‹ صفحه 466 ›

1135 - جابر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : إنك امرؤ مستخلف ، وإنك مقتول ، وهذه مخضوبة من هذه - لحيته من رأسه - ( 1 ) .

1136 - عائشة : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) التزم عليا وقبله ويقول : بأبي الوحيد الشهيد ، بأبي الوحيد الشهيد ( 2 ) .

1137 - الإمام علي ( عليه السلام ) : بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخذ بيدي ، ونحن نمشي في بعض سكك المدينة ، إذ أتينا على حديقة ، فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال : لك في الجنة أحسن منها . ثم مررنا بأخرى فقلت : يا رسول الله ، ما أحسنها من حديقة ! قال : لك في الجنة أحسن منها .حتى مررنا بسبع حدائق ، كل ذلك أقول : ما أحسنها ! ويقول : لك في الجنة أحسن منها .

 فلما خلا له الطريق اعتنقني ، ثم أجهش باكيا . [ قال : قلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي ] . قال : قلت : يا رسول الله في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك ( 3 ) .

1138 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يقتل ابني الحسن ( عليه السلام ) بالسم ( 4 ) .

----------
( 1 ) المعجم الكبير : 2 / 247 / 2038 ، المعجم الأوسط : 7 / 218 / 7318 ، دلائل النبوة لأبي نعيم : 553 / 491 ، وفي الأخيرين " مؤمر " بدل " امرؤ " ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 268 / 1345 .
( 2 ) مسند أبي يعلى : 4 / 318 / 4558 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 285 / 1376 ، المناقب للخوارزمي : 65 / 34 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 220 .
( 3 ) مسند أبي يعلى : 1 / 285 / 561 ، وراجع تاريخ بغداد : 12 / 398 ، المناقب للخوارزمي : 65 / 35 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 321 / 827 - 831 ، الايضاح : 454 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 652 / 1109 .
( 4 ) كتاب سليم بن قيس : 2 / 838 عن عبد الله بن جعفر ، الخرائج والجرائح : 3 / 1143 / 55 عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الحسن ( عليه السلام ) أنه مقتول بالسم ، عوالي اللآلي : 1 / 199 / 14 في حديث قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي فيما أخبره به جبرئيل " يقتل ولدك الحسن بالسم " .
‹ صفحه 467 ›

1139 - أم سلمة : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ( 1 ) ، ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله ؟ قال : أخبرني جبرئيل عليه الصلاة والسلام أن هذا يقتل بأرض العراق - [ يعني ] الحسين - فقلت لجبرئيل : أرني تربة الأرض التي يقتل بها ، فهذه تربتها ( 2 ) .

1140 - سحيم عن أنس بن الحارث : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن ابني هذا يقتل بأرض العراق ، فمن أدركه منكم فلينصره . قال : فقتل أنس مع الحسين ( عليه السلام ) ( 3 ) .

1141 - أنس بن مالك : إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأذن له ، فقال لأم سلمة : أملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد . قال : وجاء الحسين ليدخل فمنعته ، فوثب فدخل ، فجعل يقعد على ظهر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلى منكبه وعلى عاتقه ، فقال الملك للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : أتحبه ؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء ، فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها . قال ثابت - من رواة الحديث - : بلغنا أنها كربلاء ( 4 ) .

----------
( 1 ) أي متحير ، وفي بعض المصادر " وهو خاثر " أو " خاثر النفس " معناه ثقيل النفس غير طيب ولا نشيط . ( النهاية : 1 / 11 ) .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 440 / 8202 ، المعجم الكبير : 3 / 109 / 2821 نحوه ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 173 / 221 ، إعلام الورى : 43 .
( 3 ) دلائل النبوة لأبي نعيم : 554 / 493 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 239 / 283 ، الإصابة : 1 / 271 / 266 ، أسد الغابة : 1 / 288 / 246 ، البداية والنهاية : 8 / 199 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 159 ، ذخائر العقبى : 146 .
( 4 ) مسند ابن حنبل : 4 / 482 / 13539 ، المعجم الكبير : 3 / 106 / 2813 نحوه ، مسند أبي يعلى : 3 / 370 / 3389 ، دلائل النبوة لأبي نعيم : 553 / 492 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 168 / 217 ، مقتل الحسين للخوارزمي : 1 / 160 ، ذخائر العقبى : 146 .
‹ صفحه 468 ›

1142 - أم سلمة : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد ، فانتظرت فدخل الحسين ( عليه السلام ) ، فسمعت نشيج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( صلى الله عليه وآله ) يمسح جبينه وهو يبكي ، فقلت : والله ، ما علمت حين دخل ، فقال : إن جبرئيل ( عليه السلام ) كان معنا في البيت فقال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ، فتناول جبرئيل ( عليه السلام ) من تربتها ، فأراها النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فلما أحيط بحسين حين قتل ، قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء ، قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء ( 1 ) .

1143 - عبد الله بن نجي عن أبيه : إنه سار مع علي ( عليه السلام ) ، وكان صاحب مطهرته ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي ( عليه السلام ) : أصبر أبا عبد الله ، أصبر أبا عبد الله بشط الفرات . قلت : وماذا ؟ قال : دخلت على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله ، أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : بل قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات . قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا ( 2 ) .

1144 - محمد بن عمرو بن حسن : كنا مع الحسين ( عليه السلام ) بنهر كربلاء ، فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال : صدق الله ورسوله ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله : كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي ، وكان شمر أبرص ( 3 ) .

----------
( 1 ) المعجم الكبير : 3 / 108 / 2819 .
( 2 ) مسند ابن حنبل : 1 / 184 / 648 ، المعجم الكبير : 3 / 105 / 2811 ، مسند أبي يعلى : 1 / 206 / 358 ، ذخائر العقبى : 148 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 253 / 19 ، وراجع الملاحم والفتن : 104 باب 24 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 165 - 171 .
( 3 ) الخصائص الكبرى للسيوطي : 2 / 125 .
‹ صفحه 469 ›

1145 - الإمام علي ( عليه السلام ) : زارنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة من تمر ، فأكل النبي وأكلنا معه ، ثم وضأت رسول الله ، فقام واستقبل القبلة فدعا الله ما شاء .

ثم أكب على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر ، فهبنا رسول الله أن نسأله ، فوثب الحسين فقال : يا أبتي ، رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله ! فقال : يا بني ، إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم مثله ، وإن حبيبي جبرئيل ( عليه السلام ) أتاني فأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى ، فدعوت الله لكم وأحزنني ذلك . فقال الحسين : يا رسول الله ، فمن يزورنا على تشتتنا ، ويتعاهد قبورنا ؟ قال : طائفة من أمتي يريدون بري وصلتي ، فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف ، وأخذت بأعضادها فأنجيتها والله من أهواله وشدائده ( 1 ) .

