‹ صفحه 505 ›
1223 - عنه ( عليه السلام ) : من سره أن يكون من
أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام
القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدوا وانتظروا ، هنيئا لكم أيتها
العصابة المرحومة ( 1 ) .
1224 - الإمام الجواد ( عليه السلام ) - في
قنوته - : اللهم أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين . . . الذين . . . اتخذوا -
اللهم مالك دولا ، وعبادك خولا ، وتركوا اللهم عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء
مدلهمة ، فأعينهم مفتوحة ، وقلوبهم عمية ، ولم تبق لهم اللهم عليك من حجة . لقد
حذرت اللهم عذابك وبينت نكالك ، ووعدت المطيعين إحسانك ، وقدمت إليهم بالنذر ،
فآمنت طائفة ، فأيد اللهم الذين آمنوا على عدوك وعدو أوليائك ، فأصبحوا ظاهرين
وإلى الحق داعين وللإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين ( 2 ) .
1225 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في
الزيارة الجامعة التي يزار بها الأئمة ( عليهم السلام ) - : أشهد الله وأشهدكم أني
. . . مؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ( 3 ) .
----------
( 1 ) الغيبة للنعماني : 200 / 16 عن أبي بصير .
( 2 ) مهج الدعوات : 60 .
( 3 ) التهذيب : 6 / 98 / 177 ، وراجع : ص 122 / 169
من كتابنا هذا .
الفصل الخامس الدعاء لدولتهم
1226 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) :
رب صل على أطائب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك ، وجعلتهم خزنة علمك ، وحفظة دينك ،
وخلفاءك في أرضك ، وحججك على عبادك ، وطهرتهم من الرجس والدنس تطهيرا بإرادتك ،
وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك إلى جنتك . . .
اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه ، وأوزعنا
مثله فيه ، وآته من لدنك سلطانا نصيرا ، وافتح له فتحا يسيرا ، وأعنه بركنك الأعز
، واشدد أزره ، وقو عضده ، وراعه بعينك ، واحمه بحفظك ، وانصره بملائكتك ، وامدده
بجندك الأغلب ، وأقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله ،
وأحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك ، واجل به صدأ الجور عن طريقتك ، وأبن به
الضراء من سبيلك ، وأزل به الناكبين عن صراطك ، وامحق به بغاة قصدك عوجا ، وألن
جانبه لأوليائك ، وابسط يده على أعدائك ، وهب لنا رأفته ورحمته ، وتعطفه وتحننه ،
واجعلنا له سامعين مطيعين ، وفي رضاه ساعين ، وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين ،
وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك
‹ صفحه 508 ›
متقربين ( 1 ) .
1227 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) - في
تعليم الخطبة الثانية من صلاة الجمعة - :
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة ، تعز بها
الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك
والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ( 2 ) .
1228 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - في دعاء
له - : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وعلى إمام المسلمين ، واحفظه من بين يديه ومن
خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ، وافتح له فتحا يسيرا ، وانصره نصرا
عزيزا ، واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا . اللهم عجل فرج آل محمد ، وأهلك أعداءهم
من الجن والإنس ( 3 ) .
1229 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - في بيان
ذكر سجدة الشكر - : اللهم إني أنشدك بإيوائك ( 4 ) على نفسك لأوليائك لتظفرنهم
بعدوك وعدوهم أن تصلي على محمد وعلى المستحفظين من آل محمد . اللهم إني أسألك
اليسر بعد العسر ( 5 ) .
----------
( 1 ) الصحيفة السجادية : الدعاء 47 ص 190 و 191 ،
إقبال الأعمال : 2 / 91 .
( 2 ) الكافي : 3 / 424 / 6 عن محمد بن مسلم .
( 3 ) مصباح المتهجد : 392 ، جمال الأسبوع : 293 .
( 4 ) قوله ( عليه السلام ) : " بإيوائك "
الوأي بمعنى الوعد ، والإيواء لم يأت في اللغة بهذا المعنى ، وعدم ذكرهم لا يدل
على العدم ، مع أنه يمكن أن يكون من قولهم : آوى فلانا : أي أجاره وأسكنه ، فكان
الواعد يؤدي الوعد إلى نفسه لكنه بعيد . قال في النهاية في حديث وهب : إن الله
تعالى قال : إني أويت على نفسي أن أذكر من ذكرني . قال القتيبي : هذا غلط ، إلا أن
يكون من المقلوب . والصحيح : وأيت من الوأي وهو الوعد ، يقول : جعلته وعدا على
نفسي ، إنتهى . والوعد هو الذي قال الله تعالى : * ( وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم
الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) * (
مرآة العقول : 15 / 135 ، راجع : البحار : 101 / 221 وملاذ الأخيار : 9 / 163 ) .
( 5 ) الكافي : 3 / 325 / 17 عن عبد الله بن جندب .
‹ صفحه 509 ›
1230 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - كان يأمر
لصاحب الأمر بهذا الدعاء - : اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ، ولسانك
المعبر عنك الناطق بحكمك ، وعينك الناظرة بإذنك ، وشاهدك على عبادك ، الجحجاح
المجاهد ، العائذ بك العابد عندك ، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت ،
واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا
يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمتك ودعائم دينك ، واجعله في وديعتك
التي لا تضيع ، وفي جوارك الذي لا يخفر ، وفي منعك وعزك الذي لا يقهر ، وآمنه
بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه
، وانصره بنصرك العزيز ، وأيده بجندك الغالب ، وقوه بقوتك ، وأردفه بملائكتك ،
ووال من والاه ، وعاد من عاداه ، وألبسه درعك الحصينة ، وحفه بالملائكة حفا .
اللهم اشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت
به الجور ، وأظهر به العدل ، وزين بطول بقائه الأرض ، وأيده بالنصر ، وانصره
بالرعب ، وقو ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم من نصب له ، ودمر من غشه ، واقتل به
جبابرة الكفر وعمده ودعائمه ، واقصم به رؤوس الضلالة وشارعة البدع ومميتة السنة
ومقوية الباطل ، وذلل به الجبارين ، وأبر به الكافرين وجميع الملحدين في مشارق
الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم
آثارا .
اللهم طهر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، وأعز
به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيين ، وجدد به ما امتحى من
دينك وبدل من حكمك ، حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه
ولا بدعة معه ، وحتى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران الكفر ، وتوضح به
معاقد الحق ومجهول العدل ، فإنه عبدك الذي استخلصته
‹ صفحه 510 ›
لنفسك واصطفيته على غيبك وعصمته من الذنوب
وبرأته من العيوب وطهرته من الرجس وسلمته من الدنس . اللهم فإنا نشهد له يوم
القيامة ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ذنبا ، ولا أتى حوبا ، ولم يرتكب معصية ،
ولم يضع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم يبدل لك فريضة ، ولم يغير لك شريعة ،
وأنه الهادي المهتدي الطاهر التقي النقي الرضي الزكي .
اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته
وجميع رعيته ما تقر به عينه وتسر به نفسه ، وتجمع له ملك المملكات كلها ، قريبها
وبعيدها وعزيزها وذليلها ، حتى يجري حكمه على كل حكم ويغلب بحقه كل باطل .
اللهم أسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة
العظمى والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ويلحق بها التالي ، وقونا على طاعته
، وثبتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه ، القوامين بأمره
، الصابرين معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره
وأعوانه ومقوية سلطانه .
