[380]

تعالى: * (يا أيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * (1) فيمن نزلت ؟.
فقال: ما تريد ؟ أتريد أن تغري بي الناس ؟.
قال: لا يا أمير المؤمنين، ولكن أحب أن أعلم.
قال: اجلس، فجلس، فقال: أكتب عامرا أكتب معمرا أكتب عمر أكتب عمارا أكتب معتمر.
في أحد الخمسة نزلت.
قال سفيان: قلت لفضيل: أتراه عمر ؟.
قال: فمن هو غيره.
قال: ورووا عن المنذر الثوري، قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الامر - وهو لنا كله - فجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدة، أما والله ليهم بهما أنفسهما يوم يطلب الناس في شفاعتن.
قال: ورووا عنه عليه السلام - وسأله رجل عن أبي بكر وعمر -، فقال: والله لقد ضيعانا، وذهبا بحقنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، ووطئا على أعناقنا، وحملا الناس على رقابن.
قال: ورووا عن أبي الجارود زياد بن المنذر، قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام عن أبي بكر وعمر ؟.
فقال: أضغنا بآبائنا، واضطجعا (2) بسبيلنا، وحملا الناس على رقابن.
وعن أبي إسحاق، أنه قال: صحبت علي بن الحسين عليهما السلام بين مكة والمدينة، فسألته عن أبي بكر وعمر ما تقول فيهما ؟.
قال: ما عسى أن أقول فيهما، لا رحمهما الله، ولا غفر لهم.
وعن القاسم بن مسلم، قال: كنت مع علي بن الحسين عليهما السلام بينبع يدي في يده، فقلت: ما تقول في هذين الرجلين ؟ تبرأ من عدوهما ؟.
فغضب ورمى بيده من يدي، ثم قال عليه السلام: ويحك ! يا قاسم ! هما أول من أضغنا بآبائنا (3)، واضطجعا بسبيلنا، وحملا الناس على رقابنا، وجلسا مجلسا كنا
(1) الحجرات: 1.
(2) في (ك): واضطجعن.
(3) في (ك) نسخة بدل: أصغيا بآنائن.

[381]

أحق به منهم.
وعن حكيم بن جبير، عنه عليه السلام مثله، وزاد: فلا غفر الله لهم.
وعن أبي علي الخراساني، عن مولى لعلي بن الحسين عليهما السلام، قال: كنت معه عليه السلام في بعض خلواته، فقلت: إن لي عليك حقا، ألا تخبرني عن هذين الرجلين، عن أبي بكر وعمر ؟.
فقال: كافران، كافر من أحبهم.
وعن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام - وقد خلا -: أخبرني عن هذين الرجلين ؟.
قال: هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميراثنا، وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما، لا غفر الله لهما ولا رحمهما، كافران، كافر من تولاهم.
وعن حكيم بن جبير، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: أنتم تقتلون في عثمان منذ ستين سنة، فكيف لو تبرأتم من صنمي قريش ؟ !.
قال: ورووا عن سورة بن كليب، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي بكر وعمر ؟.
قال: هما أول من ظلمنا حقنا وحمل الناس على رقابنا، فأعدت عليه، فأعاد علي ثلاثا، فأعدت عليه الرابعة، فقال: لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان الا ليعلما وعن كثير النوى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن أبي بكر وعمر، فقال: هما أول من انتزى على حقنا وحملا الناس على أعناقنا وأكنافنا، وأدخلا الذل بيوتن.
وعنه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: والله لو وجد عليهما أعوانا لجاهدهما (1) - يعني أبا بكر وعمر -.
وعن بشير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي بكر وعمر فلم يجبني، ثم سألته فلم يجبني، فلما كان في الثالثة قلت: جعلت فداك، أخبرني
(1) في (ك): جاهدهم.

[382]

عنهما ؟.
فقال: ما قطرت قطرة من دمائنا ولا من دماء أحد من (1) المسلمين إلا وهي في أعناقهما إلى يوم القيامة.
ورووا أن ابن بشير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الاسلام بأبي جهل أو بعمر.
فقال أبو جعفر: والله ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله قط، إنما أعز الله الدين بمحمد صلى الله عليه وآله، ما كان الله ليعز الدين بشرار خلقه.
ورووا عن قدامة بن سعد الثقفي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي بكر وعمر، فقال: أدركت أهل بيتي وهم يعيبونهم.
وعن أبي الجارود، قال: كنت أنا وكثير النوى عند أبي جعفر عليه السلام، فقال كثير: يا أبا جعفر ! رحمك الله، هذا أبو الجارود يبرأ من أبي بكر وعمر، فقلت لابي جعفر عليه عيله السلام: كذب والله الذي لا إله إلا هو ما سمع ذلك مني قط، وعنده عبد الله بن علي أخو أبي جعفر عليه السلام، فقال: هلم إلي، أقبل إلي يا كثير، كانا والله أول من ظلمنا حقنا وأضغنا (2) بآبائنا، وحملا الناس على رقابنا، فلا غفر الله لهما، ولا غفر لك معهما يا كثير.
وعن أبي الجارود، قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عنهما وأنا جالس ؟ فقال: هما أول من ظلمنا حقنا، وحملا الناس على رقابنا، وأخذا من فاطمة عليها السلام عطية رسول الله صلى الله عليه وآله فدك بنواضحهم.
فقام ميسر، فقال: الله ورسوله منهما بريئان.
فقال أبو جعفر عليه السلام: لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا * وما علم الانسان إلا ليعلما ورووا عن بشير بن أراكة النبال، قال: سألتا أبا جعفر عليه السلام عن أبي بكر وعمر، فقال - كهيئة المنتهر -: ما تريد من صنمي العرب ؟ ! أنتم تقتلون
(1) لا توجد: من، في (س).
(2) جاءت في (ك) نسخة: أصغيا، بدلا من: أضغن.

