‹ صفحه 203 ›

427 - الفضيل بن يسار : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن ، وما فيه حرف إلا وله حد ، ولكل حد مطلع ، ما يعني بقوله لها ظهر وبطن ؟ قال : ظهره وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ، كلما جاء منه شئ وقع ، قال الله تعالى : * ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) * ( 1 ) [ نحن نعلمه ] ( 2 ) .

428 - أبو الصباح : والله ، لقد قال لي جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : إن الله علم نبيه التنزيل والتأويل ، فعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) قال : وعلمنا والله ( 3 ) .

429 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في زيارة صاحب الأمر - : اللهم وصل على الأئمة الراشدين ، والقادة الهادين ، والسادة المعصومين ، والأتقياء الأبرار ، مأوى السكينة والوقار ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم والفخار ، ساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأدلة الرشاد ، الألباء الأمجاد ، العلماء بشرعك الزهاد ، ومصابيح الظلم ، وينابيع الحكم ، وأولياء النعم ، وعصم الأمم ، قرناء التنزيل وآياته ، وأمناء التأويل وولاته ، وتراجمة الوحي ودلالاته ( 4 ) .

 راجع : الفصل الأول / الراسخون في العلم ص 193

 ( 2 / 3 )

 اسم الله الأعظم

430 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، وكان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس ، حتى

----------
( 1 ) آل عمران : 7 .
( 2 ) تفسير العياشي : 1 / 11 / 5 ، بصائر الدرجات : 203 / 2 ، وذكره أيضا في : 196 / 7 .
( 3 ) الكافي : 7 / 442 / 15 ، التهذيب : 8 / 286 / 1052 ، تفسير العياشي : 1 / 17 / 13 .
( 4 ) البحار : 102 / 180 نقلا عن مصباح الزائر .
‹ صفحه 204 ›

تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين . ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله عز وجل استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ( 1 ) .

531 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) أعطي حرفين كان يعمل بهما ، وأعطي موسى أربعة أحرف ، وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، وأعطي نوح خمسة عشر حرفا ، وأعطي آدم خمسة وعشرين حرفا ، وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) . وإن اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، أعطي محمد ( صلى الله عليه وآله ) اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد ( 2 ) .

432 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) : اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب ( 3 ) .

( 2 / 4 )

جميع اللغات

 433 - ابن شهرآشوب - في أحوال الإمام علي ( عليه السلام ) - : روي أنه قال ( عليه السلام ) لابنة يزدجرد : ما

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 230 / 1 عن جابر .
( 2 ) الكافي : 1 / 230 / 2 ، بصائر الدرجات : 208 / 2 ، تأويل الآيات الظاهرة : 479 كلها عن هارون ابن الجهم عن رجل من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 3 ) الكافي : 1 / 230 / 3 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 406 ، إثبات الوصية : 254 كلها عن علي بن محمد النوفلي .
‹ صفحه 205 ›

اسمك ؟ قالت : جهان بانويه فقال : بل شهر بانويه ، وأجابها بالعجمية ( 1 ) .

434 - سماعة بن مهران ، عن شيخ من أصحابنا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : جئنا نريد الدخول عليه ، فلما صرنا في الدهليز سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا ( 2 ) .

435 - موسى بن أكيل النميري : جئنا إلى باب دار أبي جعفر ( عليه السلام ) نستأذن عليه ، فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية ، فدخلنا عليه وسألنا عن قارئه فقال : ذكرت مناجاة إيليا فبكيت من ذلك ( 3 ) .

436 - أحمد بن قابوس عن أبيه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : دخل عليه قوم من أهل خراسان ، فقال - ابتداء قبل أن يسأل - : من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره ، فقالوا له - بالفارسية - : لا نفهم بالعربية ، فقال لهم : هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ بأشد ( 4 ) .

437 - أبو بصير : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، بم يعرف الإمام ؟ فقال : بخصال : أما أولها فإنه بشئ قد تقدم من أبيه فيه بإشارة إليه لتكون عليهم حجة ، ويسأل فيجيب ، وإن سكت عنه ابتدأ ، ويخبر بما في غد ، ويكلم الناس بكل لسان . ثم قال لي : يا أبا محمد ، أعطيك علامة قبل أن تقوم ، فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان ، فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) بالفارسية ، فقال له الخراساني : والله ، جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها ، فقال : سبحان الله ! إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك ؟ ثم قال لي : يا أبا محمد ، إن الإمام لا يخفى عليه

----------
( 1 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 56 .
( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 195 .
( 3 ) المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 195 .
( 4 ) الخرائج والجرائح : 2 / 753 / 70 .
كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شئ فيه الروح ، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام ( 1 ) .

438 - أبو الصلت الهروي : كان الرضا ( عليه السلام ) يكلم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة ، فقلت له يوما : يا بن رسول الله ، إني لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ! فقال : يا أبا الصلت ، أنا حجة الله على خلقه ، وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أوتينا فصل الخطاب ؟ ! فهل فصل الخطاب إلا معرفة اللغات ؟ ( 2 ) .

439 - أبو هاشم الجعفري : كنت بالمدينة حين مر بها بغا أيام الواثق في طلب الأعراب ، فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبية ( 3 ) هذا التركي ، فخرجنا فوقفنا ، فمرت بنا تعبيته ، فمر بنا تركي فكلمه أبو الحسن ( عليه السلام ) بالتركية ، فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته . قال : فحلفت التركي وقلت له : ما قال لك الرجل ؟ قال : هذا نبي ؟ قلت : ليس هذا بنبي ، قال : دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ما علمه أحد إلى الساعة ( 4 ) .

440 - علي بن مهزيار - في صفة الهادي ( عليه السلام ) - : دخلت عليه فابتدأني وكلمني بالفارسية ( 5 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 285 / 7 ، وراجع الإرشاد : 2 / 224 ، دلائل الإمامة : 337 / 294 ، قرب الإسناد : 339 / 1244 .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 228 / 3 .
( 3 ) عبيت الجيش تعبية وتعبئة وتعبيئا ، إذا هيأته في مواضعه . ( الصحاح : 6 / 2418 ) .
( 4 ) إعلام الورى : 343 ، وراجع الثاقب في المناقب : 538 / 478 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 333 / 1 .
‹ صفحه 207 ›

441 - علي بن مهزيار : أرسلت إلى أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) غلامي - وكان صقلابيا - ( 1 ) فرجع الغلام إلي متعجبا ، فقلت له : ما لك يا بني ؟ قال : وكيف لا أتعجب ؟ ! ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا ، فظننت أنه إنما أراد بهذا اللسان كي لا يسمع بعض الغلمان ما دار بينهم ( 2 ) .