اللهم واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة ورياء
وسمعة ، حتى لا نعتمد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك ، وحتى تحلنا محله وتجعلنا في
الجنة معه ، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة ، واجعلنا ممن تنتصر به لدينك ، وتعز
به نصر وليك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا
كثير .
اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده ،
وبلغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وأعز نصرهم ، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك
لهم ، وثبت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا ، فإنهم معادن كلماتك
وخزان علمك وأركان توحيدك ودعائم دينك وولاة أمرك وخالصتك من
‹ صفحه 511 ›
عبادك وصفوتك من خلقك وأولياؤك وسلائل أوليائك
وصفوة أولاد نبيك ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ( 1 ) .
- الإمام الهادي ( عليه السلام )
1231 - في زيارة الإمام المهدي ( عليه السلام )
- : اللهم فكما وفقتني للإيمان بنبيك والتصديق لدعوته ، ومننت علي بطاعته واتباع
ملته ، وهديتني إلى معرفته ومعرفة الأئمة من ذريته ، وأكملت بمعرفتهم الإيمان ،
وقبلت بولايتهم وطاعتهم الأعمال ، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك ، وجعلتهم مفتاحا
للدعاء وسببا للإجابة ، فصل عليهم أجمعين ، واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا
والآخرة ومن المقربين . . . اللهم أنجز لهم وعدك ، وطهر بسيف قائمهم أرضك ، وأقم
به حدودك المعطلة ، وأحكامك المهملة والمبدلة ، وأحي به القلوب الميتة ، واجمع به
الأهواء المتفرقة ، واجل به صدأ الجور عن طريقتك ، حتى يظهر الحق على يديه في أحسن
صورته ، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته ، ولا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من
الخلق ( 2 ) .
1232 - الإمام العسكري ( عليه السلام ) - في
الصلاة على ولي الأمر المنتظر ( عليه السلام ) - : اللهم صل على وليك وابن أوليائك
الذين فرضت طاعتهم ، وأوجبت حقهم ، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا . اللهم
انتصر به لدينك ، وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره واجعلنا منهم . اللهم
أعذه من شر كل باغ وطاغ ومن شر جميع خلقك ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه
وعن شماله ، واحرسه وامنعه أن يوصل إليه بسوء ، واحفظ فيه رسولك وآل رسولك ، وأظهر
به العدل وأيده بالنصر ، وانصر
----------
( 1 ) مصباح المتهجد : 409 ، المصباح للكفعمي : 548
، جمال الأسبوع : 307 كلها عن يونس بن عبد الرحمن .
( 2 ) مصباح الزائر : 480 .
‹ صفحه 512 ›
ناصريه ، واخذل خاذليه ، واقصم به جبابرة الكفرة
، واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق
الأرض ومغاربها وبرها وبحرها ، واملأ به الأرض عدلا ، وأظهر به دين نبيك عليه وآله
السلام ، واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته ، وأرني في آل محمد ما
يأملون وفي عدوهم ما يحذرون ، إله الحق آمين ( 1 ) .
1233 - أبو علي بن همام - ذكر أن الشيخ العمري
أملاه عليه وأمره أن يدعو به ، وهو الدعاء في غيبة القائم ( عليه السلام ) - :
اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك . اللهم عرفني نبيك فإنك
إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت
عن ديني . اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ،
اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من
ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن
والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم
المهدي صلوات الله عليهم أجمعين . . . اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر ، وانصر ناصريه
، واخذل خاذليه ، ودمر على من نصب له وكذب به ، وأظهر به الحق ، وأمت به الباطل ،
واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به جبابرة الكفر ،
واقصم به رؤوس الضلالة ، وذلل به الجبارين والكافرين ، وأبر به المنافقين
والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها ، وبرها وبحرها ،
وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقي لهم آثارا ، وتطهر منهم بلادك ،
واشف منهم صدور عبادك ، وجدد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به
----------
( 1 ) مصباح المتهجد : 405 ، جمال الأسبوع : 300
كلاهما عن أبي محمد عبد الله بن محمد العابد .
‹ صفحه 513 ›
ما بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود دينك
به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه ، حتى تطفئ بعدله نيران
الكافرين ، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، وارتضيته لنصرة نبيك ، واصطفيته بعلمك
، وعصمته من الذنوب ، وبرأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ،
وطهرته من الرجس ، ونقيته من الدنس . . . اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة
ولينا ، وشدة الزمان علينا ، ووقوع الفتن [ بنا ] ، وتظاهر الأعداء [ علينا ] ،
وكثرة عدونا ، وقلة عددنا . اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله ، ونصر منك تعزه ،
وإمام عدل تظهره ، إله الحق رب العالمين . . .
اللهم وأحي بوليك القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا
ظلمة فيه ، وأحي به القلوب الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء
المختلفة على الحق ، وأقم به الحدود المعطلة والأحكام المهملة ، حتى لا يبقى حق
إلا ظهر ، ولا عدل إلا زهر . واجعلنا يا رب من أعوانه ، ومقوي سلطانه ، والمؤتمرين
لأمره ، والراضين بفعله ، والمسلمين لأحكامه ، وممن لا حاجة له به إلى التقية من
خلقك . أنت يا رب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم
، فاكشف يا رب الضر عن وليك ، واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له .
اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد ، ولا تجعلني
من أعداء آل محمد ، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد ، فإني أعوذ بك من
ذلك فأعذني ، وأستجير بك فأجرني . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعلني بهم فائزا
عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين ( 1 ) .
----------
( 1 ) كمال الدين : 512 / 43 ، مصباح المتهجد : 411
، جماع الأسبوع : 315 .
‹ صفحه 514 ›
1234 - في دعاء الافتتاح : اللهم إنا نرغب إليك
في دولة كريمة ، تعز بها الاسلام وأهله ، وتذل بها النفاق وأهله ، وتجعلنا فيها من
الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك ، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة ، اللهم
ما عرفتنا من الحق فحملناه ، وما قصرنا عنه فبلغناه . اللهم ألمم به شعثنا ، واشعب
به صدعنا ، وارتق به فتقنا ، وكثر به قلتنا ، وأعز به ذلتنا ، وأغن به عائلنا ،
واقض به عن مغرمنا ، واجبر به فقرنا ، وسد به خلتنا ، ويسر به عسرنا ، وبيض به
وجوهنا ، وفك به أسرنا ، وأنجح به طلبتنا ، وأنجز به مواعيدنا ، واستجب به دعوتنا
، وأعطنا به آمالنا ، وأعطنا به فوق رغبتنا .
يا خير المسؤولين وأوسع المعطين ! أشف به
صدورنا ، وأذهب به غيظ قلوبنا ، واهدنا به لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي
من تشاء إلى صراط مستقيم ، وانصرنا به على عدوك وعدونا إله الحق آمين . اللهم إنا
نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله ، وغيبة إمامنا ، وكثرة عدونا ، وشدة الفتن
بنا ، وتظاهر الزمان علينا ، فصل على محمد وآل محمد ، وأعنا على ذلك بفتح تعجله ،
وبضر تكشفه ، ونصر تعزه ، وسلطان حق تظهره ، ورحمة منك تجللناها ، وعافية تلبسناها
، برحمتك يا أرحم الراحمين ( 1 ) .
