next page

fehrest page

back page

في بيان أنه (عليه السلام) أفضل الأصحاب

قد سبق فيما أوردناه من رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في تفضيل بني هاشم على سبيل الإجمال ما فيه غنية و بلاغ و وصفنا ما ورد و نقل من شرف نسبه و مكانه من قريش و قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و علمه الذي اشتهر و فاق به الأصحاب كافة و حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له و أمره بمحبته و الكون من أتباعه و أصحابه

[149]

و النهي عن التخلف عنه و كونه مع الحق و القرآن و كونهما معه لا يفارقانه حتى يردا معه الحوض يوم القيامة حسب ما رواه الرواة و الأثبات من علماء الجمهور نقلا عن جلة الصحابة و أعيان التابعين ما يكتفي به من أراد الحق و طلبه و رغب في الهدى و مال إليه فأما من جنح إلى الهوى و تورط في العمى و تبع كل ناعق فذاك لا يهتدي إلى صواب و لا يفرق بين مسألة و جواب فهو يخبط خبط العشواء و يهوي على أم رأسه في غياهب الظلماء و لا يتبع دليلا و لا يسلك سبيلا ضال تابع ضلال و جاهل مقلد جهال فلا طمع في هدايته و لا رغبة في إنقاذه من هوة غوايته و إنما خاطب الله تعالى ذوي العلم و أرباب الفهم الذين عضدهم الله بمعاونة التوفيق و هداهم إلى سواء الطريق فهم يستخرجون الغوامض بالفكر الدقيق و ينظرون إلى الغيب من وراء ستر رقيق و قليل ما هم.

next page

fehrest page

back page