442 - أبو حمزة نصير الخادم : سمعت أبا محمد [ العسكري ( عليه السلام ) ] غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم : ترك وروم وصقالبة ، فتعجبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ( عليه السلام ) ولا رآه أحد ، فكيف هذا ؟ أحدث نفسي بذلك ، فأقبل علي فقال : إن الله تبارك وتعالى بين حجته من سائر خلقه بكل شئ ، ويعطيه اللغات ومعرفة الأنساب والآجال والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق ( 3 ) . ( 2 / 5 ) منطق الطير وكل دابة

443 - الإمام علي ( عليه السلام ) : علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود ، وكل دابة في بر أو بحر ( 4 ) .

----------
( 1 ) الصقالبة : جيل حمر الألوان ، صهب الشعور ، يتاخمون الخزر وبعض جبال الروم ، وقيل للرجل الأحمر : صقلاب تشبيها بهم . ( لسان العرب : 1 / 526 ) .
( 2 ) الاختصاص : 289 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 408 ، كشف الغمة : 3 / 179 إلى قوله " كأنه واحد منا " .
( 3 ) الكافي : 1 / 509 / 11 ، روضة الواعظين : 273 ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 428 نحوه ، الخرائج والجرائح : 1 / 436 / 14 ، كشف الغمة : 3 / 202 ، إعلام الورى : 356 ، وراجع بصائر الدرجات : 333 باب في الأئمة أنهم يتكلمون الألسن كلها .
( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 54 ، بصائر الدرجات : 343 / 12 كلاهما عن زرارة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
‹ صفحه 208 ›

444 - عنه ( عليه السلام ) : علمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ ، إن هذا لهو الفضل العظيم ( 1 ) .

445 - علي بن أبي حمزة : دخل رجل من موالي أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال : جعلت فداك ، أحب أن تتغذى عندي ، فقام أبو الحسن ( عليه السلام ) حتى مضى معه فدخل البيت ، فإذا في البيت سرير ، فقعد على السرير ، وتحت السرير زوج حمام ، فهدر الذكر على الأنثى . وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسن ( عليه السلام ) يضحك ، فقال : أضحك الله سنك ، مم ضحكت ؟ فقال : إن هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها : يا سكني وعرسي ، والله ما على وجه الأرض أحد أحب إلي منك ، ما خلا هذا القاعد على السرير ، قال : قلت : جعلت فداك وتفهم كلام الطير ؟ فقال : نعم ، علمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ ( 2 ) .

446 - علي بن أسباط : خرجت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) من الكوفة وهو راكب على حمار ، فمر بقطيع غنم ، فتركت شاة الغنم وعدت إليه وهي ترغو ، فاحتبس ( عليه السلام ) وأمرني أن أدعو الراعي إليه ، ففعلت . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : أيها الراعي ، إن هذه الشاة تشكوك وتزعم أن لها رجلين وأنك تحيف عليها بالحلب ، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا ، فإن كففت من ظلمها ، وإلا دعوت الله تعالى أن يبتر عمرك ، فقال الراعي : إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأنك وصيه ، أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن خزان الله على علمه وغيبه وحكمته ، وأوصياء أنبيائه ، وعباد مكرمون ( 3 ) .

 447 - عبد الله بن سعيد : قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي : رأيت محمد بن علي ( عليهما السلام ) وهو يكلم ثورا فحرك الثور رأسه ، فقلت : لا ، ولكن تأمر الثور أن

----------
( 1 ) إثبات الوصية : 160 ، الاختصاص : 293 عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
( 2 ) بصائر الدرجات : 346 / 25 ، مختصر بصائر الدرجات : 114 ، الخرائج والجرائح : 2 / 833 / 49 .
( 3 ) الثاقب في المناقب : 522 / 455 .
‹ صفحه 209 ›

يكلمك ، فقال : وعلمنا منطق الطير ، وأوتينا من كل شئ . ثم قال للثور : قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فقال . ثم مسح بكفه على رأسه ( 1 ) .

( 2 / 6 )

ما كان وما يكون

448 - الإمام علي ( عليه السلام ) : لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وهي هذه الآية : * ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) * ( 2 ) ( 3 ) .

449 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : اللهم يا من أعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعلنا ورثة الأنبياء ، وختم بنا الأمم السالفة ، وخصنا بالوصية ( 4 ) .

450 - معاوية بن وهب : استأذنت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقيل لي : أدخل ، فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته ، فجلست حتى قضى صلاته ، فسمعته وهو يناجي ربه ويقول : يا من خصنا بالكرامة ، وخصنا بالوصية ، ووعدنا الشفاعة ، وأعطانا علم ما مضى وما بقي ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا ، اغفر لي ولإخواني ولزوار قبر أبي [ عبد الله ] الحسين ( عليه السلام ) ( 5 ) .

451 - سيف التمار : كنا مع أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : ورب

----------
( 1 ) دلائل الإمامة : 400 / 356 ، وراجع الاختصاص : 293 ، بصائر الدرجات : 341 باب أنهم يعرفون منطق الطير .
( 2 ) الرعد : 39 .
( 3 ) التوحيد : 305 / 1 ، أمالي الصدوق : 280 / 1 ، الاختصاص : 235 ، الاحتجاج : 1 / 610 كلها عن الأصبغ بن نباتة ، وراجع تفسير العياشي : 2 / 215 / 59 ، قرب الإسناد : 354 / 1266 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 129 / 3 عن معاوية بن وهب .
( 5 ) الكافي : 4 / 582 / 11 ، كامل الزيارات : 116 .
‹ صفحه 210 ›

الكعبة ، ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لا خبرتهما أني أعلم منهما ، ولا نبأتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر ( عليهما السلام ) أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة ، وقد ورثناه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وراثة ( 1 ) .

452 - الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون . ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه ، فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل ، إن الله عز وجل يقول : فيه تبيان كل شئ ( 2 ) ( 3 ) .

453 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قد ولدني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر الجنة وخبر النار ، وخبر ما كان ( وخبر ) ما هو كائن ، أعلم ذلك كما أنظر إلى كفي ، إن الله يقول : فيه تبيان كل شئ ( 4 ) .

454 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : أوليس الله يقول : * ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول ) * ( 5 ) ؟ فرسول الله عند الله مرتضى ، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه ، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ( 6 ) .

