next page

fehrest page

back page

فصل

و قد أثبت رواة العامة و الخاصة معا أسماء الذين تولى أمير المؤمنين (عليه السلام) قتلهم ببدر من المشركين على اتفاق فيما نقلوه من ذلك و اصطلاح فكان ممن سموه الوليد بن عتبة كما قدمنا و كان شجاعا جريئا فاتكا وقاحا تهابه الرجال و العاص بن سعيد و كان هولا عظيما و حاد عنه عمر بن الخطاب و طعيمة بن عدي بن نوفل و كان من رءوس أهل الضلال و نوفل بن خويلد و كان من أشد المشركين عداوة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و كانت قريش تقدمه و تعظمه و تطيعه و هو الذي قرن أبا بكر بطلحة قبل الهجرة بمكة و أوثقهما بحبل و عذبهما يوما إلى الليل حتى سئل في أمرهما و لما عرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حضوره بدرا سأل الله تعالى أن يكفيه أمره فقال اللهم اكفني أمر نوفل بن خويلد فقتله أمير المؤمنين و زمعة بن الأسود و الحارث بن زمعة و النضر بن الحارث بن عبد الدار و عمير بن عثمان بن كعب بن تيم عم طلحة بن عبيد الله و عثمان و مالك ابنا عبيد الله أخوا طلحة بن عبيد الله و مسعود بن أبي أمية بن المغيرة و قيس بن الفاكه بن المغيرة و حذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة و أبو قيس بن الوليد بن المغيرة و حنظلة بن أبي سفيان و عمرو بن مخزوم و أبو المنذر بن أبي رفاعة و منبه بن الحجاج السهمي و العاص بن منبه و علقمة بن كلدة و أبو العاص بن قيس بن عدي و معاوية بن المغيرة بن أبي العاص و لوذان بن أبي ربيعة و عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة و مسعود بن أمية بن المغيرة و حاجب بن السائب بن عويم و أوس بن المغيرة بن لوذان و زيد بن مليص و عاصم بن أبي عوف و سعيد بن وهب حليف بني عامر و معاوية بن عامر بن عبد القيس و عبد الله بن جميل بن زهير بن الحرث بن أسد و السائب بن مالك و أبو الحكم بن الأخنس و هشام بن أبي أمية بن المغيرة.

فذلك ستة و ثلاثون رجلا سوى من اختلف فيه أو شرك أمير المؤمنين فيه

[185]

غيره و هم أكثر من شطر المقتولين ببدر على ما قدمناه.

قلت و على اختلاف المذهبين في تعيين عدة المقتولين فقد اتفقا على أن أمير المؤمنين قتل النصف ممن قتل ببدر أو قريبا منه و ما أجدره (عليه السلام) بقول القائل :

لك خلتان مسالما و محاربا *** كفلا الثناء لسيفك المخضوب

‏فرقت ما بين الذوائب و الطلى *** و جمعت ما بين الطلا و الذئب

قال المفيد رحمه الله :

فصل :

فمن مختصر الأخبار التي قد جاءت بشرح ما أثبتناه .

ما رواه شعبة عن أبي إسحاق عن حارث بن مضرب قال : سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول لقد حضرنا بدرا و ما فينا فارس إلا المقداد بن الأسود و لقد رأينا ليلة بدر و ما فينا إلا من نام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه كان منتصبا في أصل شجرة يصلي و يدعو حتى الصباح .

و روي عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لما أصبح الناس يوم بدر اصطفت قريش أمامها عتبة بن ربيعة و أخوه شيبة و ابنه الوليد فنادى عتبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش فبدر إليهم ثلاثة من شبان الأنصار فقال لهم عتبة من أنتم فانتسبوا لهم فقالوا لا حاجة بنا إلى مبارزتكم إنما طلبنا بني عمنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) للأنصار ارجعوا إلى مواقفكم ثم قال قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله فقاموا فصفوا للقوم و كان عليهم البيض فلم يعرفوا فقال لهم عتبة تكلموا فإن كنتم أكفاءنا قاتلناكم فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله فقال عتبة كفو كريم و قال أمير المؤمنين أنا علي بن أبي طالب و قال عبيدة أنا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقال عتبة لابنه الوليد قم يا وليد فبرز إليه أمير المؤمنين و كانا إذ ذاك أصغري الجماعة سنا فاختلفا

[186]

ضربتين فأخطأت ضربة الوليد و اتقى بيده اليسرى ضربة أمير المؤمنين فأبانتها.

فروي : أنه كان يذكر بدرا و قتله الوليد فقال في حديثه كأني أنظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربته أخرى فصرعته و سلبته فرأيت به ردعا من خلوق فعلمت أنه قريب عهد بعرس و بارز عتبة حمزة فقتله حمزة و مشى عبيدة و كان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين فأصاب ذباب سيف شيبة عضلة ساق عبيدة فقطعها و استنقذه أمير المؤمنين و حمزة منه و قتلا شيبة و حمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء .

قال علي (عليه السلام) : لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم و قد قتلنا عتبة و الوليد و شيبة إذ أقبل إلي حنظلة بن أبي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه و لزم الأرض قتيلا .

و قيل : مر عثمان بن عفان بسعيد بن العاص و قال انطلق بنا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نتحدث عنده فانطلقا فصار عثمان إلى مجلس الذي يشبهه و ملت أنا في ناحية القوم فنظر إلي عمر و قال ما لي أراك كأن في نفسك علي شيئا أ تظن أني قتلت أباك و الله لوددت أني كنت قاتله و لو قتلته لم أعتذر من قتل كافر لكني مررت به يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه فإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ فهبته و رعت عنه فقال إلى أين يا ابن الخطاب و صمد له علي فتناوله فما رمت من مكاني حتى قتله و كان أمير المؤمنين في المجلس فقال .

اللهم غفرا ذهب الشرك بما فيه و محا الإسلام ما تقدم فما لك تهيج

[187]

الناس علي ?

فكف عمر و قال سعيد أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب و أخذوا في حديث آخر .

و أقبل علي يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح و قال له و الله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا.

و روي عن الزهري : أنه لما عرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حضور نوفل بن خويلد بدرا قال اللهم اكفني نوفلا فلما انكشفت قريش رآه علي (عليه السلام) و قد تحير لا يدري ما يصنع فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في بيضته فانتزعه ثم ضرب به ساقه و كانت درعه مشمرة فقطعها ثم أجهز عليه فقتله فلما عاد إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعه يقول من له علم بنوفل قال أنا قتلته يا رسول الله فكبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قال الحمد لله الذي أجاب دعوتي فيه .

next page

fehrest page

back page