[383]

على دم عثمان بن عفان، فكيف لو أظهرتم البراءة منهما، إذا لما ناظروكم طرفة عين ؟ !.
وعن حجر البجلي، قال: شككت في أمر الرجلين، فأتيت المدينة، فسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن أول من ظلمنا وذهب بحقنا وحمل الناس على رقابنا أبو بكر وعمر.
وعنه عليه السلام، قال: لو وجد علي أعوانا لضرب أعناقهم.
وعن سلام بن سعيد المخزومي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل: من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض، ومن تولى عدونا، ومن تولى أبا بكر وعمر.
وعن ورد بن زيد - أخي الكميت -، قال: سألنا محمد بن علي عليهما السلام عن أبي بكر وعمر ؟.
فقال: من كان يعلم أن الله حكم عدل برئ منهما، وما من محجمة دم يهراق إلا وهي في رقابهم.
وعنه عليه السلام، - وسئل عن أبي بكر وعمر، فقال -: هما أول من ظلمنا، وقبض حقنا، وتوثب على رقابنا، وفتح علينا باب لا يسده شئ إلى يوم القيامة، فلا غفر الله لهما ظلمهما إيان.
وعن سالم بن أبي حفصة، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام، فقلت: أئمتنا وسادتنا نوالي من واليتم، ونعادي من عاديتم، ونبرأ من عدوكم.
فقال: بخ بخ يا شيخ ! إن كان لقولك حقيقة.
قلت: جعلت فداك، إن له حقيقة.
قال: ما تقول في أبي بكر وعمر ؟.
قال: إماما عدل رحمهما الله ؟.
قال: يا شيخ ! والله لقد أشركت في هذا الامر من لم يجعل الله له فيه نصيب.
وعن فضيل الرسان، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: مثل أبي بكر وشيعته مثل فرعون وشيعته، ومثل علي وشيعته مثل موسى وشيعته.
ورووا عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: * (وإذ أسر النبي إلى

[384]

بعض أزواجه حديث.
) * (1)، قال: أسر إليهما أمر القبطية، وأسر إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الامة من بعده ظالمين فاجرين غادرين.
ورووا عن عبيد بن سليمان النخعي، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن ابن أخيه الارقط، قال: قلت لجعفر بن محمد: يا عماه ! إني أتخوف علي وعليك الفوت أو الموت، ولم يفرش لي أمر هذين الرجلين ؟.
فقال لي جعفر عليه السلام: إبرأ منهما، برئ الله ورسوله منهم.
وعن عبد الله بن سنان، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: قال لي: أبو بكر وعمر صنما قريش اللذان يعبدونهم.
وعن اسماعيل بن يسار، عن غير واحد، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: كان إذا ذكر عمر زناه، وإذا ذكر أبا جعفر الدوانيق زناه، ولا يزني غيرهم.
قال: وتناصر الخبر عن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد علهيم السلام من طرق مختلفة أنهم قالوا - وكل منهم -: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، من زعم أنه إمام وليس بإمام، ومن جحد إمامة إمام من الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيب.
ومن طرق أخر: أن للاولين، ومن أخر: للاعرابيين في الاسلام نصيب.
-. . إلى غير ذلك من الروايات عمن ذكرناه، وعن أبنائهم عليهم السلام مقترنا بالمعلوم من دينهم لكل متأمل حالهم، وأنهم يرون في المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام ومن دان بدينهم أنهم كفار، وذلك كاف عن إيراد رواية، وإنما ذكرناه طرفا منها استظهار.
وقد روت الخاصة والعامة عن جماعة من وجوه الطالبيين ما يضاهي المروي من ذلك عن الائمة عليهم السلام:
(1) التحريم: 3.

[385]

