فصل :
و قد ذكر أهل السير قتلى أحد من المشركين و كان جمهورهم قتلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) .
قال محمد بن إسحاق : كان صاحب لواء قريش يوم أحد طلحة بن أبي طلحة
قتله علي و قتل ابنه أبا سعيد و أخاه كلدة و عبد الله بن جميل بن زهرة و أبا الحكم
بن الأخنس بن شريق الثقفي و الوليد بن أبي حذيفة بن المغيرة و أخاه أمية و أرطاة
بن شرحبيل و هشام بن أمية و عمرو بن عبد الله الجمحي و بشر بن مالك و صوابا مولى
بني عبد الدار و كان الفتح له و رجوع الناس إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمقامه و ثباته و يذب عنه
دونهم و يبذل مهجته العزيزة في نصره و توجه العتاب من الله إلى كافتهم لموضع
الهزيمة و في قتله (عليه السلام) من قتل يوم أحد و عنائه و بلائه يقول الحجاج بن غلاظ السلمي .
لله أي مذبب عن حزبه *** أعني ابن فاطمة المعم المخولا
جادت يداك له بعاجل طعنة *** تركت طليحة للجبين مجدلا
[197]
و شددت شدة باسل فكشفتهم *** بالسفح إذ يهوون أسفل
أسفلا
و عللت سيفك بالدماء و لم تكن *** لترده حران حتى ينهلا
و روى الحافظ أبو محمد بن عبد العزيز الجنابذي في كتاب معالم العترة
النبوية مرفوعا إلى قيس بن سعد عن أبيه أنه سمع عليا (عليه السلام) يقول : أصابتني يوم أحد ستة
عشر ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن فجاءني رجل حسن الوجه طيب الريح فأخذ بضبعي
فأقامني ثم قال أقبل عليهم فإنك في طاعة الله و طاعة رسوله و هما عنك راضيان قال
علي فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبرته فقال يا علي أ ما تعرف الرجل قلت لا و لكني شبهته
بدحية الكلبي فقال يا علي أقر الله عينك كان جبرئيل .