----------
 ( 1 ) الكافي : 1 / 260 / 1 ، بصائر الدرجات : 129 / 1 ، وذكره أيضا في : 230 / 4 . دلائل الإمامة : 280 / 218 .
( 2 ) يشير ( عليه السلام ) بالمعنى إلى قوله تعالى * ( تبيانا لكل شئ ) * ( النحل : 89 ) .
( 3 ) الكافي : 1 / 261 / 2 ، بصائر الدرجات : 128 / 5 ، وذكره أيضا في : 128 / 6 وفيهما " الأرضين " بدل " الأرض " ، وراجع المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 249 .
( 4 ) الكافي : 1 / 61 / 8 ، بصائر الدرجات : 197 / 2 ، ينابيع المودة : 1 / 80 / 20 كلها عن عبد الأعلى بن أعين ، وراجع تفسير العياشي : 2 / 266 / 56 .
( 5 ) الجن : 26 و 27 .
( 6 ) الخرائج والجرائح : 1 / 343 عن محمد بن الفضل الهاشمي .
455 - عبد الله بن محمد الهاشمي : دخلت على المأمون يوما ، فأجلسني وأخرج من كان عنده ، ثم دعا بالطعام فطعمنا ، ثم طيبنا ، ثم أمر بستارة فضربت ، ثم أقبل على بعض من كان في الستارة فقال : بالله لما رثيت لنا من بطوس ! فأخذت أقول : سقيا بطوس ومن أضحى بها قطنا ( 1 ) * من عترة المصطفى أبقى لنا حزنا قال : ثم بكى وقال لي : يا عبد الله ، أيلومني أهل بيتي وأهل بيتك أن نصبت أبا الحسن الرضا علما ؟ ! فوالله لأحدثك بحديث تتعجب منه ، جئته يوما فقلت له : جعلت فداك ، إن آباءك موسى بن جعفر ، وجعفر بن محمد ، ومحمد ابن علي ، وعلي بن الحسين كان عندهم علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وأنت وصي القوم ووارثهم ، وعندك علمهم ، وقد بدت لي إليك حاجة .

قال : هاتها ، فقلت : هذه الزاهرية خطتني ( 2 ) ، ولا أقدم عليها من جواري ، قد حملت غير مرة وأسقطت ، وهي الآن حامل ، فدلني على ما تتعالج به فتسلم ، فقال : لا تخف من اسقاطها ، فإنها تسلم وتلد غلاما أشبه الناس بأمه ، ويكون له خنصر زائدة في يده اليمنى ليست بالمدلاة ، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة .

 فقلت في نفسي : أشهد أن الله على كل شئ قدير . فولدت الزاهرية غلاما أشبه الناس بأمه ، في يده اليمنى خنصر زائدة ليست بالمدلاة ، وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلاة ، على ما كان وصفه لي الرضا ، فمن يلومني على نصبي إياه علما ؟ ! ( 3 ) .

----------
( 1 ) أي أقام به وتوطن ( لسان العرب : 13 / 343 ) .
( 2 ) كذا في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ، والصحيح " حظيتي " كما في الغيبة للطوسي . يقال : حظيت المرأة عند زوجها . . . : أي سعدت ودنت من قلبه وأحبها ( لسان العرب : 14 / 185 ) .
( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 223 / 43 ، الغيبة للطوسي : 74 / 81 عن محمد بن عبد الله بن الحسن الأفطس ، المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 333 كلاهما نحوه .
‹ صفحه 212 ›

( 2 / 7 )

المنايا والبلايا

456 - الإمام علي ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت علمنا علم المنايا والبلايا والأنساب . والله ، لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم وأنسابهم ( 1 ) .

457 - الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : عندنا علم المنايا والبلايا ، وفصل الخطاب ، وأنساب العرب ، ومولد الاسلام ( 2 ) .

458 - إسحاق بن عمار : سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسه ، فقلت في نفسي : وإنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ؟ ! فالتفت إلي شبه المغضب ، فقال : يا إسحاق ، قد كان رشيد الهجري ( 3 ) يعلم علم المنايا والبلايا ، والإمام أولى بعلم ذلك . ثم قال : يا إسحاق ، اصنع ما أنت صانع ، فإن عمرك قد فني ، وإنك تموت إلى سنتين ، وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون بعدك إلا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم ، ويخون بعضهم بعضا حتى يشمت بهم عدوهم ، فكان هذا في نفسك ؟ فقلت : فإني أستغفر الله بما عرض في صدري . فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلا يسيرا حتى مات ، فما أتى عليهم إلا

----------
( 1 ) بصائر الدرجات : 268 / 12 عن الأصبغ بن نباتة .
( 2 ) بصائر الدرجات : 266 / 3 عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وذكره أيضا في : 267 / 4 عن عمار بن هارون عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، تفسير فرات الكوفي : 396 / 527 وفيه " البلايا والقضايا والوصايا " ، اليقين : 318 / 121 كلاهما عن زياد بن المنذر عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
( 3 ) قال العلامة المجلسي رحمه الله : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسميه رشيد البلايا ، وكان قد القي إليه علم البلايا والمنايا ، وكان في حياته إذا لقي الرجل قال له : فلان يموت بميتة كذا . . . إلخ ، فيكون كما يقول رشيد . ( مرآة العقول : 6 / 68 ) .
‹ صفحه 213 ›

قليل حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا ( 1 ) .

459 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - فيما كتب إلى عبد الله بن جندب - : أما بعد ، فإن محمدا كان أمين الله في خلقه ، فلما قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) كنا أهل البيت ورثته ، فنحن أمناء الله في أرضه ، عندنا علم المنايا والبلايا ، وأنساب العرب ، ومولد الاسلام ( 2 ) .

( 2 / 8 )

ما في الأرض والسماء

460 - رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلا وعندنا فيه علم ( 3 ) .

461 - أبو حمزة : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لا والله لا يكون عالم جاهلا أبدا ، عالما بشئ جاهلا بشئ . ثم قال : الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه . ثم قال : لا يحجب ذلك عنه ( 4 ) .

462 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الله أجل وأعظم من أن يحتج بعبد من عباده ثم يخفى عنه شيئا من أخبار السماء والأرض ( 5 ) .

463 - عنه ( عليه السلام ) : الله أحكم وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء ( 6 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 484 / 7 ، بصائر الدرجات : 265 / 13 ، دلائل الإمامة : 325 / 277 ، الخرائج والجرائح : 2 / 712 / 9 .
( 2 ) تفسير القمي : 2 / 104 ، مختصر بصائر الدرجات : 174 ، بصائر الدرجات : 267 / 5 .
( 3 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 32 / 54 عن داود بن سليمان الفراء عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) ، صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : 62 / 100 عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) .
( 4 ) الكافي : 1 / 262 / 6 .
( 5 ) بصائر الدرجات : 126 / 6 عن صفوان .
( 6 ) بصائر الدرجات : 125 / 5 عن المفضل بن عمر .
‹ صفحه 214 ›

( 2 / 9 )

 ما يحدث الله بالليل والنهار

 464 - سلمة بن محرز : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان وحدثانه . إذا أراد الله بقوم خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع لولي معرضا كأن لم يسمع . ثم أمسك هنيئة . ثم قال : ولو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا ، والله المستعان ( 1 ) .