فرووا عن معمر بن خيثم، قال: بعثني زيد بن علي داعية، فقلت: جعلت فداك، ما أجابتنا إليه الشيعة، فإنها لا تجيبنا إلى ولاية أبي بكر وعمر.
قال لي: ويحك ! أحد أعلم بمظلمته منا، والله لئن قلت إنهما جارا في الحكم لتكذبن، ولئن قلت أنهما استأثرا بالفئ لتكذبن، ولكنهما أول من ظلمنا حقنا وحمل الناس على رقابنا، والله إني لابغض أبناءهما من بغضي آباءهما ولكن لو دعوت الناس إلى ما تقولون لرمونا بقوس واحد.
ورووا عن محمد بن فرات الجرمي، قال: سمعت زيد بن علي يقول: إنا لنلتقي وآل عمر في الحمام فيعلمون أنا لا نحبهم ولا يحبونا، والله إنا لنبغض الابناء لبغض الآباء.
ورووا عن فضيل بن الزبير، قال: قلت لزيد بن علي (ع): ما تقول في أبي بكر وعمر ؟.
قال: قل فيهما ما قال علي: كف كما كف لا تجاوز قوله.
قلت: أخبرني عن قلبي أنا خلقته ؟.
قال: ل.
قلت: فإني أشهد على الذي خلقه أنه وضع في قلبي بغضهما، فكيف لي بإخراج ذلك من قلبي ؟.
فجلس جالسا وقال: أنا والله الذي لا إله إلا هو إني لابغض بنيهما من بغضهما، وذلك لانهم إذا سمعوا سب علي عليه السلام فرحو.
ورووا عن العباس بن الوليد الاغداري، قال: سئل زيد بن علي عن أبي بكر وعمر، فلم يجب فيهما، فلما أصابته الرمية فنزع الرمح (1) من وجهه استقبل الدم بيده حتى صار كأنه كبد، فقال: أين السائل عن أبي بكر وعمر ؟ هما والله شركاء في هذا الدم، ثم رمي به وراء ظهره.
وعن نافع الثقفي - وكان قد أدرك زيد بن علي -، قال: فسأله رجل عن أبي بكر وعمر، فسكت فلم يجبه، فلما رمي قال: أين السائل عن أبي بكر وعمر ؟ هما أوقفاني هذا الموقف.
(1) الكلمتان مشوشتان في المطبوع من البحار، ولعلهما: فزع الزج.

[386]

ورووا عن يعقوب بن عدي، قال: سئل يحيى بن زيد عنهما - ونحن بخراسان وقد التقى الصفان -، فقال: هما أقامانا هذا المقام، والله لقد كانا لئيما جدهما، ولقد هما بأمير المؤمنين عليه السلام أن يقتلاه.
ورووا عن قليب بن حماد، عن موسى بن عبد الله بن الحسن، قال: كنت مع أبي بمكة، فلقيت رجلا من أهل الطائف مولى لثقيف، فنال (1) من أبي بكر وعمر، فأوصاه أبي بتقوى الله، فقال الرجل: يا أبا محمد ! أسألك (2) برب هذا البنية ورب هذا البيت ! هل صليا على فاطمة ؟.
قال: اللهم ل.
قال (3): فلما مضى الرجل قال موسى: سببته وكفرته.
فقال: أي بني ! لا تسبه ولا تكفره، والله لقد فعلا فعلا عظيم.
وفي رواية أخرى:.
أي بني ! لا تكفره، فو الله ما صليا على رسول الله صلى الله عليه وآله، ولقد مكث ثلاثا ما دفنوه، إنه شغلهم ما كانا يبرمان.
ورووا، أنه أتي بزيد بن علي الثقفي إلى عبد الله بن (4) الحسن - وهو بمكة -، فقال: أنشدك الله ! أتعلم أنهم منعوا فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ميراثها ؟.
قال: نعم.
قال: فأنشدك الله ! أتعلم أن فاطمة ماتت وهي لا تكلمهما - يعني أبا بكر وعمر - وأوصت أن لا يصليا عليها ؟.
قال: نعم.
قال: فأنشدك الله ! أتعلم أنهم بايعوا قبل أن يدفن رسول الله صلى الله عليه وآله واغتنموا شغلهم ؟.
قال: نعم.
قال: وأسألك بالله ! أتعلم أن عليا عليه السلام لم يبايع لهما حتى أكره ؟.
قال: نعم.
(1) في (ك) نسخة بدل: فقال.
(2) في (ك): سألك، ولعله: سائلك.
(3) وضع على كلمة: قال، في (ك) رمز نسخة بدل.
(4) لا توجد: بن، في (س).

[387]

قال: فأشهدك أني منهما برئ وأنا على رأي علي وفاطمة عليهما السلام.
قال موسى: فأقبلت عليه، فقال أبي: أي بني ! والله لقد اتيا أمرا عظيم.
ورووا عن مخول بن ابراهيم، قال: أخبرني موسى بن عبد الله بن الحسن وذكرهما، فقال: قل لهؤلاء نحن نأتم بفاطمة، فقد جاء البيت (1) عنها أنها ماتت وهي غضبى عليهما، فنحن نغضب لغضبها ونرضى لرضاها، فقد جاء غضبها، فإذا جاء رضاها رضين.
قال مخول: وسألت موسى بن عبد الله عن أبي بكر وعمر، فقال لي (2): ما أكره ذكره.
قلت (3) لمخول: قال فيهما أشد من الظلم والفجور والغدر (4) ؟ !.
قال: نعم.
قال مخول: وسألت عنهما مرة، فقال: أتحسبني تبريا (5) ؟ ثم قال فيهما قولا سيئ.
وعن ابن مسعود، قال: سمعت موسى بن عبد الله يقول: هما أول من ظلمنا حقنا وميراثنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وغصبانا فغصب الناس.
ورووا عن يحيى بن مساور، قال: سألت يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبي بكر وعمر (6) ؟.
فقال لي: ابرأ منهم.
ورووا عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: شهدت أبي، محمد بن عمر، ومحمد بن عمر بن الحسن (7) - وهو الذي كان
(1) كذا، ولم نجد معنا مناسبا للكلمة، ولا وزن وقافية لما بعدها إن كانت أبيات.
(2) لا توجد: لي، في (ك).
(3) في (ك): وقلت.
(4) في (س): الهذر.
(5) التبرية: فرقة من الزيدية، إلا أنهم يتولون أبا بكر وعمر أيض.
(6) لا توجد في (س): وعمر.
(7) كذا، وفي الاسناد ما لا يخفى، فتأمل.