----------
   ( 1 ) مقتل الحسين للخوارزمي : 2 / 166 ، بشارة المصطفى : 195 نحوه ، كلاهما عن محمد بن الحسين عن جده الإمام زين العابدين عن الإمام الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، إعلام الورى : 44 .

الفصل الخامس  ما وقع عليهم من الظلم

1146 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - في خطبة بعد قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - : لقد حدثني جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ، ما منا إلا مقتول أو مسموم ( 1 ) .

1147 - الإمام علي ( عليه السلام ) : حتى إذا قبض الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) رجع قوم على الأعقاب ، وغالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء عن رص أساسه ، فبنوه في غير موضعه . معادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ( 2 ) .

1148 - المنهال بن عمرو : إن معاوية سأل الحسن ( عليه السلام ) أن يصعد المنبر ينتسب ، فصعد فحمد الله وأثنى عليه . . . ثم قال : أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها ، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا منها ، وأصبحت

----------
( 1 ) كفاية الأثر : 160 عن هشام بن محمد عن أبيه .
( 2 ) نهج البلاغة : الخطبة 150 .
‹ صفحه 472 ›

العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها ، يطلبون حقنا ولا يردون إلينا حقنا ( 1 ) .

1149 - حبيب بن يسار : لما أصيب الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قام زيد بن أرقم إلى باب المسجد فقال : أفعلتموها ؟ ! أشهد أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : اللهم أستودعكهما ( 2 ) وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد الله بن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا ، فقال : ذلك شيخ قد ذهب عقله ( 3 ) .

1150 - اليعقوبي - في ذكر وفاة فاطمة ( عليها السلام ) - : دخل إليها في مرضها نساء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وغيرهن من نساء قريش ، فقلن : كيف أنت ؟ قالت : أجدني والله كارهة لدنياكم ، مسرورة لفراقكم ، ألقى الله ورسوله بحسرات منكن ، فما حفظ لي الحق ، ولا رعيت مني الذمة ، ولا قبلت الوصية ، ولا عرفت الحرمة ( 4 ) .

1151 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : لما قبضت فاطمة ( عليها السلام ) دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها ، ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : السلام عليك يا رسول الله عني ، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي ، إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز ، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري .

 بلى ، وفي كتاب الله [ لي ] أنعم القبول ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة ، وأخلست الزهراء ، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله ! أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، وهم لا يبرح من

----------
( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 12 .
( 2 ) أي الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
( 3 ) المعجم الكبير : 5 / 185 / 5037 ، أمالي الطوسي : 252 / 450 ، شرح الأخبار : 3 / 170 / 1116 و 1117 .
( 4 ) تاريخ اليعقوبي : 2 / 115 .
‹ صفحه 473 ›

قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم . كمد مقيح ، وهم مهيج ، سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو ، وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين . سلام مودع لا قال ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين ( 1 ) .

1152 - عبد الرحمن بن أبي نعم : إن رجلا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب ، فقال ابن عمر : انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا ( 2 ) .

1153 - المنهال بن عمرو : دخلت على علي بن الحسين فقلت : السلام عليكم ، كيف أصبحتم رحمكم الله ؟ قال : أنت تزعم أنك لنا شيعة وأنت لا تعرف صباحنا ومساءنا ! ! أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون ، يذبحون الأبناء ويستحيون النساء ، وأصبح خير البرية بعد نبيها ( صلى الله عليه وآله ) يلعن على المنابر ، ويعطى الفضل والأموال على شتمه ، وأصبح من يحبنا منقوصا حقه ( 3 ) على حبه

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 459 / 3 ، أمالي المفيد : 281 / 7 نحوه ، أمالي الطوسي : 109 / 166 ، بشارة المصطفى : 258 كلها عن علي بن محمد الهرمزاني عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، نهج البلاغة : الخطبة 202 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 657 / 3770 ، مسند ابن حنبل : 2 / 405 / 5679 ، وذكره أيضا في : 452 / 5947 ، الأدب المفرد : 38 / 85 ، المعجم الكبير : 3 / 127 / 2884 ، ذخائر العقبى : 124 ، مسند أبي يعلى : 5 / 287 / 5713 ، أسد الغابة : 2 / 26 ، أمالي الصدوق : 123 / 12 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 75 ، وراجع صحيح البخاري : 3 / 1371 / 3543 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 259 / 144 ، الأدب المفرد : 259 / 144 ، أنساب الأشراف : 3 / 227 / 85 ، حلية الأولياء : 5 / 70 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) " : 36 / 58 - 60 .
( 3 ) في المصدر " منقوص بحقه " والصحيح هو ما أثبتناه كما في تفسير القمي .
‹ صفحه 474 ›

إيانا ، وأصبحت قريش تفضل على جميع العرب بأن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) منهم ، يطلبون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا ، أدخل فهذا صباحنا ومساؤنا ( 1 ) .

1154 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من لم يعرف سوء ما أوتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما نكبنا به فهو شريك من أتى إلينا فيما ولينا به ( 2 ) .

1155 - المنهال بن عمرو : كنت جالسا مع محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) إذ جاءه رجل فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، قال الرجل : كيف أنتم ؟ فقال له محمد ( عليه السلام ) : أو ما آن لكم أن تعلموا كيف نحن ؟ ! إنما مثلنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل ، كان يذبح أبناؤهم وتستحيى نساؤهم ، ألا وإن هؤلاء يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا ، زعمت العرب أن لهم فضلا على العجم ، فقال العجم : وبماذا ؟ قالوا : كان محمد عربيا ، قالوا لهم : صدقتم ، وزعمت قريش أن لها فضلا على غيرها من العرب ، فقالت لهم العرب من غيرهم : وبما ذاك ؟ قالوا : كان محمدا ( صلى الله عليه وآله ) قرشيا ، قالوا لهم : صدقتم .

 فإن كان القوم صدقوا فلنا فضل على الناس ، لأنا ذرية محمد ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته خاصة وعترته ، لا يشركه في ذلك غيرنا . فقال له الرجل : والله إني لأحبكم أهل البيت . قال : فاتخذ للبلاء جلبابا ، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ( 3 ) .

1156 - ابن أبي الحديد : روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) قال لبعض أصحابه : يا فلان ، ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا ! وما لقي شيعتنا ومحبونا

----------
( 1 ) جامع الأخبار : 238 / 607 ، وراجع تفسير القمي : 2 / 134 عن عاصم بن حميد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 169 ، مثير الأحزان : 105 .
( 2 ) ثواب الأعمال : 248 / 6 عن جابر .
( 3 ) أمالي الطوسي : 154 / 255 ، بشارة المصطفى : 89 .
‹ صفحه 475 ›

من الناس ! إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا .

 ثم تداولتها قريش ، واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا ، فنكثت بيعتنا ، ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كؤود حتى قتل . فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به ، وأسلم ، ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره ، وعولجت خلاليل ( 1 ) أمهات أولاده ، فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته ، وهم قليل حق قليل . ثم بايع الحسين ( عليه السلام ) من أهل العراق عشرون ألفا ، ثم غدروا به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه .

