‹ صفحه 382 ›

بنا إلى المكان الذي كانوا فيه ( 1 ) .

907 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ذكرنا أهل البيت شفاء من العلل والأسقام ووسواس الريب ( 2 ) .

908 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن ذكرنا من ذكر الله ، وذكر عدونا من ذكر الشيطان ( 3 ) .

909 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : [ إن ذكرنا من ذكر الله ] ، إنا إذا ذكرنا ذكر الله ، وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان ( 4 ) .

910 - عنه ( عليه السلام ) - لداود بن سرحان - : يا داود ، أبلغ موالي عني السلام ، وأني أقول : رحم الله عبدا اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا ، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما . وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر ، فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا . وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا ( 5 ) .

911 - عنه ( عليه السلام ) : إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون على الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد ، فيقولون : أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة : * ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) * ( 6 ) .

----------
( 1 ) إحقاق الحق : 18 / 522 ، ينابيع المودة : 2 / 271 / 773 كلاهما عن مودة القربى عن أم سلمة ، البحار : 38 / 199 / 38 نقلا عن الفضائل والروضة نحوه .
( 2 ) الخصال : 625 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 عن عبيد بن كثير معنعنا .
( 3 ) الكافي : 2 / 496 / 2 عن أبي بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 4 ) الكافي : 2 / 186 / 1 عن علي بن أبي حمزة .
( 5 ) أمالي الطوسي : 224 / 390 ، بشارة المصطفى : 110 وفيه " إحياء لأمرنا " بدل " إحياءنا " ، كلاهما عن معتب مولى أبي عبد الله .
( 6 ) الكافي : 8 / 334 / 521 ، وذكره أيضا في : 2 / 187 / 4 ، تأويل الآيات الظاهرة : 667 كلها عن المستورد النخعي عمن رواه ، والآية : 4 من سورة الجمعة .
‹ صفحه 383 ›

( 3 / 11 )

 ذكر المصائب

912 - أحمد بن يحيى الأودي بسنده عن المنذر عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقبا . قال أحمد بن يحيى الأودي : فرأيت الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في المنام فقلت : حدثني مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عنك أنك قلت : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا . قال : نعم . قلت : سقط الإسناد بيني وبينك ( 1 ) .

913 - الحسين بن أبي فاختة : كنت أنا وأبو سلمة السراج ويونس بن يعقوب والفضل ابن يسار عند أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فقلت له : جعلت فداك ، إني أحضر مجالس هؤلاء القوم فأذكركم في نفسي ، فأي شئ أقول ؟ فقال : يا حسين ، إذا حضرت مجالسهم فقل : اللهم أرنا الرخاء والسرور ، فإنك تأتي على ما تريد .

قال : فقلت : جعلت فداك ، إني أذكر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، فأي شئ أقول إذا ذكرته ؟ فقال : قل : صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، تكررها ثلاثا . ثم أقبل علينا وقال : إن أبا عبد الله الحسين ( عليه السلام ) لما قتل بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ، ومن يتقلب في الجنة والنار ، وما يرى وما لا يرى إلا ثلاثة أشياء ، فإنها لم تبك عليه ، فقلت : جعلت فداك ، وما هذه الثلاثة الأشياء التي لم تبك عليه ؟ فقال ( عليه السلام ) : البصرة ، ودمشق ، وآل الحكم

----------
( 1 ) أمالي المفيد : 340 / 6 ، أمالي الطوسي : 117 / 181 ، بشارة المصطفى : 62 ، كامل الزيارات : 100 نحوه عن المنذر عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) من دون ذيله .
‹ صفحه 384 ›

ابن أبي العاص ( 1 ) .

914 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من دمعت عينه دمعة لدم سفك لنا ، أو حق لنا انقصناه ، أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقبا ( 2 ) . 915 - بكر بن محمد الأزدي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : تجلسون وتتحدثون ؟ قلت : جعلت فداك ، نعم . قال : إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا ، إنه من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ( 3 ) .

916 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار ( 4 ) .

917 - أبان بن تغلب عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمه لنا عبادة ، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله . ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب ( 5 ) .

 918 - مسمع بن عبد الملك : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا مسمع ، إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رحمة لنا ، وما بكى لنا من الملائكة أكثر ، وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا . وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله تعالى قبل أن تخرج الدمعة من عينه ، فإذا سألت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر ، وأن الموجع لنا

‹ صفحه 385 ›

قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض ( 1 ) .

919 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة . ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون . ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ( 2 ) .

920 - دعبل الخزاعي : دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) في مثل هذه الأيام ، فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله ، فلما رآني مقبلا قال لي : مرحبا بك يا دعبل ، مرحبا بناصرنا بيده ولسانه .

ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه ، ثم قال لي : يا دعبل ، أحب أن تنشدني شعرا ، فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية . يا دعبل ، من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله . يا دعبل ، من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا . يا دعبل ، من بكى على مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة ( 3 ) .

921 - عنهم ( عليهم السلام ) : من بكى وأبكى فينا مائة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى خمسين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرين فله الجنة ، ومن بكى وأبكى عشرة فله الجنة ، ومن بكى وأبكى واحدا فله الجنة ، ومن تباكى فله الجنة ( 4 ) .

----------
( 1 ) كامل الزيارات : 101 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 68 / 4 عن علي بن فضال ، وراجع عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 294 / 48 ، مكارم الأخلاق : 2 / 93 / 2663 .
( 3 ) البحار : 45 / 257 / 15 نقلا عن بعض مؤلفات المتأخرين ، الدمعة الساكبة : 4 / 173 .
( 4 ) الملهوف : 86 .

القسم التاسع حب أهل البيت

 وفيه فصول :

الفصل الأول : فضل حبهم

الفصل الثاني : خصائص حبهم

الفصل الثالث : تأديب الأولاد بحبهم

الفصل الرابع : الحث على تحبيبهم إلى الناس

الفصل الخامس : علامات حبهم

الفصل السادس : آثار حبهم

الفصل السابع : جوامع آثار حبهم

‹ صفحه 389 ›

الفصل الأول  فضل حبهم

( 1 / 1 )

أساس الاسلام

922 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الاسلام عريان ، فلباسه الحياء وزينته الوقار ومروءته العمل الصالح وعماده الورع . ولكل شئ أساس ، وأساس الاسلام حبنا أهل البيت ( 1 ) .

923 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إن الاسلام عريان ، لباسه التقوى ، ورياشه الهدى ، وزينته الحياء ، وعماده الورع ، وملاكه العمل الصالح ، وأساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي ( 2 ) .

