next page

fehrest page

back page

ما ورد في تفضيله (عليه السلام) على الأصحاب صريحا

و نذكر هاهنا ما ورد في تفضيله (عليه السلام) على الأصحاب صريحا و بالله المستعان .

نقلت من مناقب الخوارزمي عن بريدة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قم بنا يا بريدة نعود فاطمة فلما أن دخلنا عليها أبصرت أباها دمعت عيناها قال ما يبكيك يا ابنتي قالت قلة الطعم و كثرة الهم و شدة السقم قال لها أما و الله ما عند الله خير مما ترغبين إليه يا فاطمة أ ما ترضين أني زوجتك خير أمتي أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أفضلهم حلما و الله إن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة .

و قريب منه ما نقلته من كتاب الذرية الطاهرة للدولابي بخط الشيخ

[150]

ابن وضاع قال :
لما بلغ فاطمة تزويجها بعلي بكت فدخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال ما لك يا فاطمة تبكين فو الله لقد أنكحتك أكثرهم علما و أفضلهم حلما و أولهم سلما .

و من مسند أحمد بن حنبل عن معقل بن يسار قال : وضأت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم فقال هل لك في فاطمة نعودها فقلت نعم فقام متوكئا علي فقال أما إنه سيحمل ثقلها غيرك و يكون أجرها لك قال فكأنه لم يكن علي شي‏ء حتى دخلنا على فاطمة فقال كيف تجدينك قالت و الله لقد اشتد حزني و اشتدت فاقتي و طال سقمي حدثنا عبد الله قال وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال أ و ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما .

و من مناقب الخوارزمي عن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة .

و منه عن ابن عباس قال : أتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بطائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك فجاءه علي بن أبي طالب ع فقال اللهم واله .

و منه عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاءه علي فأكل معه قال رضي الله عنه أخرج أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه و ذكره النسائي في حديثه .

و بالإسناد عن أبي عيسى الترمذي هذا عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا بسب علي فامتنع فقال ما منعك أن تسب أبا تراب قال أما ما ذكرت فثلاث قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله ص يقول لعلي

[151]

و خلفه في بعض مغازيه فقال له علي (عليه السلام) يا رسول الله تخلفني مع الصبيان و النساء فقال له رسول الله أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي و سمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا قال فأتاه و به رمد فبصق في عينه فدفع الراية إليه ففتح الله عليه و أنزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ... الآية دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي .

أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه قال رضي الله عنه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أ ما ترضى أن تكون معي بمنزلة هارون من موسى أخرجه الشيخان في صحيحهما بطرق كثيرة.

قلت و رواه أحمد بن حنبل في مسنده بطرق كثيرة أيضا و أما حديث الراية فقد أخرجه مسلم في صحيحه و نظم ذلك حسان بن ثابت فقال :

و كان علي أرمد العين يبتغي *** دواء فلما لم يحس مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة *** فبورك مرقيا و بورك راقيا

و قال سأعطي الراية اليوم فارسا *** كميا شجاعا في الحروب محاميا

يحب الإله و الإله يحبه *** به يفتح الله الحصون الأوابيا

فخص به دون البرية كلها *** عليا و سماه الوصي المواخيا

و قد تقدم ذكرنا لهذا الحديث.

و أما آية المباهلة فيجب أن تذكر في أخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الحال فيها مشهور و الإجماع عليها معلوم و قد ذكرت هذا الحديث قبل فأما المباهلة و سببها فإني أذكرها بعد هذا إن شاء الله تعالى .

و من كتاب المناقب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أنه قال جاءنا رسول

[152]

الله ص و نحن مضطجعون في المسجد و في يده عسيب رطب فقال ترقدون في المسجد قلنا قد أجفلنا و أجفل علي معنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعال يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي أ لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة و الذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج كأني أنظر إلى مقامك من حوضي .

العسيب جريد النخل و هو سعفه و جفل الناس و أجفلوا أسرعوا في الهرب و الذياد الطرد يقال ذدته عن كذا طردته .

و منه عن علي (عليه السلام) قال : وجعت وجعا فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنامني في مكانه و قام يصلي فألقى علي طرف ثوبه فصلى ما شاء الله ثم قال يا ابن أبي طالب قد برأت فلا بأس عليك ما سألت الله تعالى شيئا إلا و سألت لك مثله و لا سألت الله شيئا إلا أعطانيه إلا أنه قال لا نبي بعدك .