----------
( 1 ) إقبال الأعمال : 1 / 142 عن محمد بن أبي قرة
بإسناده فقال : حدثني أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الله الحسني قال :
أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني ( رضي الله عنه ) قال : سألت أبا بكر
أحمد ابن محمد بن عثمان البغدادي ( رحمه الله ) أن يخرج إلي أدعية شهر رمضان التي
كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان بن السعيد العمري رضي الله عنه وأرضاه يدعو بها ،
فأخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر ، فنسخت منه أدعية كثيرة وكان من جملتها : وتدعو بهذا
الدعاء في كل ليلة من شهر رمضان .
‹ صفحه 515 ›
القسم الثالث عشر الغلو في أهل البيت
وفيه فصول :
الفصل الأول : التحذير من الغلو
الفصل الثاني : براءة أهل البيت من الغالين
الفصل الثالث : كفر الغالي
الفصل الرابع : هلاك الغالي
الفصل الخامس : أخبار الغلو موضوعة
الفصل الأول التحذير من الغلو
1235 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إياكم
والغلو فينا ، قولوا : إنا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم ( 1 ) .
1236 - الإمام الحسين ( عليه السلام ) : أحبونا
بحب الاسلام ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا تعرفوني فوق حقي ،
فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا ( 2 ) .
1237 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من قال
إنا أنبياء فعليه لعنة الله ، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله ( 3 ) .
1238 - عنه ( عليه السلام ) - في ذكر الغلاة - :
إن فيهم من يكذب ، حتى إن الشيطان لاحتاج إلى كذبه ( 4 ) .
----------
( 1 ) الخصال : 614 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن
مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، غرر الحكم : 2740 وفيه "
واعتقدوا في فضلنا " ، تحف العقول : 104 ، نوادر الأخبار : 137 .
( 2 ) المعجم الكبير : 3 / 128 / 2889 عن يحيى
بن سعيد عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .
( 3 ) رجال الكشي : 2 / 590 / 540 عن الحسن
الوشاء عن بعض أصحابنا .
( 4 ) رجال الكشي : 2 / 587 / 526 عن هشام بن
سالم .
‹ صفحه 518 ›
1239 - المفضل بن عمر : كنت أنا والقاسم شريكي
ونجم بن حطيم وصالح بن سهل بالمدينة ، فتناظرنا في الربوبية ، فقال بعضنا لبعض :
ما تصنعون بهذا ؟ نحن بالقرب منه وليس منا في تقية ، قوموا بنا إليه . قال : فقمنا
، فوالله ما بلغنا الباب إلا وقد خرج علينا بلا حذاء ولا رداء ، قد قام كل شعرة من
رأسه منه وهو يقول : لا ، لا يا مفضل ويا قاسم ويا نجم ، لا ، لا بل عباد مكرمون
لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ( 1 ) .
1240 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) - بعد ذم
بعض الغلاة - : فوالله ، ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر
ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته ، وإن عذبنا فبذنوبنا . والله ، ما لنا على الله من
حجة ، ولا معنا من الله براءة ، وإنا لميتون ومقبورون ، ومنشرون ومبعوثون ،
وموقوفون ومسؤولون ( 2 ) .
1241 - صالح بن سهل : كنت أقول في أبي عبد الله
( عليه السلام ) بالربوبية ، فدخلت عليه ، فلما نظر إلي قال : يا صالح ، إنا والله
عبيد مخلوقون ، لنا رب نعبده ، وإن لم نعبده عذبنا ( 3 ) .
1242 - إسماعيل بن عبد العزيز : قال أبو عبد
الله ( عليه السلام ) : يا إسماعيل ، ضع لي في المتوضأ ماء ، فقمت فوضعت له ، فدخل
فقلت في نفسي : أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ ! فلم يلبث أن خرج ،
فقال : يا إسماعيل ، لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا
بنا ما شئتم ( 4 ) .
1243 - كامل التمار : كنت عند أبي عبد الله (
عليه السلام ) ذات يوم فقال لي : يا كامل ! اجعل لنا ربا
----------
( 1 ) الكافي : 8 / 231 / 303 .
( 2 ) رجال الكشي : 2 / 491 / 403 عن عبد الرحمن بن
كثير .
( 3 ) رجال الكشي : 2 / 632 / 632 ، المناقب لابن
شهرآشوب : 4 / 219 نحوه .
( 4 ) بصائر الدرجات : 236 / 5 ، الخرائج والجرائح :
2 / 735 / 45 وزاد في آخره " إلا النبوة " ، الثاقب في المناقب : 402 /
330 ، وراجع كشف الغمة : 2 / 403 .
‹ صفحه 519 ›
نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم ، فقلت : نجعل
لكم ربا تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا ! فاستوى جالسا فقال : ما عسى أن تقولوا ؟
! والله ، ما خرج إليكم من علمنا إلا ألف غير معطوفة ( 1 ) .
1244 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لا تصل
خلف الغالي وإن كان يقول بقولك ، والمجهول والمجاهر بالفسق وإن كان مقتصدا ( 2 ) .
1245 - عنه ( عليه السلام ) : إحذروا على شبابكم
الغلاة لا يفسدونهم ، فإن الغلاة شر خلق الله ، يصغرون عظمة الله ويدعون الربوبية
لعباد الله . والله ، إن الغلاة أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ( 3
) .
1246 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : نحن آل
محمد النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي ( 4 ) .
----------
( 1 ) مختصر بصائر الدرجات : 59 ، وراجع بصائر
الدرجات : 507 / 8 .
( 2 ) التهذيب : 3 / 31 / 109 عن خلف بن حماد عن رجل
، الفقيه : 1 / 379 / 1110 نحوه .
( 3 ) أمالي الطوسي : 650 / 1349 عن فضيل بن يسار .
( 4 ) الكافي : 1 / 101 / 3 عن إبراهيم بن محمد
الخزاز ومحمد بن الحسين .
الفصل الثاني براءة أهل البيت من الغالين
1247 - الإمام علي ( عليه السلام ) : اللهم إني
برئ من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللهم اخذلهم أبدا ولا تنصر منهم
أحدا ( 1 ) .
1248 - عنه ( عليه السلام ) : لا تتجاوزوا بنا
العبودية ، ثم قولوا ما شئتم ولن تبلغوا ، وإياكم والغلو كغلو النصارى ، فإني برئ
من الغالين ( 2 ) .
1249 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) :
إن اليهود أحبوا عزيرا حتى قالوا فيه ما قالوا ، فلا عزير منهم ولا هم من عزير .
وإن النصارى أحبوا عيسى حتى قالوا فيه ما قالوا ، فلا عيسى منهم ولا هم من عيسى .
وإنا على سنة من ذلك ، إن قوما من شيعتنا سيحبوننا حتى يقولوا فينا ما قالت اليهود
في عزير وما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، فلا هم منا
----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 650 / 1350 عن الأصبغ بن نباتة
، المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 263 .
( 2 ) الاحتجاج : 2 / 453 / 314 عن الإمام العسكري
عن الإمام الرضا ( عليهما السلام ) ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري ( عليه
السلام ) : 50 / 24 .
‹ صفحه 522 ›
ولا نحن منهم ( 1 ) .
1250 - عبد السلام الهروي : قلت له [ الإمام
الرضا ( عليه السلام ) ] : يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ما شئ يحكيه
عنكم الناس ؟ قال : وما هو ؟ قلت : يقولون إنكم تدعون أن الناس لكم عبيد ، فقال :
اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت شاهد بأني لم أقل ذلك قط
ولا سمعت أحدا من آبائي قاله قط ، وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة ،
وإن هذه منها .
