back page fehrest page next page

و منها : أنه انصرف ليلة من العشاء فأضاءت له برقه فنظر إلى قتادة بن النعمان فعرفه و كانت ليلة مطيرة فقال يا نبي الله أحببت أن أصلي معك فأعطاه عرجونا و قال خذ هذا فإنه سيضي‏ء لك أمامك عشرا فإذا أتيت بيتك فإن الشيطان قد خلفك فانظر إلى الزاوية على يسارك حين تدخل فاعله بسيفك

[35]

فدخلت فنظرت حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا أنا بسواد فعلوته بسيفي فقال أهلي ما ذا تصنع .

و فيه معجزتان إحداهما إضاءة العرجون بلا نار جعلت في رأسه و الثانية خبره عن الجني على ما كان .

و منها : أن جارية كان يقال لها زائدة كثيرا ما كانت تأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتته ليلة و قالت عجنت عجينا لأهلي فخرجت أحتطب فرأيت فارسا لم أر أحسن منه فقال لي كيف محمد قلت بخير ينذر الناس بأيام الله فقال إذا أتيت محمدا فأقرئيه السلام و قولي له إن رضوان خازن الجنة يقول إن الله قسم الجنة لأمتك أثلاثا فثلث يدخلون الجنة بغير حساب و ثلث يحاسبون حسابا يسيرا و ثلث تشفع لهم فتشفع فيهم قالت فمضى فأخذت الحطب أحمله فثقل علي فالتفت و نظر إلي و قال ثقل عليك حطبك فقلت نعم فأخذ قضيبا أحمر كان في يده فغمز الحطب ثم نظر فإذا هو بصخرة ناتئة فقال أيتها الصخرة احملي الحطب معها فقالت يا رسول الله فأني رأيتها تدكدك حتى رجعت فألقت الحطب و انصرفت .

[36]

و منها : أنه أتاه رجل من جهينة يتقطع من الجذام فشكا إليه فأخذ قدحا من الماء فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرأ حتى لا يوجد منه شي‏ء .

و منها : ما رواه أبو سعيد الخدري أن عمير الطائي كان يرعى بالحرة غنما له إذ جاء ذئب إلى شاة من غنمه فانتهزها فحال بين الذئب و الشاة إذ أقعى الذئب على ذنبه فقال أ لا تتقي الله تحول بيني و بين رزق ساقه الله إلي فقال الراعي العجب من الذئب يكلمني فقال الذئب أعجب من هذا رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق فأخذ الراعي الشاة فأتى بها المدينة ثم أتى النبي فأخبره فخرج النبي إلى الناس فقال للراعي قم فحدثهم فقام فحدثهم فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صدق الراعي .

[37]

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في سفر إذ جاء بعير فضرب الأرض بجرانه ثم بكى حتى ابتل ما حوله من دموعه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) هل تدرون ما يقول إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره غدا فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لصاحبه تبيعه قال ما لي مال أحب إلي منه فاستوصى به خيرا .

و منها : أن ثورا أخذ ليذبح فتكلم فقال رجل يصيح لأمر نجيح بلسان فصيح بأعلى مكة لا إله إلا الله فخلى عنه .

و منها : ما روت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمشي في الصحراء فناداه مناد يا رسول الله فإذا هي ظبية موثقة قال ما حاجتك قالت هذا الأعرابي صادني و لي خشفان في ذلك الجبل فأطلقني حتى أذهب و أرضعهما فأرجع قال و تفعلين قالت نعم فإن لم أفعل عذبني الله عذاب العشار فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فأتاه الأعرابي فأخبره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحالها فأطلقها فعدت تقول أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله .

و منها : أن رجلا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال إني قدمت من سفر لي فبينا بنية خماسية تدرج حولي في صبغها و حليها أخذت بيدها فانطلقت إلى وادي كذا و طرحتها فيه فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) انطلق معي فأرني الوادي فانطلق مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الوادي فقال لأبيها ما اسمها قال فلانة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أجيبي يا فلانة

[38]

بإذن الله فخرجت الصبية تقول لبيك يا رسول الله و سعديك قال إن أبويك قد أسلما فإن أحببت أردك عليهما قالت لا حاجة لي فيهما وجدت الله خيرا لي منهما .