924 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - عن أبيه عن جده - : لما قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مناسكه من حجة

----------
( 1 ) الكافي : 2 / 46 / 2 ، المحاسن : 1 / 445 / 1031 كلاهما عن مدرك بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عنه ( صلى الله عليه وآله ) أمالي الصدوق : 221 / 16 عن مبارك بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، شرح الأخبار : 3 / 8 / 927 عن مدرك بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) كما في الكافي بطريق آخر .
( 2 ) كنز العمال : 13 / 645 / 37631 عن ابن عساكر عن علي بن حمزة الصوفي عن أبيه عن موسى بن جعفر عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كنز العمال : 12 / 105 / 34206 عن ابن عساكر عن علي ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 390 ›

الوداع ركب راحلته وأنشأ يقول : لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما . فقام إليه أبو ذر الغفاري ( رحمه الله ) فقال : يا رسول الله ، وما الاسلام ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : الاسلام عريان ، لباسه التقوى ، وزينته الحياء ، وملاكه الورع ، وجماله الدين ( كماله - خ ل ) ، وثمره العمل الصالح ، ولكل شئ أساس وأساس الاسلام حبنا أهل البيت ( 1 ) .

925 - الإمام علي ( عليه السلام ) - من خطبة له يذكر فيها آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) - : هم دعائم الاسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ( 2 ) .

926 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : حبنا أهل البيت نظام الدين ( 3 ) .

927 - عنه ( عليه السلام ) : بني الاسلام على خمس : على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية ( 4 ) .

 راجع :

حقوق أهل البيت / عناوين حقوقهم / الولاية ص 376 ( 1 / 2 ) حبهم حب الله

928 - الإمام علي ( عليه السلام ) : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا سيد ولد آدم ، وأنت يا علي والأئمة من بعدك سادة أمتي ، من أحبنا فقد أحب الله ، ومن أبغضنا فقد أبغض الله ، ومن والانا فقد والى الله ، ومن عادانا فقد عادى الله ، ومن أطاعنا فقد أطاع

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 84 / 126 عن جابر بن يزيد ، تحف العقول : 52 ، الفقيه : 4 / 364 / 5762 .
( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 239 .
( 3 ) أمالي الطوسي : 296 / 582 عن جابر بن يزيد الجعفي .
( 4 ) الكافي : 2 / 18 / 3 عن فضيل بن يسار و ح 1 ، المحاسن : 1 / 445 / 1033 كلاهما عن أبي حمزة ، وراجع البحار : 68 / 329 / باب 27 .
الله ، ومن عصانا فقد عصى الله ( 1 ) .

929 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى ( 2 ) .

930 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ( 3 ) .

 ( 1 / 3 )

 حبهم حب رسول الله

931 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ( 4 ) .

932 - زيد بن أرقم : كنت عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمرت فاطمة ( عليها السلام ) عليها كليم ( 5 ) ، وهي خارجة من بيتها إلى حجرة نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومعها ابناها الحسن والحسين ، وعلي ( عليهم السلام ) في آثارهم ، فنظر إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من أحب هؤلاء فقد أحبني ،

( 1 ) أمالي الصدوق : 384 / 16 ، بشارة المصطفى : 151 كلاهما عن الأصبغ بن نباتة .

( 2 ) الكافي : 8 / 129 / 98 عن حفص بن غياث ، تنبيه الخواطر : 2 / 137 .

( 3 ) التهذيب : 6 / 97 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169 من كتابنا هذا .

( 4 ) سنن الترمذي : 5 / 622 / 3789 ، تاريخ بغداد : 4 / 160 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 163 / 4716 ، المعجم الكبير : 3 / 46 / 2639 ، وذكره أيضا في : 10 / 281 / 10664 ، شعب الإيمان : 1 / 366 / 408 ، وذكره أيضا في : 2 / 130 / 1378 ، أسد الغابة : 2 / 18 ، أمالي الصدوق : 298 / 6 ، علل الشرائع : 139 / 1 ، بشارة المصطفى : 61 ، وذكره أيضا في : 237 كلها عن ابن عباس و : 132 ، أمالي الطوسي : 278 / 531 كلاهما عن عيسى بن أحمد بن عيسى عن الإمام الهادي عن آبائه ( عليهم السلام ) ، الصواعق المحرقة : 230 وفي بعضها " يغدوكم " بالدال المهملة .

( 5 ) أي ثياب منسوجة من صوف الأغنام وأشعار الماعز .

‹ صفحه 392 ›

ومن أبغضهم فقد أبغضني ( 1 ) .

 933 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : أحبوا الله وأحبوا رسول الله لحب الله ، وأحبونا لحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

 ( 1 / 4 )

 هدية من الله

934 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله خلق الاسلام فجعل له عرصة وجعل له نورا وجعل له حصنا وجعل له ناصرا ، فأما عرصته فالقرآن ، وأما نوره فالحكمة ، وأما حصنه فالمعروف ، وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا ، فأحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم ، فإنه لما أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل ( عليه السلام ) لأهل السماء استودع الله حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائكة ، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة ، ثم هبط بي إلى أهل الأرض ، فنسبني إلى أهل الأرض فاستودع الله عز وجل حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي ، فمؤمنوا أمتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ( 3 ) .

935 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إني لأعلم أن هذا الحب الذي تحبونا ليس بشئ صنعتموه ، ولكن الله صنعه ( 4 ) .

936 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن حبنا [ أهل البيت ] ينزله الله من السماء من خزائن تحت

----------
( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 91 / 126 .
( 2 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 160 / 637 عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب .
( 3 ) الكافي : 2 / 46 / 3 ، بشارة المصطفى : 157 وفيه " في قلوب أهل الأرض فمؤمن " كلاهما عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 4 ) المحاسن : 1 / 246 / 457 عن أبي بصير .
‹ صفحه 393 ›

العرش كخزائن الذهب والفضة ، ولا ينزله إلا بقدر ، ولا يعطيه إلا خير الخلق ، وإن له غمامة كغمامة القطر ، فإذا أراد الله أن يخص به من أحب من خلقه أذن لتلك الغمامة فتهطلت كما تهطلت السحاب ، فتصيب الجنين في بطن أمه ( 1 ) .

( 1 / 5 )

أفضل العبادة

937 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنة ( 2 ) .

938 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - في وصيته لأبي ذر - : إعلم أن أول عبادته المعرفة به . . . ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله عز وجل أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ( 3 ) .

939 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أحسن الحسنات حبنا ، وأسوأ السيئات بغضنا ( 4 ) .

940 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن فوق كل عبادة عبادة ، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة ( 5 ) .