ثم لم نزل - أهل البيت - نستذل ونستضام ، ونقصى ونمتهن ، ونحرم ونقتل ، ونخاف ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا . ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعا يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ، ليبغضونا إلى الناس . وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن ( عليه السلام ) ، فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله ، أو هدمت داره .

 ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين ( عليه السلام ) ، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى إن الرجل ليقال له : " زنديق أو كافر " أحب إليه من أن يقال : شيعة علي ( 2 ) !

----------
( 1 ) كذا في المصدر ولعل الصحيح " خلاخيل " .
( 2 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 11 / 43 .
1157 - حمزة بن حمران : دخلت إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) فقال لي : يا حمزة ، من أين أقبلت ؟ قلت له : من الكوفة . قال : فبكى ( عليه السلام ) حتى بلت دموعه لحيته ، فقلت له : يا بن رسول الله ، ما لك أكثرت البكاء ؟ ! فقال : ذكرت عمي زيدا وما صنع به فبكيت ، فقلت له : وما الذي ذكرت منه ؟ فقال : ذكرت مقتله وقد أصاب جبينه سهم ، فجاءه ابنه يحيى فانكب عليه وقال له : أبشر يا أبتاه فإنك ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم .

قال : أجل يا بني ، ثم دعا بحداد فنزع السهم من جبينه فكانت نفسه معه ، فجئ به إلى ساقية تجري عند بستان زائدة ، فحفر له فيها ودفن وأجري عليه الماء . وكان معهم غلام سندي لبعضهم ، فذهب إلى يوسف بن عمر من الغد فأخبره بدفنهم إياه ، فأخرجه يوسف بن عمر فصلبه في الكناسة أربع سنين ، ثم أمر به فأحرق بالنار وذري في الرياح ، فلعن الله قاتله وخاذله ، وإلى الله جل اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيه بعد موته ، وبه نستعين على عدونا وهو خير مستعان ( 1 ) .

1158 - محمد بن الحسن عن محمد بن إبراهيم : أتي ببعض بني الحسن ( عليه السلام ) إلى أبي جعفر ( 2 ) فنظر إلى محمد بن إبراهيم بن حسن فقال : أنت الديباج الأصفر ؟ قال : نعم . قال : أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا من أهل بيتك . ثم أمر باسطوانة مبنية ففرقت ، ثم أدخل فيها فبني عليه وهو حي ( 3 ) .

1159 - محمد بن إسماعيل : سمعت جدي موسى بن عبد الله يقول : حبسنا في المطبق ، فما كنا نعرف أوقات الصلوات إلا بأجزاء يقرأها علي بن الحسن ابن الحسن بن

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 321 / 3 ، أمالي الطوسي : 434 / 973 .
( 2 ) هو المنصور الدوانيقي .
( 3 ) تاريخ الطبري : 7 / 546 ، مقاتل الطالبيين : 181 .
‹ صفحه 477 ›

الحسن ( 1 ) .

1160 - موسى بن عبد الله بن موسى : توفي علي بن الحسن وهو ساجد في حبس أبي جعفر ، فقال عبد الله : أيقظوا ابن أخي ، فإني أراه قد نام في سجوده . قال : فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا . فقال : رضي الله عنك ، إن علمي فيك أنك تخاف هذا المصرع ( 2 ) .

1161 - محمد بن المنصور المرادي : قال يحيى بن الحسين بن زيد : قلت لأبي : يا أبه ، إني أشتهي أن أرى عمي عيسى بن زيد ، فإنه يقبح بمثلي أن لا يلقى مثله من أشياخه . فدافعني عن ذلك مدة ، وقال : إن هذا أمر يثقل عليه ، وأخشى أن ينتقل عن منزله كراهية للقائك إياه فتزعجه .

 فلم أزل به أداريه وألطف به حتى طابت نفسه لي بذلك ، فجهزني إلى الكوفة وقال لي : إذا صرت إليها فاسأل عن دور بني حي ، فإذا دللت عليها فاقصدها في السكة الفلانية ، وسترى في وسط السكة دارا لها باب صفته كذا وكذا ، فاعرفه واجلس بعيدا منها في أول السكة ، فإنه سيقبل عليك عند المغرب كهل طويل مسنون الوجه ، قد أثر السجود في جبهته ، عليه جبة صوف يستقي الماء على جمل ، وقد انصرف يسوق الجمل لا يضع قدما ولا يرفعها إلا ذكر الله عز وجل ودموعه تنحدر ، فقم وسلم عليه وعانقه فإنه سيذعر منك كما يذعر الوحش ،

 فعرفه نفسك وانتسب له ، فإنه يسكن إليك ويحدثك طويلا ، ويسألك عنا جميعا ، ويخبرك بشأنه ولا يضجر بجلوسك معه ، ولا تطل عليه وودعه ، فإنه سوف يستعفيك من العودة إليه ، فافعل ما يأمرك به من ذلك ، فإنك إن عدت إليه توارى عنك واستوحش منك وانتقل

----------
( 1 ) مقاتل الطالبيين : 176 .
( 2 ) المصدر السابق .
‹ صفحه 478 ›

عن موضعه وعليه في ذلك مشقة . فقلت : أفعل كما أمرتني . ثم جهزني إلى الكوفة وودعته وخرجت . فلما وردت الكوفة قصدت سكة بني حي بعد العصر ، فجلست خارجها بعد أن تعرفت الباب الذي نعته لي ، فلما غربت الشمس إذا أنا به قد أقبل يسوق الجمل ، وهو كما وصف لي أبي لا يرفع قدما ولا يضعها إلا حرك شفتيه بذكر الله ، ودموعه ترقرق في عينيه وتذرف أحيانا . فقمت فعانقته ، فذعر مني كما يذعر الوحش من الإنس ، فقلت : يا عم ، أنا يحيى بن الحسين ابن زيد ، ابن أخيك .

فضمني إليه وبكى حتى قلت قد جاءت نفسه ، ثم أناخ جمله وجلس معي فجعل يسألني عن أهله رجلا رجلا وامرأة امرأة وصبيا صبيا ، وأنا أشرح له أخبارهم وهو يبكي . ثم قال : يا بني ، أنا أستقي على هذا الجمل الماء ، فأصرف ما أكتسب - يعني من أجرة الجمل - إلى صاحبه وأتقوت باقيه ، وربما عاقني عائق عن استقاء الماء فأخرج إلى البرية - يعني بظهر الكوفة - فألتقط ما يرمي الناس به من البقول فأتقوته . وقد تزوجت إلى هذا الرجل ابنته ، وهو لا يعلم من أنا إلى وقتي هذا ، فولدت مني بنتا فنشأت وبلغت وهي أيضا لا تعرفني ولا تدري من أنا ، فقالت لي أمها :

زوج ابنتك بابن فلان السقاء - لرجل من جيراننا يسقي الماء - فإنه أيسر منا وقد خطبها . وألحت علي ، فلم أقدر على إخبارها - بأن ذلك غير جائز ، ولا هو بكف ء لها - فيشيع خبري ، فجعلت تلح علي ، فلم أزل أستكفي الله أمرها حتى ماتت بعد أيام ، فما أجدني آسى على شئ من الدنيا أساي على أنها ماتت ولم تعلم بموضعها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

قال : ثم أقسم علي أن أنصرف ولا أعود إليه ، وودعني ، فلما كان بعد ذلك صرت إلى الموضع الذي انتظرته فيه لأراه فلم

‹ صفحه 479 ›

أره ، وكان آخر عهدي به ( 1 ) .