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في أصحابه إذ جاء أعرابي و معه ضب قد صاده و جعله في كمه قال من هذا قالوا هذا النبي فقال و اللات و العزى ما أحد أبغض إلي منك و لو لا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) ما حملك على ما قلت آمن بي قال لا أؤمن أو يؤمن بك هذا الضب فطرحه فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يا ضب فأجابه الضب بلسان عربي يسمعه القوم لبيك و سعديك يا زين من وافى القيامة قال من تعبد قال الذي في السماء عرشه و في الأرض سلطانه و في البحر سبيله و في الجنة رحمته و في النار عقابه قال فمن أنا يا ضب قال رسول رب العالمين و خاتم النبيين قد أفلح من صدقك و خاب من كذبك قال الأعرابي لا أتبع أثرا بعد عين لقد جئتك و ما على وجه الأرض أحد أبغض إلي منك فإنك الآن أحب إلي من نفسي و والدي أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فرجع إلى قومه و كان من بني سليم فأخبرهم بالقضية و آمن ألف إنسان منهم .

[39]

و منها : ما روى أنس قال خرجت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السوق و معي عشرة دراهم و أراد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يشتري عباءة فرأى جارية تبكي و تقول سقط مني درهمان في زحام السوق و لا أجسر أن أرجع إلى مولاي فقال لي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطها درهمين فأعطيتها فلما اشترى عباءة بعشرة دراهم فوقفت على ما بقي معي فإذا هي عشرة كاملة .

و روى أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل حائطا للأنصار و فيه غنم فسجدت له فقال أبو بكر نحن أحق بالسجود لك من هذه الغنم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) إنه لا ينبغي أن يسجد أحد لأحد و لو كان ينبغي أن يسجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .

و منها : أن عبد الله بن أبي أوفى قال بينما نحن قعود عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أتاه آت فقال ناضح آل فلان قد ند

[40]

عليهم فنهض و نهضنا معه فقلنا لا تقربه فإنا نخافه عليك فدنا من البعير فلما رآه سجد له ثم وضع يده على رأس البعير فقال هات الشكال فوضعه في رأسه و أوصاهم به خيرا .

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث برجل يقال له سفينة بكتاب إلى معاذ و هو باليمن فلما صار في بعض الطريق إذا هو بأسد رابض في الطريق فخاف أن يجوز فقال أيها الأسد إني رسول رسول الله إلى معاذ و هذا كتابه إليه

[41]

فهرول قدامه غلوة ثم همهم ثم خرج ثم تنحى عن الطريق فلما رجع بجواب الكتاب فإذا بالسبع في الطريق ففعل مثل ذلك فلما قدم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبره بذلك فقال ما تدري ما قال في المرة الأولى قال كيف رسول الله و في الثانية قال أقرئ رسول الله السلام .

و منها : أن أعرابيا بدويا يمانيا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ناقة حمراء فلما قضى تحيته قالوا إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة قال أ لكم بينة قالوا نعم قال يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة فأطرق الأعرابي ساعة ثم قال قم يا أعرابي لأمر الله و إلا فأدل بحجتك فقالت الناقة و الذي بعثك بالحق نبيا يا رسول الله إن هذا ما سرقني و لا ملكني أحد سواه فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يا أعرابي ما الذي أنطقها بعذرك و ما الذي قلت قال قلت اللهم إنك لست برب استحدثناك و لا معك إله أعانك على خلقنا و لا معك رب فيشركك في ربوبيتك أنت ربنا كما تقول و فوق ما يقول القائلون أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تبرئني ببراءتي فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك ألا من نزل به مثل ما نزل بك فليقل مثل مقالتك و ليكثر الصلاة علي فينقذه الله تعالى .

[42]

و منها : أنه لما فتح خيبر أصابه من سهمه حمار أسود فكلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحمار و كلمه الحمار فقال ما اسمك فقال يزيد بن شهاب أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلها لم يركبه إلا نبي و لم يبق من نسل جدي غيري و لا من الأنبياء غيرك قد كنت أتوقعك لتركبني و كنت ليهودي يجيع بطني و يضرب ظهري فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سميتك يعفور تشتهي الإناث قال لا و كان مركبه إلى أن مضى (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء بعد موته إلى بئر لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصار قبره جزعا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) .

و منها : أن سلمة بن الأكوع أصابه ضربة في يوم خيبر فأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

[43]

فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكاها حتى الممات .

و أصاب عين قتادة بن النعمان ضربة أخرجتها فردها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى موضعها فكانت أحسن عينيه .