ثم أقبل علي فقال لي : يا عبد السلام ، إذا كان
الناس كلهم عبيدنا على ما حكوه عنا فممن نبيعهم ؟ قلت : يا بن رسول الله ، صدقت .
ثم قال : يا عبد السلام ، أمنكر أنت لما أوجب الله تعالى لنا من الولاية كما ينكره
غيرك ؟ قلت : معاذ الله ، بل أنا مقر بولايتكم ( 2 ) .
1251 - الحسن بن الجهم : حضرت مجلس المأمون يوما
وعنده علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق
المختلفة . . . قال له المأمون : يا أبا الحسن ، بلغني أن قوما يغلون فيكم
ويتجاوزون فيكم الحد . فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدثني أبي موسى بن جعفر عن
أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي
عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) : لا ترفعوني فوق حقي ، فإن الله تبارك وتعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني
نبيا ، قال الله تبارك وتعالى : * ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم
والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم
تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا
أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) * ( 3 ) . قال علي ( عليه السلام ) : يهلك في
اثنان ولا ذنب لي : محب
----------
( 1 ) رجال الكشي : 1 / 336 / 191 عن أبي خالد
الكابلي .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 184 /
6 .
( 3 ) آل عمران : 79 و 80 .
‹ صفحه 523 ›
مفرط ، ومبغض مفرط ، وأنا أبرأ إلى الله تبارك
وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم ( عليه السلام ) من
النصارى ، قال الله تعالى : * ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس
اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن
كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ما
قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم
فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) * ( 1 ) ، وقال عز وجل :
* ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ) * ( 2 ) ، وقال عز
وجل : * ( ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا
يأكلان الطعام ) * ( 3 ) . ومعناه أنهما كانا يتغوطان ، فمن ادعى للأنبياء ربوبية
وادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا
والآخرة ( 4 ) .
1252 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - كان يقول
في دعائه - : اللهم إني أبرأ من الحول والقوة فلا حول ولا قوة إلا بك . اللهم إني
أبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق ، اللهم إني أبرأ إليك من الذين
قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا .
اللهم لك الخلق ومنك الأمر وإياك نعبد وإياك
نستعين . اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين ، اللهم لا تليق
الربوبية إلا بك ، ولا تصلح الإلهية إلا لك ، فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك ،
والعن المضاهين لقولهم من بريتك .
----------
( 1 ) المائدة : 116 و 117 .
( 2 ) النساء : 172 .
( 3 ) المائدة : 75 .
( 4 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 200 /
1 .
‹ صفحه 524 ›
اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، لا نملك لأنفسنا
ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك
منه براء ، ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك براء منه كبراءة عيسى (
عليه السلام ) من النصارى .
اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون ، فلا
تؤاخذنا بما يقولون ، واغفر لنا ما يزعمون ، و * ( رب لا تذر على الأرض من
الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) * ( 1 ) .
----------
( 1 ) الاعتقادات للصدوق : 99 .
‹ صفحه 525 ›
الفصل الثالث كفر الغالي
1253 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الناصب لأهل بيتي حربا ، وغال في الدين
مارق منه ( 1 ) .
1254 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أدنى
ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله ،
إن أبي حدثني عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله
) قال : صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام : الغلاة ، والقدرية ( 2 ) .
1255 - عنه ( عليه السلام ) - للمفضل بن مزيد
بعد ما ذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة - : يا مفضل ، لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا
تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم ( 3 ) ( 4 ) .
----------
( 1 ) الفقيه : 3 / 408 / 4425 .
( 2 ) الخصال : 72 / 109 عن سالم .
( 3 ) رجال الكشي : 2 / 586 / 525 .
( 4 ) قال السيد المير داماد في تعليقته في هامش
المصدر : قوله ( عليه السلام ) " ولا تؤاثروهم " بالهمز على المفاعلة من
الأثر ، بمعنى الخبر ، أي لا تحادثوهم ولا تعاوضوهم بالآثار والأخبار . وفي نسخة
" ولا توارثوهم " على المفاعلة من الوراثة ، أي لا تواصلوهم بالمصاهرة
الموجبة للتوارث .
1256 - عنه ( عليه السلام ) : لعن الله المغيرة
بن سعيد ، إنه كان يكذب على أبي ، فأذاقه الله حر الحديد . لعن الله من قال فينا
ما لا نقوله في أنفسنا ، ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه
مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا ( 1 ) .
1257 - أبو هاشم الجعفري : سألت أبا الحسن الرضا
( عليه السلام ) عن الغلاة والمفوضة ، فقال : الغلاة كفار والمفوضة مشركون ، من جالسهم
أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج منهم أو آمنهم أو
ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل
وولاية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وولايتنا أهل البيت ( 2 ) .
1258 - الحسين بن خالد عن الإمام الرضا ( عليه
السلام ) : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ، ونحن منه براء في الدنيا
والآخرة . يا بن خالد ، إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين
صغروا عظمة الله تعالى ، فمن أحبهم فقد أبغضنا ، ومن أبغضهم فقد أحبنا ، ومن
والاهم فقد عادانا ، ومن عاداهم فقد والانا ، ومن وصلهم فقد قطعنا ، ومن قطعهم فقد
وصلنا ، ومن جفاهم فقد برنا ، ومن برهم فقد جفانا ، ومن أكرمهم فقد أهاننا ، ومن
أهانهم فقد أكرمنا ، ومن قبلهم فقد ردنا ، ومن ردهم فقد قبلنا ، ومن أحسن إليهم
فقد أساء إلينا ، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ، ومن صدقهم فقد كذبنا ، ومن
كذبهم فقد صدقنا ، ومن أعطاهم فقد حرمنا ، ومن حرمهم فقد أعطانا . يا بن خالد ، من
كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا ( 3 ) .
----------
( 1 ) رجال الكشي : 2 / 590 / 542 عن ابن مسكان عمن
حدثه من أصحابنا .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 203 /
4 .
( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 143 /
45 ، التوحيد : 364 ، الاحتجاج : 2 / 400 .
‹ صفحه 527 ›
الفصل الرابع هلاك الغالي
1259 - الإمام علي ( عليه السلام ) : يهلك فينا
أهل البيت فريقان : محب مطر ، وباهت مفتري ( 1 ) .
1260 - عنه ( عليه السلام ) : يهلك في رجلان :
مفرط غال ، ومبغض قال ( 2 ) .
1261 - عنه ( عليه السلام ) - في خطبته - :
سيهلك في صنفان : محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض
إلى غير الحق ، وخير الناس في حالا النمط الأوسط فالزموه ( 3 ) .
1262 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا
علي ، إن فيك مثلا من عيسى بن مريم : أحبه قوم فأفرطوا في حبه فهلكوا فيه ، وأبغضه
قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا ( 4 ) .
----------
( 1 ) السنة لابن أبي عاصم : 470 / 1005 عن النزال
بن بسرة .
( 2 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 571 / 964 عن
أبي مريم ، وراجع نهج البلاغة : الحكمة 117 ، خصائص الأئمة ( عليهم السلام ) : 124
، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 20 / 220 .
( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 127 .
( 4 ) أمالي الطوسي : 345 عن عبيد الله بن علي عن
الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، وراجع تفسير فرات الكوفي : 404 ، كشف
الغمة : 1 / 321 .