941 - الفضيل : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أي شئ أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم ؟ فقال : أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله طاعة الله وطاعة

----------
( 1 ) تحف العقول : 313 عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول .
( 2 ) الفردوس : 2 / 142 / 2721 ، ينابيع المودة : 3 / 191 كلاهما عن ابن مسعود .
( 3 ) أمالي الطوسي : 526 / 1162 ، مكارم الأخلاق : 2 / 363 / 2661 ، تنبيه الخواطر : 2 / 51 ، أعلام الدين : 189 .
( 4 ) غرر الحكم : 3363 .
( 5 ) المحاسن : 1 / 247 / 462 عن حفص الدهان .
‹ صفحه 394 ›

رسوله ، وحب رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وأولي الأمر ( 1 ) .

 ( 1 / 6 )

حبهم من الباقيات الصالحات

 942 - محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمن على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فأدناه وقال : ابن من هذا معك ؟ قال : ابن أخي إسماعيل ، فقال : رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله ، كيف خلفتموه ؟ قال : بخير ما آتاه الله لنا من مودتكم ، فقال : يا حصين ، لا تستصغروا مودتنا ، فإنها من الباقيات الصالحات ، قال : يا بن رسول الله ، ما استصغرتها ، ولكن أحمد الله عليها ( 2 ) .

----------
( 1 ) المحاسن : 1 / 247 / 463 ، الكافي : 1 / 187 / 12 عن محمد بن الفضيل نحوه مضمرا .
( 2 ) الاختصاص : 86 ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 215 .
‹ صفحه 395 ›

الفصل الثاني  خصائص حبهم

 ( 2 / 1 )

 علامة طيب الولادة

 943 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - في صفة علي ( عليه السلام ) - : يا أيها الناس ، امتحنوا أولادكم بحبه ، فإن عليا لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى ، فمن أحبه فهو منكم ، ومن أبغضه فليس منكم ( 1 ) .

944 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا أبا ذر ، من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم . قال : يا رسول الله ، وما أول النعم ؟ قال : طيب الولادة ، إنه لا يحبنا إلا من طاب مولده ( 2 ) .

----------
( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 225 / 730 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 455 / 1018 عن الحسين بن زيد وعبد الله بن إبراهيم الجعفري عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع معاني الأخبار : 161 / 1 ، أمالي الصدوق : 383 / 12 ، علل الشرائع : 141 / 1 ، المحاسن : 1 / 232 / 419 كلها عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .
945 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده ، فإنه لا يحبنا إلا من طابت ولادته ، ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته ( 1 ) .

946 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : لا يبغضك من العرب إلا دعي ( 2 ) .

947 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لا يحبني كافر ولا ولد زنا ( 3 ) .

948 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم . قيل : وما بادئ النعم ؟ فقال : طيب المولد ( 4 ) .

949 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لأمه ، فإنها لم تخن أباه ( 5 ) .

950 - ابن بكير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من كان يحبنا وهو في موضع لا يشينه فهو من خالص الله تبارك وتعالى . قلت : جعلت فداك ، وما الموضع الذي لا يشينه ؟ قال : لا يرمى في مولده . - وفي خبر آخر : لم يجعل ولد زنا - ( 6 ) . ( ؟ )

951 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا أهل البيوتات والشرف

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 384 / 14 ، معاني الأخبار : 161 / 3 ، بشارة المصطفى : 150 كلها عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 323 / 330 عن ابن عباس ، وراجع فرائد السمطين : 1 / 135 / 97 ، الخصال : 577 / 1 ، علل الشرايع : 143 / 7 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 267 .
( 3 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 110 عن أبي مريم الأنصاري ، وراجع شرح الأخبار : 1 / 152 / 92 ، وص 447 / 128 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 208 .
( 4 ) أمالي الصدوق : 384 / 13 ، علل الشرائع : 141 / 2 ، معاني الأخبار : 161 / 2 كلها عن أبي محمد الأنصاري عن غير واحد .
( 5 ) معاني الأخبار : 161 / 4 ، بشارة المصطفى : 9 كلاهما عن المفضل بن عمر .
( 6 ) معاني الأخبار : 166 / 1 .
‹ صفحه 397 ›

والمعدن ، ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دنس ملصق ( 1 ) .

952 - عبادة بن الصامت : كنا نبور ( 2 ) أولادنا بحب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا وأنه لغير رشدة ( 3 ) ( 4 ) .

953 - محبوب بن أبي الزناد : قالت الأنصار : إن كنا لنعرف الرجل لغير أبيه ببغضه علي ابن أبي طالب ( 5 ) . أقول : ذكر عيسى بن أبي دلف أن أخاه دلف - وبه كان يكنى أبوه أبا دلف - كان ينتقص علي بن أبي طالب ، ويضع منه ومن شيعته ، وينسبهم إلى الجهل ، وأنه قال يوما - وهو في مجلس أبيه ، ولم يكن أبوه حاضرا - : إنهم يزعمون أن لا ينتقص عليا أحد إلا كان لغير رشدة ، وأنتم تعلمون غيرة الأمير - يعني أباه - وأنه لا يتهيأ الطعن على أحد من حرمه ، وأنا أبغض عليا ! قال : فما كان بأوشك من أن خرج أبو دلف ، فلما رأيناه قمنا له ، فقال : قد سمعت ما قاله دلف ، والحديث لا يكذب ، والخبر الوارد في هذا المعنى لا يختلف ، هو والله لزنية وحيضة ، وذلك أني كنت عليلا فبعثت إلي أختي جارية لها ، كنت بها

----------
( 1 ) الكافي : 8 / 316 / 497 عن ربعي ، الملصق - بتشديد الصاد ويخفف - : الدعي المتهم في نسبه ، والرجل المقيم في الحي وليس منهم ، ووردت الأخبار المتواترة على أن حب أهل البيت علامة طيب الولادة وبغضهم علامة خبثها . ( مرآة العقول : 26 / 420 ) .
( 2 ) باره يبوره أي جربه واختبره ( الصحاح : 2 / 597 ) .
( 3 ) يقال الرشدة بالفتح أو الكسر : إذا كان لنكاح صحيح ، ضدا لزنية ( راجع النهاية : 2 / 225 ) .
( 4 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 224 / 727 ، وراجع النهاية : 1 / 161 ، لسان العرب : 4 / 87 ، تاج العروس : 6 / 118 ، مجمع البيان : 9 / 160 ، شرح الأخبار : 1 / 446 / 124 ، رجال الكشي : 1 / 241 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 207 .
( 5 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 224 / 729 و ح 728 ، فرائد السمطين : 1 / 365 / 293 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 207 .
‹ صفحه 398 ›

معجبا ، فلم أتمالك أن وقعت عليها وكانت حائضا فعلقت به ، فلما ظهر حملها وهبتها لي . فبلغ من عداوة دلف هذا لأبيه ونصبه ومخالفته له - لأن الغالب على أبيه التشيع والميل إلى علي - أن شنع عليه بعد وفاته ( 1 ) .