و منه عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا علي أخصمك بالنبوة و لا نبوة بعدي و تخصم الناس بسبع و لا يحاجك فيهن أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله و أوفاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله و أقسمهم بالسوية و أعدلهم في الرعية و أبصرهم في القضية و أعظمهم عند الله يوم القيامة مزية قال صاحب كفاية الطالب هذا حديث حسن عال رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء و آخر الحديث و أعظمهم عند الله عز و جل مزية .

و من كتاب المناقب عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : علي خير البرية .

و منه عن جابر قال : كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبل علي بن أبي طالب فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أتاكم أخي ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم قال إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد الله تعالى و أقومكم بأمر الله و أعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند الله

[153]

مزية قال و نزلت هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ قال و كان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أقبل علي (عليه السلام) قالوا قد جاء خير البرية .

و منه عن سلمان الفارسي (ره) : أنه سمع نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب .

و منه عن أبي أيوب الأنصاري : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرض مرضة فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده فلما رأت ما برسول الله من الجهد و الضعف استعبرت فبكت حتى سال الدمع على خديها فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا فاطمة إن لكرامة الله إياك زوجتك من أقدمهم سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما إن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى لي أن أزوجه إياك و أتخذه وصيا .

قلت : هذا الحديث قد أخرجه الدارقطني صاحب الجرح و التعديل أتم من هذا و كان في عزمي أن أؤخر ذكره إلى أن أذكر الإمام الخلف الحجة (عليه السلام) لكني ذكرته هنا .

هو من كتاب كفاية الطالب عن الدارقطني عن رجاله عن أبي هارون العبدي قال : أتيت أبا سعيد الخدري فقلت له هل شهدت بدرا فقال نعم فقلت أ لا تحدثني بشي‏ء مما سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي و فضله فقال بلى أخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرض مرضة نقه منها فدخلت عليه فاطمة (عليها السلام) تعوده و أنا جالس عن يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رأت ما برسول الله من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يبكيك يا فاطمة قالت أخشى الضيعة يا رسول الله فقال يا فاطمة أ ما علمت أن الله

[154]

اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه نبيا ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إلي فأنكحته و اتخذته وصيا أ ما علمت أنك بكرامة الله إياك زوجك أعلمهم علما و أكثرهم حلما و أقدمهم سلما فضحكت و استبشرت فأراد رسول الله أن يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمد و آل محمد فقال لها يا فاطمة و لعلي ثمانية أضراس يعني مناقب إيمان بالله و رسوله و حكمته و زوجته و سبطاه الحسن و الحسين و أمره بالمعروف و النهي عن المنكر يا فاطمة إنا أهل البيت أعطينا ست خصال لم يعطها أحد من الأولين و لم يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا خير الأنبياء و هو أبوك و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و هو حمزة عم أبيك و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناك و منا مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى ثم ضرب على منكب الحسين فقال من هذا مهدي الأمة قال محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي هكذا أخرجه الدارقطني صاحب الجرح و التعديل .

قلت قد أورده الحافظ أبو نعيم في كتاب الأربعين في أخبار المهدي ع أذكره هناك إن شاء الله و هو أبسط من هذا .

و من مناقب الخوارزمي حدثنا عبد الرحمن بن القاسم الهمداني حدثنا أبو حاتم محمد بن محمد الطالقاني حدثنا أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الثقة محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الأمين موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب عن المرتضى أمير المؤمنين

[155]

علي بن أبي طالب عن المصطفى محمد الأمين سيد الأولين و الآخرين صلى الله عليه و آله أجمعين :
أنه قال لعلي بن أبي طالب يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك .

فقال علي (عليه السلام) : السلام عليك أيها العبد المطيع لله .

فقالت الشمس : و عليك السلام يا أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين ; يا علي أنت و شيعتك في الجنة ; يا علي أول من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت , و أول من يحيى محمد ثم أنت , و أول من يكسى محمد ثم أنت .

ثم انكب علي ساجدا و عيناه تذرفان بالدموع .

فانكب عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ; فقال : يا أخي و حبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماواته .

و من المناقب قال أنبأني الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار يرفعه إلى عبد الله بن مسعود قال : كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد أصحر يقال أصحر إذا خرج إلى الصحراء فتنفس الصعداء فقلت يا رسول الله ما لك تتنفس قال يا ابن مسعود نعيت إلي نفسي قلت استخلف يا رسول الله قال من قلت أبا بكر فسكت ثم تنفس فقلت ما لي أراك تتنفس يا رسول الله قال نعيت إلي نفسي قلت استخلف يا رسول الله قال من قلت عمر بن الخطاب فسكت ثم تنفس فقلت ما لي أراك تتنفس يا رسول الله قال نعيت إلي نفسي قلت استخلف يا رسول الله قال من قلت علي بن أبي طالب قال أوه و لن تفعلوا إذا أبدا و الله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة .

قلت نقلت من مسند أحمد بن حنبل من المجلد الأول منه عن أبي ظبيان عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا علي إن أنت وليت الأمر من بعدي فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب .

عن حذيفة بن اليمان قال : قالوا يا رسول الله أ لا تستخلف عليا قال إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم .

و إنما ذكرت هذا ليعلم أنه كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يميل إلى ولايته الأمر فيذكر ذلك مرة تعريضا و مرة

[156]

تصريحا و سأفرد فصلا أضمنه ما أورد عنه من تسمية أمير المؤمنين في عدة مواضع مصرحا بذلك في كل مشهد و محفل و عند كل مجمع .

و لكن لا حياة لمن تنادي .

و قد أنشدني بعض أصحابنا بيتين لهما نصيب من الحسن و حظ من اللطف و الرشاقة و هما :

أوصى النبي فقال قائلهم قد *** ظل يهجر سيد البشر

و أرى أبا بكر أصاب و لم *** يهجر و قد أوصى إلى عمر

و من كتاب مناقب الخوارزمي عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طير فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي فقلت إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على حاجة فذهب ثم جاء فقلت له مثل ذلك فذهب ثم جاء فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افتح ففتحت ثم دخل فقال ما حديثك يا علي قال هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة قال ما حملك على ما صنعت يا أنس قال سمعت دعاءك فأحببت أن يكون في رجل من قومي فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الرجل قد يحب قومه إن الرجل قد يحب قومه .

و نقلت من مناقب الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه عن حذيفة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي خير البشر من أبى فقد كفر و عن حذيفة أيضا مثله .

و منه قال : سئل حذيفة عن علي فقال خير هذه الأمة بعد نبيها و لا يشك فيه إلا منافق .

و منه عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن علي بن أبي طالب خير من أخلف بعدي .

و منه عن أبي سعيد الخدري قال : قال سلمان رآني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فناداني

[157]

فقلت لبيك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أشهدك اليوم أن علي بن أبي طالب خيرهم و أفضلهم .

و منه عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال : قلت يا رسول الله إن لكل نبي وصي فمن وصيك فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال يا سلمان فأسرعت إليه و قلت لبيك قال تعلم من وصي موسى قلت نعم يوشع بن نون قال لم قلت لأنه كان أعلمهم يومئذ قال فإن وصيي و موضع سري و خير من أترك بعدي ينجز عدتي و يقضي ديني علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

و منه عن أنس بن مالك قال : حدثني سلمان الفارسي أنه سمع رسول الله يقول إن أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب .

و رواه صديقنا العز المحدث الحنبلي مرفوعا إلى أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي أخي و صاحبي و ابن عمي و خير من أترك بعدي يقضي ديني و ينجز موعدي .

و عن أنس عن سلمان قال : قلت يا رسول الله عمن نأخذ بعدك و بمن نثق قال فسكت عني حتى سألت عشرا ثم قال يا سلمان إن وصيي و خليفتي و أخي و وزيري و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب يؤدي عني و ينجز موعدي .

و منه عن سلمان رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هل تدري من كان وصي موسى قلت يوشع بن نون قال فإن وصيي في أهلي و خير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

و منه عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنت خير أمتي في الدنيا و الآخرة .

و منه عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من يمشي على وجه الأرض بعدي علي بن أبي طالب .

و منه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي خير من تركت بعدي .

و منه عن أنس أيضا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : إن خليلي و وزيري و خليفتي و خير من أترك بعدي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

[158]

و منه عن عطية بن سعد قال : دخلنا على جابر بن عبد الله و هو شيخ كبير فقلنا أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب فرفع حاجبيه ثم قال ذلك من خير البشر و منه عن عطية مثله بعدة روايات .