و منها : أن جبرئيل أتاه فرآه حزينا فقال ما لك قال فعل بي الكفار كذا و كذا قال جبرئيل فتحب أن أريك آية قال نعم فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى شجرة من وراء الوادي فقال ادع تلك الشجرة فدعاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاءت حتى قامت بين يديه قال مرها فلترجع فرجعت فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حسبي .

و منها : أنه كان (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فأقبل أعرابي إلى رسول الله فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) هل أدلك إلى خير قال ما هو قال تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله قال الأعرابي هل من شاهد قال هذه الشجرة فدعاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبلت تخد الأرض فقامت بين يديه فاستشهدها فشهدت كما قال و رجعت إلى منبتها و رجع الأعرابي إلى قومه و قد أسلم فقال إن يتبعوني أتيتك بهم و إلا رجعت إليك و كنت معك .

[44]

و منها : أن أعرابيا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال هل لك من آية فيما تدعو إليه قال نعم ائت تلك الشجرة فقل لها يدعوك رسول الله فمالت عن يمينها و يسارها و بين يديها فقطعت عروقها ثم جاءت تخد الأرض حتى وقفت بين يدي رسول الله قال فمرها حتى ترجع إلى منزلها فأمرها فرجعت إلى منبتها فقال الأعرابي ائذن لي أسجد لك

قال لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها قال فأذن لي أن أقبل يديك فأذن له .

و منها : أنه قال لأعرابي إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة فتجي‏ء إلي تشهد أني رسول الله قال نعم فدعا العذق فنزل من النخلة حتى سقط على الأرض فجعل ينقز حتى أتى النبي ثم قال له ارجع فرجع إلى مكانه فقال أشهد أنك رسول الله .

و منها : أن يعلى بن سيابة قال كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسير

[45]

فأراد أن يقضي حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما بالأخرى إلى أن فرغ ثم أمرهما فرجعتا كما كانتا .

و منها : أن شابا من الأنصار كان له أم عجوز عمياء و كان مريضا فعاده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فمات فقالت اللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك و إلى نبيك رجاء أن تعينني على كل شدة فلا تحملن علي هذه المصيبة قال أنس فما برحنا أن كشف الثوب عن وجهه فطعم و طعمنا .

و منها : أن أسامة بن زيد قال خرجنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته التي حجها حتى إذا كنا ببطن الروحاء نظرنا إلى امرأة تحمل صبيا فقالت يا رسول الله هذا ابني ما أفاق من خناق منذ ولدته إلى يومه هذا

[46]

فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و تفل في فيه فإذا الصبي قد برأ فقال رسول الله لي انطلق انظر هل ترى من حش قلت إن الوادي ما فيه موضع يغطي عن الناس فقال انطلق إلى النخلات و قل إن رسول الله يأمركن أن تدنين لمخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و قل للحجارة مثل ذلك فو الذي بعثه بالحق نبيا لقد قلت لهن ذلك و قد رأيت النخلات تقاربن و الحجارة يتقربن فلما قضى حاجته رأيتهن يعدن إلى مواضعهن .

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي

و عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرج في بعض نواحيها فما بقي شجر و لا حجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله.

و عن جابر : لم يمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه و لم يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له .

[47]

و منها : ما روي عن أنس أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ كفا من الحصى فسبحن في يده ثم صبهن في يد علي فسبحن في يده حتى سمعنا التسبيح في أيديهما ثم صبهن في أيدينا فما سبحت في أيدينا .

و منها : أن عبد الله قال إنكم تعدون الآيات عذابا و إنا كنا نعدها بركة على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقد كنا نأكل الطعام مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و نحن نسمع التسبيح من الطعام .

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أتموا الركوع و السجود فو الله إني لأراكم من بعد ظهري إذا ركعتم و سجدتم .

و منها ما روى أبو أسيد : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال للعباس يا أبا الفضل الزم منزلك غدا أنت و بنوك فإن لي فيكم حاجة فصبحهم و قال تقاربوا فزحف بعضهم إلى بعض حتى إذا أمكنوا اشتمل عليهم بملاءة و قال يا رب هذا عمي و صنو أبي و هؤلاء بنو عمي استرهم من النار كستري إياهم فأمنت أسكفة الباب و حوائط البيت آمين آمين .