 ( 2 / 2 )

شرط التوحيد

 954 - جابر بن عبد الله الأنصاري : جاء أعرابي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله ، هل للجنة من ثمن ؟ قال : نعم . قال : ما ثمنها ؟ قال : لا إله إلا الله ، يقولها العبد الصالح مخلصا بها . قال : وما إخلاصها ؟ قال : العمل بما بعثت به في حقه ، وحب أهل بيتي . قال : وحب أهل بيتك لمن حقها ؟ قال : أجل ، إن حبهم لأعظم حقها ( 2 ) .

955 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن ل‍ " لا إله إلا الله " شروطا ، وإني وذريتي من شروطها ( 3 ) .

956 - إسحاق بن راهويه : لما وافى أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يا بن رسول الله ، ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ ! وكان قد قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي بن أبي طالب يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله جل

----------
( 1 ) مروج الذهب : 4 / 62 ، كشف اليقين : 476 / 573 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 583 / 1207 .
( 3 ) غرر الحكم : 3479 .
‹ صفحه 399 ›

جلاله يقول : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي . قال : فلما مرت الراحلة نادانا : بشروطها ، وأنا من شروطها ( 1 ) .

 ( 2 / 3 )

 آية الإيمان

 957 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عاهدني ربي أن لا يقبل إيمان عبد إلا بمحبة أهل بيتي ( 2 ) .

 958 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه ، و [ أهلي ] أحب إليه من أهله ، وعترتي أحب إليه من عترته ، وذاتي أحب إليه من ذاته ( 3 ) .

959 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت ( 4 ) .

960 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أما إنه ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه ، فهو يحبنا . وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه ، فهو يبغضنا . فأصبح محبنا ينتظر الرحمة ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له . وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فأنهار به في نار جهنم ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواهم ( 5 ) .

----------
( 1 ) التوحيد : 25 / 23 ، أمالي الصدوق : 195 / 8 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 135 / 4 ، معاني الأخبار : 371 / 1 ، ثواب الأعمال : 21 / 1 ، بشارة المصطفى : 269 ، روضة الواعظين : 51 .
( 2 ) إحقاق الحق : 9 / 454 نقلا عن المناقب المرتضوية وخلاصة الأخبار .
( 3 ) المعجم الأوسط : 6 / 59 / 5790 ، المعجم الكبير : 7 / 75 / 6416 من دون " وعترتي أحب إليه من عترته " ، الفردوس : 5 / 154 / 7796 ، أمالي الصدوق : 274 / 9 ، علل الشرائع : 140 / 3 ، بشارة المصطفى : 52 كلها عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه ، روضة الواعظين : 298 مرسلا .
( 4 ) كفاية الأثر : 110 عن واثلة بن الأسقع .
( 5 ) أمالي الطوسي : 34 / 34 ، أمالي المفيد : 270 / 2 ، بشارة المصطفى : 48 ، كشف الغمة : 1 / 140 كلها عن الحارث الأعور .
‹ صفحه 400 ›

961 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر أو منافق ( 1 ) .

962 - الإمام علي ( عليه السلام ) : عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق ( 2 ) .

963 - أم سلمة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق ( 3 ) .

964 - أبو ذر : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : إن الله أخذ ميثاق المؤمنين على حبك ، وأخذ ميثاق المنافقين على بغضك . ولو ضربت خيشوم المؤمن ما أبغضك ، ولو نثرت الدنانير على المنافق ما أحبك . يا علي ، لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ( 4 ) .

965 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : يا علي ، لا يبغضك مؤمن ،

----------
( 1 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 188 / 671 عن يعلى بن مرة الثقفي .
( 2 ) سنن النسائي : 8 / 117 ، مسند ابن حنبل : 1 / 204 / 731 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 564 / 948 ، كنز الفوائد : 2 / 3 8 ، الغارات : 2 / 520 ، تاريخ بغداد : 2 / 255 و 14 / 426 كلها عن زر بن حبيش ، وفي : 8 / 417 عن علي بن ربيعة الوالبي وفي بعضها " لا يحبك " و " لا يبغضك " .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 10 / 176 / 26569 ، سنن الترمذي : 5 / 635 / 3717 وفيه " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن " ، البداية والنهاية : 7 / 355 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 208 / 99 ، وراجع : 1 / 247 / 313 ، المحاسن : 1 / 248 / 465 ، أعلام الدين : 278 ، عوالي اللآلي : 4 / 85 / 95 ، الاحتجاج : 1 / 149 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 4 / 83 قال : قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين على أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن " .
( 4 ) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 204 / 695 ، الغارات : 2 / 520 عن حبة العرني ، من دون ذيله .
ولا يحبك منافق ( 1 ) .

966 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : حبنا إيمان ، وبغضنا كفر ( 2 ) .

967 - عنه ( عليه السلام ) : واعلم - يا أبا الورد ويا جابر - أنكما لم تفتشا مؤمنا إلى أن تقوم الساعة عن ذات نفسه إلا عن حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وأنكما لم تفتشا كافرا ، إلى أن تقوم الساعة ، عن ذات نفسه إلا وجدتماه يبغض أمير المؤمنين عليا ، وذلك أن الله تعالى قضى على لسان محمد ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : إنه لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك كافر أو منافق ، * ( وقد خاب من حمل ظلما ) * ( 3 ) ، ولكن أحبونا حب قصد ترشدوا وتفلحوا ، أحبونا محبة الاسلام ( 4 ) .

968 - عنه ( عليه السلام ) : من أراد أن يعلم أنه من أهل الجنة فيعرض حبنا على قلبه ، فإن قبله فهو مؤمن ( 5 ) .

969 - علي بن محمد بن بشر : كنت عند محمد بن علي جالسا إذ جاء راكب أناخ بعيره ، ثم أقبل حتى دفع إليه كتابا ، فلما قرأه قال : ما يريد منا المهلب ؟ ! فوالله ، ما عندنا اليوم من دنيا ، ولا لنا من سلطان . فقال : جعلني الله فداك ، إنه من أراد الدنيا والآخرة فهو عندكم أهل البيت . قال : ما شاء الله ، أما إنه من أحبنا في الله نفعه الله بحبنا ، ومن أحبنا لغير الله فإن الله يقضي في الأمور ما يشاء . إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في قلب العبد ، فمن كتبه الله في قلبه لم يستطع

‹ صفحه 402 ›

أحد [ أن ] يمحوه . أما سمعت الله يقول : * ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) * ( 1 ) ، فحبنا أهل البيت [ من أصل ] الإيمان ( 2 ) .