[388]

مع الحسين بكربلاء، وكانت الشيعة تنزله بمنزلة أبي جعفر عليه السلام يعرفون حقه وفضله -، قال: فكلمه في أبي بكر، فقال محمد بن عمر بن الحسن بن علي ابن أبي طالب لابي: أسكت ! فإنك عاجز، والله إنهما لشركاء في دم الحسين عليه السلام.
وفي رواية أخرى عنه، أنه قال: والله لقد أخرجهما رسول الله صلى الله عليه وآله من مسجده وهما يتطهران وأدخلا وهما جيفة في بيته.
ورووا عن أبي حذيفة - من أهل اليمن وكان فاضلا زاهدا -، قال: سمعت عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين عليه لاسلام وهو يطوف بالبيت، فقال: ورب هذا البيت، ورب هذا الركن، ورب هذا الحجر، ما قطرت منا قطرة دم ولا قطرت من دماء المسلمين قطرة إلا وهو في أعناقهما - يعني أبا بكر وعمر -.
ورووا عن إسحاق بن أحمر، قال: سألت محمد بن الحسن بن علي بن الحسين عليهما السلام، قلت: أصلي خلف من يتوالى أبا بكر وعمر ؟.
قال: لا، ولا كرامة.
ورووا عن أبي الجارود، قال: سئل محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبي بكر وعمر ؟.
فقال: قتلتم منذ ستين سنة في أن ذكرتم عثمان، فوالله لو ذكرتم أبا بكر وعمر لكانت دماؤكم أحل عندهم من دماء السنانير.
ورووا عن أرطاة بن حبيب الاسدي، قال: سمعت الحسن بن علي بن الحسين الشهيد عليه السلام بفخ يقول: هما والله أقامانا هذا المقام، وزعما أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يورث.
ورووا عن ابراهيم بن ميمون، عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ابن علي عليهما السلام، قال: ما رفعت امرأة منا طرفها إلى السماء فقطرت منها قطرة إلا كان في أعناقهم.
ورووا عن قلبب بن حماد، قال: سألت الحسن بن ابراهيم بن عبد الله بن

[389]

زيد بن الحسن، والحسين بن زيد بن علي عليه السلام وعدة من أهل البيت عن رجل من أصحابنا لا يخالفنا في شئ إلا إذا انتهي إلى أبي بكر وعمر أوقفهما وشك في أمرهما ؟ فكلهم قالوا: من أوقفهما شكا في أمرهما فهو ضال كافر.
ورووا عن محمد بن الفرات، قال: حدثتني فاطمة الحنفية، عن فاطمة ابنة الحسين أنها كانت تبغض أبا بكر وعمر وتسبهم.
ورووا عن عمر بن ثابت، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، قال: إن أبا بكر وعمر عدلا في الناس وظلمانا، فلم تغضب الناس لنا، وإن عثمان ظلمنا وظلم الناس، فغضبت الناس (1) لانفسهم فمالوا إليه فقتلوه.
ورووا عن القاسم بن جندب، عن أنس بن مالك، قال: مرض علي عليه السلام فثقل، فجلست عند رأسه، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه الناس فامتلا البيت، فقمت من مجلسي، فجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، فغمز أبو بكر عمر فقام، فقال: يا رسول الله (ص)، إنك كنت عهدت إلينا في هذا عهدا وإنا لا نراه إلا لما به، فإن كان شئ فإلى من ؟.
فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يجبه، فغمزه الثانية فكذلك، ثم الثالثة، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه ثم قال: إن هذا لا يموت من وجعه هذا، ولا يموت حتى تملياه غيظا، وتوسعاه غدرا، وتجداه صابر.
ورووا عن يزيد بن معاوية البكالي، قالت [كذا]: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: ولي أبو بكر فطعن في الاسلام طعنة أوهنه، ثم ولي عمر فطعن في الاسلام طعنة مرق منه.
وفي رواية أخرى عنه رضي الله عنه، قال: ولينا أبو بكر فطعن في الاسلام طعنة، ثم ولينا عمر فحل الازرار، ثم ولينا عثمان فخرج منه عريان.
ورووا عن أبان بن تغلب، عن الحكم بن عيينة، قال: كان إذا ذكر عمر
(1) لا توجد جملة: فغضبت الناس، في (ك).

[390]