و منه : سئل جابر عن علي فقال كان خير البشر و في رواية فقيل له و ما تقول في رجل يبغض عليا قال ما يبغض عليا إلا كافر .

و منه عن سالم بن أبي الجعد قال : تذاكروا فضل علي عند جابر بن عبد الله فقال و تشكون فيه فقال بعض القوم إنه قد أحدث قال و لا يشك فيه إلا كافر أو منافق .

و في رواية قال : كان خير البشر قلت يا جابر كيف تقول فيمن يبغض عليا قال ما يبغضه إلا كافر .

و منه عن جابر بن عبد الله قال : بعث النبي الوليد بن عقبة إلى بني وليعة و كان بينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه قال فخشي القوم فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال إن بني وليعة أرادوا قتلي و منعوا الصدقة فلما بلغ بني وليعة الذي قال عنهم الوليد لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا يا رسول الله و الله لقد كذب الوليد و لكنه قد كانت بيننا و بينه شحناء فخشينا أن يعاقبنا بالذي كان بيننا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا عندي كنفسي يقتل مقاتلتكم و يسبي ذراريكم و هو هذا خير من ترون و ضرب على كتف علي بن أبي طالب و أنزل الله في الوليد بن عقبة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ إلى آخرها .

و منه عن عطاء قال : سألت عائشة عن علي (عليه السلام) فقالت ذاك من خير البرية و لا يشك فيه إلا كافر .

و منه عن ابن أبي اليسر الأنصاري عن أبيه قال : دخلت على أم المؤمنين عائشة قال فقالت من قتل الخارجية قال قلت قتلهم علي قالت ما يمنعني الذي في نفسي على علي أن أقول الحق سمعت رسول الله يقول يقتلهم خير أمتي من بعدي

[159]

و سمعته يقول علي مع الحق و الحق مع علي (عليه السلام) .

و منه عن مسروق قال : دخلت على عائشة فقالت لي من قتل الخوارج فقلت قتلهم علي قال فسكتت قال فقلت لها يا أم المؤمنين إني أنشدك بالله و بحق نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) إن كنت سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا أخبرينيه قال فقالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أعظمهم عند الله تعالى يوم القيامة وسيلة .

و منه عن مسروق أيضا قال : قالت لي عائشة يا مسروق إنك من أكرم بني علي و أحبهم إلي فهل عندك علم من المخدج قال قلت نعم قتله علي على نهر يقال لأسفله تامرا و أعلاه النهروان بين أخاقيق و طرفا قال فقالت فائتني معك بمن يشهد قال فأتيتها بسبعين رجلا من كل سبع عشرة و كان الناس إذ ذاك أسباعا فشهدوا عندها أن عليا قتله على نهر يقال لأسفله تامرا و أعلاه النهروان بين أخاقيق و طرفا قالت لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي أنه قتله على نيل مصر قال قلت يا أم المؤمنين أخبريني أي شي‏ء سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول فيهم قالت سمعت رسول الله يقول هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة .

و منه عن مسروق أيضا من حديث آخر حيث شهد عندها الشهود فقالت : قاتل الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي أنه أصابه بمصر قال يزيد بن زياد فحدثني من سمع عائشة و ذكر عندها أهل النهر فقالت ما كنت أحب أن يوليه الله إياه قالوا و لم ذلك قالت لأني سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إنهم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي و ما كان بيني و بينه إلا ما يكون بين المرأة و أحمائها .

[160]

و بالإسناد عنه أنها قالت اكتب لي بشهادة من شهد مع علي النهروان فكتبت شهادة سبعين ممن شهده ثم أتيتها بالكتاب فقلت يا أم المؤمنين لم استشهدت قالت إن عمرو بن العاص أخبرني أنه أصابه على نيل مصر قال يا أم المؤمنين أسألك بحق الله و بحق رسوله و حقي عليك إلا ما أخبرتني بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه قالت إذ نشدتني فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول هم شر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلق و الخليقة و أقربهم عند الله وسيلة .

و في آخر عنه أنها سألته و أخبرها أن عليا قتلهم فقالت انظر ما تقول قلت و الله لهو قتلهم فقالت مثل ما تقدم و زادت فيه و إجابة دعوة و أورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي أيضا و قد ورد هذا عن مسروق عن عائشة بعدة طرق اقتصرنا منها على ما أوردناه .

