ذكر نسبه (عليه السلام) من قبل أبيه
و هو أبو الحسن علي بن أبي طالب و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد
المطلب و اسم عبد المطلب شيبة الحمد و كنيته أبو الحارث و عنده يجتمع نسبه بنسب
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد تقدم ذكره و كان ولد أبي طالب طالبا و لا عقب له و عقيلا و جعفرا و
عليا كل واحد أسن من الآخر بعشر سنين كذا ذكر ضياء الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد
الخوارزمي في كتابه المناقب و منه نقلت و أم هانئ و اسمها فاختة و أمهم جميعا
فاطمة بنت أسد .
و قال أبو المؤيد
الخوارزمي : إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا أسامة بن زيد و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و
غلاما أسود فحفروا قبرها فلما بلغوا لحدها حفره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده و أخرج ترابه بيده و
لما فرغ اضطجع فيه ثم قال الله الذي يحيي و يميت و هو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمة
بنت أسد و لقنها حجتها و وسع عليها مدخلها بحق نبيك محمد و الأنبياء الذين من قبلي
فإنك أرحم الراحمين .
قال الخوارزمي و من قولي فيه :
نسب المطهر بين أنساب الورى *** كالشمس بين كواكب الأنساب
و الشمس إن طلعت فما من كوكب *** إلا تغيب في نقاب حجاب
قال رضي الله عنه : و وجدت ثلاثة أبيات لنصراني بخط الزجاج في مدح أمير
[65]
المؤمنين (عليه السلام) .
شعر :
علي أمير المؤمنين صريمه *** و ما لسواه في الخلافة مطمع
له النسب العالي و إسلامه الذي *** تقدم فيه و الفضائل أجمع
و لو كنت أهوى ملة غير ملتي *** لما كنت إلا مسلما أتشيع
و نقلت من كتاب مواليد الأئمة تصنيف الشيخ ابن الخشاب بخط ابن وضاح
في عمره و نسبه (عليه السلام) ما هذا صورته : مضى أمير المؤمنين و هو ابن خمس و ستين سنة سنة
أربعين من الهجرة و نزل الوحي و له اثنتا عشرة سنة و أقام بمكة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث
عشرة سنة ثم هاجر فأقام معه بالمدينة عشر سنين و أقام بعده ثلاثين سنة فكان عمره
خمسا و ستين سنة قال و قبض في ليلة الجمعة قبره بالغري كنيته أبو الحسن و أبو
الحسين لقبه سيد الوصيين و قائد الغر المحجلين و أمير المؤمنين و الصديق الأكبر و
الفاروق الأعظم و قسيم النار و الجنة و الوصي و حيدرة و أبو تراب هذا آخر كلامه في
هذا فانظر و اعتبر إلى هذا الكتاب و مصنفه و كاتبه و هما من أعيان أصحاب أحمد بن
حنبل و اعترافهما بأنه الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم و يفضلون عليه غيره و
يحطونه عن رتبة من قد أقروا أنه أكبر منه ما هذا إلا عجيب .