1162 - المنذر بن جعفر العبدي عن أبيه قال : خرجت أنا والحسن وعلي ابنا صالح بن حي وعبد ربه بن علقمة وجناب بن نسطاس مع عيسى بن زيد حجاجا بعد مقتل إبراهيم ، وعيسى بيننا يستر نفسه في زي الجمالين ، فاجتمعنا بمكة ذات ليلة في المسجد الحرام ، فجعل عيسى بن زيد والحسن بن صالح يتذاكران أشياء من السيرة ، فاختلف هو وعيسى في مسألة منها ، فلما كان من الغد دخل علينا عبد ربه بن علقمة فقال :

قدم عليكم الشفاء فيما اختلفتم فيه ، هذا سفيان الثوري قد قدم . فقاموا بأجمعهم فخرجوا إليه ، فجاؤوه وهو في المسجد جالس ، فسلموا عليه ، ثم سأله عيسى بن زيد عن تلك المسألة ، فقال :

هذه مسألة لا أقدر على الجواب عنها ، لأن فيها شيئا على السلطان ، فقال له الحسن : إنه عيسى ابن زيد ، فنظر إلى جناب بن نسطاس مستثبتا ، فقال له جناب : نعم ، هو عيسى بن زيد . فوثب سفيان فجلس بين يدي عيسى وعانقه وبكى بكاء شديدا واعتذر إليه مما خاطبه به من الرد ، ثم أجابه عن المسألة وهو يبكي . وأقبل علينا فقال : إن حب بني فاطمة والجزع لهم مما هم عليه من الخوف والقتل والتطريد ليبكي من في قلبه شئ من الإيمان . ثم قال لعيسى : قم بأبي أنت فأخف شخصك لا يصبك من هؤلاء شئ نخافه . فقمنا فتفرقنا ( 2 ) .

1163 - علي بن جعفر الأحمر : حدثني أبي قال : كنت أجتمع أنا وعيسى بن زيد ، والحسن وعلي ابنا صالح بن حي ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق وجناب بن نسطاس ، في جماعة من الزيدية في دار بالكوفة . فسعى ساع إلى

----------
( 1 ) مقاتل الطالبيين : 345 .
( 2 ) مقاتل الطالبيين : 351 .
‹ صفحه 480 ›

المهدي بأمرنا ودله على الدار ، فكتب إلى عامله بالكوفة بوضع الأرصاد علينا ، فإذا بلغه اجتماعنا كبسنا وأخذنا ووجه بنا إليه . فاجتمعنا ليلة في تلك الدار ، فبلغه خبرنا فهجم علينا ، ونذر ( 1 ) القوم به وكانوا في علو الدار ، فتفرقوا ونجوا جميعا غيري ، فأخذني وحملني إلى المهدي ، فأدخلت إليه ، فلما رآني شتمني بالزنا وقال لي :

يا بن الفاعلة ! أنت الذي تجتمع مع عيسى بن زيد وتحثه على الخروج علي وتدعو إليه الناس ؟ ! فقلت له :

يا هذا ، أما تستحيي من الله ، ولا تتقي الله ولا تخافه ، تشتم المحصنات وتقذفهن بالفاحشة ، وقد كان ينبغي لك ويلزمك في دينك وما وليته ، أن لو سمعت سفيها يقول مثل قولك أن تقيم عليه الحد ؟ ! فأعاد شتمي ، ثم وثب إلي فجعلني تحته وضربني بيديه وخبطني برجليه وشتمني . فقلت له : إنك لشجاع شديد أيد حين قويت على شيخ مثلي تضربه لا يقدر على المنع من نفسه ولا انتصار لها . فأمر بحبسي والتضيق علي ، فقيدت بقيد ثقيل ، وحبست سنين .

فلما بلغه وفاة عيسى بن زيد بعث إلي فدعاني ،

فقال لي : من أي الناس أنت ؟

قلت : من المسلمين ، قال : أعرابي أنت ؟

قلت : لا ، قال : فمن أي الناس أنت ؟

قلت : كان أبي عبدا لبعض أهل الكوفة وأعتقه فهو أبي ،

فقال لي : إن عيسى بن زيد قد مات ،

فقلت : أعظم بها مصيبة ، رحمه الله ، فلقد كان عابدا ورعا مجتهدا في طاعة الله غير خائف لومة لائم .

قال : أفما علمت بوفاته ؟

قلت : بلى ، قال : فلم لم تبشرني بوفاته ؟

فقلت : لم أحب أن أبشرك بأمر لو عاش رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرفه لساءه .

فأطرق طويلا ثم قال : ما أرى في جسمك فضلا للعقوبة ، وأخاف أن

----------
   ( 1 ) الإنذار : الإعلام . ونذرت به إذا علمت . ( النهاية : 5 / 38 و 39 ) .
أستعمل شيئا منها فيك فتموت ، وقد كفيت عدوي ، فانصرف في غير حفظ الله ، والله لئن بلغني أنك عدت لمثل فعلك لأضربن عنقك .

قال : فانصرفت إلى الكوفة ،

فقال المهدي للربيع : أما ترى قلة خوفه وشدة قلبه ؟ ! هكذا يكون والله أهل البصائر ( 1 ) .

1164 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : اللهم صل على أهل بيته أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأمنائك في خلقك ، وأصفيائك من عبادك ، وحججك في أرضك ، ومنارك في بلادك ، الصابرين على بلائك ، الطالبين رضاك ، الموفين بوعدك ، غير شاكين فيك ولا جاحدين عبادتك ، وأوليائك وسلائل أوليائك وخزان علمك ، الذين جعلتهم مفاتيح الهدى ، ونور مصابيح الدجى ، صلواتك عليهم ورحمتك ورضوانك . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعلى منارك في عبادك ، الداعي إليك بإذنك ، القائم بأمرك ، المؤدي عن رسولك عليه وآله السلام .