‹ صفحه 528 ›
1263 - الإمام علي ( عليه السلام ) : قال لي
النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فيك مثل من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ،
وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به . ثم قال : يهلك في رجلان : محب
مفرط يقرظني بما ليس في ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ( 1 ) .
----------
( 1 ) مسند ابن حنبل : 1 / 336 / 1376 ، مسند أبي
يعلى : 1 / 274 / 530 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام )
" : 2 / 237 / 742 ، أمالي الطوسي : 256 / 462 كلها عن ربيعة بن ناجذ ،
الصواعق المحرقة : 123 نقلا عن البزار وأبي يعلى والحاكم ، وراجع عيون أخبار الرضا
( عليه السلام ) : 2 / 63 / 263 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 260 .
‹ صفحه 529 ›
الفصل الخامس أخبار الغلو موضوعة
1264 - إبراهيم بن أبي محمود : قلت للرضا ( عليه
السلام ) : يا بن رسول الله ، إن عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) وفضلكم أهل البيت ، وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف مثلها عندكم ، أفندين
بها ؟ فقال : يا بن أبي محمود ، لقد أخبرني أبي عن أبيه عن جده ( عليهم السلام )
أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان
الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس .
ثم قال الرضا ( عليه السلام ) : يا بن أبي
محمود ، إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام : أحدها
الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع
الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير
اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ، وقد قال الله
عز وجل : * ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) * (
1 ) .
----------
( 1 ) الأنعام : 108 .
‹ صفحه 530 ›
يا بن أبي محمود ، إذا أخذ الناس يمينا وشمالا
فألزم طريقتنا ، فإن من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه . إن أدنى ما يخرج به
الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة ، ثم يدين بذلك ويتبرأ ممن خالفه . يا
بن أبي محمود ، احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك فيه خير الدنيا والآخرة ( 1 ) .
----------
( 1 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 /
304 / 63 ، بشارة المصطفى : 221 .
القسم الرابع عشر من هو من أهل البيت ومن ليس منهم
؟
وفيه فصول :
الفصل الأول : صفة من هو منهم
الفصل الثاني : صفة من ليس منهم
الفصل الثالث : طائفة ممن عد منهم
‹ صفحه 533 ›
الفصل الأول صفة من هو منهم
* ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 1 ) .
1265 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آل
محمد كل تقي ( 2 ) .
1266 - أنس : سئل رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) : من آل محمد ؟ فقال : كل تقي ، وتلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : *
( إن أولياؤه إلا المتقون ) * ( 3 ) ( 4 ) .
1267 - أبو عبيدة عن أبي جعفر ( عليه السلام )
قال : من أحبنا فهو منا أهل البيت ، قلت : جعلت فداك ، منكم ؟ قال : منا والله ،
أما سمعت قول إبراهيم ( عليه السلام ) : * ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 5 ) ؟ !
1268 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من اتقى
منكم وأصلح فهو منا أهل البيت . قال : منكم يا بن
----------
( 1 ) إبراهيم : 36 .
( 2 ) ( 3 ) الأنفال : 34 .
( 4 ) المعجم الأوسط : 3 / 338 / 3332 .
( 5 ) تفسير العياشي : 2 / 231 / 32 .
‹ صفحه 534 ›
رسول الله ؟ قال : نعم منا ، أما سمعت قول الله
عز وجل : * ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) * ( 1 ) ، وقول إبراهيم ( عليه السلام )
: * ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 2 ) ؟ !
1269 - الحسن بن موسى الوشاء البغدادي : كنت
بخراسان مع علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) في مجلسه ، وزيد بن موسى حاضر قد
أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول : نحن ونحن ، وأبو الحسن ( عليه
السلام ) مقبل على قوم يحدثهم ، فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال : يا زيد ، أغرك
قول بقالي الكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ؟ ! والله ،
ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة ، فأما أن يكون موسى بن جعفر ( عليهما
السلام ) يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ، ثم تجيئان يوم القيامة
سواء ؟ ! لأنت أعز على الله عز وجل منه ! إن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) كان
يقول : لمحسننا كفلان من الأجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب .
وقال الحسن الوشاء : ثم التفت إلي فقال : يا حسن
، كيف تقرؤون هذه الآية : * ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) * (
3 ) ؟ فقلت : من الناس من يقرأ : * ( إنه عمل غير صالح ) * ومنهم من يقرأ * ( إنه
عمل غير صالح ) * ( 4 ) ، فمن قرأ : * ( إنه عمل غير صالح ) * نفاه عن أبيه ، فقال
( عليه السلام ) : كلا ، لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عز وجل نفاه الله عن أبيه
، كذا من كان منا لم يطع الله عز وجل فليس منا ، وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل
البيت ( 5 ) .
راجع :
مذهب أهل البيت / صفة شيعتهم ص 245 .
----------
( 1 ) المائدة : 51 .
( 2 ) دعائم الاسلام : 1 / 62 ، وراجع تفسير العياشي
: 2 / 231 / 33 عن محمد الحلبي .
( 3 ) هود : 46 .
( 4 ) في مجمع البيان : 5 / 251 قرأ الكسائي ويعقوب
وسهل إنه " عمل غير صالح " على الفعل ، ونصب " غير " والباقون
" عمل " اسم مرفوع منون و " غير " بالرفع .
( 5 ) معاني الأخبار : 106 / 1 ، عيون أخبار الرضا (
عليه السلام ) : 2 / 232 / 1 نحوه .
‹ صفحه 535 ›
الفصل الثاني صفة من ليس منهم
1270 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من
أقر بالذل طائعا فليس منا أهل البيت ( 1 ) .
1271 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من
لم يوقر كبيرنا ، ولم يرحم صغيرنا ، ولم يعرف فضلنا أهل البيت ( 2 ) .
1272 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من
لم يوقر الكبير ، ويرحم الصغير ، ويأمر بالمعروف ، وينه عن المنكر ( 3 ) .
1273 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أيها الناس
، إنا أهل البيت عصمنا الله من أن نكون مفتونين أو فاتنين أو مفتنين أو كذابين (
كاذبين - خ ل ) أو كاهنين أو ساحرين أو عائقين
----------
( 1 ) تحف العقول : 58 .
( 2 ) جامع الأحاديث للقمي : 112 عن طلحة بن زيد عن
الإمام الصادق عن آبائه ( عليهم السلام ) ، الجعفريات : 183 بطريقه عنه ( صلى الله
عليه وآله ) ، أمالي المفيد : 18 / 6 عن أبي القاسم محمد بن علي بن الحنفية ، وفيه
" ولم يعرف حقنا " بدل " ولم يعرف فضلنا أهل البيت " ، الكافي
: 2 / 165 / 2 عن أحمد بن محمد رفعه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وليس فيه
" ولم يعرف فضلنا أهل البيت " .
( 3 ) مسند ابن حنبل : 1 / 554 / 2329 عن ابن عباس .
( عائفين - خ ل ) أو خائنين ( خائبين - خ ل )
أو زاجرين أو مبتدعين أو مرتابين أو صادفين ( صادين - خ ل ) عن الخلق ( أو - خ ل )
منافقين ، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال فليس منا ( مني - خ ل ) ولا أنا منه ،
والله منه برئ ونحن منه براء ، ومن برئ الله منه أدخله جهنم وبئس المهاد ( 1 ) .