أمضه (1)، ثم قال: كان يدعوا ابن عباس فيستفتيه مغايظة لعلي عليه السلام.
ورووا عن الاعمش، أنه كان يقول: قبض نبيهم صلى الله عليه وآله فلم يكن لهم هم إلا أن يقولوا: منا أمير ومنكم أمير، وما أظنهم يفلحون.
ورووا عن معمر بن زائدة الوشاء، قال: أشهد على (2) الاعمش أني سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة يجاء بأبي بكر وعمر كالثورين العقيرين لهما في نار جهنم خوار (3).
ورووا عن سليمان بن أبي الورد، قال: قال الاعمش في مرضه الذي قبض فيه هو برية منهما وسماهما، قلت للمسعودي: سماهما ؟ !.
قال: نعم، أبو بكر وعمر.
ورووا عن عمر بن زائدة، قال: كنا عند حبيب بن أبي ثابت، قال بعض القوم أبو بكر أفضل من علي، فغضب حبيب ثم قام قائما، فقال: والله الذي لا إله إلا هو لفيهما (4): * (الظآنين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم.
) * (5) الآية.
ورووا عن يحيى بن المساور، عن أبي الجارود، قال: إن لله عزوجل مدينتين، مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب لا يفتران من لعن أبي بكر وعمر.
ورووا عن ابن عبد الرحمن، قال: سمعت شريكا يقول: ما لهم ولفاطمة عليها السلام ؟ والله ما جهزت جيشا ولا جمعت جمعا، والله لقد آذيا رسول الله صلى الله عليه وآله في قبره.
(1) قال في القاموس 2 / 344: مضه الشئ مضا ومضيضا: بلغ من قلبه الحزن به، كأمضه، والخل فاه: أحرقه، والكحل العين يمضها - بالضم والفتح - آلمها كأمض.
(2) في (ك) نسخة بدل: عن، بدلا من: على.
(3) قال في مجمع البحرين 3 / 293: الخوار - بالضم - صوت شديد كصوت البقر.
(4) في (ك) توجد كلمة: زلت هنا، ولعلها: نزلت.
(5) الفتح: 6.

[391]

ورووا عن ابراهيم بن يحيى الثوري، قال: سمعت شريكا - وسأله رجل يا أبا عبد الله !: حب أبي بكر وعمر سنة ؟ -.
فقال: يا معافا، خذ بثوبه فأخرجه واعرف وجهه ولا تدخله علي، يا أحمق ! لو كان حبهما سنة لكان واجبا عليك أن تذكرهما في صلاتك كما تصلي على محمد وآله محمد.
ولنوضح بعض ما يحتاج إلى الايضاح: قوله عليه السلام: الوهدة العظيمة.
أقول: لم أره بهذا المعنى (1) فيما عندنا من كتب اللغة، ولعله أطلق عليه مجازا، فإن السدفة - بالفتح والضم - والسدف - بالتحريك -: الظملة والضوء - ضد -، وبالضم: الباب، أو سدته، وسترة تكون بالباب تقيه (2) من المطر، وبالتحريك: سواد الليل، ذكرها الفيروز آبادي (3).
قوله: أضغنا، لعل الباء زائدة أو ليست الالف للتعدية بل للاظهار.
أي أظهر الضغن بآبائنا، وفي بعض النسخ: أضطغنا بآبائنا، وفي بعضها: بإنائن.
قال في القاموس (4): اضطغنوا (5): انطووا على الاحقاد واضطغنه: اخذه تحت حضنه.
وفي بعض النسخ (6): اصغيا بإنائنا، وهو أصوب.
قال في النهاية (7) في حديث الهرة: أنه كان يصغي لها الاناء.
أي يميله
(1) أي كون السدف بمعنى الوهدة العظيمة لم أره.
قال في القاموس 1 / 347: الوهدة: الارض المنخفضة كالوهد.
(2) في (س): تقية.
(3) في قاموسه 3 / 151، ونحوه في لسان العرب 9 / 148، إلا أنه لم يذكر المعنى الرابع.
(4) القاموس 4 / 243، ومثله في لسان العرب 13 / 256.
(5) في (س): اصطغنوا - بالصاد.
(6) لا توجد في (س): النسخ.
(7) النهاية 3 / 33.

[392]

ليسهل عليه (1) الشرب منه.
فالمعنى: إنهم سهلوا لغيرهم أخذ حقن.
وقال الجوهري (2): أضغيت إلى فلان: إذا ملت بسمعك نحوة، واصغيت الاناء: مثله (3) يقال فلان مصغى إناؤه إذا نقص حقه (4)، انتهى.
فلمعنى: إنهم نقصوا حقنا، ولعل التعبير عن نقص الحق بذلك لانه إذا اميل الاناء لا يمتلي.
قوله عليه السلام: واضتجع.
لعله كناية عن ترصدهما للاضرار حيلة وغيلة والانتهاز للفرصة في ذلك.
قوله عليه السلام: لذي الحكم.
قال الجوهري (5): وقول الشاعر: وزعمت أنا لا حلوم لنا (6) * إن العصا قرعت لذي الحلم أي ان الحليم إذا نبه انتبه، وأصله أن حكما من حكام العرب عاش حتى أهتر، فقال ابنته: إذا انكرت من فهمي شيئا عند الحكم فاقرعي لي المجن بالعصا لارتدع قال المتلمس: لذي الحلم. . (7) البيت (8).
قوله عليه السلام: ما قال هذ.
يمكن حمله (9) على أنه صلى الله عليه وآله لم يقل هذا على وجه السؤال والاعتقاد، بل لتنزل الآية ويظهر للناس حالهما، أو لم يكن غرضه صلى الله عليه وآله أن يعز الدين بهما مع كفرهما ونفاقهما، بل مع إسلامهما واقعا، فأخبر الله تعالى بأنهما لا يسلمان أبدا، فلا ينافي الاخبار السابقة.
(1) جاء في المصدر: عليه.
(2) الصحاح 6 / 2401.
(3) في المصدر: املته، بدلا من: مثله.
(4) ونحوه في القاموس 4 / 352.
(5) الصحاح 3 / 1261.
(6) لا توجد في المصدر من قوله: وقول الشاعر.
إلى هنا، وجاءت: وقولهم، بدلا منه.
(7) جاء البيت كله في المصدر.
(8) وانظر لمزيد الاطلاع على المثل، مجمع الامثال 1 / 37، والمستقصى في أمثال العرب 1 / 408، وفرائد اللآلي 1 / 34.
(9) لعل هذا من باب مماشاة الخصم وتنزلا بفرض الصدور، وهو توجيه غريب منه طاب ثراه.