 465 - ضريس : كنت أنا وأبو بصير عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال له أبو بصير : ثم يعلم عالمكم ؟ قال : إن عالمنا لا يعلم الغيب ، ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ، ولكن يحدث في الساعة بما يحدث بالليل ، وفي الساعة بما يحدث بالنهار ، الأمر بعد الأمر ، والشئ بعد الشئ بما يكون إلى يوم القيامة ( 2 ) .

466 - حمران بن أعين : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ؟ قال : نعم ، قلت : إن هذا لهو العلم الأكبر ، قال : يا حمران ، لو لم يكن غير ما كان ، ولكن ما يحدث الله بالليل والنهار علمه عندنا أعظم ( 3 ) .

467 - محمد بن مسلم : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : كلام قد سمعته من أبي الخطاب ، فقال : أعرضه علي ، فقلت : يقول : إنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس . فسكت ، فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال ( عليه السلام ) : يا محمد ، كذا علم القرآن والحلال والحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار ( 4 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 229 / 3 ، بصائر الدرجات : 194 / 1 عن عمرو بن مصعب عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 2 ) مختصر بصائر الدرجات : 113 ، وراجع بصائر الدرجات : 325 / 2 ، الخرائج والجرائح : 2 / 831 / 47 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 140 / 5 .
( 4 ) الاختصاص : 314 ، بصائر الدرجات : 394 / 11 وليس فيه " محمد بن مسلم " ولعله سقط .
‹ صفحه 215 ›

468 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا ، وما يحدث فيها ، وأخبار الجن ، وأخبار أهل الهوى من الملائكة ( 1 ) .

----------
     ( 1 ) كامل الزيارات : 328 عن عبد الله بن بكر الأرجاني .
‹ صفحه 217 ›

الفصل الثالث مبادئ علومهم

 ( 3 / 1 )

 تعليم النبي ( صلى الله عليه وآله )

 469 - الإمام علي ( عليه السلام ) : كنت إذا سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني ( 1 ) .

470 - محمد بن عمر بن علي ( عليه السلام ) : إنه قيل لعلي ( عليه السلام ) : ما لك أكثر أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حديثا ؟ فقال : إني كنت إذا سألته أنبأني ، وإذا سكت ابتدأني ( 2 ) .

471 - أم سلمة : كان جبرئيل يمل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورسول الله يمل على علي ( عليه السلام ) ( 3 ) .

----------
( 1 ) سنن الترمذي : 5 / 637 / 3722 ، و : 640 / 3729 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 135 / 4630 ، أسد الغابة : 4 / 104 ، خصائص الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 221 / 119 ، أمالي الصدوق : 202 / 13 كلها عن عبد الله بن عمرو بن هند الحبلي ، وراجع العمدة : 283 / 461 ، الكافي : 1 / 64 / 1 ، الاحتجاج : 1 / 616 / 139 ، روضة الواعظين : 308 ، غرر الحكم : 3779 و 7236 ، المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 45 .
( 2 ) الطبقات الكبرى : 2 / 338 ، الصواعق المحرقة : 123 ، تاريخ الخلفاء : 202 .
( 3 ) المناقب لابن المغازلي : 253 / 302 .
‹ صفحه 218 ›

472 - الإمام علي ( عليه السلام ) : ليس كل أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كان يسأله ويستفهمه ، حتى إن كانوا ليحبون أن يجئ الأعرابي والطارئ فيسأله ( عليه السلام ) حتى يسمعوا . وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته ( 1 ) .

473 - عنه ( عليه السلام ) - لما قال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! فضحك عليه السلام وقال للرجل ، وكان كلبيا - : يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب ، وإنما هو تعلم من ذي علم . وإنما علم الغيب علم الساعة ، وما عدده الله سبحانه بقوله : * ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت . . . ) * ( 2 ) ، فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخي أو بخيل ، وشقي أو سعيد ، ومن يكون في النار حطبا ، أو في الجنان للنبيين مرافقا . فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري ، وتضطم عليه جوانحي ( 3 ) .

 474 - عنه ( عليه السلام ) - في صفة آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) - : هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه ، بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه ( 4 ) .

475 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إنا أهل بيت : من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، وقول صادق سمعنا ، فإن تتبعونا تهتدوا ( 5 ) .

----------
( 1 ) نهج البلاغة : الخطبة 210 .
( 2 ) لقمان : 34 .
( 3 ) نهج البلاغة : الخطبة 128 .
( 4 ) نهج البلاغة : الخطبة 2 .
( 5 ) مختصر بصائر الدرجات : 63 ، بصائر الدرجات : 514 / 34 كلاهما عن جابر بن يزيد ، وراجع 365 / 841 من كتابنا هذا .
‹ صفحه 219 ›

476 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن علم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) [ من ] علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعلمناه نحن فيما علمناه ( 1 ) .

( 3 / 2 )

 أصول العلم

 477 - الإمام علي ( عليه السلام ) : عندنا أهل البيت مفاتيح العلم ، وأبواب الحكمة ، وضياء الأمر ، وفصل الخطاب ( 2 ) .

478 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : لو كنا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنا نفتيهم بآثار من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصول علم عندنا نتوارثها كابرا ( 3 ) عن كابر ، نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ( 4 ) .

479 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لولا أن الله فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودتنا ما أوقفناكم على أبوابنا ، ولا أدخلناكم بيوتنا ، إنا والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلا ما قال ربنا ، وأصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم ( 5 ) .

480 - محمد بن مسلم : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أنال في الناس وأنال وأنال - يشير كذا وكذا - وعندنا أهل البيت أصول العلم وعراه ، وضياؤه

----------
( 1 ) الاختصاص : 279 ، بصائر الدرجات : 295 / 1 كلاهما عن أبي يعقوب الأحول .
( 2 ) المحاسن : 1 / 316 / 629 عن أبي الطفيل ، بصائر الدرجات : 364 / 10 عن أبي المفضل .
( 3 ) في المصدر " كابر " والصحيح ما أثبتناه .
( 4 ) بصائر الدرجات : 300 / 4 عن جابر ، الاختصاص : 280 نحوه عن جابر بن يزيد .
( 5 ) بصائر الدرجات : 301 / 10 عن محمد بن شريح .
‹ صفحه 220 ›

وأواخيه ( 1 ) ( 2 ) .

 ( 3 / 3 )

كتب الأنبياء

481 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ألواح موسى ( عليه السلام ) عندنا ، وعصا موسى عندنا ، ونحن ورثة النبيين ( 3 ) .

 482 - أبو بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال لي : يا أبا محمد ، إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا ( صلى الله عليه وآله ) . قال : وقد أعطي محمدا جميع ما أعطي الأنبياء ، وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل : * ( صحف إبراهيم وموسى ) * ( 4 ) . قلت : جعلت فداك ، هي الألواح ؟ قال : نعم ( 5 ) .