[48]

و منها ما روى عن أم سلمة : أن فاطمة (عليها السلام) جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حاملة حسنا و حسينا و فخارا فيه حريرة فقال ادعي ابن عمك فأجلس أحدهما على فخذه اليمنى و الآخر على فخذه اليسرى و عليا و فاطمة أحدهما بين يديه و الآخر خلفه فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ثلاث مرات و أنا عند عتبة الباب فقلت و أنا منهم فقال أنت إلى خير و ما في البيت أحد غير هؤلاء و جبرئيل ثم أغدف عليهم كساء خيبريا فجللهم به و هو معهم .

ثم أتاه جبرئيل بطبق فيه رمان و عنب فأكل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسبح ثم أكل الحسن و الحسين (عليه السلام) فتناولا فسبح العنب و الرمان في أيديهما و دخل علي (عليه السلام) فتناول منه فسبح أيضا ثم دخل رجل من أصحابه و أراد أن يتناول فقال جبرئيل إنما يأكل من هذا نبي أو ولد نبي أو وصي نبي

[49]

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قدم المدينة و هي أوبأ أرض الله فقال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة و صححها لنا و بارك لنا في صاعها و مدها و انقل حماها إلى الجحفة .

و منها : أن أبا طالب مرض فدخل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا ابن أخ ادع ربك الذي تعبده أن يعافيني فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم اشف عمي فقام فكأنما أنشط من عقال .

و منها : أن عليا (عليه السلام) مرض و أخذ يقول اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني و إن كان متأخرا فارفعني و إن كان للبلاء فصبرني فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم اشفه اللهم عافه ثم قال قم قال علي (عليه السلام) فقمت فما عاد ذلك الوجع إلي بعد .

و منها ما روى ابن عباس : أن امرأة جاءت بابن لها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت ابني هذا به جنون يأخذه عند غدائنا و عشائنا فيحثو علينا فمسح (صلى الله عليه وآله وسلم) صدره و دعا فثع ثعة فخرج من جوفه مثل جرو الأسود فبرأ .

[50]

و منها أن عبد الله بن بريدة قال : سمعت أبي يقول إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ .

و منها : أن معاذ بن عفراء جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمل يده و كان قطعها أبو جهل فبصق عليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فألصقها فلصقت .

و منها : أن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى رجلا يكف شعره إذا سجد قال اللهم افتتح رأسه قال فتساقط شعره حتى ما بقي في رأسه شي‏ء .

و منها : أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا لأنس لما قالت أمه أم سليم ادع له فهو خادمك فقال اللهم أكثر ماله و ولده و بارك له فيما أعطيته فقال أنس أخبرني بعض ولدي أنه دفن من ولده أكثر من مائة .

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبصر رجلا يأكل بشماله فقال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لا استطعت قال فما وصلت إلى فيه يمينه بعد كلما رفع اللقمة إلى فيه ذهبت في شق آخر .

و منها ما روى أبو نهيك الأزدي عن عمرو بن أخطب : أنه استسقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فأتيته بإناء فيه ماء و فيه شعرة فرفعتها ثم ناولته فقال اللهم فجمله قال فرأيته بعد ثلاث و تسعين سنة ما في رأسه و لحيته شعرة بيضاء .

[51]

و منها أن ابن مسعود قال : كنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نصلي في ظل الكعبة و ناس من قريش و أبو جهل نحروا جزورا في ناحية مكة فبعثوا فجاءوا بسلاها فطرحوه بين كتفيه فجاءت فاطمة (عليها السلام) فطرحته عنه فلما انصرف قال اللهم عليك بقريش بأبي جهل و بعتبة و شيبة و الوليد بن عتبة و أمية بن خلف و بعقبة بن أبي معيط قال عبد الله و لقد رأيتهم قتلى في قليب بدر .

و منها : أن النابغة الجعدي أنشد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله :

بلغنا السماء عزة و تكرما ***و إنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال إلى أين يا أبا ليلى قلت إلى الجنة قال أحسنت لا يفضض الله فاك قال الراوي فرأيته شيخا له ثلاثون و مائة سنة و أسنانه مثل ورق الأقحوان نقاء و بياضا و قد تهدم جسمه إلا فاه .

و منها : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج فعرضت له امرأة مسلمة فقالت يا رسول الله إني امرأة و معي زوج لي في بيتي مثل المرأة فقال ادعي زوجك فدعته فقال لها أ تبغضينه قالت نعم

[52]

فدعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهما و وضع جبهتها على جبهته فقال اللهم ألف بينهما و حبب أحدهما إلى صاحبه ثم قالت المرأة بعد ذلك ما طارف و لا تالد و لا والد أحب إلي منه فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اشهدي أني رسول الله .

