكفه عنه.
أي صرفه ودفعه (7)، والضمير راجع إلى السمر.
قوله صلى الله عليه وآله: علوجكم.
أي من أسلم من كفار العجم (8)، وفيه نسخ أخرى مشتبهة، وقد مر أن في النهاية: حاوكم، وهو الصواب.
قوله صلى الله عليه وآله: ما يلطخونا به.
اللطخ: التسويد وإفساد الكتابة واللطخ بالعذرة (9).
(1) ذكره في الصحاح 2 / 660، ومجمع البحرين 3 / 305.
(2) نص عليه في لسان العرب 10 / 420، والصحاح 4 / 1583، وغيرهم.
(3) جاء في صحاح اللغة 2 / 689، وتاج العروس 3 / 277.
(4) قاله في القاموس 3 / 107، وتاج العروس 6 / 15، وغيرهم.
(5) كما في القاموس 4 / 265، وتاج العروس 9 / 329، وانظر: لسان العرب 13 / 376.
(6) قال في القاموس 1 / 334: وكل شعر أو صوف متلبد لبد ولبدة ولبدة جمعها: ألباد ولبود، واللباد: عامله.
وبلا هاء [أي اللبد]: الامر، وبساط معروف، وما تحت السرج، ونحوه في تاج العروس 2 / 490.
وعليه يكون الظاهر: الالباد أو اللبود، بدلا من: اللباد.
(7) كما في تاج العروس 6 / 236، وانظر: الصحاح 4 / 1423، ولسان العرب 9 / 303.
(8) كذا ذكره في مجمع البحرين 2 / 319، ولا حظ: النهاية 3 / 286.
(9) نص عليه في القاموس 1 / 265، وتاج العروس 2 / 269، وانظر: لسان العرب 3 / 38، وقال في = = صفحة: 51 منه: لطخه بالشئ.
.
: رماه به، وتلطخ فلان بأمر قبيح: تدنس، وهو أعم من اللطخ.