 483 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) - لمن سأله : أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ - : هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوا ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لا أدري ( 6 ) .

 484 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى فائتمن

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
  ( 1 ) قد أنال ، أي أعطى وأفاد في الناس العلوم الكثيرة وفرقها في الناس يمينا وشمالا ، وفي سائر الجهات لكل من سأله . . . والعروة : ما يتمسك به من الحبل وغيره . والأواخي جمع الأخية بفتح الهمزة وكسر الخاء وتشديد الياء وقد يخفف : عود في الحائط يدفن طرفاه ويبرز وسطه وتشد فيه الدابة ، أي عندنا ما يشد به العلم ويحفظ عن الضياع والتفرق والتشتت . ( البحار : 26 / 31 ) .
( 2 ) الاختصاص : 308 ، بصائر الدرجات : 363 / 6 كلاهما عن محمد بن مسلم .
( 3 ) الكافي : 1 / 231 / 2 ، بصائر الدرجات : 183 / 32 ، إعلام الورى : 277 كلها عن أبي حمزة الثمالي .
( 4 ) الأعلى : 19 .
( 5 ) الكافي : 1 / 225 / 5 ، بصائر الدرجات : 136 / 5 .
( 6 ) الكافي : 1 / 227 / 1 عن هشام بن الحكم .
عليها عليا ، ثم ائتمن عليها علي الحسن ، ثم ائتمن عليها الحسن الحسين أخاه ، وائتمن الحسين عليها علي بن الحسين ، ثم ائتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي ، وائتمنني عليها أبي فكانت عندي ، وقد ائتمنت ابني هذا عليها على حداثته وهي عنده ( 1 ) .

485 - عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه سأله عن قول الله عز وجل : * ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) * ( 2 ) ما الزبور وما الذكر ؟ قال : الذكر عند الله ( 3 ) ، والزبور الذي أنزل على داود ، وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ، ونحن هم ( 4 ) .

 ( 3 / 4 )

كتاب الإمام علي ( عليه السلام )

 486 - أم سلمة : أقعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) في بيته ، ثم دعا بجلد شاة ، فكتب فيه حتى أكارعه ( 5 ) .

 487 - أم سلمة : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأديم وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عنده ، فلم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه ( 6 ) .

 488 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا ( عليه السلام ) ودعا بدفتر ، فأملى عليه رسول الله صلى الله عليهما بطنه ( 7 ) .

----------
( 1 ) الغيبة للنعماني : 325 / 2 ، رجال الكشي : 2 / 643 / 663 كلاهما عن الفيض بن المختار .
( 2 ) الأنبياء : 105 .
( 3 ) المراد بالذكر المحفوظ عند الله تعالى كما قال سبحانه : * ( وعنده أم الكتاب ) * ( مرآة العقول : 3 / 21 ) .
( 4 ) الكافي : 1 / 225 / 6 ، بصائر الدرجات : 136 / 6 .
( 5 ) الإمامة والتبصرة : 174 / 28 ، مدينة المعاجز : 2 / 248 / 529 ، بصائر الدرجات : 163 / 4 وفيهما " حتى ملأ أكارعه " .
( 6 ) أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني : 12 .
( 7 ) الاختصاص : 275 عن حنان بن سدير .
‹ صفحه 222 ›

489 - الإمام الحسن ( عليه السلام ) : إن العلم فينا ، ونحن أهله ، وهو عندنا مجموع كله بحذافيره ، وإنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده ( 1 ) .

490 - عنه ( عليه السلام ) - أنه سئل عن رأي أبيه في الخيار ، من مباحث البيوع والمعاملات - : فدعا بربعة ، فأخرج منها صحيفة صفراء مكتوب فيها قول علي في الخيار ( 2 ) .

491 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : في كتاب علي ( عليه السلام ) كل شئ يحتاج إليه حتى الخدش والأرش والهرش ( 3 ) .

492 - عنه ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أكتب ما أملي عليك ، فقال : يا نبي الله ، أتخاف علي النسيان ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن أكتب لشركائك . قال : قلت : ومن شركائي يا نبي الله ؟ قال : الأئمة من ولدك ، بهم تسقى أمتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم ينزل الرحمة من السماء ، وهذا أولهم ، وأومأ بيده إلى الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، ثم أومأ بيده إلى الحسين ( عليه السلام ) ، ثم قال : الأئمة من ولده ( 4 ) .

493 - عذافر الصيرفي : كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) له مكرما ، فاختلفا في شئ ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يا بني ، قم فأخرج كتاب علي ( عليه السلام ) ، فأخرج كتابا مدروجا عظيما ، ففتحه وجعل ينظر

----------
( 1 ) الاحتجاج : 2 / 63 / 155 عن ابن عباس .
( 2 ) العلل لابن حنبل : 1 / 346 / 639 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 164 / 5 ، وذكره أيضا في : 148 / 6 من دون " والهرش " كلاهما عن عبد الله بن ميمون عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
( 4 ) أمالي الصدوق : 327 / 1 ، كمال الدين : 206 / 21 ، بصائر الدرجات : 167 / 22 كلها عن أبي الطفيل .
‹ صفحه 223 ›

حتى أخرج المسألة ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هذا خط علي ( عليه السلام ) وإملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وأقبل على الحكم وقال : يا أبا محمد ، اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا ، فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل ( عليه السلام ) ( 1 ) .

494 - الإمام الباقر ( عليه السلام ) : وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) : قال رسول الله : إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها ( 2 ) .

495 - محمد بن مسلم : أقرأني أبو جعفر ( عليه السلام ) صحيفة كتاب الفرائض التي هي إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده فإذا فيها : إن السهام لا تعول ( 3 ) .

496 - أبو الجارود ( 4 ) عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : إن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لما حضره الذي حضره ، دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ، وكان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) مبطونا معهم لا يرون إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد ، قلت : ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك ؟ قال : فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا ، والله إن فيه الحدود ، حتى إن فيه أرش الخدش ( 5 ) .

 497 - يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت

----------
( 1 ) رجال النجاشي : 2 / 261 / 967 .
( 2 ) الكافي : 3 / 505 / 17 عن أبي حمزة .
( 3 ) التهذيب : 9 / 247 / 959 .
( 4 ) هو زياد بن المنذر الهمداني الأعمى ، عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) ، وراجع قاموس الرجال : 4 / 520 ، معجم رجال الحديث : 7 / 321 .
( 5 ) الكافي : 1 / 303 / 1 ، بصائر الدرجات : 148 / 9 ، الإمامة والتبصرة : 197 / 51 وفيهما " وصية ظاهرة ووصية باطنة " .
‹ صفحه 224 ›

له : جعلت فداك يا بن رسول الله ، إني وجدت في كتب أبي أن عليا ( عليه السلام ) قال لأبي ميثم : . . . إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : * ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) * ( 1 ) ، ثم التفت إلي وقال : هم والله أنت وشيعتك يا علي ، و ميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين مكتحلين متوجين . فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هكذا هو عيانا في كتاب علي ( عليه السلام ) ( 2 ) .