 ( 2 / 4 )

 أول ما يسأل عنه يوم القيامة

970 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت ( 3 ) .

 971 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين كسبه ، وعن حبنا أهل البيت ( 4 ) .

972 - أبو برزة : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة : عن جسده فيما أبلاه ، وعمره فيما أفناه ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حب أهل البيت . فقيل : يا رسول الله ، فما علامة حبكم ؟ فضرب ( صلى الله عليه وآله ) بيده على

‹ صفحه 403 ›

منكب علي ( 1 ) .

 973 - حنان بن سدير : حدثني أبي قال : كنت عند جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما مثله قط ، فقال لي : يا سدير ، كيف رأيت طعامنا هذا ؟ قلت : بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله ، ما أكلت مثله قط ، ولا أظن آكل أبدا مثله . ثم إن عيني تغرغرت فبكيت ، فقال : يا سدير ، ما يبكيك ؟ قلت : يا بن رسول الله ، ذكرت آية في كتاب الله تعالى .

قال : وما هي ؟ قلت : قول الله في كتابه : * ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) * ( 2 ) ، فخفت أن يكون هذا الطعام [ من النعيم ] الذي يسألنا الله عنه . فضحك حتى بدت نواجذه ، ثم قال : يا سدير ، لا تسأل عن طعام طيب ، ولا ثوب لين ، ولا رائحة طيبة ، بل لنا خلق وله خلقنا ، ولنعمل فيه بالطاعة . قلت له : بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله ، فما النعيم ؟ قال : حب علي وعترته ، يسألهم الله يوم القيامة : كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته ؟ ( 3 )

‹ صفحه 405 ›

الفصل الثالث تأديب الأولاد بحبهم

974 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أدبوا أولادكم على حبي وحب أهل بيتي والقرآن ( 1 ) .

975 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ( 2 ) .

976 - أبو الزبير المكي : رأيت جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول : . . . يا معشر الأنصار ، أدبوا أولادكم على حب علي ، فمن أبى فانظروا في شأن أمه ( 3 ) .

----------
( 1 ) إحقاق الحق : 18 / 498 .
( 2 ) كنز العمال : 16 / 456 / 45409 نقلا عن عبد الكريم الشيرازي في فوائده والديلمي وابن النجار عن الإمام علي ( عليه السلام ) ، فرائد السمطين : 2 / 304 / 559 عن مخارق بن عبد الرحمن عن الإمام الصادق عن أبيه [ عن جده ] عن الإمام علي ( عليهم السلام ) ، الصواعق المحرقة : 172 نقلا عن الديلمي ، إحقاق الحق : 18 / 497 نقلا عن أبي يعلى في مسنده عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
( 3 ) علل الشرائع : 142 ، الفقيه : 3 / 493 / 4744 ، رجال الكشي : 1 / 236 ، الثاقب في المناقب : 124 / 123 .
977 - أبو الزبير وعطية العوفي وجواب ( 1 ) - قال كل واحد منهم - : رأيت جابرا يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ، وهو يروي هذا الخبر ( 2 ) ثم يقول : معاشر الأنصار ، أدبوا أولادكم على حب علي ، فمن أبى فلينظر في شأن أمه ( 3 ) .

978 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يا معشر الشيعة ، علموا أولادكم شعر العبدي ( 4 ) ، فإنه على

‹ صفحه 407 ›

دين الله ( 1 ) .

 وإليك نماذج من شعره :

هل في سؤالك رسم المنزل الخرب ** برء لقلبك من داء الهوى الوصب   

أم حره يوم وشك البين يبرده ** ما استحدثته النوى من دمعك السرب  

هيهات أن ينفد الوجد المثير له ** نأي الخليط الذي ولى ولم يؤب  

يا رائد الحي  حسب الحي ما ضمنت ** له المدامع من ماء ومن عشب

إلى أن يقول :

يا راكبا جسرة تطوي مناسمها ** ملاءة البيد بالتقريب والجنب

تقيد المغزل الأدماء في صعد ** وتطلح الكاسر الفتخاء في صبب

تثني الرياح إذا مرت بغايتها ** حسرى الطلائح بالغيطان والخرب

بلغ سلامي قبرا بالغري حوى ** أوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعارك لله الخشوع به ** وناد خير وصي صنو خير نبي

إلى أن يقول :

 ما أنت إلا أخو الهادي وناصره ** ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها ** دون الورى وأبو أبنائه النجب

من كل مجتهد في الله معتضد ** بالله معتقد ، لله محتسب

هادين للرشد إن ليل الضلال دجا ** كانوا لطارقهم أهدى من الشهب

‹ صفحه 408 ›

لقبت بالرفض لما أن منحتهم ** ودي  وأحسن ما أدعى به لقبي

صلاة ذي العرش تترى كل آونة ** على ابن فاطمة الكشاف للكرب

وابنيه : من هالك بالسم مخترم ** ومن معفر خد في الثرى ترب

والعابد الزاهد السجاد يتبعه ** وباقر العلم داني غاية الطلب

وجعفر وابنه موسى ويتبعه البر ** بر الرضا والجواد العابد الدئب

والعسكريين والمهدي قائمهم ** ذو الأمر لابس أثواب الهدى القشب

من يملأ الأرض عدلا بعد ما ملئت ** جورا ويقمع أهل الزيغ والشغب

القائد البهم الشوس الكماة إلى ** حرب الطغاة على قب الكلأ الشزب

ومن شعره :

يا سادتي يا بني علي ** يا آل طه وآل صاد

من ذا يوازيكم ، وأنتم ** خلائف الله في البلاد   

أنتم نجوم الهدى اللواتي ** يهدي بها الله كل هاد

لولا هداكم إذا ضللنا ** والتبس الغي بالرشاد

لا زلت في حبكم أوالي ** عمري ، وفي بغضكم أعادي

وما تزودت غير حبي ** إياكم ، وهو خير زاد

وذاك ذخري الذي عليه ** في عرصة المحشر إعتمادي

ولاكم والبراء ممن ** يشناكم إعتقادي

‹ صفحه 409 ›

الفصل الرابع الحث على تحبيبهم إلى الناس

979 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ( 1 ) .

980 - عنه ( عليه السلام ) : رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلينا فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون ( 2 ) .