[393]

قوله عليه السلام: زناه.
أي قال انه ولد زنا (1)، وإن كان يستعمل في المشور فيمن نسب غيره إلى فعل الزن.
166 - مهج الدعوات (2): عن الرضا عليه السلام، قال: من دعا بهذا الدعاء في سجدة الشكر (3) كان كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وأحد وحنين بألف ألف سهم.
167 - وحكاها الكفعمي (4) في الجنة: الدعا اللهم العن الذين بدلا دينك، وغيرا نعمت، واتهما رسولك (ص)، وخالفا ملتك، وصدا عن سبيلك، وكفرا آلاءك، وردا عليك كلامك، واستهزأ برسولك، وقتلا ابن نبيك، وحرفا كتابك، وجحدا آياتك (5)، واستكبرا عن عبادتك، وقتلا أولياءك، وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحق، وحملا الناس على أكتاف آل محمد عليه السلام، اللهم العنهما لعنا يتلوا بعضه بعضا، واحشرهما وإتباعهما إلى جهنم زرقا (6)، اللهم إنا نتقرب إليك باللعنة لهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين بن علي بن بنت (7) رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم زدهما عذابا فوق العذاب (8)، وهوانا
(1) ذكره في الصحاح 6 / 2369، ولسان العرب 14 / 359 - 360، وغيرهم.
(2) مهج الدعوات: 257 - 258، باختصار وزيادة في صدر الحديث.
(3) في المصدر: في سجدة الشكر بهذا الدعا - بتقديم وتأخير -.
(4) في المصباح: 554.
(5) زيادة في المصدر وهي: وسخرا بآياتك.
(6) قال في مجمع البحرين 5 / 186: قوله تعالى: * (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) * (طه: 102)، المراد بالزرق: العمي.
(7) في مصدر: وابن فاطمة بنت.
(8) في المصدر: عذاب، بغير الالف واللام.

[394]

فوق هوان، وذلا فوق ذل، وخزيا فوق خزي، اللهم دعهما إلى (1) النار دعا (2)، وأركسهما في أليم عذابك ركسا (3)، اللهم احشرهما وأتباعهما إلى جهنم زمرا، اللهم فرق جمعهم، وشتت أمرهم، وخالف بين كلمتهم، وبدد جماعتهم، والعن أئمتهم، واقتل قادتهم وسادتهم، والعن رؤساءهم وكبراءهم (4)، واكسر رايتهم، وألق البأس بينهم، ولا تبق منهم ديارا، اللهم العن أبا جهل والوليد لعنا يتلوا بعضه بعضا، ويتبع بعضه بعضا، اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل، وكل مؤمن امتحنت قلبه للايمان، اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار (5)، ومن (6) عذابهما، اللهم العنهما لعنا لا يخطر (7) لاحد ببال، اللهم العنهما في مستسر سرك وظاهر علانيتك، وعذبهما عذابا في التقدير وفوق التقدير (8)، وشارك معهما ابنتيهما وأشياعهما ومحبيهما ومن شايعهم.
أقول: ودعا صنمي قريش مشهور بين الشيعة، ورواه الكفعمي (9) عن ابن عباس، أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقنت به صلاته، وسيأتي في كتاب الصلاة (10) إن شاء الله، وهو مشتمل على جميع بدعهما، ووقع فيه الاهتمام والمبالغة في لعنهما بما لا مزيد عليه.
168 - كا (11): عن العدة، عن احمد البرقي، عن عبد الرحمن بن حماد،
(1) جاء في مهج الدعوات: في، بدلا من: إلى.
(2) قال في مجمع البحرين 4 / 325: الدع: الدفع بعنف.
(3) الركس: رد الشئ مقلوبا، كما ذكره في مجمع البحرين 4 / 76.
(4) في المصدر: وكبرائهم، ولعن رؤسائهم - بتقديم وتأخير -.
(5) جاء في (س): يتعوذ أهل النار منه - بتقديم وتأخير -.
(6) في المصدر: من - بدون واو -.
(7) جاء في المصدر: لم يخطر.
وهي نسخة بدل جاءت في حاشية (ك).
(8) لا توجد: وفوق التقدير، في مهج الدعوات.
(9) في المصباح: 552 - 553، باختلاف يسير.
(10) بحار الانوار 85 / 235.
(11) أصول الكافي 2 / 529 - 530، باب 48، - حديث 23 [2 / 385]، باختصار في الاسناد.