498 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس ، وإن الناس ليحتاجون إلينا . وإن عندنا كتابا إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) ، صحيفة فيها كل حلال وحرام ( 3 ) .

499 - عنه ( عليه السلام ) : دفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي ( عليه السلام ) صحيفة مختومة باثني عشر خاتما وقال : فض الأول واعمل به ، وادفعها إلى الحسن يفض الثاني ويعمل به ، ويدفعها إلى الحسين يفض الثالث ويعمل بما فيه ، ثم إلى واحد واحد من ولد الحسين ( 4 ) .

500 - معلى بن خنيس : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) إذ أقبل محمد بن عبد الله ( 5 ) فسلم ثم ذهب ، فرق له أبو عبد الله ( عليه السلام ) ودمعت عيناه ، فقلت له : لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع ! قال : رققت له لأنه ينسب إلى أمر ليس له ، لم أجده في كتاب علي ( عليه السلام ) من خلفاء هذه الأمة ولا من ملوكها ( 6 ) .

 501 - عبد الرحمن بن أبي عبد الله : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن جنائز الرجال والنساء إذا

----------
( 1 ) البينة : 7 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 405 / 909 ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة : 801 ، البرهان : 4 / 490 / 2 .
( 3 ) الكافي : 1 / 241 / 6 عن بكر بن كرب الصيرفي .
( 4 ) الغيبة للنعماني : 54 / 4 عن يونس بن يعقوب .
( 5 ) هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) .
( 6 ) الكافي : 8 / 395 / 594 ، بصائر الدرجات : 168 / 1 وفيه " محمد بن عبد الله بن حسن " .
‹ صفحه 225 ›

اجتمعت ، فقال : يقدم الرجال في كتاب علي ( عليه السلام ) ( 1 ) .

 ( 3 / 5 )

مصحف فاطمة ( عليها السلام )

502 - أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا لمصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ ! قلت : وما مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ( 2 ) .

503 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ما فيه شئ من كتاب الله ، وإنما هو شئ القي عليها بعد موت أبيها صلى الله عليهما ( 3 ) .

504 - عنه ( عليه السلام ) - لوليد بن صبيح - : يا وليد ، إني نظرت في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) فأسأل فلم أجد لبني فلان فيها إلا كغبار النعل ( 4 ) . - حماد بن عثمان : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة ، وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة ( عليها السلام ) . قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه ( صلى الله عليه وآله ) دخل على فاطمة ( عليها السلام ) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا . ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما

----------
( 1 ) الكافي : 3 / 175 / 6 ، الاستبصار : 1 / 472 / 1826 .
( 2 ) الكافي : 1 / 239 / 1 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 159 / 27 عن أبي حمزة .
( 4 ) بصائر الدرجات : 161 / 32 .
يكون ( 1 ) .

( 3 / 6 )

الجامعة

506 - أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يا أبا محمد ، وإن عندنا الجامعة ، وما يدريهم ما الجامعة ؟ قلت : جعلت فداك ، وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش . وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قلت : جعلت فداك ، إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا ، كأنه مغضب ، قلت : هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ( 2 ) .

507 - أبو عبيدة : سأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) بعض أصحابنا عن الجفر ، فقال : هو جلد ثور مملوء علما ، قال له : فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ( 3 ) ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلا وهي فيها ، حتى أرش

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 240 / 2 ، بصائر الدرجات : 157 / 18 ، وراجع الكافي : 1 / 238 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، بصائر الدرجات : 142 باب 12 في أن الأئمة عندهم الصحيفة الجامعة التي هي إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده وهي سبعون ذراعا ، و : ص 147 باب 13 باب آخر فيه أمر الكتب ، و : ص 150 باب 14 في الأئمة ( عليهم السلام ) أنهم أعطوا الجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، البحار : 26 / 18 باب 1 جهات علومهم ( عليهم السلام ) وما عندهم من الكتب وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم ، روضة الواعظين : 232 .
( 2 ) الكافي : 1 / 239 / 1 ، بصائر الدرجات : 143 / 4 إلى " في الخدش " .
( 3 ) الأديم : الجلد . والفالج : الجمل الضخم ذو السنامين . ( لسان العرب : 12 / 9 ، و : 2 / 346 ) .
‹ صفحه 227 ›

الخدش ( 1 ) .

 508 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ضل علم ابن شبرمة ( 2 ) عند الجامعة ، إملاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخط علي ( عليه السلام ) بيده . إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال والحرام ( 3 ) .

 أقول : إن ما ورد في الروايات من مواصفات الجامعة كإملاء رسول الله وخط علي والطول تنطبق بمجملها على كتاب الإمام علي ( عليه السلام ) . وعلى هذا فإن الجامعة - كما قيل - ( 4 ) هي نفس كتاب علي على الظاهر ، والله العالم .

 ( 3 / 7 )

 الجفر

 509 - أبو بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟ قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قلت : إن هذا هو العلم . قال : إنه لعلم وليس بذاك ( 5 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 241 / 5 ، بصائر الدرجات : 153 / 6 .
( 2 ) هو عبد الله بن شبرمة ، كان قاضيا على الكوفة للمنصور ، وكان يعمل بالقياس .
( 3 ) الكافي : 1 / 57 / 14 ، بصائر الدرجات : 146 / 23 وذكره أيضا في : 150 / 16 كلها عن أبي شيبة ، وراجع الكافي : 1 / 238 باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة ( عليها السلام ) ، البحار : 26 / 18 باب جهات علومهم ( عليهم السلام ) وما عندهم من الكتب وأنه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم ، وذكره أيضا في : 187 / 25 ، كشف الغمة : 2 / 381 ، مختصر بصائر الدرجات : 57 ، الاحتجاج : 2 / 63 ، كمال الدين : 352 / 50 ، علل الشرايع : 171 ، بصائر الدرجات : 142 / 1 ، و : 143 / 5 ، و : 144 / 9 ، ينابيع المودة : 3 / 199 ، إحقاق الحق : 8 / 20 ، التهذيب : 9 / 272 / 984 .
( 4 ) راجع مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي : 1 / 89 ، تدوين السنة الشريفة للجلالي الحسيني : 1 / 62 - 77 ، أعيان الشيعة : 1 / 94 ، الإمامة وأهل البيت للدكتور محمد بيومي مهران : 1 / 265 - 268 .
( 5 ) الكافي : 1 / 239 / 1 .
‹ صفحه 228 ›

510 - الحسين بن أبي العلاء : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن عندي الجفر الأبيض . قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم ( عليهم السلام ) ، والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة . ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد ، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش ( 1 ) .