1274 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من
لم يأمن جاره بوائقه ( 2 ) ( 3 ) .
1275 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من
غشنا ( 4 ) .
1276 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من
غش مسلما ( 5 ) .
1277 - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ليس منا من
أخلف بالأمانة ( 6 ) .
1278 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : اعلموا
أنه ليس منا من لم يحسن مجاورة من جاوره ( 7 ) .
1279 - عنه ( عليه السلام ) : ليس منا من لم يصل
صلاة الليل ( 8 ) .
1280 - عنه ( عليه السلام ) : ليس منا - ولا
كرامة - من كان في مصر فيه مائة ألف وكان في ذلك
----------
( 1 ) تفسير فرات الكوفي : 307 / 412 عن عبد الله بن
عباس .
( 2 ) البائقة : الداهية . ( لسان العرب : 10 / 30 )
.
( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 24 /
2 عن إبراهيم بن أبي محمود عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عوالي اللآلي : 1 /
259 / 33 وفيه " ليس بمؤمن " .
( 4 ) مسند ابن حنبل : 5 / 544 / 16489 عن أبي بردة
بن نيار ، وذكر أيضا في : 3 / 34 / 7296 ، سنن ابن ماجة : 2 / 749 / 2224 وفيهما
" ليس منا من غش " ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 11 / 2153 ، كلها عن
أبي هريرة ، الكافي : 5 / 160 / 1 ، التهذيب : 7 / 12 / 48 كلاهما عن هشام بن سالم
عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 5 ) الفقيه : 3 / 273 / 3986 ، عيون أخبار الرضا (
عليه السلام ) : 2 / 29 / 26 ، مسند زيد : 489 وفيهما " مسلما أو ضره أو
ماكره " ، فقه الرضا ( عليه السلام ) : 369 وفيه " غش مؤمنا ضره أو
ماكره " .
( 6 ) الكافي : 5 / 133 / 7 عن السكوني عن الإمام
الصادق ( عليه السلام ) .
( 7 ) الكافي : 2 / 668 / 11 عن أبي الربيع الشامي .
( 8 ) المقنع : 131 ، المقنعة : 119 ، روضة الواعظين
: 321 وفيهما " شيعتنا " بدل " منا " .
‹ صفحه 537 ›
المصر أحد أورع منه ( 1 ) .
1281 - عنه ( عليه السلام ) : ليس منا من ترك
دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه ( 2 ) .
1282 - عنه ( عليه السلام ) : ليس من شيعتنا من
وافقنا بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ( 3 ) .
1283 - أبو الربيع الشامي : دخلت على أبي عبد
الله ( عليه السلام ) والبيت غاص بأهله ، فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق ،
فلم أجد موضعا أقعد فيه ، فجلس أبو عبد الله ( عليه السلام ) وكان متكئا ، ثم قال
: يا شيعة آل محمد ، اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن
صحبة من صحبه ، ومخالقة من خالقه ، ومرافقة من رافقه ، ومجاورة من جاوره ، وممالحة
من مالحه . يا شيعة آل محمد ، اتقوا الله ما استطعتم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
( 4 ) .
1284 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله
تبارك وتعالى أوجب عليكم حبنا وموالاتنا ، وفرض عليكم طاعتنا ، ألا فمن كان منا
فليقتد بنا ، وإن من شأننا الورع والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر ، وصلة
الرحم وإقراء الضيف والعفو عن المسئ ، ومن لم يقتد بنا فليس منا ( 5 ) .
1285 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ليس منا
من لم يحاسب نفسه كل يوم ، فإن عمل حسنا استزاد الله ، وإن عمل سيئا استغفر الله
منه وتاب إليه ( 6 ) .
----------
( 1 ) الكافي : 2 / 78 / 10 عن علي بن أبي زيد عن
أبيه .
( 2 ) الفقيه : 3 / 156 / 3568 ، فقه الرضا ( عليه
السلام ) : 337 وفيه " ليس منا من ترك دنياه لدينه ودينه لدنياه " .
( 3 ) مشكاة الأنوار : 70 ، مستطرفات السرائر : 147
/ 21 عن محمد بن عمر بن حنظلة .
( 4 ) الكافي : 2 / 637 / 2 ، وراجع الفقيه : 2 /
274 / 2423 ، المحاسن : 2 / 102 / 1270 ، تحف العقول : 380 ، مستطرفات السرائر :
61 / 33 .
( 5 ) الاختصاص : 241 .
( 6 ) الكافي : 2 / 453 / 2 عن إبراهيم بن عمر
اليماني ، وراجع تحف العقول : 396 ، الاختصاص : 26 و 243 ، مشكاة الأنوار : 70 و
247 ، الزهد للحسين بن سعيد : 76 / 203 .
‹ صفحه 538 ›
1286 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : من واصل
لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عائبا أو أكرم لنا مخالفا فليس منا ولسنا
منه ( 1 ) .
1287 - الهروي : قلت لعلي بن موسى الرضا ( عليه
السلام ) : يا بن رسول الله ، فأخبرني عن الجنة والنار ، أهما اليوم مخلوقتان ؟
فقال : نعم ، وإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد دخل الجنة ورأى النار لما
عرج به إلى السماء . قال : فقلت له : إن قوما يقولون : إنهما اليوم مقدرتان غير
مخلوقتين . فقال ( عليه السلام ) : ما أولئك منا ولا نحن منهم ، من أنكر خلق الجنة
والنار فقد كذب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكذبنا ، ولا من ولايتنا على شئ ،
ويخلد في نار جهنم ، قال الله عز وجل : * ( هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون *
يطوفون بينها وبين حميم آن ) * ( 2 ) ( 3 ) .
----------
( 1 ) صفات الشيعة : 85 / 10 عن ابن فضال .
( 2 ) الرحمن : 43 و 44 .
( 3 ) التوحيد : 118 / 21 ، عيون أخبار الرضا ( عليه
السلام ) : 1 / 116 / 3 ، الاحتجاج : 2 / 381 / 286 .
‹ صفحه 539 ›
الفصل الثالث طائفة ممن عد منهم
( 3 / 1 )
أبو ذر
1288 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا
أبا ذر ، إنك منا أهل البيت ( 1 ) .
( 3 / 2 )
أبو عبيدة
1289 - أبو الحسن : جاءت امرأة أبي عبيدة إلى
أبي عبد الله ( عليه السلام ) بعد موته ، قالت : إنما أبكي أنه مات وهو غريب ،
فقال لها ( عليه السلام ) : ليس هو بغريب ، إن أبا عبيدة منا أهل البيت ( 2 ) .
----------
( 1 ) أمالي الطوسي : 525 / 1162 ، مكارم الأخلاق :
2 / 363 / 2661 ، تنبيه الخواطر : 2 / 51 كلها عن أبي ذر .
( 2 ) مستطرفات السرائر : 40 / 4 .