981 - علقمة : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أوصني جعلت فداك ، فقال : أوصيك بتقوى الله والورع والعبادة وطول السجود وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار ، صلوا عشائرهم وعودوا مرضاهم ( 3 ) واحضروا جنائزهم ، كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا ، أحبونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم ، جروا إلينا كل مودة

‹ صفحه 410 ›

وادفعوا عنا كل قبيح ، ما فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شر فوالله ما نحن كذلك ، لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وولادة طيبة ، فهكذا قولوا ( 1 ) . راجع :

وصايا أهل البيت / حسن العشرة ص 323 .

----------
(1)     لكافي : 8 / 229 / 293 ، تنبيه الخواطر : 2 / 152 كلاهما عن أبي بصير ، مشكاة الأنوار : 180 عن علي بن أبي حمزة ، الاعتقادات وتصحيح الاعتقادات : 109 ، دعائم الاسلام : 1 / 61 عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، فقه الرضا : 356 عن العالم ( عليه السلام ) .
( 2 ) أمالي الصدوق : 88 / 7 عن مدرك بن زهير ، بشارة المصطفى : 15 ، شرح الأخبار : 3 / 590 / 1456 كلاهما عن مدرك بن الهزهاز ، وراجع الخصال : 25 / 89 .
( 3 ) وفي المصدر " عشايركم " و " مرضاكم " وما أثبتناه موافق لسياق الحديث وما جاء في ح 767

الفصل الخامس  علامات حبهم

( 5 / 1 )

 الاجتهاد في العمل

982 - الإمام علي ( عليه السلام ) : أنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعي عترتي وسبطاي على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا ( 1 ) .

983 - حماد اللحام عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أن أباه قال : يا بني ، إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غدافي المنزل . ثم قال : أبى الله عز وجل أن يتولى قوم قوما يخالفونهم في أعمالهم ينزلون معهم يوم القيامة ، كلا ورب الكعبة ( 2 ) .

984 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحبنا فليعمل بعملنا ، وليتجلبب الورع ( 3 ) .

----------
( 1 ) الخصال : 624 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 367 / 499 نحوه ، جامع الأخبار : 495 / 1376 ، غرر الحكم في هامش : 3763 نحوه .
( 2 ) الكافي : 8 / 253 / 358 ، تنبيه الخواطر : 2 / 176 .
( 3 ) غرر الحكم : 8483 .
‹ صفحه 412 ›

985 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا فليعمل بعملنا ، وليستعن بالورع ، فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة ( 1 ) .

986 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : خرجت أنا وأبي ( عليه السلام ) حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم فردوا عليه السلام ، ثم قال : إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم ، فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد ، واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله ( 2 ) .

987 - الإمام المهدي ( عليه السلام ) - فيما ورد عنه إلى الشيخ المفيد - : فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ، وليتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا ، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة ( 3 ) . راجع : القسم السابع / وصايا أهل البيت / الاجتهاد في العمل ص 319 .

( 5 / 2 )

 حب محبيهم

 988 - حنش بن المعتمر : دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، كيف أمسيت ؟ قال : أمسيت محبا لمحبنا ، ومبغضا لمبغضنا ، وأمسى محبنا مغتبطا برحمة من الله كان ينتظرها ، وأمسى عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، وكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهلها ، فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم ، والتعس لأهل النار والنار لهم .

‹ صفحه 413 ›

يا حنش ، من سره أن يعلم أمحب لنا أم مبغض فليمتحن قلبه ، فإن كان يحب وليا لنا فليس بمبغض لنا ، وإن كان يبغض ولينا فليس بمحب لنا ، إن الله تعالى أخذ الميثاق لمحبنا بمودتنا ، وكتب في الذكر اسم مبغضنا ، نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ( 1 ) .

989 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحب الله أحب النبي ، ومن أحب النبي أحبنا ، ومن أحبنا أحب شيعتنا ( 2 ) .

990 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من تولى محبنا فقد أحبنا ( 3 ) .

( 5 / 3 )

بغض عدوهم

991 - صالح بن ميثم التمار ( رحمه الله ) : وجدت في كتاب ميثم ( رضي الله عنه ) يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال لنا : ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه ، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا ، ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكأن ذلك الشفا قد أنهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة ، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم ، وتعسا لأهل النار مثواهم . إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه ، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد

‹ صفحه 414 ›

و * ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) * ( 1 ) يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه .

نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء ، وأنا حزب الله ورسوله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه ، فإن وجد فيه حب من ألب ( 2 ) علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل ، والله عدو للكافرين ( 3 ) .

992 - أبو الجارود عن أبي جعفر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) * - : قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف انسان . إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا ، فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه ، فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه ، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل ، والله عدو للكافرين ( 4 ) .

993 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - لمن قال له : إن فلانا يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم - : هيهات ، كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من عدونا ( 5 ) .

( 5 / 4 )

الاستعداد للبلاء

 994 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لما شكا إليه أبو سعيد الخدري حاجته - : اصبر أبا سعيد ، فإن

‹ صفحه 415 ›

الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل على أعلى الوادي ، ومن أعلى الجبل إلى أسفله ( 1 ) .

995 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) - لأبي ذر لما قال له : إني أحبكم أهل البيت - : الله الله ! فأعد للفقر تجفافا ( 2 ) ، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها ( 3 ) .

996 - ابن عباس : أصاب نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) خصاصة فبلغ ذلك عليا ( عليه السلام ) ، فخرج يلتمس عملا ليصيب منه شيئا يبعث به إلى نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأتى بستانا لرجل من اليهود ، فاستقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة ، فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة تمرة عجوة ، فجاء بها إلى نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من أين هذا يا أبا الحسن ؟ قال : بلغني ما بك من الخصاصة يا نبي الله فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما . قال : فحملك على هذا حب الله ورسوله ؟ قال علي : نعم يا نبي الله ، فقال نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) : والله ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه ، من أحب الله ورسوله فليعد تجفافا ، وإنما يعني الصبر ( 4 ) .