 511 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) - في بيان علامات الإمام - : يكون عنده الجفر الأكبر والأصغر - إهاب ماعز وإهاب كبش - فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش ، وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ، ويكون عنده مصحف فاطمة ( عليها السلام ) ( 2 ) .

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 240 / 3 ، بصائر الدرجات : 150 / 1 .
( 2 ) الفقيه : 4 / 419 / 5914 عن الحسن بن فضال .
‹ صفحه 229 ›

ما هو الجفر ؟

ثمة آراء مختلفة في المقصود من علم الجفر ، لا نرى هنا ضرورة في التطرق إليها ( 1 ) .

ويتحصل لنا من مجموع الروايات التي ذكرت أنه من مبادئ العلوم لدى أوصياء النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن " الجفر " إشارة إلى صندوقين من الجلد ، فيهما كتب الأنبياء السالفين ( عليهم السلام ) وكتب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والإمام علي وفاطمة ( عليهما السلام ) . وكذلك سلاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ورثها أهل البيت ( عليهم السلام ) . وبعبارة أخرى إن " الجفر " وكذلك " الجفر الأبيض " و " الجفر الأحمر " ( 2 ) ه‍ إشارات إلى المكتبة والمتحف السيارتين كانتا عند أهل البيت تناقلهما الأئمة يدا عن يد ، وهو الآن لدى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف .

----------
( 1 ) راجع أعيان الشيعة : 1 / 95 و 96 ، تدوين السنة الشريفة للجلالي الحسيني : 1 / 62 - 77 ، مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي : 1 / 89 ، الإمامة وأهل البيت للدكتور محمد بيومي مهران : 1 / 265 - 268 .
( 2 ) راجع ص 228 / 510 ، الكافي : 1 / 240 / 3 ، البحار : 26 / 18 / 1 ، و : 26 / 37 / 68 ، و : 47 / 26 / 26 ، و : 52 / 313 / 7 .
‹ صفحه 230 ›

( 3 / 8 )

 الإلهام

512 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) : إن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده شرح لذلك صدره ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاما ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيد ، موفق مسدد ، قد أمن الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، و * ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) * ( 1 ) ( 2 ) .

 513 - الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قلت : أخبرني عن علم عالمكم . قال : وراثة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن علي ( عليه السلام ) . قلت : إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم ! قال : أو ذاك ( 3 ) .

514 - الحارث النصري : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : الذي يسأل عنه الإمام وليس عنده فيه شئ ، من أين يعلمه ؟ قال : ينكت في القلب نكتا ، أو ينقر في الأذن نقرا ( 4 ) .

 515 - أبو بصير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : كان علي محدثا وكان سلمان محدثا . قلت : فما آية المحدث ؟ قال ض : يأتيه ملك ، فينكت في قلبه كيت وكيت ( 5 ) .

 516 - بريد العجلي : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الرسول والنبي والمحدث ، قال :

----------
( 1 ) الجمعة : 4 ، الحديد : 21 .
( 2 ) الكافي : 1 / 202 / 1 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 221 / 1 ، معاني الأخبار : 101 / 2 ، كمال الدين : 680 / 31 ، الاحتجاج : 2 / 446 كلها عن عبد العزيز بن مسلم .
( 3 ) الكافي : 1 / 264 / 2 ، بصائر الدرجات : 327 / 5 .
( 4 ) أمالي الطوسي : 408 / 916 ، بصائر الدرجات : 316 / 1 ، وذكره أيضا في : ح 2 عن أبي بصير .
( 5 ) أمالي الطوسي : 407 / 914 ، وراجع رجال الكشي : 1 / 64 / 36 ، بصائر الدرجات : 322 / 4 ، الخرائج والجرائح : 2 / 830 / 46 .
الرسول الذي تأتيه الملائكة ويعاينهم وتبلغه عن الله تبارك وتعالى ، والنبي الذي يرى في منامه ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدث الذي يسمع الكلام - كلام الملائكة - وينقر في أذنيه وينكت في قلبه ( 1 ) .

 517 - الحارث بن المغيرة : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما علم عالمكم ، أجملة يقذف في قلبه أو ينكت في أذنه ؟ فقال : وحي كوحي أم موسى ( 2 ) .

 518 - الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور ، وأما الحادث فقذف في القلوب ، ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا ( 3 ) .

519 - المفضل بن عمر : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : روينا عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع ، فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ، وأما المزبور فما يأتينا ، وأما النكت في القلوب فإلهام ، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك ( 4 ) .

----------
( 1 ) الاختصاص : 328 ، وراجع بصائر الدرجات : 368 / 1 عن بريد العجلي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، مختصر بصائر الدرجات : 114 ، الخرائج والجرائح : 2 / 823 / 47 ، تأويل الآيات الظاهرة : 342 .
( 2 ) الاختصاص : 286 ، بصائر الدرجات : 317 / 10 .
( 3 ) الكافي : 1 / 264 / 1 عن علي السائي ، وذكره أيضا في : 8 / 125 / 95 عن علي بن سويد ، بصائر الدرجات : 319 / 3 عن علي السائي ، وذكره أيضا في : 318 / 1 عن علي السائي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، دلائل الإمامة : 524 / 495 عن علي بن محمد السمري عن الإمام المهدي ( عليه السلام ) .
( 4 ) الكافي : 1 / 264 / 3 ، بصائر الدرجات : 318 / 2 عن محمد بن الفضيل أو عمن رواه عنه ، وراجع الكافي : 1 / 271 باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة ( عليهم السلام ) و : ص 273 باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة ( عليهم السلام ) ، و : ص 397 باب في الأئمة ( عليهم السلام ) أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون البينة ، بصائر الدرجات : 316 باب 3 باب ما يفعل بالإمام من النكت والقذف والنقر في قلوبهم وآذانهم ، وص 318 باب 4 باب فيه تفسير الأئمة لوجوه علومهم الثلاثة وتأويل ذلك ، و : ص 321 باب 6 باب في أن المحدث كيف صفته وكيف يصنع به وكيف يحدث الأئمة ، و : ص 445 باب 14 باب ما جعل الله في الأنبياء والأوصياء والمؤمنين وسائر الناس من الأرواح ، وأنه أفضل الأنبياء والأئمة من آل محمد بروح القدس وذكر الأرواح الخمس ، و : ص 451 باب 15 باب في الأئمة ( عليهم السلام ) أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه ، و : ص 458 باب 17 باب ما يسأل العالم عن العلم الذي يحدث به من صحف عندهم أزداده أو رواية فأخبر بسر وأن ذلك من الروح ، البحار : 25 / 47 باب 3 باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم ( عليهم السلام ) ، وص : 362 باب 13 باب غرائب أفعالهم وأحوالهم ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك ، و : 40 / 127 باب 93 باب علمه ( عليه السلام ) وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) علمه ألف باب وأنه كان محدثا ، البحار : 23 / 19 / 14 ، و : 26 / 5 / 1 ، و : 46 / 255 / 54 ، و : 47 / 33 / 30 ، و : 61 / 182 / 44 ، الاختصاص : 286 و 287 ، أمالي الطوسي : 408 / 915 و 916 ، الخرائج والجرائح : 1 / 288 / 22 و : 2 / 894 .
‹ صفحه 233 ›

الفصل الرابع صفة علومهم

 ( 4 / 1 )

يعلمون إذا شاؤوا

520 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم ( 1 ) .