 اللهم إذا أظهرته فأنجز له ما وعدته ، وسق إليه أصحابه وانصره ، وقو ناصريه ، وبلغه أفضل أمله ، وأعطه سؤله ، وجدد به عن محمد وأهل بيته بعد الذل الذي قد نزل بهم بعد نبيك ، فصاروا مقتولين مطرودين ، مشردين خائفين غير آمنين . لقوا في جنبك - ابتغاء مرضاتك وطاعتك - الأذى والتكذيب ، فصبروا على ما أصابهم فيك ، راضين بذلك ، مسلمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد إليهم . اللهم عجل فرج قائمهم بأمرك ، وانصره وانصر به دينك الذي غير وبدل ، وجدد به ما امتحى منه وبدل بعد نبيك ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

1165 - أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول : والله ، ما منا إلا

----------
( 1 ) مقاتل الطالبيين : 352 .
( 2 ) جمال الأسبوع : 186 .
‹ صفحه 482 ›

مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا بن رسول الله ؟ قال : شر خلق الله في زماني ، يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيقة وبلاد غربة ( 1 ) .

1166 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : الحمد لله الذي حفظ منا ما ضيع الناس ، ورفع منا ما وضعوه ، حتى لقد لعنا على منابر الكفر ثمانين عاما ، وكتمت فضائلنا ، وبذلت الأموال في الكذب علينا ، والله تعالى يأبى لنا إلا أن يعلي ذكرنا ، ويبين فضلنا . والله ، ما هذا بنا وإنما هو برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقرابتنا منه ، حتى صار أمرنا وما نروي عنه أنه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودلالات نبوته ( 2 ) .

1167 - الإمام العسكري ( عليه السلام ) : قد وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين ، إحداهما : أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق ، فيخافون من إدعائنا إياها وتستقر في مركزها . وثانيهما : أنهم قد وقفوا ، من الأخبار المتواترة ، على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا ، وكانوا لا يشكون أنهم من الجبابرة والظلمة ، فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإبادة نسله ، طمعا منهم في الوصول إلى منع تولد القائم عجل الله فرجه ، أو قتله ، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد منهم ، إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ( 3 ) .

1168 - في دعاء الندبة : فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويعج العاجون . أين الحسن ؟ أين الحسين ؟ أين أبناء الحسين ؟ صالح بعد صالح ، وصادق بعد صادق . أين السبيل بعد السبيل ؟ أين الخيرة

----------
( 1 ) الفقيه : 2 / 585 / 3192 ، أمالي الصدوق : 61 / 8 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 256 / 9 ، جامع الأخبار : 93 / 150 ، روضة الواعظين : 257 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 209 وفيه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) " والله ما منا إلا مقتول شهيد " .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 164 / 26 عن محمد بن أبي الموج بن الحسين الرازي عن أبيه عمن سمعه ( عليه السلام ) .
( 3 ) إثبات الهداة : 3 / 570 / 685 عن عبد الله بن الحسين بن سعيد الكاتب .
‹ صفحه 483 ›

بعد الخيرة ؟ أين الشموس الطالعة ؟ أين الأقمار المنيرة ؟ أين الأنجم الزاهرة ؟ أين أعلام الدين وقواعد العلم ؟ ( 1 )

راجع البحار : 27 / 208 باب 9 شدة محنهم وأنهم أعظم الناس مصيبة لا يموتون إلا بالشهادة ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 201 فصل في ظلامة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

----------
( 1 ) مصباح الزائر : 449 ، راجع أيضا : ص 362 / 827 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 485 ›

القسم الثاني عشر  دولة أهل البيت

 وفيه فصول :

الفصل الأول : البشارات بدولتهم

الفصل الثاني : الممهدون لدولتهم

الفصل الثالث : دولتهم آخر الدول

الفصل الرابع : الانتظار لدولتهم

الفصل الخامس : الدعاء لدولتهم

  

الفصل الأول  البشارات بدولتهم

* ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) * ( 1 ) .

* ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) * ( 2 ) .

 *( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ) * ( 3 ) .

 * ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) * ( 4 ) .

 * ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من

----------
( 1 ) الأنبياء : 105 .
( 2 ) القصص : 5 .
( 3 ) الفتح : 28 .
( 4 ) الصف : 9 .
‹ صفحه 488 ›

بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) * ( 1 ) .

1169 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ( 2 ) .

1170 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ( 3 ) .

1171 - أبو ليلى : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي ( عليه السلام ) - : أنت معي في الجنة ، وأول من يدخلها أنا وأنت والحسن والحسين وفاطمة . . . ثم قال : يا علي ! اتق الضغائن التي هي في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . ثم بكى ( صلى الله عليه وآله ) وقال : أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه بعدي ، وأن ذلك الظلم يبقى حتى إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم وذلك حين تغيرت البلاد وضعف العباد واليأس من الفرج ، فعند ذلك يظهر القائم المهدي من ولدي بقوم يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس راغبا إليهم أو خائفا .

 ثم قال : معاشر الناس ، أبشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف وقضاءه لا يرد وهو الحكيم الخبير ، وإن فتح الله قريب . اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم وارعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم ، إنك على ما تشاء قدير ( 4 ) .

----------
( 1 ) النور : 55 .
( 2 ) مسند ابن حنبل : 2 / 10 / 3571 عن عبد الله بن مسعود .
( 3 ) سنن الترمذي : 4 / 505 / 2230 ، سنن أبي داود : 4 / 107 / 4282 ، مسند ابن حنبل : 2 / 11 / 3573 ، المعجم الكبير : 10 / 131 / 10208 ، الملاحم والفتن : 148 ، بشارة المصطفى : 281 عن عبد الله بن مسعود وفي بعضها عن عبد الله .
( 4 ) ينابيع المودة : 3 / 279 / 2 ، وراجع المناقب للخوارزمي : 62 / 31 ، أمالي الطوسي : 351 / 726 .
‹ صفحه 489 ›

1172 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أبشروا ثم أبشروا - ثلاث مرات - إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره . إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ، ثم أطعم منها فوج عاما ، لعل آخرها فوج يكون أعرضها بحرا وأعمقها طولا وفرعا وأحسنها حبا ( جناء - خ ل ) .

وكيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولوا الألباب والمسيح عيسى بن مريم آخرها ؟ ! ولكن يهلك من بين ذلك نتج الهرج ، ليسوا مني ولست منهم ( 1 ) .

1173 - حذيفة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة ، كيف يقتلون ويخيفون المطيعين ، إلا من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه .

 فإذا أراد الله عز وجل أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار ، وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها . ثم قال : يا حذيفة ، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي ، تجري الملاحم على يديه ، ويظهر الاسلام ، لا يخلف وعده ، وهو سريع الحساب ( 2 ) .

1174 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا ، وذلك حين يأذن الله عز وجل له ، ومن تبعه نجا ومن تخلف عنه هلك . الله الله عباد الله ، فأتوه ولو على الثلج ، فإنه خليفة الله عز وجل وخليفتي ( 3 ) .