997 - عنمة الجهني : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله بأبي وأمي أنت ، إنه ليسوؤني الذي أرى بوجهك وعما هو ؟ قال : فنظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى وجه الرجل ساعة ثم قال : الجوع . فخرج الرجل يعدو أو شبيها بالعدو ، حتى أتى بيته فالتمس فيه الطعام فلم

----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 4 / 85 / 11379 ، شعب الإيمان : 7 / 318 / 10442 ، وذكره أيضا في : 2 / 174 / 1473 نحوه ، الفردوس : 3 / 155 / 4421 .
( 2 ) تجفافا - بكسر التاء وسكون الجيم - : شئ من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى . ( النهاية : 1 / 279 ) .
( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 367 / 7944 ، وراجع سنن الترمذي : 4 / 576 / 2350 ، شعب الإيمان : 2 / 173 / 1471 .
( 4 ) السنن الكبرى : 6 / 197 / 11649 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 449 / 966 نحوه .
يجد شيئا ، فخرج إلى بني قريظة فأجر نفسه بكل دلو ينزعها تمرة حتى جمع حفنة أو كفا من تمر ، ثم رجع بالتمر حتى وجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مجلس لم يرم ( 1 ) ، فوضعه بين يديه وقال : كل أي رسول الله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من أين لك هذا التمر ؟ فأخبره الخبر ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني لأظنك تحب الله ورسوله ؟ قال : أجل ، والذي بعثك بالحق ، لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي ، فقال : أما لا فاصطبر للفاقة ، وأعد للبلاء تجفافا ، فوالذي بعثني بالحق لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله ( 2 ) .

998 - الإمام علي ( عليه السلام ) : من أحبنا فليعد للبلاء جلبابا ( 3 ) .

999 - عنه ( عليه السلام ) : من تولانا فليلبس للمحن إهابا ( 4 ) .

1000 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت فليستعد عدة للبلاء ( 5 ) .

1001 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا ( 6 ) .

1002 - الأصبغ بن نباتة : كنت عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قاعدا ، فجاء رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، والله إني لأحبك [ في الله ] ، فقال : صدقت ، إن طينتنا مخزونة ، أخذ الله ميثاقها من صلب آدم ، فاتخذ للفقر جلبابا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : والله يا علي ، إن الفقر لأسرع إلى محبيك من السيل إلى بطن الوادي ( 7 ) .

1003 - الأصبغ بن نباتة : كنت جالسا عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأتاه رجل فقال : يا

----------
( 1 ) رام بالمكان : أقام وثبت ، ولم يزل فيه . ( المنجد : 290 ) .
( 2 ) المعجم الكبير : 18 / 84 / 155 ، الإصابة : 4 / 611 / 6097 ، أسد الغابة : 4 / 294 / 4112 .
( 3 ) غرر الحكم : 9037 .
( 4 ) غرر الحكم : 9038 .
( 5 ) الغارات : 2 / 588 ، تأويل الآيات الظاهرة : 775 .
( 6 ) نهج البلاغة : الحكمة 112 .
( 7 ) المؤمن : 16 / 5 ، أعلام الدين : 432 .
‹ صفحه 417 ›

أمير المؤمنين إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، قال : فنكت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الأرض بعود كان في يده ساعة ، ثم رفع رأسه فقال : كذبت والله ، ما أعرف وجهك في الوجوه ، ولا اسمك في الأسماء . فعجبت من ذلك عجبا شديدا ، فلم أبرح حتى أتاه رجل آخر فقال : والله يا أمير المؤمنين ، إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، فنكت بعوده ذلك في الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال : صدقت ، إن طينتنا طينة مرحومة ، أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق ، فلا يشذ منها شاذ ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة . أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : الفاقة إلى محبيك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله ( 1 ) .

1004 - محمد بن مسلم : خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل ، فقيل له [ أي لأبي جعفر ( عليه السلام ) ] : محمد بن مسلم وجع ، فأرسل إلي أبو جعفر بشراب مع الغلام مغطى بمنديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : إشربه فإنه قد أمرني أن لا أرجع حتى تشربه ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه ، وإذا شراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك إذا شربت فتعال .

ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي ، فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال ، فأتيت بابه فاستأذنت عليه ، فصوت بي : صح الجسم ، أدخل أدخل .

 فدخلت وأنا باك ، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه ، فقال لي : وما يبكيك يا محمد ؟ فقلت : جعلت فداك ، أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك .

 فقال لي : أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا ، وأما ما ذكرت من الغربة فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 409 / 921 ، وراجع بصائر الدرجات : 390 و 391 ، الاختصاص : 311 و 312 .
‹ صفحه 418 ›
بالفرات . وأما ما ذكرت من بعد الشقة ، فإن المؤمن في هذه الدار غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله ، وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه ( 1 ) .
 ( 1 ) رجال الكشي : 1 / 391 / 281 ، كامل الزيارات : 275 ، الاختصاص : 52 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 181 نحوه ، وفيهما " منكوس " بدل " المنكوس " .

‹ صفحه 419 ›

الفصل السادس  آثار حبهم

 ( 6 / 1 )

 تمحيص الذنوب

1005 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ويضاعف الحسنات ( 1 ) .

1006 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : والله ، لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا بالديلم إلا نفعه الله بحبنا ، وإن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر ( 2 ) .

1007 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : من أحبنا لله نفعه حبنا ولو كان في جبل الديلم ، ومن أحبنا لغير ذلك فإن الله يفعل ما يشاء ، إن حبنا أهل البيت يساقط عن العباد

----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 164 / 274 عن علي بن مهدي عن أبيه عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، إرشاد القلوب : 253 عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) الاختصاص : 82 ، رجال الكشي : 1 / 329 / 178 كلاهما عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 420 ›

الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر ( 1 ) .

1008 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : بحبنا تغفر لكم الذنوب ( 2 ) .

1009 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن حبنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر ( 3 ) .

1010 - عنه ( عليه السلام ) : من أحبنا لله وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه ، وعادى عدونا لا لإحنة كانت بينه وبينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفر الله تعالى له ( 4 ) .

( 6 / 2 )

طهارة القلب

1011 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا ، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر ( 5 ) .

 1012 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة ، فاستظل بظلنا ورافقنا

----------
 ( 1 ) بشارة المصطفى : 3 عن أبي رزين ، شرح الأخبار : 2 / 513 / 906 نحوه عن علي بن حمزة عن الحسين ، وذكر أيضا في : 1 / 163 / 116 نحوه عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
( 2 ) أمالي الطوسي : 452 / 1010 عن شجرة ، بشارة المصطفى : 67 عن خالد بن طهماز أبي العلاء الخفاف ، وفيه " لحبنا يغفر لكم " .
( 3 ) ثواب الأعمال : 223 / 1 ، قرب الإسناد : 39 / 126 ، بشارة المصطفى : 270 كلها عن بكر بن محمد الأزدي .
( 4 ) أمالي الطوسي : 156 / 259 ، بشارة المصطفى : 90 كلاهما عن الحسين بن مصعب ، إرشاد القلوب : 253 ، وراجع أعلام الدين : 448 عن صفوان ، ثواب الأعمال : 204 / 1 عن صالح بن سهل الهمداني .
( 5 ) الكافي : 1 / 194 / 1 عن أبي خالد الكابلي .
في منازلنا . والله والله ، لا يحبنا عبد حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر قلبه حتى يسلم لنا ، وإذا سلم لنا سلمه الله من سوء الحساب يوم القيامة ، وأمن من الفزع الأكبر . إنما يغتبط أهل هذا الأمر إذا انتهت نفس أحدهم إلى هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - ( 1 ) .