521 - عمار الساباطي : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الإمام يعلم الغيب ؟ فقال : لا ، ولكن إذا أراد أن يعلم الشئ أعلمه الله ذلك ( 2 ) .

522 - الإمام الهادي ( عليه السلام ) : إن الله لم يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ، فكل ما كان عند الرسول كان عنه العالم ، وكل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصياؤه عليه ، لئلا تخلو أرضه من حجة ، يكون معه علم يدل على صدق

----------
( 1 ) الكافي : 1 / 258 / 1 وذكره أيضا في : ح 2 وفيه " أعلم " بدل " علم " ، بصائر الدرجات : 315 / 3 كلها عن أبي الربيع ، وذكره أيضا في : ح 2 عن يزيد بن فرقد النهدي .
( 2 ) الكافي : 1 / 257 / 4 ، بصائر الدرجات : 315 / 4 ، الاختصاص : 286 .
‹ صفحه 234 ›

مقالته وجواز عدالته ( 1 ) .

 ( 4 / 2 )

 يبسط لهم العلم ويقبض عنهم

523 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : يبسط لنا فنعلم ، ويقبض عنا فلا نعلم ، والإمام يولد ويلد ، ويصح ويمرض ، ويأكل ويشرب ، ويبول ويتغوط ، ويفرح ويحزن ، ويضحك ويبكي ، ويموت ويقبر ، ويزاد فيعلم . ودلالته في خصلتين : في العلم ، واستجابة الدعوة ، وكل ما أخبر به من الحوادث التي تحدث ، قبل كونها كذلك ، بعهد معهود إليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توارثه من آبائه ( عليهم السلام ) ( 2 ) .

524 - معمر بن خلاد : سأل أبا الحسن رجل من أهل فارس فقال له أتعلمون الغيب ؟ فقال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يبسط لنا العلم فنعلم ، ويقبض عنا فلا نعلم . وقال : سر الله عز وجل أسره إلى جبرئيل ، وأسره جبرئيل إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأسره محمد إلى من شاء الله ( 3 ) .

( 4 / 3 )

 يزداد علمهم

 525 - زرارة : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لولا أنا نزداد لأنفدنا . قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : أما إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا ( 4 ) .

----------
(1 ) كشف الغمة : 3 / 177 عن فتح بن يزيد الجرجاني .
( 2 ) الخصال : 528 / 3 .
( 3 ) الكافي : 1 / 256 / 1 .
( 4 ) الكافي : 1 / 255 / 3 ، الاختصاص : 312 ، بصائر الدرجات : 394 / 8 .
‹ صفحه 235 ›

526 - أبو بصير : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : لولا أنا نزداد لأنفدنا ، قلت : جعلت فداك ، تزدادون شيئا ليس عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : إنه إذا كان ذلك أتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخبر ثم إلى علي ( عليه السلام ) ، ثم إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر ( 1 ) .

527 - عبد الله بن بكير : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أخبرني أبو بصير أنه سمعك تقول : لولا أنا نزاد لأنفدنا ، قال : نعم ، قلت : تزدادون شيئا ليس عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : لا ، إذا كان ذلك كان إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحيا وإلينا حديثا ( 2 ) .

528 - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ليس يخرج شئ من عند الله عز وجل حتى يبدأ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم بواحد بعد واحد لكي لا يكون آخرنا أعلم من أولنا ( 3 ) .

529 - سليمان الديلمي : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : سمعتك وأنت تقول غير مرة : لولا أنا نزداد لأنفدنا ، فقال : أما الحلال والحرام فقد أنزل الله على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بكماله ، وما يزاد الإمام في حلال ولا حرام . قلت له : فما هذه الزيادة ؟ فقال : في سائر الأشياء سوى الحلال والحرام . قلت : تزدادون شيئا يخفى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا يعلمه ؟ فقال : لا ، إنما يخرج العلم من عند الله فيأتي به الملك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيقول : يا محمد ، ربك يأمرك بكذا وكذا ، فيقول : انطلق به إلى علي ، فيأتي به عليا ( عليه السلام ) فيقول : انطلق به إلى الحسن ، فلا يزال هكذا ينطلق به إلى واحد بعد واحد ، حتى يخرج إلينا ، ومحال أن يعلم الإمام شيئا لم يعلمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

----------
 ( 1 ) أمالي الطوسي : 409 / 920 ، الاختصاص : 313 ، بصائر الدرجات : 392 / 3 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 409 / 919 .
( 3 ) الكافي : 1 / 255 / 4 ، الاختصاص : 313 ، بصائر الدرجات : 392 / 2 كلها عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه .
‹ صفحه 236 ›

والإمام من قبله ( 1 ) .

----------
( 1 ) الاختصاص : 313 ، بصائر الدرجات : 393 / 5 ، وراجع الكافي : 1 / 254 باب لولا أن الأئمة ( عليهم السلام ) يزدادون لنفد ما عندهم ، الاختصاص : 313 ، 314 ، البحار : 26 / 86 باب 3 أنهم يزدادون . . .
‹ صفحه 237 ›

القسم الخامس مذهب أهل البيت

وفيه فصلان :

الفصل الأول : تفسير الدين عندهم

الفصل الثاني : صفة شيعتهم

‹ صفحه 239 ›

الفصل الأول تفسير الدين عندهم

530 - أبو الجارود : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم ، وموالاتي إياكم ؟ فقال : نعم ، فقلت : فإني أسألك مسألة تجيبني فيها ، فإني مكفوف البصر قليل المشي ، ولا أستطيع زيارتكم كل حين . قال : هات حاجتك . قلت : أخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل به . قال : إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة ، والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والإقرار بما جاء به من عند الله ، والولاية لولينا ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والاجتهاد والورع ( 1 ) .

 531 - أبو بصير : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال له سلام : إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الاسلام ، فقلت له : إن الاسلام من استقبل قبلتنا وشهد

----------
( 1 ) الكافي : 2 / 21 / 10 .