[395]

عن عمرو بن مصعب، عن فرات بن الاحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: مهما تركت من شئ فلا تترك أن تقول في كل صباح ومساء: اللهم إني أصبحت.
إلى آخر الدعاء، وفيه: اللهم العن الفرق (1) المخلتفة على رسولك وولاة الامر بعد رسولك والائمة من بعده وشيعتهم، وأسألك.
إلى آخر ما سيجئ في كتاب الصلاة (2)، وكذا الشيخ رحمه الله (3) وغيره في كتبهم مرسلا هذا الدعاء بتغيير يسير.
169 - مهج (4): بسنده الذي سيجئ في كتاب الصلاة (5)، عن أبي يحيى المادئني (6) عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال: من حقنا على أوليائنا وأشياعنا أن لا ينصرف الرجل (7) من صلاته حتى تدعو بهذا الدعاء، وهو: اللهم إني أسألك باسمك العظيم (8) أن تصلي على محمد وآله الطاهرين.
إلى قوله عليه السلام: اللهم وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على الذين كفرا نعمتك، وخونا رسولك، واتهما نبيك وبايناه، وحلا عقده في وصية (9)، ونبذا عهده في خليفة من بعده، وادعيا مقامه، وغيرا أحكامه، وبدلا
(1) في المصدر: اللهم العن فلانا وفلانا والفرق.
(2) بحار الانوار 86 / 151، باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء، ومر فيه 27 / 218، باب ثواب اللعن على أعدائهم، وسيأتي عن التهذيب وغيره: أن الصادق عليه السلام كان يلعن في دبر كل صلاة مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء: انظر: البحار 22 / 128، و 86 / 58.
(3) مصباح المتهجد، للشيخ الطوسي: 148 - 150.
(4) خ.
ل: نهج.
والظاهر أنه غلط وهو في مهج الدعوات: 333 / 334.
(5) بحار الانوار 86 / 59 - 60، حديث 67.
(6) جاء السند في مهج الدعوات هكذا: حدثنا محمد بن علي بن رقاق القمي، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن شاذان القمي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، عن أبيه، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله الحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ابن أبي هاشم، عن أبي يحيى المدني.
(7) في المصدر: الرجل منهم.
(8) في المهج والبحار: اللهم إني أسئلك بحقك العظيم العظيم.
(9) كذا، ويحتمل أن يكون: وصيه، كما في البحار.
(*)

[396]

سنتة، وقلبا دينه، وصغرا قدر حججك، وبدءا بظلمهم، وطرقا طريق الغدر عليهم، والخلاف عن أمرهم، والقتل لهم، وارهاج الحروب عليهم، ومنع خليفتك من سد الثلم، وتقويم العوج، وتثقيف الاود، وإمضاء الاحكام، وأظهار دين الاسلام، وإقامه حدود القرآن.
اللهم العنهما وابنتيهما وكل من مال ميلهم وحذا حذوهم، وسلك طريقتهم، وتصدر ببدعتهم لعنا لا يخطر على بال، ويستعيذ منه أهل النار، والعن اللهم من دان بقولهم، واتبع أمرهم، ودعا إلى ولايتهم، وشكك في كفرهم من الاولين والآخرين.
بيان: في النهاية (1): التخون: التنقص.
وقال الجوهري (2): رجل خائن.
وخونه: نسبه إلى الخيانة.
وفي النهاية (3): نبذت الشئ أنبذه نبذا فهو منبوذ إذا رميته وأبعدته.
وقلبا دينه.
أي ردا (4)، أو بالتشديد، يقال رجل مقلبا (5).
أي محتال (6).
ارهاج الغبار: اثارته (7).
(1) النهاية 2 / 89، ومثله في لسان العرب 13 / 145.
(2) الصحاح 5 / 2109، ومثله في لسان العرب 13 / 144.
(3) النهاية 5 / 6، ومثله في لسان العرب 3 / 511.
(4) كما في لسان العرب 1 / 686، والنهاية 4 / 97.
(5) كذا، والظاهر: مقلب - بالرفع -.
(6) قال في الصحاح 1 / 205 وقولهم: هو حول قلب.
أي محتال بصير بتقليب الامور.
وقال في القاموس 1 / 119: قلبه يقلبه: حوله عن وجهه، كأقلبه وقلبه.
والشئ: حوله ظهرا لبطن كقلبه.
وذكر نحو ما مر في الصحاح.
(7) القاموس 1 / 191، والصحاح 1 / 318، وقد يقرأ: الاوهاج، وهو كما في القاموس 1 / 211: وهج النار تهج وهجا وهجانا: اتقدت وأوهجتها، ونحوه في الصحاح 1 / 341.

[397]

والثلمة: الخلل في الحائط وغيره (1).
وتثقيف الرمح: تسويتها (2).
وأود: اعوج (3).
170 - يب (4): بإسناده عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج، قالا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء: التيمي والعدوي وفعلان (5) ومعاوية.
ويسميهم، وفلانة وفلانة وهند وأم الحكم أخت معاوية.
171 - كشف المحجة (6)، للسيد علي بن طاوس: قال - بعد ما حكى خبر سعد بن عبد الله المتقدم المشتمل على سبب إسلامهما -: ووقفت أنا في كتاب دانيال المختصر من كتاب الملاحم ما يتضمن أن (7) أبا بكر وعمر كانا عرفا من كتاب دانيال - وكان عند اليهود - حديث ملك النبي صلى الله عليه وآله وولاية رجل من تيم ورجل من عدي بعده دون وصيه، ولما (8) رأيا الصفة التي كان في الكتاب (9) في محمد صلى الله عليه وآله تبعاه وأسلما معا طلبا للولاية التي ذكرها دانيال في كتابه.
(1) قاله في مجمع البحرين 6 / 25، ولسان العرب 12 / 79، وغيرهم.
(2) جاء في لسان العرب 9 / 20، والقاموس 3 / 121.
(3) كما في مجمع البحرين 3 / 9، والقاموس 1 / 275، ثم إن من قوله: (كا) عن العدة.
إلى هنا لا يوجد في طبعة (س).
(4) التهذيب 2 / 321، باب 15، حديث 1 / 169، وجاء في الكافي 3 / 342، باب 32، حديث 10.
(5) في الكافي: فلان وفلان وفلان.
(6) كشف المحجة: 61، الفصل السادس والثمانون.
(7) في المصدر: من كتاب الملاحم وهو عندنا الآن يتضمن ما يقتضي أن.
(8) في الكشف: دون وصية أبيك علي عليه السلام وصفتهما فلم.
(9) لا توجد عبارة: التي كانت في الكتاب، في المصدر، وفيه: في محمد جدك (ص) وفيهم.