1175 - سلمان : لما ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخلنا عليه ، فقال للناس : أخلوا [ لي عن ] أهل

----------
( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 52 / 18 ، الخصال : 476 / 39 ، كمال الدين : 269 / 14 كلها عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كفاية الأثر : 231 عن يحيى بن جعدة بن هبيرة عن الحسين بن علي ، وراجع العمدة : 432 / 906 عن مسعدة عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) .
( 2 ) عقد الدرر : 62 ، كشف الغمة : 3 / 262 ، حلية الأبرار : 2 / 704 ، ينابيع المودة : 3 / 298 / 10 .
( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 59 / 230 ، دلائل الإمامة : 452 / 428 كلاهما عن الحسن بن عبد الله بن محمد الرازي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، كفاية الأثر : 106 عن أبي أمامة .
‹ صفحه 490 ›

البيت . فقام الناس وقمت معهم فقال : أقعد [ يا سلمان ] إنك منا أهل البيت ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : . . . فاتقوا الله في عترتي أهل بيتي ، فإن الدنيا لم تدم لأحد قبلنا ولا تبقى لنا ولا تدوم لأحد بعدنا . ثم قال لعلي : دولة الحق أبر الدول ، أما إنكم ستملكون بعدهم باليوم يومين وبالشهر شهرين وبالسنة سنتين ( 1 ) .

1176 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله تعالى : * ( أن الأرض ( 2 ) يرثها عبادي الصالحون ) * ( 3 ) فنحن الصالحون ( 4 ) .

1177 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله زوى لي ( 5 ) الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ( 6 ) .

----------
   ( 1 ) مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 171 / 650 .
( 2 ) ثلاثة آراء في معنى الأرض ،
الأول : المقصود أرض الدنيا ، بقرينة قوله تعالى : * ( ليستخلفنهم في الأرض ) * النور : 55 ، والروايات الواردة في النص .
الثاني : أرض الجنة ، بقرينة قوله تعالى : * ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ) * الزمر : 74 ، والأحاديث المروية في الدر المنثور : 5 / 685 ، 686 ، وتفسير الطبري : 17 / 104 ، ومجمع البيان : 7 / 106 ، وغيرها .
الثالث : مطلق الأرض ، وتشمل أرض الدنيا وأرض الجنة . وهو ما اختاره ابن كثير في تفسيره المعروف ، والعلامة الطباطبائي في الميزان ، وهو الأقرب .
( 3 ) الأنبياء : 105 .
( 4 ) الدر المنثور : 6 / 687 نقلا عن البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء .
( 5 ) زويت الشئ : جمعته وقبضته ( لسان العرب : 14 / 363 ) .
( 6 ) صحيح مسلم : 4 / 2215 / 2889 ، سنن أبي داود : 4 / 97 / 4252 ، سنن الترمذي : 4 / 472 / 2176 ، مسند ابن حنبل : 8 / 326 / 22458 ، السنن الكبرى : 9 / 305 / 18617 كلها عن ثوبان .
قال الآلوسي البغدادي - بعد نقل الرواية - : هذا وعد منه تعالى بإظهار الدين وإعزاز أهله و استيلائهم على أكثر المعمورة التي يكثر تردد المسافرين إليها وإلا فمن الأرض ما لم يطأها المؤمنون كالأرض الشهيرة بالدنيا الجديدة وبالهند الغربي : وإن قلنا بأن جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيام المهدي ( عليه السلام ) ونزول عيسى ( عليه السلام ) فلا حاجة إلى ما ذكر ( روح المعاني : 17 / 104 ) .
‹ صفحه 491 ›

1178 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله : يا محمد بالقائم منكم . . . أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ( 1 ) .

1179 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) * - : نحن هم ( 2 ) .

1180 - عنه ( عليه السلام ) - في تفسير الآية - : هم آل محمد صلوات الله عليهم ( 3 ) .

1181 - عنه ( عليه السلام ) أيضا : هم أصحاب المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ( 4 ) .

1182 - عنه ( عليه السلام ) أيضا : إن ذلك وعد للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الأرض ( 5 ) .

1183 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في خطبة له يذكر فيها آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) - : بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ( 6 ) .

1184 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لتعطفن علينا الدنيا بعد شماسها عطف الضروس ( 7 ) على ولدها ، ثم قرأ : * ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) * ( 8 ) .

----------
( 1 ) أمالي الصدوق : 731 / 1002 عن ابن عباس .
( 2 ) تأويل الآيات الظاهرة : 326 عن أبي صادق .
( 3 ) تأويل الآيات الظاهرة : 326 عن أبي الورد .
( 4 ) مجمع البيان : 7 / 106 عن ابن عباس ، تأويل الآيات الظاهرة : 327 عن محمد بن عبد الله بن الحسن ، راجع ينابيع المودة : 3 / 243 / 28 ، تفسير القمي : 2 / 77 .
( 5 ) التبيان : 7 / 284 .
( 6 ) نهج البلاغة : الخطبة 239 .
( 7 ) الناقة الضروس : هي التي تعض حالبتها . ( لسان العرب : 6 / 118 ) .
( 8 ) خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 70 ، تأويل الآيات الظاهرة : 407 ، شواهد التنزيل : 1 / 556 / 590 كلها عن ربيعة بن ناجذ ، نهج البلاغة : الحكمة 209 ، تفسير فرات الكوفي : 314 / 420 عن حنش .
‹ صفحه 492 ›

1185 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) * - : هم آل محمد ، يبعث الله مهديهم بعد جهدهم ، فيعزهم ويذل عدوهم ( 1 ) .

1186 - محمد بن سيرين : سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون : لما فرغ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من الجمل ، عرض له مرض ، وحضرت الجمعة ، فتأخر عنها ، وقال لابنه الحسن ( عليه السلام ) : انطلق يا بني فجمع بالناس . فأقبل الحسن ( عليه السلام ) إلى المسجد ، فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : أيها الناس ، إن الله اختارنا بالنبوة ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه ، وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئا إلا تنقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة * ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) * ( 2 ) .

 ثم جمع بالناس ، وبلغ أباه كلامه ، فلما انصرف إلى أبيه ( عليه السلام ) نظر إليه وما ملك عبرته أن سألت على خديه ، ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه ، وقال : بأبي أنت وأمي * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * ( 3 ) ( 4 ) .

1187 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) - لسفيان بن أبي ليلى - : أبشر يا سفيان ، فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) .

----------
( 1 ) الغيبة للطوسي : 184 / 143 عن محمد بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده .
( 2 ) ص : 88 . ( 3 ) آل عمران : 34 .
( 4 ) أمالي الطوسي : 82 / 121 ، وذكره أيضا في : 104 / 159 ، بشارة المصطفى : 263 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 11 .
( 5 ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 16 / 45 عن سفيان بن أبي ليلى ، مقاتل الطالبيين : 76 ، الملاحم والفتن : 99 .
‹ صفحه 493 ›

1188 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبتة يوم الجمعة - : إن الله لم يبعث نبيا إلا اختار له نقيبا ورهطا وبيتا ، فوالذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لا ينتقص من حقنا أهل البيت أحد إلا نقصه الله من عمله مثله ، ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة ، * ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) * ( 1 ) .

1189 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) : * ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) * ( 2 ) أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها ، فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها ، يؤدي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومنعها ، إلا ما كان في أيدي شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم ( 3 ) .