و منها : أن عمرو بن الحمق الخزاعي سقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال اللهم أمتعه بشبابه فمر به ثمانون سنة لم تر له شعرة بيضاء .

و منها أن عمران بن حصين قال : كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) و قد تغير وجهها من الجوع فقال لها ادني فدنت فرفع يده حتى وضعها على صدرها و هي صغيرة في موضع القلادة ثم قال اللهم مشبع الجاعة و رافع الوضيعة لا تجع فاطمة بنت محمد قال فرأيت الدم قد غلب على وجهها كما كانت الصفرة فقالت ما جعت بعد ذلك .

و منها أن أسماء بنت عميس قالت : إن عليا (عليه السلام) قد بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حاجة في غزوة حنين و قد صلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العصر و لم يصلها علي (عليه السلام) فلما رجع وضع رأسه في حجر علي (عليه السلام) و قد أوحي إليه فجلله بثوبه و لم يزل كذلك حتى كادت الشمس تغيب ثم إنه سري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أ صليت يا علي فقال لا قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم رد على علي الشمس فرجعت حتى بلغت نصف المسجد قالت أسماء و ذلك بالصهباء .

[53]

و منها أن عطا قال : كان في وسط رأس مولاي السائب بن يزيد شعر أسود و بقية رأسه و لحيته بيضاء فقلت ما رأيت مثل رأسك هذا أسود و هذا أبيض فقال أ فلا أخبرك قلت بلى قال إني كنت ألعب مع الصبيان فمر بي نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعرضت له و سلمت عليه فقال و عليك السلام من أنت قلت أنا السائب ابن أخت النمر فمسح رسول الله رأسي و قال بارك الله فيك فلا و الله لا تبيض أبدا .

و منها أن عليا (عليه السلام) قال : بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى اليمن فقلت يا رسول الله بعثتني و أنا حديث السن لا علم لي بالقضاء فقال انطلق فإن الله سيهدي قلبك و يثبت لسانك قال علي (عليه السلام) فما شككت في قضاء بين رجلين .

[54]

و منها أن عليا (عليه السلام) قال : لما خرجنا إلى خيبر فإذا نحن بواد ملآن ماء فقدرناه أربع عشر قامة فقال الناس يا رسول الله العدو من ورائنا و الوادي أمامنا كما قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قالَ كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ فنزل (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال اللهم إنك جعلت لكل مرسل علامة فأرنا قدرتك فركب (صلى الله عليه وآله وسلم) و عبرت الخيل و الإبل لا تتندى حوافرها و أخفافها ففتحوه ثم أعطى بعده في أصحابه حين عبور عمرو بن معديكرب المدائن و البحر بجيشه .

و منها ما روى جعيل الأشجعي أنه قال : غزوت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض غزواته فقال سر يا صاحب الفرس فقلت يا رسول الله عجفاء ضعيفة فرفع مخفقة معه فضربها ضربا خفيفا و قال اللهم بارك له فيها قال لقد رأيتني ما أمسك رأسها أن تقدم الناس و لقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا .

و منها : أن جرهدا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و بين يديه طبق فأدلى جرهد بيده الشمال ليأكل و كانت يده اليمنى مصابة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) كل باليمين قال إنها مصابة فنفث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها فما اشتكاها بعد .

[55]

و منها أن أبا هريرة قال : أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما بتمرات فقلت ادع الله لي بالبركة فيهن فدعا ثم قال خذهن فاجعلهن في المزود و إذا أردت شيئا فأدخل يدك فيه و لا تنثره قال فلقد حملت من ذلك التمر وسقا و كنا نأكل منه و نطعم و كان لا يفارق حقوي فارتكبت مأثما فانقطع و ذهب و قيل إنه كتم الشهادة لعلي ثم تاب فدعا له علي (عليه السلام) فصار كما كان فلما خرج إلى معاوية ذهب و انقطع .

و منها أن عثمان بن حنيف قال : جاء رجل ضرير إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و شكا إليه ذهاب بصره فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين و قل اللهم إني أسألك و أتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ليجلي عن بصري اللهم شفعه في و شفعني في نفسي قال ابن حنيف فلم يطل بنا الحديث حتى دخل الرجل كأن لم يكن به ضر قط .

back page fehrest page next page