[398]

172 - يج (1): عن داود الرقي، قال: كنت عند الصادق عليه السلام والمفضل (2) وأبو عبد الله البلخي إذ دخل علينا كثير النوى، وقال: إن أبا الخطاب يشتم أبا بكر وعمر ويظهر البراءة منهما، فالتفت الصادق عليه السلام إلى أبي الخطاب وقال: يا محمد ! ما تقول ؟.
قال: كذب والله، ما قد (3) سمع قط شتمهما مني (4).
فقال الصادق عليه السلام: قد حلف، ولا يحلف كاذب.
فقال: صدق، لم أسمع أنا منه، ولكن حدثني الثقة به عنه.
قال الصادق عليه السلام: إن الثقة لا يبلغ ذلك، فلما خرج كثير النوى قال الصادق عليه السلام: أما والله لئن كان أبو الخطاب ذكر ما قال كثير لقد علم من أمرهم ما لم يعلمه كثير، والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غصبا، فلا غفر الله لهما ولا عفا عنهم.
فبهت أبو عبد الله البلخي، فنظر إلى الصادق عليه السلام متعجبا مما قال فيهما، فقال الصادق عليه السلام: أنكرت ما سمعت فيهما (5) ؟ !.
قال: كان ذلك.
فقال: فلهلا الانكار منك ليلة دفع إليك (6) فلان بن فلان البلخي جارية فلانة لتبيعها، فلما (7) عبرت النهر افترشتها (8) في أصل شجرة.
فقال البلخي: قد مضى والله لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة، ولقد تبت إلى الله من ذلك.
فقال الصادق عليه السلام: لقد تبت وما تاب الله عليك، وقد غضب الله لصاحب الجارية (9).
(1) الخرائج والجرائح: 78 - الخطيه، و 1 / 297 - 298، حديث 5 [تحقيق مدرسة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف]، باختلاف يسير.
(2) هنا سقط جاء في المصدر وهو، أنا وأبو الخطاب والمفضل.
(3) لا توجد: قد، في المصدر، ووضع عليها رمز نسخة بدل في (ك).
(4) في الخرائج: ما سمع قط مني شتمهم.
(5) في المصدر زيادة: فقال له.
مني فيهم.
(6) في الخرائج: رفع اليك.
(7) جاء في المصدر: جاريته فلانة لتبيعها له فلم.
(8) في (س): افترشه.
(9) ذكره في إثبات الهداة 5 / 404، حديث 136، وذكر قطعة منه في بحار الانوار 47 / 111، حديث 149، ومدينة المعاجز 407، حديث 186.

[399]

173 - مصبا (1): بإسناده عن عقبة بن خالد، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام في زيارة عاشوراء: اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع، اللهم العن يزيد بن معاوية خامس.
إلى آخر الزيارة.
والزيارات مشحونة بأمثال ذلك كما سيأتي في المجلد الثاني والعشرين (2).
أقول: الاخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم، وما يتضمن بدعهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى، وفيما أوردنا كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم.
تذنيب وتتميم: اعلم، أن طائفة من أهل الخلاف لما رأوا أن إنكار أهل البيت عليهم السلام على أئمتهم ومشايخهم حجة قاطعة على بطلانهم، ولم يقدروا على القدح في أهل البيت صلوات الله عليهم ورد أخبارهم - لما تواتر بينهم من فضائلهم وما نزل في الكتاب الكريم من تفضيلهم ومدحهم، حتى صار وجوب مودتهم وفرض ولايتهم من الضروريات في دين الاسلام - اضطروا إلى القول بأنهم عليهم السلام لم يقدحوا في الخلفاء ولم يذكروهم إلا بحسن الثناء - كما ذكر ه التفتازاني في شرح المقاصد (3) -.
وربما تمسكوا بأخبار شاذة موضوعة رووها عن النواصب، ولا يخفى - على من له أدنى مسكة من العقل - أنه لا يصلح أمثال تلك الروايات المعدودة الشاذة - مع ظهور التقية فيها - لمعارضة ما تواتر عنهم عليهم السلام وروتها خواص أصحابهم وبطانتهم، ولا يمكن صدور مثلها إلا عن صميم القلب بدون الخوف
(1) مصباح المتهجد: 713 - 718، مصباح الكفعمي: 482 - 485.
(2) بحار الانوار 98 / 290، باب 24.
(3) شرح المقاصد 5 / 303، وما بعده.