‹ صفحه 540 ›
( 3 / 3 )
راهب بليخ
1290 - حبة العرني : لما نزل علي ( عليه السلام
) بمكان يقال له البليخ ( 1 ) على جانب الفرات نزل راهب من صومعته فقال لعلي (
عليه السلام ) : إن عندنا كتابا توارثناه من آبائنا ، كتبه أصحاب عيسى بن مريم (
عليه السلام ) ، أعرضه عليك ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : نعم ، فما هو ؟ قال
الراهب : بسم الله الرحمن الرحيم الذي قضى فيما قضى ، وسطر فيما كتب ، أنه باعث في
الأميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله ، لا فظ ولا غليظ
ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح . أمته الحمادون
الذين يحمدون الله على كل نشز ( 2 ) ، وفي كل صعود وهبوط ، تذل ألسنتهم بالتهليل
والتكبير ، وينصره الله على كل من ناواه . فإذا توفاه الله اختلفت أمته ثم اجتمعت
، فلبثت بذلك ما شاء . ثم يمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات ، يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر ، ويقضي بالحق ولا يوكس ( 3 ) الحكم ، الدنيا أهون عليه من الرماد في
يوم عصفت به الريح ، والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء ، يخاف الله في
السر ، وينصح له في العلانية ، لا يخاف في الله لومة لائم ، فمن أدرك ذلك النبي من
أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضواني ( 4 ) والجنة ، ومن أدرك ذلك العبد
الصالح فلينصره ، فإن القتل معه
----------
( 1 ) البليخ : اسم نهر بالرقة يجتمع فيه الماء من
عيون . . . فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخا . ( معجم البلدان : 1 / 493 ) .
( 2 ) النشز : المتن المرتفع من الأرض ، جمعه :
أنشاز ونشوز . ( لسان العرب : 5 / 417 ) .
( 3 ) الوكس : النقص . ( لسان العرب : 6 / 257 ) ،
وفي " وقعة صفين " : ولا يرتشي .
( 4 ) في المصدر " رضوان " والصحيح ما
أثبتناه كما في وقعة صفين .
شهادة ، [ ثم قال له : ] فأنا مصاحبك لا أفارقك
حتى يصيبني ما أصابك . قال : فبكى علي وقال : الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا
، الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار .
فمضى الراهب ، وكان فيما ذكر يتغدى مع أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) ويتعشى ، حتى أصيب بصفين ، فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اطلبوه ، فلما وجده صلى عليه ودفنه وقال :
هذا منا أهل البيت ، واستغفر له مرارا ( 1 ) .
( 3 / 4 )
سعد الخير
1291 - أبو حمزة : دخل سعد بن عبد الملك - وكان
أبو جعفر ( عليه السلام ) يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان - على
أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فبينا ينشج كما تنشج النساء ، فقال له أبو جعفر ( عليه
السلام ) : ما يبكيك يا سعد ؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في
القرآن ؟ ! فقال له : لست منهم ، أنت أموي منا أهل البيت ، أما سمعت قول الله عز
وجل يحكي عن إبراهيم : * ( فمن تبعني فإنه مني ) * ( 2 ) ؟
( 3 / 5 )
سلمان
1292 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لعلي
( عليه السلام ) - : سلمان منا أهل البيت ، وهو ناصح فاتخذه لنفسك ( 3 ) .
----------
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 242 ، وقعة صفين : 147 .
( 2 ) الاختصاص : 85 ، والآية 36 من سورة إبراهيم .
( 3 ) مسند أبي يعلى : 6 / 177 / 6739 عن سعد
الإسكاف عن الإمام الباقر عن أبيه عن جده ( عليهم السلام ) ، الفردوس : 2 / 337 /
3522 عن الإمام علي ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 542 ›
1293 - ابن شهرآشوب : كان الناس يحفرون الخندق
وينشدون ، سوى سلمان ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم أطلق لسان سلمان
ولو على بيتين من الشعر ، فأنشأ سلمان : ما لي لسان فأقول شعرا * أسأل ربي قوة
ونصرا
على عدوي وعدو الطهرا * محمد المختار حاز الفخرا
حتى أنال ( 1 ) في الجنان قصرا * مع كل حوراء
تحاكي البدرا
فضج المسلمون ، وجعلت كل قبيلة تقول : سلمان منا
، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : سلمان منا أهل البيت ( 2 ) .
1294 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا
سلمان ، أنت منا أهل البيت ، وقد آتاك الله العلم الأول والآخر ، والكتاب الأول
والكتاب الآخر ( 3 ) .
1295 - الإمام علي ( عليه السلام ) - في وصف
سلمان الفارسي - : أدرك علم الأول وعلم الآخر ، بحر لا يدرك قعره ، وهو منا أهل
البيت ( 4 ) .
1296 - ابن الكواء : يا أمير المؤمنين ، فأخبرني
عن سلمان الفارسي ، قال : بخ بخ ، سلمان منا أهل البيت ، ومن لكم بمثل لقمان
الحكيم ، علم علم الأول والآخر ( 5 ) ؟ !
1297 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : دخل
أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له ، فبينا هما يتحدثان
----------
( 1 ) كذا في البحار : 18 / 19 / 45 ، وفي المصدر
" أتاك " .
( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 1 / 85 .
( 3 ) تهذيب تاريخ دمشق : 6 / 203 عن زيد بن أبي
أوفى .
( 4 ) تهذيب تاريخ دمشق : 6 / 201 عن أبي البختري ،
ونحوه في أمالي الصدوق : 209 / 8 عن المسيب بن نجية ، الاختصاص : 11 ، رجال الكشي
: 1 / 52 / 25 كلاهما عن زرارة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، الطرائف : 119
/ 183 عن ربيعة السعدي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الدرجات الرفيعة :
209 عن أبي البختري .
( 5 ) الاحتجاج : 1 / 616 / 139 عن الأصبغ بن نباتة
، الغارات : 1 / 177 عن أبي عمرو الكندي نحوه ، تهذيب تاريخ دمشق : 6 / 204 .
‹ صفحه 543 ›
إذ انكبت القدر على وجهها على الأرض ، فلم يسقط
من مرقها ولا ودكها ( 1 ) شئ ، فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا ، وأخذ سلمان القدر
فوضعها على حالها الأول على النار ثانية ، وأقبلا يتحدثان ، فبينا هما يتحدثان إذ
انكبت القد ر على وجهها ، فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا ودكها .
قال : فخرج أبو ذر وهو مذعور من عند سلمان ،
فبينا هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له : يا أبا ذر ، ما
الذي أخرجك من عند سلمان ؟ وما الذي ذعرك ؟ فقال له أبو ذر : يا أمير المؤمنين ،
رأيت سلمان صنع كذا وكذا ، فعجبت من ذلك . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
يا أبا ذر ، إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت : رحم الله قاتل سلمان ! . . . وإن
سلمان منا أهل البيت ( 2 ) .
1298 - الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ( عليه السلام
) : ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : مه ! لا تقولوا سلمان
الفارسي ، ولكن قولوا سلمان المحمدي ، ذلك رجل منا أهل البيت ( 3 ) .
( 3 / 6 )
عمر بن يزيد
1299 - عمر بن يزيد : قال الصادق ( عليه السلام
) : يا بن يزيد ، أنت والله منا أهل البيت . قلت : جعلت فداك ، من آل محمد ؟ قال :
إي والله من أنفسهم . قلت : من أنفسهم ، جعلت فداك ؟ قال : إي والله من أنفسهم .
يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عز وجل : * ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه
وهذا النبي والذين آمنوا
----------
( 1 ) الودك : الدسم . ( لسان العرب : 10 / 509 ) .
( 2 ) رجال الكشي : 1 / 59 / 33 عن جابر .
( 3 ) رجال الكشي : 1 / 54 / 26 ، وذكره أيضا في :
71 / 42 عن محمد بن حكيم ، روضة الواعظين : 310 .