1190 - أبو بكر الحضرمي : لما حمل أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه ، قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أمية : إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه . ثم أمر أن يؤذن له ، فلما دخل عليه أبو جعفر ( عليه السلام ) قال بيده : السلام عليكم ، فعمهم جميعا بالسلام ، ثم جلس ، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذن ، فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي ، لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنه

----------
( 1 ) مروج الذهب : 3 / 9 ، وراجع نثر الدر : 1 / 328 .
( 2 ) الأعراف : 128 .
( 3 ) الكافي : 1 / 407 / 1 عن أبي خالد الكابلي .
‹ صفحه 494 ›

الإمام سفها وقلة علم ، ووبخه بما أراد أن يوبخه ، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم . فلما سكت القوم نهض ( عليه السلام ) قائما ، ثم قال : أيها الناس ، أين تذهبون ؟ ! وأين يراد بكم ؟ ! بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنا أهل العاقبة ، يقول الله عز وجل : * ( والعاقبة للمتقين ) * ( 1 ) ( 2 ) .

1191 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إعلم أن لبني أمية ملكا لا يستطيع الناس أن تردعه ، وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت ، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى ، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له ( 3 ) .

1192 - عنه ( عليه السلام ) - في قوله عز وجل : * ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ) * ( 4 ) - : إذا قام القائم ( عليه السلام ) ذهبت دولة الباطل ( 5 ) .

1193 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن لنا أياما ودولة يأتي بها الله إذا شاء ( 6 ) .

1194 - عنه ( عليه السلام ) : بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة ( 7 ) .

1195 - عنه ( عليه السلام ) : سئل أبي عن قول الله : * ( قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ) * ( 8 )

----------
( 1 ) الأعراف : 128 ، القصص : 83 .
( 2 ) الكافي : 1 / 471 / 5 .
( 3 ) الغيبة للنعماني : 195 / 2 عن أبي الجارود .
( 4 ) الإسراء : 81 .
( 5 ) الكافي : 8 / 287 / 432 عن أبي حمزة .
( 6 ) أمالي المفيد : 28 / 9 عن حبيب بن نزار بن حيان .
( 7 ) أمالي المفيد : 301 / 2 ، أمالي الطوسي : 74 / 109 كلاهما عن سفيان بن إبراهيم الغامدي القاضي .
( 8 ) التوبة : 36 .
‹ صفحه 495 ›

* ( حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) * ( 1 ) فقال : إنه لم يجئ تأويل هذه الآية ، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك ( مشرك - خ ل ) على ظهر الأرض ، كما قال الله ( 2 ) .

1196 - عنه ( عليه السلام ) - في معنى قوله عز وجل : * ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) * ( 3 ) - : نزلت في القائم وأصحابه ( 4 ) .

1197 - في دعاء الندبة : جرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ، وكانت الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين ، وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ولن يخلف الله وعده وهو العزيز الحكيم ( 5 ) .

----------
( 1 ) الأنفال : 39 .
( 2 ) تفسير العياشي : 2 / 56 / 48 عن زرارة ، مجمع البيان : 4 / 834 عن زرارة وغيره عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس فيه " سئل أبي " ، ينابيع المودة : 3 / 239 / 13 عن زرارة وفيه " قال : سئل الباقر ( عليه السلام ) عن قوله تعالى . . . " .
( 3 ) النور : 55 .
( 4 ) الغيبة للنعماني : 240 / 35 عن أبي بصير ، تأويل الآيات الظاهرة : 365 وفيه " عنى به ظهور القائم " ، ينابيع المودة : 3 / 245 / 32 عن الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، وذكره أيضا في : ح 31 عن إسحاق ابن عبد الله عن الإمام السجاد ( عليه السلام ) .
 ( 5 ) مصباح الزائر : 449 ، راجع أيضا : ص 362 / 827 من كتابنا هذا .

الفصل الثاني الممهدون لدولتهم

1198 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي ( 1 ) .

1199 - عبد الله : بينما نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) اغرورقت عيناه وتغير لونه . قال : فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما ملؤوها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ( 2 ) .

----------
( 1 ) سنن ابن ماجة : 2 / 1368 / 4088 ، المعجم الأوسط : 1 / 94 / 285 ، مجمع الزوائد : 7 / 617 / 12414 ، عقد الدرر : 125 ، كشف الغمة : 3 / 267 كلها عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي .
( 2 ) سنن ابن ماجة : 2 / 1366 / 4082 ، الملاحم والفتن : 47 ، المصنف لابن أبي شيبة : 8 / 697 / 74 ، دلائل الإمامة : 442 / 414 ، مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للكوفي : 2 / 110 / 599 والثلاثة الأخيرة عن عبد الله بن مسعود ، كشف الغمة : 3 / 262 عن عبد الله بن عمر ، وراجع المستدرك على الصحيحين : 4 / 511 / 8434 ، العدد القوية : 91 / 157 ، ذخائر العقبى : 17 .
‹ صفحه 498 ›

1200 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تجئ الرايات السود من قبل المشرق ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ، ولو حبوا على الثلج ( 1 ) .

1201 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه ، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم ، فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه ، حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم . قتلاهم شهداء ، أما إني لو أدركت ذلك لأستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر ( 2 ) .

1202 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ويحا لك يا طالقان ، فإن لله عز وجل بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ، ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته ، وهم أنصار المهدي ( عليه السلام ) في آخر الزمان ( 3 ) .

1203 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكر بلاء يلقاه أهل بيته ( عليهم السلام ) ، حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء ، من نصرها نصره الله ، ومن خذلها خذله الله ، حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي ، فيولونه أمرهم ، فيؤيده الله وينصره ( 4 ) .

1204 - محمد بن الحنفية : كنا عند علي ( عليه السلام ) ، فسأله رجل عن المهدي ، فقال علي ( عليه السلام ) : هيهات ، ثم عقد بيده سبعا ، فقال : ذاك يخرج في آخر الزمان ، إذا قال الرجل : " الله الله " ، قتل ، فيجمع الله تعالى له قوما ، قزع ( 5 ) كقزع السحاب ( 6 ) ، يؤلف الله

----------
( 1 ) عقد الدرر : 129 عن ثوبان .
( 2 ) الغيبة للنعماني : 273 / 50 عن أبي خالد الكابلي .
( 3 ) الفتوح : 2 / 320 ، كفاية الطالب : 491 كلاهما عن ابن أعثم الكوفي ، ينابيع المودة : 3 / 298 / 12 نحوه .
( 4 ) عقد الدرر : 130 ، الملاحم والفتن : 49 عن العلاء بن عتبة .
( 5 ) القزع : كل شئ يكون قطعا متفرقة . ( المصباح المنير : 502 ) .
( 6 ) قزع السحاب : قطع من السحاب . ( لسان العرب : 8 / 271 ) .
‹ صفحه 499 ›

بين قلوبهم ، لا يستوحشون إلى أحد ، ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم ، على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون ، ولا يدركهم الآخرون ، على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ( 1 ) .