 ( 6 / 3 )

 اطمئنان القلب

 1013 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما نزلت هذه الآية : * ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) * ( 2 ) قال : ذاك من أحب الله ورسوله ، وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب ، وأحب المؤمنين شاهدا وغائبا ، ألا بذكر الله يتحابون ( 3 ) .

1014 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) * - : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : تدري فيمن نزلت ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : فيمن صدق لي ، وأمن بي ، وأحبك وعترتك من بعدك ، وسلم الأمر لك وللأئمة من بعدك ( 4 ) .

1015 - أنس بن مالك : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : * ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) * : أتدري من هم يا بن أم سليم ؟ قلت : من هم يا رسول الله ؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا ( 5 ) .

----------
( 1 ) دعائم الاسلام : 1 / 73 ، شرح الأخبار : 3 / 471 / 1367 عن عبد العلي بن أعين إلى قوله " الفزع الأكبر " .
( 2 ) الرعد : 28 .
( 3 ) كنز العمال : 2 / 442 / 4448 ، الدر المنثور : 4 / 642 كلاهما نقلا عن ابن مردويه ، الجعفريات : 224 بطريقه عنه ( صلى الله عليه وآله ) .
( 4 ) تفسير فرات الكوفي : 207 / 274 عن محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا .
( 5 ) البحار : 35 / 405 / 29 ، وذكره أيضا في : 23 / 184 / 48 عن ابن بطريق في المستدرك ، تأويل الآيات الظاهرة : 239 ، البرهان : 2 / 291 / 2 كلاهما عن ابن عباس ، والظاهر أنه سهو لأن ابن أم سليم هو أنس بن مالك كما في تهذيب الكمال : 3 / 353 / 568 .
‹ صفحه 422 ›

( 6 / 4 )

 الحكمة

 1016 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من أحبنا أهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرت ينابيع الحكمة على لسانه ، وجدد الإيمان في قلبه ( 1 ) .

 راجع :

ص 434 / 1060 . ( 6 / 5 ) استكمال الدين

 1017 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين ( 2 ) .

1018 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : فضل عشيرتي وأهل بيتي وذريتي كفضل الماء على كل شئ ، بالماء يبقى كل ويحيى كما قال ربي تبارك وتعالى : * ( وجعلنا من الماء كل شئ حي أفلا يؤمنون ) * ( 3 ) ومحبة ( 4 ) أهل بيتي وعشيرتي وذريتي يستكمل الدين ( 5 ) .

( 6 / 6 )

الاغتباط عند الموت

 1019 - عبد الله بن الوليد : دخلنا على أبي عبد الله ( عليه السلام ) في زمن مروان فقال : من أنتم ؟

----------
( 1 ) المحاسن : 1 / 134 / 167 عن المفضل بن عمر .
( 2 ) أمالي الصدوق : 161 / 1 عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
( 3 ) الأنبياء : 30 .
( 4 ) كذا ، ولعل الأنسب " وبمحبة " .
( 5 ) الاختصاص : 37 عن الحسين بن عبد الله عن أبيه عن جده عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .
‹ صفحه 423 ›

فقلنا : من أهل الكوفة ، فقال : ما من بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة ، ولا سيما هذه العصابة . إن الله جل ذكره هداكم لأمر جهله الناس ، وأحببتمونا وأبغضنا الناس ، واتبعتمونا وخالفنا الناس ، وصدقتمونا وكذبنا الناس ، فأحياكم الله محيانا ، وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي أنه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما يقر الله به عينه وأن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال الله عز وجل في كتابه : * ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) * ( 1 ) ، فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

( 6 / 7 )

شفاعة أهل البيت ( عليهم السلام )

1020 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي ، وهم شيعتي ( 3 ) .

1021 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألزموا مودتنا أهل البيت ، فإنه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ( 4 ) .

1022 الإمام علي ( عليه السلام ) : لا تعنونا في الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم . . . لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة ، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه

----------
( 1 ) الرعد : 38 .
( 2 ) الكافي : 8 / 81 / 38 ، أمالي الطوسي : 144 / 234 ، بشارة المصطفى : 82 وفيهما " بني مروان " بدل " مروان " ، وهو الصحيح لأن ولادة الإمام الصادق ( عليه السلام ) كانت في أيام عبد الملك بن مروان .
( 3 ) تاريخ بغداد : 2 / 146 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .
( 4 ) المعجم الأوسط : 2 / 360 / 2230 عن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، أمالي المفيد : 13 / 1 ، أمالي الطوسي : 187 / 314 ، المحاسن : 1 / 134 / 169 ، بشارة المصطفى : 100 كلها عن ابن أبي ليلى عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، إرشاد القلوب : 254 عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 424 ›

أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا ( 1 ) .

( 6 / 8 )

نور يوم القيامة

1023 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أكثركم نورا يوم القيامة أكثركم حبا لآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

1024 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أما والله لا يحب أهل بيتي عبد إلا أعطاه الله عز وجل نورا حتى يرد علي الحوض ، ولا يبغض أهل بيتي عبد إلا احتجب الله عنه يوم القيامة ( 3 ) .

 ( 6 / 9 )

الأمن يوم القيامة

 1025 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة ( 4 ) .

1026 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط ( 5 ) .

1027 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند

----------
( 1 ) الخصال : 614 و 624 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 2 ) شواهد التنزيل : 2 / 310 / 948 عن سالم عن أبيه .
( 3 ) شواهد التنزيل : 2 / 310 / 947 عن أبي سعيد الخدري وراجع ص 130 / 179 من كتابنا هذا .
( 4 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 58 / 220 عن أبي محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 5 ) فضائل الشيعة : 47 / 1 ، بشارة المصطفى : 37 ، مائة منقبة : 149 ، أعلام الدين : 464 وفيه " من أحب عليا وآل محمد " ، إرشاد القلوب : 235 ، المناقب للخوارزمي : 73 / 51 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 40 ، فرائد السمطين : 2 / 258 / 526 كلها عن ابن عمر .