‹ صفحه 544 ›
والله ولي المؤمنين ) * ( 1 ) ؟ وما تقرأ قول
الله عز اسمه : * ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) * ( 2 ) ( 3 )
؟
( 3 / 7 )
عيسى بن عبد الله القمي
1300 - يونس : كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن
محمد ( عليهما السلام ) في بعض أزقتها ، فقال : اذهب يا يونس ، فإن بالباب رجلا
منا أهل البيت ، قال : فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله جالس ، فقلت له : من
أنت ؟ قال : [ أنا ] رجل من أهل قم . قال : فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد الله
( عليه السلام ) على حمار ، فدخل على الحمار الدار ، ثم التفت إلينا فقال : أدخلا
.
ثم قال : يا يونس ، أحسب أنك أنكرت قولي لك :
" إن عيسى بن عبد الله منا أهل البيت " ! قال : قلت : إي والله جعلت
فداك ، لأن عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم ، فكيف يكون منكم أهل البيت ؟ قال : يا
يونس ، عيسى بن عبد الله رجل منا حيا ، وهو منا ميتا ( 4 ) .
1301 - يونس بن يعقوب : دخل عيسى بن عبد الله
القمي على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فلما انصرف قال لخادمه : ادعه ، فانصرف
إليه فأوصاه بأشياء ، ثم قال : يا عيسى ابن عبد الله ، إن الله يقول : * ( وأمر
أهلك بالصلاة ) * ( 5 ) ، وإنك منا أهل البيت ، فإذا كانت الشمس من هاهنا مقدارها
من هاهنا من العصر فصل ست ركعات . قال : ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى وانصرف ( 6
) .
----------
( 1 ) آل عمران : 68 .
( 2 ) إبراهيم : 36 .
( 3 ) أمالي الطوسي : 45 / 53 ، بشارة المصطفى : 68
.
( 4 ) أمالي المفيد : 140 / 6 ، الاختصاص : 68 ،
رجال الكشي : 2 / 624 / 607 .
( 5 ) طه : 132 .
( 6 ) الاختصاص : 195 ، رجال الكشي : 2 / 625 / 610
.
‹ صفحه 545 ›
( 3 / 8 )
فضيل بن يسار
1302 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : رحم
الله الفضيل بن يسار ، هو منا أهل البيت ( 1 ) .
( 3 / 9 )
يونس بن يعقوب
1303 - يونس بن يعقوب : ذكر لي أبو عبد الله (
عليه السلام ) - أو أبو الحسن ( عليه السلام ) - شيئا أستر به ، فقال لي : لا
والله ما أنت عندنا متهم ، إنما أنت رجل منا أهل البيت ، فجعلك الله مع رسوله وأهل
بيته ، والله فاعل ذلك إن شاء الله ( 2 ) .
راجع : ص 557 " ترجمة الذين عدوا من أهل
البيت "
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع
الشاهدين . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم .
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل
بيته الأطهار ، الأئمة الأبرار ، لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك
أن تجعلني من العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أنت أرحم
الراحمين .
محمد الريشهري 10 محرم الحرام 1419
----------
( 1 ) الفقيه : 4 / 441 ، رجال الكشي : 2 / 473 /
381 كلاهما عن ربعي بن عبد الله عن غاسل الفضيل بن يسار .
( 2 ) رجال الكشي : 2 / 685 / 724 .
ترجمة الذين رووا في تفسير أهل البيت ( عليهم السلام
)
أم سلمة ( زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) )
اسمها : هند بنت أبي أمية ، ويقال : رملة ، واسم
أبيها حذيفة ويقال سهيل بن المغيرة بن عبد الله ، وهو أحد أجواد قريش المشهورين
بالكرم .
تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 2 ه
) أو ( 3 ه ) أو ( 4 ه ) . وكانت قبله تحت أبي سلمة بن عبد الله الأسد المخزومي
وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة ، ويقال أنها أول ظعينة هاجرت إلى المدينة
.
روت عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن فاطمة
( عليها السلام ) وعن أبي سلمة بن عبد الله الأسد وروى عنها جماعة .
عاشت نحوا من تسعين سنة وكانت آخر من مات من
أمهات المؤمنين حيث ماتت بعد مقتل الحسين الشهيد ( عليه السلام ) في آخر سنة ( 61
ه( .
عائشة ( زوج النبي ( صلى الله عليه وآله ) )
هي عائشة بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة
القرشية التيمية أم عبد الله ، تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل الهجرة
بسنتين وقيل ببضعة عشر شهرا ، روت عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنها
‹ صفحه 548 ›
جماعة .
وتوفيت في سنة ( 58 ه ) .
أبو سعيد الخدري
هو سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة الخزرجي
الأنصاري ، من مشاهير الصحابة ونجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم .
استشهد أبوه مالك يوم أحد . وشهد أبو سعيد
الخندق وبيعة الرضوان . وحدث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأكثر وأطاب .
عده الرضا ( عليه السلام ) على ما حكاه الفضل بن
شاذان من الذين مضوا على منهاج نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) ولم يغيروا ولم
يبدلوا .
توفي سنة ( 74 ه ) وقيل ( 63 ه ) وقيل مات بعد
الحرة بسنة .
أبو برزة الأسلمي
هو فضلة بن عبيد ، وقيل : فضلة بن عمرو ، وقيل
فضلة بن عائذ ، وقيل : ابن عبد الله ، وقيل خالد بن فضلة .
أسلم قديما وشهد فتح مكة وخيبر ، كما حضر حرب
الحرورية مع علي ( عليه السلام ) . قال أبو نعيم : هو الذي قتل عبد العزى بن خطل
تحت أستار الكعبة بإذن النبي ( صلى الله عليه وآله )
روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عدة أحاديث
وروى عنه ابنه المغيرة وحفيدته منية بنت عبيد وأبو عثمان الهندي وأبو المنهال سيار
وآخرون .
وتوفي سنة ( 60 ه ) قبل موت معاوية وقيل سنة (
64 ه ) .
أبو الحمراء
اسمه هلال بن الحارث ، وقيل : هلال بن ظفر ،
وقيل : إن كنيته أبو الجمل .
‹ صفحه 549 ›
كان مولى للنبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه
، كما روى عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
أبو ليلى الأنصاري
( والد عبد الرحمن بن أبي ليلى ) اختلف في اسمه
فقيل يسار بن نمير ، وقيل أوس بن خولي ، وقيل داود بن بلال ، وقيل بلال بن بليل ،
وقيل اليسر ، وقيل اسمه كنيته ، وقيل بليل ، وقيل لا يحفظ اسمه .
صحب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشهد معه أحدا
وما بعدها من المشاهد وشهد هو وابنه مع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
مشاهده كلها .
روى عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه
ولده عبد الرحمن .
قيل : أنه قتل بصفين .
أنس بن مالك
هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الأنصاري
الخزرجي النجاري أبو حمزة .
كان خادما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله )
عشر سنين وقيل ثمان سنين وقيل سبع سنين ،
وروى عنه ( صلى الله عليه وآله ) .
توفي سنة ( 91 ) وقيل ( 92 ) وقيل ( 93 ) وقيل (
90 ) وكان له من العمر ( 103 ) سنة وقيل ( 110 ) وقيل ( 107 ) وقيل بضع وتسعون سنة
.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة .
البراء بن عازب
هو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي الأنصاري
الأوسي أبو عامر وقيل : أبو عمارة .
من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، غزا مع النبي ( صلى الله عليه وآله )
خمس