و منه عن سليمان بن بريدة عن أبيه : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لفاطمة إن زوجك خير أمتي أقدمهم سلما و أكثرهم علما .

و نقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد قال أخبرني بعض الثقات عن رجاله قالوا : دخل أحمد بن حنبل إلى الكوفة و كان فيها رجل يظهر الإمامة فسأل الرجل عن أحمد ما له لا يقصدني فقالوا له إن أحمد ليس يعتقد ما تظهر فلا يأتيك إلا أن تسكت عن إظهار مقالتك له قال فقال لا بد من إظهاري له ديني و لغيره و امتنع أحمد من المجي‏ء إليه فلما عزم على الخروج من الكوفة قالت له الشيعة يا أبا عبد الله أ تخرج من الكوفة و لم تكتب عن هذا الرجل فقال ما أصنع به لو سكت عن إعلانه بذلك كتبت عنه قالوا ما نحب أن يفوتك مثله فأعطاهم موعدا على أن يتقدموا إلى الشيخ أن يكتم ما هو فيه و جاءوا من فورهم إلى المحدث يقال مشيت إلى موضع كذا و كذا و عدت من فوري من قبل أن أسكن و ليس أحمد معهم فقالوا إن أحمد عالم بغداد فإن خرج و لم يكتب عنك فلا بد أن يسأله أهل بغداد لم لم تكتب عن فلان فتشهر ببغداد و تلعن و قد

[161]

جئناك نطلب حاجة قال هي مقضية فأخذوا منه موعدا و جاءوا إلى أحمد و قالوا قد كفيناك قم معنا فقام فدخلوا على الشيخ فرحب بأحمد و رفع مجلسه و حدثه ما سأل فيه أحمد من الحديث فلما فرغ أحمد مسح القلم و تهيأ للقيام فقال له الشيخ يا أبا عبد الله لي إليك حاجة قال له أحمد مقضية قال ليس أحب أن تخرج من عندي حتى أعلمك مذهبي فقال أحمد هاته فقال له الشيخ إني أعتقد أن أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان خير الناس بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و إني أقول إنه كان خيرهم و إنه كان أفضلهم و أعلمهم و إنه كان الإمام بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فما تم كلامه حتى أجابه أحمد فقال يا هذا و ما عليك في هذا القول قد تقدمك في هذا القول أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جابر و أبو ذر و المقداد و سلمان فكاد الشيخ يطير فرحا بقول أحمد فلما خرجنا شكرنا أحمد و دعونا له .

و من كتاب كفاية الطالب عن حذيفة بن اليمان قال : قالوا يا رسول الله أ لا تستخلف عليا قال إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم قال هذا حديث حسن عال .

و منه عن ابن التيمي عن أبيه قال : فضل علي بن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمائة منقبة و شاركهم في مناقبهم .

قال و ابن التيمي هو موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ثقة ابن ثقة أسند عنه العلماء و الأثبات و رواه غيره مرفوعا لكن لم يعتمد عليه .

و نقلت من كتاب الأربعين للحافظ أبي بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني عن عطاء بن ميمون عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا و علي حجة الله على عباده .

قلت : و قد أورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي عن أنس أنه قال : كنت جالسا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل علي بن أبي طالب فقال يا أنس أنا و هذا حجة الله على خلقه .

قلت هذا الحديث دليل على أن مكانة أمير المؤمنين (عليه السلام) لا

[162]

يدانيها أحد من الناس و أن محله من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عالي البناء محكم الأساس و أن شرفه قد بلغ الغاية التي تحير صفتها الألباب و يعجز إدراكها الأصحاب و يجب على العقلاء أن يلقوا إليها بالمقاليد إذعانا لشأوها البعيد فإنه جعل حاله مثل حاله و نزله منزلته في هذا و في كثير من أقواله و من كان حجة على العباد فمن ينسج على منواله أو يحذو على مثاله أم كيف يمنع عن أفعاله و هو حجة على الناس و هم من عياله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

و نزيده إيضاحا و هو أن هذا يدل على أن كلما كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلعلي مثله لاشتراكهما في أنهما حجة الله على عباده فأما النبوة فإنها خرجت بدليل آخر فبقي ما عداها من الولاية عليهم و جباية خراجهم و قسمته بينهم و إقامة حدودهم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و هذا واضح لمن تأمله و أنصف .

next page

fehrest page

back page