11205 - عفان البصري عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال لي : أتدري لم سمي قم ؟ قلت : الله ورسوله وأنت أعلم ، قال : إنما سمي قم لأن أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه ( 2 ) .

1206 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : تربة قم مقدسة وأهلها منا ونحن منهم ، لا يريدهم جبار بسوء إلا عجلت عقوبته ما لم يخونوا إخوانهم ( يحولوا أحوالهم - خ ل ) ، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم جبابرة سوء . أما إنهم أنصار قائمنا ودعاة حقنا . ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم اعصمهم من كل فتنة ، ونجهم من كل هلكة ( 3 ) .

207 1 - عنه ( عليه السلام ) : ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأرز ( 4 ) عنها العلم كما تأرز الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل ، حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهله قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ، ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فيتم حجة الله على الخلق ، حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم ( عليه السلام ) ( 5 ) .

1208 - عنه ( عليه السلام ) : إن الله احتج بالكوفة على سائر البلاد ، وبالمؤمنين من أهلها على غيرهم

----------
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 4 / 597 / 8659 ، عقد الدرر : 131 .
( 2 ) البحار : 60 / 216 / 38 نقلا عن كتاب تاريخ قم .
( 3 ) البحار : 60 / 218 / 49 نقلا عن كتاب تاريخ قم .
( 4 ) وفي المصدر : يأزر ، والصحيح ما في المتن . أرزت الحية : لاذت بجحرها ورجعت إليه . ( لسان العرب : 5 / 305 ) .
( 5 ) البحار : 60 / 213 / 23 نقلا عن كتاب تاريخ قم .
‹ صفحه 500 ›

من أهل البلاد ، واحتج ببلدة قم على سائر البلاد ، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن والإنس ، ولم يدع الله قم وأهله مستضعفا بل وفقهم . . . وسيأتي زمان تكون بلدة قم وأهلها حجة على الخلائق ، وذلك في زمان غيبة قائمنا ( عليه السلام ) إلى ظهوره ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها . وإن الملائكة لتدفع البلايا عن قم وأهله ، وما قصده جبار بسوء إلا قصمه قاصم الجبارين ( 1 ) .

1209 - عنه ( عليه السلام ) - في قوله تعالى : * ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار ) * ( 2 ) - : قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ( عليه السلام ) ، فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه ( 3 ) .

1210 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : رجل من أهل قم يدعو الناس إلى الحق ، يجتمع معه قوم كزبر الحديد ، لا تزلهم الرياح العواصف ، ولا يملون من الحرب ، ولا يجبنون ، وعلى الله يتوكلون ، والعاقبة للمتقين ( 4 ) .

----------
( 1 ) البحار : 60 / 212 / 22 نقلا عن كتاب تاريخ قم .
( 2 ) الإسراء : 5 .
( 3 ) الكافي : 8 / 206 / 250 ، تأويل الآيات الظاهرة : 272 كلاهما عن عبد الله بن القاسم البطل ، تفسير العياشي : 2 / 281 / 20 عن صالح بن سهل .
( 4 ) البحار : 60 / 216 / 37 نقلا عن كتاب تاريخ قم عن أيوب بن يحيى الجندل .

الفصل الثالث دولتهم آخر الدول

1211 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ! وهو قول الله عز وجل : * ( والعاقبة للمتقين ) * ( 1 ) ( 2 ) .

1212 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لكل أناس دولة يرقبونها * ودولتنا في آخر الدهر تظهر ( 3 )

1213 - عنه ( عليه السلام ) : ما يكون هذا الأمر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس ، حتى لا يقول قائل : " إنا لو ولينا لعدلنا " ، ثم يقوم القائم بالحق والعدل ( 4 ) .

----------
( 1 ) الأعراف : 128 ، القصص : 83 .
( 2 ) الغيبة للطوسي : 472 / 493 عن أبي صادق كيسان بن كليب ، روضة الواعظين : 291 .
( 3 ) أمالي الصدوق : 396 / 3 ، روضة الواعظين : 234 ، وذكره أيضا في : 293 .
( 4 ) الغيبة للنعماني : 274 / 53 عن هشام بن سالم .
‹ صفحه 503 ›

الفصل الرابع الانتظار لدولتهم

1214 - إسماعيل الجعفي : دخل رجل على أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعه صحيفة ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل ، فقال : رحمك الله هذا الذي أريد ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبده ورسوله ، وتقر بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، والورع والتواضع ، وانتظار قائمنا ، فإن لنا دولة إذا شاء الله جاء بها ( 1 ) .

1215 - الإمام علي ( عليه السلام ) : المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله ( 2 ) .

1216 - زيد بن صوحان - لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) - : أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : انتظار الفرج ( 3 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 2 / 22 / 13 ، وراجع أمالي الطوسي : 179 / 299 .
( 2 ) الخصال : 625 / 10 ، كمال الدين : 645 / 6 كلاهما عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، تحف العقول : 115 .
( 3 ) الفقيه : 4 / 383 / 5833 عن عبد الله بن بكر المرادي عن الإمام موسى بن جعفر عن آبائه عن الإمام الحسين ( عليهم السلام ) .
‹ صفحه 504 ›

1217 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) بسيفه ( 1 ) .

1218 - عنه ( عليه السلام ) : ليقو شديدكم ضعيفكم ، وليعد غنيكم على فقيركم ، ولا تبثوا سرنا ، ولا تذيعوا أمرنا ، وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به ، وإلا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم . واعلموا أن المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم ، ومن أدرك قائمنا فخرج معه فقتل عدونا كان له مثل أجر عشرين شهيدا ، ومن قتل مع قائمنا كان له مثل أجر خمسة وعشرين شهيدا ( 2 ) .

1219 - عنه ( عليه السلام ) : ما ضر من مات منتظرا لأمرنا أن لا يموت في وسط فسطاط المهدي وعسكره ( 3 ) ؟ !

1220 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا ( 4 ) .

1221 - عنه ( عليه السلام ) : المنتظر ( المقر - خ ل ) للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يذب عنه ( 5 ) .

1222 - عنه ( عليه السلام ) : من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالسيف ( 6 ) .

----------
( 1 ) مجمع البيان : 9 / 359 عن الحارث بن المغيرة ، تأويل الآيات الظاهرة : 640 .
( 2 ) الكافي : 2 / 222 / 4 عن عبد الله بن بكير عن رجل ، وراجع أمالي الطوسي : 232 / 410 ، بشارة المصطفى : 113 كلاهما عن جابر .
( 3 ) الكافي : 1 / 372 / 6 عن هاشم .
( 4 ) الكافي : 8 / 37 / 7 عن حمران .
( 5 ) كمال الدين : 335 / 5 ، الغيبة للنعماني : 91 / 21 ، إعلام الورى : 404 كلها عن إبراهيم الكرخي .
( 6 ) كمال الدين : 338 / 11 عن المفضل بن عمر .